التي هي اقوى الاسباب فغيروا للانساب من باب اولى وانه لا يسأل لا يسأل احد احدا عن حاله اشتغاله بنفسه هل ينجو نجاة لا شقاء واتى بعدها ويشقى شقاوة لا سعادة بعدها. قال تعالى ودلت هذه الاية ان الله قد مكن من قبلنا واستخلفهم في الارض كما قال موسى لقومه واستخلفكم في الارض فينظر كيف تعملون وقال تعالى ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فهذا هو المجلس السابع عشر ونحن في يوم السابع عشر من رمضان يوم الاربعاء عام سبعة وثلاثين واربع مئة والف هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم. وكنا قد وقفنا على الاية الخامسة والسبعين من تفسير سورة المؤمنون اه نبدأ على بركة الله تعالى في تفسيره الكريم الرحمن القراءة مع الشيخ يوسف الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا مشايخه وللمسلمين والمسلمات يا رب العالمين. قال الامام العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر للجوا في طغيانهم يعمهون. هذا بيان لشدة تمردهم وعيادهم وانهم اذا طابهم الضر دعوا الله ان يكشف عنهم ليؤمنوا او ابتلاهم بذلك ليرجعوا اليه. ان الله اذا كشف الضر عنهم لجوا اي استمروا في طغيانهم يعمهون. اي يجولون في كفرهم حائرين مترددين كما ذكر الله حالهم عند ركوب الفلك وانهم يدعون مخلصين له الدين وينسون ما يشركون به فلما انجاهم اذا هم يبغون في الارض بالشرك وغيره. قال المفسرون المراد بذلك الذي اصابهم سبع سنين وان الله ابتلاهم بذلك يرجع اليه بالذل والاستسلام. فلم ينجح فيهم ولا نجح منهم احد فما استكانوا لربه يخضع وذلوا وما يتضرعون اليه ويفتقرون بل مر عليهم ذلك ثم زال كأنه لم يصبهم لم يزالوا في غيهم وكفرهم ولكن ورائهم العذاب الذي لا يرده وهو قوله حتى اذا فتح الذي لا يرد وهو قوله من ذا عذاب شديد كالقتل يوم بدر وغيره اذا هم فيه مبلسون. ايسونا من كل خير قد حظرهم الشر واسبابهم فليحذروا قبل نزول عذاب الله الشديد الذي لا يرد بخلاف مجرد العذاب فانه ربما اقلع عنهم كالعقوبات الدنيوية التي يقدم الله بها عباده. قال تعالى فيهم ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا يرجعون. ثم قال تعالى وهو الذي انشأ لكم السمع والابصار والافئدة قليلا ما تشكرون الايات. يخبر بمننه على عباده الداعي لهم الى شكره والقيام بحقه فقال وفي دينكم ودنياكم والابصار لتدركوا بها المبصر المبصرات فتنتفعوا بها في مصالحكم. والافئدتين العقول التي تدركون بها الاشياء وتتميزون بها عن البهائم فلو عدمتم السمع والابصار فان بان كنتم صما عميا بكما ماذا تكون حالكم؟ وماذا تفقدون من ضرورياتكم وكمالكم افلا تشكرون الذي من عليكم بهذه النعم فتقومون بتوحيده وطاعته. ولكنكم قليلا شكركم مع توالي النعم اليكم وهو تعالى الذي دراكم في الارض اي بثكم في اقطارها وجهاتها وسلطكم على استخراج مصالحها ومنافعها وجعلها كافيا لمعايشكم ومساكنكم واليه تحشرون. بعد موتكم فيجازيكم بما عملتم في الارض من خير وشر وتحدث الارض التي ان كنتم فيها باخبارها وهو تعالى وحده الذي يحيي ويميت اي المتصرف في الحياة والموت هو الله وحده وله اختلاف الليل والنهار اي تعاقبهما وتناوبهما فلو شاء ان يجعل النار صمدا من اله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه ولو شاء يجعل الليل صار مدن من اله غير الله يأتيكم بضياء افلا تبصرون ومن رحمته جعلكم الليل والنهار تسكنوا فيه ولتبتهوا من فضلك ولعلكم تشكرون ولهذا قال هنا افلا تعقلون فتعرفون ان الذي وهب لكم من النعم السمع والابصار والافئدة والذين تمكن في الارض وحده هو الذي يحيي ويميت وحده والذي يتصرف بالليل والنهار وحده. ان ذلك موجب لكم ان تخلصونه العبادة وحده لا شريك له. وتترك وعبادة من لا ينفع ولا يضر ولا يتصرف بشيء بل هو عاجز من كل وجه. فلو كان لكم عقل لم تفعلوا ذلك ثم قال تعالى بل قالوا مثلما قال الاولون الايات اي بل سلك هؤلاء المكذبون مسلك الاولين بالمكذبين بالبعث واستبعدوه غاية الاستبعاد وقالوا واذا متنا وكنا ترابا وعظاما ائنا لمبعوثون اي هذا لا يتصور ولا يدخل العقل بزعمهم. لقد وعدنا ها نحن ابائنا هذا من قبل اي ما زلنا نوعد بان البعث كائن نحن اباؤنا ولم نره ولم يأت بعد الا ساطير الاولين اي قصصهم واسبارهم التي يتحدث بها وتلهي والا فليس لها حقيقة. وكذبوا حق قبحهم الله فان الله يراهم من اياته اكبر من البعث ومثله لخلق السماوات والارض اكبر من خلق الناس قوله وضرب لنا مثلا ونسي خلقه وقال من يحيي العظام وهي رميم. الايات وقوله وترى الارض هامدة. فاذا انزلنا عليها الماء اهتزت الايات ثم قال تعالى قل لمن الارض ومن فيها ان كنتم تعلمون الايات اي قل لهؤلاء المكذبين للبعث العادل بالله غيره محتجا عليه بما اثبتوه واقروا به من توحيد الربوبية وانفراد الله بها على ما انكره من توحيد الالهية والعبادة وبما اثبته من خلق العظيمة على ما انكروه من اعادة الموت الذي هو اسهل من ذلك لمن الارض ومن فيها ايمن هو الخالق للارض. ومن عليها من حيوان ونبات وجماد وانهار وجبال المالك لذلك المدبر له. فانك اذا سألتهم عن ذلك لا بد ان يقولوا الله وحده فقل لهم اذا قروا بذلك فلا يتنكرون اي فلا ترجعون الى ما ذكركم الله به مما هو معلوم عندكم مستقر في فطركم قد يغيبه الاعراض في بعض الاوقات والحقيقة انكم اذا رجعتم الى الى ذاكرتكم بمجرد التام بمجرد التأمل علمتم ان ما لك ذلك هو المعبود وحده وان الهية من هو مملوك ابطل الباطل. ثم انتقل الى ما هو اعظم من ذلك فقال قل من رب السماوات السبع وما فيها من والكواكب السيارات والثوابت رب العرش العظيم الذي هو اعلى المخلوقات واوسعها واعظمها فمن الذي خلق ذلك ودبره وصرفه بانواعه تدمير سيقولون سيقولون لله اي سيقرون بان الله رب ذلك كله قل لهم حين يقرون بذلك افلا تتقون عبادة المخلوقات العاجزة وتتقون الرب العظيم كامل القدرة عظيم السلطان. وفي هذا من لطف الخطاب من طوف قوله من قوله افلا افلا تتقون؟ والوعظ بيدات العرض الجاذبة للقلوب ما لا يخفى. ثم انتقل الى اقرانهم بما هو اعم من ذلك كله فقال قل من بيده ملكوت كل شيء اي ملك كل شيء من العالم العلوي والعالم السفلي ماتوا ما نبصره وما لا نبصره والملكوت صيغته مبالغة بمعنى الملك وهو وعباده من الشر ويدفع عنه المكاره ويحفظهم مما يضرهم. ولا يجار عليه الا يقدر احد ان يجير على الله ولا يدفع الشر الذي قدره الله بل ولا يشفع لاحد عنده الا بذره. سيقولون لله سيقظون ان الله المالك لكل شيء المجير الذي لا يدار عليه. قل لهم يقرون بذلك ملزما لهم حيث عبدتم من علمتم انهم لا ملك لهم ولا قسط من الملك وانهم من جميع الوجوه وتركتم الاخلاص للمالك العظيم القادر لمدبر جميع الامور فالعقول التي دلتكم على هذا لا تكن الا مسحورة وهي بلا شك قد سحرها الشيطان مما زين لهم وحسن لهم وقلب الحقائق لهم فسحر عقولهم كما سحرت السحرة اعين الناس ثم قال تعالى بل اتيناهم بالحق كاذبون الايات يقول تعالى بل اتينا هؤلاء المكذبين بالحق المتضمن للصدق في الاخبار العدل في الامر والنهي فوابانهم لا يعترفون به وليس عندهم ما يعوضهم عنه الا الكذب والظلم ولهذا قال وانهم لكاذبون ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله كذب يعرف بخبر الله وخبر رسله ويعرف بالعقل الصحيح ولهذا نبه تعالى على الدليل العقلي فقال اذا اي لو كان معه الهة كما يقولون بمخلوقاته واستغل بها ولا حرص على موانعة الاخر ومغالبته ولعنا بعضهم على بعض في الغالب يكون هو الاله فمت فمع التمانع لا يمكن وجود العالم ولا يتصوم وينتظم هذا الانتظار المدهش المدهشة للعقول واعتبر ذلك بالشمس والقمر والكواكب الثابتة والسيارة فانها منذ خلقت وهي تجري على نظام واحد وترتيل واحد كل ما مسخرة بالقدرة مدبرة بالحكمة من صانع الخلق كلهم ليست مقصورة على مصلحة احد دون احد ولن ترى فيها اخا ولا تنقضا ولا معاق في ادنى تصرف فهل تصوروا ان يكون ذلك تقدير الهين ربين سبحان الله قد نطقت لسان حالها واثارت بجميع اشكالها مدبر لها اله واحد كامل الاسماء والصفات قد افتقرت اليه جميع المخلوقات في ربوبيته لها وفي الاهيته لها فكما لا وجود لها ولا دوام الا كذلك لا صلاح لها ولا قوام الا بعبادته وافراده بالعبادة. ولهذا نبه على على عظمة صفاته بانموذج من ذلك وهو حلمه المحيط فقال عالم الغيب اي الذي غاب عن ابصارنا وعلمنا من الوجبة والمسحنات ممكنات والشهادة وهو وعظم عما يشركون به ولا علم عندهم الا ما علمه الله. سبحان الله عما يصفون فيه دلالة ان كل ما الواصفون من عند انفسهم فالله منزه عنه الله لا يوصف الا بما جاء في الكتاب والسنة نعم قال تعالى وارشد الله ورسوله ان يقول الظالمين يعصمني وارحمني مما ابتليتهم بما ابتليتهم به من الذنوب واحمني ايضا من العذاب الذي ينزل بهم لان العقوبة العامة تعم عند العاصي وغيره قال الله قال الله في تقريب عذابهم لقادرون ولكن فلحكمة والا فقدرتنا صالحة لايقاعه فيهم. ثم قال ادفع بالتي هي احسن السيئة الايات. هذا من مكارم الاخلاق التي امر الله رسوله بها قال ادفع بالتي هي احسن السيئات اي اذا اساء اليك اعدائك بالقول والفعل. فلا تقابلهم بالاساءة مع انه يجوز مع قوة المسيء مثل ساعته ادفع اساءتهم اليك بالاحسان منك اليهم فان ذلك فضل منك على المسلم ومصالح ذلك انه تخف الاساءة عنك في الحال وفي المستقبل وانه ادعى لجلب المسيء الى الحق واقرب الى ندمه واسفه موجوعه بالتوبة عما فعل ويتصف العافي بصفة الاحسان ويقهر بذلك عنوان الشيطان ويستوجب الثواب من الرب وقال تعالى فمن عفا واصلح فاجره على الله وقال تعالى اي ما يوفق لهذا الخلق الجميل الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم. بالتي هي احسن ولا تنتظر المقابلة بل انتظر الثواب من الله نعم وقوله نحن اعلم بما يصفون بما يقولون لنا فانت يا محمد ينبغي لك ان تصبر على ما يقولون وتقابلهم بالاحسان هذه وظيفة العبد في مقابلة المسيء من البشر واما المسيء من الشياطين فانه لا فيه الاحسان ولا يدعو حزبه الا ليكون من اصحاب السعير في مقابلة بحولك وقوتك وما تبريء من حولي وقوتي من همزات الشياطين واعوذ بك ربي ان يحضرون الشر الذي بسبب حضورهم ووسوستهم وهذه استعاذة من مادة الشر كله واصله. ويدخل فيه الاستعانة بجميع نزرات الشيطان وبمسه ووسوسته من هذا الشر واجاب دعاءه سلم من كل شر ووفق لكل خير يخبر تعالى عن حال من حضره الموت من المفرطين انه يندم في تلك الحال اذا رأى ما له وشاهد قبح اعماله. فيطلب ورجعت الى الدنيا لا للتمتع بلذاتها وخطاب شهواتها رجعة له ولا امهال قد قضى الله انهم اليها لا يرجعون. انها انها اي مقالته التي تمنى فيها الرجوع الى الدنيا كلمة هو قائلها مجرد قول باللسان لا يفيد صاحبه الا الحسرة والندم وهو ايضا غير صادق في ذلك فانه لو رد اعاد لما نهي عنه برزخ الى يوم يبعثون. اي من امامهم وبين ايديهم برزخ وهو الحاجز بين الشيئين فهو هنا الحاجز بين الدنيا والاخرة. وفي هذا البرزخ يتنعم المطيعون ويعذب العاصون من موتهم الى يوم يبعثون اي فليعدوا له عدته وليأخذوا له اهبته. قال ومن ورائهم ولم يقل ومن امامهم كلمة الوراء تستخدم بمعنى الامان. لكن هنا لما قالوا من ورائهم دل على الاحاطة. يعني الانسان اذا مات اصبح وجهه الى عالم البرزخ وظهره الى عالم الدنيا. فصار البرزخ من ورائهم برزخ صار عالم البرزخ بينه وبين الدنيا فلا العودة نعم ثم قال تعالى فاذا نفخ في الصور فلا انساب بينهم يومئذ الايات يخبر تعالى عن هول يوم القيامة وما في ذلك اليوم المزجات والمقلقات وانه اذا نفخ في الصور نفخة البعث فحشر الناس اجمعون لميقات يوم معلوم انه يصيبه من الهول ما ينسيهم ان وامه وابيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه. وفي القيامة مواضع يشتد كربها ويعظم وقعها كالميزان الذي يميز به اعمال العبد وينظر فيه بالعدل ما له وما عليه وتبين فيه مثاقيل الذر من الخير والشر فمن ثقلت موازينه بان رجحت حسناته على سيئاته فاولئك هم المفلحون ان نجاتهم من النار واستحقاقهم الجنة وفوزهم بالثناء جميل ومن خفت موازينه بان رجحت سيئاته وحسناته وحطت به خطيئته فاولئك الذين خسروا انفسهم كل خسارة غير هذه الخسارة انها بالنسبة اليها سهلة ولكن هذه خسارة صعبة لا يجبر صامها ولا يستدرك فائتها خسارة ابدية وشقاوة سرمدية قد خسر نفسه الشريفة التي يتمكن بها من السعادة الابدية فموتها هذا النعيم المقيم في جواب الرب الكريم وهذا الوعيد انما هو كما ذكرنا لمن احاطت خطيئته بحسناته ولا يكون ذاك الا كافرا فعلى هذا لا يحاسب محاسبة منتوزن وحسناته وسيئاته فانه لا حسنات ولكن تعد اعمالهم وتحصى فيوقفون عليها ويقررون بها ويخزون بها. واما من معه اصل الايمان ولكن عظمت سيئاتهم فرجحت على فانه وان دخل النار لا يخلد فيها كما دلت على ذلك نصوص الكتاب والسنة ثم ذكرت على سوء نصيب الكافرين فقال تلفح وجوههم النار اي تغشاهم من جميع جوانبهم حتى تصيب اعضائهم الشريفة ويتقطع لها بها عن وجوههم وهم فيها كالحون قد عبست وجوههم وقلصت شفاههم من شدة ما هم فيه وعظيم ما يلقونه. فيقال لهم توبيخا ولو من الم تكن اياتي تتلى عليكم تدعون بها لتؤمنوا وتعرض عليكم لتنظروا فكنتم بها تكذبون. ظلما منكم وعنادا وهي آيات بينات دالات على الحق والباطل مبينات للمحق والمبطل. فحين اذ نظروا بظلمهم حيث لا ينفع الاقرار قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا اي غلبت علينا الشقاوة الناشئة من الظلم الحق والاقبال على ما يضر وترك ما ينفع. في عملهم وان كانوا يدرون انهم ظالمون اي فعلنا فعلنا في الدنيا فعل التائه الضال السفيه. كما قال تعالى كما قالوا في الاية الاخرى وقالوا لو كنا نسمع او نعقل ما كنا في اصحاب السعير ربنا اخرجنا منها فان عدنا فانا ظالمون وهم كاذبون في وعدهم هذا فانهم كما قال الا لو ردوا لعادوا لما نهوا عنه ولم يقل الله لهم حجة بل قطع عذارهم وعمرهم في الدنيا ما يتذكر فيه من تذكر ويرتع ويبتدع في المجرم فقال الله جوابا لسؤالهم اخسئوا فيها ولا تكلموني وهذا القول نسأله تعالى العافية اعظم قول عن الاطلاق والمجرمون في التخييم والتوبيخ والذل والخسار والتيئيس من كل خير والبشرى من كل شر. وهذا الكلام والغضب من الرب الرحيم يشد عليهم وابلغوا في نكايتهم من عذاب بالجحيم ثم ذكر الحالة التي انصاتهم العذابي وقطعت عنهم الرحمة فقالون ربنا امن فاغفر لنا وارحمنا وانت خير الراحمين. فجمعوا بين الايمان المقتضي لاعماله الصالحة والدعاء ربهم بالمغفرة والرحمة والتوسل اليه بربوبي ومنته عليهم بالايمان والاخبار بسعة رحمته وعموم احسانه وفي ضمنه ما يدل على خضوعهم وخشوع وانكسار من ربهم وخوفهم ورجائهم فهؤلاء سادات الناس وفضلاؤهم فاتخذتموهم ايها الكفرة الانذال ناقص عقل العقول والاحلام. سخريا تستهزئون بهم وتحتقرونهم حتى سألت بذكر السفه حتى انسوه حتى انسوكم ذكري وكنتم منهم تضحكون. وهذا الذي اوجب لهم نسيان الذكر اشتغالهم بالاستهزاء بهم كما ان نسيان هذه حتى وصلوا الي انهم هم بالنعيم المقيم والنجاة من الجحيم. كما قال في الاية الاخرى فاليوم الذين امنوا من الكفار يضحكون الايات على وجه الله وانهم سفهاء الاحلام حيث اكتسبوا في هذه المدة الى سياط كل شر اوصلهم الى غضبه وعقوبته ولم يكتسبوا ما اكتسبوا الخير الذي ربهم كم لبثتم في الارض عدد سنين؟ قالوا لبثنا يوما او بعض يوم كلامهم هذا مبني على استقصائهم جدا لمدة موتهم في الدنيا وبعد ذلك لكنه لا مقداره ولا يعينه فلهذا قالوا فاسأل العادين اي الضابطين لعدده واما هم ففي شغل شاء ففي شغل شاغل وعذاب مذهل عن معرفة عدده فقال لهم ان لبثتم الا قليلا سواء عينتم عدده ام لا لو انكم كنتم تعلمون ثم قال تعالى افحسبتم انما خلقناكم عبثا الايتين اي افحسبتم ايها الخلق انما خلقكم عبثا اي سنن وباطلا تأكلون وتشربون وتمرحون وتتمتعون بلذات الدنيا ونترككم لا نأمركم ولا ننهاكم ولا نثيبكم ونعاقبكم ولهذا قال انكم الينا لا ترجعون اي لا يخطر هذا ببالكم فتعالى الله اي تعاظم وارتفع عن هذا الظن الباطل الذي يرجع الى القدح في حكمته لا اله الا هو رب العرش الكريم. فكونه ملكا فكونه ملكا للخلق كلهم. حقا في صدقه ووعده ووعده مألوفا معبودا لما له من الكمال رب العرش الكريم فما دونهما بانه لا يمنع ان يخلقكم عبثا لا برهان له بها الايتين ايها من دعا مع الله الهة غيره لبها بينة من امره ولا برهان ولا برهان على ذلك يدل على ما ذهب اليه وهذا قيد ملازم القيد ملازم فكل من دعا الى الله فليس له برهان على ذلك فدلت ابراهيم على بطان ما ذهب اليه. فاعرض عنها ظلما وعنادا فهذا فيقدم على ربه فيجازيه باعماله. ولا ينيله من الفلاحشين لانه كافر انه لا يفلح الكافرون. فكفرهم منعهم من الفلاح. وقل داعين ربك مخلصا له الدين ربي اغفر لنا حتى تنجينا من المكروه وارحمنا لتوسينا برحمتك الى كل خير وانت خير الراحمين فكل راحم فكل رحم للعبد فالله له فالله خير له منه ارحم بعبده من الوارث بولدها وارحم به من نفسه ثم تفسير سورة من فضله واحسانه. القيد اللازم في قوله ومن يدعو مع الله الها اخر لا برهان له به. قيد لازم اي بمعنى ما من داع يدعو غير الله الا وليس عنده برهان هذا معنى القيد اللازم هنا قال وانت خير الراحمين ارحم للعبد من الوالدة بولدها. كان ما لك بن دينار يقول رحمه الله لو نادى منادي يوم القيامة من تحب ان يحاسبك؟ قال قلت ربي فانه ارحم بي من امي نعم قال رحمه الله تعالى تفسير سورة النور وهي مدنية بسم الله الرحمن الرحيم سورة انزلناها وفرضناها وانزلنا فيها ايات بينات لعلكم تذكروا معي هذه سورة عظيمة القدر انزلناها رحمة منا بالعباد حفظناها من كل شيطان وفرضناها قدرنا فيها ما قدرا من الحدود والشهادات وغيرها وانزلنا فيها ايات بينات اي احكاما عظيمة لعلكم تذكرون لكم ونعلمكم ما لم تكونوا تعلمون. ثم شرى في بيان تلك الاحكام المشار اليها فقال كل واحد منهما يتجرأ الايات هذا الحكم في الزاني والزانية البكرين انهما يجلد كل منهما وما سيء فقد دلت السنن الصحيحة المشهورة ان حده الرجم ونهانا ان تأخذنا رأفة بهما في دين الله تمنعنا من اقامة الحج عليهما سواء رافدا طبيعية او لاجل قرابة او صداقة او غير ذلك. وان الايمان موجب لانتفاء هذه الرأفة المانعة من اقامة امر الله فرحمته حقيقة حقيقة اذ اقامة الحج عليه. فنحن وان رحمنا لجريان القدر عليه فلا نرحمه من هذا الجانب الزاني طائفة من الجماعة المؤمنين ان يشتهر ويحصل بذلك الخزي وارتداع وليشاهدوا الحد فعله فان مشاهدة احكام الشرع يقوى به العلم ويستقر بها الفهم ويكون اقرب لاصابة الصائم فلا يزاد فيه ولا ينقص والله اعلم. الزاني لا ينكح الازاني الا يهدم يوم رضيته الزنا وانه يدرس عرض صاحبه وعرض من قارنه وما زجنه ما لا يفعله بقية الذنوب. فاخبر ان الزاني لا يقدم على نكاحه من نساء الا متزاية تناسب حاله لها او مشركة بالله لا تؤمن ببعث ولا جزاء ولا تلزم امر الله. والزانية كذلك وحرم ذلك على المؤمنين. اي حرم عليه ان ينكح غنيا او ينكح زانية ومعنى الاية ان من اتصل بالزنا من رجل او امرأة ولم يتب من ذلك ان المقدم على نكاحه مع تحريم الله لذلك لا يخلو اما ان يكون ملتزما لحكم الله ورسوله ذلك لا يكون الا مشركا واما ان يكون ملتزما بحكم الله ورسوله فاقدم على نكاحه مع علمه بزنا فاقدم على نكاحه مع علمه بزناه فان هذا النكاح زنا والناكح زان مسافح لو كان مؤمنا بالله حقا لم يقدم على ذلك. وهذا دين صريح على تحريم الكعبة حتى تتوب وكذلك احزان حتى يتوب فان مقارنة الزوج لزوجته والزوجة لزوجها اشد الاقترانات والازدواجات. وقد قال تعالى الاولاد الذين ليسوا مني الزوج. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم الزاني حين يزني وهو مؤمن فهو ان لم يكن مشركا فلا يطلق عليه اسم المدح الذي هو الايمان المطلق. احسنت. نكمل بعد الصلاة ان شاء الله تفضل شيخ يوسف قال رحمه الله تعالى والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا باربعة شهداء الايتين لما عظمت علامة الزنا بوجوب جلده وكذلك رجمه ان كان محصانا وانه لا تجوز مقارناته ولا مخالطته على وجه لا يسلم فيه العبد من الشر. بين تعالى عظيم الاقدام على الاعراض بالرمي بالزنا فقال والذين يرمون المحصنتين نساء الاحرار العفيفات العفائف. وكذلك الرجال الذين لا فرق بين وكذلك الرجال لا فرق بين الامرين. والمراد بالرمي الرمي بالزنا الصياغ ثم لم يأتوا على ما رموا به باربعة شهداء اي رجال عدون يشهدون بذلك صحيحا فازيدوهم ثمانية جلدة يبالغ بذلك حتى يتلفه لان القصد التأديب للائتلاف لا الاتلاف. وفي هذا تقرير حد القذف وذلك بشرط ان يكون المقذوف فيه كما قال تعالى محصن المؤمن محصنا محصنا مؤمنا واما قذف غير المحصن فانه يوجب التعزير شهادة ابدا اي لهم عقوبة اخرى وهو ان شهادة القاذف غير غير مقبولة ولو حد على القذف حتى يتوب كما يأتي واولئك هم اي الخارجون عن طاعة الله الذين قد كثر شرهم وذلك لانتهاك ما حرم الله وانتهاك في عرض اخيه وتسليط الناس على الكلام ما تكلم فيه. وازالة الاخوة التي عقدت الله بين اهل الايمان ومحبة ان تشيع الفاحشة في الذين امنوا على ان القذف من كبائر الذنوب وقوله الا الذين تابوا من بعد ذلك واصلحوا فان الله غفور رحيم فالتوبة في هذا الموضع ان يكذب القاذف نفسه ويقر بانه كاذب فيما قال فهو واجب عليه ان يكذب نفسه ولو تيقن وقوعه حيث لم يأتي باربع الشهداء فإذا تاب القاذف واصلح عمله وبدل اساءتهم احسانا. زال عنه الفسق وكذلك تقبل شهادته على الصحيح فان الله غفور رحيم يغفر الذنوب جميعا لمن تاب وناب وانما يجلد القاذف اذا لم يأتي من اربعة شهداء اذا لم يكن زوجا اذا كان زوجا فقد ذكر بقوله والذين يرمون ازواجهم وانما كانت شهادات الزوج على زوجته دانئة عنه عنه الحد. لان الغالب ان الزوج لا يقدم على ام زوجته التي يدنسه ما يدنسه الا اذا كان صدرا وان له في ذلك حقا وخوفا اولاد ليسوا منه به ولغير ذلك من الحكم من الحكمة في غيره حين يرمون ازواجهم اي الاحرار للمملوكات ولم يكن لهم على رميهم بذلك شهداء الا انفسهم بان لم يقيموا شهداء على ما رموهم به شهادة احدهم اربع شهادات بالله انه لمن الصادقين. سماها شهادة لانها نائبة مناب الشهود بان يقول اشهد بالله اني لمن الصادقين فيما رميتها به. والخامسة ان لعنة الله عليه ان كان من الكاذبين ان يزيدوا في الخامسة مع الشهادة المذكورة مؤكدا تلك الشهادات من يدعو نفسه باللعنة ان كان كاذبا فاذا تم فاذا تم نعانه سقط عنه حد القذف. وظاهر الايات ولو سمى الرجل الذي الذي رماها به فانه يسقط حقه تبعا لها. وهل يقام عليه الحد بمجرد لعن الرجل ونقولها ام ام تحبس؟ وفيه قولان للعلماء الذي الذي يدل عليه الدين انه يقام عليه الحد بدليل قوله ان العذاب وهو لم يكن لعانها دانئا لها ويدرأ عنها ان يدفع عنها العذاب اذا قابلت شهادة شهادات بشهادات من جنسها ان تشهد اربع شهادات بالله انه لمن الكاذبين وتزيد في الخامسة مؤكدة لذلك ان تدعو على نفسها بالغضب فان اتم بينهما فرق بينهما الى الابد وانتقل ولد الملاعن عنه. وظاهر الايات يدل على اشتراط هذه الالفاظ عند اللعان منه ومنها واشتراط الترتيب فيها والا ينقصوا والا ينقص منها شيء ولا يبدى شيء بشيء وان اللعان مختص بالزوج اذا رمى امرأته لا بالعكس ما الشبه في الوادي مع لعن العبرة به كما لا يعتبر مع الفراش. وانما يعتبر الشبه حيث لا مرجح الا هو. ولولا فضل الله عليكم ورحمته وان الله تواب حكيم وجواب الشرط محذوف يدل عليه سياق الكلام اي ليحل لا حل باحد المتلاعنين الكاذب منهما ما دعا به على نفسه ومن من فضله ثبوت هذا الحكم الخاص بالزوج لشدة الحاجة اليه وان بين لكم شدة الزنا وفظاعة القذف به وان شرع التوبة منها وان شرع من هذه الكبائر وغيرها. ثم قال تعالى لما ذكر فيما تقدم تعظيم الرمي بالزيارة عموما صار ذلك كانه مقدمة لهذه المقدمة لهذه القصة التي وقعتها على اشرف النساء ام المؤمنين رضي الله عنها وهذه الايات نزلت في قصة نفك المشورة الثابتة في الصحاح والسنن والمسالك وحاصنها ان النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الغزواته ومعه زوجته عائشة صديقة بنت الصديق فانقطع عقدها فانحبست في طلبه. ورحلوا جملها وهودجها فلم يفقدوها ثم استغل الجيش راحلا وجاءت مكانه ثم علمت انهم اذا فقدوا رجعوا اليها فاستمروا في مسيرهم وكان صفوان ابن معطل السلمي من افاضل الصحابة رضي الله عنه ونام واخراء عائشة رضي الله عنها فعرفها فلاخر راحلته فركبتها من دون ان يكلمها وتكلمه. ثم جاء يقود بها بعدما نزل الجيش بظاهرة فلما رأى بعض المنافقين الذين في صحبة النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك المستغفر مجيء صفوان ابنها في هذه الحال اشاع ما اشاع ونسي الحديث لو تلقفته الالسن حتى اغتر هذا الله براءتها في هذه الايات ووعد الله المؤمنين اي الكذب الشنيع وهو رمي ام المؤمنين عصبة منكم اي جماعة منتسبون اليكم يا معشر الرؤيا منهم المؤمن الصامد في ايمانه لكنه تر بترويج المنافقين ومنهم المنافق لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لما تظمن ذلك تبرئة ام المؤمنين ونزاهتها والتنويه بذكرها حتى تناول عموم المدح سائر زوجات النبي صلى الله عليه وسلم من بيان الايات المضطر اليها العباد التي ما زال نعمل بها الى يوم القيامة فكل هذا خير عظيم لولا مقالة اهل الافكام يحصل بذلك. واخبر ان قدح بعضهم ببعض كقدح في انفسهم ففيه ان المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم واستماعهم كالجسد الواحد والمؤمن للمؤمن كالبنيان ويشد بعضه بعضا انه يكره ان يقدح احد يكره ان يقدح احد في عرضه. فليكره من كل احد ان يقدح في اخيه المؤمن الذي بمنزلة نفسه وما لم يصل العبد الى هذه الحياة فانه من نقص من نقص ايمانه وعدم نصحه. لكل امرئ منهم ما اكتسب من الاثم وهذا وعيد للذين جاءوا بالافك هم سيعاقبون على ما قالوا من ذلك وقد حد النبي صلى الله عليه وسلم منهم جماعة والذي تولى كبره اي معظم الافك وهو المنافق الخبيث عبدالله ابن ابي يونس لعنه الله له عذاب عظيم الا وهو الخلود في الدرك الاسفل من النار. ثم ارشد الله عباده عند سماع مثل هذا الكلام فقال لولا اذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بانفسهم خيرا اي ظن المؤمنون بعضهم ببعض خيرا وهو السامة مما رووا به وان ما معهم من الايمان المعلوم يدفع ما قيل فيه من الافك الباطل وقال بسبب ذلك الظن سبحانك اي تنزيها لك من كل سوء وعن ان تبتليك بالامور الشنيعة هذا افك مبين اي كذب وبهت من اعظم الاشياء وابينها فهذا من الظن الواجب حين سماع المؤمن عن اخيه المؤمن مثل هذا الكلام وان يبرئه وان يبرئه بلسانه ويكذب لذلك لولا جاءوا عليه باربعة شهداء اي هلا جاء الرامون على على ما رموا به باربعة شهداء اي عدون المرضيين اذ لم يأتوا بالشهداء فاولئك عند الله هم الكاذبون. وان كانوا في انفسهم قد تيقنوا ذلك فانهم كاذبون في حكم الله لانه حرم عليه من تكليف ذلك من دون اربعة شهود. ولهذا قال فاولئك عند الله هم الكاذبون. ولم يقل فاولئك هم الكاذبون هذا كله من تعظيم حرمة عرض المسلم بحيث لا يجوز نقدام يومه من دون نصاب الشهادة بالصدق. ولولا اذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بانفسهم خير هذه قاعدة عظيمة في التعامل كل ما تسمع شيء عن اخيك اجعل نفسك مكانه. نعم. ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والاخرة بحيث شملكم احسانه وفيهما في امر دينكم ودنياكم ان مستكم فيما فضت من خضتم فيه من شأن فيه عذاب عظيم لاستحقاقكم ذلك ما قلتم ولكن من فضل الله عليكم ورحمته ان شرع لكم التوبة عقوبة ظاهرة للذنوب اذ تلقونه بألسنتكم ويتلقفونه ويلقيه بعضكم الى بعض وتستشهو وتستوشون حديثا وهو قول باطل وتقولون لاخوانكم ما ليس لكم به علم والامران محظوران التكلم بالباطل والقول بلا علم وتحسبونه هينا فلذلك اقدم عليه من اقدم للمؤمنين الذين تابوا منه فتطهروا بعد ذلك وهو عند الله عظيم وهذا فيه بعض الذنوب على وجه التهاون بها فان العبد لا يفيد حسبانه شيئا ولا يخفف من عقوبته من عقوبته الذنب بل يضاعف الذنب ويسهل عليه وقته مرة اخرى كلام اهل الافك قلتم منكرين لذلك معظمين امرهما يكون لنا ان نتكلم بهذا اي ما ينبغي لنا وما يليق بنا الكلام بهذا الافك المبين لان المؤمن يمنعه ايمانه من اطكام القبائل هذا بهتان اي كذب عظيم. يعظكم الله ان تعودوا لمثله اي لناظره من رب مؤمن بالفجور ونعم المواعظ ونعم المواعظ والنصائح من ربنا فيجب علينا مقابلتها بالقبول والاذعان والتسليم والشكر له على ما بين لنا عما يعظكم به ان كنتم مؤمنين دل ذلك على ان الايمان الصادق يمنع صاحبه من الاقدام على المحرمات ويبين الله لكم الايات المشتملة على بيان والوعظ والزجر والترغيب والترهيب نوضحها لكم توضيحا والله عليم حكيم. اي كامل العلم عام الحكمة فمن علمه ان من علمه وان كان ذلك راجعا لمصالحكم في كل وقت ان الذين يحبون ان تجعل الفاحشة وان الامور الشنيعة المستقبحة فيحبون ان تشتهر الفاحشة ولهم عذاب للقلب والبدن. وذلك يمشيه لاخوانه المسلمين ومحبة الشر لهم وجراءته عن اعراضهم. فاذا كان هذا الوعي بمجرد محبة ان تشيع الفجر واستحناء ذلك القلب فكيف بما هو اعظم من ذلك من ظهره ونقله وسواء كانت الفاحشة ظاهرة او كل هذا من رحمة الله لعباده وصيانة وصيانة اعراضهم كما دماءهم واموالهم وامرهم بما يقتضي مصاف المصافاة وان يحب احدهم لاخيه ما يحب لنفسه ويكره له ما يكره لنفسه والله يعلم اتعلمون فلذلك علمكم وبين ايكم ما تجهلونه ولو هنا فضل الله عليكم قد احاط بكم من كل جاب ورحمته عليكم وان الله رؤوف رحيم قل لما بين لكم الاحكام هذه لما بين لكم هذه لما بين لكم هذه الاحكام والمواعظ والحكم الجليلة ولما امهل من خالف من قال فامره ولكن فضله ورحمته وان ذلك وصفه اللازم. اثر لكم من الخير الدنيوي والاخروي ما لم تحصوه او تعدوه. ولما نهى عنها بخصوص فقال يا ايها الذين امنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان يطوقه ووساوسه وخطوات الشيطان يدخل فيها سائر المعاصي المتعلقة بالغلب واللسان والبدن ومن حكمته تعالى نبين الحكم وهو النهي عن اتباع خطبة الشيطان والحكمة وهو والحكمة هو ما في المنهي عنه من سر المقتضي والداع لتركه الشيطان فانه اي شيطان يأمر بالفحشاء اي ما تستحيش القلوب والشرائع من الذنوب العظيمة مع ميل بعض النفوس اليه والمنكر وهو تنكره العقل ولا تعرفه التي هي خطوات شيطانية لا تقل عن ذلك فنهى الله عنها نعمة منه عليهم ان يشكروه ويذكروه لان ذلك صيانة لهم عن التدنس بالرذائل والقبائح فمن احسان من نهاهم عنها كما نهاهم عن كسرهم القاتلة ونحوها. ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من احد ابدى اي ما تطهر من اتباع خطوات الشيطان ان الشيطان يسعى هو جنده في الدعوة اليها وتحسينها والنقص مستوي على العبد من جميع جهاته كان احلم التطهر من الذنوب من الذنوب والسيئات والنماذج عن الحسنات فان الزكاة يتضمن ولكن فضله ورحمته اوجب ان يتزكى منكم من تزكى وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اتي نفسي تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها ولهذا قال يشاء من يعلم منه ان يتزكى بتزكية ولهذا قال الله سميع عليم. هذا الدليل ان الله اذا ذكى الصحابة اذا زكاهم لانهم يستحقون التزكية فلما رضي عنهم لانهم يستحقون الرضا ولما مدحهم لانهم يستحقون المدح فعلم الله حالهم ومآلهم فزكاهم نعم. ولا يأتني اي لا يحلف اولو الفضل منكم والسعة ان يؤتوا اولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله هذه الاية ينهاه عن هذا الحديث المتضمن لقطع النفقة عنه. ويحثه على مغفرة الله ان غفر له الله لكم والله غفور رحيم. اذا بالعفو والصفح عاملكم بذلك. فقال ابو بكر لما سمع هذه الاية بلى والله اني لا احب وان يغفر الله لي فرجع النفقة الى مصباح وفي هذه الاية وانه لا تترك النفقة والاحسان من معصية الانسان والحث على العفو ولا جرى منه ما جرى من اهل الجرائم. ومن يقدر على ما قدر عليه الصديق؟ رجل يتهم ابنته ها؟ ومع ذلك ينفق عليه سبحان الله سبحان الله نعم ثم ذكر الوعد على رمي المحصنات وقال ان الذين يرمون المحصنات اي العفائف عن الهجوم غافلات اللاتي لم يخطر ذلك بقلوبهن المؤمنات نعنوا في الدنيا بنوره ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور لان نفسه ظالمة جاهلة فليس فيها من الخير والنور الا ما اعطاها مولاها ومنحها ربها يحتمل هذين المثالية من اعمال جميع الكفار كل منهما منطبق عليها وعددهما لتعدد الاصابع واحتملوا ان كل مثال طائفة وفرقة فالاول المتبوعين الاخرة يوم القيامة يوم تشهد عليهم السنتهم وايديهم وارجلهم ما كانوا يعملون فكل جارحة تشهد عليهم اعمالهم ينطقها الذي انطق كل شيء فلا يمكنه الانكار ولقد عدل في العباد ولقد عدل في العباد من جعل شهودهم لانفسهم يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق اي جزاءهم على اعمالهم بالجزاء الحق الذي يجدون جزاءها موفرا لم لم يفقدوا منها شيئا وقالوا يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك احدا. ويعلمون في هذا الموقف العظيم ان الله هو الحق فيعلمون انحصار الحق المبين في الله تعالى فاوصاف عظيمة حق وافعاله يلحق وعبادته يلحق واقامه حق وعده وعده حق وحك وحكم الدين وجزاء ورسله حق فلا ثم حق الا في الله وما من الله. والخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات. اي كل خبيث من الرجال والنساء الكلمات ونفعان مناسبا للخبيث موافق له ومقتن به ومشاكل له. وكل طيب من الرجال والنساء والكلمات والافعال المناسب للطيب ووفق لهم وقت شاكر له. فهذه كلمة وحصل لا يخرج منه شيء من اعظم مفرداته ان الانبياء خصوصا اولي العزم منهم وخصوصا سيدهم محمدا صلى الله عليه وسلم الذي هو افضل الطيبين من الخلق لا يناسبهم الا اكون طيبا من نسا فالقدح في عائشة رضي الله عنها بهذا الامر قدح في النبي صلى الله عليه وسلم وهو المقصود بهذا الافك من قصد المنافقين فمجرد كونها زوجة للرسول صلى الله عليه وسلم يعلم وان يعلموا انها لا تكون الا طيبة ظاهرة من هذا الامر القبيح فكيف وهي ما هي صديقة النساء وافضلهن واعلمهن واطيبهن هبة رسول رب العالمين التي لم ينزل الوحي عليه وهو في لحاف زوجة من زوجاته غيرها. ثم صرح بذلك بحيث لا يبقى لمبطل مقالا ولا لشك جبهة مو اجالا فقال اولئك مبرءون مما يقولون والاشارة الى عائشة رضي الله عنها اصل المؤمنات المحصنات الغافلات تبعا لها مغفرة مغفرة تستغني تستورغ الذنوب. ورزق كريم في الجنة من رب كريم ثم قال ايات فيها اكثر من عشرة اوجه في تبرئة ام ومنين عائشة رضي الله عنها من قول المنافقين فمن اتهمها بعد نزول هذه الايات؟ فلا شك انه يلحق بالمنافقين ولذلك اجمع العلماء على ان اتهام ام المؤمنين عائشة بعد تبرئة الله لها كفر. لانه مخالف لنص القرآن. نعم. ثم قال تعالى يا ايها الذين امنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على اهلها الايات عباده المؤمنين لا يدخلوا بيوتنا الى بيوتهم بغير استئذان فان في ذلك عدة مفاسد منها ما ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال انما جعل الاستئذان من اجل البصر قال التي داخل البيوت فان البيت للانسان فيه عورة ما وراه منزلة الثوب في ستر عورة جسده. ومنها ان ذلك يوجب الريبة من الداخل ويتهم بالشر ويتهم بالشر سارق بقتل او غيرها لان الدخول خفية يدل على الشر. ومنع الله المؤمن ومنع الله من يمدخ بيوتهم حتى تستأنسوا اي تستأذنوا سمى الاستئذان ناس لانه به يحسن الاستئناس بعدمه تحصل الوحشة وتسلم على اهلها. وصفة ذلك ما جاء في الحديث السلام عليكم اادخل ذلكم اي الاستئذان المذكور خير لكم لعلكم تذكرون. لاشتمالها عدة مصالح من مكارم الاخلاق الواجبة. فان اذن دخل المستأذن. فان لم تجدوا في ادم فيدخله فيها حتى يؤذن لكم وان قيل لكم ارجعوا فارجعوا اي فلا تمتنعوا من الرجوع ولا تغضبوا منه فان صاحب منزلة يمنعكم حقا واجبا لكم وانما هو متبرج فان جاء اذن او منع فانتما يأخذ احدكم الكبر والشيزاز من هذه الحال هو ازكى لكم اي اشد الجطير كما السيئات وتمنيتكم بالحسنات والله ما عليم فيجازي كل عمل بعمله من كثرة وقلة وحسن وعدمه. هذا الحكم في البيوت مسكون سواء كان فيها متاع الانسان ام لا وفي البيوت غير التي لا متاع فيها الانسان وما البيوت التي ليس فيها انواع وفيها متاع للانسان والمحتاج للدخول فيها وليس فيها احد يتمكن من استثنائه وذلك وغيره فقد ذكرها بقوله ليس عليكم جناح اي حرج واثم دل على ان الدخول من الاستئذان في البيوت السابقة انه محرم وفيه حرج ان تدخلوا بيوتا غير مسكونة فيها متاع لكم وهذا من احترازات القرآن العجيبة فان قوله لا تدخل بيوتا غير بيوتكم لفظ عام في كل بيت ليس ملكا للانسان اخرج منه تعالى البيوت التي اسمك وفيها متاع وليس فيها ساكن فاسقط الحرج في الدخول اليها والله يعلم ما تبدون وما تكتبون احوالكم الظاهرة والخفية وعلم مصالحكم ولذلك شرع لكم ما اليه وتضطرون من الحكم من الاحكام الشرعية قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك اذ كانهم ان الله خبير بما يصنعون وقل لهم الذي معهم الذين معهم ايمان يمنعهم من وقوع ما يخل بالايمان يغضوا من ابصارهم عن النظر الى العورات والنساء الى الزمية والى المردان الى زينة الدنيا التي تفتن تفتن وتوقع في المحذور تفتن وتوقع في المحظور ويحفظ فروجهم عن الوطء الحرام في قبر او دبر او ما دون ذلك وعن ذلك الحفظ واللبسان والفروج. ازكى لهم اطهر واطيب اعمالهم فان من حفظ فرجا وبصره طهر من الخبث الذي به اهل الفواحش وزكت اعمالهم بسبب ترك المحرم الذي تطمع اليه الناس وتدعو اليه. فمن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه. ومن غض بصره عن المحرم بصيرته لان العبد اذا حفظه فرجه وبصره عن حرام ومقدماته مع دواعي الشهوة كان كان حفظه لغيره ابلغ. ولهذا سماه الله حفظا فالشيء المحفوظ لم يجتهد حافظهم في مراقبته وحفظه وعمل الاسباب موجبة لحفظه لم ينحفظ كذلك البصر والفرج ان لم يستجد العبد في عرضه ما وقعاه في بلاءها ومحن بل كيف امر بحفظ الفرض مضطرا لانه لا يباح في حالة من الاحوال واما البصر فقال كنظر الشاهد والمعامل والخاطئ ونحو ذلك ثم ذكرهم بعلمه باعمالهم يجتهدوا في حفظ انفسهم والمحرمات. ثم قال تعالى وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن انه يحفظن فروجهن الاية لما امر المؤمن بغض الابصار وحفظ الفروج امر المؤمنات بذلك فقال وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن بشهوة ولذلك من الله ممنوع ويحفظن فروجهن من التمكين من جماعها ومسها والنظر من الحرم اليها ولا يبدين زينتهن كالثياب الجميلة والحلي وجميع البدن كله من الزينة ولما كانت الثياب الظاهرة لابد لها منها قال الا ما ظهر منها ايس او ظهرت شجرة العدس بلبسها اذا لم يكن في ذلك ما يدعو الى الفتنة بها وليضربن بخمرهن على جيوبهن وهذا لكمال الستار. ويدل ذلك على ان الزينة التي يحرم ابداؤها يدخل فيها جميع البدن كما ذكرناه. ثم ليستثني منه قوله الا لبعولتهن اي ازواجهن او ابائهن او اباء بعولتهن يشمل الاب وجد وان علا او ابنائهن او ابناء بعولتهن ويدخل في لبنة مهما نزلوا او اخوانهن وبني اخوانهن اشقاء واليوم او بني اخواتهن ونسائهن يجوز للنساء ينظر بعض ان ينظر بعضهن الى بعض مطلقا ويحتمل ان الاضافة الجنسية اي النساء المسلمات اللاتي من انسكن دليل لمن قال ان المسلمة لا يجوز ان تنظر اليها الذمية او ما ملكت ايمانهن فيجوز للمملوك اذا كان كله للانثى ينظر لسيدته هي ما دامت مائكة له كله فاذا زال الملك او بعضه لم يجز النظر او التابعين غير اولي الاربات من الرجال اي او الذين يتبعونكم ويتعلقون الذين لا اثبت لهم في هذه الشهوة كالمعتون الذي ادري ما هنالك وكالنين الذي لم يبقى له شهوة لا في فضل ولا في قلبه فان هذا محذور من نظره او الطفل الذين لم يظهروا على ورق النساء الذين يلدون التمييز فانه يجوز نوعهم من النساء الاجانب وعلل تعالى ذلك بانهم لم على عورات اللسان ليس لهم علم بذلك ولا وجدت في ولا وجدت فيهم الشهوة بعد. ودل هذا ان المميزة انه يظهر من على عورات النساء ولا يضربن برجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن اي لا يضربن الارض بارجلهن ليصوت ما عليهن من من حلي كخناق او غيرها بسببه فيكون وسيلة الى الفتنة ويؤخذ من هذا ونحوه قاعدة سد الوسائل واننا واذا كانوا واحد ولكنه يفضي الى محرم يخاف من وقوعه فانه يمنع منه فالضرب في الارض الاصل انه مباح ولكن لما كان وصية لعلم الزينة منع منع منه ذلك امر الله تعالى بالتوبة فقال وتوبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون لان المؤمن يدعو ايمانه الى التوبة ثم علق على ذلك الفلاح فقال لعلكم تفلحون فلا سميع الفلاح الا بالتوبة وهي الرجوع مما يكرهه الله بانا وباطن لا الى ما يحبه ظاهرا وباطنا ودل ذلك ان كل مؤمن محتاج الى التوبة ان الله حثوا على الاخلاص بالتوبة في قوله وتوبوا الى الله يا اي لا لمقصد غير وجهه من سلامة من الافات الدنيوية وسمعة او نحو ذلك من المقاصد الفاسدة يأمر تعالى الاولياء والاسياد بانكاح من تحت ولاية من لا ازواجا بانفسهم باب مولاه وان الفاسد بالزنا منه عند زوجه فيكون مؤيدا للمذكور في اول السورة ان نكاح الزانية والزانية محرم حتى يتوب ويكون التخصيص للصلاح في العبيد والإماء دون نحو ان كثرة وجود ذلك في العبيد هذا ويحتمل ان المواظب الصالحين الصالحين للتزوج المحتاجين اليه من العبد غير مأمور بتزويج ملوك قبل حاجته الى الزواج ولا ولا يبعد ولا يبعد ارادة المعنيين كليهما والله اعلم ان يكونوا فقراء اي الازواج والمتزوجين يغنهم الله من فضله فلا يمنعكم ما تتهمون من انه يتزوج افتقر بسبب كثرة الاية ونحوها هو فيه حرص على التزاوج وهو وعد للمتزوج بالغنى بعد الفقر. فيعطي كل ما علمه واقتضاه حكمه؟ لا ينبغي ان يكون المانع من عدم الزواج عدم المال. فان الله عز وجل يعين من اراد اراد الزواج نعم وليستعفف الذين لا يجدون انكعا حتى يغنيهم الله فضله هذا حكم العجز والنكاح امره الله وان يستعفف ان يكف عن المحرمين وان يفعل الناس وان تكفوا عنه من صرف دواعي قلبه بالافتاء تخطب من قواعده ويفعل ايضا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فانه له وجاء. وقوله الذين الذين لا يجدون نكاحا اما لفقرهم او فقر اولئهم واسيادهم او امتناعهم بتزويجهم. وليس لهم قدرة على ذلك وهذا التقدير احسن من تقدير من قدر ولا يجدون من من قدر لا يجدون مهر نكاح وجعل مضاف اليه نائبا نائبا مناب المضاف فان في ذلك احدهما الحذف في الكلام والاصل عنه الحذف. والثاني كونه معنى له حالان حالة الطعنة بماله. فيخرج فيخرج العبيد والامام ومن انكاحه على وليه كما ذكرنا حتى يغنيهم الله من فضله وعد للمستعفف ان الله سيغنيه وييسر له امره وامر له الا يشق عليه ما هو فيه وقوله والذين يبتغون الكتاب مما ملكت ايمانكم فكاتموهم ان علمتم فيهم خيرا اي من ابتغى وطلب منكم الكتابة ان يشتري نفسه من عبيد وايمان فاجيبوه الى ما طلب وكاتبه ان علمتم فيهم اي في الطالبين للكتابة خيرا اي قدرة على التكسبون صلاحا في دينه كتابة تحصين المصلحتين مصلحة العتق والحرية ومصلحة العوض الذي يبذله في بداء نفسه. وربما جد واجتهد وادرك سيده في مدة الكتابة من الماء ما لا يحصل في نطقه على السيد في كتابة عظيم المنفعة للعبد فلذلك امر الله بكتابة على هذا الوجه امر اجاب كما هو الظاهر امر استحمام على القول الاخر وامر بمعاذة ونأتيهم على كتابتهم لكونهم محتاجين لذلك بسبب انهم لا مال لهم فقال واتوهم من مال الله الذي اتاكم ادخلوا بذلك امر سيده الذي كتبه ان يعطيه من كتابته او يسقط عنه من او يسقط او يسقط عنه منها وامر ومن الناس بمعاونتهم كاتبين قسطا من الزكاة ورغبة في قوله من مال الله الذي اتاكم اي فكما ان المال مال الله وانما الذي بايديكم معطية من الله لكم ومحض منة لعباد الله كما احسن الله اليكم مفهوم الاية الكريمة ان العبد اذا لم يطلب الكتابة اية لا يؤمر بسيده ان يبتدي بكتابته وانه اذا لم يعلم انه خير بانعام منه عكسه. اما ان اما انه يعلم وانه لا كسب له فيكون بسبب ذلك كلا على الناس ضايعا واما ان يخاف اذا عتق وصار في حرية نفسه ان تمكن ينفسان فهذا لا يؤمر بكتابته بل ينهى عنه بل ينهى عن ذلك لما فيه من المحذور المذكور. ثم قال تعالى ولا تكرهوا فتياتكم اي امامكم على ان تكون زانية تحصنا لانه لا يتصور اكرامها الا بهذه الحالة. واما اذا لم ترد تحصنا فانها تكون بغيا يجب على سيدنا منعها من ذلك وانما هذا نهي لما كانوا يستمعونه في الجاهلية من كون سيده يجبر امته على البغاء وليأخذ منها اجرة ذلك ولهذا قال الدنيا فلا يليق بكم ان تكون اماؤكم خيرا منكم واعف عن الزنا وانتم تفعلون بهن ذلك لاجل عرض الدنيا لاجل عرض الحياة متاع قليل يعرض ثم فكسبكم النزاهة والنظافة والمواة بقطع النظر عن ثواب الاخرة وعقابها افضل من كسبكم العرب القليل. الذي يكسبكم الرذاءة والخسة. ثم دعا من فقال ومن يكرههن فان الله من بعد اكراههن غفور رحيم. فليتب الى الله وليقلع عما صدر منه مما يغضبه فاذا التابعين والله اعلم نسأل الله ان يجعل لنا ولكم نورا وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اجعل في قلبي نورا وفي لساني نورا وفي عقلي نورا وفي سمعي نورا وفي بصري نورا وعن يميني نورا ومن شمالي نورا ومن فوقي نورا ومن تحتي نورا. واجعل في واجعل لي نورا. نعم فعل ذلك وغفر الله ذنوبه ورحمه كما رحم نفسه بفكاكها من العذاب وكما رحمهم اماتاه بعدم اكراهه على ما ينظروها ولقد انزلنا اليك ايات مبينات ينادي وهو مثلا بالذين خلوا من قبلكم وموعظة للمتقين هذا تعظيم وتفخيم لهذه الايات التي دلها على عباده ليعرفوا قدرها ويقوموا بحقها فقال ولقد اليكم ايات مبينات اي واضحة الدلالة على كل امر تحتاج اليه من اصول الفروع بحيث لا يبقى فيه اشكال ولا شبهة وانزلنا اليكم ايضا نقع من قبلكم يا اخوان الاولين الصالح منهم الطالح وصفة اعمالهم وما جرى لهم وما جرى عليهم وتعتبرهم مثالا ومعتبرا لمن فعل مثل الاعمال ما يجازى مثل ما وموعظة للمتقين من الوعد والوعيد والترهيب والترغيب والترهيب يتعظ بها المتقون فيكفون عما يكره الله الى ما يحب يحبه الله احسنت بارك الله فيك تراها مع الشيخ عبد السلام يعني هذه الاية ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء اذا ارادت ان تتحصن وهي زانية لا يجوز ان يكرهها السيد الزنا وهذا ليس معناه انها اذا ارادت من نفسها زنا ان تسمح له. وانما هذا بيان ان هي تريد العفة كيف انت لا تريد منها العفة. نعم قال رحمه الله تعالى تفسير قوله تعالى الله نور السماوات والارض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح الاية. الله نور السماوات والارض الحسي والمعنوي ذلك انه تعالى بذاته نور وحجابه نور الذي لو كشفه لاحرقت سبحات وجهه من تاب اليه بصره من خلقه وبه استنار العرش والكرسي والشمس والقمر والنور وبه استنارت الجنة وكذلك النور المعنوي يرجع الى الله فكتابه نور وشرعه نور والايمان والمعرفة بقلوب رسله وعباده المؤمنين نورا فلولا نوره قال لتراكمت الظلمات ولهذا ولهذا كل محل يفقد نوره فثم الظلمة والحصر مثل نوره الذي يهدي اليه وهو نور الايمان والقرآن في قلوب المؤمنين كمشكاة نيكوة فيها مصباح لان الكوة تدمع نور المصباح بحيث لا يتفرغ ذلك المصباح في زجاجتني الزجاجة من صفائها وبهائها كأنه كأنها كوكب دري مضيء اضاءة الدر يوقد ذلك المصباح الذي فتك زجاجة الذرية من شجرة بركة زيتونة يوقد من زيت الزيتون الذي ناروه من انور ما يكون. لا شرقية فقط فلا تصيبها الشمس اخر النهار ولا غربية فقط فلا تصيبها الشمس اخرا النهار وان انتفى عن الامران كانت متوسطة ملاذك زيتون الشام تصيبه الشمس اول النهار واخره فيحسن ويطيب ويكون اصفى لزيتها. ولهذا قال يكاد زيتها ولو لم تمسسه ناره فاذا مسته النار اضاء اضاءة بليغة نور على نور نور النار ونور الزيت في وجه هذا المثل الذي ضربه الله وتطبيقه على حالة المؤمنون نور الله في قلبي ان فطرته التي فطر عليها بمنزلة الزيت الصافي ففطرته صافية مستعدة لتعاليم الاية والعمل المشروع فاذا وصل اليه العلم والايمان اشتعل ذلك النور في قلبه منزلة اشتعال النار في فتيلة ذلك المصباح. وهو صافي القلب من سوء القصد وسوء الفهم عن الله اذا وصل اليه الايمان واضاء اضاءة عظيمة لصفره من قدرات وذلك منزلة صبايا الزجاجات الذرية. فيجتمع له نور الفطرة ونور الايمان ونور العلم والمعرفة نور على نوره ولما كان هذا من نور الله تعالى وليس كل احد يصلح له ذلك. قال تعالى يهدي الله لنوره من يشاء من يعلم زكاءه وطهارته وانه وانه يزكي معه وينمو ويضرب الله امثال الناس ليعقلوا عنه ويفهم لطفا منه بهم واحسان اليهم وليتضح الحق من الباطل فان لمثال تقرب المعاني المعقولة المحسوسة ويعلمها العباد علما واضحا والله بكل شيء عليم فعلمه محيط بجميع الاشياء فلتعلموا ان ضربه الامثال ضرب من يعلم حقائق الاشياء وتفاصيلها وان مصلحة للعباد فليكن اشتغالكم بتدبرها لا بالاعتراض عليها ولا بمعارضتها فانه يعلم وانتم لا تعلمون. ولما كان نور الايمان والقرآن اكثر وقوع اكثر وقوع اسبابه في المساجد ذكرا ذكر منوها بها فقال في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه الايات اي يتعبد لله في بيوت عظيمة باطلة هي احب للبقاع اليه وهي مساج اذن الله اي امر اوصى ان ترفع ويذكر فيها اسمها. ويذكر فيها اسمها هذان مجموع احكام المساجد فيدخل في رفعها بناؤها ها هو كنشها وتنظيفها من النجاسات والاذى وصونها عن المجانين والصبيان الذين لا يتحرزون عن النجاسات وعن الكافر. وان تصانع اللغو فيها ورفع الاصوات بغير ذكر الله يذكر فيها اسمه ويدخل في ذلك الصلاة كلها فرضها ونفلها وقراءة القرآن والتسبيح والتهليل وغيرها من انواع الذكر. وتعلم العلم وتعليمه والمذاكرة فيها والاعتكاف وغير ذلك من التي تفعل في المساجد ولهذا كانت عمارة المساجد على قسم عمارة بنيان وصيانة او عمارة بذكر اسم الله من الصلاة وغيرها. وهذا اشرف القسمين ولهذا شرعت الصلوات الخمس في المساجد وجوبا عند اكثر العلماء واستحبابا عند اخرين. ثم مدحت على عمار عمارها بعبادته فقال يسبح له اخلاصا بالغدو اول النهار والاوصا لاخره رجال خص هذين الوقتين لشرفهما ولتيسر السير فيهما الى الله وسهولته. ويدخل في ذلك التسبيح في الصلاة وغيرها ولهذا شرع تذكار اذكار الصباح والمساء وارادوهما عند الصباح والمساء يسبح فيها لله رجال واي رجال. واي رجال ليسوا ممن يؤثر على ربه دنيا ذات فلذات لذات ولا تجارة ومكاسب مشغلة عنه ولا تلهيهم تجارة هذا يشمل كل تكسب يقصد به العوض. فيكون قوله ولا بيع من باب العطف على العامل كثرة الاشتغال بالبيع على غيره فهؤلاء الرجال وان اتجروا وبعوا واشتروا فان ذلك لا محظور فيه لكنه لا تلهيهم تلك بان يقدموها ويؤثروها على ذكر الله لا تلهم تلك بان يقدموها ويثيروها على ذكر الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة بل جعلوا طاعة الله وعبادة غاية مرادهم ونهاية مقصدهم حال بينهم وبينها خاضوا ولما كان ترك الدنيا شديدا على اكثر النفوس وحب المكهز من انواع التجارة محبوبا لها يشق عليها تركه في الغالب وتتكلف من تقديم حق الله على ذلك ذكر ما يدعوها الى ذلك ترغيبا وترهيبا فقال فيه القلوب والابصار من شدة او لمزعاجه القلوب الابدان فلذلك خافوا ذلك اليوم سهل عليهم العمل وترك ما يشغل عنه. ليجزيهم الله احسن ما عملوا. والمراد باحسن ما عملوا. اعمالهم الحسنة الصالحة لانها احسن ما عملوا لانهم يعملون المباحات وغيرها فالثواب لا يكون الا على من حسن كقوله تعالى ليكفر الله عنهم اسوأ الذي عملوا ويجزيهم اجرهم باحسن الذي كانوا يعملون ويزيدهم بفضله زيادة كثيرة عن الجزاء مقابل اعمالهم والله يرزق من يشاء بغير احسان بل يعطيه من الاجر ما لا يبلغه عمله بل ولا تبلغه امنيته ويعطيه من اجله بلا عد ولكن وهذا كناية عن كثرته جدا. والذين كفروا اعمالهم كسب يحسبه الظمان مال الايتين. هذان مثلا ضربهم الله تعالى اعمال الكافر ببطلانها بها سدى وتحسر عامليها منها فقال والذين كفروا بربهم وكذبوا رسله. اعمالهم كسراب بقيعة من اي بقاع لا شجر فيه ولا نبت ان يحسبه ضمان ما شديد العطش الذي يتوهم. لا يتوهم غيره بسبب ما معه من العطش. وهذا حسبان باطل فيقصده ليزيل ظمأه حتى اذا جاءه لم يجده شيئا فندم ندما شديدا وازداد وازداد ما به من الظمأ بسبب انقطاع رجائه كذلك اعمال الكفار منزلة السلام ترى ويظنها الجاهل الذي لا يدري الامور اعمالا نافعة فيغره صورتها ويخلبه خياله. ويخلبه خياله ويحسبها هو ايضا اعمال نافعة لهواه وايضا محتاج اليها بل مضطر اليها كاحتياج الضمان للماء حتى اذا قدم على اعماله يوم الجزاء وجدها ضائعة ولم يجدها شيئا والحال انه لم يذهب بل وجد الله عنده فوفى حسابه لم يخفى لم يخفى عليه من عمله نقير ولا قطمير ولن يعدم منه قليلا ولا كثيرا والله سريع الحساب يستبطل الجاهلون ذلك الوعد فانه لابد من اتيانه ومثلها الله بالسراب الذي بقيعة لا شجر فيه ولا نبات. وهذا مثال لقلوبهم لا خير فيها ولا وتشكو فيها الاعمال وذلك للسبب المانع وهو الكفر والمثل الثاني لبطلان اعمال الكفار كظلمات من بحر النجيء من بعيد قع قعره طويل مدى ويغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض ظلمات البحر اللجي ظلمة الامواج المتراكمة ثم فوق ذلك ظلمة السحب. ثم فوق ذلك ظلمة السحب المدلهمة ثم فوق ذلك ظلمة للبهيمة اشتد الظلمة جدا بحيث ان الكائن في تلك الحال اذا اخرج يده لم يكد يراها مع قربها اليه فكيف بغيرها؟ كذلك الكفار تراكمت على قلوبهم الظلمات ظلمة الطبيعة التي لا خير فيها وفوقها ظلمة الكفر وفوق ذلك ظلمة الجهل وفوق ذلك ظلمة الاعمال الصادرة عما ذكر. فبقوا في الظلمة متحايلين وفي غمرتهم يعمهون عن المستقيم مدبر وعن الصراط المستقيم مدبري وعن الصراط المستقيم مدبرون وفي طرق الغي والضلال يترددون وهذا لان الله اخذنا فلم يعطهم ثم قال تعالى لم ترى ان الله يسبح له من في السماوات والارض والطير صافاتنا الاية نبهتها على عباده وعلى عظمته وكمال سلطانه وافتقار جميع المخلوقات له في ربوبيته عبادتي فقال ان ترى ان الله يسبح على ما في السماوات والارض من حيوان وجماد. والطير صافات اي صافات اجنحتها في جو السماء تسبح ربها كل من هذه المخلوقات قد علم صلاته وتسبيحه كل له صلاة وعبادة بحسب حاله اللائقة به. وقد انعم الله تلك الصلاة والتسبيح اما بواسطة الرسل كالجن والانس الملائكة اما بالهام بالهاء منه تعالى كساء المخلوقات غير ذلك. وهذا الاحتمال ارجح بدليل قوله تعالى والله عليم ما يفعلون ان يعلم جميع افعالها فلم يخفى عليه منه شيء وسيجازيه بذلك ويكون على هذا قد جمع بين علمها باعمالها وذلك بتعليمه. وبين علمه تضمن الجزائر ويحتمل ان الضمير في قوله قد علم صلاته وتسمعه يعود الى الله وان الله تعالى قد علم عباداتهم وان وان لم وان لم تعلموا ايها منها الا ما اطلعكم الله عليه وهذه الايات في قوله تعالى تسبح له السماوات السبع والارض وهو فيهن ومن شيء لا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم انه كان حليما غفورا. فلما بين عبوديتهم وافتقارهم اليه من جهة العبادة والتوحيد بين افتقارهم من جهة الملك والتربية والتدبير فقال ولله ملك السماوات والخالق وما هو الرازق وما فيما في حكمه الشرعي والقدري في هذه الدار وفي حكمه الجزائي بدار القرار. بدليل قوله والى الله المصير. اي مرجع الخلق ومآلهم ليجازيهم باعمالهم قوله تعالى ان ترى ان الله يؤتي سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما الايات الم تشهد الم تشاهد بصرك عظيم قدرة الله وكيف يجزيه يسوق سحابا قطعا متفرقة ويؤلف بين تلك القطع فيجعله سحابا متراكم مثل الجبال. فترى الودق هي الوابل والمطر يخرج من خلال السحاب نقطا متفرقة ليحصل بها الانتفاع من دون ضرر فتمتلئ بذلك الغدران وتتدفق الخلدان. وتسيل الاودية وتنبت الارض من كل زوج كريم وتارة ينزل الله من ذلك السحاب برد بردا يتلف ما يصيبه. فيصيب به من يشاء ويصرف عن من يشاء اي بحسب اقتضاء حكمه القدري وحكمته التي يحمد يكاد سنا بقي يكاد ضوء برق ذلك السحى من شدة يذهب الى الابصار. اليس الذي انشأها وساقها لعباده المفترقين وانزلها على وجه يحصل به النفع وينتهي بضر كامل القدرة نافذ المشيئة واسع الرحمة. يقلب الله الليل والنهار من حر الى برد ومن برد الى حر من ليل ونهار من نهار الى ليل ويدين بين عباده ان في ذلك العبرة للابصار لذوي الابصار والعقول النافذة الامور المطلوبة منها. كما تغفل الابصار الى الامور المشاهدة الحسية البصيري ينظر الى هذه المخلوقات نظر اعتبارا وتمكن وتدبر لما اريد بها ومنها والمعرض الجاهل نظره اليها نظر غفلة منزلة نظر البهائم. لو ان الله جعل الصيف دائما ما قام للناس المعايش ولو كانت الحياة لو كانت دائما شتاء ما دام للناس الحياة فالناس جعل الله لهم التقلب الليل والنهار لاجل معاشهم ولاجل الاعتبار. ان في ذلك لعبرة لاولي الابصار. نعم قوله تعالى والله خلق كل دابة من ماء الايات ينبه عباده على ما يشاهدونه انه خلق جميع الدوابل التي على وجه الارض كلها الماء وكما قال تعالى وجعلنا من الماء كل شيء حي. فالحيوانات التي تتوالد مادة ماء النطفة حين يلقح الذكر الانثى والحيوانات التي تتولد من الارض لا تتولد الا من الرطوبات المائية كالحشرات لا يوجد منها شيء يتولد من غير ماء ابدا. فالمادة واحدة ولكن الخلقة مختلفة من كثيرة فمنهم من يمشي على بطنه كالحية ونحوها ومنهم من يمشي على رجليه كالادميين وكثير من الطيور ومنهم من يمشي على اربع مثل الانعام ونحوها واحد يدل على نفوذ مشيئة الله وعن قدرته ولهذا قال يخلق الله ما يشاء من مخلوقات على ما يشاء من الصفات ان الله على كل شيء قدير. كما انزل المطر الارض وهو لقاح واحد والام واحدة وهي الارض والاولاد مختلف الاصناف والاوصاف في الارض قطعا متجاورات وجنات من اعناب وزرع ونخيل سروال يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في ركن ان في ذلك لايات لقوم يعقلون لقد انزلنا ايات مبينات والله يهدي ما يشاء الى صراط مستقيم لقد رحمنا عبادنا وانزلنا اليهم ايات بينات واضحات الدلالة على جميع المقاصد الشرعية المحمودة والمعارف الرشيدة فاتضحت بذلك السبل وتبين رشد من الغي والهدى من الضلال. فلم يبقى ذا شبهة لمبطل يتعلق بها ولا ادنى اشكال لمريد الصواب لانها منك من كمل علمه وكملت رحمته وكمل بيانه فليس بعد بيانه بيان ليهلك من هلك بعد ذلك ليهلك بعد ذلك من هلك عن بينة ويحيى الحي عن بينة والله يهدي من يشاء ومن سبقت لهم سابقة الحسنى وقدم الصدق الى صراط مستقيم. اي طريق واضح مختصر موصل اليه والى دارك متضمن علم بالحق وايثاره والعمل به عمم البيان التام لجميع الخلق. وخصص الهداية من يشاء فهذا فضل واحسن وما الكريم ممنون وذلك عدله وقطع الحجة للمحتج. والله اعلم حيث يجعل مع مواقي احسانه. ويقولون بالله وبالرسول واطعنا ثم يتولى فريق منهم بعد ذلك الايات يقول تعالى عن حالة الظالمين ممن في قلبه مرض وضعف ايمانه ونفاق وريب وضعف علم انهم يقولون يلتزمون الايمان بالله والطاعة ثم لا يقومون بما قالوا. ويتولى فريق منهم عن الطاعات توليا عظيما بدل قوله وهو معرض فان المتولي قد يكون له نية نية عود ورجوع الى ما تولى عنه وهذا المتولي معرض لا التفات له ولا نظر لما تولى عنه. وتجد هذه الحالة مطابقة لحال ممن يدعي الايمان وطاعة الله وضعيف الايمان تجده لا يقوى بكثير من العبادات خصوصا العبادات التي تشق على كثير من نفوسك الزكوات والنفقات الواجبة والمستحبة والجهاد في سبيل سبيل الله ونحو ذلك واذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم اذا صار بينهم وبين احد حكومة ودعوا الى حكم الله ورسوله اذا فريق منهم معرضون يريدون احكام الجاهلية احكام القوانين يغير الشرعية على الاحكام الشرعية لعلمهم ان الحق عليهم. وان الشرع لا يحكم الا بما يطابق الواقع. وان يكن لهم الحق ويتوب اليه الى حكم الشرع مزنين وليس ذلك لاجل انه حكم شرعي وانما ذلك لاجل موافقة هوائهم فليسوا ممدوحين في هذه الحال ولو اتوا اليه مذهلين لان العبد حقيقة لان العبد حقيقة من يتبع الحق فيما يحب ويكره وفيما يسره ويحزنه واما الذي يتبع الشرع عند موافقة هواه وينبذ عند مخالفته ويقدم الهواء على الشرع فليس بعبد على الحقيقة قال الله في لونه مع الاعراض عن حكم الشرعية في قلوبهم مرض اي علة اخرجت القلب عن صحته وزالت حاسته فصار من زينة المريض الذي لا يعرض وعم لا يعرض عما يفعل ويقبل عما على ما يضره. امر تاب وان شك وقلقت قلوبهم من حكم الله ورسوله التام وانه لا يحكم بالحق انهم يخافون ان الله عليهم ورسوله يحكم عليهم حكما ظالما جائرا وانما هذا بل اولئك هم الظالمون. واما حكم الله ورسوله في غاية العدالة والقسط وموافقة حكمتي ومن احسنوا من الله حكما لقومه يوقنون في هذه الايات دليل على ان الايمان ليس مجرد قول حتى يقتنع به العمل. ولهذا نفع نفى الايمان عمن تولى عن الطاعة ووجوب الانقياد لحكم الله ورسوله في كل حال وان من لم يقد له دل على مرض في قلبه وريب في ايمانه وانه يحرم وانه يحرم اساءة الظن باحكام الشريعة وانه يحرم اساءة الظن باحكام الشريعة وان وان يظن بها خلاف العدل والحكمة ولما ذكر حالة المعرضين عن الحكم الشرعي ذكر حالة المؤمنين المدوحين فقال انما كان قول المؤمنين يدعو الى الله ورسوله الايتين انما كان قول المؤمنين حقيقة الذين صدقوا ايمانا باعمالهم حين يدعون حين يدعون الى الله ورسوله يحكم بينهم سواء وافقه او مخالفة هان يقول سمعنا واطنا اي سمعنا حكم الله ورسوله واجبنا من دعا اليه واطعنا طاعة تامة سالمة من الحرج. واولئك هم المفلحون حصر فلاح فيهم لان الفلاح فوز مطلوب النجاة مكروه ولا يفلح الا من حكم الله ورسوله من حكم الله ورسوله واطاع الله ورسوله. ولما ذكر فضل الطاعة في الحكم خصوصا ذكر فضلها عموما في جميع الاحوال فقال ومن يطع الله والرسول فيصدق خبرهما ويمتثل امرهما ويخشى الله ان يخافه خوفا مقرونا بمعرفة فيترك ما فيترك ما نهى عنه ويكف نفسه عما تهوى ولهذا قال ويتقيه بترك متى ونجعل الوارثين ونمكن لهم في الارظ. قوله تعالى واقيموا الصلاة واتوا الزكاة واطيعوا الرسول لعلكم ترحمون الاية. ظاهر وباطن زكاة من الاموال التي استخلف الله عليها العباد واعطاهم اياها بان يؤتوها الفقراء وغيرهم ممن ذكرهم الله لمصر في زكاة فهذان اكبر فهذان اكبر في المحظور يا اهل التقوى عند الاطلاق يدخل فيها فعل المأمور وترك المنهي عنه. وعند اقترانها بالبر والطاعة كما في هذا المرء تفسر بتوقي عذاب الله بترك معاصي ايه فاولئك الذين جمعوا بين طاعة الله وطاعة رسوله وخشية الله وتقواهم الفائزون بنجاتهم من العذاب لتركهم اسباب وصولهم الى الثواب لفعل ما اسبابه الفوز والفوز محصور فيهم واما لم يتصل بوصفه فانه يفوته من الفوز بحسب ما قصر عنه. بحسب ما قصر عنه من هذه الاوصاف الحميدة. واشتملت هذه الاية على الحق المشترك بين الله وبين رسوله المستلزمة للايمان والحق المختص بالله والخشية والتقوى. وبقي الحق الثالث المختص بالرسول والتعزير والتوقير كما جمع بين الحقوق الثلاث في سورة الفتح في قوله تعالى لتؤمنوا بالله ورسوله وتوقروا وتسبحوا بكرة واصيلا قوله تعالى واقسموا بالله جهد ايمانهم لئن امرتهم ليخرجن الايتين. اخبر تعالى عن حالة متخلفين عن الرسول صلى الله عليه وسلم في الجهاد والمنافقين وفي قلوبهم مرض وضعف ايمان انهم يقسمون بالله اين امرته فيما يستقبل او لئن نصصت عليهم او لئن نصصت عليهم حين خرجت ليخرجن ومعنى الاول اولى قال الله رادا عليهم قل لا تقسموا ولا نحتاج الى اقسامكم والى اعذاركم. فان الله قد نبأنا من اخباركم وطاعتكم معروفة لا تخفى علينا قد كنا نعرف منكم التثاقل والكسل من غير عذر فلا وجه لعذركم وقسمكم انما يحتاج الى ذلك من كان امره محتملا وحاله مشتبها وحاله مشتبهة فهذا ربما في دول العذر براءة واما فكل فكلا ولما وانما ينتظر بكم ويخاف عليكم حلول بأس الله ونقمته ولهذا توعدهم بقوله ان الله ما تعملون فيجازيكم عليها اتم الجزاء. هذه حال في نفس الامر واما الرسول عليه الصلاة والسلام فظيحته ان يأمركم وينهاكم ولهذا قال قل اطيعوا الله واطيعوا الرسول فان امتثلوا كان حظكم وسعادتكم. وان تولوا فانما عليه ما حمل من الرسالة وقد اداها عليكم ما حملة من الطاعات وقد بانت حالكم وظهرت فبان ضلالكم وايكم واستحقاقكم العذاب وان تطيعوه الى الصراط المستقيم قولا وعملا فلا سميع لكم من الهداية الا بطاعته وبدون ذلك لا يمكن بل هو محال وما على الرسول الا البلاء المبين تبليغكم البين الذي لاحد شكا ولا شبهة. وقد فعل صلى الله عليه وسلم بلغ البلاغ المبين وانما ذلك وانما الذي يحاسبكم ويجازيكم الله فالرسول ليس له من امره شيء وقد قام بوظيفته وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم الايات هذا من اوعاده الصادقة التي شوهد تأويلها ومخبرها فانه وعد من بالايمان والعمل الصالح من هذه الامة ان يستخدمهم في الارض يكونون هم الخلفاء في المتصرفين في تدبيرها وانه يمكن لهم دينهم الارتضى لهم ودين الاسلام الذي والديانة كلها ارتضاه لهذه الامة لفضلها وشرفها ونعمته عليها بان يتمكنوا من اقامته واقامة الشرائع الظاهرة والباطنة في انفسهم وفي غيرهم ولغيره من اهل الاديان وسائر الكفار مغلوبين وانه يبدلهم ام لا. وانه يبدلهم امنا من بعد خوفهم الذي كان الواحد منهم لا يتمكن من نظار دينه وهو ما هو عليه الا باذى كثير من الكفار وكون جماعة المسلمين قليلين جدا بالنسبة لا غيرهم وقد رماهم اهل الارض عن قوس واحدة وبغوا لهم الغوائل فوعد الله هذه الامور وقت نزول الايات وهم وهي لم تشاهد وهي لم تشاهد الاستخلاف في الارض والتمكين فيها والتمكين ومن اقامة والتمكين من اقامة الدين الاسلامي والامن التامة بحيث يعبدون الله ولا يشركون به شيئا ولا يخافون احدا الى الله فقام صدر هذه الامة بالايمان والعمل الصالح ما يفوق على غير فمكنهم من البلاد والعباد وفتحت مشارق الارض ومغاربها وحصل من التام والتمكين التام فهذا من ايات الله العجيبة الباهرة ولا يزال الامر الى قيام الساعة مهما قاموا بالايمان والعمل الصالح فلابد ان يوجد ما وعدهم الله وانما يسلط عليهم الكفار المنافقين ويدليهم في بعض الاحيان باخلاء المسلمين بالايمان والعمل الصالح. ومن كفر بعد ذلك التمجين والسلطنة التامة لكم يا معشر المسلمين فاولئك هم الفاسقون الذين خرجوا عن طاعة الله وفسدوا فلم يصلحوا فلم يصلحوا لصالحهم ولم يكن فيهم الية الخير لان الذي يترك الايمان في حال عزة فعال عزه وقهره وعدم وجوب الاسباب المانعة منه يدل على فساد نيته وخبث طويته لانه لا داعي له لترك الدين الا الا ذلك واجلهما جامعتان لحقه وحق خلقه الاخلاص المعبود والاحسان للعبيد ثم عطف عليهما الامر العام فقال واطيعوا الرسول وذلك امتثال واجتناب نواهي ومن يطع الرسول فقد اطاع الله لعلكم حين تقومون بذلك ترحمون فمن اراد الرحمة فهذا طريقها ومن رجاها من دون اقامة الصلاة وايتاء الزكاة واطاعة الرسول فهو متمن كاذب وقد منته نفسه الاماني الكاذبة. لا تحسبن الذين كفروا معجزين في الارض فلا يغرك ما متعوا به في الحياة الدنيا فان الله وان امهلهم فانه لا يهملهم نمتعهم قليلا ثم نضطرهم الى عذاب غليظ. ولهذا قالها هنا ومأواهم النار ولبئسنا المصير اي بئس المآل مآل الكافرين مآل الشر والحسرة والعقوبة الابدية قوله تعالى يا ايها الذين امنوا يستدرككم الذين ملكت ايمانكم الايات امر الله المؤمنين ان يستأذنهم مماليكهم والذين لم يروحوا ومنهم قد ذكر الله حكمة وانه ثلاثة العورات للمستأذن عليهم للمستأذن عليهم وقت نومهم بالليل بعد العشاء وعند انتباههم قبل صلاة الفجر فهذا في الغالب ان النائم يستعمل النوم في الليل ثوبا غير ثوبه المعتاد. واما لو النهار فلما كان في الغالب قليلا قد ينام فيه العبد بثيابه المعتادة قيده بقول وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة في القائلة وسط النهار في ففي ثلاث هذه الاحوال يكون الممالك والاولاد الصغار كغيرهم لا يمكنون من الدخول الا باذن واما ما عدا هذه احوال الثلاثة فقال ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن ليسوا كغيرهم فانهم يحتاج اليهم دائما في شق الاستئذان منه في كل وقت ولهذا قال عليكم بعضكم على بعض يترددون عليكم في قضاء اشغالكم وحوائجكم كذلك يبين الله لكم الايات بيان مقرونا بحكمته ليتأكد ويتقوى ويعرف به رحمة ويعرف به ويعرف به رحمة شارعه حكمته ولهذا قال والله عليم حكيم له وله العلم محيط بالواجبات والمستحيلات والممكنات والحكمة والحكمة التي وضعت كل شيء فاعطى كل مخلوق خلقه اللائق به واعطى كل حكم شرعي حكمه اللائق به ومنه هذه الاحكام التي بينها وبين مآخذها وحسنها واذا بلغتها لمنكم الحلم وهو انزال المني يقظة نومنا الله بقوله يا ايها الذين امنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا الاية. كذلك يبين الله لكم اياته يوضحها ويفصل احكامه الله عليم حكيم في هاتين الايتين فوائد منها ان السيد ولي صغير مخاطبان بتعليم عبيده ومن تحت ولاية من الاولاد العلم والاداب الشرعية. لان الله وجه الخطاب بقوله ايها الذين امنوا ليس ذكرهم الذين ملكت ايمانكم والذين لم يغلوا حلم الاية ولا يمكن بذلك الا بالتعليم والتهديب ولقوله ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن الامر بحفظ العورات والاحتياط لذلك من كل وجه وان المحل والمكان الذي مظنة لرؤية عورة الانسان فيه انه منهي عن الاغتسال فيه والاستهجاء ونحو ذلك ومنها جواز كشف العورة لحاجة كالحاجة عند النوم وعند البول والغائط ونحو ذلك ومن المسلمين كانوا معتدلين القيلولة وسط النهار كما اعتادوا نوم الليل لان الله خاطبهم ببيان حاله موجودة هنا ان نصل الى الذي دون البلوغ لا يجوز ان يمكن من رؤية العورة. ولا يجوز ان ترى عورته لان الله لم يأمر باستئذانهم الا عن امر ما يجوز. ومنها ان المملوك ايضا لا يجوز ان يرى عورة سيده كما ان سيده لا يجوز ان يرى عورته كما ذكرنا في الصغير. يعني لا يجوز لغير المكلفين ان يروا العورات وان لم يكونوا غير مكلفين فستر العورات عن الكل امر واجب نعم ومنها انه ينبغي للواعظ والمعلم ونحوه ممن يتكلم في مسائل شرعية ان يقرن بالحكم بيان ماخذ وجهه ولا يليقه ولا يلقيه مجردا عن الدليل والتعليل لان الله لما بين الحكم المذكور علله بقوله ثلاث عورات لكم. ومنها ان الصغير والعبد مخاطبان كما ان وليهما مخاطب لقوله ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن ومنها ان ريق الصبي طاهر ولو كان بعد نجاسة كالقير لقوله تعالى طوافون عليكم. مع قول النبي صلى الله عليه وسلم حين سئل عن الهرة انها ليست بنجس انها من الطوافين عليكم والطوافات ومنها جواز استخدام الانسان من تحت يده من الاطفال على وجه معتاد لا يشق على الطفل لقوله طوافون عليك ومنها ان الحكم مذكورا مفصل انما هو لما دون قوله تعالى ويوم يحشر ما يعبدون من دون الله فيقولوا ما انتم اضلتم عبادي هؤلاء الايات قل تعالى عن حالات المشركين وشركائهم يوم القيامة وتبريهم منهم وبطلان نسائهم فقال ويوم يحشرون المكذبين واما ما بعد البلوغ فليس الا الاستئذان. ومنها ان البلوغ يحصل بالانزال فكل حكم شرعي رتب على البلوغ حصل بالانزال وهذا مجمع عليه وانما الخلاف هل يحصل البلوغ التنمية والانبات اللعانة والله اعلم. قوله تعالى والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناحنا الاية والقواعد بالنساء اللاتي قعدن والشهوة اللاتي لا يرجوانك عن لا يطمعن في النكاح ولا يطمع فيهن وذلك لكونها عجوزا لا تشتهي او دميمة الخلقة لا تشتهى ولا تشتهي. فليس عليهن جناح حرج واثم ان يضعن ثيابهن ثيابا ظاهرة كالخمار ونحوه الذي قال الله فيه للنساء وليضربن بخمرهن على جيوبهن فهؤلاء يجوز لهن يكشفن وجوههن لامن المحذور منها وعليها. ولما كان في الحرج عنهن في وضع الثياب ربما توهم منه جوائز استعمالها لكل شيء دفع هذا الاحتراز بقول غير متبرجات بزينة غير مظهرات للناس زينة من تجمل بثياب ظاهرة. وتستر وجهها ومن من ضرب الارض احسن الله اليك. ومن ضرب الارض ليعلم ما تخفي من زينتها لان مجرد الزينة على الانثى ولو مع تسترها ولو كانت لا تشتهى يفتت تتن في يفتتن فيها ويوقع الناظر اليها في الحرج. وان يستهففن خير لهن والاستحباب طلب العفة بفعل الاسباب المقتضية لذلك من وترك لما يخشى من الفتنة والله سميع لجميع الاصوات عليم بالنيات والمقاصد. فليحذرن من كل قول وقصد فاسد ويعلمن ان الله يجازي على ذلك قوله تعالى اجعل على مخرج ولا على اعرج حرج الايات يقول تعالى عن منتهى على عباده وانه لم يجعل عليهم في الدين من حرج بل يسره الى التيسير فقال كان ما احرج ولا على الاعرج حرج ولا على المريض حرج ليس على هؤلاء جناح في ترك الامور الواجبة التي توقف على واحد منه منها التي تتوقف على واحد منها ذلك الجهاد ونحوه مما يتوقف على بصر الاعمى وسلامة العرجاء وصحة المريض ولهذا المعنى العام الذي ذكرناه اطلق الكلام في ذلك ولم يقيد. كما قوله ولا على انفسكم اي حرج ان تأكلوا من بيوتكم او اي بيوت اولادكم وهذا موافق للحديث الثابت انت ومالك لابيك. والحديث الاخر ان ما اكلتم من كسبكم وانا اولادكم من كسبكم. وليس المراد بقوله من بيوتكم بيت الانسان نفسه فان هذا من باب تحصيل الحاصل الذي لينزهوا عنه كلام الله ولانه نفي الحرج عما يظن او يتوهم فيه الاثم او يتوهم فيه الاثم من هؤلاء المذكورين واما تنسى نفسه فليس فيه ادنى توهم او بيوت ابائكم او بيوت امهاتكم او بيوت اخوانكم وبيوت اخواتكم وبيوت اعمامكم وبيوت عماتكم وبيوت اخوالكم وبيوت وهؤلاء معروفون او ما ملكت او ما ملكتم مفاتح اي البيوت التي انتم متصرفون فيها بوكالة او ولاية ونحو ذلك واما تفسيرها بالمملوك فليس بوجيه لوجه احدهما ان المملوك لا يقال فيه ملك لا يقال فيه ملكت مفاتحه وبل يقال ما ملكتموه او ما ملكت ايمانكم لانهم ما له جملة لا بم لا لمفاتحه فقط. والثاني ان بيوت المماليك غير خارجة عن بيت النساء نفسه لان المملوكة وما لسيدي فلا وجه لنفي الحرج عنه. هو ما ذكره الشيخ هو الراجح. ما ملكتم مفاتحه اي عندكم مفتاح البيت. مثل انسان اه يؤمن على مزرعة فله ان يأكل بالمعروف. نعم. قاله صديقكم وهذا الحرج من في من الاكل من هذه البيوت كل ذلك اذا كان بدون والحكمة فيه معلومة من الصيام معلومة من السياق فان هؤلاء المسمين قدرت العادة والعرف قدرت العادة والعرف بالمسامحة والاكل منها لاجل القرابة الغريبة والتصرف التام او الصداقة فلو قدر في احد من هؤلاء عدم المسامحة والشحو بالاكل المذكور لم يجز الاكل ولم يرتفع الحرج نظرا للحكمة والمعنى ما دام الحديث عن الاكل صال اللعاب الحين صايمين انتم نعم وقوله ليس عليكم جناح ان تأكلوا جميعا او اشتاتا فكل ذلك جائز اكل اهل البيت الواحد جميعا واكل كل واحد منهم منهم وحده وهذا نفي الحرج الى نفي للفضيلة والا فالافضل الاجتماع على الطعام فاذا دخلتم بيوتا نكرة في سياق الشرط يشمل بيت الانسان وبيت غيره سواء كان في بيت سواء كان في البيت ساكن ام لا؟ فاذا دخلها الانسان فسلموا على انفسكم فليسلم بعضكم على بعض لان المسلمين كأنهم شخص واحد من توادهم وتراحمهم وتعاطفهم قال وتعاقبني ما تعاقب الفصول والحصول المصالح الكثيرة بسبب ذلك من ادل دليل على قدرة الله وعظمته وكمال رحمة وعنايته من عباده انه وحده المعبود المحمود المحبوب المعظم ذو الجلال السلام مشروع لدخول سائر البيوت من غير فرق بين بيت وبيت والاستئذان تقدم ان فيه تفصيلا في احكامه ثم مدح هذا السلام تحية من عند الله مباركة طيبة سلامكم بقولكم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين اذ تدخلون البيوت تحية من عند الله قد شرعها لكم وجعلها تحيتكم مباركة لاشتمالها على السلامة والنقص وحصون الرحمة والبركة والنماء والزيارة الطيبة لانها من الكلب الطيب المحمود عند الله الذي فيه طيب نفس للمحيا ومحبة وجلب مودة. لما بين لنا هذه الاحكام الجاهزة قال كذلك بين الله لكم الايات الدالة الشرعية وحكمها لعلكم تعقلون عنها وتفهمونها وتعقلون بقلوبكم ولتكونوا من اهل العقول الالباب الرزينة وجهه يزيده العقل وينمو وينمو به اللب لكون معانيها اجل المعاني وادابها اجل الاداب. ولان الجزاء من جنس العمل فكما استعمل عقله للعقل عن ربه وللتفكر باياته التي دعاه اليها زاده من ذلك. في هذه الاية الدليل على قاعدة العامة كلية وهي ان العرف والعقائد مخصص للالفاظ كتخصيص اللفظ للفظ فان الاصل ان الانسان ممنوع من تناول طعام غيره مع ان الله اباح الاكل من بيوت هؤلاء العرف والعادة. فكل مسألة تتوقف عن الاذن مالك الشيء اذا علم اذنه بالقول او العرف جاز الاقدام عليه دخلت اه في بعض المجالس يدخل الانسان ويجد طعام فبعض الاعراف ان مجرد وضع الطعام دليل على الاباحة يجوز لك انت في بعض الاعراف مثل الكويت سموا معناها ما يصير تبدأ بالاكل حتى يقول لك سموا هذا بحسب العرف نعم قال وفيها دليل على ان على ان الاب يجوز له ان يأخذ ويتملك من مال ولده ما لا يضره لان الله سمى بيته بيتا للانسان وفيها دليل على ان المتصرف في بيت الانسان كزوجته واخته ونحوه ما يجوز لهما الاكل عادة واطعام السائل المعتاد وفيها دليل على جواز المشاركة في الطعام سواء كانوا مجتمعين او متفرقين ولو اقضى ذلك الى ان يأكل بعضهم اكثر من بعض. قوله تعالى انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله واذا كانوا معه على امر الجامع من الايات هذا ارشاد من الله لعباده المؤمنين انهم اذا كانوا مع الرسول صلى الله عليه وسلم على امر جامع اي من ضرورته مصلحته ان يكون فيها فيه جميعا كالجهاد والمشاورة ونحو ذلك من الامور التي يشترك فيها يشترك فيها المؤمنون. فان المصلحة تقتضي اجتماعهم عليه وعدم وقف المؤمن بالله ورسوله حقا لا يذهب لامر من الامور لا يرجع لاهله ولا يذهب لبعض الحوائج التي يشذ بها عنهم الا باذن من الرسول او نائبه من بعده فجعل موجب الايمان عدم الذهاب الا باذن ومدحهم على فعلهم هذا وادبهم مع رسوله وولي الامر منهم فقال ان الذين يستأذنونك اولئك الذين يؤمنون بالله ورسوله. ولكن هل يأذن لهم ام لا ذكر لاذنه لهم شرطين احدهما يكون لشأن من شؤونهم وشؤون من اشغالهم فاما من يستأذن من غير عذر فلا يؤذن له. والثاني ان يشاء الاذن فتقتضيه المصلحة من دون مضرة بالاذن. قال فاذا استأذنوك لبعض شأن ائذن لي من شئت منه فاذا كان له عذر واستأذن. فان كان في قعوده وعدم ذهابه مصلحة برأيه او شجاعته ونحو ذلك لم يأذن له. ومع هذا اذا استأذن اذن له بشرط واذن له بشرطه امر الله رسوله ان يستغفر له ان يستغفر له لما عسى ان يكون مقصرا في الاستئذان ولهذا قال فاستغفر لهم ان الله غفور. فاستغفر لهم الله ان الله غفور رحيم. يغفر لهم الذنوب ويرحمهم بان جوز لهم الاستئذان مع العذر قوله تعالى لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا اي لا تجعلوا دعاء الرسول اياكم ودعائكم للرسول كدعاء بعضكم بعضا فاذا دعاكم فاتموه وجوبا حتى انه تجب اجابة الرسول صلى الله عليه وسلم في حالة الصلاة. وليس احد اذا قال قولا يجب على الامة قبول قوله والعمل به الا الرسول صلى الله عليه وسلم لعصمته وكوننا مخاطبين باتباعه. قال تعالى يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم ما يحييكم. وكذلك لا تجعلوا دعاءكم للرسول كدعاء بعضكم بعضا فلا تقول يا محمد عند ندائكم او يا محمد بن عبدالله كما يقول ذلك بعضكم لبعض بل من شرفه وفضله وتميزه عن غيره. ان يقال يا رسول يا رسول الله والحياة الكاملة المطلقة الذي لا يموت وسبح بحمده ان يعبده وتوكل عليه في امور متعلقة بك بامور متعلقة بالخلق. وكفى به بذنوب عباده خبيرا يعلم ويجازي عليها فانت ليس عليه يا نبي الله قد يعلم الله الذين نجد اليوم مع الاسف الله يقول لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعض ونحن نجد هذا في بعض مساجد المسلمين يكتبون يا الله يا محمد. فيدعونه كما يدعون اي انسان. يا محمد هذا لا يجوز. اصلا استغاثة النبي صلى الله عليه وسلم لا تجوز بعد موته ثم جمعوا مع الاستغاثة الشركية سوء ادب مع النبي صلى الله عليه وسلم نعم قوله تعالى قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا لما مدح المؤمنين بالله ورسوله الذين اذا كانوا معه على امر الجامعين لم يذهبوا حتى يستأذنوا توعد من لم يفعل ذلك وذهب من غير استئذان فهو وان خفي عليكم بذهابه على وجه خفي. وهو المراد بقوله يتسللون من كل واد ان يلوذون وقت تسلل بشيء يحجبهم عن العيون فالله يعلمهم وسيجازيهم على ذلك اتم الجزاء. ولهذا توعدهم بقوله فليحذر الذين يخالفون عن امره يذهبون الى بعض شؤون امر الله ورسوله فكيف بمن لم يذهب الى شأن من شؤونه وانما ترك امر الله من دون شغل له؟ ان تصيبه فتنة اي شرك وشر او يصيبهم عذاب اليم الا ان لله ما في السماوات والارض ملكا وعبيدا يتصرف فيهم بحكمه القدري وحكمه الشرعي قد يعلم وما انتم عليه قد احاط علمه بما انتم عليه من خير وشر. وعلم جميع اعمالكم احصاها علمه وجرى بها قلمه وكتبتها عليكم الحفظة الكرام الكاتبون ويوم ترجعون اليه يوم القيامة فينبئهم بما عملوا. يخبرهم بجميع اعمالهم دقيقها وجليلها اخبارا مطابقا لما وقع منهم استشهدوا عليهم اعضاءهم فلا يعدمون منه فضلا او عدلا. ولما قيد علمه باعمالهم ذكر العموم بعد الخصوص فقال والله كل شيء عليم تفسير سورة الفرقان وهي مكية عند الجمهور بسم الله الرحمن الرحيم تبارك الذي نزل الفرقان على عبده الايات هذا بيان لعظمته الكاملة والتفرد بالوحدانية من كل وجه وكثرة قيراته واحسانه فقال تبارك اي تعاظما وكملت اوصابه. وكثرت خيراته الذي من اعظم خيراته ونعم نزل هذا القرآن الفارق بين الحلال والحرام والهدى ضلال اهل السعادة وعلى الشقاوة على عبده محمد صلى الله عليه وسلم الذي كمل مراتب العبودية وافاق جميع المرسلين. ليكون ذلك لزال الفرقان على عبده العالمين نذيرا بأس الله اقامة ويبين لهم مواقع رضا الله من سخطه حتى ان من قبل حتى ان من قبل نذارة وعمل بها كان من الناجين في الدنيا والاخرة الذين الابدي والملك السرمدي وفاء فوق هذه النعمة وهذا الفضل والاحسان شيء وتبارك الذي هذا بعض الف تبارك الذي هذا من بعض احسانه وبركاته الذي له ملك السماوات والارض كله شريك في الملك وكيف يكون له ولد او شريك؟ وهو المالك وغير ملوك وهو القاهر وغيره المقبور وهو الغني بذاته من جميع الوجوه المخلوقون مفتقرون اليه فقرا ذاتيا وكيف يكون له شريك في الملك ونواصي العباد كلهم ونواصي العباد كلهم بيده فلا يتحركون او يسكنون ولا يتصرفون الا باذنه تعالى الله عن ذلك علوا قد علوا علوا قديرا فلم فلم يقدره حق قدره من قال فيه ذلك ولهذا قال وخير كل شيء شمل العالم العلوي والعالم السفلي من الحيوانات والنباتات وجمادات. فقدروا تقديرا اعطى كل مخلوق منها ما يليق به ويناسبه من خلقه وتقتضيه حكمة من ذلك بحيث صار كل مخلوق لا يتصور العقل لا يتصور العقل الصهيوني ان يكون بخلاف شكله وصورته المشاهدة بل كل جزء وعضو من المخلوق الواحد لا يناسب غير محله الذي هو فيه. قال تعالى ربك الاعلى الذي خلق فسواه والذي قدر فهدى وقال تعالى ربنا الذي اعطى كل شيء خلقه ثم هدى. ولما بين كمال وعظمته وكثرة لسانه كان ذلك مقتضي الا ان يكون وحده المحبوب المألوه المعظم المفرد بالاخلاص وحده لا شريك له نسب ان يذكر بطلان عبادة ما سواه فقال واتخذوا من دون الهة لا يخلقون وهم يخلقون الاية اي من اعجب العجائب وادا للدليل على سفههم ونقص عقولهم بل اجل بل ادل على ظلمهم وجراءة على ربهم من اتخذوا الهة بهذه الصفة بغاية العجز انها لا تقدر على خلق شيء بل هم مخلوقون. بل بعضهم مما عملت ايديهم ولا يملكون لانفسهم ضرا ولا نفعا الا قليلا ولا كثيرا لانه نكرة ولا يملكون موتا ولا حياة ولا ينشرن اي بعثا بعد الموت فاعظم احكام العقل بطلان الهيتها وفسادها وفساد عقل من اتخذ الهة وشركاء الخالق لسائر المخلوقات من غير مشاركة له في ذلك. الذي بيده النفع والضر والعطاء والمنع الذي يحيي ويميت ويبعث من في القبور ويجمعهم يوم النشور قد جعل لهم دارين دار الشقاء والخزي والنكع لمن اتخذ معه الهة اخرى ودار الفوز والسعادة والنعيم المقيم لو اتخذه وحده معبودا ولما قرب دليل القاطع الواضح صحة توحيد صحة الرسالة وبطلان قول من عارضها واعترضها فقال وقالوا ان هذا الافتراض الايات فيقال الكافرون بالله الذي اوجب لهم كفر من قالوا في القرآن والرسول ان هذا ان هذا القرآن كذب كذبه محمد وافك افتراه الله اعانه على ذلك قوم اخرون فترد الله عليهم ذلك بان هذا مكابرة منهم واقدام على الظلم والزور. الذي لا يمكن ان يدخل عقل احد ومن اشد الناس معرفة بحال الرسول صلى الله عليه وسلم كمال صدق وامانة وبره التام وانه لا يمكنه له ولا سائر الخلق ان يأتوا بهذا القرآن. ولا سائر الخلق بهذا القرآن الذي هو اجل الكلام اعلاه وانه لم يأتم باحد يعينه على ذلك فقد جاءوا بهذا القول ظلما وزورا ومن جملة اقاويلهم في ان قالوا هذا الذي جاء به محمد اساطير الاولين اكتبا اي هذا قص الاولين واساطيرهم التي تتلقاها فهو ينقلها كل احد استنسخ محمد فهي تملى عليه بكرة واصيلا. وهذا القول منهم فيه عدة عظائم منها رميهم الرسول الذي هو ابر الناس واصدقهم الكذب والجرأة العظيمة ومنها اخبارهم عن هذا القرآن الذي اوصله الكلام اعظمه واجله بانه كذب وافتراء. ومنها ان في ضمن ذلك انهم قادرون ان يأتوا بمثلي وان يضاهي المخلوق الناقص من كل وجه للخالق من كل وجه بصفة من صفاته وهي الكلام ومنها ان الرسول لقد علمت حاله. وهم اشد الناس علما بها انه لا يكتب ولا يجتمع بمن يكتم له وهم قد ذلك فلذلك رد عليهم ذلك بقوله قل انزله الذي يعلم السما في السماوات والارض ان انزله نحاط علمه بما في السماوات وما في الارض من الغيب والشهادة والجهل والسر كقوله وانه رب العالمين نزل به الروح الامين على قلبه كي تكون من المنذرين ووجه اقامة الحجة عليهم ان الذي انزله والمحيط علمه بكل شيء ويمتنع ان يكون مخلوق ويتقول عليه هذا القرآن ويقول هو من عند الله وما هو من عنده ويستحل دماء من خالفوا اموالهم ويزعم ان الله قاله ذلك والله يعلم كل شيء ومع ذلك فهو يؤيد ويطهر على يده ويمكنه من رقابهم وبلادهم فلا يمكن احد فلا يمكن احدا ان ينكر هذا القرآن الا بعد انكار علم الله وهذا لا يقول به طائفة بني ادم سوى الفلاسفة الدهرية. وايضا فان ذكر علمه تعالى امر بهم ويحضهم على تدبر القرآن وانهم لو تدبروا لرأوا فيه من العلم واحكام ما يدل دلالة قاطعة على انه لا يكون الا من عالم الغيب والشهادة ومع انكارهم للتوحيد والرسالة من لطف الله بهم انه لم يدعهم وظلمهم بل دعاهم الى التوبة والانابة اليه ووالدهم بالمغفرة والرحمة انهم تابوا ورجعوا فقال انه كان غفورا رحيما لاهل الجرائم والذنوب اذا فعلوا اسباب المغفرة وهي الرجوع عن معاصيه والتوبة منها رحيما بهم حيث لم يعادلهم بالعقوبة وقد فعلوا مقتضاها وحيث قبلت توبتهم المعاصي وحيث محا ما سلف من سيئاتهم وحيث قبل حسناتهم وحيث اعاد الراجع اليه بعد شروده والمقبل عليه بعد اعراضه الى حالة مطيعين المنيبين اليه قوله تعالى وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي بالاسواق الايات هذا مما قالت المكذبين الرسول التي قدحوا بها من رسالته وهو انهم اعترضوا بانه هلا كان ملكا او ملكا انه يساعده ملك فقالوا ما لهذا الرسول. اي ما لهذا الذي ادعى الرسالة تهكما منهم واستهزاء يكون الطعام وهذا من خصائص البشرية لا يأكل الطعام ولا يحتاج الى ما يحتاج اليه البشر ويمشي في الاسواق للبيع والشراء. وهذا بزعمهم لا يليق بمن يكون رسولا مع ان الله قال وما ارسلنا من قبلك من المرسلين الا انهم لا يأكلون الطعام ويمشون بالاسواق لولا انزل اليه ملك اي هلا انزل معه ملك يساعده ويعاونه. فيكون معه نذيرا وبزعمهم انه غير كاف للرسالة ولا فبطوقه وقدرته وقدرته القيام بها. او يلقى اليك زمال مجموع من غير تعب او تكون او تكون له جنة يأكل من يستغني بذلك عن مشي بالاسواق لطلب الرزق وقال الظالمون حملهم القول الظلم حملهم على القول ظلمهم لاشتباه منهم ان تتبعون الا رجل مشهور هذا وقد علموا كمال عقله وحسن حديثه وسلامته من جميع المطاعم. ولما كانت هذه الاقوال منهم عجيبة جدا. قال تعالى انظر كيف ضربوا لك الامثال منه دام شيء وليس عليك حفظ اعمالهم انما ذلك كله بيد الله. الذي خلق السماوات والارض الذي خلق السماوات وما بينهما في ستة ايام ثم استوى بعد ذلك على العرش الذي هو اي وهي هلا كان ملكا وزالت عنه خصائص البشر ومعه ملك لانه غير قادر على ما قال او انزل عليه او جعلت له جنة تغنيه عن المشي في الاسواق وانه كان مسحورا فظلوا فلا يستطيعون سبيلا اي قالوا اقوالا متناقضة كلها جهل وضلال وسفه ليس فيه شيء منها هداية بل ولا في شيء منها ادنى شبهة تقدح في الرسالة ومجرد النظر اليها وتصورها. يجزم العاقل بطلانها ويكفيه من ردها. ولهذا امر تعالى بالنظر اليها وتدبرها والنظر هل توجب والتوقف عن الجزء من الرسول بالرسالة والصدق. ولهذا اخبر انه قادر على ان يعطيك خيرا كثيرا في الدنيا فقال تبارك الذي شاء جعلك خيرا من ذلك خيرا مما قالوا ثم فسره بقوله جنة ان تجني متعة الانهار ويجعل لك قصورا ويجعل لك قصورا متتابعة مزخرفة فقدرته ومشيئته لا تخصر عن ذلك ولكنه تعالى مما كانت الدنيا عنده في غاية والحقارة اعطى منها اولياءه ورسل ما اقتضته حكمته منها واقتراح واعدائهم بانهم هلا رزقوا منها رزقا كثيرا. واقتراح اعدائهم بانهم هلا ارزقه منها رزقا كثيرا جدا ظلم وجراءة ولما كانت تلك الاقوال التي قالوها معلومة الفساد اخبرت على انها لم تصدر منهم لطلب الحق ولا لاتباع البرهان وانما صدرت منه تعنت وظلما وتكريما بالحق فقالوا ما في قلوبهم من ذلك ولهذا قال بل كذبوا بالساعة والمكذب المتعنت الذي ليس له قصد باتباع الحق لا سبيل الى والا حيل ولا حيلة في مجادلته. وانما له حيلة واحدة وهي نزول العذاب به. فلهذا قال واعتدنا لمن كذب الساعة السعي نارا عظيمة قد اشتد سعيرها وتغيظت على اهلها واشتدت واشتد زفيرها. اذا رأتم من مكان بعيد قبلوا اصولهم ووصولها اليهم سمعوا لها تغيظا عليهم تقلق منه لفئته وتتصدع منه القلوب يكاد الواحد منهم يموت خوفا منها وزعرا قد غضبت عليهم لغضب خالقها وقد زاد ذهبها لزيادة كفرهم وشرهم واذا القوا منها مكانا ضيقا مقرنين اي وقت عذابهم او في وسطها جمع في جمع في مكان بين ضيق المكان وتزاحم السكان قال وتقرينهم بالسلاسل والاغلال فاذا وصلوا لذلك المكان النجس وحبسوا فيها شر حبس دعوا هنالك سبل الدعوة لانفسهم بالثبل والخزي والفضيحة. وعلموا انهم ظالمون معتدون قد عدل فيهم الخالق حيث انزلهم باعمالهم. هذا المنزل وليس ذلك الدعاء والاستغاثة لنافعة لهم ولا مغنية من عذاب الله بل يقال لهم لا تدعوا واحدة وادعوا سبورا كثيرا اي لو زاد ما قلت مضعافا اضعاف اضعاف اضعافه ما افادكم الا الهم والغم والحزن ما بين جزاء الظالمين ناسا يذكر جزاء المتقين فقال قل ذلك خيرا من جنة الخلد التي وعد المتقون لايتها قل لهم مبين لصفات الرأي واختيارهم الضار عن نافع ذلك الذي وصى لكم من العذاب. خيرنا من جنة الخلد التي وعد المتقين التي زادها تقوى الله فمن التي زادها تقوى الله فابقى بالتقوى. فالله قد وعده كانت لهم جزاء على تقواهم مصيرا ما ما احسن الله اليك كانت لهم جزائر على تقواه ومصيرا موئلا يرجعون اليها ويستقرون فيها ويخلدون دائما ابدا. لهم فيها ما يشاءون يطلبون وتتعلق ومشيئتهم من المطاعم والمشارب الذي يأتون الملابس الاخرة والنساء الجميلات والقصور العاليات والجنات والحدائق المر. المرجح والحدائق المرجحنة والفواكه التي تسر ناظريها واكليها من حسنها وتنوعها وكثرة اصنافها والانهار التي تجري في رياض الجنة وبساتينها حيث شاؤوا يصرفونها ويفجرونها نهارا من ماء غير اسر وانهار من لبن لم يتغير طعمه وانهار من خمر لذة للشاربين وانهار من عسل مصفى وروائح طيبة ومساكن مزخرفة تأخذ من حسنها بالقلوب مزاورة الاخوان والتمتع بلقاء الاحباب واعلى من ذلك كله التمتع بالنظر الى وجه ربي الرحيم وسماع كلامه والحظوة بقربه والسعادة برضاه والامن بسخطه واستمراره وهذا النعيم ودوامه وزيادته على ممر الاوقات كان دخولها والوصول اليها على ربك وعدا مسئولا يسأله اياها عباده المتقون بلسان حالهم ولسان مقالهم اي الدارين المذكورتين خير واولى بالايثار واي العاملين عما؟ واي العاملين عمال دار الشقاء وعمال دار السعادة اولى بالفضل والعقل الفخر يا اولي الالباب لقد وضح الحق واستنار السبيل فلم يبق للمفرط عذر في تركه الدليل فنرجوك يا من قضيت على اقوام بالشقاء واقوام بالسعادة ان تجعلنا ممن كتبت لهم الحسنى وزيادة ونستغيث بك اللهم من حالة الاشقياء ونسألك المعافاة منها المشركين وما يعبدون من دون الله فيقول الله مخاطبا للمعبودين على وجه التقريع لمن عبدهما انتم رضيتم عبادي هؤلاء وهم ضلوا السبيل هل امرتموهم عبادتكم وزينتم لهم ذلك ام ذلك من تلقاء انفسهم. قالوا سبحانك نزه الله عن شرك المشركين به وبرءوا انفسهم من ذلك ما كان ينبغي لنا لا يليق بنا ولا يحسن منا ان نتخذ من دونك من اولياء نتولاهم ونعبدهم وندعوهم فاذا كنا محتاجين او مفتقرين الى عبادتك ومتبرئين من عبادة غيرك. فكيف نأمر احدا بعبادتنا هذا لا يكون او سبحانك او سبحانك ان اتخذ من دونك من اولياء وهذا كقول المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام واذ قال الله يا عيسى ابن مريم تاخذون امي الى هي من دون الله قال سبحانك ما يكون لي ان اقول ما ليس لي بحق. ان كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك انك الغيوب ما قلت لهم الا ما امرتني به ان اعبد الله ربي وربكم الاية. وقال تعالى ثم يقول الملائكة هؤلاء اياكم كانوا يعبدون قالوا سبحانك انت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن اكثرهم بهم مؤمنون وقوله واذا حشر الناس كانوا لهم اعداء وكانوا بعبادتهم كافرين. فلما نزهوا انفسهم من يدعو ان يدعو لعبادة غير الله ويكون اضل وهم ذكروا السبب الموجب للضلال المشركين فقالوا ولكن متعتهم اباهم في لذات الدنيا وشهواتها ومطالبهن نفسية ومطالبها النفسية حتى ننسوا الذكر اشتغالا في لذات الدنيا واكبارا على شهواتها فحافظوا على دنياهم وضيعوا دينهم وكانوا لا خير فيهم ولا يصلحون لصالح ولا يصلحون الا للهلاك والبواري فذكروا المانع من اتباعهم الهدى وهو التمتع بالدنيا الذي صرفهم عن الهدى وعدم المقتضي للهدى وهو انهم لا خير فيهم فاذا عدموا فاذا عدموا المقتضي فاذا عدموا قضي ووجد المانع فلا تشاء من شر وهلاك الا وجدته فيهم. فلما تبرؤوا فلما تبروا منهم قالوا قال الله توبيخا تقريعا للمعاندين فقد كذبوكم بما تقولون انهم امروكم بعبادة ورضوا فعلكم وانه وانهم شفعاء لكم عند ربكم كذبوكم في ذلك الزعم من اكبر اعدائكم فحق عليكم العداء فما تستطيعون صرفا للعذاب عنكم بفعلكم او بفداء او غير ذلك ولا نصر لعجلكم وعدم ناصركم هذا حكم الضالين المقلدين من الجاهلين كما رأيت اسوأ حكم واشر مصيبة واما المعاند منهم الذي عرف الحق وصدف عنه فقال في حقه ومن يظلم منكم بترك الحق وظلما وعنادا نزقه كبيرا لا يقادر قدره ولا يبلغ امره. ثم قال تعالى جوابا لقول المكذبين ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي بالاسواق لولا الاية ما جعلناهم فما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام وما جعلناهم ملائكة فلك فيهم اسوة واما الغنى والفقر فهو فتنة وحكمة من الله تعالى كما قال تعالى وجعلنا بعضكم لبعض فتنة الرسول فتنة للمرسل اليهم واختبار للمطيعين من العاصين والرسل في والرسل فتناهم بدعوة الخلق والغني فتنة للفقير والفقير فتنة الغني وهكذا سيرسنا بالخلق في هذه الدار دار الفتن والابتلاء والاختبار. والقصد من تلك الفتنة تصبرون فتقومون بما هو وظيفتكم اللازمة الراتبة فيثيبكم ام لا تصبرون وتستحقون المعاقبة؟ لرسالته ويختص بتفضيله ويعلم اعمالكم فيجازيكم عليها ان خيرا فخير وان شرا فشر. احسنت. بارك الله فيك. القراءة مع الشيخ غلام يعني الله تبارك وتعالى ارسل المرسلين جعلهم على اصناف منهم الغني ومنهم الملك ومنهم من هو المسكين وما وما النبوة يعني مخصوص بالاغنياء نعم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله وصحبه والاه. وقوله تعالى وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا انزل اين الملائكة ونرى ربنا الايات؟ قال رحمه الله اي قال المكذبون للرسول المكذبون بوعد الله ووعيده للذين ليس في قلوبهم خوف ولا رجاء لقاء الخالق لولا انزل علينا الملائكة او نرى ربنا اي هلا نزلت الملائكة تشهد لك بالرسالة وتؤيد وتؤيدك او تنزل رسلا مستقلين او نرى ربنا فيكلمنا ويقول هذا رسولي فاتبعوا هذا معارضة للرسول بما ليس بمعارض. بل بالتكبر العلو والعتو لقد استكبروا في انفسهم حيث اقترحوا هذا الاقتراح وتجرأوا هذه الجرأة ومن انتم يا فقراء ويا مساكين حتى تطلبوا رؤية الله وتزعموا ان الرسالة قبحه الله انه قد طمع في ظلال موسى والا يتخذ الها غيره والا فقد قرر انه هو ومن معه على بصية من امرهم. فقال له موسى بشيء مبين ايات ظاهرة جليلة على صحة ما جئت به من خوارق العدالة قال متوقف ثبوتها على ذلك واي كبر اعظم من هذا واعته عتوا كبيرا اي قسوا وصلبوا عن الحق قساوة عظيمة فقلوبهم اشد من الاحجار من الحديد لا تلين للحق ولا تسيء للناصحين. ولذلك لم ينجح فيهم وعظ ولا تذكير ولا اتبعوا الحق حين جاءهم النذير. بل قابلوا اصدقا الخلق ونصحهم ايات الله وآيات الله البينات بالإعراض والتكذيب والمعارضة. فأي يوعتوا من اكبر من هذا العتوه ذلك بطلت اعمالهم وقد حلت وخسروا اشد الخسران وحرموا غاية الحرمان يوم يرون الملائكة التي اقترحوا نزولها على بشرى يومئذ للمجرمين وذلك انهم لا يرونها مع استمرار مال جرمهم وعناد الا لعقوبتهم وحلول البأس بهم فاول ذلك عند الموت اذا تنزلت عليهم الملائكة قال الله ولو ترى اذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسق ايديهم اخرجوا انفسكم اليوم تجزون عذابا نون بما كنتم تقولون على الله غير الحق. وكنتم عن اياته تستكبرون. ثم في القبر حيث يأتي منكر ونكير فيسألوا مع ربهم مدين فلا يجيبون جوابا ينجيهم ويحلون بهم النقمة وتزول عنهم بهم الرحمة ثم يوم القيامة حين تسوقهم الملائكة الى النار ثم يسلمون من خزائن جهنم الذين يتولون عذابهم ويباشرون عقابهم فهذا الذي اقترحوه وهذا الذي طلبوه وان استمروا على اجرامهم. لابد ان يروه ويلقوه حين اذ يتعوذون من الملائكة ويفرون ولكن لا مفر لهم ويقولون حجرا محجورا. يا معشر الجن والانس ان استطعت من تنفذ من اقطار السماوات والارض فانفذوا لا تنفذون الا بسلطان وقدمنا الى ما عملوا من عمل اي اعمال تكون خيرا وتعبوا فيها وجعلناه هباء منثور باطن محلا قد خسروه وحرموا اجره وعقبوا عليه وذلك لفقده الايمان وصدوره المكذب الله ورسوله. فالعمل الذي يقبله الله ما صدر عن المؤمن المؤمن المخلص المصدق للرسل المتبع لهم فيه اصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا واحسن ما قيلا اي في ذلك اليوم الهائل كثير البلاء اصحاب الجنة الذين امنوا بالله وعملوا الصالحات واتقوا ربهم خيرا مستقرا من اهل النار واحسن ما قيل مستقرا في الجنة وراحتهم التي هي القيللة هو المستقر النافع الراحة تامة لاشتمال ذلك على تمام النعيم الذي لا يشوبه كدر بخلاف اصحاب النار فان جهنم مستقرون الافعال التفضيل فيما ليس بالطرف الاخر منه شيء لانه لا خير فيما قيل اهل النار ومستقرهم كقوله وقوله ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا. الايات يخبر تعالى عن عظمة يوم القيامة وما فيها من الشدة والكرب ومزجات القلوب وقال ويوم السماء بالغمام وذلك الغمام الذي ينزل الله فيه ينزل من فوق السماوات فتنفطر له السماوات وتشقق وتنزل الملائكة كل سماء هنا صفا صفا اما صفا واحدا محيطا بالخلائق واما كل سمن يكونون فيها يكونون صفا. ثم السماء التي دنيها صفرا هكذا القصد ان الملائكة على كثرتهم وقواتهم منزلون ومحيطون بالخلق مدينين لامر ربهم. فما ظنك بالادمي الضعيف خصوصا الذي برز مالكهم بالعظائم واقدم على مساخطه ثم قدم عليه بذنوب وخطايا لم يتب منها ويحكم بهم الملك وفيه الملك فيه الملك الخلاق بالحكم الذي لا يجور ولا يظلم مثقال ذرة. لهذا قال وكان يوما على الكافرين اسيرا. بصيوبته الشديدة وتعسر اموره عليه المؤمنين فانه يسير عليه خفيف الحمد. ويوم نحشر المتقين الى الرحمن وفدا ونسوق المجرمين الى جهنم وردا. وقوله الملك يومئذ اي يوم القيامة لا يبقى لاحد من المخلوقين ممكن ولا صورة كما كانوا في الدنيا بل قد تساوت الملوك ومما يرتاح له القلب وتطمئن به النفس وينشرح له الصدر الذي وسعت رحمته كل شيء وعمت كل والملائكة الكاملة عمر فيها الدنيا والاخرة تم بها كل ناقص وزال بها كل نقص. وغلبت الاسماء الدالة عليه الاسماء الدالة على الغضب وزبقت رحمته غضبا وغلبة فلا سبق والغلبة وخلق هذا الادب وخلق هذا الادمي الضعيف وشرفه وكرمه ان يتم عليه نعمته ليتغمده برحمته قد حضروا في موقف الدنيا والخضوع والاستكانة بين يديه ينتظرون ما يحكم فيه مما يجري عليهم وهو ارحم بهم من انفسهم ووالديهم فما ظنك بما يعاملهم به ولا يهلك على الله الا هالك ولا يخرج من رحمته الا من غلبت عليه الشقاوة وحقت عليه سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك العذاب ويوم يعض الظالم بشركه وكفره وتكذيب للرسل على يديه تأسفا وتحسرا وحزنا واسفا يقول يا ليتني اتخذت سبيلا اي طريقا بالايمان به وتصديقه واتباعه يا ويلتا ليتني لم اتخذ فلانا وهو الشيطان الانس والجن خليلا اي حبيبا مصافيا تنصح الناس لي وابرءوا بي وفقهم بي. وواليت اعداء عدو لي والذي لم تفدني ولايته الا الشقاء والخسار. والخزي والبواق هنا قال فلانا نكرة عمت كل خليل اشغل الانسان عن الطاعة. واما الرسول فجاء معرف مع الرسول يعني النبي الكريم صلى الله عليه وسلم جعلني الله واياكم ممن اتخذوا الرسول اتخذوا سبيله آآ طريقا للتقرب الى الله عز وجل. نعم وقوله لقد اضلني عن الذكر بعد ان جائني حيث زين له ما هو عليه من الضلال وكان الشيطان لانسان خذولا يزين له الباطل يقبح له الحق ويعده الاماني ثم يتخلى عنه ويتبرأ منه. كما قال لجميع اتباعه حين قضي الامر وفرغ الله من حساب الخنق. وقال الشيطان لما قضي الامر ان الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فاخلفتكم مات وما كان لي عليكم من سلطان الا ان دعوتكم فاستجبتم لي ولا تلوموني ولوموا انفسكم ما انا بمسرحكم وما انتم من المصرخية اني كفرت بما اشركتموني من قبل الآية فلينظر العبد لنفسه وقت الامكان وليتدارك الممكن قبل ان لا يمكن لوالي من ولايته فيها سعادته ويعادي من تنفعه هداوته وتضره صداقة والله الموفق وقوله وقال الرسول يا رب ان قومي اتخذوا هذا القرآن مجرى الايتين. وقال الرسول منادى لربه وشاك عليه اعراض قومه عما جاء به ومتأسفا على ذلك منهم يا رب يا قومي الذي ارسلتني اتخذوا هذا القرآن مهجورا اي قد اعرضوا عنه اجرا وتركوه مع ان الواجب عليهم الانقياد لحكمه والاقبال على احكامه والمشي قال الله لا يصلحون للخير ولا من الذين لا يصلحون للخير ولا يزكون عليه. يعارضون ما يردون عليهم ويجادلون بالباطل من بعض الفوائد ذلك ان يعلو الحق واهل الباطل ان يتبين الحق ويتباهى عظيما لان معارضة الباطل للحق مما تزيد وضوحا وكمال الاستدلال ان نتبين ما يفعل الله باهل الحق من كرامة وباهل الباطل من العقوبة فلا تحزن عليهم ولا تذهب نفسك عليهم حسرات. وكفى بربك هادينا فيك فيحصل لك المطلوب مصالح دينك ودنياك. ونصيرا ينصرك كان لديك ويدفعه عنك كل مكروه في امر الدين والدنيا فاكتفي به وتوكل عليه. وقوله قال الذين كفروا لولا نزل عليهم القرآن جملة واحد الايات هذا من جملة مقترحات الكفار الذي توحيه اليهم انفسهم وقالوا لولا نزل عليهم القرآن جملة واحدة كما انزلت الكتب قبله محذور من نزوله على هذا الوجه بل نزوله على هذا الوجه اكمل واحسن من هذا قال كذلك ينزل له متفرقا لنثبت بهم فؤادك لانه كلما نزل عليه شيء من القرآن زاد طمأنينة وثبات وخصوصا عند ورود اسباب القلق فان نزول القرآن عند حدوثه يكون له موقع عظيم وتثبيت كثير ابلغ مما لو كان نازيا قبل ذلك. ثم تذكروا عند حلول سبب ورتلناه ترتيل اي مهلنا ودرجناك في تدريجة وهذا كله يدل على اعتناء الا بكتابه القرآن وبرسوله محمد صلى الله عليه وسلم. حيث جعل انزال الكتاب جاريا على احوال الرسول ومصالحه الدينية. ولهذا قال ولا يأتون قيمة يعارضون به الحق ويدفعون به لسعتك الا جئناك بالحق واحسن تفسيرا. اي انزلنا عليك قرآنا جامعا للحق بمعانيه كلها حق وصدق لا يشوبها باطن ولا شبهة بوجه من الوجوه والفاظ على اشياء اوضح الالفاظ واحسن تفسيرا مبين للمعاني بيانا كاملا وفي هذه الاية دليل على انه ينبغي للمتكلم في العلم من محدث ومعلم وواعظ ان يقتدي بربه بتدبيره على رسوله كذلك العالم يدبر امر الخلق وكلما حدث موجب لو حصل موسم اتى بما يناسب ذلك من الايات القرآنية والاحاديث النبوية والمواعظ الموافقة لذلك. وفيه رد على المتكلفين والجاميت ممن يرى ان كثيرا من نصوص القرآن محمومة على غير ظاهرها ولا معان غير ما يفهم منها فاذا على قول لا يكون القرآن احسن تفسيرا من غير انما التفسير الاحسن على زانيهم تفسيرهم الذين حرفوا لهم المعاني تحريفا. وقوله والذين يحشرون الى على وجوههم الى جهنم اولئك شر مكانهم سبيلا اخبر تعالى عن حال المشركين الذين كذبوا رسولا وسوء ما علموا انهم يحشرون على وجوههم في اشنع مرؤى وافضل منظر تسحبهم الملائكة العذاب الى الملأ ملائكة العذاب يجرونهم الى جهنم الجامع لكل عذاب وعقوبة. اولئك الذين بهذه الحال شر مكانا ممن امن بالله وصدق رسله واضل وهذا من باب استعمال افعال التفضيل فيما ليس في الطرف الاخر منه شيء فان المؤمنين حسن مكانهم مستقرهم واهتدوا في الدنيا الى الصراط المستقيم في الاخرة قنا جنات النعيم وقوله واقداتنا موسى الكتاب جعلنا معه خوار وزر الايات اشارتان الى هذه القصص وقد بسطها في ايات اخر ليحذر المخاطبين من استمرارهم على تكذيب رسولهم ويصيبهم ما اصاب هؤلاء المؤمنين الذين كانوا قريبا منهم يعرفونها خاصة بما استفاضه الشهير عنهم ومنهم من يرون اثارهم عيانا كقوم صالح في وفي القرية التي امطرت مطر سوب حجارة من سجن ويمرون عليه مصبحين وبالليل وفي اسفارهم فان اولئك المؤمنون ليسوا شرا منهم ورسل ليسوا خيرا من رسول هؤلاء اكفاركم خير من اولئكم ام لكم براءة في الزبر. ولكن الذين منع هؤلاء من الايمان مع ما شاهدوا من الايات انهم كانوا لا يرجون بعثا ولا نشورا ولا يرجون لقاء ربهم ولا ولا يخشون نكالهم اذا استمروا على عنادهم الا قد فقد جاءهم من الايات ما لا يبقى معه شك ولا شبهة ولا اشكال ولا ارتياء وقوله اذا رأوا كي يتخذونك الا هزوا الايات. اي واذا رأوك يا محمد هؤلاء المكذبون لك المعاندون ايات الله المستكبرون في الارض مستهزأوا بك وقالوا على وجه الاحتقان والاستصغار اهذا الذي بعث الله رسولا غير مناسب؟ ان يبعث الله هذا الرجل. وهذا من شدة ظلمه وما يناديهم وقلبهم وقلبهم الحقائق ان كلامهم هذا يفهم ان الرسول صلى الله عليه وسلم حاشاه في غاية الخسة والحقارة والنوع لو كانت له الرسالة لغيره لكان انسب. وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القرية عظيم في هذا الكلام لا يصل الا من اجل الناس واضلهم. او من اعظم وهو متجاهل قصده ترويج ما معه من الباطل بالقدح بالحق ممن جاء بول الله. ومن تدبر محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وجده رجل العالم وامامه وقدمهم بالعقل والعلم واللب والرزانة والمكارم والاخلاق ومحاسن الشيمة والعفة والشجاعة والكرم وكل خلق فاضل. وان المحتقر له الشانئة لو قدمها من السفر والجهل والضلال والتناقض الظلم والعدوان ما لا يجمع غيره وحسبه جهل وضلالا ان يقدح بهذا الرسول العظيم والهمام الكريم. والقصد من قدح فيه واستهزاء بهم تصلبهم على باطلهم مغرورا افإن عقول ولهذا قالوا ان كانوا ان كاد ليضلنا عن الهتنا هذا الرجل بان يجعل الانة الها واحدا ولولا ان صبرنا لولا ان صبرنا عليها قبحهم الله ان الضلال هو التوحيد وان الهدى ما هم عليه من الشرك ولهذا تواصوا بالصبر عليه. لولا ان صبرنا عليها صبر يحمد في المواضع كلها الا في هذا الموضع فانه صبر على اسباب الغضب وعلى الاستكثار من حطب جهنم. واما المؤمنون فهم كما قال الله عنهم وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ولما كان هذا حكما منهم لانهم المهتدون والرسول الضال وقد تقرر انهم لا حيلة فيهم توعدهم بالعداء واخبر انهم في ذلك الوقت حين يرون العذاب يعلمون علما يعطيه علما حقيقيا من هو اضل سبيلا ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيل الايات وان فوق ضلال من جعل الهه معبود فما هاويه فعله فلهذا قال انت من اتخذيناه هوى لا تعجب من حاله وتنظروا ما هو فيه من الضلال وهو يحكم لنفسه بالمنازل الرفيعة. افانت تكون عليه وكيل مسلط انما انت منذر وقد قمت بوظيفتك وحسابها الى الله ثم سجلت على على ضلالهم البريغ بان سلبهم العقول والاسماع وشبههم في ضلال الشايمة التي لا تسمع الا دعاء النداء. صم بكم فهم لا يعقلون. بل هم اضل من الانعام فان الانعام يهديها راعيها فتهتدي. وتعرف طريق هلاك يا ابا وهي ايضا اسلم عاقبة من اولى فتبين بهذا ان الرامي للرسول في الضلال احق بهذا الوصف ان كل حيوان بهيم فهو وقوله الم تر الى ربك كيف مد الظل الايتين؟ اي الم تشاهد ببصرك وبصيرتك كمال قدرة ربك وسعة رحمة انه مد على العباد الظل وذلك قبل طلوع الشمس ثم جعلنا الشمس عليه اي على الظل دليلا. فلولا وجود الشمس لما عرف الظل فان الضج يعرف بضده. ثم قبضناه الينا قبضا يسيرا. فكلما ارتفعت الشمس تقلص الظل شيئا فشيئا حتى يذهب الكلية فتوالى الظل والشمس على الخلق الذين يشاهدون ولا يرى. وما يترتب على ذلك من اختلاف الليل وقوله هو الذي جعلكم الليلة لباسا والنوم سباتا وجعل النار نشورا من رحمتي بكم ولطفا جعلا لكم الليل بمنزلة اللباس الذي يغشاكم حتى تستقروا وتهدأ بالنوم وتسود حركاتكم وما تنقطع عند النوم فلولا الليل لما سكن العباد لما استمروا في تصرفهم فضرهم ذلك غاية الضرر ولو استمر ايضا الظلام لتعطلت عليهم معيشهم ولكنه جعل الليل والنهار جعل الليل شورا ينتشرون فيه لتجارتهم واسفارهم واعمالهم فيقوم بذلك ما صالح وقوله ولد ارسل رياح بشرى من بين يديه رحمة الايات اي هو لوحده الذي لا رحم عباده وادر عليهم رزقه بان ارسل رياح مبشرة بين يدي رحمته والمطر فتار بها وتألف صار كسافا والقحته اضرته باذن امرها والمتصرف فيها. يقع استبشار العباد بالمطر قبل نزوله وليستعدوا له قبل ان يفاجئه دفعة واحدة وانزلنا من السماء ماء يطهر منها الحدث والخبث ويطهر من الغش والاناس في بركة من بركة انه انزل ليحيي به بلدة ميتة فتختلف اصناف النوابت والاشجار فيها مما يأكل الناس الانعام ونسقيهم مما خلقنا انعام ونسي كثير نسقيكموه وانتم انعامكم اليس الذي ارسل رياحهم المبشرات جعل في عملها متنوعة وانزل من السماء ماء طورا مباركا فيه رزق العباد رزق الباء منه والذي يستحق ان يعبد وحده لا يشرك معه غيره ولما ذكرتا على هذه الاية العيانية المشاهدة وصرفها وصرفها للعباد ليعرفوه ويشكروه ويذكره ومع ذلك ابى اكثر الناس الا كفوران فساد اخلاقهم وطبائعهم. وقوله ولو شئنا لبعثنا لكل امة في كل قرية نذير لايتين يخبرك على النفوذ مشيئته انه لو شاء لبعدها في كل قناة نذير وان رسول ينذر منه حذرا فمشيئته وهي قاصرة عن ذلك. ولكن يقتضي حكمته ورحمته بك وبالعباد يا محمد ان ارسلك الى جميع باحمدهم واسودهم وعربيهم واعجميهم وانسهم وجنهم وقوله فلا نطعن فلا تطع الكافرين في ترك شيء مما ارسلت به بل ابذل جهدك في تبليغ ما به وجاهدا بالقرآن جهادا كبيرا اي لا تبدل من مجهودك بنصر الحق وقمع الباطل الا بذلته. ولو رأيت منهم من التكفير والجرأة ما رأيت فابذل به فجهدك واستفرغ وسعك ولا من هدايتهم ولا تترك ابلاغهم لاهوائهم. وقوله ووالذي مرج البحرين الاية. اي وهو وحده الذي مرج البحرين يلتقيان البحر العذب البحر العذب. وهي الانهار السارية على وجه الارض والبحر الملح. الملح هو جعل منفعة كل واحدة منهما مصلحة لعباده. وجعل بينهما برزخ من حاجزا جزء من اختلاط احدهما بالاخر وتداب المنفعة والمقصودة منها وحجرا محجورا. اي حاجزا حصينا وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصرا وكان ربك قديرا. اي وهو الله وحده لا شريك له الذي خلق الادمي من ماء مهين ثم نشر منه ذريته ذرية كثيرة. وجعلهم انسابا وصار المسلمين والمادة كلها من ذلك المال المهين فهذا يدل على كمال اقتداره قوله. وكان ربك قد يدل على ان عبادته هي الحق وعبادة غيره باطلة لقوله ويعبدون من دون الله ما لا ينفع ولا يضرهم وكانوا الكافرون على ربه ظيرا يعبدون اصناما وامواتا لا تضر ولا تنفع ويجعلونها اندادا لمالك النفع والضر والعطاء والمنع مع ان الواجب عليهم ان يكون شهادات ربهم دابين عن دينهم ولكنهم عكسوا القضية وكان الكافر على ربه ظيرا. والبعض الذي هو الاوثان والامداد واعداء لله فالكافر عاونها وظهرها الى ربها وصار لربي مبارزا له في العداوة والحرب. هذا وهو الذي خلقه ورزقه وانعم عليه بالنعم الظاهرة والباطنة والذي سيخرج منها الملك وسلطانه وقبضته والله لم يقطع عنه احسانا وبره على هذه المعادلة المبارزة وما ارسلناك الا مبشرا ونذير الايات. اخبره تعالى انه ما ارسل رسوله محمد صلى الله عليه وسلم جعله ملكا ولا ولا جعله ملكا ولا عنده خزائن واشياء وانما ارسله مبشرا يبشر من اطاع الله بثواب العجل والاجر نذير ينذر من عصى الله بالعقاب الاجل والاجل وذلك مستلزم البشارة وما تحصل به النذارة ومن الاوامر والنواهي. وانك يا محمد لا تسأل عن ابلاغي من القرآن والهدى اجرا حتى يمنعهم ذلك من اتباعك ويتكلفون من الغرامة الا من شأن تقضي الى ربه سبيلا اي الا من شاء ان ينفق نفقة في مرضاة ربه وسبيله. وان رغبتكم تكن فيه فلست اجبركم عليه وان رغبتكم فيه فلست اجبركم عليه وليس ايضا اجرا لي عليكم. وانما هو رجل لمصلحتكم وسلوككم للسبيل والموصلات الى ربكم. ثم مرونة توكل عليه واستعينوا به وقال وتوكل على الحي الذي وصف الرحمن الذي هو سقف المخلوقات اعلاه ووسع واجملها الرحمن سواء على العرش الذي وسع السماوات والارض باسمه الرحمن الذي وسعت رحمته كل شيء فسوى على اوسع المخلوقات باوسع الصفات فاثبت بهذه الاية خلق المخلوقات واطلاعه على ظاهرها على ظاهر مباطنهم وعلوه فوق عرش مباينة مباينته اياه واسأل به خبيرا يعني بذلك نفسه الكريم الذي فهو الذي يعلم اوصافه وعظمته وجلاله. وقد اخبركم بذلك وابان لكم من من عظمة ما تسعدون به من معرفته فعرفه العارفون خضعوا لجلاله واستكفر عن عبادته الكافرون استكنفوا عن ذلك. ولهذا قال واذا قيل هم الصدود للرحمن اي وحده الذي انعم عليكم بسائر النعم ودفع عنكم جميع النقم؟ قالوا جهدا وكفرا وما الرحمن بزعمهم الفاسد انهم لا يعرفون الرحمن وجعلوا من جملة قوادعهم في الرسول ان قالوا ينهانا عن اتخاذ الهة مع الله ويدعوا مع هؤلاء ان اخر يقول يا رحمن ونحو ذلك كما قال تعالى فكل واحد منها دل على صفة كماله. انسجد لما تأمرنا اي لمجرد امرك اني انا وهذا مبني منهم على من طاعته وزادهم دعوتهم الى السجود والرحمة نفورات هربا من الحق الى الباطل وزيادة كفر وشقاء. الكريمة قوله تبارك معناها كما تقدم لان معناها كما تقدم انها تدل على عظمة الباري وكثرة اوصافه وكثرة خيراته واحسانه. وهذه السورة فيها من الاستدلاء على امر اعظم وسعة سلطانه ونفوذ مشيئته وعموم العلم وقدرته واحاطة موته في الاحكام الامرية والاحكام الجزائية وكمان الحكمة وفيها ما يدل على سعة الرحمة وكثرة خيرات الدين والدنيوية ما هو مقتض لتكرار هذا الوصف الحسن. وقال تبارك الذي جاء في السماء بردا نزلت المنزلة وهي بمنزلة البروج والقلاع للمدن في حفظها كذلك نجوم من زيت البرجمات جعلا للحراسة. فانها رجوم للشياطين وجعل فيها سراجا فيه الحرارة وهي الشمس قمرا منيرة. وهذا من ادلة عظمته وكثرة احسانه فان ما فيها من الخلق الباهر. فان فيها من الخلق التدبير المنتظم والجمال العظيم دال على عظمة الخالقات في اوصافه كلها وما فيها من المصالح للخلق والمنافع دليل على كثرة خيراته وهو الذي جعل الليل والنهار ان يذهب احدهما فيخلفه الاخر هكذا ابدا لا يجتمعن ولا تبعا لمن اراد ان يذكره واراد شكورا اي لمن اراد ان يتذكر بهما ويعتبر ويستدل بهما على كثير من المطالب ويشكر الله على ذلك ولمن اراد ان يذكر الله ويشكره وله وله ورد من الليل او النهار. ومن فاته ورده من احد ما ادركه في الاخر وايضا فان القلوب تقلب وتنتقل في ساعة الليل والنهار. ويحدث لها النشاط والكسل والذكر والغفلة. والقبض والبسط والاقبال والاعراض فجعل الله الليل والنهارات ولا على العباد الروان يحدث لهما الذكر والنشاط والشكر لله في وقت اخر ولان اوقات العبادات تتكرر بتكرر الليل والنهار فكلما تكررت الاوقات احدث لعبي همة غير همة التي كسلت في الوقت المتقدم فزادوا في تذكرها وشكرها ووظائف الطاعات من زيادة سقي الايمان الذي يمده فلولا ذلك لذوي فلولا ذلك لذوى غرسه الايمان ويبس. احسن الله اليك. لدوى غرس الايمان ويبس فلله اتم حمد واكملوه على ذلك. ثم ذكر من جملة من جملة كثرة خير من على عباده الصالحين وتوفيقهم للاعمال الصالحة التي اكسبتهم المنازل العليا في غرف الجنات وقال وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض ها هنا الايات العبودية لله. قل الى اخر السورة. العبودية لله نوعا عبودية لربوبيته فهذه يشترك فيها سائر الخلق ومسلمه كافرا بر ومفاجر فكلهم عبيد الا مربومون مدبرون ان كل من في السماوات والارضية لالوهية ورحمته هي عبودية انبيائه واوليائه المراد هنا. ولهذا اضافه الى اسم الرحمن اشارة الى انهم انما وصلوا الى هذه الحال بسبب رحمته فذكر ان صفاتهم اكمل الصفات افضل النعوت فوصفهم بانهم يمشون في على الارض هوناء ساكنين متواضعين لله وللخلق فهذا وصف لهم بالوقار والسكينة ومن الا يولي العباد اذا خاطبهم الجاهلون اي خطاب جهل بدليل اضافة الفعل واسناده لهذا الاصل. قالوا سلاما اي خاطبوهم خطابا يسلمون فيه من الاثم. ويسلمون من مقابلة الجاهل بجهره وهذا مدح بالحلم الكثير ومقابلة المسيء بالاحسان والعافية عن الجاهي ورزانة العقل الذي اوصله لربهم سجدا وقياما يكثرون من صلاة الليل مخلصين فيها لربي متذللين له. كما قال تعالى تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا مما رزقناهم يقول ولا تعلم نفس ما اغفل من قرة عين جزاء بما كانوا يعملون. وقوله والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم ادفعوا عنا بالعصمة من اسباب ومغفرتهم فوقع منا مما هو مقتض للعذاب ان عذابها كان غراما اي ملازما لاهلها بمنزلة ملازمة الغريم لغريمه مقارنة منهم على وجه التضرع لربهم وبيان شدة حاجتهم اليه. وانهم ليس بطاقتهم احتمال هذا العذاب ويتذكر منة الله عليه فان صرف الشدة بحسب شدتها وفظاعتها يعظم واقعها ويشتد الفرح بصرفها والذين اذا انفقوا النفقات الواجبة المستحبة لم يسرفوا اي بان يزيدوا الى الحج فيدخلوا في قسم التبديل ولم يقتروا فيدخلوا في باب البخل والشح. وايمان الحقوق الواجبة كان انفاق بين يبذلون فيه الواجبات من الزكوات والكفارات والنفقات الواجبة فيما ينبغي على الوجه الذي ينبغي من غير ضرر ولا ضرار هذا واقتصادهم والذين لا يدعون مع الله الى اخر بل يعبدونه وحده مخلصا مخلصين له الدين حنفاء مقبلين عليه معرضين عما سواء لا يقتلون النفس التي حرم الله المسلم والكافر المعاهد الا بالحق كقتل النفس بالنفس وقتل الزاني المحصن والكابر الذي يحل قتله ولا يزنون بل يحفظون فروجهم الا على ازواجهم وما نكت ايمانهم ومن يفعل ذلك يشرك بالله وقتل النفس التي حرم الله بغير حق او الزنا فسوف يلقى ثم فسره بقوله يضاعف له العذاب يوم القيامة ولد فيه اي في العذاب مهانا فالوعيد بالخلود لمن فعل كلها ثابت لا شك فيه. وكذلك من اشرك بالله وكذلك الوعيد بالعذاب الشديد على كل واحد من هؤلاء من هذه السيارات لكونها اما شرك واما من اكبر الكبائر واما واما خلود القاتل والزاني في العذاب فانه لا يتناوله الخلود لانه قد دلت النصوص القرآنية والسنة النبوية ان جميع المؤمنين سيخرجون من النار ولا يخرج فيها مؤمن ولو فعل من المعاصي ما فعل من اعلى هذه الثلاث لانها اكبر من اكبر فالشرك فيه فساد الاديان والقتل فيه فساد الابدان والزنا فيه فساد الاعراض الا من تاب عن هذه المعاصي بان اقلعنا في الحال وندم على ما مضى عزما جازما على الا يعود من الصالحات مما امر به الشارع اذا قصد به وجه الله فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات تتبدل افعالهم واقوالهم التي كانت مستعدة لعمل السيئات تتبدل حسنات يتبدل شركهم ايمانا ومعصية طاعة وتتبدل النفس السيئات التي عملوها ثم احدثها عن كل ذنب ولا توبة وانابة وطاعة تتبدل حسنات كما وكما ظاهر الاية وورد في ذلك حديث الرجل الذي حاسبه الله ببعض الذنوب فعددها عليه ثم ابدل مكان كل سيئة حسنة فقال يا ربي ان لي لا رآها ها هنا والله اعلم. وكان الله غفورا لمن تاب يغفر الذنوب العظيما رحيما بعباده حيث دعا من التوبة بعد مبارزته بالعظائم ثم وفقهم لها ثم قبل منهم ومن تاب عمل صالحا فانه يتوب الى الله ما تاب اليه فليعلم ان توبته في غاية الكمال لانها رجوع الى الطريق الموصل الى الله الذي هو عين العبد وفلاحه. فليخلص فيها وليخلصها من شوائب الاغراض الفاسية فالمقصود من هذا الحث على تكميل التوبة واتباعها على افضل الوجوه اجل ان يخدم على من تاب اليه فهو في اجره بحسبك مالها. والذين لا يشهدون الزور لا يحضرون الزور اي القول والفعل المحرم فيجتنبون جميع المجالس المسلمة على اقوال المحرمة او الافعال المحرمة كالخوض في ايات الله والجدال باطل الغيبة والنميمة السب والقذف والاستهداء والغناء المحرم وشرب الخمر والفرش الحرير والصور ونحو ذلك واذا كانوا يشهدون من باب اولى واحضان لا يقولوا ويفعلوا. وشهادة الزهد في قول الزور تدخل في هذه الاية بالاولية واذا مروا باللغو ايها الكلام الذي لا خير فيه ولا فيه فاجة دينية ولا دنيوية ككلام السفهاء ونحوهم مروا كراما. اي نزوا انفسهم اكرموا اهل الخدف ويراء ورأوا الخوف وفيها وان كان لا اثم فيه فانه سفه ونحص للانسان في المروءة. فربوا فربأوا بانفسهم عنه وفي قوله اذا مروا باللواء اشارة لانهم لا يقصدون حضوره ولا سماعه ولكن عند المصادفة التي من غير قصد يكرمون انفسهم عنه والذين اذا ذكروا باقربهم هي التي امرهم باستماعهم والاهتداء بها لم يخروا ان يصوموا لم يقابلوها بالاعراض عن هذا كما يفعله من لم يؤمن بها ويصدق وانما حال فيها كما قالت عليه انما يؤمن باياتنا الذين اذا ذكروا باخرون سجد وسبح عند ربهم وهم لا يستكبرون. يقابلونها بالقبول والافتقار الى يوم القيامة لها وتجد عند ماذا سمعتا وقلوبا واعية ليست بها ايمانهم يتم بها قالوا ما تحدث لهم النشاط ويفرحون بها سرور وانقباطا والذين يقولون ربنا هب لنا من ازواج اي اي قرنائنا من اصحاب واقران وزوجات وذرياتنا وقرة اعين تقر بهم اعيننا واذا اذا استقرنا حالهم وصفاتهم عرفنا من همم وعلوم ومرتبة انهم لا تقر اعينهم حتى يروا المطيعين الى ربهم عالمين عالمين. عالمين عاملين وهذا كما انه دعاء لازواجهم وذرية في صحيحه انه دعاء لانفسهم لان نفع عليهم ولهذا جعلوا ذلك هيبة لهم وقالوا هب لنا اي بل دعاهم بل دعاؤهم يعود الى نفعهم المسلمين لان بصلاح من ذكر يكون سمن صلاح كثير ممن يتعلق بهم وينتفع بهم. الدرجة العالية درجة الصديقين والكمل من عباد الله الصالحين درجة الامامة في الدين. وان كونوا قدوة للمتقين باقوالهم وافعالهم المقتدى بافعال واقوالهم يسير ويا اهل الخير خلفهم فيهدون يهتدون. ومن العلم ان الدعاء يبني ببلوغ شيء دعاء بما لا يتم الا بوادي الدرج درجة الامامة في الدين لا تتم الا بالصبر واليقين كما قال تعالى وكانوا باياتنا يوقنون. فهذا الدعاء يستسلم من الاعمال والصبر ولا على طاعة الله واقداره المؤلمة يعني ومن العلم التام الذي يرسل صاحبه الى الدرجة اليقين خيرا كثيرا وعطاء جزيلا وان يكونوا في اعلى ما يمكن من درجات الخلق بعد ولهذا لما كان في امامهم ومطالبهم على تلك الجزاء من جنس العمل فجازاء بالمنازل العاليات فقال اولئك يجزنون الغربة بما ان صبروا ان منازل رفيعة المساكن الجميع لكل ما ما يشتهى وتلذه الاعين. وذلك بسبب صبرهم نالوا ما نالوا كما قال تعالى والملائكة يدخلون عليهم من كل باب. سلام عليكم بما فنعم عقبى الدار. ولهذا قال هنا ويلقون فيها تحية وسلام من ربهم. ومن ملائكته يذكرون بعض من ومن بعض على بعض يسلمون ويسلمون من جميع المنغصات والمكدرات والحاصل ان الله صمم بالوقار والسكينة والتواضع له ولعباده وحسن يده وسعة الخلق والعفو الجانب والاعراض يعلن مقابلته ساعة بالاحسان وقيام الليل والاخلاص فيها واخراج الواجب والمستحب في النفقات والاقتصاد في ذلك كانوا مقتصدين في الانفاق الذي جرت العادة بالتفريط او الافراط في اقتصاد متوسط في غير من باب اولى السلامة من كبائر الذنوب والاتصال والاخلاص الا في عباده والعفة الدماء والاعراض والتوبة عند صدور شيء من ذلك وانهم لا يحضرون مجالس المنكر والفسوق القولية والفعلية ولا يفعلون بانفسهم ولم يتنزهون من اللغو الافعى الارادية التي لا خير وذلك يستلزم مروءتهم من سنيتهم وكما لهم رفعة انفسهم عن كل خسيس قولي وفعلي. وانهم يقابلون ايات الله من القبول لا اردت فهم لمالها والعمل بها والاجتهاد في تنفيذ احكامها وانهم يدعون الله تعالى باكمل الدعاء في الدعاء