بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد النصيحة التي قبل الدرس اقول اخي الكريم اوصيك حدثنا قتيبة بن سعيد وعثمان بن ابي شيبة وتقاربا في اللفظ قال حدثنا جرير عن الاعمش عن ابي وائل عن ابي مسعود الانصاري قال كان رجل من الانصار يقال له ابو شعيب بالاستمرار في طلب العلم وعدم الانتكاك عنه ولا سيما القرآن والعلوم الخادمة له والعلوم الخادم له الحديث الفقه التفسير اللغة العربية ربنا قال وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا والقرآن كان روحا لانه سبب حياة هذه الامة من حيث انها امة والقرآن هو سبب لحياة القلوب وقد قال العلماء لا يموت قلب خالطت نبضه ايات القرآن الكريم ولا حياة لقلب خلي منها. اذا عليك بالقرآن عليك بالقرآن عليك بالقرآن اما الحديث فقد قال مسلم حدثنا محمد ابن عبد الله ابن نمير قال حدثنا ابي قال حدثنا سفيان ابن عيينة عن ابي الزبير عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا وقعت لقمة احدكم فليأخذها فليمت ما كان بها من اذى وليأكلها ولا يدعها للشيطان ولا يمسح يده بالمنديل حتى يلعق اصابعه فانه لا يدري في اي طعامه البركة. اذا هذا تعليم وادب وفيه سنن اولا لعق اليد محافظة على بركة الطعام وان الانسان ينظفها بهذه الطريقة اول ما يأكل ما يؤكل ثم بعد ذلك التنظيف ثانيا استحباب الاكل بثلاث اصابع ولا يضم اليها الرابعة ولا الخامسة الا لعذر نعم وثالثا استحباب لا يحق القصعة وغيرها رابعا استحباب اكل اللقمة الساقطة بعد مسح الاذى الذي يصيبها نعم خامسا اثبات الشياطين وانهم يأكلون الفائدة السادسة جواز مسح اليد بالمنديل لكن السنة ان يكون بعد لحقها. نعم وحدثناه اسحاق ابن ابراهيم قال اخبرنا ابو داوود الحفري وحدثني محمد ابن رافع قال حدثنا عبد الرزاق كلاهما عن سفيان بهذا الاسناد مثله وفي حديثهما ولا يمسح يده بالمنديل حتى يلعقها او يلعقها وما بعده وحدثناه وحدثنا عثمان ابن ابي شيبة قال حدثنا جرير عن الاعمش عن ابي سفيان عن جابر قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ان الشيطان يحضر احدكم عند كل شيء من شأنه حتى يحضره عند طعامه وهذا الانسان ينتبه انه اي فعل خير تريد ان تفعله يأتيك الشيطان لاجل ان يربكه واي نظرة يتربص الشيطان حتى يكون له منها نصيب فاقطع مطمع الشيطان دائما ان الشيطان يحضر احدكم عند كل شيء من شأنه حتى يحضره عند طعامه فاذا سقطت من احدكم اللقمة فليمط ما كان بها من اذى ثم ليأكلها ولا يدعها للشيطان فاذا فرغ فليلعق اصابعه فانه لا يدري في اي طعامه تكون البركة. اذا هذا الحديث فيه التحذير من الشيطان والتنبه على ملازمته للانسان في تصرفاته فينبغي على الانسان ان يتأهب وان يحترز منه غاية الاحتراز وان يحذر الانسان بما يزينه الشيطان للانسان وهذا الحديث هو حديث عظيم جدا يمر معك في كل يوم لا تنفك عنه في يوم ابدا وحدثناه ابو كريب واسحاق ابن ابراهيم جميعا عن ابي معاوية عن الاعمش بهذا الاسناد اذا سقطت لقمة احدكم الى اخر الحديث ولم يذكر اول الحديث ان الشيطان يحظر احدكم وحدثنا ابو بكر ابن ابي شيبة قال حدثنا محمد ابن فضيل عن الاعمش عن ابي صالح وابي هريرة عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذكر اللعقل وعن ابي سفيان عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم وذكر اللقمة نحو حديثهما وحدثني محمد بن حاتم وابو بكر ابن نافع العبدي قال حدثنا بهج قال حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا ثابت عن انس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان اذا اكل طعاما لعق اصابعه الثلاث قال وقال اذا سقطت لقمة احدكم فليمغ عنها الاذى وليأكلها ولا يدعها للشيطان وامرنا ان نسلت القطعة قال فانكم لا تدرون في اي طعامكم البركة وحدثني محمد ابن حاتم قال حدثنا بهج قال حدثنا اهيب قال حدثنا سهيل عن ابيه عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا اكل احدكم فليلعق اصابعه فانه لا يدري في ايتهن البركة نعم يعني لا يتبنى صاحبة البركة فعلى الانسان ان يستجلب البركة وان يبحث عنها وان لا يستغني عن بركة الله تعالى ابدا واحد اثنين ابو بكر ابن نافع قال حدثنا عبد الرحمن يعني ابن مهدي قال حدثنا حماد بهذا الاسناد غير انه قال وليفلت احدكم الصحف وقال في اي طعامكم البركة او يبارك لكم باب ما يفعل الضيف اذا تبعه غير من دعاه صاحب الطعام واستحباب اذن صاحب الطعام للتاجر طبعا هذا بعد الاستئذان وكان له غلام لحام فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرف في وجهه الجوع فقال لغلامه ويحك اصنع لنا طعاما لخمسة نفر فاني اريد ان ادعو النبي صلى الله عليه وسلم خامسة خمسة قال فصنعها ثم اتى النبي صلى الله عليه وسلم فدعاه خامس خمسة اي اربع اشخاص والنبي صلى الله عليه وسلم خامسهم واتبعهم رجل فلما بلغ الباب قال النبي صلى الله عليه وسلم ان هذا اتبعنا فان شئت ان تأذن له وان شئت رجع قال لا بل اذن له يا رسول الله لانه قد جاء مع النبي صلى الله عليه وسلم. والكريم يكرم ولا يحرم وحدثناه ابو بكر ابن ابي شيبة واسحاق ابن ابراهيم جميعا عن ابي معاوية حاء وحدثناه نصر بن علي الجهظمي وابو سعيد الاشج قال حدثنا ابو اسامة ها وحدثنا عبيد الله بن معاذ قال حدثنا ابي قال حدثنا شعبة ها وحدثني عبد الله ابن عبد الرحمن الدارمي قال حدثنا محمد ابن يوسف عن سفيان كلهم عن الاعمش عن ابي وائل عن ابي مسعود بهذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحو حديث جرير قال نصر بن علي في روايته لهذا الحديث حدثنا ابو اسامة قال حدثنا الاعمش قال حدثنا شقيق بن سلمة قال حدثنا ابو مسعود الانصاري وثاق الحديث وحدثني محمد ابن عمرو ابن جبلة ابن ابي رواد قال حدثنا ابو الجواد قال حدثنا عمار وهو ابن رزيق عن الاعمش عن ابي سفيان عن جابر حاء وحدثني سلمة بن شبيب قال حدثنا الحسن بن اعين قال حدثنا زهير قال حدثنا الاعمش عن شقيق عن ابي مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الاعمش عن ابي سفيان عن جابر بهذا بهذا الحديث وحدثني زهير بن حرب قال حدثنا يزيد بن هارون قال اخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت عن انس ان جارا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فارسيا كان طيب المرق فصنع لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جاء يدعوه فقال وهذه لعائشة فقال لا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا فعاد يدعوه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه؟ قال لا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ثم عاد يدعوه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه؟ قال نعم في الثالثة. فقاما يتدافعان حتى اتيا منزلة اذا المدعو اذا تبعه رجل بغير استدعاء ينبغي له ان يأذن له ولا ينهاه واذا بلغ باب دار صاحب الطعام اعلمه به لماذا يعلمه؟ لاجله اما ان يأذنه او يمنعه على حسب ظروف صاحب الدار وان صاحب الطعام يستحب له ان يأذن له اذا لم يترتب على حضوره مفسدة بان يؤذي الحاضرين. بعض الناس مؤذين قد يشيع عنهم ما يكرهون او يكون جلوسه معهم مزريا بهم لشهرته بالفسق ونحو ذلك فان خيف من حضوره شيء من هذا لم يأذن له وحينما يرده لا يرده بعنف انما يتلقه في رده ولو اعطاه شيئا من الطعام ان كان يليق به ليكون ردا جميلا حسنا واما قصة الفارس فهي قضية اخرى محمولة انه كان هناك عذر يمنع وجوب اجابة الدعوة فكان النبي صلى الله عليه وسلم مخيرا بين الاجابة وتركها فاختار احد الجائزين وهو تركها الا ان يأذن لعائشة معه بما كان بها من الجوع او نحوه فكره النبي صلى الله عليه وسلم الاختصاص بالطعام دونها وهذا من جميل المعاشرة مع الاهل ومن حقوق المصاحبة واداب المجالسة المؤكدة فلما اذن لها اختار النبي صلى الله عليه وسلم الجائز الاخر لتجدد المصلحة. وهو حصول ما كان يريده من اكرام جليسه وايفاء حق معاشرته ومواساته فيما يحصل له من اكرام نعم باب جواز استتباعه غيره الى دار من يثق برضاه بذلك. ويتحققه تحققا تاما واستحباب الاجتماع على الطعام. انتقد تعلم من صاحبك انه يرغب. يدعو اشخاص وانت تعلم اذا ذهبت سيفرح بك لمحبته لك فمثل هذا لا بأس به حدثنا ابو بكر ابن ابي شيبة قال حدثنا خلف بن خليفة عن يزيد ابن كيسان عن ابي حازم عن ابي هريرة قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم او ليلة فاذا هو بابي بكر وعمر فقال ما اخرجكما مني وذكر ما هذه الساعة؟ قال الجوع يا رسول الله قال وانا الذي وانا والذي نفسي بيده فاخرجني الذي اخرجكما قوموا فقاموا معه فاتى رجلا من الانصار فاذا هو ليس في بيته فلما رأته المرأة قالت مرحبا جزاها الله خير الجزاء على هذا الترحيب ومعنا مرحبا اصادفك رحبا وسعة واهلا وهذي فيها تأنس وفيها استحباب اكرام الضيف بهذا القول وشبهه واظهار السرور بقدومه وجعله اهلا لذلك فكل هذا وشبه فيه اكرام للضيف وادخال السرور اليه والنبي صلى الله عليه وسلم قال من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه قالت مرحبا واهلا فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم اين فلان قالت ذهب يستعذب لانها من الماء اي ذهب ليأتينا بالماء العذب وهو الماء الطيب وفيها جواز استعداد الماء وتطييره اذ جاء الانصاري فنظر الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه ثم قال الحمد لله ما احد اليوم اكرم اضيافا مني؟ وهذا ايضا فيه استحلال حمد الله عند حصول نعمة ظاهرة وكذا يستحب حمد الله تعالى عند اندفاع نقمة متوقعة وايضا فيه استحباب البشر والفرح بالضيف هذا من اكرامه. نعم الحمد لله ما احد اليوم اكرم اضيافا مني. قال فانطلق فجاءهم بعذق فيه بصر وتمر ورطب فقال كلوا من هذه فقدم لهم هذا واخذ المدعي اي السكين وسميت المدية مدية لان المذوه حينما يذبح يتمدد ويبقى لا يتحرك مثل السكين تسكنه عن الحركة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم اياك والحلوف اي لا تذبح الحلوف التي تحلبونها وتنتفعون منها فذبح لهم فاكلوا من الشاة ومن ذلك العذق وشربوا فلما شبعوا ورووا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابي بكر وعمر والذي نفسي بيده لتسألن عن هذا النعيم يوم القيامة. اذا كل نعمة سنسأل عن شكرها يوم القيامة ثم شرح لهم النبي صلى الله عليه وسلم هذا الانعام قال اخرجكم من بيوتكم الجوع. ثم لم ترجعوا حتى اصابكم هذا النعيم. اذا ما نأكله ونشربه هو من النعيم وهو من النعيم الذي نسأل عن شكره يوم القيامة فكيف يعصي الانسان ربه وهو يأكل نعم الله تعالى وكيف تعصيه وهو يربك بالنعم والاعطاء والفضل وحدثني اسحاق ابن منصور قال اخبرنا ابو هشام يعني المغيرة ابن سلبة قال حدثنا عبد الواحد بن زياد قال حدثنا يزيد قال حدثنا ابو حازم قال سمعت ابا هريرة يقول بين ابو بكر قاعد وعمر معه اذ اتاهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما اقعدكما ها هنا قال اخرجنا الجوع من بيوتنا والذي باعثك بالحق ثم ذكر نحو حديث خلف بن خليفة حدثني حجاج بن الشاعر قال حدثني الظحاك ابن مخلد من رقعة عارض لي بها ثم قرأه عليه قال اخبرناه حنظلة ابن ابي سفيان قال حدثنا سعيد ابن ميناء قال سمعت جابر بن عبدالله يقول لما حفر الخندق رأيت لرسول الله صلى الله عليه وسلم خمصا فانكفأت الى امرأتي فقلت لها هل عندك شيء فاني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم خمصا شديدا فاخذت لي جرابا فيه صاع من شعير ولنا بهيمة داجن. قال فذبحتها وطحنت ففرغت الى فراغي فقطعتها في ظلمتها ثم وليت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت لا تفضحني برسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه يعني اعزم على قدر الطعام قال فجئته فساررته وهنا قد استجاب للتلاميذ زوجته فيه جواز بالحاجة بحضرة الجماعة وانما نهي ان يتناجى اثنان بحضرة الثالث فجئته فساررته فقلت يا رسول الله انا قد ذبحنا بهيمة لنا فطحن الصاعا من شعير كان عندنا فتعال انت في نفر معك فصاح رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال يا اهل الخندق ان جابرا قد صنع لكم سورا فحي هلا بكم والسور هو الطعام الذي يدعى اليه وهي كلمة تاريخية تعربتها العرب واحيي هلا يعني اقبلوا واعدلوا يعني مهلى بكم مرحب بكم وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تنزلن برمتكم يعني لا تنزلن الطعام من القدر ولا تخبزن عجينكم حتى الى ان اجيء فجئت وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يقدم الناس حتى جئت امرأتي فقالت بك وبك استسلمت به بكلام فيه شدة نعم اي ذمته ودعت عليه يعني تلحق الفظيحة وبك يتعلق الذنب وهكذا وهذا يجري يعني من سرعة الغضب عند النساء في بعض الاحيان قلت قد فعلت الذي قلت يعني وسارر النبي صلى الله عليه وسلم ودعاه مع مجموعة على قدر الطعام فاخرجت له عجيننا عجينتنا فبصق فيها وبأرك ثم عمد الى ضربتنا اي القذر فبصق فيها وبارك ثم قال ادعي خابزة فلتخبز معك باعتبار ان العجينة يتبارك واقدحي من غربتكم ولا تنزلوها اي اغرثي وهم الف فاقسم بالله لاكلوا حتى تركوه وانحرفوا وان ظلمتنا لتغط كما هي وان عدينتنا او كما قال الظحاك لتخبز كما هو فهذا من فضل الله سبحانه وتعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم الى هنا هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته