المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله باب ما جاء ان سبب كفر بني ادم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين وقول الله تعالى يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم وفي الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قول الله تعالى وقالوا لا تذرن الهتكم ولا تذرن ودوا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا قال هذه اسماء رجال صالحين من قوم نوح فلما هلكوا اوحى الشيطان الى قومهم ان انصبوا الى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها انصابا. وسموها باسماء ففعلوا ولم تعبد حتى اذا هلك اولئك ونسي العلم عبدت وقال ابن القيم قال غير واحد من السلف لما ماتوا عكفوا على قبورهم ثم صوروا تماثيلهم. ثم طال عليهم الامد فاعبدوهم وعن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تطروني كما اطرت النصارى ابن مريم انما انا عبد فقولوا عبد الله ورسوله اخرجه قلت اشار المحقق الى ان البخاري خرج الحديث في صحيحه ولم يقف عليه في صحيح الامام مسلم وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اياكم والغلو فانما اهلك من كان قبلكم الغلو ولمسلم عن ابن مسعود ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هلك المتنطعون قالها ثلاثة فيه مسائل الاولى ان من فهم هذا الباب وبابين بعده تبين له غربة الاسلام رأى من قدرة الله وتقليبه للقلوب العجب الثانية معرفة اول شرك حدث على وجه الارض انه بشبهة الصالحين الثالثة اول شيء غير به دين الانبياء. وما سبب ذلك مع معرفة ان الله ارسلهم الرابعة سبب قبول البدع مع كون الشرائع والفطر تردها الخامسة ان سبب ذلك كله مزج الحق بالباطل فالاول محبة الصالحين والثاني فعل اناس من اهل العلم والدين شيئا ارادوا به خيرا وظن من بعدهم انهم ارادوا به غيرة السادسة تفسير الاية التي في سورة نوح السابعة جبلة الادمي في كون الحق ينقص في قلبه والباطل يزيد الثامنة فيه شاهد لما نقل عن بعض السلف ان البدعة سبب الكفر التاسعة معرفة الشيطان بما تؤول اليه البدعة ولو حسن قصد الفاعل العاشرة معرفة القاعدة الكلية وهي النهي عن الغلو ومعرفة ما يؤول اليه الحادية عشرة مضرة العكوف على القبر لاجل عمل صالح الثانية عشرة معرفة النهي عن التماثيل والحكمة في ازالتها الثالثة عشرة معرفة عظم شأن هذه القصة وشدة الحاجة اليها مع الغفلة عنها الرابعة عشرة وهي اعجب واعجب قراءتهم اياها في كتب التفسير والحديث ومعرفتهم بمعنى الكلام. وكون الله حال بينهم وبين قلوبهم حتى اعتقدوا ان فعل قوم نوح هو افضل العبادات واعتقدوا ان ما نهى الله ورسوله عنه هو الكفر المبيح للدم والمال الخامسة عشرة التصريح انهم لم يريدوا الا الشفاعة السادسة عشرة ظنهم ان العلماء الذين صوروا الصور ارادوا ذلك السابعة عشرة البيان العظيم في قوله لا تطروني كما اطرت النصارى. الى اخره صلوات الله وسلامه على من بلغ البلاغ المبين الثامنة عشرة نصيحته ايانا بهلاك المتنطعين التاسعة عشرة التصريح انها لم تعبد حتى نسي العلم فيها بيان معرفة قدر وجوده. ومضرة فقده العشرون ان سبب فقد العلم موت العلماء قال الشيخ السعدي رحمه الله باب ما جاء ان سبب كفر بني ادم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين والغلو هو مجاوزة الحد بان يجعل للصالحين من حقوق الله الخاصة به شيء فان حق الله الذي لا يشاركه فيه مشارك هو الكمال المطلق والغنى المطلق والتصرف المطلق من جميع الوجوه وانه لا يستحق العبادة والتأله احد سواه فمن غلا باحد من المخلوقين حتى جعل له نصيبا من هذه الاشياء فقد ساوى به رب العالمين. وذلك اعظم الشرك ومن رفع احدا من الصالحين فوق منزلته التي انزله الله بها فقد غلا فيه وذلك وسيلة الى الشرك وترك الدين والناس في معاملة الصالحين ثلاثة اقسام اهل الجفاء الذين يهضمونهم حقوقهم ولا يقومون بحقهم من الحب والموالاة لهم والتوقير والتبجيل واهل الغلو الذين يرفعونهم فوق منزلتهم التي انزلهم الله بها واهل الحق الذين يحبونهم ويوالونهم ويقومون بحقوقهم الحقيقية ولكنهم يبرؤون من الغلو فيهم وادعاء عصمتهم والصالحون ايضا يتبرأون من ان يدعوا لانفسهم حقا من حقوق ربهم الخاصة كما قال الله عن عيسى صلى الله عليه وسلم سبحانك ما يكون لي ان اقول ما ليس لي بحق واعلم ان الحقوق ثلاثة حق خاص لله لا يشاركه فيه مشارك وهو التأله له. وعبادته وحده لا شريك له والرغبة والانابة اليه وحده حبا وخوفا ورجاء وحق خاص للرسل وهو توقيرهم وتبجيلهم. والقيام بحقوقهم الخاصة وحق مشترك هو الايمان بالله ورسله. وطاعة الله ورسله ومحبة الله ومحبة رسله ولكن هذه لله اصلا. وللرسل تبعا لحق الله فاهل الحق يعرفون الفرقان بين هذه الحقوق الثلاثة ويقومون بعبودية الله واخلاص الدين له. ويقومون بحق رسله واوليائه على اختلاف منازلهم ومراتبهم. والله واعلم