بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين امين. نقل الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين في باب فضل الزهد في الدنيا وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء. رواه الترمذي وقال حديث صحيح. عن ابي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الا ان الدنيا ملعونة. ملعون ما فيها الا ذكر الله وما والاه. وعالما ومتعلما. رواه الترمذي. وقال حديث بسم الله الرحمن الرحيم قال رحمه الله تعالى وعن سهل ابن سعد الساعدي رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة. ما سقى منها كافرا شربة ماء قوله لو كانت الدنيا تعدل عند الله اي تزن وتساوي عند الله جناح بعوضة والتمثيل بجناح البعوضة للتحقير والتقليل. يعني انها لا تزن شيئا عند الله. ولا تساوي شيئا ما سقى كافرا منها شربة ماء. يعني ما تمتع الكافر بما يتمتع به من ملذات الدنيا وشهواتها. ولا من ذلك لان التمتع في حقه ليس من الامور التي تناسب حاله لانه قد كفر بالله عز وجل. وهذا يدل على حقارة الدنيا. وانها لا تساوي عند الله تعالى ولا تعدل عنده شيئا. فعلى هذا لا ينبغي للانسان ان يعرج عليها او ان يركن اليها او ان يتمتع بملذاتها وشهواتها يشغله عن طاعة الله عز وجل. ولهذا قال ابن القيم رحمه الله في معنى هذا الحديث هذا ولو عجلت جناح بعوضة عند الاله الحق في الميزان لم يسق منها كافرا من شربة ماء وكان احقا بالحرمان اما الحديث الثاني حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الا ان الدنيا ملعونة ملعونة من اللعن واصل اللعن هو الطرد والابعاد عن رحمة الله. اي انها مبعدة لانها تصد عن ذكر الله تعالى وعن طاعته. فقوله ملعونة هنا اي مذمومة. مبغضة عند الله تعالى. واللعن يأتي بمعنى الذنب كما قال عز وجل والشجرة الملعونة في القرآن يعني المذمومة في القرآن. الدنيا ملعونة ملعون ما فيها يعني من والمتع ونحوها الا ذكر الله عز وجل. وهذا يشمل الذكر بالقلب واللسان والجوارح وما والاه يعني وما دناه وما شابهه مما يعين على طاعة الله عز وجل وعالما ومتعلما لان العلم الشرعي مما يعين على طاعة الله تعالى وخشيته كما قال عز وجل انما يخشى الله من عباده العلماء. هذا معنى الحديث ولكن هذا الحديث ضعيف ولا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم اولا لضعف اسناده وثانيا لانه لا يصح معنى بان الدنيا ليست مذمومة على سبيل الاطلاق. فالدنيا لمن اراد ان يجعلها مزرعة للاخرة ومطية للاخرة بالاستكثار من الاعمال الصالحة والمسابقة الى الخير والمسارعة الى طاعة الله عز عز وجل فهي خير له. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم خيركم من طال عمره وحسن عمله. وقال عليه الصلاة السلام نعم المال الصالح للرجل الصالح. فالدنيا ليست مذمومة بل فيها خير وفيها شر. فمن استغل الخير فيها فهو على خير. ومن لها وانشغل بما فيها من الملذات والشهوات التي تصده عن طاعة الله عز وجل وعبادته فهذا شر بالنسبة له ولان هذا الحديث ايضا فيه ايماء واشارة الى نوع من سب الدهر وسب الدهر مما نهي عنه ولهذا ثبت في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله تعالى يؤذيني ابن ادم يسب الدهر وانا الدهر. بيدي الامر اقلب الليل والنهار. وهذا الحديث يدل على النهي عن سب الدهر وسب الدهر ينقسم الى ثلاثة اقسام القسم الاول ان يسب الدهر على سبيل الخبر المحض. كما لو قال هذا يوم شر هذا يوم بؤس هذا يوم كذا وكذا فهذا لا بأس به اذا كان على سبيل الخبر. قال الله تعالى عن لوط عليه الصلاة والسلام قال هذا يوم عصيب وقال عز وجل سخرها عليهم سبع ليال وثمانية ايام خصوما. القسم الثاني ان يسب الدهر اعتقادا منه انه هو الفاعل. وانه هو المدبر فهذا شرك اكبر. مخرج من الملة. لانه ان مع الله عز وجل شريكا في تدبير هذا الكون. وهذا شرك اكبر القسم الثالث ان يسب الدهر لا على انه هو الفاعل ولا انه هو المدبر ولكن بكونه ظرفا لهذا الامر المكروه الذي حصل للانسان. فهذا محرم. وقيل انه شرك اصغر لان فيه منازعة لله عز وجل في ربوبيته. فعلى هذا ينبغي للانسان ان لا يسب الدهر وان يسأل الله عز وجل ان ييسر اموره وان يجنبه كل سوء وكل شر. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى. وصلى الله على نبينا محمد