ارجو من فضيلتكم توضيح الاحاديث والايات التي تنص على تغطية الوجه والكفين مع شرحها وبيان الادلة بالتفصيل فقد سمعت من علماء كثيرين بان جمهور العلماء على كشف الوجه والكفين واستدلوا حديث اسماء عندما دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم اه فقال لها يا اسماء اذا بلغت المرأة المحيض اه لا يظهر منها الا هذا وهذا واشار الى الوجه والكفين بتفسير ابن عباس رضي الله عنه لقول الله تعالى الا ما ظهر منها بانه قال ما ظهر منها يقصد به الكحل والخاتم تم فقالوا ان هذا دليل على كشف الوجه والكفين افيدونا افادكم الله. هذه المسألة تنازع فيها اهل العلم رحمة الله عليهم والصواب ان الوجه والكفين من العورة والوجه اشد لانه زينة المرأة ومعظم ما يرغب فيها او ينفر منها هو داخل في قوله جل وعلا ولا يبدين زينتهن الا لبعولتهن او ابائهن الاية والادلة في هذا كثيرة منها قوله جل وعلا واذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم اطهر لقلوبكم وقلوبهن وهذا عام والله لم يستثني منه شيئا لا يدا ولا وجها ولا غير ذلك. فدل على العموم ثم علله انا بما هو في مصلحة الجميع. كذلكم اطهر لقلوبكم وقلوبهن فدل على ان الحجاب اطهر لقلوب الجميع وابعدوا عن الفواحش فالكشف يجر الى الفاحشة والحجاب يبعد عنها ومنها قوله جل وعلا ولا يبدين زينتهن الا لبعولتهن وابائهن الاية والزينة ما يبدو من المرأة من وجه وشعر وغير ذلك والواجب ستر ذلك فانها زينة خلقية يجب سترها حتى لا تفتن غيرها واما قوله سبحانه وتعالى الا ما ظهر منها ففسره العلماء بانه الملابس ما ظهر منها يعني الملابس الظاهرة العادية هذه لا لا وجه الالزام باخفائها وسترها فانه لابد من ظهورها وانما المقصود بالزينة الوجه وما يرغب في نكاح المرأة من شعر ويد وقدم ونحو ذلك واما حديث وفي الباب ايضا حديث عائشة رضي الله عنها في الصحيحين قالت لما سمعت صوت صفوان المعطل وذلك في ايام في غزوة الافك لما سمعت صوته خمرت وجهي قالت وكان قد رآني قبل الحجاب فعرفني فلما سمعت صوته خمرت وجهي فدل ذلك على انهم بعد الحجاب امروا الوجوه وسترها واما اثر اسماء بنت ابي بكر فهو حديث ضعيف رواه ابو داوود باسناد ضعيف لانه من طريق سعيد ابن بشير عن قتادة عن خالد بن بريك عن عائشة وسعيد بن بشير هذا ضعيف عند اهل العلم لا يحتج به وقتادهم من دعامة مدلس وقد عنعن عن خالد والمدلس لا تقبل روايته اذا لم يصرح بالسماع وخالد بن بريك لم يسمع من عائشة فسر هذا الحديث فيه ثلاث علل كلها توجب ضعفه كل واحدة توجب ضعفها فكيف باجتماع الثلاث ولفظه ان اسماء بنت ابي بكر دخلت على عائشة على النبي صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة. وعليها ثياب الرقاء فعرظ عنها عليه الصلاة والسلام وقال يا اسماء ان المرء اذا بلغت المحيظ لم يصلح ان يجرى منها الا هذا وهذا واشار الى وجهه وكفيه هذا الحديث صريح لكنه غير صحيح. ولو صح لكان محمولا على ما كان قبل الحجاب. للمرأة قبل الحجاب كانت تخرج يديها او وجها فلما شرع الله الحجاب امرت بالستر فلو صح هذا الخبر لكان محمولا على حال المرأة قبل الحجاب ثم امر الله بالحجاب لحفظهن وحمايتهن من اسباب الفتن والله المستعان. نعم. بارك الله فيكم