المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله السابع والثمانون والمئة الحديث الخامس عن انس بن مالك رضي الله عنه انه قال كنا مع النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في السفر فمنا الصائم ومنا المفطر قال فنزلنا منزلا في يوم حار واكثرنا ظلا صاحب الكساء وفينا من يتقي الشمس بيده قال فسقط الصوام وقام المفطرون فضربوا الابنية وسقوا الركاب فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ذهب المفطرون اليوم بالاجر رواه البخاري ومسلم قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله في حديث انس كنا مع النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في السفر فمنا الصائم ومنا المفطر قال فنزلنا منزلا في يوم حار واكثرنا ظلا صاحب الكساء اي انه ليس معهم ظل الا قليل وغاية ما يتظلل به اكثرهم ظلا ان يجعل كساءه على عود او شجرة او نحو ذلك ويستظل به والا فبعضهم كما قال ومنا من يتقي الشمس بيده قال فسقط الصوام وقام المفطرون فضربوا الابنية وسقوا الركاب فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ذهب المفطرون اليوم بالاجر كما تقدم فيه جواز الصوم في السفر وعدمه وفيه كما تقدم انه لم يكن الترفه ولهذا في هذا الحر الشديد وليس معهم الا ظل قليل ولكن ما الجمع بين قوله واكثرنا ظلا صاحب الكساء وبين قوله فضربوا الابنية الى اخره الظاهر ان المراد بالاول ظل الراكب اي انهم اذا ركبوا ليس معهم ظل بل اكثرهم ظلا من يتقي الشمس بكسائه ومنهم من يتقيها بيده وقوله فضربوا الابنية اي ظل النازل او ان جمهورهم واكثرهم ليس معهم ابنية الا لخواصهم كرسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم والاول احسن وفيه ان خدمة الاصحاب والاهل ونحوهم في السفر والحضر فيها فضل عظيم ولهذا كانوا اعظم اجرا من الصوام بسبب ما قاموا به من الاعمال ولو كانوا مثلهم لم يقل ذهب المفطرون اليوم بالاجر بل يقول كان المفطرون كالصوام في الاجر ونحو ذلك لكن يفهم من قوله انهم ذهبوا به انهم كانوا اعظم وفي بعض الروايات واحتطبوا وعملوا الاعمال كلها