وعن محمد ابن سيرين عن ابي هريرة رضي الله عنه قال لقد رأيتني واني لاخر فيما بين منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم الى حجرة عائشة رضي الله عنها مغشيا عليه فيضيء الجائي فيضع رجله على عنقه ويراني مجنون وما بي من جنون ما بي الا الجوع. رواه البخاري. وعن عائشة رضي الله عنها قالت توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي في ثلاثين صام شعير متفق عليه. وعن انس رضي الله عنه قال رهن النبي صلى الله عليه وسلم درعه بشعير الى النبي صلى الله عليه وسلم بخبز شعير واهانة سلخة. ولقد سمعته يقول ما اصبح آل محمد صاع ولا امساه وانهم لتسعة ابيات. رواه البخاري. وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال لقد رأيت سبعين من اهل الصفة ما منهم رجل عليه رداه اما ازار واما كساء قد ربطوا في اعناقهم منها ما يبلغ نصف الساقين. ومنها ما يبلغ الكعبين فيجمعه بيده كراهية تراعي رواه البخاري الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى اما بعد فاجر قد سبق امثالها كلها تدل على ما اصاب المسلمين من الشدة في المدينة وصبروا ومنهم نبيهم عليه الصلاة والسلام اصابهم شدة او ربما مرت عليه الايام الكثيرة لا يشبع فيها من خبز الشعير فضلا عن الحنطة متقدم قول عائشة رضي الله عنها لقد هلال ثم هلال ثم هلال ما وكل في ابيات النبي نار قيل يا يا ام المؤمنين ما كان يعيش الاسودان التمر والماء وهكذا ما ذكر ابو هريرة من سقوطه بين المنبر عائشة من شدة الجوع وما اصاب المسلمين من شدة وما اصاب اهل الصفة من الشرك والحاجة حتى ان هذا لا يملك نزار ورداء بل اما نداء واما ازار لشدة الحاجة وما اصابهم من الفقر وهذا في اول هجرة ثم وسع الله على المسلمين بعد هادي خايبة وسع الله على المسلمين ثم فتح الله مكة واتسع المسلمون بعد ذلك ثم فتح الله عليهم الفتوح بعد موته صلى الله عليه وسلم وفتحوا وكنوز كسرى وقيصر وانتشرت الاموال بين المسلمين والخير بين المسلمين لما صبروا وجاهدوا في الله رضي الله عنهم وارضاهم فالمقصود من هذا ان المؤمن لا يجزع بل يصبر ويحتسب اذا صبر شدة فالدنيا دار دار زوال ودار غرور ومتاع عاجل فلا ينبغي للعبد ان يغتر منها لا الفقر ولا بالغنى بل ينبغي له ان يجتهد في كسب الحلال ويصبر على ما قد يصيبه من الشدة فانها ايام وتنتهي وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور ولا ينبغي للعاقل ان يغتر باهل الاموال واهل الشهوات فيقع فيما وقع فيه الهالكون كالقارون وغيره ولكن يتصبر ويعمل يطلب الرزق ويحرص على طلب الحلال كما قال صلى الله عليه وسلم احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزن وان اصابك شيء فلا تقل لو اني فعلت كذا لكان كذا وكذا. ولكن قل قدر الله وما شاء فعل ولما سئل اي تسبيحات؟ قال عمل الرجل بيده وكل بيع مرور وقال عليه الصلاة والسلام لا يأخذ احدكم حبله فيأتي بحرمة من من الحطب على ظهره فيبيئها فيكف بها وجه خير له من سؤال الناس. اعطوه او منعوه فالمؤمن يكتسب نطلب الرزق من طريق البيع والتجارة من طريق الصناعة من طريق الاحتشاس والاحتطاب الى غير هذا. حتى يوسع الله ولابد من الصبر رزق الله الجميع التوفيق والهداية