الذي ينتفعون به فينتفع بهم من يتعلق بهم من به المسلمون من صلاح ازواجهم وذريتهم ومن لوازم ذلك. سعيهم ووعظهم ونصحهم لان من حرص على شيء ان ودعا الله فيه لابد ان يكون متسببا فيه وانهم دعاهم الله ببلوغه اعلى الدرجات الممكنة لهم وهي درجة الامامة والصديقية. فلله ما فلله ما على هذه الصفات ورفع هذه الامم واجل هذه المطالب وازكى تلك النفوس يأتيك القلوب. واصفاء اولئك الصفوات وهؤلاء السادة ولله فضل الله نعمة ورحمة الذي جلتهم التي جللتهم ولطفه الذي اوصلهم الى هذه المنازل. ولله منة الله على عباده ان بين لهم اوصافهم لهم هيئتهم وبين لهم هممهم ما اوضح لهم اجورهم يشتاقوا الى الاتصاف بانصافهم ويبذلوا جهدا في ذلك. ويسأل الذي من عليهم واكرمهم والذي فضله في كل زمان ومكان وفي كل وقت واوان. وان يهديهم كما هداهم ويتولاهم بتربيتهم الخاصة كما تولاهم. اللهم لك الحمد واليك المشتكى وانت المستعان بك ولا حول ولا قوة الا بك لا نملك لانفسنا نفعا ولا ضر ولا نقدر على مثقال ذرة من الخير ان لم تيسر ذلك لنا فان ضعفاء كل وجه نشهد انك ان وكلت الينا انفسنا طربة عين وكلتنا الى ضعف وعج وخطيئة. فلا نثق يا ربنا الا برحمتك التي بها خلقتنا ورزقتنا وانعمتنا علينا بما انعمت من النعم الظاهرة والباطنة صرفت عنا من النقم وارحمنا رحمة تغنينا بها عن رحمة من سواك لا خاب من سألك ولما كان الله تعالى قد اضاف هؤلاء العباد الى رحمته اختصهم بعبوديته لشرفهم وفضلهم ربما توهم متوهم انه اي ضمير لا يدخل في العبودية فاخبر تعالى انه لا يبالي ولا يعفو بغير هؤلاء لان وانه لولا دعاءكم اياه دعاء العبادة دعاء المسألة مع بابكم ولا احبكم فقال قل لا يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم فقد كذبتم فسوف يكون لزاما. اي عذابا يلزمكم لزوم الغريم لغريم وسوف يحكم الله بينكم وبين عباده المؤمنين تم تفسير سورة الفرقان فلله الحمد والثناء والشكر ابدا. احسنت بارك الله فيك. القراءة مع الشيخ يوسف في سورة الشعراء سورة الفرقان فيها صفات اهل الايمان ودل انهم ما حصلوا هذه الصفات الا بالفرقان من اعظم ما ينبغي ان يهتم به الانسان ان يحصل الفرقان بالعلم والعمل نعم قال رحمه الله تعالى تفسير سورة الشعراء وهي مكية عند الجمهور بسم الله الرحمن الرحيم تلك ايات الكتاب المبينة الايات. البين الواضح الدال على جميع المطالب الاهية المقاصد الشرعية بحيث لا يبقى عند الناظر فيه ولا شبهة فيما اخبر به او حكم به لوضوحه اشرف المعاني وارتباط الاحكام بحكمها وتعليقها بمناسبها فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينذر به الناس ويهدي به الصراط المستقيم فيهتدي بذلك عباد الله المتقون ويعرض عنه من كتب عليه الشقاء فكان يحزن حزنا شديدا على عدم ايمانهم حرصا منه على الخير نصحا لهم ولهذا قالت لنبيه لعلك باقع نفسك اي مهلكها وشاق عليها الا يكونوا مؤمنين. اي فلا تفعل ولا تذهب نفسك عليهم حسرات فان الهداية بيد الله وقد اديت ما عليك من القرآن المبين اية حتى ننزلها يؤمن بها فانه كافي شاف ولهذا قال ان شأنه من السماء اية اي من ايات الاقتراح فظلت اعناقهم اي اعناق المكذبين لها خاضعين ولكن لا حاجة الى ذلك ولا مصلحة فيه فانه اذ ذاك الوقت يكون الامام وينافع وانما الايمان النافع والايمان بغيره كما قال تعالى هل ينظرون الا ان تأتيهم الملائكة او يأتي ربك او يأتي بعض ايات ربك يوم يأتي بعض ايات ربك ينفع نفسا ايمانها الاية ثم قال وما يأتيهم من ذكر من رحمن محدث يأمرهم وينهاهم ويذكرهم ما ينفعهم ويضرهم الا كانوا عنه معرضين. بقلوبهم وابدانهم هذا اعراضهم عن الذكر المحدث الذي جرت العادة انه يكون موقعه ومن غيره فكيف بالراضي عن غيره؟ ولهذا قال فقد كذبوني بالحق وصار التكليم لهم سجية ولا تتغير ولا تتبدل فسيأتيهم انباء وما كانوا به يستهزئون به سيقع بهم العذاب ويحل به ما كذبوا به. فانهم قد حقت عليهم كلمة العذاب. قال الله منبها عن التفكر الذي ينفع صاحبه او لم يروا الى الارض وانبتنا فيها من كل زوج بهيج من جميع اصناف النباتات حسنة المنظر كريمة في نفعها ان في ذلك لاية على احياء الله موتى بعد موتهم كما احيا الارض بعد موتها ما كان اكثرهم مؤمنين كما قال تعالى وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين. ثم قال وان ربك لهو العزيز الذي قد قهر كل مخلوق ودان له العالم العلوي والسفلي والرحيم الذي وسعت رحمته كل شيء ووصل جوده الى كل حي العزيز الذي اهلك وعقوبة رحيم بالسعداء حيث انجاهم من كل شيء وبلاء واذ نادى ربك كموسى نؤتي القوم الظالمين الى اخر القصة اعاد الباني قصة موسى واثناها في القرآن ما لم يثني غيرها لكونها عظيمة وعبر وفيها وفيها نبأه مع الظالمين والمؤمنين وهو صاحب الشريعة الكبرى وصاحب التوراة افضل الكتب بعد القرآن فقال موسى الفاضلة وقت نداء الله اياه حين كلمه ابوه وارسله فقال انيت القوم الظالمين الذين تكبروا في الارض وما فرعون الا يتقون اي قل لهم بلين بلين قول ولطف عبارة الا تتقون الله الذي خلقكم فتتركون ما انتم عليه من كفر؟ فقال موسى عليه السلام معتذرا من ربه مبين لعذره وسائر له المعونة على هذا الحمل الثقيل ويسر لي امري واحلل عقدة من لساني يفقه قولي واجعلني وزيرا من اهل هارون اخي فارسل الى هارون فاجاب الله طلبته ونبه اخاه وهارون كما نبه فارسله معي ردا اي معاونا لي على امري ولهم علي ذنب اي في قتل القبطي فاخاف ان يقتلوني قال كلا اي لا يتمكنون من قتلك فاننا سنجعل لكما سلطانا. فلا يصلون اليكم باياتنا انتم ومن اتبعكم غالبنا ولهذا لم يتمكن فرعون من قتل موسى مع منابذته له اية منابذة وتسفيه رأيه وتضليله وقومه باياتنا الدالة على صدقكما وصحة ما به فانا معكم مستمعون احفظكما واكلاؤكما فاتيا فرعون فقولا ان رسول رب العالمين ان يرسلنا اليك الارسلنا اليك لتؤمن به وبنا وتنقاد لعبادته وارفع عنهم يدك ليعبدوا ربهم ويقيموا امر دينهم فرعون فلما جاء لفرعون وقال لهما قال الله لهما لم يؤمن فرعون ولم يلن وجعله يعارض موسى فقال الم الم ننعم الم ننعم عليك ونقوم بتربيتك منذ كنت واذا في مدك ولم تزل كذلك ولبثت في ولبثت فينا من عمرك سنينا وفعلا ارتفعنا كالذي فعلت وهي قتل موسى القبطي حين استغاثه الذي من شيعته يعني الذي من عدوه موسى فقضى عليه الاية سبيلنا للكفر فاقر على نفسه من الكفر من حيث لا يدري. فقال موسى فعلتها اذا وانا من اي عن غير كفر وانما كان ضلال وسفه فاستغفرت ربي فغفر لي. ففررت منكم لما خفتكم حين تراجعتم بقتلي فهربت الى مدين. ومكثت سنين ثم جئتكم وقد وهب لي حكما وجعل من المرسلين فالحاصل ان اعتراض فرعون على موسى اعتراض جاهل او متجاهل فانه جعل المانع من كونه رسولا منه القتل فبين له موسى ان قتله ولوجود الضلوع والخطأ الذي لم يقصد نفس القتل وان فضل الله تعالى غير ممنوع منه احد فلم فإن منعتم ما منحني الله من الحكم بقي عليك يا فرعون ادلاؤك بقولك الم نربك فينا وليدا وعند التحقيق يتبين ان لا منة لك فيها ولهذا قال موسى وتلك نعمة تمن بها علي ان عبدت بني اسرائيل اي تدلي علي بهذه المنة لانك سخرت بني اسرائيل وجعلتهم لك بمنزلة العبيد وانا وانا قد اسلمت من تعبيدك وتسخيرك وجعلتها لي نعمة فعند التصور يتبين ان الحقيقة انك ظلمت هذا الشعب الفاضل وعذبت وعذبتهم وسخرتهم باعمالك وانا قد الله من اذاك معصي اذاك لقوم فهذه المنة التي تمت بها وتدلي بها. قال فرعون وما رب العالمين وهذا انكار منه ربه ظلما مع تيقن صحتي ما دعاه اليه موسى قال رب السماوات والارض وما بينهما اي الذي خلق العالم العلوي والسفلي ودبر بانواع بانواع التدبير ومن جملة ذلك ان ومن جملة ذلك انتم ايها المخاطب المنافق فكيف تنكرون خالق المخلوقات وفاطر الارض والسماوات ان كنت موقنا فقال فرعون ومعجبا بقوله الا تستمعون ما يقوله هذا الرجل فقال موسى ربكم ورب ابائكم الاولين تعجبتم ام لا استكبرتم ام زعنتم؟ فقال في العموم اذ للحق قادح ممن جاء به. ان رسولكم الذي ارسل اليكم مجنون حيث قال خلاف ما نحن عليه فبما ذهبنا اليه فالعقل عنده اهل العقل من زعموا انهم لم لم يخلقوا ان السماوات والارض ما زالتا موجودتين من غير موجد وانهم بانفسهم خلقوا من غير العقل عنده ان يعبد المخلوق الناقص من جميع وجوه والجنون عنده ان يثبت الرب الخالق للعالم العلوي والسفلي والمنعم بالنعم الظاهرة والباطنة وزين لقومه في هذا القول وكانوا سفهاء الاحلام خفيفي العقول فاستخف قومه فطاعه انهم كانوا قوما فاسقين. فقال موسى عليه السلام موجب الانكار فرعون وتعطيله رب العالمين المشرق والمغرب وما بينهما من سائر مخلوقات ان كنتم تعقلون فقد اديت لكم من البيان والتبيين ما يفهمه كل من له ادنى مسكت من عقل فما بالكم تتجاهلون فيما اخاطبكم به وفيه امام وتنبيه الى ان الذي رميتم به موسى الخلق عقلا واكملهم علما بالجنون. والحال انكم انتم مجانين حيث ذهب ذهبت عقولكم عن انكار اظهر الموجودات خالق الارض والسماوات وما بينهما فاذا جحدتموه فاي شيء تثبتون واذا واذا جهلتموه فاي شيء تعلمون. واذا لم تؤمنوا به وبآياته فبأي شيء بعد الله واياته تؤمنون. تالله ان مجانين الذين بمنزلة البهائم اعطن منكم وان الانعام السانحة اهدى منكم. موسى عليه السلام بين ربوبية الله للمكانة رب السماوات والارض وربوبية الله للمحتوى. ربكم ورب ابائكم الاولين. وربوبية الله للزمان رب المشرق والمغرب فدلنا ان الزمان والمكان وما بينهما كلها مخلوقات لله. فكيف تعبد المخلوقات وتدرك وتترك الخالق لهذه اشياء مكانا وزمانا ها ومحتوى. نعم قال فلما خنقت فرعون الحجة وعجزت قدرته وبيانه عن ثقالا متوعدا لموسى بسلطانه لئن اتخذت الها غيري لاجعلنك من المسجونين زعم ان يأتي مبين ظاهر لكل احد لا خيال ولا تشبيه ونزع يده من جيبه فاذا هي بيضاء اي لها نور عظيم لا نقص فيه لمن نظر اليها قال فرعون حوله معرضا للحق ومن جاء به لساحر عليم يريد ان يخرجكم من ارضكم بضعف عقولهم ان هذا من جنس ما به الساعة انه من المتغر عندهم ان السحرة يأتون من العجائب ما لا يقدر عليه الناس وخوفهم انه قصده بهذا السحر. التوصل الى اخراجهم من وطنهم ان يجد ويجتهد في معاداة من يريد اجلاءهم عن اولادهم وديارهم. فماذا تأمرون ان نفعل به قالوا ارجه واخاه ان يغفرهما وابعث في جامعين للناس يأتوك اولئك الحاشرون بكل سحار عليم. اي ابعث في جميع مدنك التي هي مقر العلم ومعدن السحر من يجمع لك كل ساحر في صحيحه فان الساحر يقابل بسحر من جنس سحره وهذا من لطف الله ان ان يري ان يري العباد بطلان ما منوه اي به فرعون الجاهل الضال المضل ان ما جاء به موسى سحر قيضه من جمعوا اهل واهل المهارة بالسحر ينعقد المجلس عن حضرة الخلق العظيم فيظهر الحق على الباطل ويقر اهل العلم او اهل واهل الصناعة بصحة ما جاء به موسى وانه ليس بسحر فعمل فرعون برأيهم فارسل في المدائن يجمع السحرة في ذلك فجمع السحرة في ميقات يوم معلوم الذي تبرؤون فيه من من اشغالهم وقيل للناس انتم مجتمعون مغلبة السحرة لموسى وانهما هما في صناعة فاتبعهم ونعظمهم ونعرف فضيلة علم السحر هو الصواب لموسى قال نعم لكم اجر وثواب وان نكون من المقربين عندي وعدهم الاجر الاجر والقربة منه ليزداد نشاطهم ويأتوا بكل مقدورهم في موسى فلما اجتمعوا هم وموسى واهل مصر واعظهم موسى وذكرهم وقال ويلكم لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب قد خاب من افترى فتنازعوا وتخاصموا ثم شجعهم فرعون وشجع بعضهم بعضا وشجع بعضهم بعضا قال لهم موسى القوا ما انتم ملقون اي القوا كل ما في خواطركم القائهم ولم يقيده بشيء دون شيء لجزمه وضلال ما جاءوا به معارضة للحق بعزة فرعون انا نحن الغائبون فاستعانوا بعزة عبد ضعيف عاجز من كل وجه الا انه قد تجبر وحصل له صورة ملك وجنود فغرتهم تلك الابهة الابهى ولم تنفذ بصائرهم الى حقيقة الامر او ان هذا قسم منهم بعزة فرعون مقسم عليه انهم غالبون فالقى موسى عصا بداية القاف تبتلع وتأخذ ما يأفكون. فالتف فالتفت جميع ما القوا من حبال المعصي انها افك وكذب وزر. وذلك كله باق لا يقوم للحق ولا قاوموه فلما رأى السحرة هذه الايات العظيمة تتيقن لعلمهم ان هذا ليس بسحر وانما هو اية من ايات الله معجزة تنبئ بصدق موسى وصحة ما جاء به ولكن ابى فرعون الا عتوان ضلالا متمادا في غيه وعناده. ويعجب قومهم جرائتهم عليه واقدامه على الايمان من غير اذنه ومؤامرته انه لكبيركم الذي يعلمكم السحر هذا وهو الذي جمع السحرة ومل وملأه وملأه الذين اشاروا عليه جمعهم مدائنهم وقد علموا انهم اجتمعوا موسى ولرأوهم قبل ذلك وانهم جاءوا من السحر بما يحير الناظر ويهينهم ومع ذلك فرج عليهم هذا القول والذي هو امي بانفسهم ووقفوا على بطلانه فلا يستنكر على اهل هذه العقول الا يؤمنوا بالحق واضح ولايات الباهرة لانهم لو قالوا لو قالوا لهم لو قال لهم فرعون عن اي شيء كان انه يخلف فقال دي في الارض ولاصلبنكم اجمعين تختزوا لتختزوا وتذلوا فقال السحرة حين وجدوا حلاوة الايمان وذاقوا ندته لا ضير اي لا نبالي بمد توعدتنا به انا الى ربنا منقلبون. انا نطمع ان يغفر لنا ربنا خطايانا من الكفر والسحر موسى من هواجن فثبتهم الله وصبرهم فان احتمل ان فرعون وفعل بهم ما توعدهم اذ ذاك. ويحتمل ان الله منعه منهم ثم لم يزل فرعون وقومه مستبيان وكلما جاءتهم اية وبلغت منهم كلما كشف الله عنهم ليؤمنن به ويرسلن معه بني اسرائيل فيكشفه الله ثم يمكثون فلما يئس موسى من ايمانهم وحقت عليهم كلمة العذاب ان ينجيه من اسرهم ويمكنهم في الارض اوحى الله الى موسى نسر بعباده جنوده ووقع كما اخبر فانهم لما اصبحوا واذا بنوا اسرائيل قد سغوا كلهم مع موسى فارسل فرعون في المدائن حاشيين يجمعون الناس ليوقع ببني اسرائيل ويكون مشجعا لقومه ابقوا منا وانا لجميع حاذرون. اي الحذر على الجميع منهم وهم اعداء للجميع والمصلحة مشتركة. فخرج فيهم عون وجنوده في جيش عظيم ونفير عام لم يتخلف منهم سوى اهل الاعداء الذين منعهم العجز. قال الله تعالى فاخرجناهم من جنات وعيون اي بساتينا اي بساتين مصر وجنانها الفائقة المتدفقة وزروع قد ملأت اراضيهم وعمرت بها حاضرا وعمرت بها حاضرة وواديهم. ومقام كريم اعجبوا الناظرين ويلهي المتأملين يتمتعوا به دهرا طويلا عمرا مديدا عن الكفر والعناد والتكبر على العباد هذه البساتين والعيون والزروع والمقام الكريم بني اسرائيل الذين جعلوهم من قبل عبيدهم وسخروا في اعمارهم الشاقة فسبحان فمن يؤتي الملك من يشاء وينزعه عمن يشاء ويعز من يشاء بطاعته ويذل من يشاء بمعصيته فاتبعوهم مسرقين ان اتبع قوم فرعون قوم موسى وقت شروق الشمس وساقوا خلفهم على غيظ محثين على غيظ وحنق قادر فلما ترى الجمعاني يرى كل منهما صاحبه قال اصحابه موسى شاكين لموسى وحزنين. انا لمدركون فقال موسى مثبتا لهم ومخبرا لهم بوعد ربه الصادق كلا اي ليس الامر كما ذكرتم انكم مدركون ان معي ربي سيهديني لما فيه نجاتي ونجاتكم. فاوحينا الى موسى يضرب بعصاك البحر فضربه فانفلق اثني عشر طريقا فكان كل فرق كالطود العظيم اي الجبل العظيم فدخله موسى وقومه وازلفنا ثم في المكان في ذلك المكان الاخر اي فرعون وقومه وقربناهم وادخلناهم في ذلك الطريق الذي سلك منه موسى وقومه وانجينا موسى ومعه اجمعين استكملوا خالدين لم يتخلف منهم احد ثم الاخرين لم يتخلف منهم عن الاغراق احد ان في ذلك اية عظيمة على صدق ما جاء به موسى عليه السلام وبطلان ما عليه فرعون وقومه وما كان اكثرهم مؤمنين مع هذه الايات اقتضيت للايمان فساد قلوبكم وان ربك لهو العزيز الرحيم اجمعين ثم قال تعالى انباء كثيرة ولكن من اعجب انباءه وافضل هذا النبو المتغمد قومه ولذلك قيده بظرف فقال لابيه وقومه ما تعبدون قالوا متبجحين بعبادتهم نعبد اصناما ننحتها ونعملها بيدينا فنظل لها العاكفين يقيمون على عبادتها في كثير من اوقاتنا فقال لهم ابراهيم اذا لعدم استحقام العبادة هل يسمعونكم اتدعون فيستجيبون دعاءكم ويفرجون كربك كربكم ويزيلون عنكم كل مكروه او ينفعونكم او يضرون فبالك كن له غير موجود فيها فلا تسمع دعاء ما تنفعه ولا تضر. ولهذا لما كسرها وقال بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم ان كانوا ينطقون قالوا له لقد علمت ما هؤلاء ينطقون. اي هذا امر متقرر من حالها لا يقول الاشكال والشك فلجأوا الى الى تقليد ابائهم الضالين فقاموا فتبعناهم على ذلك وسلكنا سبيلهم وحافظنا على عاداتهم فقال لهم انتم وابائكم كلكم خصوم في هذا الامر والكلام مع جميع واحد ففرأيتم ما تعبدون ما كنتم تعبدون انتم وابائكم اقدمون فانهم عدو لي فليضروني بادنى شيء من الظلم فلا يقدرون الا رب العالمين الذي خلقني فهو يهدين هو المتفرد بنعمة الخلق ونعمة الهداية المصالح الدينية والدنيوية ثم خصصنا منها بعض قال فيجب ان يفرد بالعبادة والطاعة وتترك هذه الاصنام التي لا تخنق ولا تهدم واتم ولا ولا تمرض ولا تشفي ولا تطعم ولا تسقي ولا تميت ولا ولا تنفع عابيديها بكشف الكرب ومغفرة الذنوب. فهذا دين قاطع وحجة باهرة لا تقدمها انتم واباؤكم على معارضتها فدل على اشتراككم في الضلال وترككم طريق الهدى والرشد. قال الله تعالى وحاجه قومه قال اتحاجوا اني في الله وقد هدانا الايات ثم دعا عليه السلام ربه فقال رب هب لي حكما اي علما كثيرا اعرف به الاحكام والحلال والحرام انام والحقني بالصالحين من اخوانه الانبياء والمرسلين واجعلني لسان صدق في الاخرين. ان يجعلني ثناء صدق مستمر الى اخر دهر فاستجاب الله دعاء رواه من العلم والحكم ما كان به من ارض المحسنين. والحقه باخوانه المحسنين وجعلهم معظما مثنيا عليه في عليه بجميع الملل في كل الاوقات. سلام على ابراهيم انا كذلك نجزي المحسنين انه من عبادنا مؤمنين واجعلني من ورثة جنة النعيم اي من اهل الجنة التي يورثهم الله اياها فاجاب الله دعاءه في جنات نعيم واغفر انه كان من الضالين وهذا الدعاء سبيل الوعد الذي قال النبي انه كان بي حفيا. قال تعالى ومن كان استغفار ابراهيم لابيه الا عن موعدة بارك الله فيك نقف على هذا ان شاء الله لان في اخوة يأتون من اماكن بعيدة لعلهم يدركون الفطور ان شاء الله