بدليل قوله ودخل جنته وهو ظالم لنفسه. فاثبات ان وصفه الظلم في حال دخوله الذي جرى منه من القول ما جرى. يدل على تمرده وعناده. قال له صاحبه وهو يحاوره اكثرت بالذي خلقك المكتبة السمعية للعلامة المفسر الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله. يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم قراءة تفسير السعدي. ولما اخبر انه تعالى له غيب السماوات والارض فليس لمخلوق اليها طريق الا من الطريق التي يخبر بها عباده. وكان فهذا القرآن قد اشتمل على كثير من الغيوب. امر تعالى بالاقبال عليه فقال التلاوة هي الاتباع اي اتبع ما اوحى الله اليه بمعرفة معانيه وفهمها. وتصديق اخباره وامتثال اوامره ونواهيه. فانه الكتاب الجليل الذي لا مبدل لكلماته. اي لا تغير ولا تبدل لصدقها وعدلها وبلوغها من الحسن فوق كل غاية. وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا. فلتمامها استحال عليها التغيير والتبديل فلو كانت ناقصة لعرض لها ذلك او شيء منه. وفي هذا تعظيم للقرآن في ضمنه الترغيب على الاقبال عليه من دونه ملتحدا. اي لن تجد من دون ربك ملجأ تلجأ اليه. ولا معاذا تعوذ به. فاذا تعين انه وحده الملجأ في كل الامور تعين ان يكون هو المألوه المعبود المرغوب اليه. في السراء والضراء المفتقر اليه في جميع الاحوال. المسؤولة في جميع المطالب واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعدوا عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا. ولا تطع من اغفلنا قلبه ذكرنا واتبع هواه وكان امره فرطا. يأمر تعالى نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم وغيره اسوته في الاوامر والنواهي ان يصبر نفسه مع المؤمنين العباد المنيبين. الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي. اي في النهار واخره يريدون بذلك وجه الله. فوصفهم بالعبادة والاخلاص فيها. ففيها الامر بصحبة الاخيار ومجاهدة النفس على صحبتهم خالطتهم وان كانوا فقراء فان في صحبتهم من الفوائد ما لا يحصى الحياة الدنيا. ولا تعد عيناك عنهم اي لا تجاوزهم بصرك. وترفع عنهم نظرك. تريد زينة الحياة الدنيا. فان هذا ضار غير نافع قاطع عن المصالح الدينية. فان ذلك يوجب تعلق القلب بالدنيا. فتصير الافكار والهواجس فيها. وتزول من القلب الرغبة في الاخرة فان زينة الدنيا تروق للناظر وتسحر العقل. فيغفل القلب عن ذكر الله ويقبل على اللذات والشهوات. فيضيع وقته وينفرط امره سيخسر الخسارة الابدية والندامة السرمدية. ولهذا قال ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكر واتبع هواه وكان امره فرطا. ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا. غفل عن الله بان اغفله عن ذكره واتبع هواه اي صار تبعا لهواه حيث ما اشتهت نفسه فعله وسعى في ادراكه ولو كان فيه هلاكه وخسرانه فهو قد اتخذ الهه هواه. كما قال الله تعالى افرأيت من اتخذ الهه هواه واضله الله على علم وكان امره اي مصالح دينه ودنياه فرطا اي طائعة معطلة فهذا قد نهى الله عن طاعته. لان طاعته تدعو الى الاقتداء به. ولانه لا يدعو الا لما هو متصف به. ودلت الاية على ان الذي ينبغي ان يطاع ويكون اماما للناس. من امتلأ قلبه بمحبة الله وفاض ذلك على لسانه. فلهج بذكر الله واتبع مراضي ربه. فقدمها على هواه. فحفظ بذلك ما حفظ من وقته. وصلح احواله واستقامت افعاله ودعا الناس الى ما من الله به عليه. فحققوا بذلك ان يتبع ويجعل اماما. والصبر المذكور في هذه الاية والصبر على طاعة الله الذي هو اعلى انواع الصبر. وبتمامه تتم باقي الاقسام. وفي الاية استحباب الذكر والدعاء والعبادة طرفي النهار لان الله مدحهم بفعله وكل فعل مدح الله فاعله دل ذلك على ان الله يحبه. واذا كان يحبه فانه يأمر به ويرغب فيه وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن انا اعتدينا للظالمين نارا وان يستغيثوا يغاثوا بما كالمل يشوي الوجوه وان يستغيثوا يغاسوا بما يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا. اي قل للناس يا محمد هذا الحق من ربكم. اي قد الهدى من الضلال والرشد من الغي. وصفات اهل السعادة وصفات اهل الشقاوة. وذلك بما بينه الله على لسان رسوله. فاذا بان واتضح ولم يبقى فيه شبهة فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر. اي لم يبق الا سلوك احد الطريقين بحسب توفيق العبد وعدم توفيقه. وقد اعطاه الله مشيئة بها يقدر على الايمان والكفر. والخير والشر. فمن امن فقد وفق للصواب. ومن كفر فقد قامت عليه الحجة وليس بمكره على الايمان. كما قال تعالى لا اكراه في الدين. قد تبين الرشد من الغيب. وليس في قوله فمن شاء فليؤمن. ومن شاء فليكفر. الاذن في كلا الامرين. وانما ذلك تهديد ووعيد لمن اختار الكفر بعد البيان التام. كما ليس فيها ترك قتال الكافرين. ثم ذكر تعالى ما الفريقين فقال انا اعتدنا للظالمين نارا احاط بهم سرادقها. انا اعتدنا للظالمين بالكفر الفسوق والعصيان نارا احاط بهم سرادقها. اي سورها المحيط بها. فليس لهم منفذ ولا طريق ولا مخلص منها. تصلاهم النار حامية. وان يستغيثوا يغاثوا بنا. كالمهل يشوي الود وان يستغيثوا ان يطلبوا الشراب ليطفئ ما نزل بهم من العطش الشديد. يغاثوا بماء المهل اي كالرصاص المذاب او كعكر الزيت من شدة حرارته. يشوي الوجوه اي فكيف بالامعاء والبطون. كما قال الله تعالى يشعر بهما في بطونهم والجلود ولهم مقامع من حديد. بئس الشراب الذي يراد ليطفئ العطش. ويدفع بعض العذاب فيكون زيادة في عذابهم وشدة عقابهم. وساءت النار مرتفقا. وهذا ذم لحالة النار. انها ساءت المحل. الذي يرتفق به. فانه ليس في كارتفاق وانما فيها العذاب العظيم الشاق الذي لا يفتر عنهم ساعة وهم فيه مبلسون. قد ايسوا من كل خير ونسيهم الرحيم في العذاب بك ما نسوء. ثم ذكر الفريق الثاني فقال انا لا نضيع اجر من احسن عملا. ان الذين امنوا وعملوا الصالحات. اي جمعوا بين الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر. والقدر خيره وشره. وعمل الصالحات من الواجبات والمستحبات سنطيع اجر من احسن عملا. واحسان العمل ان يريد العبد العمل لوجه الله. متبعا في ذلك شرع الله. فهذا العمل لا يضيعه الله ولا شيئا منه. بل يحفظه للعاملين ويوفيه من الاجر بحسب عملهم وفضله واحسانه. وذكر اجرهم بقوله اولئك لهم جنات تجري من تحتهم الانهار يحلون فيها من اساور من ذهب. ويلبسون ثياب واستبرق متكئين فيها اي اولئك الموصفون بالايمان والعمل الصالح. لهم الجنات العاليات التي قد كثرت اشجارها. فاجنت من فيها وكثرت انهارها فصارت تجري من تحت تلك الاشجار الانيقة والمنازل الرفيعة. وحليتهم فيها الذهب ولباسهم فيها الحرير الاخضر من السندس وهو الغليظ من الديباج. والاستبرق وهو ما رق منه متكئين فيها على الارائك وهي السرر المزينة المجملة بالثياب الفاخرة فانها لا تسمى اريكة حتى تكون كذلك وفي اتكائهم على الارائك ما يدل على كمال الراحة وزوال النصب والتعب وكون الخدم يسعون عليهم بما يشتهون. وتمام ذلك الخلود الدائم اقامة الابدية فهذه الدار الجليلة. نعم الثواب ومن العاملين وحسنت مرتفقا يرتفقون بها ويتمتعون بما فيها مما تشتهيه الانفس وتلذ الاعين من الحمرة والسرور والفرح دائم واللذات المتواترة والنعم المتوافرة. واي مرتفق احسن من دار ادنى اهلها يسير في ملكه ونعيمه وقصوره وبساتينه اي سنة ولا يرى فوق ما هو فيه من النعيم. قد اعطي جميع امانيه ومطالبه. وزيد من المطالب ما قصرت عنه الاماني. ومع ذلك فنعيمهم على الدوام متزايد في اوصافه وحسنه. فنسأل الله الكريم الا يحرمنا خير ما عنده من الاحسان بشر ما عندنا من التقصير والعصير ودلت الاية الكريمة وما اشبهها على ان الحلية عامة للذكور والاناث. كما ورد في الاحاديث الصحيحة لانه اطلقها في قوله اللون وكذلك الحرير ونحوه واضرب لهم مثل الرجلين وجعلنا بينهما زرعا تلك الجنة اتت اكلها ولم تظلم منه شيئا يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم اضرب للناس مثل هذين الرجلين الشاكر لنعمة الله والكافر لها. وما صدر من كل منهما من الاقوال والافعال. وما حصل بسبب ذلك من العقاب الاجل والعاجل والثواب. ليعتبر اخبروا بحالهما ويتعظوا بما حصل عليهما. وليس معرفة اعيان الرجلين. وفي اي زمان او مكانهما فيه فائدة او نتيجة. فالنتيجة تحصل من قصتهما فقط والتعرض لما سوى ذلك من التكلف. فاحد هذين الرجلين الكافر لنعمة الله الجليلة جعل الله له جنتين. اي حسنين من اعناب وحففناهما بنخل اي في هاتين الجنتين من كل الثمرات وخصوصا اشرف الاشجار العنب والنخل في وسطها والنخل قد حف بذلك ودار به فحصل فيه من حسن المنظر وبهائه وبروز الشجر والنخل للشمس والرياح التي تكمل بها الثمار تنضج وتتجوهر ومع ذلك جعل بين تلك الاشجار زرعا فلم يبقى عليهما الا ان يقال كيف ثمار هاتين الجنتين وهل لهما ماء يكفيهما فاخبر تعالى ان كلا من الجنتين اتت اكلها اي ثمرها وزرعها ضعفين اي متضاعفا. وانها لم تظلم منه شيئا. اي لم تنقص من اكلها ادنى شيء. ومع ذلك فالانهار في جوانبهما سارحة كثيرة غزيرة وكان له اي لذلك الرجل ثمر اي عظيم كما يفيده التنكير. اي قد استكملت جنتاه ثمارهما. وارجحنت اشجارهما ولم تعرض لهما افة او نقص. فهذا غاية منتهى زينة الدنيا في الحرث. ولهذا اغتر هذا الرجل بهما وتبجح وافتخر. ونسي اخرته صاحبه وهو يحاوره انا ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما اظن ان تبيد هذه ابدا. اي فقال صاحب الجنتين لصاحبه المؤمن وهما يتحاوران اي يتراجعان بينهما في بعض الماجريات المعتادة مفتخرا عليه انا اكثر منك مالا واعز نفرا فخر بكثرة ماله عزة انصاره من عبيد وخدم واقارب. وهذا جهل منه. والا فاي افتخار بامر خارجي ليس فيه فضيلة نفسية ولا صفة معنوية فانما هو بمنزلة فخر الصبي بالاماني التي لا حقائق تحتها. ثم لم يكفه هذا الافتخار على صاحبه حتى حكم بجهله وظلمه. وظن لما دخل فجنته فقال ما اظن ان تبيد اي تنقطع وتضمحل هذه ابدا فاطمئن الى هذه الدنيا ورضي بها وانكر البعث فقال وما اظن الساعة قائمة ولئن رددت الى ربي على ضرب المثل لاجدن خيرا منها انقلب اي ليعطيني خيرا من هاتين الجنتين. وهذا لا يخلو من امرين. اما ان يكون عالما بحقيقة الحال. فيكون كلامه هذا على وجه التهكم الاستهزاء فيكون زيادة كفر الى كفره. واما ان يكون هذا ظنه في الحقيقة فيكون من اجهل الناس وابخسهم حظا من العقل. فاي تلازم بين عطاء الدنيا وعطاء الاخرة. حتى يظن بجهله ان من اعطي في الدنيا اعطي في الاخرة. بل الغالب ان الله تعالى يزوي الدنيا عن اوليائه واصفيائه. ويوسع على اعدائه الذين ليس لهم في الاخرة نصيب. والظاهر انه يعلم حقيقة الحال. ولكنه قال هذا الكلام على وجه التهكم والاستهزاء اي قال له المؤمن ناصحا له ومذكرا له حاله الاولى. التي اوجده الله فيها في الدنيا من تراب. ثم من نطفة ثم سواك رجلا. فهو الذي انعم عليك بنعمة الايجاد والامداد. وواصل عليك النعم ونقلك من طور الى طور. حتى سواك رجلا كامل الاعضاء والجوارح المحسوسة والمعقولة وبذلك يسر لك الاسباب وهيأ لك ما هيأ من نعم الدنيا. فلم تحصل لك الدنيا بحولك وقوتك. بل بفضل الله تعالى عليك. فكيف يليق بك ان تكفر بالله الذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا وتجحد نعمته. وتزعم انه لا يبعثك وان بعثك انه يعطيك خيرا من جنتك هذا مما لا ينبغي ولا يليق. ولهذا لما رأى صاحبه المؤمن حاله واستمراره على كفره وطغيانه. قال مخبرا عن نفسه على وجه الشكر لربه الاعلان بدينه عند ورود المجادلات والشبه لكنه والله ربي ولا اشرك بربي احدا. فاقر بربوبيته لربه وانفراده فيها والتزم طاعته وعبادته. وانه لا يشرك به احدا من المخلوقين. ثم اخبر ان نعمة الله عليه بالايمان والاسلام. ويوم مع قلة ماله وولده انها هي النعمة الحقيقية. وان ما عداها معرض للزوال والعقوبة عليه والنكال. فقال اي قال للكافر صاحبه المؤمن انت وان فخرت علي بكثرة مالك وولدك ليتني اقل منك مالا وولدا. فان ما عند الله خير وابقى. وما يرجى من خيره واحسانه. افضل من جميع الدنيا التي يتنافس فيها المتنافسون ويرسل عليها فتصبح صعيدا زلقا. فعسى ربي ان يؤتيني خيرا من جنتك ويرسل عليها اي على جنتك التي طغيت بها وغرتك حسبانا من السماء اي عذابا بمطر عظيم او غيره فتصبح بسبب لذلك صعيدا زلق اي قد اقتلعت اشجارها وتلفت ثمارها وغرق زرعها وزال نفعها او يصبح ماؤها الذي مادتها منه غورا اي غائرة ام في الارض فلن تستطيع له طلبا. اي غائرا لا يستطاع الوصول اليه بالمعاول ولا بغيرها. وانما دعا على جنته المؤمن غضبا لربه. لكونه ما غرته واطغته واطمأن اليها لعله ينيب ويراجع رشده ويبصر في امره. فاستجاب الله دعاءه فاحيط بثمره اي اصابه عذاب احاط به واستهلكه فلم يبق منه شيء والاحاطة بالثمر يستلزم تلف جميع اشجاره وثمارها وزرعه. فندم كل الندامة واشتد لذلك اسفه اي على كثرة نفقاته الدنيوية عليها حيث اضمحلت وتلاشت فلم قالها عوض وندم ايضا على شركه وشره. ولهذا قال المشرك ويقول يا ليتني لم اشرك بربي احدا. قال الله تعالى اي لما نزل العذاب بجنته ذهب عنه ما كان يفتخر به من قوله صاحبه انا اكثر منك مالا واعز نفرا. فلم يدفعوا عنه من هذا العذاب شيئا. اشد ما كان اليهم حاجة. وما كان بنفسه منتصرا. وكيف ينتصر اي كيف يكون له انصار على قضاء الله وقدره الذي اذا امضاه وقدره لو اجتمع اهل السماء والارض على ازالة شيء منه لم ولا يستبعد من رحمة الله ولطفه ان صاحب هذه الجنة التي احيط بها تحسنت حاله ورزقه الله الانابة اليه وراجع رشده ذهب تمرده وطغيانه بدليل انه اظهر الندم على شركه بربه. وان الله اذهب عنه ما يطغيه وعاقبه في الدنيا. واذا اراد الله بعبد خير عجل له العقوبة في الدنيا. وفضل الله لا تحيط به الاوهام والعقول. ولا ينكره الا ظالم جهول اي في تلك الحال التي اجرى الله فيها العقوبة على واثر الحياة الدنيا. والكرامة لمن امن وعمل صالحا وشكر الله. ودعا غيره لذلك. تبين وتوضح ان الولاية لله الحق من كان مؤمنا به تقيا كان له وليا فاكرمه بانواع الكرامات ودفع عنه الشرور والمثلات. ومن لم يؤمن بربه ويتولاه خسر دينه ودنياه فثوابه الدنيوي والاخروي خير ثواب يرجى ويؤمل. ففي هذه القصة العظيمة اعتبار بحال الذي انعم الله عليه نعم دنيوية فالهته عن اخرته واطرته وعصى الله فيها ان مآلها الانقطاع والاطمحلال. وانه وان تمتع بها قليلا فانه يحرمها طويلا وان العبد ينبغي له اذا اعجبه شيء من ماله او ولده ان يضيف النعمة الى موليها ومصديها وان يقول ما شاء الله لا قوة الا بالله ليكون شاكرا لله متسببا لبقاء نعمته عليه. لقوله ولولا اذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة الا بالله. وفيها الارشاد الى التسلي عن لذات الدنيا وشهواتها بما عند الله من الخير. لقوله ان ترني انا اقل منك مالا وولدا. فعسى ربي ان يؤتيني خيرا من جنتك وفيها ان المال والولد لا ينفعان ان لم يعينا على طاعة الله. كما قال الله تعالى وما اموالكم ولا اولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى الا من امن وعمل صالحا. وفيه الدعاء بتلف مال من كان ما له سبب طغيانه وكفره وخسرانه. خصوصا ان فضل نفسه بسببه على المؤمن وفخر عليهم وفيها ان ولاية الله وعدمها انما تتضح نتيجتها اذا انجلى الغبار حق الجزاء. ووجد العاملون اجرهم. فهنا الولاية لله الحق هو خير ثوابا وخير عقبى. اي عاقبة ومآلا