وان كل من ابتغى الهدى من غيره اضله الله. وهذه صفة لكل من كذب الحق وتركه. لابد ان يمرج امره كما قال تعالى. بل بالحق لما جاءهم فهم في امر مريج. فانظر يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. ويعرف هذا بتتبع اصوله وفروعه ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم. ان يهدي لاصلح امور من العقائد والاخلاق والاداب والاعمال للاسباب وغيرها وهو الافتقار التام الى الله. وتفويض العبد اموره كلها الى الله ونقل كلام ابن القيم رحمه الله في حقيقة الفقر. ذلك كالكلام النفيس القيم في تحقيق العبد افتقاره الى ربه. وتعلق نعمة منه وفضلا. كما قال تعالى فاقم وجهك للدين حنيفا. فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله. ذلك الدين القيم ولكن ان اكثر الناس لا يعلمون. منيبين اليه. الاية ويلزم على قوله ان يستدرك على النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال قال فابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه. فيقال قال وايضا لما قلت او يجعلانه مسلما. لان قبوله للجميع على حد سواء عند هذا. وفي نفس الحديث والاية الكريمة حيث قال قال كالبهيمة الجمعاء. هل تحسون فيها من جدعاء حتى تكونوا انتم تجدعونها. اي كالبهيمة التي تولد مجتمعة الخلق كاملة اعضاء حتى يجدعها الناس. بقطع الاذان او بعض الاعضاء كذلك الادمي خلقه الله مفطورا على الاستعداد لمعرفة الحق وقبوله فلو ترك وفطرته ولم يعرض له ما يغيرها من التربية السيئة التي لم يشاهد الناس لها مثيلا في الجلال والجمال والكمال لم تبلغ رشدها بل هي في طور الطفولة. وعنده ان الرشد والكمال المفضل منحصر في الماديين من الملحدين. كما صرح به المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فاني قد وقفت على كتاب صنفه عبده الله ابن علي القصيمي سماه هذه هي الاغلال. فاذا هو محتو على نبذ الدين والدعاية الى نبذه. والانحلال عنه من كل وجه كان هذا الرجل قبل كتابته واظهاره لهذا الكتاب. معروفا بالعلم والانحياز لمذهب السلف الصالح وكانت تصانيفه السابقة مشحونة بنصر الحق والرد على المبتدعين والملحدين. فصار له بذلك عند الناس مقام وسمعة حسنة فلم يرع الناس في هذا العام حتى فاجأهم بما في هذا الكتاب الذي نسخ به وابطل جميع ما كتبه عن الدين سابقا. وبعدما كان في كتبه السابقة معدودا من انصار الحق. انقلب في كتابه هذا من اعظم المنادي له. فاستغرب الناس منه هذه المفاجأة الغريبة لسوابقه ولا يطلبه عند هذا الكاتب. الذي تجرأ على ما لم يتجرأ عليه من اما بالاسلام من الملحدين. ولا تستغرب هذا عليه. فان انه سيأتي انه صرح تصريحا لا تردد فيه. بالكفر بالانبياء والرسل كله ولسنا بصدد التعرض للاسباب التي دعته لكتابة هذا الكتاب. وكثير من الناس والنون به الظنون التي تدل عليها القرائن. وليست بعيدة من الصواب بظن بعضهم انه ارتشى من بعض جهات الدعاية الاجنبية اللادينية. ولكن لما فكتب هذا الكتاب وطبعه ونشره بين الناس. وجعله دعاية بليغة لنبذ دين الاسلام بل هغيره من الديانات والمبادئ الخلقية كان هذا اكبر عداء ومهاجمة للدين. وجب على كل من عنده علم ان يبين ما يحتويه عليه كتابه من العظائم. خشية اغترار من ليس له بصيرة بكلامه حيث كان معروفا قبل ذلك من علماء المسلمين. ولم يدرم فطرأ عليه من الانقلاب. واننا نعلم ان الذين يقرؤون كتابه ويقفون عليه في ثلاثة اقسام. القسم الاول من له بصيرة ومعرفة وتفريق بين بين الحق والباطل ومعرفة بحقيقة الدين. فهذا لا يحتاج الى التنبيه بل مجرد وقوفه على كلامه وفهمه يكفيه معرفة ببطلانه وفساده. لان هذا القسم من الناس لا تغرهم الالفاظ المزخرفة ولا الاستدلالات المزورة المبهرجة. القسم الثاني من وقف على كتبه السابقة ثم على كتابه هذا. ورأى ما فيها من اضطراب والتناقض والتضارب. وعدم الاستقرار على قول ورأي واحد يقول القول اليوم فيهدمه بالغدر. ويبني ما هدمه ويهدم ما بناه فبينما تراه يدعي انه ينصر الدين ويغار على المسلمين. اذ تراه ملحا في في هدم اصول الدين وقواعده. حاملا على حملته متهكما بالعلماء والمرشدين مؤيسا لهم من الرقي في الحياة. ما داموا متمسكين بدين الاسلام وبين تراه يحط على ائمة الدين ومصابيح الدجى. اذ يصب الثناء مدح على ائمة الكفر وزنادقة الملاحدة. ويعظمهم غاية التعظيم وبين تراه يذم القديم. ويحث على رفظه ومراده به ما جاء به الدين علوما واخلاقا واعمالا. ويحث على الاخذ بكل جديد اذ تراه متناقضا يحث على اتباع المنحرفين. كارسطو وافلاطون والفارابي وابن سينا ونحويهم من المتقدمين والمتأخرين. الى غير ذلك من مناقضاته التي توجب للناظر فيها ان يهدر كلامه ويسقطه من الاعتبار ولو لم يكن من اهل العلم والابصار. واما القسم الثالث الذين لا بصيرة لهم يميزون بها بين الحق والباطل. ولا وقفوا على تناقضه وعدم استقراره على رأي واحد. فانهم يخشى عليهم من الاغترار بكلامه لانهم يسمعون عبارات مزخرفة واستدلالات مموهة لانه يردد المعنى الضئيل بعبارات كثيرة. واساليب متنوعة ونحن لا ننكر ما في كلامه وكتابه من المعاني الصحيحة المطروقة. التي لم يزل اهل العلم يقولونها ويبدونها. من الحث على تعلم العلوم وفنون الصنائع النافعة وما فيهم من ذم الجهل واثاره الضارة. وما فيه من تأخر المسلمين في الفنون العصرية. وما فيه من وصف تفوق غيرهم في فنون المادة فقد ذكر اهل العلم من هذه الامور اكثر مما ذكر هذا الرجل. ولم يبين ما بين ولا شرح الداء الذي اصاب المسلمين حقيقة ولا كيفية الدواء والمقصود ان ما في كتابه من الحقائق. لم يكن اول من قالها. بل لم يزل اهل المعرفة يقولون ما هو اتم منها. وانما المنكر الفظيع والطاعة الكبراء ترويجه بهذه الامور على من لم يعرف الحقائق وجعلها له كالاساس الذي يحمل منه على الدين واهله الحملات المنكرة المتكررة عبدالرحمن بن ناصر السعدي. مقدمة ونظرة اجمالية في محتويات ومواضيع هذا الكتاب. من نظر فيه وتأمله حقته تأمله عرف انه ما كتب اشد وطأة واعظم عداوة ومحاربة للدين الاسلامي ومنفرا منه. وانه ما اجترأ احد من الاجانب وغيرهم بمثل ما اجترأ عليه هذا الرجل. ولا افترى مفتر على الدين كافتراءه ولا حرف احد له نظير تحريفاته. وما صرح احد بالوقاحة والاستهزاء والسخرية بالدين واصوله وتعاليمه. واخلاقه وادابه حملته كاستهزائه وسخريته. فانه اشتمل على نبذ الدين ومنابذته ومنافقته. ثلاثة لا تبقي من الشر شيئا الا تضمنته فانه صريح في الانحلال عن الدين بالكلية. وخروج تام عن عقائده واصوله فضلا عن فروعه. وهو اكبر دعاية للالحاد ومقاومة للدين واهله. وفيه من البهرجة والتزويرات التي جعلها في صورة نصر الدين. ما يعد من اعظم النفاق والكيد والمكر للاسلام واهله ولا يحيق المكر السيء الا باهله. وجملة ذلك انه تلقى عن جميع اعداء الدين ما وجهوه الى الدين والى اهله من جميع الوان الشبه التي تدعو الى الكفر والتكذيب بالدين. وزاد عليهم زيادة واستدرك امورا لم يصلوا اليها. فان النافين للباري الجاحدين له كزنادقة الدهرية وفرعون واشياعه. الذين صرحوا بجحد رب العالمين بالكلية وتكذيب رسله جهرا وعلنا. ثم اظهره زنادقة الاتحاد اتحاديين باسلوب اخر. وهو ان الوجود كله واجبه وممكنه واحد بالعين فلا ثم رب ولا مربوب. ولا خالق ولا مخلوق الجميع شيء واحد. ثم اظهر هذا الكاتب صاحب كتاب الاغلال. باسلوب ان اشنع من ذلك كله. حيث زعم انه لا فرق بين الخالق والمخلوق وان من فرق بينهما من الانبياء والرسل واهل الاديان. فهو غالط ضال عنده اعداء الرسول تنوعوا في تكذيبه فقالوا ساحر وشاعر وقالوا مفتر كذاب. وزنادقة الفلاسفة قالوا ان ان الرسل كذبوا لمصلحة الناس. وخيلوا للناس تخييلات خالية من الحقائق وهذا صاحب الاغلال جاء بوجه اخر حيث حلل بزعمه حياة النبي صلى الله عليه وسلم ذلك التحليل الخبيث الباطل بانه يخلو بالطبيعة ويناجيها. وتأخذ بلبه وعقله ويظل ليله ونهاره نازعا اليها. وقد افتتح بها رسالته بخلوته بها ومناجاتها في غار حراء. وختمها به حيث كان ينزع اليها وهو في في سياق الموت. ويقول في الرفيق الاعلى. فهذا التحليل الخبيث الذي لا يروج على الصبيان قد اخذه بعينه من دعاة النصارى ومضلليهم اذ قالوا هذا القول الذي هو التكذيب المحض. فعند صاحب الاغلال ليس ثم وحي ولا مناجاة لله. ولا نزول جبريل بالوحي من عند الله وانما ذلك خيال لا حقيقة. فظن بجهله انه بهذا الكلام المموه يسلم من الشناعة. اعداء الرسل من الدهرين قالوا ما هي ان حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا الا الدهر. وهذا القصيد صيني يقول ما هي الا الطبيعة تتفاعل وتتطور وتدير امر العالم وتدبره وتنظم الامور الجليلة والدقيقة. وانكر قضاء الله وقدره ورجع ذلك الى العلم بانتظام الطبيعة. وهذا انكار منه لله ولاهله افعاله ولصفاته. وكما انكر توحيد الربوبية. فقد انكرت توحيد الالهية والعبادة. ولم يرتضي بما قاله المشركون. بل انكر عبادة الله بالكلية. وانكر الافتقار اليه. وتهكم بالمفتقرين الى ربهم الداعين لله المخلصين لربهم. وملأ كتابه من السخرية بهم وكما انكر الربوبية والالهية والرسالة. اذ فسرها بذلك الخبيث. الذي يرجع الى نفي الرسالة. فقد انكر عقوبات الله ومثوباته الدنيوية والاخروية. وانكر اسبابها وسخر بالمؤمنين بها وكذلك رمى جميع طبقات الامة. وخص منهم العلماء الاعلام وهداة الانام بضعف العلم والعقل والرأي. واوجب الكفر بهم قلومهم وبما قالوه وصنفوه من كتب الحديث والتفسير والفقه والاصول والفروع وجعلهم مجرمين يستحقون العقوبة. واهدر فضائلهم بالكلية واكبر من ذلك واطم انه باهت وصرح بتحقير الانبياء تحقيرا ان لم يصل اليهم ملحد. اذ صرح بان جميع الرسل والانبياء والهداة من اتباع اعهم لم ينفعوا الناس في الحياة بشيء من النفع. ولم يقدروا ان يصيروا فيها مخلوقات متألقة. لهم فضائل يهتدى بها وكما رمى الانبياء واهل الاديان الصحيحة كلهم. ولم يستثني منهم احدا فانه عظم زنادقة الملحدين الاولين منهم والاخرين. واوجب الاخذ عنهم والحذو على منوالهم وحتم نبذ القديم الذي في مقدمته الكتاب والسنة ان وما عليه الصحابة والتابعون. واوجب ان تتخذ ثقافة جديدة كن الحادية ينبذ فيها الدين الصحيح. ويكفر به وبحملته ويعتقد ان الصحابة في طور الاطفال او طور قريب من طور الحيوانات السذج وانهم لا يعلمون الامور على حقيقتها. وانما يعلمون ظاهرا من الحياة دنيا وانما العلم والفضل منحصر عنده في الاجانب الافرنج وسلك مسلك الاباحيين في التهتك والاباحة. وكذب ما جاء في الكتب. وعلى سنة الرسل من قصة ادم وزوجه وذريته فزعم ان الانسان الاول مخلوق شبيه بالحيوان لا يقدر على النطق ولا التخاطب بوجه من الوجوه. ثم وقال الى طور الاشارات في مدد طويلة. ثم بعد مدد طويلة جدا تدرج شيء شيئا فشيئا. حتى انتقل الى طور التخاطب بالالفاظ المبهمة الساذجة وكذب ما جاءت به الرسل ان الله علم ادم الاسماء كلها. واسجد له وملائكته واتبع سفهاء الخرافيين. وكذب جميع النصوص من الكتاب والسنة الواردة في التزهيد في الدنيا والترغيب في الاخرة. وفي فضل الصبر على المصائب وثواب اهلها. واستهزأ بها وباهلها وملأ كتابه من السخريات والاستهزاءات. وكل هذه الحقائق وما هو اكثر منها آآ قد تضمنها كتابه المذكور. كما سنشير اليها مفصلة مشارا الى صفحاته من كتابه المذكور. فصل ولما كان هذا الكتاب موجها الى قلب الدين وروحه. والى هدم علومه واصوله وقواعده وجميع مقوماته. وكان هذا الدين العظيم بذاته وحقيقته واشتماله على اعظم الحقائق واجلها وانفعها. وعلى البراهين ساطعة والانوار المتلألئة. يدفع ويبطل كل ما يقوم في وجهه من الشبهات ويقاومه من الاقوال الباطلة. احببت ان اشير اشارة لطيفة قبل ابطال قول هذا الكاتب الى بعض محاسن هذا الدين انه لا سبيل لاحد من الخلق ان يبطل شيئا من اصوله وقواعده واسسه وان هذا الدين العظيم تزول السماوات والارض والجبال واصوله راسيات وقواعده ثابتات. وانواره مشرقة. وبراهينه للباطل محرقة. فهو الميزان الاعظم. الذي توزن به الامور الدينية والامور العقلية والامور الدنيوية. وابين عند ذلك منافاتها بقول هذا الكاتب وهذا الرجل لابد قد شعر ان الناس لا يشكون ولا يمترون هنا في منافاة كتابه واقواله للدين. فتراه في مطاوي كتابه يعتذر ويدعي انه مؤمن بالله ورسوله وبريء من الالحاد فيظن ان الناس يقيمون لاعتذاره وزنا. وكيف تقع اعتذاراته الطفيفة التافهة في جانب حملاته الشديدة على الدين. والحث البليغ على نبذه سلوك طريق الملحدين. كيف يقبل اعتذار من هو مجد مجتهد في هذه مواضيع الخبيثة الباطلة. فهل هذا الا من باب السخرية والتمويه على الاغرار ونحن نكتب ما يجب علينا كتابته. من رد اعتداءاته على الدين والتنبيه على بطلانها. كما هو الواجب المتعين على كل مسلم ونرجو الله ان يعيده الى الحق بالتوبة والتنصل. ونقضي ما كتبه واجترأ عليه واعلم ان مدار ما بنى عليه بحوثه الباطلة. واحتج لها وبرهن عليها ورد امران احدهما ان المسلمين في هذه الاوقات الاخيرة متأخرون عن غيرهم في الفنون العصرية. والاختراعات والصناعات الراقية وعلوم الطبيعة بانواعها. والثاني ان غيرهم ما في هذه الامور مهارة لا تتصورها الافكار. ثم بنى على هذين الامرين جميعا حوثه الباطلة. ورتب على ذلك انه يجب رفض ما عليه المسلمون من عقائد واخلاق وعلوم واعمال. وقرر في كتابه ان الدين الاسلامي اغلال وقيود تقيد الانسانية عن التقدم والارتقاء في درج الكمال وفي مقابلة ذلك حث ورحب بكل ما اتى به الاخرون من مفاسد وعقائد واخلاق واعمال وخير وشر. وقرر انها هذا هو الرشد والفلاح وبدء النجاح. وكتابه كله يدور على هذا الاصل الذي يعرف كل من له ادنى بصيرة انه بنيان على شفا جرف النهار وان اقل نظر يوجه اليه واقل برهان يقابله يبطله وان هذا الاستدلال هو بالترهات والبهرجات. اولى منه بالحقائق الثابتة. فاذا تبين بطلان اصله الذي بنى عليه جميع بحوث كتابه بطل كل ما بنى عليه. فنشير هنا الى هذا ثم تبعوا ما اشتمل عليه كتابه من المواضيع الفاسدة فنقول الدين الاسلامي هو دين العدل والرحمة والعلم والحكمة. وهو دين المدنية الزاهرة المبنية على صلاح القلوب الارواح وصلاح الدين والدنيا. وعلى السعي الى الكمال والرقي في عريج السعادة والفلاح. وهو الدين الذي حث على كل خير ونفع وصلاح واصلاح وهو الدين الذي ساوى بين طبقات الخلق في القيام بالعدل والحقوق فلم يبح الظلم بوجه من الوجوه. فالغني والفقير والشريف والوضيع والقوي هو الضعيف والعزيز والذليل. كلهم عنده سواء. قد شملهم عدله ورحمته. وهو الدين الذي يحث على القيام بما خلق الله الخلق لاجله وهو عبادة الله وحده والانابة اليه. والتعبد له ظاهرا وباطنا. ودوام الافتقار اليه. وهو الدين الذي يأمر معاني الاخلاق ومحاسنها. وينهى عن جميع مساوئها واراذلها وهو الدين الذي تصلح به الاحوال فكما حث على القيام باصلاح الدين فقد حث على القيام بمصالح الدنيا النافعة. وكما امر بتعلم العلوم والفنون التي ترجع الى الانابة الى الله وعبوديته. فقد حث على تعلم العلوم والفنون التي تعين على قيام حياة الامة. واصلاح احوالها واستعدادها لمقاومة الامم اخرى ومغالبتها والوقاية من شرورها واضرارها وكما امر بتعلم علوم التوحيد والعقائد والاخلاق. التي ترجع الى صلاح القلوب الارواح فقد امر بالتعلم والتفقه في الاحكام. التي ترجع الى القيام بالعبادات الظاهرة والمعاملة العادلة. والقيام بجميع الحقوق متنوعة. على وجه الوفاء والعدل وموافقة الحكمة. وكذلك امر امر بتعلم الفنون الحربية والاداب العسكرية. والاستعدادات السياسية والصناعات نافعة. فقال تعالى في جانب مقاومة الاعداء ومهاجمتهم واعدوا لهم ما استطعتم من قوة. وهذا شامل لكل ما يتعلق به الاستطاعة. من انواع العلوم والفنون العسكرية. الموجودة في وقت التنزيل والتي تحدث الى يوم القيامة. من قوة عقلية وسياسية داخلية وخارجية. وصناعات نافعة وتعلم رمي وركوب وسائر الفنون التي لا تتم مقاومة الاعداء الا بها. وقال في جانب المدافعة يا ايها الذين امنوا خذوا حذركم. فامر المؤمنين باخذ حذرهم من عدوهم. وهو التوقي والوقاية والاحتماء من عدوان الاعداء بكل وسيلة وسبب تحصل به الوقاية من شرهم. ومكايدهم واسلحتهم ومداخلهم ومخارجهم. وذلك يختلف باختلاف الاحوال والازمان وكل اية او حديث فيه الامر بالجهاد والحث عليه. فانه يدخل فيه بجميع الشؤون التي تعين على الجهاد. ويختلف ذلك باختلاف الاحوال والازمنة تمكنة وهذا من البراهين على ان هذا الدين والشريعة تنزيل من حكيم حميد عليم بكل شيء. فان ارشاداته العالية كما ترى تصلح لكل زمان ومحل. بل لا تصلح الامور الا بها وكما انه امر بالاستعداد بالقوة المادية. فقد امر بالاستعداد بالقوة المعنوية حيث امر الناس وحثهم على الاجتماع والالفة بين المسلمين. والاتفاق على جميع مصالحهم الكلية. كما امر بذلك في المصالح الجزئية. في كل كل ما يأتون وما يذرون. في احوالهم الداخلية واحوالهم الخارجية وامرهم بالايمان الكامل والتوكل القوي على الله. وتمرين النفوس على القوة والشجاعة والتدرب في كل امر نافع في الدين والدنيا. فالدين يحثهم على كالقيام بجميع الاسباب النافعة. التي تصل اليها قواهم واستطاعتهم وعلى التوكل على مسبب الاسباب وخالقها ومدبرها. ويبين لهم ان الامرين متلازمان لا يقوم احدهما الا بالاخر. فالاسباب وان عظمت وقوية فانها محكومة بقضاء الله وقدره. ولا يتم للقائمين بها امره من كل وجه. الا بتوكله واعتماده على الله تعالى مسببها ومصرفها والقابض على ناصيتها وازمتها. ويخبر الدين مع ذلك ان التوكل وحده بدون فعل الاسباب. وبدون القيام بالمقدور من الشؤون الدينية والدنيوية. ليس بتوكل حقيقي. بل هو ضعف وعجز فكلما قوي توكل المسلمين على ربهم قويت اعمالهم النافعة هممهم. وانبعثت عزائمهم الى جميع مصالحهم. والرب وتعالى لقيامهم بالامرين. وتحقيقهم للتوكل عليه. واجتهادهم في فعل الاسباب يعينهم وييسر لهم امورهم. ويحقق لهم رجاءهم. وين عليهم من نصره ومعونته وتأييده. بحسب قيامهم بالامرين. والنصح نصوص من الكتاب والسنة تحث على الامر بالتوكل على الله في كل الامور. والاوامر امروا بالاخذ بجميع الاسباب النافعة لا تنحصر. بل الدين كله قيام بالاسباب وتوكل على مسببها ومصرفها. وهذا الذي نبهنا عليه من الدين الاسلامي هو من الكمال الذي لا يقاربه كمال. ويسقط به ويضمحل قول هذا الكاتب الذي الذي يقول ان الايمان بقضاء الله وقدره. والتوكل على الله يوهن مسلمين ويضعفهم. وانه يجب عليهم ترك ذلك. وان التوكل على الله الله هو العلم بنظام الطبيعة. وكذلك الايمان بالقضاء والقدر كما صرح بذلك في صفحات سبع عشرة وتسع وعشرين وثمان وستين ومئتين وخمس عشرة وثلاثمائة من كتابه. ويتضح بذلك ان المسلمين حقيقة متبعين لارشادات دينهم وتعاليمه. هم المتوكلون على الله حقيقة وانهم اقوى الخلق على فعل الاسباب. امتثالا لامر ربهم وطلبا لمصالحهم واستمدادا من قوته وارتقابا لثوابه. وان الدين الاسلامي يبطل الطريقين الذميمين طريق العجز والضعف. الذي يتعلل صاحبه انه متوكل على الله اه وانما هو مهين ساقط الهمة. معتذر بما لا يعذر به وطريق الملحدين المعطلين. الذين يعتمدون على الاسباب ويرونها مستقلة منقطعة عن قضاء الله وقدره. وان الله لا يتصرف في الاسباب عندهم بايجاد ولا تقوية ولا اضعاف ولا بمنعها. ولا له قدرة على معارضتها كما قرره صاحب هذا الكتاب في ثنايا كتابه خصوصا في الفصل الاخير المعنون بمشكلة لم تحل. وهذا هو التعطيل المحض والنفي لربوبية الله ولافعاله. وهو في الحقيقة مذهب الدهريين الطبائعيين لله بالكلية. وقد سلك ايضا مسلك الدهريين في هذا الذين يقولون ما هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا. المنكرين للثواب والعقاب حيث انكر ان الايمان والتقوى والعمل الصالح سبب بالثواب العاجل والاجل وان الكفر والفسوق والعصيان اسباب للعقوبات العاجلة والاجلة تهكم بذلك وبالقائلين به المعتقدين له. كما صرح به وردده في الصفح خمس وثلاثين. وخمس وستين ومئة. وثمان وسبعين ومئة. وخمس عشرة وثلاثمائة وتسع عشرة وثلاثمائة وخمس وعشرين وثلاثمائة والسبب الوحيد عنده في المصائب الدنيوية وضدها. انما هي الاسباب المادية فقط وعمل الطبيعة. ثم لم يزل يقرر هذا الاصل الخبيث تزعم ان الايمان بالله وباليوم الاخر يمنع الرقي. ويمنع كون العبد سببا محضا منتفعا باعماله. وانه غل ورباط يمنع من الخير والصلاح. وان الديانة السماوية اكبر المصائب على البشر. وقول وصل الى هذا الحد بعده تقدم الى الكفر. وانما هو النهاية في الكفر والتعطيل. والجحود لرب العالمين. والخروج من الديانات السماوية كلها وهو غاية الخروج من العقل والحس. فان قضية الايمان بالله ورسوله هي اكبر القضايا واعظمها واوضحها واجلاها براهين وادلة واثبات انه هو الفعال لما يريد. الخالق لكل شيء الذي يدبر الامور كلها ويكرم الطائعين ويعاقب العاصين. فلا ينكر ذلك الا لا مكابر مباهت منحل من العقل الحقيقي. بعد انحلاله من الدين والمقصود ان صاحب الدين الصحيح هو اقوى الناس توكلا على الله تعالى الا وعملا بالاسباب النافعة. لانه يعلم ان دينه يحثه على ذلك ذلك وقد استصحب التوكل على الله والثقة به. وان الله لابد ان يتم امره. وخصوصا الاسباب الدينية والاسباب المعينة على الدين فانها من الدين في الحقيقة. لان الدين هو جميع ما دل عليه الكتاب والسنة مطابقة والتزاما وتضمنا. فهذا الدين لم يدع خيرا الا اليه ولا منفعة الا حث عليها. ولا طريقا يوصل الى اصلاح الاحوال الدينية والدنيوية النافعة. الا رغب فيه ولا مفسدة وشرا وضررا الا حذر منه. وامر باخذ الواقية والدافعة له. فيا ويح هذا الكاتب القصيمي الذي في زعم هذا الزعم الباطل. انه مانع من التقدم والرقي. ومجاراة الراقية في الحياة. وهل رقت هذه الامم؟ وسبقت غيرها في الطاعات والفنون الصناعية المدهشة. الا بعدما ادخلت عليها تعليمات هذا الدين واقتبسوا اصل هذه الصناعات من المسلمين بعد الحروب الصليبية وغيرها الم يكونوا في غابر الزمان والقرون التي يسمونها القرون المظلمة في غاية الجهل والوحشية والهمجية في معرفة هذه الفنون والصناعات الم يكن المسلمون وقت قيامهم الحقيقي بهذا الدين؟ هم اداة الخلق الذين قهروا بفضل دينهم واخلاقه وتعاليمه العالية جميع الامم وحطموها وافنوا صروح اكبر دول الارض يومئذ الم تكن مدنية الدين الاسلامي هي المدنية الزاهرة الحقيقية حيث كان روحها الدين والعدل والرحمة والحكمة. وقد شملت بظلها الظليل هو احسانها المتدفق الموافق والمخالف والعدو والصديق فهل اخرهم دينهم ومنعهم الرقي الحقيقي؟ وهل نفع كفرهم بالله. وبربوبيته والهيته في تلك القرون الطويلة اذا كانوا هم الاذلين المخذولين في مواقف الحياة. كما اما هذا الكاتب الذي يهرج على من لا يعرف الحقائق ثم لما ترك المسلمون الاستمساك بتعاليم دينهم وتفرقوا شيعا الاجانب في علوم المادة وفنون الصناعات والاختراعات. ووصلوا الى امر لم يسبق له مثيل فهل اغنت عنهم هذه المدنية وهذا الرقي وهل وقتهم الشرور؟ اذ كانت مدنيتهم مبنية على الظلم والجشع والطمع المفرط. وطلب استعباد الخلق. ولم يكن معها من رح الدين ورحمته شيء. فهل ردت عنهم هذه الملاحم والمجازر البشرية والاهلاك والتدمير. الذي لم يسبق له نظير ولا مقارب في تاريخ الخليقة وهذا من اكبر البراهين على ان الرقي في هذه الحياة اذا خلا عن الدين الحق صار ضرره اكبر من نفعه وشره اكثر من خيره. اذا كان فيه خير كما زعمه هذا الكاتب فلو كانت هذه الامم الراقية في الفنون العصرية معهم دين صحيح وبنوا حضارتهم على الرحمة والعدل والحق تسوية بين الخلق وبين الامم القوية والامم الضعيفة في الحقوق. فما ما ظنك ان تصل بهم هذه الحضارة. وما ظنك بما ينكف بها من الشرور عظيمة التي جرت وهي جارية وستجري ما داموا على حالهم اما تأخر المسلمين الان في الفنون العصرية والاختراعات والصناعات واشباهها. فليس هذا التأخر منسوبا الى دينهم فليس في دين الاسلام اصل من الاصول او فرع من الفروع. يوجب على اهله التأخر بوجه من الوجوه. وانما الامر بالعكس كما تقدم التنبيه عليه. بان الدين الاسلامي قد جمع بين المصالح الدينية والدنيوية. وحث على جميع المنافع وعلى الاعمال والعلوم النافعة عكس ما رماه به هذا الكاتب من الجمود والتأخر منافات الحضارة والتقدم وخدمة الحياة بزعمه. وانما السبب الوحيد الذي الذي اخرهم في هذه الفنون هو ترك الاستمساك بروح الدين ومقوماته وترك الاخذ بما يحث عليه من الاجتماع والائتلاف واتفاق الكلمة والتشاور في الامور كلها. وترك الاغراض الشخصية للمصالح الكل كلية وبتركهم الجهاد القولي والبدني والمالي. وهو قاومت الاعداء. بكل وسيلة تناسب الزمان والمكان بحسب الاستطاعة فالدين يحث على الاخذ التام بهذه الامور التي لا قوام للامم بدونها وهم كسلوا وغفلوا عنها علما وعملا. واهمل مصالحهم ومالوا الى الترف وادعى. والرضوخ والاستعباد للاجانب فلما رآهم الاجانب بهذه الحالة المؤلمة. لعبت بهم سياساتهم فككتهم وفرقتهم. زيادة على ما اتصفوا به من التنافر والاختلاف وعلى ما زهدوا فيه من الجهاد ومقاومة الاعداء. واستعبدوا هم بكل حيلة وحللوا معنويتهم وروحهم الدينية. وصاروا يضربون بعضهم ببعض. ويقيمون لهم من جنسهم ومن بني قومهم ممن يتسمى بالاسم اسلام من يقيم الدعايات الباطلة في تزويدهم من هذه الحال الحرجة وممن يفت في اعضاضهم ويخدر اعصابهم. ويسعى بكل مقدوره في تأييسهم من التقدم وفي اماتة هممهم. كما ترا هذا الكاتب الذي توسل باسم الدين والغيرة على المسلمين. وسعى في نبذ الدين ومحاربته بهذه الطريقة التي اربت على طرق المنافقين وزعم من بهرجته التي لا تروج على احد. ان المسلمين على اختلاف طبقاته من الصحابة والتابعين والقرون المفضلة. واصناف المحدثين والفقهاء والاصوليين. وسائر طبقات الامة كلهم زعم انهم لم يفهموا الدين. وانه مستحيل ان يسعوا في مصالحهم وغير ممكن لهم ذلك الا بنبذه. وانه قيود تمنع التقدم. كما صرح بذلك في الصفحات سبع عشرة. وست وثلاثين وثمان وستين وست وسبعين. وسبع وسبعين وسبع وتسعين واربعين ومئة. وخمس عشرة وثلاثمائة من كتابه وهذه دسيسة خبيثة. فان كان احد عنده ادنى تمييز يعلم حق العلم ان هذه المباحث التي اشتمل عليها كتابه. منافية للدين بالكلية. ومناقضة له من كل وجه. ولكنه وجاء بهذه الوسيلة ليقول المفترون ليس دين الاسلام ما فهمه المسلمون اما والعلماء على اختلاف طبقاتهم. وانما هو شيء اخر مجهول عندهم. وقد علمه هذا الكاتب. وهو ما اراد وسعى اليه من معانقة دين الملحدين. ورفض دين المسلمين وسائر المرسلين ثم ان هذا الكاتب لم يكفه ان يقدح فيه هؤلاء المتأخرين من مسلمين بل وصلت به الحال الى ان قدح في خير القرون وهم الصحابة والتابعون لهم باحسان وائمة الدين والهدى حيث زعم انهم لم يفهموا من دينهم وكتاب ربهم وسنة نبيهم الا ظاهرا من الحياة الدنيا. وان معارفهم وعلومهم النافعة كلها بالنسبة الى معارف المستأخرين من الملحدين. كنسبة في معارف الاطفال الى العقلاء الراشدين او اقل من ذلك. وحث غاية الحث على رفض مقالات هذه القرون المفضلة. وانه يجب تعليم الناس الكفر بهؤلاء الائمة. وبمعارفهم وفضائلهم وما قالوه وعملوه او ورثوه وتهكم بمن يدعو الى الاخذ بما اخذ به الاولون وملأ كتابه من هذه المواضيع الخبيثة والوقاحة والجراءة التي لم يرتكبها غيره. كما صرح به في الصفحات اربع عشرة وست عشرة وتسع وعشرين واحدى وستين واربع وستين وست وستين وسبع وستين وتسع وستين وسبعين وخمس وثمانين وعشرين ومئة واربعين ومئة وسبعين ومئة وثلاث وتسعين ومئتين وست وتسعين ومئتين وثمان وتسعين ومائتين واثنتين وثلاثمائة. وثلاث وثلاثمائة. وثمان وثلاثمائة واحدى عشرة وثلاثمائة وخمس عشرة وثلاثمائة. فيا ويحه ما اخسر صفقته واقل حياءه. وهل يشك احد او يرتاب مسلم او منصف ولو كان من غير المسلمين انه لم يوجد ولن يوجد احد اكمل علما وفضلا واخلاقا وعدلا ورشدا. وعقلا وكمالا في كل الخصال العالية من الصحابة تابعين لهم باحسان. وانه ما وصل لاحد غيرهم خير وفضل وعلم الا على ايديهم. وقد كذب في كتابه هذا ما كتبه عنهم في كتبه به السابقة وقد شهدت الامم الاجنبية بكمال فضلهم وشمول رحمتهم وعدلهم. قال جوستاف لوبون فيلسوف فرنسا الشهير ما عرف التاريخ فاتحا اعدل ولا ارحم من العرب وكانوا اذا فتحوا البلدان وجرت عليها احكامهم العادلة وشفقتهم على بني الانسان امتلأت قلوب الاجانب من محبتهم. وتمنوا دوام وسلطانهم. واختاروهم على قومهم واهل دينهم. مع كأن النفوس مجبولة على التعصب لما الفت من الاديان والاوطان. والانساب ذاهب. فلولا انهم رأوا من رحمتهم وعدلهم ما لم يشاهدوا لهم نظيرا. لم يخضعوا كل هذا الخضوع. ويعطوا ما بايديهم مذعنين راغبين. غير مقهورين على ارادتهم. فانهم الفرص الكثيرة لحدوث الثورات. ولكن الرحمة والعدل من المسلمين اوجب لهم السكون والطمأنينة لظل هذا الدين القويم هذا الكاتب يعلم حق العلم انه كذب نفسه بنفسه. وانه ناقض في كتاب هذا ما كتبه في كتبه السابقة. ولهذا جعل يندب نفسه ويندم ويتحسر وينوح على زمانه الماضي. وكيف قضاه في عبادة الله ومتعلقاتها. لانه لا يجهل ان الناس يعرفون هذه الحالة. ولهذا كان الكلام معه في هذا الكتاب لا يشبه الكلام مع المبتدعين من المسلمين. الذين يعظمون الدين ويؤمنون فبالله ورسله وانما يتكلم معه كما يتكلم مع الاجانب عن الدين الكافرين به. ويناظر كما يناظرون. لانه في كتابه في هذا كشف الغطاء. وصرح بالعظائم الكبرى. المنافية لدينه الاسلام بالكلية. ثم ان هذا الكاتب يزعم ان تلك القرون المفضلة في تلك الصحائف انفة الذكر. والسبب الذي اداه الى هذه المقالات الجائرة المنحرفة. ان الفضل منحصر عنده في شيء واحد وهو عبادة الطبيعة ووجوب اعطائها القلب والقالب والظاهر والباطن والانصراف بالكلية الى هذه الحياة فقط. والتمتع بزهرتها والانحلال عن القيود الدينية. واباحة جميع ما تشتهيه النفوس واطلاق العنان لها. كما اطال في هذا الموضوع وردد فيه الكلام دام الساقط. ثم في مقابلة ذلك التحامل على كل ما يعارض هذا الطريق والتهكم بالدين وحملته. فاذا كان هذا هو الكمال عند هذا المنحرف لم يستغرب بعد هذا قدحه في خير العالمين. وسخر من علومهم واخلاقهم واعمالهم. وما هم عليه في جميع الاحوال فصار منطبقا عليه وعلى امثاله غاية الانطباق قوله تعالى فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم. وحاق بهم ما كانوا به يستهزء ولهذا ارتكب العظائم في تحليله لحياة النبي صلى الله عليه وسلم وشخصيته الكريمة. بكلام طويل مردد كقوله كان يعبد الطبيعة. وانها قد اخذت بقلبه وقال به ولبه وانه كان يناجي الليل والنهار والضياء والظلمة نسيم ونحوها مما يشاهد. وانه افتتح رسالته بمناجاة الطبيعة والحلوة بها في غار حراء. وختم رسالته وحياته بشدة النزوع اليها وقت السياق. حيث كان يقول في الرفيق الاعلى وهذا بعينه قد اخذه من دعاة النصارى المفترين الذين لما بهرهم ما جاء به محمد. صلى الله عليه وسلم من الدين الحق والتعاليم العالية. والرقي الكامل والفتوح الباهرة الاثار التي لم يحصل عشر معشارها لاحد من الخلق. رفيقوا يموهون على الناس اسيوي يحللون حياته صلى الله عليه وسلم. تحليل احد رجال الطبيب يعني الذين لا يؤمنون بالله وملائكته وعالم الغيب من الارواح والجن بل هدار الاخرة. وما وراء المحسوسات والملموسات فاخذ عنهم هذا المأخذ الخبيث. وانكر الوحي والرسالة بهذا التحليل ورمى النبي صلى الله عليه وسلم بانه طبيعي لا يعرف الله ولا يعرف الوقت فلم ينزل عليه جبريل من عند الله ولا كان يناجي الله ولا يعبد ولا كان عند السياق الا مشتاقا الى الطبيعة فقط لانه لا يعرف الله. ولا يريده ولا يحبه بهم وصرح انهم لم ينفعوا الخلق بوجه من الوجوه. فمن كانت هذه وقاحته وتصريحاته. فلا يستبعد عليه شيء وظهر بهذا غرضه الوحيد. وهو الدعاية البليغة الى نبذ الدين واصوله ومحاربته بكل طريق. ومن فضل الله ان طريقة في كتابه قد عرفها الناس. وعرفوا ما ترمي اليه من الغايات قاف الايدي المحركة لها. ويأخذهم العجب الكبير. كيف صار هذا الرجل بعد سوابقه فريسة لاعداء الدين. والة صماء في طريق مآربهم ومقاصدهم فنسأل الله ان يهدينا واخواننا المسلمين الا يزيغ قلوبنا بعد الهداية. والمقصود ان هذا الكاتب جعل الفضل كله له في جانب الاجانب الكفار. ولم يدر او درى وتجاهل وهو الاحرى بمثل هذا الرجل. ان الفضل الحقيقي هو السعي في طرق الكمال والتخلق بكل خلق جميل. والتنزه عن كل خلق رذيل وهو الفضل الذي يرقي القلوب والارواح. ويوصل اهله الى اعلى الغايات اشرف السعادات. الذي اصله واساسه العقائد القلبية المؤسسة على الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله. واليوم الاخر والقدر خيره وشره. والاعمال القلبية التي مدارها على الانابة اليه يا الله وانجذاب دواعي القلب كلها الى الله. رغبة ورهبة ومحبة وخوفا ورجاء وطلبا. وتعبدا وتألها واخلاصا خاصا صادقا لله وحده. لا شريك له. ثم القيام بالشرائع القاهرة من اقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان. وحج البيت في الحرام والجهاد في سبيل الله. وما يتبع ذلك من القيام بحقوق الوالدين والاقارب والجيران. والاصحاب والمعاملين وتوفية الحقوق كلها لها بالعدل والانصاف. وعدم الظلم والجور على القريب والبعيد والعدو والصديق وبذل الجهد بالقيام بكل ما يعين المسلمين على امر دينهم والاستعداد الكامل لمقاومة الاعداء. والسعي في جمع كلمات المسلمين. ومحبة الخير لهم وتحصيله بكل مقدور فاذا كان هذا هو الفضل الحقيقي وهو كذلك. فقد علم كل من له ادنى تمييز ان للصحابة والتابعين لهم باحسان من هذا اوفر الحظ والنصيب وان الصحابة رضي الله عنهم فوق جميع طبقات الامة. في كل فضل وعلم وعمل. كما ان الامة اكمل الامم في كل فضل وخير واكمل الامم المنتسبة الى الاديان فكيف بالامم المنحلة المعطلين لربك العالمين الذين انحلوا من عبادة الرحمن فعبدوا الطبيعة. فتب لمن اثرها بظاهره وباطنه على الله. بئس للظالمين بدلا وزعم هذا الكاتب ان التقيد بالايمان بالله وبما اخبر الله به على رسله قيد وغل. يحول بين الانسان وبين المطالب العالية النافعة ويقيده عن عبادة الطبيعة. التي هي الغاية عند لهؤلاء فيحق لمن كان هذا منتهى مراده وطلبه ان يكون اول من يدخل في قوله تعالى ان الذين لا يرجون اه انا ورضوا بالحياة الدنيا وطمأنوا بها. وطمأنوا بها والذين هم عن اياتنا غافلون. اولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون. وفي قوله تعالى من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف اليهم. نوفي اليهم اعمالهم فيها. الى اخر الايات. ثم ان هؤلاء منحرفين الملحدين الذين انخدع هذا الكاتب بدعايتهم الخبيثة يدعون الى نبذ كل قديم واعتناق كل جديد. وقد ابدى هذا الكاتب فيها هذا واعاد وكرر ذلك مريدا بهدم القديم هدم اصول الدين وقواعده كما تجده في الصفحات ست عشرة. وسبع وثلاثين. واربع اربع وستين وتسع وستين وسبعين وست وتسعين وستين ومئة واثنتين وثلاثمائة واحدى عشرة وثلاثمائة من كتابه وغيرها من الصفحات. وهذه الدعاية الخبيثة مقصودها الاعظم. واساس وهالذي بنيت عليه رفض الشرائع والاديان والانحلال من قيود الدين وحله وتحريمه وجميع احكامه. والانخراط في سلك المعطلين لربك العالمين. المنحلين من جميع شرائع الدين. واول ما يدخلون فيها هذا الاصل الباطل رفض ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من اصول اخلاق واعمال وغيرها. وتوصلوا بهذا الى الطعن في خير القرون واهدار اقوالهم وعقائدهم وعلومهم. بل وجميع محاسنهم على حملة الشريعة وائمة الهدى ومصابيح الدجى. كما اشرت الى الصفحات الموجود فيها ذلك. ثم ان هذا الكاتب بهرج على من لم يعرف الحقائق بالاستدلال باحوال المنحرفين من الصوفية والخرافيين ومن تسمى بالدين وهو منه بريء. واورد من خرافاتهم وخزعبلاتهم ما يظن انه يروج به باطله. حيث نسبه الى حملة الدين وهو يعلم حق العلم ان الدين واهله الذين هم اهله. هم ابعد الناس عن هذه الخرافات. واعظم المنكرين لها. وانهم يبرأون منها وينزهون الدين الاسلامي عنها. فكيف لا يستحي ان يستدل باحوال ابن عربي وخرافات الشعراني. وشطحات المتصوفة على الدين واهله ويتوسل بذلك الى القدح في الدين وحملة الدين. وهو تعلم حق العلم ان الاسلام بريء من هذه الامور والشطحات والخرافات فكيف لا يستحي من هذه البهرجة والتناقض. ايظن الناس كالبهائم العجمى التي لا تفهم شيئا. ام سحر عقله فصار يهذي بالباطل. وبما لي به صدره من الغل والالحاد. الم يعلم ان الدين واهله الذين هم اهله الذين حين عرفوا الحقائق وميزوا بين الحق والباطل والمحقين بطيلين ينفون عنه انتساب كل مبطل كما ينفون عن حقائقه كل باطل وان المبطل لا يروج امره عليهم بمجرد انتسابه الى الدين فكم انتسب الى الدين من الزنادقة والمشركين والمنافقين. من هو شر من اليهود والنصارى فمن احتج باحوال من انتسب الى الدين واهله فهو من المزورين وكذلك من احتج بالاثار والحكايات الباطلة على الدين فهو مفتري كذاب. كما فعل هذا الكاتب وملأ كتابه من الخرافات والحكاية الكاذبة ونسبها لاهل الدين ليتوصل بذلك الى القدح فيه وفي اهله ليه؟ والدين كما يعلم كل من له بصيرة. انه نقي خالص حق في اصوله وفي فروعه. وفي اخلاقه وادابه. وتعاليمه جميعها في غاية العلو والسمو والمكانة العالية. التي لو اجتمع جميع عقلاء ان يقترحوا احسن منها او ما يقاربها. لعجزت افكارهم وقدرتهم عن ذلك. لانه تنزيل من حكيم حميد. لا فليأتي هذا الكاتب او غيره بمثله ان كانوا صادقين. فان الدين من الاسلامي قد فصل الحقائق. وبين المناهج الصحيحة والطرائق وميز بين الحق والباطل. وبين اولياء الرحمن من اولياء الشيطان وبين الخير والشر. وبين العلوم النافعة التي تنفع الخلق في دينهم ودنياهم من العلوم الضارة التي هي بضد ذلك. وهذا الرجل يدعي ان العلوم كلها نافعة. وليس فيها شيء ضار بوجه من الوجوه والله يقول ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم فالدين هو الميزان الذي توزن به الاقوال والافعال. ويعرف به الطيب من الخبيث والنافع من الضار. فمن رفض من هؤلاء الملاحدة القديم وعنا به هذا الدين الحق فانه في حقيقة الامر قد رفض جميع الحقائق الثابتة ورفض العلوم والاعمال النافعة. فمن اين لهذا النشء الحديث علوم نافعة واعمال نافعة الا من معين هذا الدين. من اين لهم ان يعرفوا رب العالمين باسمائهم وصفاته الذي هو اجل المعارف واكبرها واصلها. ومن اين لهم ان يوحدوه ويؤمنوا به. وبما جاءت به الرسل الا من هذا الدين ومن اين لهم ان يقوموا بحقوقه وحقوق خلقه العادلة الفاضلة. ومن اين تأتيهم الا من هذا الدين. ومن اين لهم ان يهتدوا للاخلاق الجميلة ويتنزهوا عن الاخلاق الرذيلة الا من هذا الدين. ومن اين لهم ان يعرفوا الصراط المستقيم المحتوي على الحق علما وعملا الا من هذا الدين القويم ومن اين لهم معرفة الشرائع والاحكام والحلال والحرام؟ والعقود والعهود والشروط والحدود والمواريث وتوابعها الا من هذا الدين. ومن اين له هم الطريق الذي ادركوا به تعلم الصناعات. وانواع الفنون والمخترعات النافعة الا بعد ان نشر هذا الدين ظله على الخلق. فاشرقت على الارض انواره فاقتبس من هذا النور كل اهل علم نافع في الدين والدنيا. كل احد بحسد في مشربه فان هذا الدين هو الذي اسس اصول الصناعات وقواعدها النافعة وامر بها حيث يكون فيها مصلحة للدين. ومنافع للناس كافة فما تقدمت الاية الكريمة واعدوا لهم ما استطعتم من قوة وقوله خذوا حذركم. وقوله وانزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس. وامتن على الانسان بان ما لم يعلم من جميع العلوم والفنون النافعة. فهذه علوم الشريعة على وجه التنبيه والاختصار كما ترى. هل بقي علم نافع الا دخل فيها وهل بقيت معارف يحتاج الخلق اليها في امور دينهم ودنياهم؟ الا عليها وهل ند عنها وسيلة وسبب وطريق من الطرق النافعة الا واشتمل عليها فاذا رفض هؤلاء الملحدون القديم. وعنوا به دين الاسلام فقد رفضوا جميع الامور النافعة. فاي شيء يبقى بايديهم يؤسسون عليه علومهم واعمالهم. فهؤلاء الذين يذمون القديم يؤلف كتاب الاغلال حامل رايتهم مرادهم بذلك التوسل الى رفض الدين الاسلامي بل صرحوا بمرادهم ومع ذلك فهم كذبة يتناقضون فيها في هذا الاطلاق فانهم يذهبون الى تقليد ارسطو وافلاطون ابي وابن سينا ونحوهم من ملاحدة الاولين والاخرين. فهؤلاء وان كان لهم مهارة في علوم المادة المحضة. فان كلامهم في الدين واصوله اضعف بكثير من كلام ادنى طلبة العلم الديني. كما هو معروف من احواله ومن اراد الوقوف على جهل هؤلاء الذين عظمهم هذا الكاتب فلينظر الى المناظرات بين اقوالهم واقوال ائمة الاسلام انظر الى كتب شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله خصوصا العقل والنقل وضح به بالبراهين العقلية. فضلا عن النقلية جهلهم البالغ معارفهم الضئيلة في اصول الدين. وضلالهم العظيم فيها. وان انما الذي رفع شأنهم عند اتباعهم معرفتهم في علوم الطبيعة الذي يشترك فيه البر والفاجر. فهؤلاء وامثالهم يقدمهم هذا الكاتب على مصر ما جاءت به الرسل. ويقدمهم بلا خوف ولا خجل على ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم. وما ذهب اليه الصحابة والتابعون وائمة الدين والهدى. وحسبك بقول هذا منتهاه وهذا حاصله بطلانا وفسادا وجهلا وضلالا. بل مكابرة وعنادا. وهذا اتي بوسة لك في نصر هذا المذهب الخبيث مسلك الاجانب. اي الاجانب عن الدين يريد اعداءه ورافضيه. الذي ليس الغرض منه الا اضلال الخلق وهو كما ترى مناف للعقل والدين. اما الدين فلا يمتري فيه احد كما نبهنا عليه واما العقل فان العقل والدين متآزران لا يريد بما ينافي العقل الصحيح. ولا يمكن ان يرد شيء معقول مقطوع به يخالف الدين بوجه من الوجوه. وقد اخبرناك بان الدين قد نبه على الاصول ان فئة كلها وان نهاية ما فعله المتأخرون هو ترقية الصناعات وتفريع المخترعات والمهارة العظيمة من امور الطبيعة. التي كانت اصولها يتناقلها الخلف عن السلف. ثم ان هذا الكاذب موه على الناس ناس وزعم ان الذي اوصل هؤلاء المتفننين في العلوم العصرية اختراعات نبذهم للدين. وكل احد يعلم ان نبذهم الدين لم يوصل الى مصلحة دنيوية. فضلا عن المصالح الدينية. وانما الذي اوصلهم الى في هذه الفنون. جدهم البليغ واجتهادهم ومواصلتهم الليل مع النهار. في تعلمها وادراكها وتفريعها رقيتها وقد تقدم لك ان الدين الاسلامي يحث على تعلم من كل نافع منها. ويامر بكل علم يعين الامة على مقاومة الامم ويوصلها الى مصالحها. فمن استدل بتفوق الاجانب في علوم المادة على صلاح دينهم وفساد دين غيرهم. فهو من اجهل الحلق وابعدهم عن المعارف بالكلية. او مغرر يقصد الترويج على من لم يعرف الحقائق. كما هو دأب هذا الكاتب الذي يسعى عافيه. ومن تمويهاته الشنيعة التي يريد بها محاربة الدين واهله ان يزعم ان المسلمين يحثون على الفقر والبأساء والضراء وانواعه المصائب ويطلبونها ويسعون في تحصيلها بكل طريق ويسخر منهم. ومن ذكر الادلة من الكتاب والسنة الدالة على فضيلة الصبر على الفقر والامراض وانواع المصائب. كما ما صرح بذلك في الصفحات ست وعشرين ومئة. واربعين ومئة. وتسع عشر وثلاثمائة. وكذلك جميع النصوص الدالة على ذلك من الكتاب والسنة وهذا من باب قلب الحقائق. فان ذلك من اعظم محاسن دين الاسلامي. حيث ارشد اهله الى التربية العالية. التي هي التربية واجلها واكثرها اثارا حميدة. فقد تكاثرت نصوص الكتاب والسنة في فضل الصبر على المصائب والامراض وانواع المحن التي لابد للخلق كلهم منها في هذه الدار. وذكر فضائل الصابرين. وما لهم من عند الله من الثواب. وذلك انفسهم على تقلبات هذه الحياة الدنيا. من غنى الى فقر ومن يسر الى عسر. ومن بأساء وضراء الى خير وسراء من عافية الى مرض. ويعلمهم كيف يتلقون هذه الامور الملازمة البشر في اطوار حياتهم. فهي من ضرورات الحياة والوجود وامرهم ان يتلقبوا النعم والخيرات. بالشكر والاعتراف بنعمة انعم وصرفها في الامور النافعة في امر الدين والدنيا. وعدم طغيان والبطر فيها. وان يتلقوا المكاره والمصائب بالصبر والاحتساب تأمل كتاب هذا المنحرف رأى انه يبدي ويعيد في صرف القلوب بالكلية الى الشهوات واللذات. واطلاق السراح للنفوس. وانه لا ينبغي ان تتقيد بشيء يصدها عن تحصيل مآربها السفلية. ثم والرضا بما من المولى. والرجاء لثوابها العاجل والاجل فهم يتقلبون في احوالهم كلها مسرورين مغتبطين. ان اصابهم قابتهم سراء شكروا وقاموا بحق المنعم. وصرفوها فيما يعود عليهم نفع عاجلا واجلا. وان اصابتهم الضراء صبروا وتضرعوا فهم اقوى الخلق. واجلدهم عند المصيبات والمكاره. التي لا يسلم منها بر ولا فاجر. بل كثير منهم يتلقونها بر الرضا والطمأنينة. والشجاعة التامة وعدم الكراهة حيث تخور عزائم المنحرفين عن الدين عند المصائب. ويجري لهم من التسخف القطاة والجزع والهلع والالام القلبية. والزلازل الروحية والفظائع والفجائع التي قد توصلهم الى الانتحار. الذي يبرهن الا ضعف النفوس وخورها. وانه بلغ معها المكروه مبلغا لا تصبروا ومعه على الحياة. فقارن بين هذه الحال الفظيعة. وحالة المسلمين القائمين بوظائف دينهم. تجد الفرق العظيم بين النفوس همم القوية من المهينة. ويشهد بذلك قوله تعالى ان الانسان خلق هلوعا. اذا مسه الشر جزوعا واذا مسه الخير منوعا. الا المصلين. وقول تعالى ولئن اذقن الانسان منا رحمة ثم نزعناها منه انه يؤوس كفور. ولئن اذقناه نعماء بعد تضرأ مسته ليقولن ليقولن ذهب عني انه لفرح فخور. ان الذين صبروا وعملوا الصالحات اولئك لهم. اولئك اولئك لهم مغفرة واجر كبير. وتعرف ذلك ان النصوص التي فيها فضائل الفقر والفقراء. والامراض والمصائب المتنوعة والحث على الصبر والمرض وبيان ما في ذلك من الثواب. لقصد حث النفوس على مقابلتها خير مقابلة وان ذلك من محاسن دين الاسلام. حيث يموه هذا ان نقل اهل العلم وهداة الامة هذه النصوص. تدل على سوء حال المسلمين. وانهم بذلك يسعون ويطلبون هذه الامور بجدهم. وهذا من التمويه الذي لم يصل اليه احد من الاجانب فاين دعواه انه ينصر الدين؟ وهو من اكبر المحاربين له ولقد علم كل احد ان هذه النصوص قصد بها تربية المسلم على مجابهة هذه البلايا. بصدور منشرحة ونفوس مطمئنة وكل عارف بدين الاسلام يعرف انه يأمر بالاخ جميع اسباب الصحة. من تدبير الاغذية والنوم والنظافة الايمانية والحركة الرياضية ونظافة الابدان. والثياب الفروش والمساكن وغيرها. حيث يدعي هذا الكاتب عكس ذلك فليأتنا بمثال واحد ونص واحد من الدين. يدل على ما قاله من رميه الدين واهله بالدنس والوسخ. والاخلاق والاداب المزرية فيا ويحه ما اعظم جرأته! وكذلك هذا الدين يحث على التداوي اذا وقعت الالام. ويخبرهم الشارع انه ما من داء الا وله شفاء ودواء. علمه من علمه وجهله من جهله لئلا يخلدوا الى الكسل عن مداواة بعض الالام. ويظنون انه لا دواء اا لها فانهم اذا علموا ان لها دواء جدوا في تعلمه وطلبه وكذلك المسلمون يسعون في دفع مضرات الفقر والامراض والبلاء ويسألون الله العافية منها. فهم يدافعون اقدار الله المكروهة شرعا وطبعا. باقداره المأمور بها شرعا وطبعا وليسوا كما رماهم به هذا الكاتب انهم يسعون لتحصيلها. فهم اصبر الخلق على المصيبات واعظمهم سعيا في جميع الاسباب النافعات. وليسوا وكمان صرف جميع همته في السلامة من الامراض البدنية والفقر. ولا بدفع الامراض الروحية. التي هي اشد فتكا واعظم هلاكا وادوم وشقاء. وهي امراض القلوب. ولا في دفع الفقر الحقيقي وهو الافلاس من الباقيات الصالحات. كما يدعو اليه هذا الرجل ويحث عليه في كتابه. ويحث على صرف الهمة كلها للوسائل ويزهد ويثبت عن المقاصد النافعة. التي لا تنفع الوسائل بدون فهل ينفع اصلاح الابدان فقط مع فساد القلوب؟ وهل يفيد اصلاح الدنيا فقط مع تخريب الاخرة. فالاخرة والعمل لها لك ليس عند هذا الكاتب لها ذكر ولا خبر. واذا انهار الاصل تداعت الاركان والفروع فالمسلمون بالمعنى الحقيقي يقومون بعبودية الله التي خلقوا لاجلها. ويستعينون بما في هذه الدنيا على هذا المطلب الاعظم. فهم اطيب الخلق نفوسا واغناهم قلوبا اشكرهم لله عند النعم والمحبوبات. واصبرهم عند البلايا والمكروه مكروهات. فدين الاسلام من محاسنه. انه يدعو الى هذه الحياة الطيبة ويجمع بين الوسائل النافعة والمقاصد المطلوبة حيث تدعو الاراء المنحرفة. التي يدعو اليها هذا الكاتب الى اللذات الحاضرة الجزئية. والشهوات والاغراض السفلية. ومن في مقابلة ذلك يهون الجزاء الاخروي. وقد يستهزئ به تجيء باساليب استهزاء وسخرية محزنة. كما ذكره في الصفحات سبع عشرة وخمس وثلاثين وسبع وثلاثين وست وستين وثمان وسبعين وخمس وثمانين وست وعشرين ومئة وثمان وسبعين ومئة. وتسع عشرة وثلاثمائة. وخمس وعشرين وثلاثين فيا ويحه ماذا ابقى على دينه؟ بل ماذا ابقى على عقلي فان الاستهزاء والسخرية بوعد الله ووعيده. كما ان اهو مخرج من الدين. فانه مخرج من طور العقل. فهل من القضايا او الحقائق اعظم واكبر من وعد الله ووعيده. وهل في جميع المسائل الكلية والجزئية اجلى برهانا. واوضح ادلة من ادلة هذا الاصل العظيم الذي اجتمع على تحقيقه وتصديقه جميع الانبياء والرسل والادلة السمعية والعقلية. بل والادلة الحسية المشاهدة فمن انكر ذلك واستهزأ به فقد نادى على عقله بالسفه اهي والخروج عن طور العقلاء. بعدما خرج من الدين. فكل من استهزأ زأب الايمان وبوعد الله ووعيده. فانه داخل في قوله تعالى انا قل ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزءون لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم ومن بحوث هذا الكاتب الخبيثة. انه انحى على خيار الخلق وحمل عليهم في قيامهم بخالص العبودية وروح الدين والاسلام قلبه التام بربه. الذي جاءت به الكتب ودعت اليه الرسل. وتنام في نيله ارباب الصدق والاخلاص. واولو الالباب. فساقه مع اغيره نافيا له متهكما. ساخرا بعباد الله المخلصين هازئا بالاخيار المفتقرين الى الله خالقهم الغني الحميد. وهو في المسخور منه. المبتلى ببلوى يسألون الله منها العافية وهذه السخرية في الحقيقة والتكذيب موجهة الى رح الدين فان رح الدين هو التواضع والذل التام لرب العالمين. ورؤية العبد افتقاره الحقيقي الى ربه. واضطراره اليه في جلب مصالحه ودفع مضار وانه لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا بوجه من الوجوه وان من تمام عبوديته الى ربه. ان يلجأ اليه اليه في جميع شؤونه. ويعلم انه في غاية العجز والضعف عن القيام التام بفعل الاوامر. واجتناب النواهي. وعن في القيام بجميع الوسائل النافعة. وانه وان لم يعنه ربه لم يتب له امرا. فالمسلمون يعلمون ان افتقارهم الى ربهم لا ينافي قيامهم بالاسباب النافعة. كما ان القيام بالاسباب لا ما في الافتقار الى الله تعالى. بل كل واحد من الامرين يمد الاخر فكلما ازداد العبد افتقارا الى ربه والتجاء اليه جاءه من معونة ربه وتيسير اموره ما لا يحصل له بدون ذلك وكلما قام بالاسباب مستعينا بالله. امده باعانته وتوفيقه. فهذا الكاتب ظن او جعل افتقار المسلمين الى ربهم يوجب الضعف والكسل وموت الهمم. وصوره بهذه الصورة الشنيعة ثم طفق يحط على خيار المؤمنين. ويرميهم بضعف الرأي والهمة والعقل. ولم يعلم المسكين انه ينادي على نفسه بسفر تاهت العقل وقلة الادراك. اذ كان هذا ظنه. وان كان الامر غير ذلك. فهو يبرهن على خداعه وبهرجته وتصويره حالة المسلمين بحالة شنعاء. ليتوسل الى القدح في وفي دينهم عند من لا يعرف الحقائق. ويح هذا الرجل اذا انكر روح ومقوماته واصوله العظيمة. التي لا تستقيم الامور الا بها. فماذا يعترف به؟ واذا ذم الافتقار والى الله والرجاء له في كل الاحوال. والاعتراف بانه هو الميسر للامور المسهل للصعاب. الذي ما بالعباد من نعمة وخير و توفيق فليس الا منه. ولا يأتي بالحسنات الا هو ولا يدفع السيئات الا هو. وهو الذي يجيب دعوات المضطرين ترحم ضعف المفتقرين. ويجبر قلوب المنكسرين لجلاله. الطامعين كل الطمع في فضله ونواله. اذا ذم هذا فاي شيء يحمد ويمدح ايحمد النفس الضعيفة المهينة العاجزة عن مصالحها الا باعانة ربها او يثني على الطبيعة ويأمر بالافتقار اليها وصرف الهمم والقلوب اليها وهذا ما يدعو اليه. فيا ويحه ما اخسر صفقته ويا ليت شعري ماذا يقول في اكمل الخلق في جميع الصفات الكاملة وسيدي المتوكلين وقدوة المفوضين. واعظم الخلق افتقارا الى ربه بكم كل معنى واعتبار حين يقول صلى الله عليه وسلم اللهم ارجو فلا تكلني الى نفسي طرفة عين ولا الى احد منهم خلقك واصلح لي شأني كله. اللهم ان تكلني الى نفسي تكلني الى ضعف وعورة وعجز وخطيئة. واني لا اثق الا برحمتك فارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك لابد ان يقول ان هذه حالة ذميمة. صاحبها مهين ضعيف النفس كسلان كما صرح به حيث وجه الذم الى المسلمين المفتقرين الى ربهم حسبك بقول فسادا وبطلانا وشناعة ان يبلغ هذا المبلغ ولقد تمم كلامه في الافتقار الى الله كلامه في التوكل. حيث فسر التوكل فبتفسير طويل مردد يرجع حاصله. الى ان معناه العلم بنظام وانه لا يتغير ولا يمانعه ممانع. ولا يغير الله اسبابه. بايجاد او تقوية او زيادة او نقص ابطال التوكل من اصله ونفاه من اسه. والتوكل هو من اعظم اصول الدين اعمال القلوب التي لا تتم شروطها الا بالايمان التام بالله تعالى والايمان بقضائه وقدره. وانه تعالى هو المتصرف ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن. وان الامور كلها بيده وتحت تدبيره. وان نواصي العباد بيده تعالى. وان رزاقهم واجالهم واعمالهم. وجميع شؤونهم الجليلة والحقيرة منتظمة في قضائه وقدره. وان افعالهم من طاعات معاص داخلة في مشيئته وقدره. وان الله جعل لهم الاختيار الله به عن ادم وحواء واول الادميين. ومن بحوثه الفظيعة انه يمكن الانسان ان يزاحم رب العالمين في علمه وقدرته فيمكنه ان يعلم كل شيء ويقدر على كل شيء. وانه علم مبدأ العالم فيها ولم يجبرهم عليها. فاذا علم العبد ذلك حق العلم اعتمد على ربه اعتمادا حقيقيا في جلب مصالحه. وفي دفع مضاره في نية والدنيوية. ووثق بتحقيق مطلوبه. وان الله هكا في من توكل عليه. فهذا التوكل الذي جاءت به الرسل ونزلت به الكتب واتفق عليه جميع اهل الملل والاديان الصحيحة. وهذا قد ابطل ذلك كله. لان من كان اصله نبذ الايمان والحث على نفيه وزعمه انه لا تقوم الاسباب الا برفض الايمان. ومن كان مذهبه ان التدبيرات في العالم العلوي والسفلي كلها. من تدبير الطبيعة ونظامها وتفاعلها وتطورها ومن كان مذهبه في الوحي ذلك التفسير الذي نبهنا عليه ومن كان رأيه في جزاء الدنيوي والاخروي ما اشرنا اليه. ومن كان يدعو الى رفض القديم الذي هو كتاب الله وسنة نبيه. ومن كان يأمر الناس بثقافة جديدة من الحادية. ينبذ فيها تعاليم الدين واخلاقه كلها. ومن صرح بالكفر بجميع الانبياء تصريحا لا يمتري فيه. كما سيأتي ان شاء االله نص كلامه. ومن كانت هذه الاصول الخبيثة وغيرها اصوله يبني عليها فلا تستغرب عليه انكاره للتوكل على الله وتكذيبه جميع نصوص الكتاب والسنة في معناه. وكذلك من مباحث هذا الكتاب الضارة. التي بلغت في الفظاعة ووصلت في الخلاعة مبلغ ما وصل اليه ولا تجرأ عليه احد له ادنى عقل وبصيرة من الاولين والاخرين اخيرا ما يبديه ويعيده ويكرره. ان الانسانية لا تزال في تطورها وترقيها حتى تصل الى الاتصاف بصفات الرب العظيم. ان كان يثبته بلفظه فالانسان بزعمه يمكنه ان يكون بكل شيء عليما. وعلى كل شيء قديرا انه قد علم ما كان في اول الموجودات. وما يكون من اخرها وانه علم مبدأ هذه الخليقة. وخلف علوم الرسل خلف ظهره وهو يحاول علم ما سيكون في هذا العالم. بل علم مقدار ما بقي من عمرها هذا العالم وقد علم حالة العالم السفلي وهو يحاول وسيدرك علم العالم العلوي. وصنع الصور والاجسام. وهو يحاول ان ينفخ فيه الروح فهو لا يستبعد ايجاده للحيوان الصناعي والانسان الصناعي غير مبال بتكذيبه لله ورسله. فقد زعم انه قد يتمكن ان يوجد الحيوانات. ويزعم ان التفريق بين الخالق والمخلوق اكبر الاغلاط. وانه يجب الا يفرق بين الرب العظيم وبين وان من فرق بينهما فلجهله وضلاله وغلطه. كما صرح بذلك في هذه الصفحات من كتابه المذكور. ثمان وثلاثين ثمان وخمسين وسبع وستين وسبعين وسبع وسبعين وثمان وسبعين وسبع وتسعين. فانظر كيف رمى بهذا الامر الفظيع. وهو تضليل كهول المفرقين بين الله وبين خلقه. كن لرسول ارسله الله الى الخلق وفي مقدمتهم محمد صلى الله عليه وسلم. فضلا عن ائمة الهدى قابيح الدجى. فان زبدة ما جاءت به الكتب السماوية والرسل العظام هو توحيد البارئ واعتقاد انفراده بجميع معاني الكمال المطلق الذي لا تدركه العبارات ولا تتصوره الافكار. وان جميع المخلوقات في العالم العلوي والعالم السفلي. لا يمكن بل يستحيل ويمتنع ان او رب العالمين. وان يماثلوه في صفة من صفاته. ولا نعرف من نعوته. وان اظهر القضايا الدينية والعقلية والفطرية هو التفريق بين الخالق والمخلوق في كل النعوت. فالرب هو الخالق وما سواه مخلوق. وهو الرزاق المدبر وما سواه مرزوق مدبر وهو الاول الذي ليس قبله شيء. والاخر الذي ليس بعده شيء. والعليم في كل شيء والقدير على كل شيء. والعزيز بكل معاني العزة والحكيم الجامع لمعاني الحكمة. والعظيم الذي له جميع صفات الكبرياء والعظم الى غير ذلك من نعوت جلاله وصفات كماله والمخلوق حادث بعد العدم له اول واخر. وهو ضعيف العلم ضعيف القدرة والله تعالى هو الذي اعطاه ما اعطاه من علم وقدرة. فلا حول حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. فاعظم الخلق وهم الرسل والملائكة قد اعترفوا انه لا علم لهم الا ما علمهم الله. فمن سوى الله وبين خلقه فلا يعدو اما ان يكون اعظم الخلق جهلا وضلالا واغترارا واما ان يكون منكرا لرب العالمين. جاحدا له من كل وجه يريد ان يخادع ويماكر باظهار الايمان به. فهذا الكاتب خادع يأتي عليكم زمان الا والذي بعده شر منه. الى ان قال في الصفحة الثامنة والتسعين ومائتين وان الشر ابدا في ازدياد. وان كل شيء ينقص. الا الشر فانه يزيد. روايات بما رآه في تفوق الامم المتقدمين في الصناعات والاختراعات والفنون العصرية وانهم لما مهروا في علوم المادة والطبيعة فلابد ان يصلوا الى العلوم التي لا يعلمها الا الله. ويقدروا على ما ليس في الخلق وطاقتهم القدرة عليه. وان جاز ان يظن هذا الظن فليعلم ان كان لم يعلم ان الله تعالى خلق الانسان في هيئة وخلقة قابلة للترقي في العلوم والاعمال. التي هي في طوره وطاقته وامده بالعقل والفكر وارشادات الرسل. ومن سلك سبيلهم في في هداية الخلق. وهيأ له الاسباب التي توصله الى اعلى ما يمكن الوصول اليه اليه من الاطوار البشرية وجعل له حدا ينتهي اليه. ويتعذر عليه مجاوزته. جعله يترقى في اشرف العلوم. وهو علم التوحيد عقائد والاخلاق والاحكام. وفي علوم السياسة وتدبير الامم وطبقات الناس وسخر له هذا الكون يستخرج اثاره ويستمد بقواه على صنائعه ومخترعاته. فحصل للناس في هذه الامور ارتقاء الى حيث هيئ لهم كل على حسب مشربه. اما الرسل وورثتهم من العلماء الربانيين والائمة المصلحين الهادين المهديين. فشربوا من العلوم بنية وتغذوا بالمعارف الربانية. المصلحة للقلوب والارواح المرقية لها الى اعلى الدرجات واكمل السعادات. وكملوا ذلك بعلوم الاحكام ومعرفة الحلال الحرام وعلوم المعاملات والحقوق المتنوعة بين الخلق. المبنية على كمال العدل والقسط والصلاح والاصلاح. ومعرفة الفنون السياسية العلوم المعينة على الدين. المصلحة للأحوال الجالبة للمنافع الدافعة للمضي حتى صاروا هادين مهتدين. بهم يهتدي المهتدون ارشاداتهم يقتدي الصالحون. فلم يصل لاحد علم ولا معرفة ولا خير الا على ايديهم. وبهدايتهم وعلومهم ومعارفهم توزن العلوم والمعاني وباخلاقهم واعمالهم يتبين الصالح من الفاسد. فبلغوا شأوا وغاية لم يصل الى قريب منها احد من الاولين والاخرين وصار الواحد من اتباع الرسل وائمة الهدى. لو قيس به من يعظمهم هذا الكاتب ويخضع لمعارفهم واحوالهم من ائمة الملاحدة لم يصل الى عشر معشار ما اوتيه من القوة العلمية فضلا عما يترتب على ذلك من احوال القلوب. والانابة الى الله تعالى وكل من له معرفة يشهد بذلك. والكاتب اعترف به وشهد حيث ترجم لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه الصراع ترجمة حافلة وفضله على جميع العلماء. وانه بزهم بسعة علمه وقوة ارشاده. وسعت اطلاعه ومهارته العجيبة ولا فرق بين المسلمين منهم والمبطلين. ولكنه كذب فنفسه وتناقض في هذا الكتاب. فيا ويحه المسكين انى يؤفك ويصرف عن الحق. واما في هذا الوقت الاخير فقد جدت الامم قل افرنجية والامريكية ومن تبعهم. واجتهدت في الفنون العصرية وصرفت لها اوقاتها وراحتها. واقبلت عليها اقبالا عظيما. فبلغت هذا المبلغ الذي لم يصل اليه احد. وهي في السير الى تكميل فنونها. وستصل بحسب ما يرى الى ما اليه قواها ومداركها. واما كون معارفهم لا منتهى واعمالهم لا حد لها. وانها ستزاحم رب العالمين وستعلم كل شيء وتقدر على كل شيء. فهذا امر تعرف بطلانه ببداهة العقول. نعم هي قد توصلت من علوم المادة الارضية والحيوية. وتسخير القوى السفلية. الى امور لا لا يمكن انكارها. اما كونها تتصل الى عالم السماوات والعالم العلوي وعلمي ما كان وما سيكون مما لا سبيل لها اليه بوجه من الوجوه او انها ستتمكن من ايجاد الحيوانات ونفخ الروح فيها فهذا ممتنع في العقول الصحيحة. كما انه ممتنع في الشريعة فان الله تفرد بغيوب لا يعلمها نبي مرسل ولا ملك مقرب فضلا عن غيرهم. وتفرد تعالى بانه هو الذي يميت ويحيي لا يشاركه في ذلك مشارك من اهل السماء واهل الارض. فهنا يقال على سبيل التحدي لاي مخلوق يكون قد صنع هؤلاء المخترعون واهل طهارتي في علوم المادة. الصورة والصنائع المدهشة. فهل في كانهم ايجاد بعوضة او غيرها او يرد الروح اذا بلغت الحلقوم الى موضعها ويقال هذه الامم قد اوجدت المراكب البرية والبحرية والهوائية. وسخروا مادة الكهرباء حيث يريدون ويشاؤون وفعلوا كذا وكذا مما هو داخل في قدرة الانسان. وحل العناصر الكبار والصغار. فهل في امكانهم ان يوجدوا اصغر مخلوق وهل لهم طريق الى العلوم الغيبية التي انفرد الله بعلمها؟ فهل هل عندهم علم متى يجيء المطر؟ ومتى يموت الصحيح وما مقدار عمره؟ وما هذا يكسب الخلق في مستقبلهم على سبيل العلم الجازم. ونهاية ما عندهم التكاثر هنا تخرصات بحسب ما يشاهد من الاسباب. وهل لهم سبيل الى العلم باحوال البرزخ والاخرة. مما اخبرت به الرسل وكيفية ما فيهما وعند هذا الكاتب ان الانسان لا يتعذر على علمه ولا على قدرته شيء. فتأمل هذا القول الذي لم يصل اليه احد من العقلاء ولا الحمر وفي كتابه في مواضع متعددة. اعتراف بانفراده عن الناس بكثير مما ذكرناه ونذكره عنه من الاقوال الباطلة وانه ادرك ما لم يدركه الرسل واتباعهم. وهذا مع ما فيه من العجب باغترار البليغ والكذب الصراح اعتراف بالشذوذ ومخالفة عقلاء كلهم. وهذا من التجرؤ والافتراء بمكان سحيق فالمشركون واليهود والنصارى لم يجرؤوا على ما يقارب هذا القول وقد اتفق جميع المثبتين للخالق من اهل الاديان وغيرها ان المخلوق لا يمكن ان الخالق بوجه من الوجوه ونهاية ما بلغ شرك المشركين انهم جعلوا لهم الهة انها يعمل لها من العبودية ما يستحق لله. مع اعترافهم انها مخلوقة عاجزة ناقصة. وانهم ما عبدوهم الا ليقربوهم الى الله زلفى فتبا لمن صرح بمقالة يتحاشى او يتنزه عنها اليهود والنصارى والمشركون. واما قصور هؤلاء تأخرين في علوم التوحيد والدين مع مهارتهم في فنون الطبيعة فهذا من ايات الله وبراهين قدرته. ان تجد اناسا في غاية الذبح الذكاء والبراعة. وقد ادركوا من العلوم والفنون العصرية ما عجز عنه الاولون وحار فيه الاخرون. ثم هم مع هذه والذكاء المفرط في هذه الاشياء. تجدهم في غاية الجهل والقصور العظيم والضلال البعيد عن العلم بالله وتوحيده. وما يستحقه من العظمة والجلال. وتجدهم يشاهدون من خوارق علم الانسان ما تخبرهم به الرسل عن الله واخباره وغيوبه واحوال الجزاء وهم مقيمون على الكفر والتكذيب. افبقدرة الانسان يؤمنون وبقدرة الملك العظيم يكفرون. فهؤلاء برعوا في امور خاصة ضئيلة بالنسبة الى العلوم النافعة والمطالب العالية. التي لا سعادة للخلق ولا فلاح لهم الا بها. وعموا عن المقاصد فبذلك يعلم ان الامر امر الله والقضاء قضاؤه. وان اعجاب الانسان بنفسه وتيههه بمعارفه الضئيلة اكبر حجاب بينه وبين الله وانه ان تخلى عنه طرفة عين هلك وشقي. ومن فروع غلوه في الطبيعة. ان ادعى وكابر وكذب ما جاءت به الرسل واخبر الله به في كتابه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم عن ادم ابي البشر وزوجه وعدوهما ابليس. وما قص الله من تائه فتجرأ هذا الرجل وترك ما اخبرت به الرسل والكتب السماوية وسلك مسلك ملاحدة الطبائعيين. الذين نظروا نظرية خرافية تسمى نظرية داروين الانجليزي. مآلها تسلسل الانسان عن قرد والقرد عن كلب او حيوان دونه وهكذا. خطأهم فيها فضلا عن الرسل واتباعهم. حيث زعم ان الانسان الاول في طور شبيه بالحيوان او هو الحيوان. وانه بقي مددا طويلة ملايين او ملايين الملايين حسابا جزافا لا ينطق ولا يحسن الخطاب ولا يرد وانما يتناعتون ويتصايحون تصايح الاجنة في اول وضعهم من بطون امهاتهم. وانهم مكثوا تلك المدد العظيمة وهم على هذا الوصف. ثم انهم ارتقوا عن هذا الانحطاط. فتمكنوا من الاشارات. وصار بعضهم يشير الى بعض. من غير ان يهتدوا الى ثم مكثوا ما شاءت الطبيعة الا ما شاء الله عنده حتى ترقوا فصاروا يتمكنون من النطق. فلم يصلوا الى هذا الطور حتى مضت عليهم احقاب بعد احقاب. وهذا مع ما فيه من من تكذيب جميع الكتب والرسل فانه اخبث التخرصات. وابعدها عن الحقائق فاي طريق دلهم على هذا التخرص الباطل. واي سند اوصى ولهم الى هذه الجراءة. ولكن يأبى الله تعالى الا ان يفضح النابذين في دينه. المكذبين له ولرسله. تركوا علوم الرسل والحقائق دينية. وتبعوا التخرصات وما خلصوه وتخرصوه في الحفريات وما يجدونه من جثث بعض الحيوانات. فبعدا لمن اختار هذه الخرافات والخزعبلات على ما جاءت به الرسل ونزلت به الكتب. وويل لل كافرين من عذاب شديد. الذين يكذبون الله ورسوله. ويؤمن بكل شيطان مريد. ثم انظر الى المبحث الاخير من كتابه الذي عنوانه المشكلة التي لم تحل. في صفحة خمس عشرة ثلاثمائة وما بعدها الى اخر كتابه. كيف اتى فيه الطامات والفظائع وانكر المنكرات. وكيف حاول وصرح بان الايمان بالله واثبات وجوده وربوبيته وافعاله من اشكل المشكلات وهي اصل الامور واوضحها واجلاها براهين. ثم صرح بهذه ان جراءة التي ما وصل اليها احد من البشر الا فرعون واشباهه الذين انكروا رب العالمين وجحدوه بالكلية. وقد ان الاولين والاخرين لم يحلوا هذه المشكلة. فجميع الكتب المنزلة من الله التوراة والانجيل والزبور والقرآن وجميع ما قالته الرسل عموما. وقاله سيدهم وامامهم خصوصا وجميع العلماء الربانيين والهداة المهتدين والحكماء والاساطين الجميع عنده لم يعرف الايمان بالله. ولم يحلوا هذه المشكلة التي زعمها فبقيت عند هؤلاء مشكلة الايمان في غاية الاشكال تعقيد عند هذا الكاتب. فيا ويحه ما اعظم هذه الطامة! وما ما اشنع هذه الجراءة على الله وعلى رسله وكتبه. وعلى جميع اهل العلم وكيف طاوعته نفسه على هذه الطامة الكبرى. وكيف لم يكن له عقل يحجزه ويردعه عن هذه الشناعة. التي صار بها مضرب المثل في الالحاد الجنوني والزندقة المتفننة. سبحان الله العظيم وصدق رسوله النبي الكريم. هذا الدين العظيم الذي وضح الحقائق الاخرى اصولية والفروعية. وعلوم الباطن والظاهر. والعلوم المتعلقة بربك في العالمين. والمتعلقة بالمخلوقين. بين كل شيء واوضح كل شيء وهذا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. الذي هو اعلم خلقي على الاطلاق. واكملهم في جميع المعاني والصفات. اذا قصر هذا الدين دين هذا الرسول صلى الله عليه وسلم عن بيان هذا الاصل. الذي هو اصل ذو الاصول والاساس الاكبر. لامور الدنيا والاخرة. فاي شيء بين و وضح والى اي شيء هدى وارشد؟ واذا لم يحل ما زعمه هذا المفتري في مشكلة فاي مشكل حله. واي علم ابانه ووضحه. لقد كان هذا الدين على زعم هذا الكاتب من اعظم النكبات على البشر. نقول على زعم على وجه الالزام. وقد صرح بذلك في مواضع من كتابه وعلى زعمه ما زاد الناس هذا الدين الكامل. ولا الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم الا شرا. ولا اوقعهم الا في اعظم الضرر. فسبحان الله وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا. هذا الاصل الكبير قد وضحه الله الله في كتابه ووضحه رسوله توضيحا حتى بلغ من وضوحه انا اظهر من الشمس في رائعة النهار. وابلغ من جميع المسائل كلها فلا يوجد في الدنيا اي مسألة الا وكان بيان هذا الاصل اعظم من بيانها وبراهينه وادلته اكبر من براهينها وادلتها لقد كاد الكتاب والسنة ان يكونا تأصيلا وتفصيلا لهذا الاصل العظيم واما البراهين العقلية والفطرية فكلها متفقة على الاعتراف بالله فالمشركون الذين يجعلون معه مخلوقات يدعونها. ويصرفون لها شيئا ان من العبادة معترفون ان الله هو الخالق الرازق المدبر لجميع الامور وقد قالت الرسل افي الله شك؟ وقد عظمت هذه للمسألة ان يبرهن عليها. كما قيل وليس يصح في الاذهان شيء اذا احتاج النهار الى دليلي. وهذا المفتري بعد المحاولة والمجادلة انما حاروا في معرفة الله. حين رفضوا علوم الدين في هذا الباب وتركوا ما دل عليه كتاب الله. وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وان حيرتهم في هذه الحال من ادل الدلائل على كمال الدين وترديد الكلام والهذر الذي لا حاصل له. زعم انه انفرد بحلها فاستنتج بعقله الجنوني وجراءته العظيمة. ان حلها الوقت وحيد هو ان ينبذ الناس الايمان وراء ظهورهم. ويكونوا معانقين قيل للطبيعة منسلخين من الدين والشريعة بالكلية. وانه اذا فعلوا ذلك فقد حلوا هذا اللغز المعقد. وان بقي عليهم اه يا من الايمان فانهم في قيود واغلال قد تعذر عليهم النهوض الرقي فيا ويحه اين قوله؟ انه مؤمن بالله وبكل ما اخبر وهل بلغ احد من الملحدين هذه الهاوية السحيقة؟ لقد كل الوضوح وزال الاشكال. ان هذا الرجل مخادع قد سلك نهجا جديدا في رعاية الالحادية. اتى على جميع الاديان من اصلها ليزيلها ويقلعها فهو بهذه الدعاية قد تصدى لمحاربة الاديان السماوية كلها ويحه المسكين الذي اضحى فريسة الملحدين. اذا لم يثبت اصل الايمان فاي شيء يثبت واذا لم يؤمن بالله فبأي شيء يؤمن فبأي حديث بعد الله واياته يؤمنون. فمن وصلت به الحال الى هذا الحد من الجحد لم يبقى للكلام معه فائدة. لان مكابر المباهتة تريه اظهر الاشياء فينكرها. يزعم هذا ان ايمان المتدينين يمنعهم من مباشرة الاسباب. وان باشروها فعلى وجه ضعيف. هذا حاصل المعنى الذي طول فيه الكلام وردده واستنتج منه انه يتحتم على الناس رفض الايمان بالله وباقله داري حتى يخرجوا من غلهم وحبسهم. وينطلق سراحهم لقد صدق هذا الكاتب في ان الايمان حبس لهم. ولكن عن التهتك في اخلاق الرذيلة. وعن الانغماس في الفجور والفواحش الظاهرة والباطنة وقيد لهم عن التجرؤ على الظلم للخلق. في دمائهم واموالهم واعراضهم وجميع حقوقهم. وان اهله لا يمكن ان يكونوا اباحيين ما دام متمسكين به. لكن بتركه والاعراض عنه تنحل عنهم القيود الشرعية فيصيروا كالبهائم. وتكون امورهم فوضى وهذا ما اراده هذا الكاتب. وهو يعلم حق العلم ان هذه الثمرات الجليلة من اعظم محاسن الدين واجل ثمراته. ولكنه ويسعى احث السعي لقطعها. ويأبى الله الا ان يتم نوره ولو كره الكافرون. فهذا الرجل لم يسلك مسلك الحذاق من الملحدين. الذين يموهون باشياء تروج على كثير من الناس ولكنه جاء الى اظهر الاشياء واجلاها واوضحها فانكره غاية الانكار. وكابر فيه اعظم مكابرة. زعم ان الايمان بالله يضعف القوى ويوهن العزائم. والحال انه لا تقوم القوى كلها ولا تنهض الا بالايمان بالله. فانه لا حول ولا لا قوة الا بالله. فكل حول وقوة مستمدة من حول الله وقوته قوته. والعبد اذا وكل الى نفسه فقد وكل الى ضعف وعجز ونقص من جميع الوجوه. فالمؤمنون بالله حقا هم اقوى الخلق وابلغهم شجاعة. واصبرهم على المكاره. واثبتوهم في الحرجة. لايمانهم الكامل بالله ورجائهم لثوابه. وخوف من عقابه. فالايمان هو مادة كل خير. وكل صلاح واصلاح وبه تندفع شرور الدنيا والاخرة. ثم مع ذلك الرويجي والجحد للايمان بالله. يباهت فيزعم ان اهل الدين لا يمكنهم هم فهمه على وجهه. فعلى قوله لم يفهمه الصحابة والتابعون لهم باحسان ولا العلماء الربانيون ولا سائر اهل العلم من المسلمين. وحيث لا يفهموه عنده يتعين عليهم رفضه والاخذ بطريقة الملحدين فاين الايمان والاسلام الذي يدعيه هذا الرجل. ويزعم انه يغار على المسلمين وهو متصد لمحاربتهم ومحاربة دينهم. واين العقل الذي على صاحبه ويجعله متماسكا بين الناس. فان هذا تهور واستهتار ومناداة على عقله بالسفه والجنون. ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه. وهو مع هذا يبدئ ويعيد في الاستهزاء بشرائع الدين. وباهله وحملته على وجه الوقاح كدأب الحمقى والمجانين. فالمؤمن يحمد الله على العافية منها هذه البلية العظمى والمصيبة الكبرى. ويسأل الله الا يزيغ قلبه ولا يجعله مثلة بين الخلق. والا يكون كمن اتاه الله اياته فانسلخ منها. فاتبعه الشيطان فكان من الغاويين ومن بهرجات هذا الكاتب حين قرر ان المسلمين لا يفهمون دينهم ولا يمكنهم فهمه على حقيقته. استشهد على ذلك بما قصه وعن الرازي والامدي وابن ابي الحديد. وامثالهم من الحائل في معرفة الله. وان كان بعضهم قد تراجع عن حيرته. فزعمها هذا الكاتب ان المسلمين كذلك حائرون. لا يهتدون الى اصول دينهم ولم يعلم او علم وتجاهل ان هؤلاء الحيارى انظر الى هذا الرجل كيف لما كذب بالحق وترك الايمان بالله؟ ورفض ودعا الناس الى رفضه. كيف تقلبت به الاحوال؟ ولعبت به الاهواء وصار ينادي ويدعو الى الالحاد بعدما كان يدعو الى دين ربه في العباد فالمسلمون ولله الحمد قد فهموا الايمان فهما كاملا اعظم من فهم اي قضية كانت. فهم اعظم الناس يقينا واثبتهم ايمانا واصحهم اعتقادا. لانهم امنوا بالله وصدقوا المرسلين واستقاموا على الصراط المستقيم. حيث عدل غيرهم عن هذا الطريق ومن فروع نبذه الايمان بالله. وبما اخبر به على السنة رسله انكار الملائكة والجن والارواح. وسياقه لهذا الانكار اساليب تهكمية وعبارات سخرية. بما اخبر الله به واخبرت به رسله ونطقت به الكتب واعترف به علية الخلق. وسائر اهل الاديان السماء قوية وجاءت به نصوص الكتاب والسنة في نصوص كثيرة. زادت على التواتر فاقر بها المسلمون واعترفوا بها. وبكل ما اخبر الله به ورسوله عن الملائكة والجن. وعن احوال الروح في البرزخ وغيره ولم ينكر ذلك الا جاحد ملحد مكذب لله ورسوله. وقد تحابوا هذا الرجل حين نصر قول من كذب بهذه الاصول العظيمة. فجمع كل ما يقدر عليه في كتابه من خرافات الخرافيين. عن الجن والارواح ونسب ذلك الى المسلمين. ليتوسل به الى القدح في الدين. ظنا منه وانه يروج على الناس. ثم لما قرر هذا التكذيب بعبارات كثيرة في صفحة ثلاثمائة وما بعدها شعر ان الناس لابد ان يقولوا هذا كلام مكذب بالملائكة والجن والارواح. فقال نفاقا ليعلم بعد هذا اننا ممن يؤمنون بالارواح والملائكة والجان وبما اخر اخبر الله به الى اخر ما قال فانظر الى هذا والبهرجة التي لا تخفى على من له ادنى عقل. ولكن من غروره بنفسه يحسب ان الناس كالبهائم. ومن كذب بالمدبرات امرا وتهكم بما يذكر في الكتاب والسنة. ويذكره اهل العلم من انواع التدبيرات في العالم العلوي والسفلي. التي تتولاها الملائكة بامر الله. لم يستغفر رب بعد ذلك تكذيبه بتأثير العين. وتحريف النصوص الواردة فيها وتفسيرها بما لم يفسرها به مسلم بل ولا عاقل. ومن كانت هذه الاصول عنده ترهات وخيالات. لم تستغرب عليهما نصره من سفور النساء وايجابه لمخالطتهن الرجال الاجانب. في جميع المجامع صغار والكبار. وانه ليس للرجال عليهن درجة. ولا لهم فضل عليهم وان هذا السفور والتهتك بزعمه هو عين الصلاح. وانه ولا يمكن اصلاحهن وثقافتهن وتعليمهن. الا بهذه الطريقة السافلة وان خيار المسلمين من القرون الماضية من الصحابة والتابعين. ومن تمسك بهديهم الى اليوم من خيار المسلمين. ان هؤلاء كلهم من اولهم الى اخرهم من الجهلة الهمج. حيث صانوا نساءهم عن التبرج والتهتك. ثم باهت في ذلك ناقلا مستحسنا. ان الشر الحاصل من النساء المصونات المحفوظات بحفظ ثم بحفظ اوليائهن اهل الغيرة على الدين وشرائعه اعظم من الشر الحاصل من النساء المتهتكات. المزاحمات للرجال في جميع ميادين دين الحياة. ثم نقله القبيح واستحسانه في هذا الموضوع كلام الساقطين من الاباحيين الذين لا يرون شيئا حراما خبيثا. بل ما ها هو الانسان فعله. ولا قبيح عندهم الا ما لم تشتهه النفوس ما نقله في صفحة ثلاث ومئة وما بعدها. فيا ويح هذا ماذا ترك للفضل فضائل الدينية والاداب الدينية والصيانة الانسانية. لقد رفضها كلها وهذه الطريقة التي استحسنها هي الطريقة الوحيدة للاباحية. اباح جميع ما حرم الله من الشرك والفواحش والمنكرات. اذا تقررت هذه الخبيثة والمنافية للدين من كل وجه. الدالة على انحراف عقل صاحبها بعد انحراف دينه. فلا تستغرب بعد هذا رده للادلة الشرعية. وتحريفه لنصوص الكتاب والسنة وترويجه بجمع الاحاديث الصحيحة. مع اثار باطلة فيرد الجميع وتفسير النصوص بغير تفاسير المسلمين نصرة لباطله. وانما هي من جنس تحريفات القرامطة الباطنية. ولنذكر نموذجا يسيرا من هذا النوع ليعرف بذلك الحاد هذا الرجل في ذلك. قوله في قوله تعالى وفي انفسكم افلا تبصرون. ذكر في صفحة اربع عين ان معناها ان الله نعى على المسلمين الموجودين وقت نزول القرآن وفي الجزاء الاخروي. فاي ايمان واي اسلام واي عقل صحيح بقي بعد هذا. ومن ذلك تفسيره لحديث كل مولود يولد على الفطرة. بان الفطرة هي الخبث والشر وان الانسان بطبعه خلق شريرا. وان الفطرة معناها ويعاتبهم كيف لا يبصرون ما في انفسهم من الايات. وان والقرون المفضلة. ومن بعدهم من علماء المسلمين. انطوت قرونهم موجه اليهم واللوم يقرعهم. لكونهم لم يبصروا ما في انفسهم من الاستعداد لاستخراج كنوزها. لا لاستخراج كنوز الارض. حتى جاءها الوقت فانطبقت عليهم هذه الاية. وكانوا احق بها واهلها لكونهم العاملين بها. حيث عمي عنها الاولون. وعلموها حيث جهلها السابق فهذا التطبيق تحريف لم يسبقه اليه احد من المسلمين. ولا ممن يدعي الاسلام ومعناه الجلي عند هذا ان ملاحدة الامم اكمل وافضل هو اعظم عملا بهذه الاية. من السابقين من الصحابة والتابعين لهم باحسان الى اخر الوقت سبحانك هذا بهتان عظيم. ومن تحريفه لحديث ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به الى اخر الحديث. قال في صفحة اربعين ان يدل على ان العبد غير مقيد. وانه لا يمتنع على قدرته شيء انه لا حد يقف عنده علمه وقدرته. نزله على ذلك المبحث في الخبيث السابق ان العبد في امكانه مزاحمة رب العالمين فهذا الالحاد والتحريف لكلام الله وكلام رسوله. لم يقل احد ما يشبهه الا الملاحدة من اهل وحدة الوجود. ومعنى الحديث معروف ولله الحمد بين المسلمين. ان ذلك يدل على تسديد الله وتوفيقه ومعونته الخاصة لعبده القائم بمحبوباته. من الفرائض والنوافل ومن ذلك ما قاله على قوله تعالى ما اشهدتهم خلق السماوات والارض ولا خلق انفسهم في صفحة احدى وستين محتجا بها على قوله الباطل. حيث زعم ان ان علم الانسان محيط بمبادئ خلق هذا العالم. فانه يزعم ان الاية في العلم حيث قال ما اشهدتهم ولم يقل ما اعلمتهم وزعم انهم كانوا عالمين وان لم يكونوا مشاهدين وهذا لم يقله احد من المفسرين. اما تفسيرها المعروف عند المسلمين فهو ان الله انكر على الكافرين به المكذبين لرسله الذين زعموا ان احدا من المخلوقين يستحق من العبادة والخضوع ما الله فكذبهم الله. واخبر ان جميع الخلق ليس لهم مشاركة لله بوجه من الوجوه. فلم يشهدهم خلق السماوات والارض ولا خلق انفسهم. وهذا نفي لطرق العلم كلها يعني فليس لهم سبيل الى ذلك. فانهم اذا لم يشهدوا ذلك فهم لم يعلموه. واذا لم يعلموه فشهادتهم ودعواهم لاستحقاقها العبادة دعوة في غاية البطلان على الله تعالى وهي نظير قوله تعالى وما كنت بجانب الغربي ومن تحريفاته التي تقشعر منها الجلود. ما ذكر في صفحة احدى وستين وسبع وستين على قوله تعالى. يعلم ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الاخرة هم غافلون ان المراد بذلك القرن الذي انزل عليهم. واوائل هذه الامة القرون المفضلة. من الصحابة والتابعين لهم باحسان ان معناها ان علومهم لم تصل الى بواطن الاشياء. وانما علمهم بسيط جدا وانهم في ذلك الوقت في طور الطفولية. بل في طور قريب من طور الحيوانات. ولم يبلغوا رشدهم. وانما الذين بلغوا رشدهم عنده ملاحدة هذا الزمان. الذين علموا من علوم في مادة ما لم يعلمه الاولون. لان العلوم النافعة عنده هي الفنون العصرية حصرية فقط. واما الاصول والعقائد وعلوم الاخلاق وتوابعها التي علم الطبيعة فرع من فروعها. فانها على قول هذا لا ليست من العلوم التي يؤبه لها. وكفى به خذلانا ان تصل به الحال والى هذا والآية ولله الحمد واضحة لا اشكال فيها وان هذا وصف للكافرين المكذبين لمحمد صلى الله عليه وسلم اخبر تعالى ان علومهم ظاهرة. يعلمون ظاهرة الحياة الدنيا دون باطنها. وانهم في غفلة عن الاخرة فهذا السبب الذي اوجب لهم رد ما جاء به محمد. صلى الله عليه وسلم والا فلو علموا ظاهرها وباطنها المقصود منها تبادروا الى الايمان بمحمد صلى الله عليه وسلم. كما فعله اهل العلم الحقيقي. الذين بادروا لما رأوا الايات البينات الى الايمان الايمان به لكن هذا الرجل يطبق هذه الاية على خيار الخلق واكمل القرون على الاطلاق. ويسخر من العالمين بباطن الدنيا المستعدة للاخرة. القائمين بعبودية الله الدنيا وسيلة الى الدين. وهو يريد ويحاول في كتابه هذا ان تكون الدنيا هي المقصودة والغرض الاصلي. واما الاخرة فان كتابه هذا بتزهيد الناس فيها. وفي عبودية انه مفطور على الشر. ويرفض جهارا تفسير ائمة الهدى لهذا الحديث بان معناه هو ان الله فطر عباده على قبول الخير علما وعملا وان الله تعالى جعل في خلقتهم استعدادا تاما لقبوله لما اختار غير الدين الحق. وعند هذا ان الفطرة معناها الشر والهي همجية وهذا مناف للاية والحديث. ومن اعظم الجرأة جراءته على قوله تعالى في صفحة ست وستين وترى ينظرون اليك وهم لا يبصرون. قال يعني بذلك الذين اجتمعوا بالنبي صلى الله عليه وسلم وامنوا به من الصحابة الذين هم خيار الحلق واعلمهم. جعلهم هذا الرجل ينظرون الظواهر. ولا يبصرن البواطن. فهم في طور الاطفال. كما تقدم التنبيه على هذا مرارا وهذا من جنس تفاسير الزنادقة من الباطنية والاسماعيلية والاية الكريمة عند جميع المسلمين معناها ظاهر وان هذا وصف للكافرين بالرسول او وصف للاصنام. فمعناها ان الكفار تراهم ينظرون اليك نظرا ظاهرا وهم لا يبصرون ما فيهم فمن المعاني الجليلة. والاوصاف الجميلة. والايات التي تدل ودلالة انك رسول الله حقا. او ان هذه الاصنام صور بلا ارواح تراها كانها تنظر اليك وهي لا تبصر لانها جمادات ومن ذلك حق للراويين عن النبي صلى الله عليه وسلم الحديث الذي في مسند البزار. اكثر اهل الجنة البله فزعم انهم بذلك يمدحون البلاهة ويحثون عليها. وجمع في هذا الخرافيين ونسبها لحملة الشريعة ورجال الدين. وكذب الحديث مذكور وتفسير الحديث ظاهر عند المسلمين. فان النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل اهل الجنة البله. او لا يستحق الجنة الا البله. بل قال اكثر اهل الجنة البلة. فهم لسلامته من الغل والحقد والصفات الذميمة. صاروا مستحقين للجنة. لئلا يظن الناس ان امثال هؤلاء ان الله لا يرفع قدرهم. مع ان في كتاب بالله وسنة رسوله. من الثناء على اهل العقول واولي الالباب والاحلام والنهى والاراء الرزينة. والحث على كل امر فيه زيادة اللب والعقل فكم في كتاب الله وسنة رسوله من ذلك من النصوص ما يدل على ذلك فلا منافاة بين الامرين فالدين يحث على السعي في تكميل العقول. ويثني غاية الثناء على اولي الالباب. وي اخبروا انهم خواص الخلق. ومع ذلك فكل من امن وعمل صالحا ولو لم يصل الى درجتهم من البله الاغرار. فانهم سعداء فان الله لا يضيع اجر من احسن عملا. ومن العجائب تنزيلا الحروب الحاضرة. بين الامم الافرنجية والامريكية وتوابعهم على قصر قوله تعالى كتب عليكم القتال وهو كره لكم فجعلها المراد من الاية. وقد اجمع المسلمون على ان المراد قتال المسلمين للكفار فهو المكتوب المفروض. وهو الذي له الاثار الطيبة واما هذه الحروب التي بنيت على الجشع والظلم والقسوة وعدم الرحمة فاين خيرها واثارها الطيبة؟ وقد عمت البسيطة هلاكا وفنا ماء وتدميرا. وهي لا تسكن في وقت الا للاستعداد لمجازر وشرور ينسي اخرها اولها. فيا ويح من الحد في ايات الله ومن تحريفاته لحديث انس انه صلى الله عليه وسلم كان يطوف على نسائه بغسل واحد. قال في صفحة عشرين ومئة ان ذلك مجرد دوران لا مسيس معه. وتهكم بانس وغيره ممن يفسرون ذلك بالمسيس. الذي هو معنى الحديث عند جميع المسلمين حتى جاء هذا الرجل فانكر عليهم وكذبهم. وهذا الوهم الكاذب منشأه انه ميراث ممن ورثوا القدح في الانبياء بكثرة الازواج فانزل الله منكرا ومكذبا لهم قوله تعالى. ولقد ارسلنا وجعلنا لهم ازواجا وذرية. واي نقص صنف كثرة ازواجه. وفي قيامه التام بحقوقهن. وذلك من اجل لمناقبه. حيث كمل الحقوق الكثيرة التي عليه. وحيث كان في زوجاته من المنافع والمصالح للامة. ما لا يعد ولا يحصى ومن جرأته العظيمة ما ذكره في صفحة ست وعشرين ومئة وما بعدها من الصفحات من تكذيبه لجميع النصوص واردتي في الزهد في الدنيا. والصبر على البلاء والفقر. وهي جزء كبير كثير من اجزاء الدين. كذب ذلك اجمع. وباهت بامر يعرف كذبه به كل احد ثم روج كعادته القبيحة بذكر احاديث لا زمام لها ولا خطام. حشدها في كتابه وتوسل بها الى رد النصوص الصحيحة ورمى جميع المسلمين من اولهم الى اخرهم لتلك الاثار الساقطة. وتقدمت الاشارة الى محاسن هذا الدين وانه يحث على جميع الوسائل والمقاصد واصلاح الدين. وما ايعين عليه من الدنيا بعكس ما كان يسعى اليه هذا الكاتب. يحض على زهدي في الاخرة. بل يسخر باهلها العاملين. وبما يذكر من الجزاء الدنيا والاخروي. ومن انحرافاته الفظيعة. ما نقله عن التوراة ليس في التوراة. بل في الامثال المنسوبة لسليمان عليه السلام في الترغيب في الدنيا. ثم قابل بينه وبين ما جاء به القرآن والدين دين الاسلام في صفحة سبع وسبعين ومئة وما بعدها. وغلط القرآن والكتب الدينية. حيث علقت السعادة والفوز والفلاح في العاجلة والآجلة. على العبادة والتقوى والصلاح. وفضل ما نسب الى في هذا الموضوع على الكتاب والسنة تفضيلا عظيما. بلغ لم يجعل لهذا الاخير فضلا بوجه من الوجوه. بل حمل على هذه النصوص وزعم انها هي التي همم الناس. وثبطتهم ومنعتهم من الرقي وفيه كالتصريح بانكار عقوبات الله الدنيوية والاخروية ومن ذلك في صفحة ست وتسعين ومئتين. تهكمه بحديث انس لا يأتي عليكم زمان الا والذي بعده شر منه. وهو وفي الصحيح صحيح البخاري وتهكم به وبنقلته وانكره انكارا عظيما والسبب في ذلك اصله الخبيث. حيث فضل ملاحدة الزنادقة من الاولين والاخرين. على الصحابة وخير القرون. وعرف ان هذا الحديث فمن الادلة الكثيرة الدالة على كذبه وبطلان قوله وزعم ان اعتقاد فضيلة الاولين من الصحابة والتابعين منعت الرقي فهذه الدعاية لنبذ الدين التي يسعى لها هذا الرجل سعيا حثيثا ويؤصل اصولا خبيثة. يرد لاجلها الاصول الشرعية. فهذا في كتابه نهج لهذه الدعاية الالحادية. دعايات كثيرة تارة بتحريفه لنصوص الكتاب والسنة. وتارة بالقدح في الصحابة وحملة الدين من خير القرون. الذين لم يصل للناس هذا الدين انا على ايديهم وقد اكثر فيه من الاستهزاء والسخرية العظيمة حتى كادت جميع مباحثه المنحرفة تكون سخرية واستهزاء وتهكما بالدين والشريعة وحملة الدين. فهنا يقف العاقل وقفة تعجب فيقول هل ترى هذه السخريات والتهكمات الصادرة من هذا رجل الحامل عليها الاعجاب العظيم بالنفس واحتقار غيره. فان انه لا يستغرب. فان الخيالات متى استحكمت في النفوس؟ تجسمت وصارت لها السيطرة على عقل الانسان. وعدم الابقاء منه على مكانته بين الناس فلا يستغرب بهذا ان ذكاءه وفطنته اضمحلت. في ضمن في هذه السيطرة حتى تلاشت. فلم يكن له احساس بما يصدر منه وانه وصلت به الحال الى ما يشبه الجنون وعدم الشعور. فان الذي معهم مسكة من العقل المعيشي. دع العقل الديني. يبقون على وعلى مكانتهم عند الناس. وفي قلوب من يعظمهم. فلا يرضى احدهم ان تكون السخرية والاستهزاء ديدنه في الامور العادية. فضلا عن ان توجه الى دين الله والى رسله واتباعهم. ولكن يأبى الله الا ان يفضح من تعرض لدينه وشرعه. واوليائه في الدنيا والاخرة واذا كان من جملة مقالاته الشنيعة الفاضحة ما صرح به في صفحة سبع عشرة وثلاثمائة بقوله الصريح. ان المتدين على اختلاف ديارهم. وازمانهم وانبيائهم وامزجتهم واجناسهم عجزوا ان يهبوا الحياة شيئا جديدا. وان يكونوا فيها متألقة. فهل بعد هذا التصريح بنبذ الديانات السماوية كلها والكفر بجميع الانبياء وتحقيرهم. وتفضيل غيرهم عليهم شيء وهل وراء هذا التقدم الى الكفر غاية ونهاية وكم له في كتابه هذا من هذا النوع شيء كثير. ربنا لا تزغ بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة. انك انت الوهاب. واعلم ان عباراته في هذه المواضيع التي نبهنا عليها كثيرة مكررة بعبارات متنوعة ننقلها خوف طول الكلام لغير فائدة. ولكننا اتينا بمقاصد فيها وارشدنا لمن يحب الوقوف عليها الى صفحاتها. من هذه الاغلال المطبوع. وكذلك في رسالتنا هذه لم نكثر من ذكر الايات والاحاديث الرادة لقوله. لان الكتاب والسنة تكن لها رد لقوله لانه نفى جميع اصول الكتاب والسنة اراد قلعها من اساسها. ولان المقام يقتضي ذلك. فان نظرة مع من يعظم الكتاب والسنة نوع. ومع من لا يراهما نوع اخر ونحمد الله على ما نبهنا عليه في كتابه. من الفظائع والشنائع التي لا يقولها الا من انتهى الحاده وكفره. لم نستعمل معه في الخاص الا الرفق واللين. اتباعا للكتاب والسنة في خطاب المحاربين من المنحرفين ان يقال قال فلان وفعل فلان. واما عند ذكري الاقوال الشنيعة فيذكر ما احتوت عليه من الضرر والمناقضة للاديان ومرتبتها في البعد من الدين. وبيان ما على قائلها من الضلال والغي فيكون القدح فيه موجها عليه من اقواله. ويبين ما على صاحبها من نقص الدين والعقل والرأي. وليس لنا غرض في شخصية هذا الرجل لكن لما اعتدى على ديننا الاسلامي وعلى قواعده واصوله واسسه وتهكم به وبحملته. وفضل عليهم زنادقة الملحدين وصنع مع المسلمين اعظم من صنيع دعاة النصارى من المبشرين. وجب على كل مسلم مدافعته ودفع شره وتبيين امره. والتحذير من طريق ودعايته بحسب القدرة. والا فوالله اننا لنأسف اشد للاسف على انقلاب هذا الرجل. ونعد ذلك من الخسائر علينا حيث فقدنا هذا الرجل الذي مضى له من المقامات ونصر الحق ما لا ينكر بل لنا ان نقرأ قول الله تعالى يا ايها الذين امنوا ان يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله. فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه اذلة على المؤمنين اعزة اعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لو ونسأل الله ان يرده الى الحق. وان يعيده الى الاسلام بالتوبة والتنصل مما وقع منه. وان يكتب كتابا في رجوعه عن هذه المباحث الخبيثة ونسأل الله تعالى ان يثبتنا على دينه والا يزيغ قلوبنا بعد اذ هدانا. ويهب لنا من لدنه رحمة ان انه هو الوهاب. وصلى الله على محمد وعلى اله وصحبه وسلم قال ذلك وكتبه الفقير الى الله. عبدالرحمن بن ناصر بن سعد جواب مجمل مطول. عما احتواه كتاب الاغلال من من الضلال سؤال ورد علينا يستفهمون عما يحتوي عليه الكتاب المسمى هذه هي الاغلال. على وجه الاجمال. فاجبنا عن ذلك اننا قد كتبنا في موضوعاته رسالة لطيفة. لا يمكننا ايرادها هنا ولكن نظرة اجمالية تفيد عن موضوعه. فنقول مستعينين بالله راجين منه ان يعيننا على العلم النافع والعمل. والا يزيغ قلوبنا من نظر في هذا الكتاب وتأمله حق التأمل علم انه صنف اعظم وطأة وعداوة للدين الاسلامي. ومقاومة له من هذا الكتاب وانه ما اجترأ احد من الاجانب فضلا عمن الحد ممن يتسمى الاسلام بمثل ما اجترأ عليه هذا الرجل. ولافترى مفتري مثل افتراء ولا حرف محرف مثل تحريفاته. وما صرح احد وقاحة والاستهزاء والسخرية بالدين والشرع واصوله. وعلومه واخلاقه وحملته كاستهزائه وسخريته. فانه احتوى على نبذ الدين اسلامي ومنابذته ومنافقته. فهو صريح في الانحلال عن الدين بالكل وخروج تام عن عقائده واصوله. فضلا عن فروعه وهو اكبر دعاية ومقاومة للدين. وعداء له ولاهله وفيه من البهرجة والتزويرات التي جعلها في قالب نصر الدين ما يعد من اكبر الزندقة والنفاق والمكر والخداع. فلم يبق من الشر طريقا الا سلكه. فانه شارك المنحلين عن الدين النابذين بالكلية. وشايع الدعاة الى نبذه. والى تحبيد الحاد ودخل في ضمن زنادقة الملحدين. وهذه الامور الثلاثة وهي نبذ الدين ومنابذته ومخادعته. التي هي مجموع طرق رأي الدين جعلها موضوع كتابه. وحشى كتابه من اوله الى اخره بها. كما لا يخفى على ذي بصيرة. وذلك ان انه تلقى عن جميع الدعاة الى الكفر برب العالمين. والقدح في رسالة الرسل خصوصا خاتمهم وامامهم محمدا صلى الله عليه وسلم تلقى عن الاولين والاخرين من ائمة الكفر. ودعاة حادي كلما قالوه وزاد عليهم زيادات. واستدرك عليهم استدراك وذلك ان المعطلين للباري رأسا المنكرين لرسالة لهم في ذلك اساليب والوان متنوعة. فصر حزنا حديقة الفلاسفة وفرعون واشياعهم بانكار رب العالمين بالكلية وصرحوا بقدم العالم. وقالوا ما هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا. وما يهلكنا الا الدهر ثم اظهروه بعد ذلك باسلوب اخر. وهو الاسلوب الذي سلكه زنادقة الاتحادية. الذين يرون الوجود واحدا بالعين فلا ثم رب ولا مربوب. ولا خالق ولا مخلوق ثم اظهره هذا الرجل باسلوب نفاق ومخادعة اشنع من ذلك كله حيث زعم انه لا فرق بين الخالق والمخلوق. وان من فرق بين انهما من الرسل واتباعهم وجميع اهل الاديان. فهو غالط عنده وقال ان جميع صفات الباري في امكان الانسان ان يتصف بها فما بعد هذا الانكار للبارئ انكار. اعداء الرسل قالوا شاعر وقالوا مفتري كذاب. صارحوه بهذه الاقوال الخبيثة وزنادقة المتفلسفة قالوا ان الرسل كذبوا للمصلحة وخيلوا للناس تخالف الحقائق. وزنادقة دعاة نصرانية. لما بهرهم ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من الدين الكامل والاخلاق والعلوم. والاعمال والفتوحات الاسلامية شرعوا يموهون على الناس. ويزعمون انهم حللوا حياة الرسول صلى الله عليه وسلم. وخرجوا من هذا التحليل الخبيث. بنتيجة ان الوحي الذي جاءه ليس من الله. وانما هو من نفسه لنفسه وانه رجل سياسي حكيم. وهذا سلك مسلكهم بعينه حيث زعم ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يخلو بالطبيعة ويناجيه ويناجي الليل والنهار والارض والسماء. والضياء والظلام والنسيم وانه افتتح رسالته بمناجاة الطبيعة. والخلو بها في غارها حراء وختمها بكمال تعلقه بالطبيعة واشتياقه اليها حيث قال في حالة السياق في الرفيق الاعلى. فهذا انكار صريح لرسالته وحذو لما قاله دعاة النصارى الا ان التعبير مختلف. اعداء الرسل من الدهرين الطبيعيين زعموا انه ليس سوى هذه الحياة. وانما هي ارحام تدفع وارض تبلع. وطبيعة لا تقلع. وهذا جرى مجراهم بعينه فقال ان هي الا طبيعة تفعل وتتطور. وتتفاعل وتنفعل وتتنقل من حال الى حال. وتدير نظام العالم. فهي المدبرة عنده للامور الدقيقة والجليلة. وليس لله عنده فعل ولا وصف قصف بل ولا وجود. اعداء الرسل قالوا في رد دعوته وتكذيبه ما انزل الله على بشر من شيء وهذا يزعم ان الوحي خيالي غير حقيقي. اعداء الرسول واعداء سائر الرسل يقولون لرسلهم انا تطيرنا بكم انا لم نرى الخير على وجوهكم. ولم نر فيما جئتم به الا الشر وانما الخير ما نحن عليه. وهذا قال ما قالوه واكثر منه عن الدين حيث زعم انه شر. وانه من اعظم المصائب عنده. وان اهله لا خير فيهم. ولا فيهم من الفضيلة شيء. بل هم محتوون على الرذيلة واهله ساقطون. وانما الخير فيما جاء به الملحدون ما عليه المكذبون هو الذي به السعادة والفلاح والرقي. اعداء الرسل واعداء الرسول استهزأوا بهم وبما جاءوا به. وهذا سخر بالاديان السماوية كلها وملأ كتابه من الاستهزاء والسخرية بها بذلك كبره دين الاسلام. اعداء الرسول قالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم يعنون بذلك رؤساء الكفر والتكذيب بمحمد. صلى الله عليه وسلم وقدموا اقوالهم واراءهم على ما جاء به الرسول هذا احتقر الرسول وما جاء به الرسول. صلى الله عليه وسلم. وزعم ان العظمة محصورة في زنادقة الملحدين. وقدم ما قالوه ورأوه على ما جاء به الرسول. صلى الله عليه وسلم. اعداء الرسول من اليهود قالوا ماكرين. ودبروا ما دبروه مخادعين امنوا بالذي على الذين امنوا وجهن واكفروا واكفروا اخره لعلهم يرجعون. وهذا سلك مسلكهم فزعم انه ينصر الدين. ليروج بمقالته ما قاله في هدم الدين لعل قوله يروج على ضعفاء العقول. لدعوى صاحبه انه من المؤمنين. اعداء الرسول من المشركين ينكرون الايمان بالله واخلاص العمل لله وحده لا شريك له ويقولون اجعل الالهة الها واحدا. ان هذا لشيء عجاب وهذا سلك اخبث من هذا المسلك. حيث ذم الافتقار الى الله وعبودية الله ظاهرا وباطنا. فلم يقتصر على مذهب فبالمشركين بل اختار مذهب المستكبرين. الذين لم يجعلوا شيئا من العبادة بالكلية. وانما الواجب عنده اخلاص العكوف عليه الطبيعة وعبادتها ظاهرا وباطنا. المشرك الاولون يشركون بالله في الرخاء. ويخلصون لله في الشدائد وهذا لم يجعل لله شيئا من الدعاء والعبادة. لا في الرخاء ولا في في الشدة وانما حظه من هذا تهكمه بالداعين لله استهزاؤه بالمتعبدين. اعداء الرسول يفتخرون بزخارف الدنيا ورياستها وشهواتها. ويستدلون بذلك على انهم خير من مؤمنين فيقولون. اي الفريقين خير مقاما واحسن نديا وهذا زاد عليهم فاوجب العكوف على جميع لذات الدنيا وان تكون هي مبلغ علم الانسان وكل همه. وان اهل هذا من الملحدين خير من المؤمنين. ثم مكر وخادع كذب جميع نصوص الكتاب والسنة. الواردة في الزهد تكذيبا صريحا اعداء الرسول قالوا انا وجدنا اباءنا وقومنا على امة دين فلن نتركه لدين محمد صلى الله عليه وسلم وهذا يدعو الى تحطيم الكفر بما جاء به محمد. صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم وقدم عقولهم على عقول اولي الالباب والنهى من ائمة الدين وعلماء المسلمين. من غير مبالاة ولا خوف من رب العالمين. بعض الكفار الذين تغلظ كفرهم ينكرون تعليق الامور بقضاء الله وقدره. وهذا والى وجوب الاخذ باقوال زنادقة الدهريين. زنادقة الاباحيين المتهتكين. الذين لا يرون شيئا حراما. وانه ما اشتهاه الانسان فعله. سلك هذا مسلكهم. فاباح كل ما اشتهته نفوس وسفور النساء واجتماعهن بالرجال في جميع ميادين الحياة ونقل كلام الاباحيين مستحسنا له. وزعم ان سفور الخلاعة خير من الصيانة الشرعية. فاذهب شرف الدين والمروءة الانسانية وسلك في ذلك مسلك الاباحيين اهل الخلاعة اعداء الرسول قالوا نحن اكثر اموالا واولادا وما نحن بمعذبين مين؟ واحسن اثاثا ورئيا. واعداؤه من اليهود قالوا عن هؤلاء اهدى من الذين امنوا سبيلا وهذا قال ما قالوه بعينه حيث يقول اي الفريقين خير الماديون الذين صنعوا المخترعات ورقوا الحياة وفعلوا وكذا وكذا ام المسلمون الذين همهم وضعفت عقولهم ومرجت احلامهم وسفهت ارائهم. ولم يصلوا الى ما وصل اليه هؤلاء الملحدون المكذبون للرسل. واعداء الرسول يقولون كيف نتبعكم واتباعكم ضعفاء العقول الارذلون احقرون. وهذا جعل طبقات المسلمين جميعهم خصوصا ائمة الهدى ومصابيح الدجى. موصوفين بضعف العقل والرأي. وهج كانهم وسخر منهم وهو المسخور منه. اعداء الرسول والرسل كلهم لما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما من العلم فردوا لذلك ما جاءت به الرسل. وهذا فرح علوم الطبيعة ومعارف المنحرفين عن الدين. فقدمها على ما جاء به صلى الله عليه وسلم جهارا. واستهزأ بما جاء به من الدين اعداء الرسل كلهم زعموا ان الرسل لم ينفعوا الناس وهذا قال عن جميع الرسل هذه المقالة بعينها. حيث صرح ان جميع الانبياء واتباعهم لم ينفعوا الناس. ولم يكونوا مخلقات متآلفة وانما الذي نفع الناس عنده ائمته من الملاحدة النابذين للدين. وقد صرح بذلك مرارا اعداء الرسول يسخرون من الرسول ومن المؤمنين. اذا صلوا لله اخلصوا له العبادة. ودعوه متضرعين. وهذا حذى حذوهم فتهكم مرات متعددة بافتقار المؤمنين ودعائهم ورجوعهم الى ربهم. اعداء الرسل واعداء الرسول. يستهزأ بوعد الله ووعيده. ويكذبون ما قالته الرسل من العقوبات على الكفر والتكذيب والمعاصي. وهذا سلك مسلكهم بعينه. حيث تتهكم بالوعد والوعيد. وكذب بان الكفر والفسوق والعصيان اسباب العقوبات الدنيوية والاخروية. اعداء الرسول من النصارى يجادلونه في دعواهم لالهية المسيح ابن مريم. وهذا تحسين ما نقله عن امثاله. ان هذه الدعوة نافعة حيث كانت تدعو الى استعداد كل احد لمزاحمة رب العالمين في صفاته ان كان يثبت رب العالمين بالفاظه احيانا. وانه بالامكان ان نكون كل انسان يتمكن ان يكون كالمسيح في الهيته. ولكنه ينكر تخصيص ذلك بالمسيح فقط. نظير ما قاله اهل وحدة الوجود ان النصارى ضلوا بتخصيصهم هذا المعنى بالمسيح ولو عمموه في كل احد لكانوا موحدين. اعداء الرسول الاولون قدحوا فيه فقالوا لم يتبعك الا عبيدنا وسوقتنا وهذا قدح في جميع اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم كلهم. حيث ان الصحابة في طور الطفولية وانهم في طور قرد من طور الحيوان وانما العقلاء عنده الذين بلغوا رشدهم هم اولئك الملاحف الذين كان يخضع لهم ويعظمهم غاية التعظيم. اعداء الرسول مكروا به المكرات المتنوعة. ليقتلوه وليطفئوا نور الله افواههم وهذا مكر مخادعا. حيث حتم الكفر بما ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من الدين الاسلامي انه يجب الكفر بحملته. وانهم يعدون مجرمين ليس فيهم اقل فضلا بل هم مليئون من الرذيلة. اعداء الرسول قالوا امشوا واصبروا على الهتكم. ان هذا لشيء يراد. وتمسكوا بدينكم. واياكم ان تتبعوا محمدا على دينه. وهذا سلك مسلكهم بعينه. حيث زعم انه يتعين نبذ ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم. وان اخذ لنا ثقافة جديدة من ارواحنا. زاهدين ونابذين لجميع تعاليم الدين واخلاقه. الباطنية والاسماعيلية والقرامطة عرفوا نصوص الكتاب والسنة. ونزلوها على مذاهبهم التي هي اخبث المدد ذاهب وهذا صنع اعظم من صنيعهم. فحرفها نزلها على ما دعا اليه من الالحاد. زنادقة المتفلسفة قالوا اذا تعارض العقل والنقل وجب تقديم العقل على النقل وهذا قدم عقول ملاحدة الزنادقة. على كل ما جاء به الرسول صلى الله فرح بان الاجال والارزاق وجميع الامور ليس لها ارتباط بالقضاء والقدر قدر اعداء الرسول يحتجون على المسلمين في هذه الاوقات بتأخرهم وسبق غيرهم لهم في علوم المادة والفنون العصرية ويجعلون ذلك من الشبه لهم على القدح في دينهم. وهذا قال ما قالوه بعينه. اعداء المسلمين من دعاة النصارى وغيرهم يريدون بحسب امكانهم ان يهضموا ائمة الاسلام. وقادات المسلمين بعض حقوقهم وتبريزهم. وهذا اهدر جميع محاسنهم وعلومهم واعمالهم وهدايتهم ونفعهم. فلم يجعل لهم حقا اصلا ولا فضلا ولا فضيلة. بعض ملاحدة الدهرين الذين يرون العالم انكروا صريحا هبوط ادم وقصته ذاك كذب صريحا جميع ما الله عنه في كتابه. وحكاه عنه رسوله وصرح بمقالة السفهاء حيث زعم ان مبدأ الانسان في شبيه بالحيوان. او هو الحيوان. وانهم في ذلك الوقت ليس عندهم لغة يتخاطبون بها. ولا اشارات يتفاهمون بها وانما هي اصوات كاصوات البهائم. ثم انتقلوا انه بعد مدد طويلة الى ان ارتقوا الى تفهم بعضهم بعضا بالاشارة ثم انتقلوا بعد مدد طويلة الى التخاطب بالالفاظ البسيطة ولا يخفى ما في هذا من التحريف والتكذيب لجميع الرسل اعداء الرسول من المنافقين امنوا ثم كفروا. وابصروا ثم عموا وهذا بعدما صنف التصانيف النافعة في نصر الدين. ومقاومة ومت المبتدعين والملحدين. انقلب هذا الانقلاب الذي محى به كلما كتب وقرره عن الدين. فكان ممن خسر الدنيا والاخرة الا ذلك هو الخسران المبين. الا ان يتدارك ذلك بتوبة نص ونقض لما كتبه في كتابه. من عداوة الدين وقدحه في فيه وفي شرائعه وحملته. فالله يتوب على من تاب. فهل هذه الامور التي احتوى عليها كتابه. وصورناها للقارئ تصويرا يعرف به مرتبتها وبعدها عن الدين. ومقاومتها لتعاليمه العالية واخلاقه السامية. واصلاحه العام. واتيانه بمصالح دنيا والدين. يعجب البصير اذا تصورها كيف جمع ابوه هذا جميع ما قاله اعداء الدين. ووجهوه اليه. والى ما جاء به من المطاعم. فحذا حذوهم وغير بعض العبارات وزوقها طوقها. ثم مع ذلك يظن بسفاهة عقله. انها تروج تخفى لقد خاب اذا ظنه وبطل سعيه واضمحل امله سيعرف ويدري انها اورثته تاريخا مملوءا بالفظائع والمنكرات ونزلته من اعلى المقامات الى اسفل الدرجات. وسيرتهم بين العقلاء في سفاهة عقله. ووقاحته وانقلاب قلبه فبئس ما اشترى وبئس ما اختار لنفسه. وبئس ما تعوض عن المقامات السامية باخس المتاع. فنلجأ الى ربنا ونتضرع اليه الا يزيغ قلوبنا بعد اذ هدانا. ونسأله ان يحبب الينا الايمان يزينه في قلوبنا. ويكره الينا الكفر والفسوق والعصيان ويجعلنا من الراشدين. وليعلم القارئ اننا لم نتجاوز ما قاله في كتابه ولم نبالغ في شيء مما نقلناه ونسبناه اليه وقد اشرنا بالرسالة المذكورة الى الصفحات من كتابه. الموجودة فيها هذه المباحث الخبيثة. التي لا يخفى على البصير المقصود منها ولا يخفى على العاقل الاسباب التي حملته على تأليفها. والحمد الحمدلله رب العالمين. وصلى الله على محمد وعلى اله وصحبه وسلم قال ذلك وكتبه العبد الفقير الى الله. عبدالرحمن بن ناصر بن سعدي غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين. في العاشر شيري من ربيع الاول سنة ست وستين وثلاثمائة والف جواب مختصر عن حقيقة كتاب هذه هي الاغلال وردت علينا اسئلة من اخواننا يستفهمون عن حقيقة مواضيع وبحوث الكتاب المسمى هذه هي الاغلال للمسمى بالقصيمي. وقد كنا كتبنا في مواضيعه رسالة لطيفة فلندنا فيها اقواله الزائفة بالعقل والحس مع الشرع. وفيها بحوث نافعة للقارئين. لا يمكننا ايرادها في هذا الجواب المختصر الذي سنشير فيه اشارة لطيفة لمقاصد مواضيعه الالحادية ونبين انه في هذا كله تابع وحاذ على حذو اعداء الشريعة الذين تلونوا في المحاربة لله ولرسوله. فنقول مستعينين بالله راجين منه ان يهدينا والا يزيغ قلوبنا بمنه وكرمه من نظر في هذا الكتاب وتأمله حق تأمله. عرف انه ما كتب اعظم وطأة وعداوة ومحاربة للدين الاسلامي منه. وانه ما اجترأ احد من الاجانب وغيرهم مثل اجتراء هذا الرجل. ولا افترى مفتري مثل افتراءه. ولا حرف احد تحريفاته وما صرح احد بالوقاحة والاستهزاء والسخرية بالشريعة والدين واصوله وعلومه. واخلاقه وحملته كاستهزائه وسخريته فانه احتوى على نبذ الدين الاسلامي ومنابذته ومنافقته ثلاثة لا تبقي من الشر شيئا الا تضمنته. فانه صريح في الانحلال عن الدين بالكل وخروج تام عن عقائده واصوله. فضلا عن فروعه وهو اكبر دعاية ومقاومة للدين واهله. وفيه من البهرجة والتزوير التي جعلها في صورة نصر الدين. ما يعد من اعظم الالحاد والنفاق والزندقة والكيد للاسلام واهله. ولا يحيق المكر السيء الا باهله وذلك ان جميع اعداء الله واعداء رسله تلونوا وتنوعوا في الكفر والتكليف ونصروا ما هم عليه. وردوا ما جاءت به الرسل. وهذا الرجل تلقى عنهم كل ما قالوه وزاد عليهم في المحاربة زيادات. واستدرك استدراكات كثيرة فان النافين للبار المعطلين له بالكلية. كفرعون اشياعه وزنادقة الفلاسفة الدهريين الجاحدين للباري صارحوا بهذا اهد لي رب العالمين. والانكار له وتكذيب رسله علنا. ثم اظهروه اسلوب اخر. وهو الاسلوب الذي سلكه زنادقة الاتحاديين. الذين يرون هنا الوجود واحدا بالعين. فلا ثم رب ولا مربوب. ولا خالق ولا مخلوق ثم اظهره هذا الكاتب باسلوب نفاق اشنع من ذلك كله. حيث زعم انه لا فرق بين الخالق والمخلوق. وان من فرق بينهما فهو غالط ضال عنده فغلط هذا جميع الرسل وجميع الكتب. التي من اعظم الفرقان فيها الفرق وبين الخالق والمخلوق. وكما خالف النقل فقد خرج بهذا القول الفظيع عن العقل وهذا معناه الجحد لرب العالمين. اعداء الرسول تنوعوا في تكذيبه فقالوا ساحر وشاعر ومفتر كذاب. والفلاسفة جعلوا هذا التكذيب باسلوب اخر. جعلوا ما جاءت به الرسل تخييلات. وهذا جاء به بوجه اخر. حيث حلل بزعمه حياة النبي صلى الله عليه وسلم ذلك التحليل الخبيث الباطل. انه كان يخلو بالطبيعة ويناجيها تأخذ بقلبه ولبه. ويظل في ليله ونهاره ينزع اليها وافتتح بها رسالته بخلوته بها في جبل حراء. وختمها به في السياق حيث حيث كان يقول في الرفيق الاعلى. فهذا التحليل الخبيث الذي لا يروج الصبيان قد اخذه بعينه من دعاة النصارى. حيث قالوا هذا القول الذي هو التكذيب والكفر المحض. فعنده ليس ثم وحي. ولا مناجاة الله ولا نزول جبريل من عند الله. فظن بسفاهة عقله انه بهذا الكلام يسلم من الشناعة فالوحي عنده خيال لا حقيقة. اعداء الرسل من قالوا ان هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين وهذا يقول ما هي الا طبيعة تتفاعل وتتطور وتدير امر العالم وتدبر الامور الدقيقة والجليلة. وانكر قضاء الله وقدره ورجع ذلك كله الى الطبيعة. وهذا انكار منه لله ولصفاته وتعطيل له وانكار لربوبيته. وكما انكر الربوبية فقد انكر توحيد الالهية. ولم يرتضي ما قاله المشركون. بل ان عبادة الله بالكلية. وانكر الافتقار اليه. وتهكم بالمفتقرين يا ربهم المخلصين الداعين. واستهزأ بهم في كلام طويل ساقط مردود وكما انكر الربوبية والالهية والعبادة. فقد تقدم ما يدل على انكار رسالة وتفسيره للوحي وقدحه بالنبي صلى الله عليه وسلم ورميه اياه بعبادة الطبيعة. وكما انكر هذه الامور فقد انكر عقوبات الله في الدنيا والاخرة. وسخر بمن اثبتها. فيا ويحه ما الذي في ابقى عليه من اصول الدين وقواعده. لقد انكرها كلها. ولم يكتف بانكار كرهة حتى جعل يحاربها ويتهكم بها. ويرمي المؤمنين بالله وملائكته وكتبه ورسله بالبلاهة. وضعف الرأي والعقل. وقد ملأ كتابه من السخر الحرية بهم. ولم يدري انه بهذا سيسجل على نفسه بالجنون. والانسلاح اخي من العقل بعد الانسلاخ من الدين. وكما انه جعل المسلمين علماءهم وهداتهم عبادهم في احط الدرجات. فقد جعل الملحدين وزنادقة الفلاسفة في ارفع الدرجات وعظمهم وخضع لهم في جميع ما قالوه وفعلوه كما جد بنفي اصول الدين العظيمة. فقد ايد ذلك بالحاحه البليغ. وحثه على نبذ القديم. ومراده به تعاليم واصوله وادابه وثقافته واخلاقه. وحتم ان يتخذ ثقافة جديدة ينبذ فيها القديم كله بما في مقدمته الكتاب والسنة. وان تكون هذه الثقافة جديدة يكفر بها بجميع حملة الدين الإسلامي. ويعتقد سقوط وانه لا فضل لهم ويهجر كتبهم كلها. من حديث تفسير وفقه واصول وفروع وغيرها. وان يعدوا مجرمين يستحقون الجزاء وليس هذا بغريب. فانه تجرأ وصرح على ما هو اطم من عليك. حيث رمى جميع الانبياء وزعم انهم لم ينفعوا الناس والحياة بشيء ومن كانت هذه تصريحاته ووقاحته. وعدم حيائه من الله ومن الخلق فقد انتقل من طور الى طور. هو اسفل الاطوار واسقطها. فلو ان له مسكة من عقل وذكاء. وسلك مسلك الحذاق من الملحدين. لتستر بعض والتستر ولكنه سلك هذا المسلك الخبيث. وهذا من ايات الله عقوباته يري عباده كيف يصير الانسان المعروف بالعلم والفضل الى ان ينحط الى هذه المرتبة. التي صار بها مثلى بين العقلاء فنسألك اللهم الا تزيغ قلوبنا بمنك وكرمك. وكذب بقصة ادم زوجه وذريته. فزعم ان الانسان في اول امره كالحيوان لا ينطق ولا يتكلم ثم بعد مدد انتقل الى طور الاشارة. ثم بعد مدد اخرى تمكن من النطق والكلام. وان الصحابة في طور الطفولية وطور قريب قريب من اطوار الحيوانات. يعلمون ظواهر الاشياء لا بواطنها. وعند ان الذين عرفوا العلوم النافعة هم هؤلاء الملاحدة. مستدلا على ذلك فيما اوتوا من علم الصناعات وفنون الاختراعات. وان تأخر المسلمين دليل على فساد دينهم. وقد اخذ هذا عن اعداء الاسلام والمسلمين. وقال فيه اقوال من اكثر مما ذكرنا عنه. وقد اشرنا الى الصفحات من كتابه. الموجودة فيها فهذه البحوث الخبيثة واشباهها. وحسبنا الله ونعم الوكيل. وصلى الله يا محمد وسلم. قال ذلك وكتبه عبدالرحمن بن ناصر السعدي نبذة جامعة مفيدة مختصرة. في التحذير من كتاب هذه هي الاغلى كتاب الاغلال مشتمل على نبذ الدين الاسلامي منابذته ومنافقته. فهو صريح في الانحلال عن الدين بالكلية وخروج عن جميع اصوله فضلا عن فروعه. وهو اكبر دعاية مقاومة للدين ومنابذة لاصوله. والتهزي به وباهله وحملته وصاحبه جعله باسلوب ناصر للدين. فلم يبق من الشر شيئا الا ارتكبه فانه شارك المنحلين عن الدين النابذين له بالكلية وشايع الدعاة الى دين الملحدين. المتصدين لعداوة الدين ومقاومته ودخل في ضمن زنادقة المنافقين الماكرين الخادعين هذه الاساليب الثلاثة. التي لم تبق من الشر والفظاعة قد حواها كتابه ورددها في مواضع متعددة. فبالاول نبذ الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر. وانكر افعال الله تعالى الا وربوبيته. وجعل العالم العلوي والسفلي يجري على نظام الطبيعة ليس لله فيه تدبير ولا تصريف ولا تغيير. وانكر العقوبات على فالمعاصي والذنوب في الدنيا والاخرة. وحلل رسالة محمد صلى الله عليه عليه وسلم بكلام لا مستند له فيه. اخذه عن دعاة النصارى حيث زعم انه كان يناجي الطبيعة. ويأخذ كمالاته واقواله وافعاله منها. وانه بها ابتدأ واليها انتهى. وبالثاني جعل كتاب هذا اكبر داع لنبذ الدين ومقاومته وعداوته. فما هو مشاهد محسود من اوله الى اخره. وبالثالث موهب ذلك على الاغرار ان الدين يدعو الى ما قال. وان بعض الايات والاحاديث تدل على ما قال فمن نظر وتأمل في كتابه علم انه ما صنف اعظم وطأة وعداوة للدين من هذا الكتاب. ولا اجترأ احد من الاجانب فضلا عن من يتسمى اسلام بمثل ما اجترأ عليه هذا الرجل. ولا افترى مفتري مثل افتراءه ولا حرف احد تحريفا يضاهي تحريفة. وما استهزأ احد بالشريعة وعلومها واخلاقها. وحملتها كاستهزائه وسخريته المعطلون للبار المنكرون له رأسا لهم في ذلك اساليب ترجع الى هذا معنى اسلوب التصريح بالانكار والصراحة فيه. وذلك مذهب الدهرية الذين يقولون ما هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا الا الدهر. ومذهب فرعون حيث يقول وما رب العالمين ثم اظهروه باسلوب اظهره زنادقة الاتحاديين الذين زعموا ان الوجود واحد بالعين. ثم اظهره هذا الكاتب باسلوب اشق منها كلها. وهو انه يجب ان يعلم انه لا فرق بين الخالق مخلوق وان من فرق بينهما من الرسل واتباعهم وجميع المعتدين ومن سلك سبيلهم من اهل الانحراف. ويطبق احوالهم وما قولونه على المسلمين. ليتمكن بذلك من القدح في المسلمين. ومن الطامات انه يزعم ان الناس مسلمهم وكافرهم وقت نزول القرآن في طور برب العالمين. فهو غالط اكبر غلط. والمكذبون محمد صلى الله عليه وسلم. لهم في ذلك ايضا اساليب اسلوب التصريح والتكذيب له وانه ليس رسولا. واسلوب من يقول امنا الله ورسوله وقلوبهم منطوية على الكفر والتكذيب. واسلوب اظهره هذا الكاتب مجاراة لدعاة النصارى. حيث جعل رسالته اختلاء بالطبيعة والدعوة اليها. فكان المجاهرون بعداوته يقولون ساحر مفتر كذاب. وهذا زعم افظع الزعم. ان رسالته من نفسه الى نفسه وانه ليس من عند الله. وانما هو رجل من عظماء الرجال وليته لم يفضل عليه رجال الالحاد والمجاهرين بالكفر برب العالمين كانت دهريون الاولون يقولون ما هي الا حياتنا الدنيا ارحام تدفع وارض تبلع. وهذا وامثاله قالوا ان هي الا طبيعة تتطور وتتفاعل وتنتقل من حال الى حال. هي المديرة لنظام هذا العالم وهي المدبرة للامور الدقيقة والجليلة. وليس لله عندهم فعل ولا تدبير. بل ليس عندهم رب ولا اله ولا فعال لما يريد اعداء الرسول صلى الله عليه وسلم تلونوا في رد دعوته ومقاومته وهذا اخذ عنهم كلما قالوه. وكلما قاله الاعداء المتأخرون اولئك قالوا ساحر شاعر مفتر كذاب. وهذا قال وحيه انما كان من تخيله وافكاره العالية. ولم يكن من عند الله شيء واولئك المكذبون للرسل قالوا للرسل انا تطيرنا بما ارسلتم به ولم نر فيما جئتم به الا الشر. وانما الخير فيما نحن عليه وهذا قال عن الدين الاسلامي انه شر. وانه اسقط اهله. ونكسه هم على رؤوسهم. وانما الخير فيما جاء به الملحدون. وبه السعادة والفلاح رقي واولئك قالوا مستهزئون بكم وسخروا منهم وبما جاءوا به وهذا استهزأ بالرسول صلى الله عليه وسلم وسخر بما جاء به الاعداء الاولون قالوا في رد دعوته ما انزل الله على وهذا زعم ان الوحي خيال غير حقيقي والمنافقون واليهود قالوا ماكرين. امنوا بالذي انزل على الذين امنوا واكفروا اخره لعلهم يرجعون وهذا ادعى في كتابه انه مؤمن بالله ورسوله. ناصر للدين يغار للمسلمين. وهو مجد في عداوة الدين. لعل تزويره على ضعفاء العقول من المسلمين. فيقبلونه حيث ادعى انه منهم واولئك يدعون الى الدنيا والترف والرياسة. ويزهدون في الاخرة هذا حذا حذوهم. وزعم ان من نقص الدين ورجاله حثهم على الزهد في الدنيا في اعمال الاخرة. ومنهم من قال محللا لحياة الرسول صلى الله عليه وسلم انه يخلو في البراري والقفار. ويناجي الارض والسماوات فصار وحيه من نفسه لنفسه. وهذا خطأ على ما خطوه ودعاة النصارى قالوا لما بهرهم دينه واثار الاسلام. قالوا ان محمدا رجل سياسي ساس الناس بعقله وساقهم بتدبيره. حتى صار ما صار من فتوحات وانتشار الاسلام. وهذا قال استلهم الطبيعة والعقل فجاء بما جاء به اعداء الرسول صلى الله عليه وسلم ينكرون الاخلاص لله وعبادة الله وحده لا شريك له ويقولون. اجعل الالهة ان هذا لشيء عجاب. وهذا ذم الافتقار الله واخلاص الدين لله. وامر بالاخلاص للطبيعة وعبادتها بالقلب والقالب والظاهر والباطن. وليته اقتصر على ما اقتصر عليه المشركون حيث عبدوا الله وعبدوا معه غيره. ولكنه ذم عبادة الله والافتقار اليها بالكل نية وامر بالاخلاص بالشدة والرخاء للطبيعة وحدها. اولئك اولئك قالوا انا وجدنا اباءنا على امة ودين. فلن نترك دينهم لدين محمد من صلى الله عليه وسلم وهذا زعم انه يتحتم الكفر بما جاء به محمد وتقديم ما قاله ارسطو وزنادقة الملحدين عليه. اولئك قالوا نحن اكثر اموالا واحسن اثاثا ورئيا. وهذا قال اي الفريقين خير؟ المال الديون الذين صنعوا المخترعات وكذا وكذا. ام المسلمون الذين لم يصلوا فيها الى ما وصلوا المكذبون للرسل قالوا كيف نتبعكم؟ واتباعكم الارذلون الفقراء ضعفاء العقول. وهذا قال المسلمون معروفون بالذل وضعف العقوق والرذالة والنذالة. والملحدون هم الاقوياء في القلوب والابدان وجميع ميادين الحياة اولئك لما جاءتهم الرسل بالبينات. فرحوا بما عندهم من العلم فردوا ما جاءت به الرسل. وهذا لما جاء الحق الذي لا ريب فيه فضل عليه علوم الطبيعة وفرح بها وقاومها. الاولون قالوا عن الانبياء انهم ضروا الناس ولم ينفعوهم. وهذا قال عنهم كلهم هذه المقالة بعيني الاولون يذمون الرسول صلى الله عليه وسلم حيث دعا الى الاخوة الاخلاص بالدعاء لله. وهذا جعل الدعاء لله لا نفع فيه بوجه من الوجوه بل هو ضرر على العبد. الاولون يقدحون بالرسول صلى الله عليه وسلم ويقولون وهذا يقول المسلمون يريدون كل شيء من السماء. يقدح في وجوههم لله وافتقارهم اليه. الاولون يستهزئون بعذاب الله وهذا سلك مسلكهم في الاستهزاء بالوعيد. الاولون ينكرون ان الكفر والمعاصي والفسوق تسبب العقوبات الدنيوية. وهذا يستهزئ بمن جعلها اسبابا مستهزئا بكتاب الله وسنة رسوله ومن تبعهما المدعون لالوهية المسيح يجادلون الرسول صلى الله عليه وسلم فيها وهذا يزعم ان كل انسان في امكانه ان يكون الها. فدعوى النصارى عنده الى المسيح دعوة حسنة في مقصدها. لو انهم عمموا لاصابوا عنده الاولون قدحوا في الصحابة. وانه لم يتبعك الا عبيدنا وسوقتنا وهذا زعم ان الصحابة في طور الطفولية او طور ينقص عن ذلك وان الرشد في هؤلاء الملاحدة الذين يعظمهم. الاولون مكروا برسول صلى الله عليه وسلم ليقتلوه. ويطفئوا ما جاء به من الدين ويمحقوه وهذا يقول متعين نبذ ما جاء به محمد من الدين الاسلامي الكفر بحملته. وان نتخذ ثقافة جديدة من ارواحنا الى اخره الباطنية والقرامطة والاسماعيلية حرفوا الكتاب والسنة. ونزلوه على الحادهم وهذا صنع اعظم من صنيعهم. زنادقة المتفلسفين قال قالوا اذا تعارض العقل والنقل قدمنا العقل. وهذا يسخر بمن يقدمه نصوص كتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم اولئك زعموا ان العظماء هم رؤساء الكفر. والرسل هم المستضعفون وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم وهذا زاد عليهم فزعم ان العظمة منحصرة في ائمة الزنادقة ومن على شاكلته من انتهى كفرهم من الاولين ينكرون تعليق الامور بقضاء الله الله وقدرته كالاجال والارزاق ونحوها وهذا يصرح بذلك دعاة النصارى يحتجون باحوال المسلمين. وتأخرهم المادي على الاسلام وهذا سلك مسلكهم. وينكرون ما لعظمائهم ويهضمونهم حقهم وهذا لم يجعل لهم حقا اصلا ولا فضيلة. الاولون عارضوا ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم. بمخالفته لدين ابائهم الاولين وهذا عارضه بمخالفته للملحدين الاولين والاخرين الشيخ عبدالرحمن السعدي في التحذير من كتاب هذه هي الاغلال من عنيزة في الثامن عشر من صفر سنة ست وستين وثلاثمائة والف من المحب عبدالرحمن الناصر السعدي الى الولد المكرم عبدالله العبد العزيز العقيل المحترم حفظه الله امين. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. مع السؤال عن صحتنا مع الوالد والعيال تسركم. ارجو الله ان يتم على الجميع نعمه وصلني كتابك من الرياض. وما شرحته من عزمكم على التوجه لمكة جيزان لضف اشغالكم هناك. وقد وصلت برقيتكم للوالد بالتوجه يسر الله امركم في حلكم وترحالكم وجميع حركاتكم. اما ما شرحته من كتاب عبد الله القصيمي الذي سماه الاغلال. ومقت المشايخ للكتاب المذكور وذكركم انكم سترسلون لنا بوصولكم مكة نسخة نطلع عليها فنحن قد اطلعنا عليه. وهو فوق كل ما قيل فيه من الانحراف عن الدين فمن امعن فيه النظر جزم جزما لا يمتري فيه. انه دعاية صريحة لنبي ذي الدين مع كثرة تهافت صاحبه وتناقضه. واعتذاراته انه بريء من الالحاد. وانه مؤمن بالله وبما اخبر الله به. وعدم استقراره. فصاحب البصيرة والذي يرى تناقض صاحبه. وعدم ثبوت وتلون ارائه. لا يمتري ببطلان كلامه. وهاك على سبيل الاجمال واختصار الزائد جمل ما يحتوي عليه. جملا رددها وكررها بكتاب بعبارات واساليب متنوعة. كتابه هذا عن الدين. ينقص جميع كتبه السابقة عنه. فهو قد كذبه او هي كذبته. يحتوي على الحث الكثير على نبذ الايمان بالله. ويقول انه من اكبر الاغلال المانعة من الرقي وانه لا يمكن ان يرتقوا في هذه الحياة. ما داموا مؤمنين بالله وهو مع ذلك يموه ويزعم ان الناس لا يمكن ان يفهموا دينهم بالكلية بل ذلك متعذر. يعني فيتعين عليهم ان يرفضوه فهو يحث على نبذ الدين والايمان. ويرغب غاية الترغيب في طريق الملحدين المعطلين لرب العالمين. ولافعاله وربوبيته. ويتوسل سلوا الى هذه الدعاية بذكر خرافات المتصوفة واهل الخرافات كابن عربي والشعراني طفولية بل في طور دون ذلك يقرب من طور الحيوانات وان الناس في هذا الوقت ليس كل الناس بل المراد اهل الاختراعات. قد لغوا رشدهم وكملت عقولهم. وكرر على هذا الاصل الخبيث الحمل على السابقين الاولين وعلى قرون الامة وزعم انه لا خير فيهم. وان الجامعة اسلامية كلها من اولها الى اخرها. لم يخرج منها عبقري ولا مر نافع للامة. واوجب رفض القديم واعتناق الجديد. وفرق على ذلك وجوب نبذ العلوم والاخلاق والاداب السابقة. وفي مقدمته العلوم الدينية والاخلاق الدينية. وانه يجب ان يعلم الناس الكفر. بجميع ما الجامعة الاسلامية من كتب وعلوم واخلاق واعمال. وان انه يجب مقتهم مع الاقبال على ما قاله الملحدون. كرر ذلك في مواضع وان السابقين من الانبياء وغيرهم لم ينفعوا الانسانية. ولم يرشدوها الى نافعة. فقدح صريحا بجميع الانبياء والائمة والهداة. ورغم غاب في المعاهد الاجنبية. وحمل حملات منكرة على المسلمين من اولهم الى اخرهم وزعم ان المسلمين من اولهم الى اخرهم يحثون على الفقر. وحصول الامراض وانواع المصائب ويسعون لطلبها. وفي هذه الفقرة كذب كل نص فيه فضل الفقر والفقراء والامراض وردها وحرفها. ومن في هاته وتزويراته. انه يذكر الاحاديث الصحيحة. ثم اليها احاديث باطلة واثارا ساقطة فيرد الجميع. ويتهكم بالرواة لتلك الاحاديث لا يرفعها عن صحابي ولا تابعي. ولا امام من ائمة الهدى وكذلك رد الاحاديث الدالة على ان هذه الامة اولها افضل من اخرها. وتهكم برواة حديث انس الذي في البخاري لا يأتي عليكم زمان الا والذي بعده شر منه. وزعم ان هذه الاية يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الاخرة هم غافلون انها منطبقة على عصر التنزيل. وان الصحابة والقرون المفضلة لا يعلمون الا علما ظاهرا بسيطا. واما العلوم النافعة فانها لمن يعظمهم من الزنادقة الملاحدة. وكذا قوله تعالى وتراهم ينظرون اليك وهم لا يبصرون ينظرون الى ظاهر النبي صلى الله عليه وسلم ولا يبصرون باطلا دينه ولا حقيقته. ويريد تنزيلها على المسلمين وقت التنزيل وانهم لم يعرفوا الدين لهم ولا من بعدهم. وفهمهم اياه فهم ظاهري غير حقيقي. ويحتوي على صرف القلوب عن عبادة الله وحده لا شريك له ويذم الافتقار الى الله. ونقل عبارات بعض العلماء منهم ابن القيم. ولكنه لم يسمه في الفقر الى الله. وجعل يردها تهكموا بها ويسخر منهم ومنها. ويحث على عبادة الطبيعة وصرف الظاهر والباطن اليها. ويحتوي كتابه على التهكمات الشنيعة في وعد الله ووعيده وعقوباته. ومثوباته الدنيوية والاخروية في مواضع كثيرة من كتابه. ولا يرضى بتفسير التوكل والقدر بتفسير الجبرية ولا بتفسير القدرية. ولكنه نصر تفسير الفلاسفة الزنادقة. وان ان معنى ذلك ان تؤمن فقط بنظام هذا العالم وانتظامه. وان الاسباب مستقلة لا لا يقدر الله على تغييرها. ولا تحويلها ولا التصرف فيها بوجه من الوجوه وانما ذلك عمل الطبيعة فقط. ويقول عن النبي صلى الله عليه وسلم انه وقت خلواته بالله ووقت انتقاله من الدنيا. انه موجه الى الطبيعة وشاخص اليها. وليس لله ذكر ولا خبر. فخلوته ليست بالله وقوله عند احتضاره في الرفيق الاعلى. ليس طلبه قرب من الله وانما يقصد التعلق بعالم السماوات وبالطبيعة فقط. في كلام طويل مردد. وصرح ان الانسان في اول امره مثل البهائم. مكث مدة طويلة لا ينطق ولا يتكلم. الا اصواتا مثل اصوات الاطفال وقت ولادتهم ثم انتقل الى طور الاشارات فقط. ثم انتقل بعد مدة طويلة الى طور الكلام. فكذب بهذه الجمل التي رددها جميع ما اخبر انتهاه. وانه سيرتقي علمه الى العالم العلوي. بعد عندما يفرغ من العالم السفلي. وانه قد يتمكن من ايجاد المخلوقات الحية وينفخ فيها الروح. وان التفريق بين الله وخلقه جهل وضلال وغلط فقدح بجميع الكتب وجميع الرسل واتباعهم. اذ اصل الدين والتوحيد والايمان هو التفريق بين الله وبين خلقه. لكن هذا كلام من لا يثبت لله اصلا وكرر ان الايمان قيد وغل مانع من الرقي. ومض ضعيف للقلوب والهمم والعزائم. فحث على الرفض حثا كثيرا شنيعا ورد كثيرا من الاحاديث الصحيحة النبوية. واما ما فيه من انكار الغيب والحث على السفور. والتهكم باهل الصيانات لنسائهم. فحدث ولا حرج ومن عجيب امره ان كتابه ملآن من السخريات والتهكمات بالدين وحملة الدين. ومن نظر في كتابه وكتبه السابقة وكيف كان هذا الانقلاب الفجائي في اصول الدين واسسه. فلا بد ان يفهم الاسباب التي حملته على تصنيف هذا الكتاب. وبالحقيقة كتابه هذا اشنع واطم من كتب دعاة النصارى والمبشرين. لانه دعاية لنبذ الدين في وقال بانه من انصاره وهو يحاربه ويوهم الناس انه يحارب له فنأمل ان حكومتنا يوفقها الله تعالى للمنع الصارم نسخ هذا الكتاب للمملكة. وان كان ولله الحمد والمنة في المشايخ والمتبصرين بركة. بايقاف الاغرار على ما في كتابه من الامور الضارة في الدين ولكن على كل حال ابعاد مثل هذا الكتاب عن المملكة اهون شرا لانه يوجد شبيبة لا رأي لهم. ويرغبون في الكتب العصرية وقراءة الصحف فخطره عظيم على امثال هؤلاء. ونرجوا الله تعالى ان يقمع الملحدين وان ينصر دينه وكتابه وعباده المؤمنين. انه جواد كريم هذا ما لزم تعريفك. منا السلام على جميع من تتصل به. من المشايخ والاخوان والاصحاب فما من الوالد والولد محمد والاخوان والشيخ وجميع المحبين والسلام مقدمة رد الشيخ تقي الدين الهلالي على كتاب الاغلال بخط الشيخ السعدي رحمه الله. الحمدلله رب العالمين. الرحمن الرحيم مالك يوم الدين اياك نعبد واياك نستعين والصلاة والسلام على نبي الرحمة وهادي الامة. وكاشف الغمة. خاتم النبيين وامام المصلحين من بعث بدعوته الاموات وجمع الاشتات. وعلى اله واصحابه المتصلين باحسن الصفات. اما بعد فهذا مظهر الضلال في كتاب الاغلال نسأل الله ان يوفقنا فيه لاصابة الصواب. ورفع الريبة عن كل مرتاب. المقام الاول قوله سيقول مؤرخ الفكر انه بهذا الكتاب قد بدأت الامم العربية تبصر طريق العقل. كان العرب قبل الاسلام متصفين بصفات. من اقبح ما وصلت اليه امة منحطة. منها الجهل. ولذلك سمي زمانهم زمان الجاهلية ومنها تفرق الكلمة. ومنها الذلة بالنسبة الى الامم الاخرى. ومنها الفقر المدقع ومنها الجفاء وغلظ الطبع. ومنها مساوئ الاخلاق كوأد البنات عدم توريث النساء والصبيان. بل كانوا يورثون النساء في بعض الاحوال. واكل ما يتيم وقتل النفوس وشن الغارات. والنهب والسلب واسترقاق بعضهم بعضا والتفاخر بالانساب لا بالاعمال. واستلحاق اولاد الزنا. الى غير ذلك مما هو معروف فجاء محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتاب من عند الله لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. من تمسك به نجا ومن زاغ عنه هلك فاحيا الله به العرب بعد الموت. وجمعهم بعد الشتات. واغنى ها هم بعد الفقر. واعزهم بعد الذلة. وجعلهم سادة لمن كانوا لهم عبيدا اي الفرس والروم. وابدلهم من القسوة رحمة. ومن الخشونة والجفاء لطفا ولينا وبالجملة جعلهم سعداء بعد ان كانوا اشقياء. وقد اخبر الله في هذا الكتاب وفي بيانه وهو كلام رسوله صلى الله عليه وسلم ان العرب وسائر المسلمين لن تزال الاعلين. ما تمسكوا بهذا الكتاب. واهتدوا بهدي النبي الكريم متى تركوه وابتغوا الهدى في غيره؟ اضلهم الله وخيب سعيهم. وردهم الى ما كانوا فيه من الشقاء. وهذا ما وقع. وهذا الرجل يقول ان الامة العربية بكتابه هذا تبدأ تبصر طريق العقل. كان كتاب الله وبيان رسوله الذي حيت به الامة. وسعدت باتباعه ثم ماتت وشقيت بتركه. والتاريخ اصدق نشاهد لا يكفي لبعث العرب وابصارهم طريق العقل والرشد. وكلما الفه علماء الاسلام في زمان مجدهم لا يكفي لابصارهم طريق العقل. حتى يأتي هذا الكتيب ويفتح اعينا عميا. واذانا صما وقلوبا غلفا. سبحانك هذا بهتان عظيم يعظكم الله ان تعودوا لمثله ابدا ان كنتم مؤمنين والمهم ان هذه امنيته. وخيال تخيله المصنف. وفرح به واستهواه واغواه واخذ يتكهن بمستقبل كتابه. ويهيم في اودية الاحلام. ان الاماني والاحلام تضليل. المقام الثاني قوله في الصفحة الثالثة انما في في هذا الكتاب هو من الحقائق الازلية الابدية. التي تفقدها امة فتهوي لانها فقدت حقيقة من حقائقها الطبيعية. وتأخذ بها امة اخرى فتنهض. لانها ما قابلت الطبيعة الكاملة بطبيعتها الكاملة. ولن يوجد مسلم واحد بين الاربع مئة مليون مسلم يستغني عن هذه الافكار. اذا اريدت له حياة صحيحة طبيعية الحقائق الازلية ليست الا صفات الله تعالى. لان كل ما سواه حادث الا اذا كان المؤلف يقول بقدم العالم فتلك مسألة اخرى. والمسلمون يخالفونه في ذلك واما كون هذا الكتاب لا يستغني عنه مسلم يريد ان يحيا حياة صحيحة طبيعية فهذه دعوة واماني. ما كل ما يتمنى المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن يا لله العجب! لقد الف الحكماء من المسلمين وغير المسلمين كتبا كثيرة متواضعين لله تعالى متبرئين من الدعوى فرفعهم الله تعالى ونفع الناس بعلمهم ولا نعلم احدا منهم ادعى لكتابه. مثلما ادعى هذا الرجل كانه نبي اوحي اليه. والدعاوي ما لم يقيموا عليها. بينات ابناؤها ادعياء. فصل لا نريد ان نناقش المؤلف في الالفاظ لان خطأه فيها غير مهم. لا يستحق تضييع الوقت في تتبعه والرد عليه ولكننا رأيناه يستعمل لفظ الرومان في جمع رومي. وهو خطأ ان اغتفرناه لعامة كتاب الذين يتعلمون الانشاء في الصحف والمجلات. فلا نغتفره لكاتب تعلمه في المساجد وقرأ القرآن وفيه بسم الله الرحمن الرحيم الف لام غلبت الروم. وبهذا اللفظ سميت السورة نفسها وهو الموجود في الاحاديث. وكتب التاريخ والادب العربي. ولم يستعمل لفظ الرومان الا في في هذا الوقت الذي ضربت فيه الفوضى اطنابها في الانشاء. فضاع بذلك اسلوب اللغة العربية ووقع الفساد في مفرداتها وتراكيبها. بسبب ما ترجم من اللغات المتغلبة اهلها على يد تراجمة جاهلين. فاخذ الناس يحاكونهم ويقتدون بهم. حتى صار الفقير يترك الالفاظ الصحيحة. التي يعرفها من القرآن وكلام العرب. ويستعمل الالفاظ فاسدة ظنا منه ان ذلك يرفعه الى درجة الفلاسفة. ويجعله عصريا وهذه الالف والنون التي في لفظ الرومان هي في بعض اللغات الاوروبية. بمنزلة النسبة في اللغة العربية. فالرومان في اللغة الانجليزية مثلا صفة كالرومي بالعربية في قولك العصر الرومي. وتكون اسما بمنزلة الرجل الرومي او الرجال الروميين ويظهر لنا ان المؤلف في هذا الكتاب لا يصيغ قلمه فكره. بل ينتهب المعاني والالفاظ من كلام اخرين. يسمون انفسهم عصريين واحرار الفكر كون مثلهم. وقد خيل اليه انه بهذا يصير فيلسوفا عظيما. وقد استعمل ايضا الانتاج وانما هو النتاج. انظر الى قوله في الصفحة السابعة. ولقد صار معلوما ان عظمة الشعوب ليست في الاستقلال السياسي. الى ان قال ولكن عظمة الشعوب الحقيقية التي تطأطأ لها الدنيا امامها اجلالا ورهبة. تتجلى في شيء واحد لا ثاني له هذا الشيء الواحد هو قدرة الشعب الذاتية. على الانتاج العقلي والمادي من ناحية فالشعب الذي يتفوق افراده في هذا الانتاج هو الشعب الذي له التفوق مطلق وله السيادة المطلقة. وهو الشعب الذي تخفض له الدنيا رأسها. والفرق بيننا وبين شعوب اوروبا وامريكا لا يعدو الفرق بين افرادنا وافرادهم في هذا الانتاج. فان انه لما وفر انتاج افرادهم العقلي والمادي وضعف انتاج افرادنا او اضحى مفقود اضحوا اقوى منا في كل شيء. فسادوا وتأخرنا الى اخره المؤلف في هذا الكلام سبعة اسباب للعظمة والسيادة المطلقة. فنفى منها ستة وحصر الارض في سابعها. وهو ما سماه قدرة الشعب الذاتية. على الانتاج العقلي والمادي من ناحية الافراد. ولا نريد ان نناقشه في نسبة ذلك الى الافراد. دون الجماعة مع ما فيه ولا لكننا نقول من اين عرفت هذا؟ وما دليلك عليه؟ والحق ان رقيا الامة وسيادته متوقف على امور كثيرة. لا يغني احدها عن غيره. فالامة القليلة العدد مثلا لا تحصل بها السيادة المطلقة. ولا تستطيع ان تحافظ على استقلالها. وان بلغت الذروة العليا في النتاج. من حيث الافراد ومن حيث الجماعات. وقد رأينا ما وقع لفنلندا ولم تغلب هذه الدولة التي بلغت اوج الرقي في كل شيء. الا بسبب قلة عددها الدولة التي غلبتها لا تساويها في الرقي. وانما غلبتها في كثرة العدد. فظهر انك العدد جزء من سبب السيادة. ولا ندعي انها هي السبب كله. وكذلك ثروة البلاد الطبيعية لا الطبيعية. هي من اسباب عظمتها. فان الامة اذا كانت بلادها فقيرة لا تملك المواد الاولية الضرورية. تكون دائما تحت رحمة الامم التي تمدها الباطل في حقيقته العجيب في مرماه ثم ذكر قصة بعض النصارى ان القول بالهية المسيح ان كان باطلا فانه مفيد في نتيجته ثم ذكر النتيجة. الى ان قال في الصفحة بذلك وكذلك الوطنية والحماسة فانها سبب لابد منه نقد كتاب الاغلال. كشاف للمسائل الخبيثة المباحث الخطيرة في كتاب الاغلال. في الصفحة الرابعة عشرة محل تهكم منه بالمصلحين الذين يقولون ان روقي المسلمين ينحصر في الرجوع الى تعاليم الدين وارشاداته يقول هو في الصفحة الرابعة عشرة ويوجد جماعات تكاد تقيم الدنيا وتقعدها مبشرة بروح خلقية اشتاقت في طريقها جماهير الشباب. واوشكت تصيب معظمهم بنوع من جنون الغار التقي البار والجنون المقدس. خلاصة هذه الرسالة ان طريق المجد ينحصر في الرجوع الى الاخلاق الدينية الاولى. الى اخر ما قال وطول. يردد هذا القول بكلام اكثره هذيان ولم يزل يهذي حتى قال في الصفحة السادسة عشرة ان اعاصير رجعية مجنونة لتهب في هذه الاونة على مصر التي رضيناها لنا زعيمة. وانها لتترنح تحتها. ولا ندري اتثبت قلت لها ام تتهاوى تحت ضرباتها الوجيعة؟ لست احاول وقف العاصفة فهي لن تقف. ولكن ها ستتكسر على الشواطئ الصخرية. الى ان قال وحينئذ نرجو ان توجد العوامل التي يمنع هبوبها من جديد. او لا توجد العوامل التي تجعلها تعصف مرة اخرى. الرجعية المراد بها عند الملحدين الرجوع الى القديم. الى ان قال في الصفحة السابعة عشرة وتجد كل الذين صنعوا الحياة وصنعوا لها العلوم والاساليب المبتكرة العظيمة. هم من اولئك الموصوفين انحراف عن الدين والتحلل منه. الى ان قال فيها طبيعة المتدين طبيعة فاترة لا تجد اعجز ولا اوهن من الذين يربطون مصيرهم بالجمعيات الدينية. ثم انه تناقض فقال ونرجع فنقول ان الدين نفسه لا ذنب له. الى اخر عبارته ولما تكلم في الصفحة التاسعة والعشرين عن المسلمين والاجانب قال ان اولئك يعني المسلمين يريدون كل شيء من السماء من الالهة المتعددة اما هؤلاء فيعلمون ان عليهم ان يرجعوا الى انفسهم. وان يطلبوا منها كل شيء. وان في استطاعتها ان انتهبهم ما فقدوا وما احتاجوا اليه. ثم تهكم بعد هذا بالخطباء المتضرعين الى الله. الى اخره كلامه بهرجته في الصفحة الرابعة والثلاثين. في نقل كلام الزمخشي والرازي والامدي وابن ابي الحديد في حيرتهم. ونسب هذه الحيرة الى الامة الاسلامية كلها وفي الصفحة الخامسة والثلاثين بعد تهكمه بمن يذم ارسطو وامريكا يقول انهم الذين وضعوا اللبنات الاولى للحضارة. التي قامت عليها المدنيات ساقا بعد ساق. الى اخر ما قال. وقال في اثناء كلامه في الصفحة الخامسة والثلاثين ولكن الفرق بينهما اي الصالح والطالح. ان الصالح امن بالاخرية ايمانا تام لما اما الفاجر فانه لم يؤمن بها هذا الايمان. وانما شك شكا وظن ظنا. او كفر وكفرانا او نسي نسيانا. فراح يأخذ ما استطاع اخذه. ولم يجد ايمانا بالعاقبة يحمله على ان يعطي عاجلا ليأخذ اجلا. الى اخر ما قال. وقال في الصفحة السادسة والثلاثين من الواجب المفيد من اين جاء للانسان هذا الكفر بانسانيته وذاته او لماذا كفر بهما هذا الكفر؟ يلوح انه كفر هذا الكفر. لانه اراد ان يؤمن بالله ايمان الذي تصوره فقد تصور ان اساس الايمان بالله قائم على التفريق بين الخالق والمخلوق او بين الله وعباده. الى اخر ما قال في هذا المبحث الخبيث. الى ان قال عن اهل الدين في الصفحة السابعة والثلاثين ولكن الديانات كلها مبنية على العبودية. ومن اجل هذا كله ومن اجل غيره فانهم ما فتئوا يضعون الاهاجي المريرة. الواصفة للانسان بجميع اوصاف الانحلال الذهني وغير الذهني. وقد رأوا وما زالوا يرون انهم بهذه الاهاجي يتقربون الى الله وينالون ويتملقون رضاه. لانهم يذمون غيره. فالخطيب والواعظ هو الشاعر والمفسر والمحدث الى ان قال وقد اكثروا من هذه الفلسفة المجنونة المخذولة التدين المدخول. الى ان قال في الصفحة الثامنة والثلاثين في سياق انكاره على المتدينين لو قيل لهم ان الانسان قد يستطيع التوصل الى جعل اخصاب المرأة كما يريد. ان شاءه ذكرا وان شاءه انثى. كما توصل الى هذا في كثير من الحيوانات. بل قد قيل انهم صنعوه بالانسان نفسه الى ان قال مستدلا على امكان كون الانسان يقدر على كل شيء. قال من غريب الاستدلال والاربعين. فان الحروب بل وكثيرا من هذه المظالم هي اعظم صقل تصقل به القوى الى ان قال فهي شرور في الظاهر فقط. وفي الصفحة الخامسة والاربعين تحريف لحديث كنت سمعه الذي يسمع به. الى اخره. يفسره بان مدارك الانسان لا حد لها تقف عليه ولا شيء يقف في وجهها. وفي اثناء كلامه على الانسان في الصفحة الثامنة والخمسين انه راح يولد هذا الوجود ويشهد تكوينه وتوالده. الى اخر هذيانه عن تكون كون بعضه من بعض. الى ان قال في الصفحة التاسعة والخمسين ثم لم يقف بعلمه عندها هذا بل ذهب يسابق الوجود فيسبقه. وذهب يخبرنا عما بقي من عمر هذا العالم. وعمر هذه الحياة. وهذا الوجود الذي سبق. وعما بقي من عمر هذا الانسان وغيره. ويخبر عن الاحداث والحوادث التي لا تزال في طريق الوجود. والتي لا تزال تترقب لتثيب وثبتها الى ان قال في الصفحة الستين ثم ذهب يتصل بالسماوات العلويات اما بالرسائل الى ان قال نعم هم لم يصلوا حتى اليوم الى هذه الغاية. ولكن من زعم انهم لن يصلوا يوما فقد اساء الى نفسه. وفي هذه الصفحة تحريفه في تفسير ما اشهدتهم خلق السماوات وفي الصفحة الحادية والستين الانسان في وقت نزول القرآن الى طور لا النظرة السطحية والالمام بظواهر الاشياء دون النفوذ الى بواطنها. الى ان قال في الصفحة الثانية والستين لطور لا يبعد جدا عن الطور الحيواني. الى ان قال عن الاطفال في الصفحة الثالثة والستين يعتقدون ان الاطفال بطبيعتهم ملائكة. مع ان الواقع انهم شياطين اشرار الى ان قال في تهكمه باهل الدين الذين يدعون الى التمسك بادابه في الصفحة الرابعة ستين من اجل هذا فالحنين الى الماضي والتصايح بالدعوة لتقليد الاولين والاخذ عنهم بلاها ثم حرف الحديث كل مولود يولد على الفطرة. وفي الصفحة الخامسة ستين ثم لما نصر ان الانسان شرير من كل وجه. قال مستدركا. ولا يظن احد من القراء انه يدخل في هذا الاصل الخبيث الشرير والظالم ادم والانبياء الذين جاءوا برسالة الاصلاح العامة. الى اخر ما قال في الصفحة السادسة والستين وفي الصفحة السادسة والستين كان وقت نزول القرآن لم يعد كثيرا طور رؤية الظواهر دون معرفة بواطن وكانت الانسانية ترى امما تسقط واخرى تقوم. ولكنها ما كانت تعرف لماذا يسقطها هذا او ينهض من ينهض. وكل ما يمكن ان تعلل به هذه الظواهر هو زعمها ان الالهة او الاله قد غضب على الامم الساقطة الهاوية فحفر لها واسقطها. ورضي على الامم الاخرى القائمة السائدة سيدتي فاقامها وسودها. لا يخفى ما فيه من انكار عقوبات الله الدنيوية. وفي هذه صفحة تحريف لقوله وتراهم ينظرون اليك وهم لا يبصرون. يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا. وينزلها على الناس الذين كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم واولهم الصحابة. الى ان قال في الصفحة السابعة والستين كان هذا الطور الذي بلغته الانسانية يوم نزول القرآن. وقد عمل الاسلام اعمالا باهرة. لا تكفل لنقل الانسانية من طورها هذا الى ما هو اكمل منه وافضل. الى ان قال في هذه الصفحة وانا لنخشى او نرجو وقد تحقق اي الامرين احسن. ان يأتي الزمان الذي يقال فيه الانسان الصناعي والحيوان الصناعي. وهذا ما لا يزال العلم عنده حيران عاجزا. ولكنه ولم الى اخر ما هدى به. وفي الصفحة الثامنة والستين قوله ان من السخف مبين ان يظل خطباؤنا وعلماؤنا ووعاظنا وجميع رجال الدين. فانطلق متهكما بهم ان يقوموا يذمون الانسان. وانه لا يترقى الى مزاحمة رب العالمين. ومنازعته في علمه وقدرته الى ما قال عنهم منكرا متمسخرا عليهم. الى ان قال في الصفحة التاسعة ستين ان من الواجب ان تجدد ثقافة جديدة كل الجدة. منتزعة من روحنا المضغوطة تحت هذه الثقافة الخبيثة القاتلة. الى ان قال ثم ان هؤلاء الذين يدعوننا الى الكفر الانسان فندعوهم مجرمين ونفعل معهم كذا وكذا. يعني رجال الدين. ثم انبعثوا ففي هذا الكلام الخبيث الى ان قال في الصفحة السبعين واخيرا لقد زعم هؤلاء هدامون ان قول الرسول من عرف نفسه عرف ربه ثم زعموا ان معناه من عرف نفسه متصفا اظداد صفات الى اخر كلامه الخبيث. الى ان قال لا يدعي هذه الدعوة الا قوم لا نصيب لهم لهم في العقل والدين. وفي الصفحة الحادية والسبعين تهكم بمن روى عن النبي صلى الله عليه وسلم الانكار على من قرأ كتب الاوائل. وقوله امتهوكون انتم؟ وانكر على يا عمر ما جاء في الكتب الاولى على القرآن في كلام هذر كثير. وفي تحريمهم لعلم المنطق قاله متهكما متمسخرا. وفي الصفحة الثانية والسبعين رده على ابن القيم. في تقسيم العلم الى قسمين الى ان انتقد قوله صلى الله عليه وسلم اكثر اهل الجنة البلة. وفي الصفحة الرابعة والسبعين انكاره على المسلمين المجذرين على كتب الحسن ابن الهيثم وجابر ابن حيان وابي بكر الرازق والكندي ونحوهم. وفي الصفحة السادسة والسبعين فيها الاشارة لملك الافغان ولبلاد العرب. وقال في الصفحة السابعة والسبعين في رميه المسلمين بالتعصب نعم من الممكن ان يقال ان التعصب الديني هو الذي حمل في لبنان على اجتناب تلك المعاهد. الى ان قال في الفكر العاجز عنده رأوا بتفكيرهم العاجز ان اعظم فرق بين الخالق والمخلوق هو الضعف والقوة. الضعف في المخلوق والقوة في الخالق الى ان قال في الصفحة الثامنة والسبعين وهذه الفكرة الفاسدة انما انتزعوها من قيام فاسد اخذوه مما بين ايديهم. الى اخر ما هدى به. الى ان قال في الصفحة الثمانين ومن الاوهام العظيمة التي جعلتهم يذمون الاشتغال بالعلوم. اعتقادهم ان الانسان انما خلق لينفق كل جهوده واعماله واوقاته في العبادة. الى اخر ما قال في الصفحة الواحدة والثمان ثمانين والثانية والثمانين. محتجا بالمنحرفين على المسلمين. وفي الصفحة الثالثة والثمان تفسيره للعلم وانتقاده لتفسير المسلمين للعلم. وقال في الصفحة الرابعة والثمانين كتب عليكم القتال وهو كره لكم. فسرها بقتال الكفار بعضهم لبعض. حرف الله ولم يعبأ بتفسير المسلمين. وقال في الصفحة الخامسة والثمانين مفضلا عقول على حدة على عقول المسلمين اقوام وهبهم الله عقولا ممتازة كبيرة عبقرية فشهدوها ثم استخدموها في اختراع اشياء عظيمة اسعدت الانسانية. ونجت من ويلات كانت تعانيها منذ خلقت. وقدمت اليها امورا كانت محروسة منها ايضا منذ وجدت. ام قوم ذوو عقول ضيقة حرفية تقليدية. الى ان قال راحوا يكتبون في تكفير من يصنع كيت وكيت الى اخر ما هدى به. وفي الصفحة السابعة والثمانين كلامه على المرأة الى ان قال في الصفحة السابعة والتسعين في تهكمه بمن يلجأ الى النصوص ويقوم من يعدون منها مصلحين متنورين يديرون المعارك الجدلية. منتزعين اسلحتهم من تلك نصوص وهاتيك الاديان ليقنعوا الاخرين بجواز ذلك. ولقد جهلت وهانت تلك الامة التي تحتاج ازاء الحقيقة الباهرة الملموسة الى براهين دينية تقنعها بفائدتها. او وجواز الاخذ بها. واذا ما رأيت الى ان قال في تفضيل الملحدين ولولا هؤلاء ما استطاعت الانسانية ان تنعم بشيء مما تنعم به اليوم. من هذه الحياة المشرقة الواضحة ولما استطاعت ان تتدرج عن وجودها الاول الفطري البليد. فكل هؤلاء الذين اعطونا هذه في الحياة وعودونا على التحرر والخطو الى الامام. شكر الانسانية اجمع. الى اخر ما هذا به وفي الصفحة الثامنة والتسعين نقله لاراء المنحلين في سفور المرأة وزعمه انه يريد منهم استحسانه واستيعابه له. وفي الصفحة الثالثة ومئة قالوا الى اخره. وفي الصفحة العشرين ومئة تكذيبه لانس رضي الله عنه وغيره في طواف النبي صلى الله عليه وسلم على نسائه بغسل واحد. وقال في الصفحة الرابعة والعشرين ومئة. اننا نعلم ونعتقد ان الاسلام دين خالد عام. فهل من الممكن ان يكون كذا وكذا اذا كان يحرم تعليم المرأة ويقضي عليها بالجهالة الابدية. ونحن حينما نذكر العلم نريد العلم الناضج لا الناقص. فان هذا العلم النصفي او الجزئي قد يكون عاجزا. الى اخر ما قال قال وهذا وقال في الصفحة السادسة والعشرين ومئة وما بعدها يمدح الحياة الدنيا ويحمل على المسلمين في نقلهم الاحاديث الزهدية. والحاثة على الصبر والفقر وغيرها جامعا معها اثارا باطلة للتوسل. وقال في الصفحة الثانية والثلاثين ومئة ان قال في الصفحة الحادية عشرة وثلاثمائة وعلى هذا الاعتقاد اعتقاد الكمال في الاولين ونقص الاخرين قامت اكبر جهالة رضيها الانسان لنفسه. الى اخر ما هدى به. وقال في الصفحة التكسب المعدوم. اي انك لرجل تاجر ماهر. الى ان قال في الصفحة الاربعين ومئة بالعلماء على اختلاف طبقاتهم. والروايات في مدح الفقر والفاقة وذم الدنيا والغنى كثيرة جدا لا يخلو منها كتاب. بل ادعى جماعات من هؤلاء ان غاية الدين وجملته اربع كلمات احداها كلمة ازهد في الدنيا. ثم جعل ينحي عليهم بهدر كثير يدل على سخافة وعلى ردائته. الى ان قال في الصفحة التاسعة والاربعين ومئة في خاتمة ذم المسلمين فما اعظم خطرهم واقبح اثرهم. ثم قال مادحا لقدماء الفلاسفة لما اراد القدماء من الفلاسفة ثم عظمهم تعظيما. الى ان قال في الصفحة الستين ومئة شاعت هذه الاقاويل المحطمة وبين المسلمين. وذكر ان نتائجها اندحار المسلمين. وقد هذر هذرا كثيرا. الى ان قال في الصفحة في الخامسة والستين ومئة والمسلمون الذين اعتقدوا اقاويل هؤلاء الشيوخ ثم ذكر ما يروونه عن الدنيا وفيه منه شيء من التهكم بالجزاء على تقديم الدنيا على الدين. الى من قال في الصفحة السابعة والستين ومئة فلان تأثير هذه الافكار والاراء الميتة الموجودة في تلك كالكتب الميتة الى ان قال في الصفحة السبعين ومئة وقال سهل وهو احد اصنامهم وقال في الصفحة الثامنة والسبعين ومئة. وهذا خلاف ما عرف وعهد في الكتب الدينية. فانها كل فلاح حتى الفوز بالدنيا وبالخيرات المادية على الصلاح والعبادة والتقوى. وتعلق كل كل شر على ضد ذلك. اي انها تعلل كل شيء تعليلا دينيا لا تعليلا طبيعيا. الى اخر ما قال مفضلا ما تعلم عن التوراة عما جاء في القرآن. وفي الصفحة التاسعة والسبعين ومئة قال متندما على احواله الماضية حالة الاستقامة. ويود انها كحالته الموجودة الان. ثم تهكر بمن يقول وكل الذي فوق التراب تراب. وكانت الخطباء الى اخر ما سخر به من احوال الخطباء والوعاظ الى ان قال في الصفحة الثانية والثمانين ومئة كم ارثي لهؤلاء المساكين وجعل يتهكم بالواعظ والموعوظ. وفي الصفحة الثالثة والثمانين ومئة انتقد من قال الزهد محله القلب. وقال في الصفحة مئتين وقد كان الاولون ينسبون الى الارواح اغلب حوادث العالم المشهودة المرئية او كلها. فالافلاك عندهم الى اخر ما قال الى ان قال في الصفحة الخامسة ومائتين مستدلا وليعلم بعد هذا اننا ممن يؤمنون بالارواح والملائكة والجن. وبكل ما جاء من الله. وقال في الصفحة السادسة ومائتين منكرا للعين ومما يتصل بمسألة الارواح المعتدية مسألة الاصابة بالعين او النظرة الى اخره. وقال في الصفحة السادسة والاربعين ومائتين منكرا الفقر الحقيقي الى الله بعد كلام له نقلا عن ابن القيم ولم يسمه فصل. من ترك الاختيار الى اخر كلام ابن قيم وهو لا يرتضيه لما انهاه وقال وهذا كلام صريح في ترك العمل استسلاما للقضاء والقدر. وقال في الصفحة الثامنة والستين ومئتين في ذكر الاسباب لست اريد ان اقول ان التوكل هو الاخذ بالاسباب. مع الاعتقاد بان الله قد يدخل فيها اجعلها انشاء الى اخره. وقال في الصفحة التاسعة والسبعين ومائتين اما الايات التي تنص على اجال الافراد والامم. وانهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون. ثم ذكر كلاما معناه انكار ارتباك وقال في الصفحة الثالثة والتسعين ومائتين اما هؤلاء الذين قلدوا الزعامة الدين ثم فضل المتأخرين من الملحدين على السلف من المسلمين. تفضيلا صريحا. وانه يجب الجديد على القديم. وقال في الصفحة السادسة والتسعين ومائتين متهكما بحديث انس. لا من اصر على نسبتها للاسلام وللرسول ولصحبه. فقد اصر على التنقيص والاتهام. وقال في الصفحة وثلاثمائة كان رشد الانسانية امامها. الى اخر ما قال. ان الرشد في هؤلاء على حدة وضده في الصحابة والقرون المفضلة. الى ان قال في الصفحة الثالثة وثلاثمائة اذا ما ادار نظرة حوله فوجد ان اكبر جامعة اسلامية قد بلغت من العمر اكثر من ما بلغه نوح عليه السلام قد عقمت في عددها العديد الى اخر ما هدى به. الى ان قال في الصفحة الخامسة وثلاثمائة في ذم رجال الدين السابقين والسبيل لانقاذ هذه المتعددة ان تعلم الكفر بهؤلاء والشك فيهم. واساءة الظن بهم وبعلمهم. وانهم كانوا وتحت ظنهم بهم جدا. وانهم ابعدوا عن الكمال من المعاصرين ومن المتأخرين. الى خامسة عشرة وثلاثمائة المشكلة التي لم تحل. حاول فيها التملص من الايمان ان الايمان بالله لا نجاح معه. ثم حط على المتدينين وتهكم في الصفحة السابعة عشرة وثلاث مئة الشرع والدين واهله. ثم قال في الصفحة السابعة عشرة وثلاثمائة عجز على اختلاف اديانهم وازمانهم وانبيائهم وامزجتهم واجناسهم. على ان يهبوا الحياة شيئا جديدة او ان يكونوا فيها مخلوقات متألقة. وقال في الصفحة الثامنة عشرة وثلاثمائة على انه لا خلاف في ان اسمى هذه الامال عبارات فيها تهكم بالاخرة وقال في الصفحة التاسعة عشرة وثلاثمئة ان اسباب عجزهم هو هذا التصوير. اي تصور الاخرة وقال في الصفحة التاسعة عشرة وثلاثمائة من المعلوم ان اوروبا ثم شرع يصب عليها الثناء. وقال في الصفحة الثانية والعشرين وثلاثمائة نقلا عن بعض فلاسفة الملحدين ان الايمان اكبر نكبة على البشر. لانه وقف بالحضارة عن التقدم. واستدرك قائلا انه يبرأ من كل الحاد. الى ان قال ثم المتدين يفقد الميزان الفكري الذي توزن به الامور في الغالب. ويصبحون من الناحية النفسية اناسا طيبين خيرين فاقدين لكل صناعة عقلية. الى اخر ما قال عنهم. الى ان قال في الصفحة الخامسة والعشرين وثلاث مئة بل يرون الوجود كله بما فيه من حوادث واحداث. محكوما بقوة مجنونة او هي المجنونة في افعالها. ثم ظن انه يستدرك في هذه المهالك الفظيعة فقال كل هذه في حقائق لا ريب فيها. ولكن ما معنى هذا؟ هل معناه ان الدين مفسد للبشر؟ ليس هذا هو مراد ولا هو الصحيح. الى اخر ما قال عن الدين. بعبارة باردة يراد بها دفع الاعتراض الى ان قال في الصفحة السادسة والعشرين وثلاثمائة ان البشر عاجزون فيما يبدو لنا حتى اليوم عن اخذه وفهمه على وجهه النافع المفيد. بل هم اما ان يبقوا غير متدينين او متدين تدينا باطلا. ولابد من استثناء فترات او ومضات قليلة خافتة الى ان قال في الصفحة الثامنة والعشرين وثلاثمائة اخر الصفحات. هذه المشكلة التي لم يستطع احد حلها بعد. والا فكما استطاع الدين ان يهب الانسانية الامل الحار. والوقود لتسير في طريقها الى ان قال عن الدين واحسن بعض الاحسان. ولكن هذا اعتذار لا يفيده عند الناس شيئا انتهى الموجود من نقد كتاب الاغلال