بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال المصنف الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتاب التوحيد باب ما جاء في اللوء بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين قال رحمه الله باب ما جاء في اللو لقول لو لو فعلت كذا لكان كذا لو لو فهذا جاء فيه احاديث لا يقل احدكم لو اني فعلت كذا لكان كذا وكذا ولكن يقول قدر الله وما شاء فعل. نعم وقول الله تعالى يقولون لو كان لنا من الامر شيء ما قتلنا ها هنا يقول المنافقون اللي وقعت في احد لما حصل على المسلمين ما حصل من القتل قال المنافقون لو كان لنا من الامر شيء ما قتلنا ها هنا قال الله تعالى قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل الى مضاجعهم فلا ينفع الانسان تحيل على القضاء والقدر ولكن عليه ان يصبر ويحتسب نعم قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله في كتابه فتحي المجيد شرح كتاب التوحيد قوله باب ما جاء في اللو اي من الوعيد والنهي عنه عند الامور المكروهة كالمصائب اذا جرى بها القدر لما فيه من الاشعار بعدم الصبر والاسى على ما فات مما لا يمكن استدراكه نعم فكلمة لو لا تجدي شيئا بعد حصول القضاء والقدر وارشد النبي صلى الله عليه وسلم بدل ذلك ان يقول ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. نعم فالواجب التسليم للقدر والقيام بالعبودية الواجبة وهو الصبر على ما اصاب العبد مما يكره والايمان بالقدر اصل من اصول الايمان الستة نعم الايمان اركان الايمان ستة نعم والايمان بالقدر اصل من اصول الايمان الستة وادخل المصنف رحمه الله اداة التعريف على لو وهذه في هذا المقام لا تفيد تعريفا كنظائرها لان المراد هذا اللفظ كما قال الشاعر رأيت الوليد ابن اليزيد مباركا جديدا باعباء الخلافة كاهله نعم قال المصنف رحمه الله تعالى وقول الله تعالى يقولون لو كان لنا من الامر رايت اليزيد. ادخل العلا يزيد مع انه اسم علم لا تدخلوا عليه ولكن الظرورة الشعرية نعم. قال المصنف رحمه الله وقول الله تعالى يقولون لو كان لنا من الامر شيء ما قتلنا ها هنا قاله بعض المنافقين يوم احد لخوفهم وجزعهم وخورهم لما حصل على المسلمين ما حصل في وقعت في احد من القتل ما كان من المؤمنين الا التسليم للقضاء والقدر واما المنافقون فانهم يتلونون ويلقون باللوم على رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي اخرجهم الى هذا المكان ولانهم لا يؤمنون بالقضاء والقدر ويلتمسون العيوب والتنقص على الرسول صلى الله عليه وسلم فيقولون لو كان لنا من الامر شيء ما قتلنا ها هنا يعني في احد رد الله عليهم قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل الى مضاجعهم نعم قال ابن اسحاق فحدثني يحيى ابن عباد ابن عبد الله ابن الزبير عن ابيه عن عبد الله ابن الزبير رضي الله عنهما قال قال الزبير لقد رأيتني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين اشتد الخوف علينا ارسل الله علينا النوم فما منا رجل الا ذقنه في صدره قال فوالله اني لاسمع قول معتب بن قشير ما اسمعه الا كالحلم لو كان لنا من الامر شيء ما قتلنا ها هنا فحفظتها منه وفي ذلك انزل الله عز وجل يقولون لو كان لنا من الامر شيء ما قتلنا ها هنا لقول معتب نعم فالمنافقون القوا باللائمة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وانه هو السبب في قتلهم ولو كان الامر لهم ما خرجوا وعرضوا انفسهم للقتل لو كان لنا من الامر شيء ما قتلنا ها هنا والله سبحانه وتعالى رد عليهم قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل كتب القضاء والقدر لبرز الذين كتب عليهم القتل الى مضاجعهم فلا حيلة في القضاء والقدر. نعم رواه ابن ابي حاتم. قال الله تعالى قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل الى مضاجعهم اي هذا قدر مقدر من الله عز وجل وحكم حتم لازم لا محيد عنه ولا مناص منه. نعم الله اذا قدر شيئا فلا بد ان ينفذ القضاء والقدر ولا ينفعك يعني اتخاذ الاسباب في هذا المكان فالقضاء نافذ بلا شك ولا يمنع شيئا منه شيء المؤمن يطمئن ان الامر بيد الله سبحانه وتعالى واما المنافق فيتلوم ويتحسر لو كان لنا من الامر شيء ما قتلنا ها هنا رد الله عليهم بقوله قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل الى مضاجعهم نعم. فقال المصنف رحمه الله تعالى وقوله الذين قالوا لاخوانهم وقعدوا لو اطاعونا ما قتلوا نعم. قال الشارح الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله قال العماد ابن كثير الذين قالوا لاخوانهم وقعدوا لو اطاعونا ما قتلوا اي لو سمعوا مشورتنا عليهم بالقعود وعدم الخروج ما قتلوا مع من قتل. قال الله تعالى قل فادرؤا عن انفسكم الموت ان كنتم صادقين. قل فادروا عن انفسكم الموت اذا نزل الموت فلا احد يدفعه لابد ان يأخذ مجراه الذي قدره الله له نعم قال الله تعالى قل فادرأوا عن انفسكم الموت ان كنتم صادقين اي اذا كان القعود يسلم به الشخص من القتل والموت فينبغي لكم ان لا تموتوا والموت لا بد ات اليكم ولو كنتم في بروج مشيدة تدفع عن انفسكم الموتى ان كنتم صادقين. اي نعم رد الله عليهم بان قضاء الله نافذ ولا يمنع منه فعل الاسباب فهذا شيء بيد الله سبحانه وتعالى قضاء وقدر نعم فقال مجاهد عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه نزلت الاية في عبدالله ابن ابي واصحابه يعني انه هو الذي قال ذلك نزلت الاية في عبد الله بن ابي رأس المنافقين انهم هم الذين قالوا هذه المقالة لانهم لا يؤمنون بالقضاء والقدر نعم. واخرج البيهقي عن انس رضي الله عنه ان ابا طلحة رضي الله عنه قال غشينا النعاس ونحن في مصافنا يوم احد فجعل يسقط سيفي واخذه ويسقط واخذه. قال والطائفة الاخرى المنافقون ليس لهم هم الا انفسهم اجبن قوم وارعبوه واخذله للحق يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية انما هم اهل ريب وشك بالله عز وجل. نعم هذه المقالة صدرت عن المنافقين هم الذين قالوا لو كان لنا من الامر شيء يعرضون بالرسول صلى الله عليه وسلم. ما قتلنا ها هنا يعني فالرسول هو السبب الذي اخرجهم للقتل لانهم والعياذ بالله لا يؤمنون بالقضاء والقدر. نعم قوله تعالى قد اهمتهم انفسهم يعني لا يغشاهم النعاس من القلق والجزع والخوف يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية فالمسلمون غشيهم النعاس امنة من الله سبحانه وتعالى وهم في نفس نفس الموقع المخيف ومع هذا غشيهم النعاس فجعل آآ قوس احدهم يأخذه ثم يسقط من يده من النعاس هذه امنة من الله جل وعلا اما المنافقون فانهم لم يأتي عليهم النعاس لان الخوف اخذ قلوبهم. نعم قال شيخ الاسلام رحمه الله لما ذكر ما وقع من عبد الله ابن ابي في غزوة احد قال فلما انخزل يوم احد وقال يدع رأيي ورأيه ويأخذ برأي الصبيان او كما قال ان خزل معه خلق كثير منهم لم ينافق قبل ذلك فاولئك كانوا مسلمين وكان معهم ايمان هو الضوء الذي ضرب الله به المثل فلو ماتوا قبل المحنة والنفاق ماتوا على الاسلام ولم يكونوا من المؤمنين حقا الذين امتحنوا فثبتوا على الايمان ولا من المنافقين حقا الذين ارتدوا عن الايمان بالمحنة هاه وهذا حال كثير من المسلمين في زماننا او اكثرهم اذا ابتلوا بالمحنة التي يتظعظع فيها اهل الايمان ينقص ايمانهم كثيرا وينافق كثير منهم ومنهم من يظهر الردة اذا كان العدو غالبا وقد رأينا ورأى غيرنا من هذا ما فيه عبرة نعم يقول الشيخ يقول رأينا ما فيه عبرة من مواقف المنافقين عند حلول المصايب انهم يلقون باللوم على المخلوقين ولا يؤمنون بالقضاء والقدر وتطمئن نفوسهم ويعلمون ان ما قدر لا بد ان يكون نعم واذا كانت العافية او كان المسلمون ظاهرين على عدوهم كانوا مسلمين وهم مؤمنون بالرسل باطنا وظاهرا لكن ايمانا لا يثبت على المحنة ولهذا يكثر في هؤلاء ترك الفرائض وانتهاك المحارم وهؤلاء من الذين قالوا امنا فقيل لهم لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا. ولما يدخل الايمان في قلوبكم قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم ولما هذي فيها رجا انه يدخل فيما بعد فدخل الايمان في قلوبهم وثبتوا على الايمان اما المنافقون فلا يزالون يترددون في ريبهم والعياذ بالله نعم. ولما يدخل الايمان في قلوبكم اي الايمان المطلق الذي اهله هم المؤمنون حقا فان هذا هو الايمان اذا اطلق في كتاب الله تعالى. نعم الايمان المطلق هو الايمان الكامل واما الايمان ايمان المنافقين والايمان الناقص فانه يتذبذب عند المصايب وقد يزول والعياذ بالله. نعم ولما يدخل الايمان في قلوبكم اي الايمان المطلق الذي اهله هم المؤمنون حقا فان هذا هو الايمان اذا اطلق وفي كتاب الله تعالى كما دل عليه الكتاب والسنة فلم يحصل لهم ريب عند المحن التي تقلقل الايمان في القلوب. انتهى. نعم فالمؤمنون حقا ما تزيدهم المحن الا ايمانا بالله عز وجل خلاف المنافق فانه كما قال الله ومن الناس من يعبد الله على حرف يعني طرف فان اصابه خير اطمأن به وان اصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والاخرة ذلك هو الخسران المبين. نعم وقول شيخ الاسلام وقد رأينا ورأى غيرنا من هذا ما فيه عبرة قلت ونحن كذلك رأينا من ذلك ما فيه عبرة عند غلبة العدو من اعانتهم العدو على المسلمين والطعن في الدين واظهار العداوة والشماتة وبذل الجهد باطفاء نور الاسلام وذهاب اهله وغير ذلك مما يطول ذكره والله المستعان نعم يقول الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله نحن رأينا من ذلك ومن هؤلاء القوم الذين اذا نزلت المصايب تزعزع ايمانهم وظعف يقينهم او زال يقينهم بادروا باللوم والاقوال الفاسدة تظهر ظالم صدورهم عند المصائب وان دنكبات اما اهل الايمان الثابت الراسخ فانه لا يتزعزع ايمانهم عند المصائب ولا يزول يقينهم بل هم ثابتون صامدون ثم في النهاية تكون العاقبة لهم ويخسر المنافقون. الكلام على على الايمان الذي في القلب اذا كان الايمان الذي في القلب ثابت فانه لا يزعزعه شيء اما الايمان الظعيف وايمان المنافق فانه يزول عند اول مصيبة وتنكشف سرائرهم وما كانوا يخفون في نفوسهم فالمصائب هي التي تبين الرجال نعم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين