بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال الله تعالى اعوذ بالله من الشيطان الرجيم قل لا املك لنفسي نفعا ولا ضرا الا ما شاء الله ولو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء ان انا الا نذير وبشير لقوم يؤمنون قل يا محمد لا استطيع جلب خير لنفسي ولا كشف سوء عنها الا ما شاء الله وانما ذلك الى الله ولا اعلم الا ما علمني الله فلا اعلم الغيب ولو كنت اعلم الغيب لفعلت الاسباب التي اعلم انها تجلب لي المصالح وتدفع عني المفاسد لعلمي بالاشياء قبل كونها وعلمي بما تؤول اليه لست الا رسولا من عند الله اخوف من عقابه الاليم وابشر بثوابه الكريم قوما يؤمنون باني رسول منه سبحانه ويصدقون بما جئت به في هذه الاية الكريمة تلقين العقيدة ان كل شيء بامر الله تعالى والعلم بهذا يجعل محبة في القلب لله تعالى وتوكلا على الله سبحانه وتعالى وصبرا على ما يعتذر الانسان من امور ثم قال تعالى هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن اليها فلما تغشاها حملت حملا خفيفا فمرت به فلما اثقلت دعوا الله ربهما لئن اذيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين لما امر الله سبحانه وتعالى بالاعتماد عليه لعظيم قدرته بين ربنا جل جلاله كيف ان الله سبحانه وتعالى قد خلق الخليقة من نفسه واحدا هو الذي اوجدكم ايها الرجال والنساء من نفس واحدة هي ادم وخلق من ادم زوجته حواء خلقها من ضلعه ليأنس اليها ويطمئن بها. فلما جامع زوج زوجته حملت حملا خفيفا لا تشعر به لانه كان في بدايته واستمرت على حملها هذا تمضي في حوائجها لا تجد ثقلا فلما اثقلت به حين كبر في بطنها دعا الزوجان ربهما قائلين لان اعطيتنا يا ربنا ولدا صالح الخلقة لنكونن من الشاكرين لنعمك فلما اتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما اتاهما فتعالى الله عما يشركون فلما استجاب الله دعاءهما واعطاهما واعطاهم واعطاهما ولدا صالحا كما دعوا صير لله شركاء فيما وهبهما فعبدا ولدهما لغيره وسمياه اسما غير حسن. فتعالى الله وتنزه عن كل شريك. فهو المنفرد بالربوبية والالوهية طبعا هنا الاخوة في مركز تفسير ذكروا عبد الحارث وهذه الرواية لا تصح فكان ينبغي التنبيه جزاهم الله خيرا ايشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون ايجعلون هذه الاصنام وغيرها شركاء لله في العبادة وهم يعلمون انها لا تخلق شيئا فتستحق العباد. بل هي مخلوقة فكيف فيجعلون يجعلونها شركاء لله ولا يستطيعون لهم نصرا ولا انفسهم ينصرون ولا تقدر هذه المعبودات نصر عابديها. ولا تقدر نصر انفسها فكيف يعبدونها وان تدعوهم الى الهدى لا يتبعوكم سواء عليكم ادعوتمهم ام انتم صامتون وان تدعو ايها المشركون هذه الاصنام التي تتخذونها الهة من دون الله الى الهدى لا يجيبوكم الى ما دعوتموهم اليه ولا يتبعوكم فسواء عندها دعاؤكم لها وسكوتكم عنها لانها مجرد جمادات لا تعقل ولا تسمع ولا تنطق ان الذين تدعون من دون الله عباد امثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم ان كنتم صادقين ان الذين تعبدونهم ايها المشركون من دون الله هم مخلوقون لله مملوكون له فهم امثالكم في دارك مع انكم افضل حال. لانكم احياء تنطقون وتمشون وتسمعون وتبصرون واصنامكم ليست كذلك فادعوهم ولا يردوا عليكم الجواب ان كنتم صادقين فيما تدعونه لهم الهم ارجل يمشون بها؟ ام لهم ايدي يبطشون بها ام لهم اعين يبصرون بها؟ ام لهم اذان يسمعون بها قل ادعوا شركاءكم ثم كيدوني فلا تنظروا فلهؤلاء الاصنام الذين اتخذتموهم الهة ارجل يمشون بها فيسعون في حوائجكم ام لهم ايد يدفعون بها عنكم بقوة ام لهم اعين يبصرون بها ما غاب عنكم فيخبرونكم ام لهم اذان يسمعون بها ما خفي عنكم فيوصلون علمه لكم فان كانت معطلة من ذلك كله فكيف تعبدونها؟ رجاء جلب نفع او دفع ضر قل ايها الرسول لهؤلاء المشركين ادعوا من ساويتموهم بالله ثم احتالوا لضر ولا تمهلني من فوائد هذه الايات في الايات بيان جهل من يقصد النبي صلى الله عليه وسلم ويدعوه لحصول نفع او دفع عذر لان النفع انما يحصل من قبل ما ارسل به من البشارة والنذارة فالمرء يأخذ بهدي النبي صلى الله عليه وسلم ويأخذ بما جاء به من الكتاب والسنة ويتخلق المرء المؤمن باخلاق النبي صلى الله عليه وسلم ويسير على طريقته اما الاستغاثة به فهذا من ابطل الباطل جعل الله بمنته من نوع الرجل زوجة ليألفها ولا يشفو قربها ويأنس بها لتتحقق الحكمة الالهية في التناسل ولكن الناس والعياذ بالله صاروا يعتدون بهذه الغرائز التي غرزت فيهم نسأل الله تعالى ان يجنبنا الحرام الواجب على العاقل عبادة الله تعالى لانه هو الذي يحقق له منافع الدين بانزال الكتاب المشتمل على العلوم العظيمة في الدين ومنافع الدنيا بتولي الصالحين من عباده وحفظه لهم ونصرته اياهم. فلا تضرهم عداوة من عاداهم هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته