بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلاة وسلاما على المبعوث رحمة للعالمين. نبينا يا محمد صلى الله عليه وعلى من تبعه باحسان الى يوم الدين. ايها الاخوة المشاهدون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومرحبا بكم الى برنامجكم شبهات حول القرآن العظيم. حديثنا اليوم عن الامر الجلل الا وهو الطعن في القرآن العظيم. الطعن في كتاب الله الخالد. لماذا يطعن الاخرين قارون في قرآن ربنا نجيب عن هذا السؤال فنقول حين ارسل الله محمدا صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين. في غمضة من الزمان انساح الاسلام على وجه الدنيا. تحولت امم وممالك الى الاسلام واضحى العالم القديم قلعة وحصنا من حصون الاسلام. هذا الامر ازعج الكثيرين لقد خافوا ان يصبح الاسلام ايضا بين ظهرانيهم. فيصبح الاسلام سمع الدنيا وبصرها فما وجدوا من طريقة ما وجدوا من طريقة يحجبون فيها نور الاسلام الا ان يثيروا في وجهه الشبهات اثاروا شبهات كثيرة بعضها عن القرآن وبعضها عن النبي صلى الله عليه وسلم وبعضها الاسلام. سنتحدث باذن الله تبارك وتعالى عن الشبهات التي اثيرت عن القرآن العظيم ذلك ان القرآن هو معجزة الاسلام الخالدة التي شاءها الله ان تستمر الى قيام الساعة برهانا ودليلا على نبوة نبينا صلى الله عليه وسلم وعلى ان الاسلام هو دين الله حق نعم لقد شاء الله بحكمته وقدرته البالغة ان يحفظ هذا القرآن العظيم حتى يكون شاهدا على الاولين والاخرين. انا نحن نزلنا الذكر انا له لحافظون. وانه لكتاب عزيز. لا يأتيه الباطل. لا يأتي الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد. وحتى يحقق الله تبارك وتعالى مشيئته. فان الله كفل من الاسباب الارضية ما يحفظ هذا القرآن قال العظيم حتى يصل الينا اليوم بعد الف واربع مئة سنة لم يتغير منه حرف واحد مما جعله الله تيسيرا لحفظ هذا الكتاب ان جعله كتابا سهلا ميسورا في ولقد يسرنا القرآن للذكر. فهل من مدكر؟ ولا قد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر؟ وحتى يسهل علينا حفظه؟ انزله الله منجما لم يزل واحدة كما هو الحال في الكتب السابقة بل انزله منجما في ثلاث وعشرين سنة المسلمون كلام ربهم ويقبلوا عليه ويتدبروه ويحفظوه. واول من يسر الله حفظ القرآن عليه هو محمد صلى الله عليه وسلم. ذلكم النبي العظيم الذي اوحى الله اليه القرآن فقد كان الله يتعهده بمدارسة القرآن. فيرسل اليه جبريل عليه السلام في كل ليدارسه القرآن في شهر رمضان شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وفي العام الاخير من حياة النبي صلى الله عليه وسلم جاء جبريل الى النبي صلى الله عليه وسلم فدارسه القرآن مرتين. قال اهل العلم في بعضها يقرأ النبي صلى الله عليه وسلم وجبريل يسمع. وفي الاخر العكس هو الذي يكون. وهكذا ثبت الله في قلب النبي صلى الله عليه وسلم حفظ كتابه ويحكي لنا القرآن العظيم عن حرص النبي صلى الله عليه وسلم على حفظ القرآن. وانه عليه الصلاة والسلام. كان يخشى ان يضيع منه شيء من القرآن. فكان يحرك لسانه اثناء نزول الوحي اي يحاول ان يقرأ القرآن مع جبريل حتى يكون ذلك اشد حفظا للقرآن. فاراحه الله تبارك وتعالى من ذلك هو اخبره انه مثبت قلبه بهذا القرآن. وانه لن يضيع منه شيء ولا تعجل بالقرآن من قبل ان يقضى اليك وحيه وقل ربي زدني علما لا تحرك به لسانك لتعجل به. ان علينا جمعه وقرآنه. فاذا قرأناه فاتبع قرآنه ثمان علينا بيانه. اذا حفظ النبي صلى الله عليه وسلم وحفظه اصحابه الكرام. فقد كان شغله الشاغل صلى الله عليه وسلم ان يحفظ اصحابه القرآن ان يحفظوه متنا وان يحفظوه عملا. يقول ابن مسعود كان ينزل على النبي صلى الله عليه عليه وسلم القرآن فنأخذ الايات العشر فلا نتجاوزها حتى نحفظها ونعمل بها تعلمنا العلم والعمل معا. اذا اسلم احد واتى الى النبي صلى الله عليه وسلم فان اول ما يتعاهده الصحابة رضي الله عنهم هو ان يعلموه ما فاته من القرآن. يقول عبادة ابن الصامت رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشغل فاذا قدم رجل مهاجر على رسول الله صلى الله عليه وسلم دفعه الى رجل منا يعلمه القرآن. وانما علمه دعاء الاستخارة قالوا علمنا النبي صلى الله عليه وسلم هذا الدعاء كما يعلمنا السورة من القرآن. فذلك يدل على اهمية القرآن العظيم عندهم. بل يحكي لنا الفاروق رضي الله عنه انه سكن في اوالي المدينة وكان له جار من الانصار فكان يتناوبان في النزول الى المدينة المنورة وسماع القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم يقول عمر كنا نتناوب على النزول على النبي صلى الله عليه وسلم ينزل وانزلوا يوما فاذا نزلت جئته بخبر ذلك اليوم من الوحي وغيره واذا نزل فعل مثل ذلك. اذا قضية القرآن في اذهانه قضية حية. قضية بالليل والنهار لا يريدون لا يرغبون يخشون ان يفوته شيء من القرآن العظيم كيف لا والنبي صلى الله عليه وسلم ما زال يحثهم على حفظ القرآن؟ ما زال يذكر لهم فضل القرآن ويدعوهم الى قراءة القرآن. كيف لا يكونون من اهل القرآن؟ والنبي عليه الصلاة السلام يقول لهم خيركم من تعلم القرآن وعلمه. حينما يحرصون على هذه خيرية عند ربهم اذا تعلموا القرآن وعلموه للناس. كيف لا كيف لا يقبلون جعل القرآن العظيم. والنبي عليه الصلاة والسلام يخبرهم ان منزلتهم عند الله وترتفع بمقدار ما يأخذون من القرآن العظيم. يقال لصاحب القرآن يوم القيامة ارق واقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا. فان منزلتك عند اخر اية تقرأها. فمن اراد الدرجات العلى اكثر من قراءة القرآن. لذلك اقبل اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اقبلوا على القرآن العظيم. ايضا ثمة امر اخر سهل به النبي صلى الله عليه وسلم الاقبال على القرآن. الا وهو انه حث من لا يجيد قراءة القرآن على قراءته ووعده بالاجر العظيم على محاولته معرفة كيفية القراءة الصحيحة الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة. والذي يقرأ القرآن وهو عليه هشام ويتعتع فيه له اجران. الذي يقرأ القرآن ويكابد المشقة والصعود في تلاوة القرآن ويتعتع فيه فهذا له اجران. لذلك اقبل الجميع على القرآن العظيم جميع الاقبلوا على تلاوته شيوخا وشبانا رجالا ونساء واطفالا. وقد حدث اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم القرآن حفظه منهم عدد كبير. كلهم كان يحفظ اجزاء كبيرة من القرآن لكن بعضهم فقط ممن حفظ القرآن من اوله الى اخره. يذكر لنا انس بن مالك رضي الله عنه انه على عهد النبي صلى الله عليه وسلم استكمل حفظ القرآن اربعة من الانصار. يقول حفظ القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم اربعة كلهم من الانصار. ابي بن كعب ومعاذ ابن جبل وزيد ابن ثابت وابو زيد. فهؤلاء حفظوه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم اما من استكمله بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فهم كثر منهم ابن مسعود رضي الله عنه وعمر وعثمان وعلي وغيرهم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. بل حتى النساء في خدورهن كن يحفظن القرآن منهن ام ورقة بنت عبدالله بن الحارث الانصاري رضي الله عنها فقد امره النبي صلى الله عليه وسلم ان تؤم اهل بيتها فكان لها مؤذن من اهل بيتها وتؤم اهل بيتها لانها كانت احفظ القرآن العظيم. كيف نقل القرآن الكريم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين اليوم لقد نقله الالوف عن الالوف في كل عصر وحين حتى وصل الينا هذا القرآن كما نزل طريا. فكأننا نسمعه من محمد صلى الله عليه وسلم. لم ويتغير منه حرف واحد. نقل الينا بطريقين. الطريق الاول هو الحفظ وهو عليه. فالقرآن نزل في امة امية قل ان تجد فيها قارئا وكاتبا. كانوا يعتمدون في حفظ واشعارهم وتاريخهم وانسابهم على ذاكرتهم يعوضون بها قلة معرفتهم بالكتابة فحفظه اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. وما تزال الامة تحفظه وتتعاهده جيلا بعد جيل. ومن اما لا وتدبر في عدد القراء اليوم وعدد حفظة القرآن من الاطفال فضلا عن الكبار لا يجد مصداق لما ذكرنا وان قناتنا هذه وهي تعرض لنا اطفال المسلمين وهم يحفظون القرآن ليؤكدون على قدرة المسلمين على حفظ كتابهم. ويؤكدون على مصداقية هذه الطريقة في حفظ القرآن العظيم بعدجي. نقل الينا القرآن بطريقين. الاول الحفظ وهو ما ساشرع في الحديث عنه والثاني هو الكتابة والكتابة كانت مجرد توثيق لهذا الحفظ. والا فلاعتماد كان على لقد وصف الله القرآن فقال للنبي صلى الله عليه وسلم ومنزل عليك كتابا لا اغسله الماء حفظ السطور من الممكن ان يغسله الماء. اما حفظ الصدور فهذا لا يغسله النار. يقول ابن الجزري رحمة الله عليه الاعتماد في نقل القرآن على حفظ القلوب والصدور لا على حفظ المصاحف والكتب. وهذه اشرف خصيصة من الله تعالى لهذه اما فاخبر تعالى ان القرآن لا يحتاج في حفظه الى صحيفة تغسل بالماء. بل يقرأه في كل كما جاء في وصف امته صلى الله عليه وسلم اناجيدهم في صدورهم. نعم لقد كان قرآنهم في صدورهم. لذلك ضغط كبير من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حفظوا القرآن العظيم في يوم بئر معونة قتل من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سبعين. تصيبهم الرواية بانهم كانوا من القراء في وقعة واحدة فقد اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سبعين من القراء من اهل القرآن الذين يقرأون القرآن ويقرؤونه للناس. وفي يوم اليمامة قتل مثلهم تقريبا من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. ومقتل هذا العدد الكبير هو الذي دعا اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الى الطريقة الاخرى من الحفظ. خشية ان يموت المزيد من القراء فيضيع شيء من القرآن العظيم جاء عمر رضي الله عنه الى الخليفة ابي بكر فقال ان القتل قد استحر يوم القيامة بقراء القرآن واني اخشى ان يستحر القتل بالقراء فكان هذا سببا في الجمع الكتابي القرآن. اذا حفظ المسلمون القرآن وتناقلوه جيلا بعد جيل. فما زال المسلمون يحفظون قرآن ربهم غيبا حتى وصل الينا كما نزل من عند الله وانه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد عندما حصلت معركة اليمامة سارع اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الى توثيق اخر وهو توثيق الكتابي للقرآن. فجمع القرآن لاول مرة في عهد ابي بكر الصديق بعد وفاة النبي الله عليه وسلم بسنة واحدة. لكن هل يعني هذا بان القرآن لم يكتب في عهد النبي صلى الله عليه وسلم اقول لا فقد كتب القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم. بل كان عليه الصلاة والسلام يتعهد اصحابه كلما نزل شيء من القرآن. يقول عثمان رضي الله عنه كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا نزلت عليه الايات يدعو بعض من كان يكتب له ويقول له دع هذه الاية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا. اي ضع هذه الاية التي نزلت في مكانها من القرآن العظيم بل لما نزلت سورة الانعام وهي سورة مكية نزلت في زمن الاضطهاد لما نزلت هذه السورة على طولها بادر اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الى كتابتها في ليلتهم. يقول ابن عباس رضي الله عنه وعن ابيه نزلت جملة واحدة نزلت ليلى وكتبوها من ليلتهم. لم ينتظروا الى الصباح كتبوها في ذات الليلة التي نزلت فيها مع انها طويلة ومع انها نزلت في مكة حيث الخوف والوجل بل ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا كتب بين يديه شيء من القرآن كان يستوثق له يقول زيد رضي الله عنه كنت اكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يملي عليه فاذا فرغت قال اقرأه فاقرأه فان كان فيه سقط اقامه ان كان فيه سقط اقامه. يقرأ ما كتب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم. فالنبي يريد ان يستوثق. هل كتب زيد كلما نزل ام نقص منه حرف ام زاد فيه حرف؟ انه استيثاق للقرآن العظيم ايها الاخوة المشاهدون لنا عودة اخرى باذن الله تبارك وتعالى للحديث عن الكيفية التي وصل اليها هذا القرآن فالى لقاء قريب باذن الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته