نور على الدرب برنامج يومي يجيب فيه اصحاب الفضيلة العلماء عن اسئلة المستمعين اعداد وتقديم سبيت ابن ابراهيم سبيت تنفيذ وليد بن عبدالرحمن النومان بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. احبتنا المستمعين الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اهلا ومرحبا بكم. ايها الكرام في هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم نور على الدرب ضيفنا في هذه الحلقة وفي هذا اللقاء الطيب المبارك بمشيئة الله تعالى هو فضيلة الشيخ الاستاذ الدكتور سامي بن محمد الصقير عضو هيئة كبار العلماء. في بداية هذه في الحلقة نرحب بكم شيخنا الكريم حياكم الله. حياكم الله وبارك فيكم وفي الاخوة المستمعين والمستمعات حياكم الله مستمعينا الكرام ونسعد بمتابعتكم لنا في هذه الحلقات نسأل الله جل وعلا لنا ولكم العلم النافع والعمل الصالح والتوفيق في الدنيا والاخرة شيخنا حفظكم الله نبدأ هذه الحلقة بهذا السؤال الذي يقول صاحبه ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم لو ان الناس يعلمون ما في الوحدة ما اعلم ما صار راكب بليل وحده وكيف نجمع بين حث النبي صلى الله عليه وسلم على الدلجة وبين قوله بورك لامتي في بكورها بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد خاتم النبيين وامام المتقين وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان الى يوم الدين اما بعد فقول النبي صلى الله عليه وسلم لو ان الناس يعلمون ما في الوحدة اي الانفراد في السفر يعني يسافر الانسان وحده لو يعلمون ما اعلم اي ما فيه من الاخطار والاضرار لان الانسان اذا سافر وحده وربما مرض وربما اغمي عليه وربما تسلط عليه عدو او نحوه وهذا الحديث في الاسفار التي تتحقق فيها الوحدة وذلك فيما سبق من الزمن اما في زمننا الحاضر ولله الحمد الطرق عامرة امنة والانسان يسير فيها احيانا وكأنه في البلد لكثرة من يسلك هذه الطرق وعلى هذا فلا تتحقق الوحدة في السفر في وقتنا الحاضر في غالب الطرق واما الجمع بين حث النبي صلى الله عليه وسلم على الدلجة وبين قوله بورك لامتي في بكورها فلا منافاة بين الحديثين لان قول النبي صلى الله عليه وسلم بورك لامتي في بكورها هذا محمول على ابتداء السفر والخروج من البلد اي ان الانسان اذا اراد ان يسافر ابتداء فليكن سفره مبكرا واما قوله صلى الله عليه وسلم عليكم بالدلجة وهي السير في الليل سحرا كان ام غيره فهذا الحديث محمول على ما اذا كان ذلك في اثناء السفر بحيث انه يواصل السفر وعلى هذا فيحمل قول النبي صلى الله عليه وسلم بورك لامتي في بكورها على ابتداء السفر وقوله عليكم بالدلجة على السير في اثناء السفر بارك الله فيكم شيخنا واحسن اليكم. ايضا هذا سائل يقول ما حكم تعلم علم تفسير القرآن الكريم؟ وهل يجوز لانسان ان يفسر القرآن بناء على فهمه الخاص التفسير معناه بيان معاني القرآن الكريم وتعلم التفسير امر واجب لقول الله عز وجل كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولو الالباب فبين الله تعالى ان الحكمة من انزال القرآن هو التدبر والتعقل والاتعاظ والتدبر هو التأمل في الالفاظ للوصول الى معانيها واذا لم يكن هناك تدبر وتفكر فاتت الحكمة من انزال القرآن وصار القرآن مجرد الفاظ لا تأثير لها ولانه لا يمكن الاتعاظ في كتاب الله عز وجل بدون فهم معانيه وقال الله تعالى افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها فوبخ الله تعالى اولئك الذين لا يتدبرون القرآن وبين ان ذلك من الاقفال التي على قلوبهم والتي تمنع وصول الخير والهدى اليها فتعلم علم التفسير واجب على الامة من حيث العموم فلا يجوز ان تخلو الامة من عالم بالتفسير يعلم الامة معاني كلام الله عز وجل وعلم التفسير من اجل العلوم الشرعية قدرا ومن اشرفها موضوعا وغرضا لانه يتعلق بكتاب الله عز وجل فموضوع التفسير هو القرآن الذي هو اشرف الكلام وافضل الكلام ولان الغرض من هذا العلم والوصول الى الغايات الحميدة والثمرات الجليلة وهي التصديق باخباره والانتفاع بها وتطبيق احكامه على الوجه الذي اراده الله عز وجل واما تفسير الانسان القرآن بناء على فهمه الخاص من غير ان يعتمد على نص او لغة فهذا محرم وهو الذي ورد ذمه عن السلف رحمهم الله قال الله تعالى وان تقولوا على الله ما لا تعلمون وقال عز وجل ولا تقفوا ما ليس لك به علم وقال النبي صلى الله عليه وسلم من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار واما اذا كان تفسير الانسان بحسب فهمه الخاص يستند فيه على ما تقتضيه اللغة وما تقتضيه الكلمات من المعاني والسياق فلا بأس بذلك وقد حصل هذا من كبار الصحابة رضي الله عنهم انهم فسروا القرآن بحسب ما تقتضيه اللغة وما يقتضيه السياق لان القرآن بلسان عربي مبين فلا حرج ان يفسر بهذا اللسان العربي المبين احسن الله اليكم شيخنا وبارك الله فيكم اذا من الاسئلة التي وصلت البرنامج هذا السؤال يقول باعثه ما المراد بالوسطية؟ وكيف يمكن للمسلم ان يحققها المراد بالوسطية ان يكون الانسان في دين الله عز وجل وسطا بين الغالي فيه والجافي عنه وضابط الوسطية ما جاءت به الشريعة وما خالفها فليس بوسط بل هو مائل اما الى الافراط واما الى التفريط والدين الاسلامي ولله الحمد دين كامل في عقيدته وشرائعه متضمن في جميع المصالح التي تضمنتها الاديان قبله وهو متميز عنها في كونه صالحا لكل زمان ومكان وامة وهو دين وسط في عقائده وعباداته واخلاقه وانظمته المالية والسياسية وقد جاءت هذه الشريعة بالتيسير والتسهيل والاقتصاد الذي هو الوسطية الذي يقوم بين الغلو والتفريط قال الله تعالى يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر وقال النبي صلى الله عليه وسلم يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا الشريعة ميسرة في احكامها وفي تشريعاتها عقيدة وعبادة واخلاقا ومعاملة ثم اذا حصل موجب للتخفيف والتيسير فهناك تيسير وتخفيف اخر ولهذا كان التيسير في الشريعة الاسلامية على نوعين تيسير اصلي وتيسير عارض طارئ ومن امثلة ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اني لادخل في الصلاة واريد ان اطيلها فاسمع بكاء الصبي فاتجوز في صلاتي مخافة ان تفتتن امه فهذا من التيسير العارض الطارئ ولقد كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم انه ما خير بين امرين الا اختار ايسرهما ما لم يكن اثما فان كان اثما كان ابعد الناس عنه والسنة فيها امثلة ونصوص كثيرة تدل على تيسير هذه الشريعة وسهولتها ويسرها وان هذا الدين دين وسط بين الغالي فيه والجافي عنه احسن الله اليكم شيخنا وبارك الله فيكم وفي علمكم. ايضا هذا سائل يقول فضيلة الشيخ ما المراد بمسألة التورق وما حكمها مسألة التورق هي ان يحتاج الانسان الى دراهم ولا يجد من يقرضه فيشتري سلعة في ثمن مؤجل ثم يبيع هذه السلعة على شخص اخر غير الذي اشتراها منه هذه هي مسألة التورق وهي جائزة لان الانسان يشتري السلعة ويكون غرضه اما في عين السلعة واما في عوضها وثمنها وكلاهما غرض صحيح ولكن يشترط بجواز مسألة التورق الا يبيعها المستدين الا بعد قبضها وحيازتها لان النبي صلى الله عليه وسلم نهى ان تباع السلع حيث تبتاع حتى يحوزها التجار الى رحالهم فلا بد من قبضها وحيازتها ثم يبيعها بعد ذلك ومن الشروط ايضا الا يشتمل العقد على ما يشبه صورة الربا كما لو قال بعتك هذه السلعة العشرة احد عشر فان اشتمل على ذلك فهو اما مكروه واما محرم وقد نقل عن الامام احمد رحمه الله انه قال في مثل هذا كأنه دراهم بدراهم هذا لا يصح فاذا تم الشرطان فان هذه المسألة جائزة في عموم قول الله عز وجل واحل الله البيع وحرم الربا احسن الله اليكم شيخنا وبارك الله فيكم. ايضا هذا سائل يقول لقد ابتلاني الله تعالى ببعض المصائب التي تكون آآ في حياتي. ومنها بعض الامراض المزمنة التي كانت سببا لضيق صدري وكثرة الهم والغم. فما نصيحتكم لي في هذا الامر الواجب على العبد ان يصبر على ما يقدره الله تعالى عليه من المصائب وان يعلم ان من علامات محبة الله عز وجل له ان يبتليه فقد ابتلي الانبياء والصالحون فصبروا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ان عظم الجزاء مع عظم البلاء وان الله تعالى اذا احب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط وقال النبي صلى الله عليه وسلم اشد الناس بلاء الانبياء ثم الامثل فالامثل وليعلم من ابتلي بمصيبة ان الذي ابتلاه بهذه المصيبة هو ارحم الراحمين واحكم الحاكمين وان الله تعالى انما ابتلاه بمصيبته ليمتحن صبره ورضاه وايمانه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يصب منه وقال صلى الله عليه وسلم عجبا لامر المؤمن ان امره كله له خير وليس ذلك لاحد الا للمؤمن ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له والواجب على المؤمنين عند المصائب ان يصبر وان يحتسب الاجر عند الله عز وجل وان يحسن الظن بالله وان يعلم ان الصبر واحتساب الاجر من اسباب دخول الجنة كما قال الله تعالى اني جزيتهم اليوم بما صبروا انهم هم الفائزون والمؤمن حقا هو الذي يسير على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم ويصبر على المصائب ويجتنب المعائب ويرضى بالله عز وجل ربا رحيما ومدبرا حكيما وان يعلم انه عبد مملوك لله يفعل الله تعالى به ما يشاء مما تقتضيه حكمته من السراء والظراء والشدة والرخاء فيجب عليه ان يكون صبورا عند الظراء وشكورا عند السراء والا يظهر منه شيء من التسخط على قضاء الله عز وجل وقدره وليعلم من اصيب بمرض ان ما اصابه فهو بقضاء الله عز وجل فان الله تعالى هو الذي قدر عليه ذلك وهو خالقه ومالكه وحينئذ يرظى ويسلم وان يعلق قلبه بالله عز وجل وان ينتظر الفرج من الله كما قال الله تعالى في الحديث القدسي انا عند ظن عبدي بي وقال النبي صلى الله عليه وسلم واعلم ان الفرج مع الكرب وان مع العسر يسرا وان لا يشكو ما اصابه من مرض لاحد الا لخالقه الذي هو وحده سبحانه وتعالى قادر على كشفه وان يعلم ان المرض تكفر به الخطايا والسيئات فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ما من مسلم يصيبه اذى من مرض فما سواه الا حط الله به سيئاته كما تحط الشجرة ورقها وقال صلى الله عليه وسلم ما من مصيبة تصيب المسلم الا كفر الله بها عنه يعني من خطاياه ومتى صبر واحتسب الاجر عند الله عز وجل فانه سبحانه وتعالى يثيبه على ذلك انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب. نعم احسن الله اليكم شيخنا وبارك الله فيكم وفي علمكم بهذه الاجابة الكافية نكون قد وصلنا احبتنا المستمعين الكرام الى ختم هذه الحلقة التي قد تفضل فيها اجابة عن اسئلتكم فضيلة الشيخ الاستاذ الدكتور سامي بن محمد الصقير عضو هيئة كبار العلماء. فشكر الله لشيخنا الكريم وبارك الله فيه وفي علمه ونفع الله به. وشكر الله لكم احبتي الكرام حسن متابعتكم لنا في هذه الحلقات نسأل الله جل وعلا لنا ولكم العلم النافع والعمل الصالح حتى نلتقى بكم في لقاء قادم بمشيئة الله تعالى نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته نور على الدرب برنامج يومي يجيب فيه اصحاب الفضيلة العلماء عن اسئلة المستمعين اعداد وتقديم سبيت ابن ابراهيم سبيت تنفيذ وليد بن عبدالرحمن النومان