وعن صدهم عن سبيل الله من امن به يغفر الله لهم ما قد سبق من ذنوبهم فالاسلام يهدم ما قبله وان يعودوا الى كفرهم فقد سبق سنة الله في الاولين قل للذين كفروا ان ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف. وان يعودوا فقد مضت سنة الاولين قل ايها الرسول للذين كفروا بالله وبرسوله من قومك ان يكفوا عن كفرهم بالله وبرسوله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال الله تعالى وما لهم الا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام وما كانوا اولياءه ان اولياؤه الا المتقون ولكن اكثرهم لا يعلمون واي شيء يمنع من عذابهم وقد ارتكبوا ما يوجب عذابهم من منعهم الناس عن المسجد الحرام ان يطوفوا به او يصلوا فيه وما كان المشركون اولياء الله. فليس اولياء الله الا المتقون الذين يتقونهم بامتثال اوامره واجتناب نواهيه ولكن اكثر المشركين لا يعلمون حين ادعوا انهم اولياؤه وهم ليسوا باوليائه ولذلك الولاية تنال بطاعة الله تعالى وامتثال اوامره واجتناب نواهيه والصبر على مقدوراته وما كان صلاتهم عند البيت الا بكاء وتصدية فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون وما كان صلاة المشركين عند المسجد الحرام الا صفيرا وتصفيقا فذوقوا ايها المشركون العذاب بالقتل والاسر يوم بدر بسبب كفركم بالله وتكذيبكم لرسوله ان الذين كفروا ينفقون اموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا الى جهنم يحشرون ان الذين كفروا بالله ينفقون اموالهم لمنع الناس عن دين الله فسينفقونها ولن يتحقق لهم ما ارادوا ثم تكون عاقبة انفاقهم لاموالهم ندامة لفواتها وفوات المقصود من انفاقها ثم يغلبون بانتصار المؤمنين عليهم والذين كفروا بالله يساقون الى جهنم يوم القيامة فيدخلونها خالدين فيها مخلدين ولذلك ينبغي على الانسان ان لا يفعل فعلا يندم عليه. فكل فعل تقدم عليه تأمل هل هذا الفعل سيسرك بين يدي الله؟ ام انك ستندم على فعله فقدم ما انت مقبل عليه ليميز الله الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيرقمه جميعا فيجعله في جهنم اولئك هم الخاسرون يساق هؤلاء الكفار الذين ينفقون اموالهم للصد عن سبيل الله الى نار جهنم ليفصل الله فريق الكفار الخبيث عن فريق المؤمنين الطيب وليجعل الخبيث من الاشخاص والاعمال والاموال بعضه فوق بعض متراكبا متراكما فيجعله في نار جهنم اولئك هم الخاسرون لانهم خسروا انفسهم واهليهم يوم القيامة ولذلك ينبغي على الانسان ان يكون طيبا بقلبه طيبا لكلامه طيبا لفعاله يعيش على ما يريده الله وعلى ما يحبه الله. فبذلك تطيب له الحياة وتطيب له الاخرة انهم اذا كذبوا واستمروا على كفرهم عاجلهم بالعقوبة. اذا هذه من السنن ينبغي على الانسان ان يحذر وان يتعلم السنن حتى لا يقع في مكروه ابدا وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله. فان انتهوا فان الله بما يعملون بصير وقاتلوا ايها المؤمنون اعدائكم من الكفار حتى لا يكون شرك ولا صد للمسلمين عن دين الله ويكون الدين والطاعة لله وحده لا شريك له فيها فان انتهى الكفار عما كانوا عليه من الشرك والصد عن سبيل الله فدعوهم فان الله مطلع على اعمالهم لا تخفى عليه خافية وان تولوا فاعلموا ان الله مولاكم نعم المولى ونعم النصير وان انصرفوا عما امروا به من الانتهاء عن الكفر والصد عن سبيل الله فايقنوا ايها المؤمنون ان الله ناصركم عليهم نعم المولى لمن والاه ونعم الناصر لمن نصره فمن والاه فاز ومن نصره انتصر اذا الانسان يعمل بطاعة الله ينال ولاية الله تعالى. اما اذا خالف الانسان سيقع بالخذلان والخذلان هو الترك والتخلية من فوائد الايات اولا الصد عن المسجد الحرام جريمة عظيمة يستحق فاعلوه عذاب الدنيا قبل عذاب الاخرة ثانيا عمارة المسجد الحرام وولايته شرف لا يستحقه الا اولياء الله المتقون ثالثا في الايات انذار الكافرين بانهم لا يحصلون من انفاقهم اموالهم في الباطل على طائل وسوف تصيبهم الحسرة وشدة الندامة خامسا دعوة الله تعالى للكافرين للتوبة والايمان دعوة مفتوحة لهم على الرغم من استمرار عنادهم خامسا من كان الله مولاه وناصره فلا خوف عليه ومن كان الله عدوا له فلا عز له اذ العز يأتي من عند الله تعالى لمن اعز دين الله ولمن اعز امر الله تعالى والخذلان يكون بترك طاعة الله تعالى نسأل الله ان يجعلنا واياكم من اوليائه هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته