وقول جهد البلاء كل ما اصاب الانسان من شدة ومشقة مما لا طاقة له بتحمله ولا يقدر على دفعه بحيث يتمنى الموت ولا ان يبقى على هذه الحالة من الشدة الحديث الثامن عشر عن ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يستعيذ كان يتعوذ من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الاعداء رواه البخاري ومسلم وهذا الحديث من جوامع الكلم التي ينبغي للمؤمن ان يحافظ عليها وان يتعلمها فان فيها الاستعاذة من امهات الشر فتعوذ النبي صلى الله عليه وسلم منها معلما امته فهي جامعة مانعة في التعوذ من صنوف البلاء كما في شرح بن بطال والمرقاء والتنوير للصنعاني هذا جهد البلاء. جهد البلاء كالابتلاءات العظيمة وقيل في تفسيره في جهد البلاء قلة المال وكثرة العيال فيحتاج الى نفقة ولا يجد وقوله في الحديث ودرك الشقاء درك الشقاء طريق الشقاء درك اللحوق ادراك الهلاك في امور الدنيا والاخرة درك الشقاء ان يدركه الهلاك في نفسه او اهله او ماله او قلة معيشته لاحظوا الان اكثر من معنى تحوم حول قضية قلة المعيشة وقلة المال وهذا امر يلمسه عدد من الناس بمثل هذه الايام والاحوال من تسريح من الوظائف وعدم دفع الرواتب وعدم وجود فرص للمعيشة ونحو ذلك فيقول اعوذ بك من جهد البلاء ودرك الشقاء درك الشقاء يشمل سوء الخاتمة والعذاب في الاخرة بسبب الذنوب والموبقات درك الشقاء يطلق ايضا على كل سبب يؤدي الى الهلاك وما تقدم من المعاني في شرح بن بطال واكمال المعلم والكواكب الدراري للكرمان وفتح الباري والشقاء ضد السعادة والسعادة سببها العمل الصالح والشقاء سببه سوء العمل فاذا استعذت بالله من درك الشقاء فهذا يتضمن الدعاء بان لا تعمل عمل الاشقياء كما قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين طيب ما هي الثالثة التي استعاذ منها ها سوء القضاء وهو ما يسوء الانسان وما يقع به من المكروه وهذا يشمل سوء القضاء في الدنيا والاخرة في الدين والدنيا في النفس في المال في الاهل في الدين في الخاتمة في المعاد والمراد بالقضاء الشيء المقضي لا نفس القضاء قضاء الله كله خير لكن الشيء المقضي قد يكون شرا الان اذا نظرت الى خسارة المال والى المرض وهو فقد الولد ونحو ذلك هذه كلها شرور في الظاهر قد في حقيقتها اه فيها خير للعبد لكن في ظاهرها شرور قد جاء في دعاء القنوت وقني شر ما قضيت فهو يطلب خير المقضي من البلاء وغيره ويتعوذ من الشر المترتب عليه اذا قني شر ما قضيت واعوذ بك من سوء القضاء معناهما متقارب اعوذ بك من سوء القضاء قني شر ما قضيت اعوذ بك من سوء القضاء. وقني شر ما قضيت مني شر ما قضيت حديث الترمذي وهو صحيح وهذان الحديثان يدلان على بطلان الدعاء الذي اشتهر بين الناس اللهم اني لا اسألك رد القضاء ولكن اسألك اللطف فيه هذا باطل مخالف للاحاديث الصحيحة النبي عليه الصلاة والسلام يستعيذ بالله من سوء القضاء ويقول اعوذ بك من شر ما قضيت وهذا يقول لا اسألك رد القضاء يعني نزله عليه ولكن لطفه وخففه ايش هذي الدعوة يقول لا اسألك رد القضاء ولك نسألك اللطف فيه هذا مخالف للاحاديث الصحيحة الاحاديث الصحيحة اعوذ بك من سوء القضاء قني شر ما قضيت فهو يتعوذ من الشر المترتب على القضاء فالقضاء باعتبار العباد ينقسم الى قسمين خير شر. بالنسبة لنا نحن فالمشروع الدعاء بالوقاية من شره فهذا في القضاء المقضي المخلوق اما قضاء الله الذي هو حكمه وفعله فكله خير لا شر فيه كل قضاء الله خير بالنسبة لله تعالى الشر ليس اليه فلا يدخل الشر في صفاته ولا في افعاله ولا يلحق في ذاته عز وجل فان قال قائل وهل تنفع الاستعاذة من شيء قد فرغ منه وقضي وكتب في اللوح المحفوظ فالجواب ان هذه الاستعاذة قضاء ايضا يعني الان لو واحد قال اللهم اني اعوذ بك من سوء القضاء. اليس دعاؤه مكتوبا عند الله اليس دعاؤه حق واقع او واقع بقدر من الله اليس هو من القضاء نفسه اليس هذا الدعاء من القدر والقضاء نفسه فاذا فقد يقدر الله ان تنزل مصيبة ويقدر ان يدعو العبد في قدر ان يرفع دعاء العبد المصيبة فلا تنزل يعني عادي وايضا لو نزل القضاء الذي فيه بالنسبة للعبد شر او سوء فان الدعاء ينفع في رفعه فان الدعاء ينفع في رفعك. يعني ان لم ينفع بدفعه فانه ينفع في رفعه او على الاقل في تخفيفه فاذا الدعاء ينفع الدعاء ينفع سواء في منع النزول او في رفعه بعد النزول او في تخفيف وقعه او في ظهور خيره يتحول الى خير بالنسبة للعبد ممكن ايضا فالدعاء ينفع في جميع الحالات ولو لم يكن فيه الا اللجوء الى الله والتعبد بما امر ادعوني واظهار الفاقة والاحتياج الى الله لكان ذلك كافيا لو لم يكن في الدعاء الا اظهار الافتقار الى الله واللجوء اليه والتعبد بهذه العبادة ورفع اليدين والطلب والسؤال والذل بين يديه لكان ذلك كافيا يعني تفكر فيها من جهة الاجر في الدعاء بغض النظر عن قضية ماذا سيحدث نتيجة للدعاء اجر الدعاء نفسه ومن تفطن لهذه المسألة لم ييأس من الدعاء ابدا فانه لا يزال بخير وهو يدعو لو ما رأى يعني تغيرا في الواقع فهناك عداد للحسنات يجري لمصلحته وهناك كاتب للحسنات يكتب دعاءه في صحيفته ولذلك يكفي العبد ان يرى في صحيفته يوم القيامة خيرا عظيما من جراء دعائه ولو انه ما رأى اثرا ملموسا في الواقع للدعاء ولو طبعا الله عز وجل اما ان يستجيب فورا او يؤخر الاستجابة الى اجل لحكمة او يعوضه بخير اخر او يصرف عنه شرا اخر لانه هو قال ادعوني استجب فلابد ان يستجيب لابد ان يستجيب يعني ما هو اذا وعد لا يخلف الميعاد لكن كيف تكون استجابته هذا يخفى علينا كيف تكون استجابته قد يخفى علينا فقد تكون الاستجابة باعطاء المباشر باعطاء العبد مباشرة ما سأل وقد تكون باعطائه خيرا مما سأل وقد تكون بصرف شر عنه اخر بشر اخر او شر اعظم ولو ما حصل العبد من وراء الدعاء الا اجر التعبد بهذه العبادة العظيمة الدالة على التوحيد واللجوء الى الله والافتقار والذل بين يديه كان ذلك كافيا للغاية تعود النبي صلى الله عليه وسلم اولا من البلاء وهو مقدر واتبعه بالتعوذ من الشقاء الذي قد يترتب على البلاء. ثم اتبعه بالتعوذ من سوء القضاء وهو اعم يعني سواء كان في دين في دنيا في نفسه في اهله في ماله كما في تحفة الذاكرين للشوكاني. وقد قيل ايضا في معنى وسوء القضاء جور الحكم يعني اعوذ بك من سوء القضاء سوء قضاء القضاة عليه سوء قضاء القضاة الذين يفصلون بين الناس هذا معنى اخر اعوذ بك من سوء القضاء فاعوذ بك من سوء القضاء نتيجة هوى او رشوة او جهل ونحو ذلك كما في الافصاح وشرح رياض الصالحين ابن عثيمين رحمه الله وشماتة الاعداء تقدم شرحها وانها فرح العدو بالمصيبة تنزل بك وانصراف النعمة عنك هذي شماتة