ومن اقلهم عناية بها حتى كان فراشه صلى الله عليه وسلم من ادم من جلد ما كان يعتني بالتنعم الذي يعتني باهل الدنيا وهكذا لما خرج يعود سعد ابن عبادة وهو مريض وعن عائشة رضي الله عنها قالت كان فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم من ادم حسبه ليف رواه ابو خالد وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ جاء رجل من الانصار فسلم عليه. ثم ادبر الانصاري. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا اخا الانصار كيف اخي سعد بن عبادة؟ فقال صالح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يعوده منكم فقام معه ونحن بضعة عشر ما علينا نعال ولا خفاف ولا قلانس ولا قمص. نمشي في تلك السباخ تهدئنا فاستأخر قومه من حوله حتى دنا رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه الذين معه رواه مسلم وعن عمران ابن الحصين رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم. قال عمران فما ادري قال النبي صلى الله عليه وسلم مرتين او ثلاثة ثم يكون بعدهم قوم يشهدون ولا يستشهدون ويخونون ولا يؤتمنون وينذرون ولا يوفون ويظهر فيه مسلما متفق عليه. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله. وعلى اله واصحابه اما بعد هذه كالتي قبلها فتحت على هذا من التشاغل بالدنيا والحرص على العباد للاخرة وان يكتفي المؤمن من الدنيا بما يعينه على طاعة الله والا يشغل بالتكاثر فيها قد ذم الله قوما فقال الهاكم التكاثر حتى صوفوا المقابر فالمؤمن يأخذ منها حاجته ويستعين بها على طاعة ربه ولا يشغل بها عن الاخرة فقد كان السلف الصالح وعلى رأسهم نبينا عليه الصلاة والسلام خير زاهد فيها فمن ازهد الناس في هذه الدنيا وخرج معه جماعة من الصحابة ليس عليهم نعال ولا خفاف ولا قلانس عليهم الاجر ونحوها من قلة المال الحاصل ان المؤمن ينبغي له ان يستعد للاخرة ويحرص على عمل الاخرة والا يشغل بهذه العاجلة ينبغي لها ان تكون همته عالية في طلب الاخرة والاشتغال بما يقربه من الله عز وجل والحذر مما يصده عن ذلك كذلك هذه امرأة يقول صلى الله عليه وسلم خير امة قرني ثم الذين يلهونهم ثم الذين يلونهم ثم يأتي قوم يشهدون ولا يستشهدون ويهونون ولا يؤتمنون وينذرون ولا يوفون واظهره فيهم السمان هي تتغير الاحوال بعد القرون الثلاثة من اجل اقبال على الدنيا فيشهدون بالزور ويخونون في الامانة وينذرون ولا يوفون ويظهر فيهم الشمال يكثر فيها مسلما لاقبالهم على الدنيا وشهواتها فالمؤمن الاشرع له ان يتقلل مما يصدها عن الاخرة. ولكن ما سمعنا هذا انه يترك الدنيا لا يكتسب. ويعمل ويحرص على ما ينفعه حتى يستغني عن الناس وعن ما في ايديهم كما تقدم لقوله صلى الله عليه وسلم احرص على ما انت فاستعن بالله قال صلى الله عليه وسلم لما اي الكسب اطيب؟ قال عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور. قال صلى الله عليه وسلم لا ان يأخذ عنه حبله فيأتي بحزمة من الحطب على ظهره فيبيع فيكف بها وجهه خير له من سؤال الناس اعطوه ومنعوه وكان عبد الوهاب بن عوف والصديق وعمر وجماعة من اغنى الناس وقد نفع الله بهم الاسلام ونفع المسلمين ونفع الفقراء وايدوا الرسالة وناصروا النبي صلى الله عليه وسلم بسبب ما اعطاهم الله من المال فالمال اذا كان من كسب الحلال واستعان على طاعة الله لا يضره يضره اذا شغل به عن الاخرة هذا هو الذي يضره اما اذا اكتسبه من الطرق الشرعية واستعان بها على طاعة الله فنعم الصالح اذا الرجل الصالح كما جاء في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام وفق الله الجميع