والحال الثانية ان يكون عاجزا عن الصوم وعقله معه هذا يطعم عنه في عموم قول الله عز وجل وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين قال ابن عباس رضي الله عنهما نور على الدرب برنامج يومي يجيب فيه اصحاب الفضيلة العلماء عن اسئلة المستمعين اعداد وتقديم ابن ابراهيم السبيت تنفيذ وليد بن عبدالرحمن النومان بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين احبتي المستمعين الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. اهلا ومرحبا بكم ايها الكرام. في هذه الحلقة الجديدة من برنامج نور على الدرب. ضيفنا في هذا اللقاء هو فضيلة الشيخ الاستاذ الدكتور سامي بن محمد الصقير عضو هيئة كبار العلماء في بداية هذه الحلقة نرحب بكم شيخنا الكريم حياكم الله. حياكم الله وبارك فيكم وبارك الله في الاخوة المستمعين والمستمعات حياكم الله مستمعينا الكرام ونسعد بمتابعتكم لنا في هذه الحلقات نسأل الله جل وعلا ان يكتب لنا ولكم فيها العلم النافع والعمل الصالح شيخنا حفظكم الله نبدأ هذه الحلقة بهذا السؤال الذي يقول باعثه ما حكم السواك للصائم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد خاتم النبيين وامام المتقين وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان الى يوم الدين اما بعد السواك سنة للصائم وغيره سواء كان ذلك قبل الزوال ام بعده في عمومات الادلة ومنها قول النبي صلى الله عليه وسلم السواك مطهرة للفم مرظاة للرب وقال صلى الله عليه وسلم لولا ان اشق على امتي لامرتهم بالسواك عند كل وضوء وفي رواية عند كل صلاة وقال عامر بن ربيعة رضي الله عنه رأيت النبي صلى الله عليه وسلم ما لا احصي يتسوق وهو صائم هذه الاحاديث عامة في مشروعية السواك للصائم سواء كان صيامه فرضا قبل الزوال ام بعده واما قول من قال من العلماء ان السواك مكروه للصائم بعد الزوال في الحديث الوارد اذا صمتم فاستاقوا بالغداة ولا تستاقوا بالعشي والغداة اول النهار والعشي اخره وقالوا ايضا بان السواك بعد الزوال يذهب رائحة جوفه وهي الخلوف ويقال الخلوف بضم الخاء وفتحها وهذا الخلوف ناشئ عن طاعة الله عز وجل وهو محبوب اليه سبحانه وتعالى كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ولخلوف فم الصائم اطيب عند الله من ريح المسك بقاء هذه الرائحة خير من زوالها لانها محبوبة الى الله عز وجل فالجواب حديث وهو اذا صمتم فاستاكوا بالغداة ولا تستاقوا بالعشي فهو ضعيف لا يثبت واما التعليل الذي ذكروه الجواب عنه من وجهين الوجه الاول ان هذه الرائحة التي تنبعث من المعدة لا تتقيدوا بالزوال فسببها خلو المعدة من الطعام والشراب فمن الناس من ينشأ فيه هذا الخلوف وهذه الرائحة في اول النهار ومنهم من تظهر منه في اخر النهار واذا كانت العلة هي ذهاب الرائحة فليكن الحكم منوطا بها وانه اذا وجدت هذه الرائحة فان السواك يكون مكروها للصائم. وان لم توجد فلا يكره بل ان من الناس من لا تظهر منه هذه الرائحة في صفاء معدته وحسن باطنيته وربط الحكم وتعليقه بالزوال لا يصح والحاصل ان السواك سنة للصائم مطلقا سواء كان صيامه فرضا ام نفلا قبل الزوال ام بعده احسن الله اليكم شيخنا وبارك الله فيكم وفي علمكم. ايضا هذا سائل يسأل عن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم وهو قوله عليه الصلاة والسلام اذا كان يوم صوم احدكم فلا يرفث ولا يصخب فان شاتمه احد او قاتله فليقل اني امرؤ صائم والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم اطيب عند الله من ريحه المسك للصائم فرحتان يفرحهما فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه. شيخنا حفظكم الله يسأل عن معنى هذا الحديث هذا الحديث وهو حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا كان يوم صوم احدكم فلا يرفث ولا يصخب الحديث وقوله فلا يرفث الرفث هو الكلام الفاحش ويطلق على الجماع ومقدماته وقوله ولا يصخب الصخب كثرة اللغط والجلبة ثم قال فان شاتمه احد او قاتله الشتم هو السب وقوله قاتله قيل ان المراد بذلك اللعن وقيل ان الحديث على ظاهره فليقل اني امرؤ صائم يقول ذلك بلسانه جهرا وظاهر الحديث انه يقول ذلك في صيام رمضان وفي غيره وظاهره ايضا انه لا فرق بين صيام الفرض وصيام النفل والحكمة من قول من سب او شتم اني امرؤ صائم او اني صائم اولا ان فيه اعزازا للنفس وان لا يظهر امام خصمه مظهر الضعف وثانيا انه اقطع للنزاع لان هذا الشاب والشاتم اذا سمع من سبه وشتمه يقول اني امرؤ صائم علم انه لن يقابله بالمثل سينقطع وثالثا ان فيه دفعا لمن صال عليه لان هذا السب وهذا الشتم يعتبر عدوانا على من سبه وشتمه ورابعا ان فيه تعليما شرعيا بالفعل والتعليم بالفعل ابلغ من التعليم القول ثم قال عليه الصلاة والسلام ولخلوف فم الصائم اطيب عند الله من ريح المسك الخلوف بضم الخاء وفتحها تغير رائحة الفم عند خلو المعدة من الطعام والشراب وهي رائحة مستكرهة عند الناس ولكنها عند الله عز وجل اطيب من ريح المسك لانها ناشئة عن طاعة الله وما نشأ عن طاعة الله وعبادته فهو محبوب اليه سبحانه وتعالى ونظير ذلك ان الشهيد يأتي يوم القيامة وجرحه يثعب دما اللون لون الدم والريح ريح المسك ونظيره ايضا ان الله عز وجل يباهي ملائكته في اهل الموقف في عرفة ويقول عز وجل انظروا الى عبادي اتوني شعثا غبرا اشهدكم اني قد غفرت لهم وانما كان الشعة محبوبا الى الله عز وجل في هذا الموطن بانه ناشئ عن طاعة الله محظورات الاحرام وترك الترفه ثم قال عليه الصلاة والسلام للصائمين فرحتان يفرحهما فرحة عند فطره فيفرح عند فطره في امرين الامر الاول بما انعم الله عز وجل عليه من القيام في هذه العبادة الجليلة العظيمة وهي الصيام التي هي من افضل الاعمال وثانيا يفرح بما اباح الله تعالى له واحله من الطعام والشراب والنكاح الذي كان محرما عليه حال الصوم وقوله وفرحة عند لقاء ربه ويفرح بصومه حين يجد ثوابه عند الله عز وجل موفرا كاملا في وقت هو احوج ما يكون اليه احسن الله اليكم شيخنا وبارك الله فيكم وفي علمكم. ايضا هذا سائل يقول هل الافضل شيخنا حفظكم الله للمسافر في رمضان وغيره الصوم او الفطر؟ والاخذ بالرخصة وهل اذا عزم على السفر يجوز له الفطر وهو ما زال في البلد المسافر اذا لم يقصد في سفره التحيل الفطر فان الفطر في حقه مباح في عموم قول الله عز وجل ومن كان مريضا او على سفر عدة من ايام اخر ولكن هل الافضل المسافر ان يصوم او ان يفطر هذه المسألة لا تخلو من ثلاث حالات الحالة الاولى ان يشق الصوم على المسافر مشقة عظيمة لا تحتمل الصيام في حقه محرم والفطر واجب ولهذا ثبت في الحديث الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم كان في سفر فرأى زحاما ورجلا قد ظلل عليه وقال ما هذا؟ قالوا صائم فقال النبي صلى الله عليه وسلم ليس من البر الصيام في السفر اي في مثل تلك الحال التي يكون فيها شاقا وفي حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما انهم خرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح حتى بلغوا كرة على الغميم اخبروا النبي صلى الله عليه وسلم ان الناس قد شق عليهم الصيام وانهم ينظرون فيما يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا النبي صلى الله عليه وسلم بقدح من ماء بعد العصر فشرب والناس ينظرون فقيل له ان بعض الناس قد صام يعني مع المشقة وقال اولئك العصاة اولئك العصاة ودل هذا على ان صياما مسافر مع المشقة العظيمة انه محرم بانه مخالف في سنة النبي صلى الله عليه وسلم والحال الثانية ان يشق الصوم على المسافر مشقة يسيرة محتملة الفطر في حقه افضل ويكره له الصوم لان في صومه عدولا الرخصة الله عز وجل والله يحب ان تؤتى رخصه والحال الثالثة ان يستوي الامران الصوم والفطر حيث يكون صومه وفطره على حد سواء بالنسبة اليه فالافضل في هذه الحال من يصوم بوجوه اربعة الوجه الاول ان ذلك هو فعل الرسول صلى الله عليه وسلم ففي حديث ابي الدرداء رضي الله عنه قال خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان في يوم شديد الحر حتى ان كان احدنا ليضع يده على رأسه من شدة الحر وما فينا صائم الا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبد الله بن رواحة ومعلوم ان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يفعل الا ما هو اكمل وافضل وثانيا انه اذا صام في رمضان فانه يدرك الزمن الفاضل لان الصوم في رمضان ليس كالصوم في غيره وثالثا انه انشط للمكلف لان كونه يصوم مع الناس ايسر له وانشطوا له ورابعا ان فيه مسارعة ومبادرة الى الخير لانه اذا افطر اياما وربما تراكمت عليه وتكاسل في قضائها وكونه يصوم مع عدم المشقة هذا من المسارعة والمبادرة الى الخير وان الشق الثاني من السؤال وهو اذا عزم على السفر فهل يجوز له الفطر وهو في البلد الجواب انه لا يجوز في ظاهر الاية الكريمة ومن كان مريضا او على سفر وعلى تدل على الظهور والبروز ولا يكون الانسان مسافرا ويصدق عليه انه مسافر حتى يخرج من بلده ويفارقا عامرة قريته او بلده اما ما دام في البلد حتى لو كان عازما على السفر وقد يعزم ولا يسافر وعلى هذا فلا يجوز للانسان ان يترخص برخص السفر من قصر او فطر او غيره الا اذا خرج من بلدها احسن الله اليكم شيخنا وبارك الله فيكم. ايضا هذا سائل يقول والدي كبير في السن ولا يستطيع الصيام فهل نطعم عنه وما كيفية الاطعام الشيخ الكبير من حيث الصوم لا يخلو من اربع حالات الحالة الاولى ان يكون مستطيعا للصوم وعقله معه هذا مكلف يجب عليه الصوم كغيره من المكلفين ليست منسوخة في الشيخ والشيخة اذا لم يستطيعا الصوم افطرا واطعم عن كل يوم مسكينا والحال الثالثة ان يكون الشيخ الكبير قد زال عقله وذهب تمييزه فهذا لا يجب عليه شيء لا صيام ولا اطعام بانه غير مكلف والحال الرابعة ان يكون الشيخ الكبير ممن يهدي احيانا ويميز احيانا فيجب عليه اما الصوم ان كان يستطيع في حال تمييزه فان لم يستطع اطعم عنه واما في حال هذيانه فلا يجب عليه شيء لا صيام ولا اطعام واما كيفية الاطعام للاطعام طريقان الطريق الاول ان يفرقه حبا على المساكين من بر او رز او غيره من طعام الادميين والطريق الثاني ان يجمع مساكين بعدد ما عليه من ايام فيغديهم او يعشيهم احسن الله اليكم شيخنا وبارك الله فيكم وفي علمكم. الى هنا احبتي المستمعين الكرام نكون قد وصلنا الى ختم ونهاية هذه الحلقة. نسأل الله جل وعلا ان يوفقنا واياكم للعلم النافع والعمل الصالح فشكر الله لضيفنا الكريم فضيلة الشيخ الاستاذ الدكتور سامي بن محمد الصقير عضو هيئة كبار العلماء ونفع الله به وبعلمه وشكر الله لكم احبتنا الكرام حسن متابعتكم. نسأل الله جل وعلا ان يتقبل منا ومنكم صالح القول والعمل ويوفقنا واياكم للعلم النافع والعمل الصالح اتى ملتقى بكم في لقاء قادم بمشيئة الله تعالى نستودعكم الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته نور على الدرب برنامج يومي يجيب فيه اصحاب الفضيلة العلماء عن اسئلة المستمعين اعداد وتقديم ابن ابراهيم السبيت تنفيذ وليد بن عبدالرحمن النومان