وانزل ابن حبيش قال اتيت الصفان ابن عسال رضي الله عنه اسأله عن المسح على الخفين فقال ما ابك يا زر فقلت ابتغاء العلم. فقال ان الملائكة اتضعوا اجنحتها لطالب العلم رضا بما يطلب فقلت انه قد احك في صدري المسح على الخفين. بعد الغائط والبون وكنت امرأ من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فجئت اسألك هل سمعته يذكر في ذلك شيئا؟ قال نعم كان يأمرنا اذا كنا سفرا او مسافرين الا ننزع خفافنا ثلاثة ايام ولياليهن الا من جنابة. لكن من غاية وبول ونوم فقلت هل سمعته يذكر في الهوى شيئا؟ قال نعم كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فبين فنحن عنده اذ ناداه اعرابي بصوت له جهوري بصوت له جهوري يا محمد فاجابه رسول الله صلى الله عليه وسلم نحوا من صوته هاؤمه فقلت له ويحك اغضض من صوتك فانك عند النبي صلى الله عليه وسلم وقد نهيت عن هذا فقال والله لا اغضب. قال الاعرابي المرء يحب القوم ولما يلحق بهم؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم المرء مع من احب يوم القيامة فما زال يحدثنا حتى ذكر باب من المغرب مسيرة عرضه او يسير الراكب في ارضه اربعين او سبعين عاما. قال سفيان احد الرواة قبل للشام خلقه الله تعالى يوم خلق السماوات والارض مفتوحا للتوبة لا يغلق حتى تطلع الشمس منه رواه الترمذي وغيره وقال حديث حسن وبالله التوفيق نسأل الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه اما بعد بهذه الاحاديث فوائد منها فضل طلب العلم وهذا طلب العلم من اهم القربات ومن افضل الطاعات كما قال النبي الكريم عليه الصلاة والسلام من سلك طريقا التمسوا فيه علما سهل الله له به طريق الجنة قال عليه الصلاة والسلام من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وقال عليه الصلاة والسلام ان الملائكة لتضع اجنحتها لطالب العلم رضا بما يطلب فطلب العلم من اهم القربات ومن افضل الطاعات لانه وسيلة الى ان تعرف ما اوجب الله عليك وما حرمه الله عليك وان تعبد الله على بصيرة وفيه من الفوائد ان المسح على الخفين جائز ومشروع وان كان قد اتى الغائط والبول اذا استنجى وتوضأ يمسح على كفيه الا ذنوبنا ولهذا قال صفوان ولكن من غائط وبول ونوم فالجنوب لا يمسح لا بد يخلع ويغتسل من الجنابة وهكذا الحائض ابن اما الوضوء فلا بأس الحدث الاصغر كالبول والغائط والنوم والريح هذا يتوضأ ويمسح على خفيه بالحظر يوم وليلة بعد الحدث. ومن السفر ثلاثة ايام بلياليه هذه مدة المسح اذا كان حاضرا مقيما يوم وليلة تبتدأ من اللبس الاول بعد الحدث تبدأ من المسح الاول بعد الحج واذا كان مسافرا ثلاثة ايام بلياليها تبتدي من المسح الاول بعد الحلف وفي هذا الحديث ايضا الدلالة ان الشمس تطلع من باب لها الخاص ان الله جل وعلا خلق بابا عظيما واسعا مسافته اربعون عاما او سبعون عاما عرظة تطلع منه الشمس في اخر الزمان فاذا طلعت الشمس من مغربها ختم على عباده ولم تقبل التوبة بعد ذلك كما قال جل وعلا يوم يأتي بعض آيات ربه لا يفهم نفس ايمانها لم تكن امنت من قبل او كسبت ايمانه خيرا فالتوبة مقبولة اذا صارت الندم واقلاع وصدق الا اذا طلعت من مغربها اي انها تنتهي التوبة متى طلع سلم المغرب بها ختم على الاعمال فكل له عمله السابق ومن جد بالتوبة ما تقول التوبة بعد ذلك ولا حول ولا قوة الا بالله وفي هذا الحديث انه صلى الله عليه وسلم سئل قاله السائل يا رسول الله البرء يحب القوم ولما يلحق بهم يعني ما يلدون اعمالهم يحبهم ولكن اعماله دون اعمالهم قال صلى الله عليه وسلم المرء ما عملها البر هو امن احب ان كانت تعبانة من اعمالهم يحبه في الله ويجتهد في طاعة الله فهو معهم قال انس في حديث اخر فما تعطي الناس حبا لهم من هذا وقال انا سني احب الله ورسوله وارجو ان احشر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. فالمقصود ان الانسان ما مع من احب من احب الله ورسوله واحب المؤمنين واحب اهل الحق حشر معهم ومن احب اهل الباطل فاشرب مع اهل الباطل ولا حول ولا قوة الا بالله