هذا الذي ترجوه نتعلم من هذا الحديث تصفية ما يدخل الى القلب اولا باول قال طبيب القلوب ابن القيم رحمه الله دافع الخطرة فان لم تفعل صارت فكرة فدافع الفكرة حديث ابي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما سمي القلب من تقلبه انما مثل القلب كمثل ريشة معلقة في اصل شجرة تقلبها الريح ظهرا لبطن الحديث هذا رواه الامام احمد رحمه الله في مسنده والبزار وكذلك البيهقي رحمه الله والبغوي وابن ابي عاصم في كتاب السنة ورواه ابن ابي ورواه ابن ماجة ايضا بلفظ مثل القلب مثل الريشة تقلبها الرياح بثلاث مثل القلب مثل الريشة يقلبها الرياح بفلات الحديث حسنه الحافظ العراقي رحمه الله وكذلك صححه الالباني فيه مثل عظيم ضربه النبي صلى الله عليه وسلم لقلب ابن ادم يبين فيه تقلب هذا القلب وعدم سكونه وعدم اجتماع بسبب هذه التغيرات والتحولات الكثيرة والسريعة التي تطرأ عليه والخواطر والشوارد والواردات فشبهه بريشة خفيفة لا وزن لها ولا ثقل قد علقت باصل شجرة في ارض فلاة خالية خص الفلاتة بالذكر لان تقليب الريح للريشة في الفناء اشد مما لو كان بين البنيان مثلا وقوله تقلبها الريح وفي رواية تقلبها الرياح. جمع الريح رواية الجمع الرياح اظهر في التقليب اذ لو استمرت الريح على جانب واحد لم يحدث التقلب فان قيل فما وجه ورودها في الرواية الاخرى بالافراد تقلبها الريح فيقال الجواب ان الريح هنا اسم جنس فهي فهي ولذلك المنافق اذا سئل في القبر يقول ها ها لا ادري كنت اسمع الناس يقولون شيئا فقلت هذي قضية الحيرة والاضطراب والتردد التي يعاني منها اصحاب الالحاد اصحاب البدعة اصحاب الباطل مفردة اللفظ ولكن المعنى فيه الجمع كقول عنترة فيها اثنتان واربعون حلوبة سودا كخافية الغراب الاسحمي فافرد خافية ولم يقل ايش خوافي لانه يقصد اسم الجمع الدال على اسم اللفظ المفرد الدال على الجمع. والخوافي جمع خافية وهي اواخر ريش الجناح مما يلي الظهر وقوله ظهرا لبطن يقصد ايضا وبطنا لظهر لان التقليب سيحدث فيه الظهر يصبح في اتجاه البطن والبطن يصبح في اتجاه الظهر والمقصود بذلك ان القلب يتقلب سريعا في اتجاهات مختلفة ساعة الى خير وساعة الى شر. ساعة الى بر وساعة الى اثم وهكذا ولهذا الاختلاف والانقلاب سمي القلب قلبا والقلب مصدر من قلبت الشيء اي رددته على بدئه وقلبت الاناء قلبته على وجهه وقلبت الرجل عن رأيه غيرته عنه قلبته عن طريقه غيرته الى طريق اخرى وهكذا ثم نقل هذا الاسم يعني القلب الى هذا العضو الشريف وسمي به بسرعة الخواطر فيه وسرعة تقلب القلب. وسرعة التردد فيه. وما سمي الانسان الا لنسيه. ولا القلب الا انه يتقلبوا طيب ما هو المقصود بالحديث؟ ان يعلم العبد حقيقة القلب وانه سريع التقلب كثير الاهواء فيحاول العبد ان يثبت قلبه على الايمان والدين ويسعى في ان لا ينقلب عن الحق الى الباطل لا ينقلب عن البر الى الاثم فاذا كان على خير ثبته عليه واذا كان على شر قلبه الى الناحية الاخرى قالوا القلوب يعني اطباء القلوب. قالوا القلوب في الثبات على الخير والشر والتردد بينهما ثلاثة القلب الاول قلب معمور بالتقوى طاهر من الخبائث والاخلاق الرديئة فتنقدح فيه دائما خواطر الخير فينصرف الى التفكر فيها والتعامل معها والعمل بها في الواقع. وامر الجوارح بتنفيذها هذا هو القلب المطمئن الذي ذكره الله سبحانه وتعالى بقوله الا بذكر الله تطمئن القلوب القلوب المطمئنة القلب الثاني ضده. القلب المخذول المشحون بالهوى المدنس بالاخلاق الرديئة المذمومة المفتوح لابواب على ابواب الشياطين المسدود عنه ابواب الخير ما ينقدح فيه الا الشر فيأنس بالشر ويهجس بالشر وينشرح بالهوى وتنبسط فيه ظلماته فيقوى سلطان الشيطان فيه ويزين فيه ويمده بالاماني الكاذبة والغرور فتشتعل نار الشهوة فيه والشبهة وتخبو ويخبو نور الايمان واليقين والى مثل هذا القلب اشار ربنا في القرآن ذكره ارأيت من اتخذ الهه هواه افانت تكون عليه وكيلا؟ ام تحسب ان اكثرهم يسمعون او يعقلون؟ انهم الا كالانعام بل هم اضل سبيلا هذا القلب اتخذ الهه هواه القلب الثالث قلب متردد. تبدو فيه خواطر الهوى فتدعوه الى الشر وتظهر فيه خواطر للايمان تدعوه الى الخير فيكون تارة هكذا وتارة هكذا محلا للصراع قال ابن القيم رحمه الله من استقر في قلبه ذكر الدار الاخرة وجزائها وذكر المعصية والتوعد عليها وعدم الوثوق باتيانه بالتوبة النصوح يعني يتهم نفسه يعني يقول انا ما ادري توبتي تقبل ام لا. اعمالي هذه هي اعمال خير لكن ما ادري تقبل ام لا فيجتهد في سؤال الله القبول ويجتهد في تحقيق التوبة وتنقيح النية هذا قلب ينجو القلب الذي يعتقد ان الله عز وجل مقلب القلوب وان قلوب العباد بين اصبعين من اصاعب الرحمن ان شاء اقامه اقامه وان شاء ازاغ ازاغه وان هذا القلب مثل الريشة تتقلب بسرعة وان الله من عقوبته للعبد ان يحول بينه وبين الحق واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه فلا يصل اليه الحق واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه فلا يصل اليه النور واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه فلا يصل اليه الهدى فيخاف على نفسه فهذا دائم الخوف فيجلب له الخوف هذا يجلب له الحذر يقول ابن القيم رحمه الله آآ هذا الكلام في طريق الهجرتين والقلب في اصل وضعه وخلقته متقلب. لا يثبت فاذا اشرب من الايمان وغذي به ثبت فيستقر بخلاف الذي يغذى بالكفر والشرك والنفاق هذا قلب متذبذب متحير مضطرب فيه نار الشبهة والشهوة والشك قال تعالى يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت يعني يثبت قلوبهم وقال عن الكافرين وحيل بينه وبين ما يشتهون كما فعل باشياعهم من قبل. انهم كانوا في شك مريب هذه من نوع عذاب الدنيا الله عز وجل قال عنها انما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون وقال عن المنافقين مذبذبين بين ذلك لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا بينما قال عن المؤمنين وليربط على قلوبكم وقال اذ يوحي ربك الى الملائكة اني معكم فثبتوا الذين امنوا وقال يا ايها الذين امنوا اذا لقيتم فئة فاثبتوا ولا ثبات للجسد الا بثبات القلب والله عز وجل من رحمته بنبيه ونعمته على نبيه انه قص عليه قصص اخوانه الانبياء السابقين ليثبت قلبه. قال تعالى وكلا نقص عليك من انباء الرسل ما نثبت به فؤادك القرآن هذه الايات لما كانت تنزل على نبينا صلى الله عليه وسلم لتثبيت قلبه. قال تعالى وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك نحن من خلال الايات يا اخواني نتلمس اسباب تثبيت القلوب لان من علم ان القلب يتقلب وسريع سريع في الانقلاب يبحث عن شيء يثبت اين يبحث في النصوص الشرعية؟ في الوحي فماذا سيجد قصص الانبياء القرآن دعاء الله الملائكة ثبت القلب والمصدر في التثبيت رب العالمين ولولا ان ثبتناك لقد كدت تركن اليهم شيئا قليلا الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله. اذا صار عندنا عامل اخر ذكر الله الذي يريد ان يثبت قلبه ويعلم انه الان هذه عالم الاضطرابات الان عالم الشبهة عالم الحيرة عالم الضلال عالم الالحاد العالم الزيغ عالم البدعة الان عالم يعج هذي الشبكات والقنوات والموجات تقذف بانواع انواع من زخرف القول وغرور الشيطان تلبيسات وتضليلات انحرافات زيغ شبهات اما الدعاء ففي قوله تعالى ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وكان النبي عليه الصلاة والسلام يكثر ان يقول يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله الخفيف لا يثبت بل يطيش وصاحب اليقين ثابت يقال ايقن اذا كان مستقرا واليقين استقرار الايمان في القلب علما وعملا وقد يكون علم العبد جيدا يقول ابن تيمية لكن نفسه لا تصبر على المصائب بل تطيش مع انه عنده علم لكن اذا جات المصيبة ما يثبت ما هو اي واحد يثبت عنده المصيبة اذا ما في ايمان قال الحسن البصري رحمه الله اذا شئت ان ترى بصيرا لا صبر له رأيته واذا شئت ان ترى صابرا لا بصيرة له رأيته يعني في ناس يصبرون على الالم بس ما عندهم عمل ما عندهم علم في ناس يصبرون على المصيبة يتجلدون في في كافر يصبر لكن كصبر الحمار النار يصبر على الضرب وعلى وعلى الاحمال الثقيلة ما ما في علم ما في فهم كمثل الحمار يحمل اسفارا يقول حسن ان شئت ان ترى بصيرا لا يصبر رأيته وان شئت ان ترى صابرا لا بصيرة له رأيته لكن من هو من هو اه صاحب النعمة العظيمة الصابر صاحب البصيرة قال فاذا رأيت بصيرا صابرا فذلك قوله تعالى وجعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا. وكانوا يوقنون فعندهم صبر ويقين بالايات ائمة اصحاب علم ودعوة يهدون غيرهم بامرنا هذا الكلام النفيس المستدرك على مجموع الفتاوى لشيخ الاسلام على مجموع فتاوى شيخ الاسلام طيب هذا الحديث ماذا نستفيد منه ما هي وسائل تثبيت القلب كيف ندفع الخواطر السيئة عن قلوبنا؟ لان لا تستحكم كيف نحمي قلوبنا من الوقوع في التذبذب والحيرة والتردد والاضطراب كيف نجعل قلوبنا قلوبا مطمئنة تذكر الله وتأنس به تقبل عليه فتبقى قارة ثابتة ونتعلم مقدار شدة حاجة الانسان الى مقلب القلوب سبحانه وتعالى كما روى النسائي في السنن الكبرى عن انس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة ما يمنعك ان تسمعي ما اوصيك به ان تقولي اذا اصبحت واذا امسيت هذه من اذكار الصباح والمساء ربما التي تنسى احيانا يا حي يا قيوم برحمتك استغيث اصلح لي شأني كله ولا تكلني الى نفسي طرفة عين قال ابن القيم في طريق الهجرتين فاكمل الخلق اكملهم عبودية واعظمهم شهودا لفقره وضرورته وحاجته الى ربه هذا الذي يشعر دائما انه محتاج الى الله وعدم استغنائه عنه طرفة عين فان لم تفعل صارت شهوة فحاربها فان لم تفعل صارت عزيمة وهمة فان لم تدافعها صارت فعلا يقع في الواقع صارت فعلا فان لم تتداركه بضده صار ايش ها عادة مع مع التكرار يصبح الفعل عادة فيصعب عليك الانتقال عنها ولذلك الذي مرد على معصية يصعب عليه التخلص منها فلابد من التنقية اولا باول. اولا باول تأتي يأتي الشر في البداية خاطرة خاطرة لا تأثم عليها تهجم على القلب بدون ارادة بدون تعمد منك لكن اذا ما دافعتها طارت فكرة والفكرة تصبح شهوة والشهوة تصبح عزيمة وهمة والعزيمة تصبح فعلا والتكرار وتكراره يصبح عادة الا تراه ان المدخن هذا اللي الذي اعتاده يصعب عليه لكن لو حاربه من اوله