وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبيت الليالي المتتابعة طاويا واهله لا يجدون عشاء وكان اكثر خبزهم خبز الشعير. رواه الترمذي وقال حديث حسن وعن فضالة ابن عبيد رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان اذا صلى بالناس يخر رجال من قامتهم في الصلاة من الخصاصة وهم اصحاب الصفة حتى يقول الاعراب هؤلاء مجانين. فاذا صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف اليهم فقال لو تعلمون ما لكم عند الله تعالى لاحببتم تزداد فاقة وحاجة. رواه الترمذي وقال حديث صحيح وعن ابي كريمة المقدام ابن معدي كربة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما ملأ ادمي وعاء شرا من بطن بحسب ابن ادم اكلات يقمن صلبه فان كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه. رواه الترمذي وقال حديث حسن بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه. اما بعد فهذه الاحاديث الثلاثة كالتي قبلها بالحثد على الصبر على ما يصيب الانسان من الفاقة والحاجة وان الله جل وعلا يأجره على ذلك خيرا كثيرا وان له سلفا صالحا فقد اصاب سيد الخلق عليه الصلاة والسلام واصاب الصحابة من المهاجرين والانصار اصابهم واصابهم من الفقر والحاجة فله فيهم اسوة فينبغي للمؤمن اذا اصابته الفاقة الا يجزع وان يتصبر ويتحمل ولهذا الحديث انه ربما مرت على النبي صلى الله عليه وسلم عدة ليالي لا يجد شيئا واهله كذلك لا يجدون شيئا لا شعير ولا غيره هذا يدل على ان قد تصيبهم الخصائص والمجاعة فيصبرون قد سبق ان قولت عائشة رضي الله عنها لقد هلال ثم هلال ثم هلال. ما اوقد في في ابيات النبي نار قيل لها ما كان يعيشكم قالت الاسود عن التمر والماء وبهذا ان بعض الصحابة من اهل الصفة اذا قاموا في الصلاة يسقطون من شدة الجوع والحاجة فيقول لهم النبي اصبروا ولو تعلمون ما لكم عند الله من الاجر لاحببت ان تزداد فاقتهم الله جل وعلا يأجر الصابرين على ما يصبهم من المحن والفاقة والمشقة لكن ليس معنى هذا ان الانسان يعطل الاسباب لا الانسان يأخذ بالاسباب يعمل يطلب الرزق لكن اذا اصابته يصبر لا يجزع يتحمل كما تحمل الصحابة ويقول صلى الله عليه وسلم في هذه المقدام ما ملأ ابن ادم وعاء شرا البطن ملء البطون فيه خطر كبير التخمة وامراض كثيرة بحسب ابن ادم يكذب اللقيمات يقيمن صلبه وان كان لا محالة فثلث لطعامه ثلث لشرابه وثلث لنفسه يعني اذا رتب ونظم اكله فيأكل ولا يشبع ويشرب ولا يروى كثيرا ويبقى شيء للتنفس والراحة هذا احسن له لانه اذا اكل في الثلث وشرب في الثلث بقي الباقي للتنفس والراحة. والشبع لا بأس به والري لا بأس به. لكن اذا ترك بعض الشبع وترك بعظ البر ليتنفس وان يعطي بطنه الراحة هذا لا بأس به وقد سبق انه النبي صلى الله عليه وسلم دعا الصحب الصفة واعطى ابا هريرة قدحا يسقيهم لبنا فاسقاهم جميعا ثم بقي ابو هريرة والنبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي اشرب فشرب ثم قال اشرب فشرب ثم قال اشرب فشرب ثم قال والذي بعثك بالحق لا اجد له مسلكا. يعني قد رويت جدا فلا بأس ان يروى الانسان ويشبع لكن كونه يعاني نفسه تلقي شيئا للنفس في اكله وشربه لا يشبع كثيرا ولا يروى كثيرا يكون اصلح لحاله واصلح لجسمه واسلم من العواقب والمقصود كله من هذا الصبر على ما يصيب الانسان من الحاجة ولكن مثل ما تقلب ليس معناها انه يخرج للراحة ويترك الاسباب لا بل يأخذ بالاسباب حتى يستغني هو ومن تحت يده وحتى يجد ما يسد حاجته لقوله صلى الله عليه وسلم احرص على ما ينفعك واستعن بالله. قال صلى الله عليه وسلم اليد العليا خير من اليد السفلى قال صلى الله عليه وسلم ما في اي الكسب اطيب؟ قال عمل الرجل بيده وكل مكروه وقال صلى الله عليه وسلم لان يأخذ احدكم حبله فيأتي بحزمة من حطب على ظهره فيبيعها فيكف بها وجهه خير له من سؤال الناس اعطوه او منعوه فالاسباب مطلوبة بيع او شراء او غراسة او غير ذلك من اسباب الرزق وفق الله الجميع