بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد لا قال الله تعالى قاتلوهم يعذبهم الله بايديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشفي صدور قوم مؤمنين قاتلوا ايها المؤمنون هؤلاء المشركين فانكم ان تقاتلوهم يعذبهم الله بايديكم وذلك لقتل بقتلكم اياهم ويدلهم بالهزيمة والاسر وينصركم عليهم بجعل الغلبة لكم ويبرئ داء صدور قوم مؤمنين لم يشهدوا القتال بما حصل لعدوهم من القتل والاسر والهزيمة ونصر المؤمنين عليهم ويذهب غيظ قلوبهم ويتوب الله على من يشاء. والله عليم حكيم ويبعد الغيظ عن قلوب عباده المؤمنين بما نالوه من النصر عليهم ويتوب الله على من يشاء من هؤلاء المعاندين ان تابوا كما وقع من بعض اهل مكة يوم الفتح والله عليم بصدق التائب منهم. حكيم في خلقه وتدبيره وتشريعه ام حسبتم ان تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين ولي جه والله خبير بما تعملون اظننتم ايها المؤمنون ان يترككم الله دون ابتلاء فالابتلاء سنة من سننه ستبتلون حتى يعلم الله علما ظاهرا للعباد المجاهدين منكم باخلاصا لله الذين لم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين بطانة من الكفار يوالونهم. واصفياء منهم يوادونهم والله خبير بما تعملون لا يخفى عليه شيء لا يخفى عليه منها شيء وسيجازيكم على اعمالكم ما كان للمشركين ان يعمروا مساجد الله شاهدين على انفسهم بالكفر اولئك حبطت اعمالهم وفي النار هم خالدون ما ينبغي للمشركين ان يعمروا مساجد الله بالعبادة وانواع الطاعة وهم مقرون على انفسهم بالكفر بما يظهرونه منه اولئك بطلت اعمالهم بفقد شرط قبولها الذي هو الايمان وهم يوم القيامة سيدخلون النار ما تثين فيها ابدا الا ان تابوا من الشرك قبل موتهم اجعلتم ثم قال تعالى قبل ذلك انما يعمر مساجد الله من امن بالله واليوم الاخر واقام الصلاة واتى الزكاة ولم يخش الا الله فعسى اولئك ان يكونوا من المهتدين انما يستحق عمارة المساجد ويقوم بحقها من امن بالله وحده ولم يشرك به احدا وامن بيوم القيامة واقام الصلاة واعطى زكاة ما له ولم يخف احدا الا الله سبحانه فهؤلاء هم الذين يرجى ان يكونوا مهتدين الى الصراط المستقيم واما المشركون فهم ابعد ما يكونون من ذلك اجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن امن بالله واليوم الاخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين اجعلتم ايها المشركون القائمين على سقاية الحاج وعلى وعلى عمارة المسجد الحرام مثل من امن بالله ولم يشرك به احدا وامن بيوم القيامة وجاهد بنفسه وماله لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى اجعلتموهم سواء في الفضل عند الله لا يستغنى ابدا عند الله والله لا يوفق الظالمين بالشرك ولو كانوا يعملون اعمال خير كسقاية الحاج الذين امنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله باموالهم وانفسهم اعظم درجة عند الله واولئك هم الفائزون الذين جمعوا بين الايمان بالله والهجرة من بلاد الكفر الى بلاد الاسلام والجهاد في سبيل الله بالاموال والانفس اعظم رتبة عند الله من غيرهم واولئك المتصفون بتلك الصفات هم الظافرون بالجنة من فوائد الايات اولا في الايات دلالة على محبة الله لعباده المؤمنين واعتنائه باحوالهم حتى انه جعل من جملة المقاصد الشرعية شفاء ما في صدورهم وذهاب غيرهم ثانيا شرع الله الجهاد ليحصل به المقصود الاعظم وهو ان يتميز الصادقون الذين يتحيزون لدين الله تعالى ولا يتحيزون الا لدين الله من الكاذبين. الذين يزعمون الايمان عمار المساجد الحقيقيون هم من وصفوا بالايمان الصادق وبالقيام بالاعمال الصالحة التي امها الصلاة والزكاة وبخشية الله التي هي اصل كل شيء ومن هنا وصفوا الصلاة ام الاعمال باعتبار اصل اصل الفضائل ام الشيء اصله الذي يرجع اليه الجهاد والايمان بالله افضل من سغاية الحاج وعمامة المسجد الحرام بدرجات كثيرة لان الايمان اصل الدين واما الجهاد في سبيل الله فهو ذروة سنام الدين والانسان حينما يقرأ ورده ويتدبر الايات ويتفقه بالمعاني يحرص الانسان على تطبيق دين الله سبحانه وتعالى ويحرص الانسان ان لا يفرط بشيء من امر هذا الدين حتى يكون من عباد الله تعالى الصالحين وينبغي على الانسان ان يحفظ حدود الله سبحانه وتعالى وان يدقق في الامور كلها وان يحرص في طلب العلم لاجل تحقيق الاحسان لله تعالى. ومحبة الله ولذلك القلوب جبلت على حب من احسن اليها فالانسان ينظر في النعم ويتفكر فيها فان احسان الله الى عباده متواتر وانعامه عليهم باطل وظاهر. وربنا قال وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها ثلاثين ما تتأمل تجد ان انعام الله تعالى للجميع للمطيع والعاصي والمؤمن والكافر ولذلك حتى من احسن اليك من الذي سخر المحسن اليك حتى احسن اليك؟ الله سبحانه وتعالى فاحسان الغير اليك ومن تدبير الله تعالى فينبغي على الانسان ان يحقق المحبة وان يحقق العمل بالطاعة والمحبة اذا تمكنت من القلب ظهرت اثارها على الجوارح. ويكون هذا بالجد في طاعة الله والنشاط في اداء حق الله تعالى والحرص على مرضاة الله والتلذذ بمناجاة الله تعالى والرضا بقضائه والشوق الى لقائه والانس بذكره والاستيحاش من غيره والفرار من الناس ان يجد الانسان لذته بذكر الله تعالى وبالخلوة به والتوكل عليه هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته