وكان هذا السؤال بعد وقعة بدر انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون هذه الاية الكريمة من ايات تدبر القرآن بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم يسألونك عن الانفال اولي الامثال لله والرسول فاتقوا الله واصلحوا ذات بينكم واطيعوا الله ورسوله ان كنتم مؤمنين سورة الانفال مدنية من مقاصد السورة بيان احكام الجهاد وعوامل النصب والهزيمة من خلال غزوة بدر التفسير اولا يسألك اصحابك ايها الرسول عن الغنائم كيف قسمتها وعلى من تكون القسمة قل ايها الرسول مجيبا سؤالهم الغنائم لله ورسوله وحكمها لله ولرسوله في التصرف والتوزيع فما عليكم الا الانقياد والاستسلام فاتقوا الله ايها المؤمنون بامتثال اوامره واجتناب نواهيه واصلحوا ما بينكم من التقاطع والتدابر بالتواد والتواصل وحسن الخلق والعفو والزموا طاعة الله وطاعة رسوله ان كنتم مؤمنين حقا لان الايمان يبعث على الطاعة والبعد عن المعصية يفهمك ان الانسان حينما يقرأ او يستمع اليه ان يتفكر وان يتدبر بالمعاني والمقاصد انما المؤمنون حقا الذين اذا ذكر الله سبحانه خافت قلوبهم كبار ان المؤمن يجعل قلبه مع الله سبحانه وتعالى فالساقت قلوبهم وابدانهم للطاعة اذا خشع القلب خشعت الجوارح واذا لم يخشع القلب لن تنقاد الجوارح واذا قرأت عليهم ايات الله فدبروها فازدادوا ايمانا الى ايمانهم وعلى ربهم وحده يعتمدون في جلب مصالحهم ودفع مفاسدهم التوكل على الله وصدق احتمال القلب على الله تعالى ولذلك لا لا يرتكب المؤمن الاثنى ليتوصل الى المراد انما يتوكل على الله ويعمل بما يرضي الله سبحانه وتعالى الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون الذين يداومون على اداء الصلاة بصفتها التامة في اوقاتها ومما رزقناهم يخرجون النفقات الواجبة والمستحبة وتأمل هنا اخي الكريم في الصلاة مع الزكاة لان الدين مبني على الاخلاص لله وعلى الاحسان لعبيد الله ثم قال اولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم الذين واولئك المتصفون بتلك الصفات هم المؤمنون حقا لجمعهم بين خصال الايمان والاسلام الظاهرة وجزائهم منازل عالية عند ربهم ومغفرة لذنوبهم ورزق كريم وهو ما اعده لهم من النعيم كما اخرجك ربك من بيتك بالحق وان فريقا من المؤمنين لكارهون كما ان الله انتزع منكم قسمة الغنائم بعد اختلافكم في قسمتها وتنازعكم فيها وجعلها اليه والى الرسول صلى الله عليه وسلم كذلك امرك ربك ايها الرسول بالخروج من المدينة للقاء المشركين بوهي انزله عليك مع كراهة طائفة من المؤمنين لذلك لان الكثير من النفوس لا تريد ملاقاة العدو يجادلونك في الحق بعد ما تبين كانما يساقون الى الموت وهم ينظرون تجادلك ايها الرسول هذه الطائفة من المؤمنين في قتال المشركين بعدما اتضح لهم انه واقع كأنما يساقون الى الموت وهم ينظرون اليه عيانا وذلك لشدة كراهتهم للخروج للقتال لانهم لم يأخذوا له اهبة ولن يعدوا له عدة. ولذلك الانسان لابد دائما ان يكون مستعدا على اداء حق الله تعالى واذ يعدكم الله احدى الطائفتين انها لكم. وتودون ان غير ذات الشوكة تكون لكم ويريد الله ان يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين واذكروا ايها المؤمنون المجادلون اذ يعدكم الله انه سيكون لكم الظفر باحدى طائفتي المشركين وهي اما العير واما ما تهمله من اموال فتأخذونه غنيمة واما لنفير فتقاتلونهم وتنصرون عليهم وتحبون انتم ان تظفروا بالعين بسهولة الاستيلاء عليه ويسره دون قتال ويريد الله ان يحب الحق لامركم بالقتال لتقتلوا صناديد المشركين وتأثروا كثيرا منهم حتى تظهر قوة الاسلام ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون ليحق الله الحق باظهار الاسلام واهله وذلك بما يغفره من الشواهد على صدقه وليبطل سبحانه الباطل بما يظهر من البراهين على بطلانه. ولو كره المشركون ذلك فالله مظهره من فوائد الايات ينبغي للعبد ان يتعاهد ايمانه وينميه لان الايمان يزيد وينقص فيزيد بفعل الطاعات وينقص بضدها الجدال محله وفائدته عند اشتباه الحق والتباس الامر. فاما اذا وضح وبان فليس الا الانقياد والاذعان امر قسمة الغنائم متروك للرسول صلى الله عليه وسلم. والاحكام مرجعها الى الله تعالى ورسوله لا الى غيرهما ارادة تحقيق النصر الالهي للمؤمنين لاحقاق الحق وابطال الباطل فما امر الله سبحانه وتعالى به هو المصلحة وهو الحياة الحقيقية فربنا قد خلق الانسان وسخر ما حول الانسان للانسان فلا يسمح لعبدالله في ارض الله الا شرع الله تعالى هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته