اما العمل الصالح فهو باق ولذا سمي العمل الصالح بالباقيات الصالحات في الايات بيان السفه عقود المعرضين لانهم لم يقولوا اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فاهدنا اليه بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال الله تعالى واذكروا اذ انتم قليل مستضعفون في الارض تخافون ان يتخطفكم الناس فاواكم وايدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون واذكروا ايها المؤمنون حين كنتم في مكة قليلي العدد يستضعفكم اهلها ويقهرونكم تخافون ان يأخذكم اعدائكم بسرعة فظنكم الله الى مأوى تأوون اليه وهو المدينة وقواكم بالنصر على اعدائكم في مواطن الحرب التي منها بدر ورزقكم من الطيبات ومن جملتها الغنائم التي اخذتموها من اعدائكم لعلكم تشكرون لله نعمه فيزيدكم منها ولا تكثرونها فيسلبها منكم ويعذبكم وتأمل اخي الكريم واذكروا فالانسان عليه ان يذكر النعم يذكرها بقلبه ويذكرها بلسانه ويذكرها بان يستعملها في مرضاة مسديها لان كل نعمة لا تقرب الى الله فهي بلية وربنا قال يا ايها الناس اذكروا نعمة الله عليكم هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والارض لا اله الا هو فانى تؤفكم يا ايها الذين امنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا امانتكم وانتم تعلمون يا ايها الذين امنوا بالله واتبعوا رسوله لا تخونوا الله والرسول بترك الامتثال للاوامر وعدم اجتناب النواهي ولا تخونوا ما اؤتمنتم عليه من الدين وغيره وانتم تعلمون ان ما قمتم به خيانة فتكونوا من الخائن وتأمل اخي الكريم ان النداء بيا ايها الذين امنوا فيه التنبيه على ان ما بعده من مقتضيات الايمان وتأمل لا تخونوا الله والرسول وتخونوا اماناتكم جميع الامانات على الانسان ان يحفظها وان يتقرب بها الى ربه ومولاه ومن الامانة التي تمنا بها الموالاة لله ولرسوله وتأمل قول القرطبي قال القرطبي في قوله تعالى ومن يتولهم منكم فانه منهم قال اي من يعاضدهم ويناصرهم على المسلمين فحكمه كحكمهم في الكفر والجزاء وهذا الحكم باق الى يوم القيامة. وهو قطع الموالاة بين المسلمين والكافرين اذا لا ينبغي للمسلم ان يكون خصما للمسلمين في الدفاع عن الكفار وهذا يفعله كثير ممن فتن والعياذ بالله تعالى فالذين يدافعون عن الظالمين والذين يؤلبون الكفار على المسلمين فقد اقترفوا اثما كبيرا وخانوا الخيانة العظمى ولذلك ينبغي للمسلم ان لا يكون بوقا للكفار وصدأ لاصواتهم وبعض الناس يظنون ان مروءة الاسلام في معاملة المخالفين له. تعني احترام اباطيلهم ومشاركة الكفار في كفرهم والرضا بما هو من خصائص كفرهم ولذلك تجدهم يتقربون اليهم بتقليدهم فينبغي على الانسان ان يحقق الولاء والبراء وليعلم ان الغرض من معاداة الكفار من قبل المسلم هو ان تبقى شخصية المسلم واضحة قوية متميزة بارزة المعالم وهكذا ينبغي على الانسان ان لا يخون الدين وان لا يخون الله ورسوله فقال يا ايها الذين امنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا امانتكم جميع الامانات على الانسان ان يحفظها الوضوء امانة الغسل امانة الوقت الذي تقضيه امانة الحاسب والتليفون والاهل والاصدقاء كلها امانة. وانتم تعلمون واعلموا ان ما اموالكم واولادكم فتنة وان الله عنده اجر عظيم واعلموا ايها المؤمنون ان اموالكم واولادكم انما هي ابتلاء من الله لكم واختبار فقد تصدكم عن العمل للاخرة وتحملكم على الخيانة واعلموا ان الله عنده ثواب عظيم. فلا تفوتوا عليكم هذا الثواب بمراعاة اموالكم واولادكم والخيانة من اجلهم تأمل اخي الكريم واعلموا ان ما اموالكم واولادكم فتنة. فهذه جميع النعم هي فتنة واختبار. فالانسان ان لم يجعلها في محلها حوسب فعليها وان الله عنده اجر عظيم. هذا حطام الدنيا يسير. اما الاجر العظيم فهو عند الله تعالى ثم قال تعالى يا ايها الذين امنوا ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم نعم يا ايها الذين امنوا بالله واتبعوا رسولهم اعلموا انكم ان تتقوا الله بامتثال اوامره واجتناب نواهيه يجعل لكم ما تفرقون به بين الحق والباطل فلا يلتبسان عليكم ويمحو عنكم ما اجترحتموه من السيئات ويغفر لكم ذنوبكم والله ذو الفضل العظيم ومن فضله العظيم جنته التي اعدها للمتقين من عباده اذا تأمل هذا من نداءات الرحمن يا ايها الذين امنوا ان تتقوا الله شرط. جواب الشرط يجعل لكم فرقانا. اي بصائر تفرقون بين الحق والباطل ويكفر عنكم سيئاتكم. الانسان يقع بالذنوب لا محالة ولذلك الانسان يعمل العمل الصالح حتى تكفر عنه سيئاته ويغفر لكم ان يمحو عنكم الذنب وضرر الذنب والله ذو الفضل العظيم. فالفضل العظيم هو من عند الله تعالى ثم قال الله تعالى ممتنا على نبيه فيما انعم عليه. قال واذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك او يقتلوك او يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين واذكر ايها الرسول حين تمالى عليك المشركون ليكيدوا لك بحبسك او بقتلك او نفيك من بلدك الى بلد غيره ويكيدون ويرد الله كيدهم عليهم ويمكر الله والله خير الماكرين اذا هؤلاء حينما فعلوا ما فعلوا وانعم الله على نبيه بالسلامة فهو انعام علينا ان سلم الله نبينا وهنا الذكر نحن علينا ايضا ان نستذكر هذه النعمة وان الانسان كلما كان على هدي النبي صلى الله عليه وسلم نال من السلامة والنجاة وان الله يدافع عنه واذا تتلى عليهم اياتنا قالوا قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا. ان هذا الا اساطير الاولين واذا قرأت عليهم اياتنا قالوا عنادا للحق وترفعا عليه قد سمعنا مثل هذا من قبل لو نشاؤوا قول مثل هذا القرآن لقلناه ما هذا القرآن الذي سمعناه الا اكاذيب الاولين فلن نؤمن وتأمل اخي الكريم واذا تتلى عليهم اياتنا يعني ينبغي ان تتلى الايات لاجل الدعوة الى الله ولاجل اقامة الحجة عليهم وان يستسلم الانسان الوسائل التي يستطيع فيها ايصال الدعوة واذا تتلى عليهم اياتنا قالوا قد سمعنا لو نشاء لقلنا انت اذا حينما تقرأ ويرد عليك لا تتفاجأ لانه قد رد على النبي صلى الله عليه وسلم لكن ينبغي عليك ان تقيم الحجة لله تعالى على الناس واذا تتلى عليهم اياتنا قالوا قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا. ان هذا الا اساطير الاولين اي اكاذيب الاولين هكذا وصفوا ثم قال تعالى واذ قالوا اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فامطر علينا حجارة من السماء او ائتنا بعداب ابن اليم واذكر ايها الرسول وايضا نحن مأمورون بهذا اذ قال المشركون اللهم ان كان ما جاء به محمد حقا فاسقط علينا حجارة من السماء تهلكنا. او ائتنا بعذاب شديد قالوا ذلك مبالغة في الجحود والانكار فايضا الكفار في كل زمان ومكان يتشابهون فيردون فينبغي على الانسان ان يصبر وان يترفق وان يحاول ان يوصل لهم الموعظة التي تؤثر في قلوبهم وما كان الله ليعذبهم وانت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون وما كان الله ليعذب امتك سواء من كان منهم من امة الاستجابة او من امة الدعوة. وانتبه اخي الكريم ان الامة امتان امة الاستجابة وهم من امن بالنبي صلى الله عليه وسلم. اسأل الله تعالى ان يجعلنا من الذين يثبتون حتى نلقى الله وامة الدعوة هم الذين تبلغهم الدعوة. ولذا يجب ان نبلغ رسالات الله تعالى وما كان الله ليعذب امتك سواء من كان منهم من امة الاستجابة او من امة الدعوة. بعذاب يستأصلهم وانت يا محمد حي موجود بين ظهرانيهم فوجودك بينهم امان لهم من العذاب وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون الله من ذنوبهم. اذا الاستغفار مهم واحياء سنن النبي صلى الله عليه وسلم مهم جدا من فوائد الايات اولا الشكر نعمة عظيمة يزيد بها فضل الله تعالى وينقص عند اغفالهم. اذا لا بد من شكر النعم ولابد من ذكرها لاجل شكرها والنعم تحفظ بالشكر وتزداد بالشكر للامانة شأن عظيم في استقامة احوال المسلمين ما ثبت ما ثبتوا عليها وتخلقوا بها وهي دليل نزاهة النفس واعتدال اعمالهم. ولذلك ينبغي على الانسان ان يعلم ان العمر الذي اعطاه الله اياه لا يسلبه منه احد الا بامر الله سبحانه وتعالى فينبغي على الانسان ان يحفظ الامانة حتى هذا ولدك هو ولدك عندك وقد يموت قبلك فتضعه في التراب وتجعله امانة عند الله تعالى. فينبغي على الانسان ان يحفظ الامانة حتى تغادر الروح الجسد ما عند الله من الاجر على كف النفس عن المنهيات خير من المنافع الحاصل على اقتحام المناهي لاجل الاموال والاولاد لان المال اما يذهب منك او تذهب عنه ابدا اذا هم اصحاب عناد لا يريدون بصيرة بالايات فضيلة الاستغفار وبركته وانه مانع من موانع وقوع العذاب. فعلى الانسان ان يكثر من الاستغفار طبعا في الاية الاولى فيها ولاية الثانية الحياة الحقيقية في طاعة الله وطاعة رسوله وفيها اذا تذكير المؤمنين يعني بضعفهم وعناية الله تعالى بهم ونصرهم اما الاية السابعة والعشرين والثامنة والعشرين والتاسع والعشرين فهو نداء للمؤمنين وتحذير من الخيانة وتحذير ايضا من عدم اداء الامانة وايضا يتذكر الانسان فتنة الولد وفتنة المال. فبعضهم يأخذ الرشوة وغير ذلك لاجل اولاده. فينبغي على الانسان ان يتقي الله. فالولد حينما تربيه وتطعمه الطعام الحلال هو سبب ان يضر الله عليك الرزق اما الايات من الثلاثين وحتى السابعة والثلاثين ففيها بيان ظلال الكفار مكة ومكر اعداء الاسلام لاجل النيل من النبي صلى الله عليه وسلم ولاجل الصد عن المسجد الحرام فنسأل الله تعالى ان يحفظ المسلمين في مشارق الارض ومغاربها وان يبارك لهم بالقرآن وبالسنة هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته