ما نحيا به هيا بنا بخلاصة التفسير للقرآن اعوذ بالله من الشيطان الرجيم واتموا الحج والعمرة لله فان احصرتم فما استيسر من الهدي ولا تحلقوا رؤوسكم حتى يبلغ الهدي محله او ذبح شاة يوزع لحمها على فقراء الحرم المسألة الثالثة انساك الحج ثلاثة افراد وقران وتمتع والتمتع هو ان يحرم في اشهر الحج بالعمرة ثم يحل منها ويحرم بالحج في نفس العام اذا كان القتال في سبيل الله جهاد لحماية الامة الاسلامية من الخارج. فالحج الى بيت بيت الله الحرام هو جهاد لحماية الامة من الداخل. عن طريق تجميع ابنائها على اختلاف اوطانهم نهم وثقافاتهم في مكان واحد ومنسك واحد وهدى القلوب لذة وبحكمة بخلاصة التفسير للقرآن لا تهجروا القرآن يا احبابي. فهو الشفيع لنا بيوم بحسابي وهو المعلم يا اولي الالباب. هيا بنا فمن كان منكم مريضا او به اذى من رأسه ففي من صيام او صدقة او نسك فاذا امنتم فمن تمتع بالعمرة الى الحج فما استيسر من الهدي فمن لم يجد فصيام ثلاثة ايام في الحج وسبعة اذا ارجعتم تلك عشرة كاملة ذلك لمن لم يكن اهله حاضر المسجد الحرام. الحرام واتقوا الله واعلموا ان الله شديد العقاب سبقت معنا اية تبين حكمة الاهلة. وانها مواقيت لعبادة المسلمين. يعرفون بها مواعيد الصوم وتمام الحول في الزكاة واشهر الحج. وهنا عاد الكلام الى احكام الحج وبعض ادابه فرض الحج سنة ست من الهجرة. يؤديه المسلم مرة في العمر. لمن استطاع اليه سبيلا والحج اكبر مؤتمر اسلامي. واكبر تجمع بشري ديني منظم في العالم على الاطلاق. مؤتمر سنوي يعقد كل عام في مكة المكرمة. محط انظار المسلمين يأتي اليها الناس من كل فج عميق. متجردين عن الدنيا ومظاهرها فيتذكر الناس فيها الاخرة وموقف الحشر وهو بحق من مفاخر الاسلام. فيا ايها المسلمون ادوا الحج العمرة تامين باركانهما وشروطهما. قاصدين بعملكم هذا رضى الله تعالى. ليس للرياء ولا لاغراض الدنيا. وفي هذه الاية ثلاث مسائل من احكام الحج. نسردها انتصار ومن اراد التوسع فعليه بكتب الفقه. المسألة الاولى ان احرمتم بالحج او العمرة لكن احصرتم ومنعتم من اتمامه بسبب مرض او عدو او اي ظرف طارئ واردتم التحلل فعليكم ان تذبحوا الهدي اما ذبح ابل او بقر او غنم ولا تتحللوا من احرامكم بالحلق او التقصير حتى يصل الهدي الى المكان الذي يحل ذبحه فيه وهو الحرم المسألة الثانية من محظورات الاحرام قص الشعر فلا يجوز للمحرم قص شعره لكن لو احتاج الى حلق رأسه بسبب مرض يتضرر به او اذى من رأسه جاز له حلق رأسه لكن عليه الفدية وهي اما صيام ثلاثة ايام او اطعام ستة مساكين من مساكين الحرم فاذا اختار المسلم ان يحج حج التمتع وجب عليه ذبح الهدي فمن لم يجد ثمن الهدي فعليه صيام عشرة ايام ثلاثة حين يحرم بالحج وسبعة اذا رجع الى بلده ليكون مجموع الايام صيام عشرة ايام كاملة. تجزئ عن ذبح الهدي وهذا الحكم خاص لغير المقيمين في مكة وما حولها. اما سكان مكة فلا يجب عليهم بشيء وختمت الاية بالوصية بتقوى الله تعالى. واعلموا ان عقاب الله لمن خالف اوامره. الحج اشهر معلوما فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحد وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقوني يا اولي الالباب. باب بين الله تعالى في الاية وقت الحج هو شهر شوال وذو القعدة وعشر ليال من شهر ذي الحجة. فلا يحرم بالحج الا فيها فمن الزم نفسه الحج خلال هذه المدة فهناك بعض الممنوعات التي يجب عليه تجنبها بسبب الاحرام ومنها الرفث وهو الجماع ومقدماته. ويتأكد في حقه ترك الفسوق. وهو الخروج عن طاعة الله بارتكاب المعاصي لعظم الزمان والمكان. كما يحرم عليه الجدال والخصام مع الناس والقلب اذا انشغل بتعظيم الاله. ظاق وقته عن الجدال والمراء. ثم قال وما تفعل من خير يعلمه الله. انها حقيقة تسكب في قلبك الطمأنينة والرضا عندما تعلم ان كل عمل صالح ستفعله لا يخفى على الله. وانك لابد مأجور عليه مجازا به هذه الحقيقة هي ما تجعل لحياة المسلم معنى وقيمة. فلا المه هباء ولا عمله ضياع ولا تعبه مهمل ولا صبره على مشاق هذه الدنيا عبث. فقط تزودوا تزودوا لاخرتكم بالاعمال الصالحة وافضل زاد ينفع في الاخرة هو التقوى وهي نفسها التي نصادفها في كل منعطف في سورة البقرة. فالتقوى هي زاد الارواح وزعت القلوب واكثر من يعي وينتفع ويلتزم بالتقوى هم اصحاب البصيرة واصحاب العقول ليس عليكم جناح ان تبتغوا فضلا من ربكم فاذا افضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم وان كنتم كنتم من قبله لمن من الضالين تمضي الاية في بيان احكام الحج وشعائره. فتبين حكم مزاولة التجارة بالنسبة للحاج. بانه لا ولا اثم عليكم في التجارة اثناء الحج. عن طريق البيع والشراء والكراء. فان التجارة ادت دنيوية لا تنافي العبادة الدينية. وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يتأثمون من ذلك. فنزلت الاية تبيح لهم التجارة في اشهر الحج. ثم ان الركن الاعظم في الحج هو الوقوف بارض عرفة يوم التاسع من شهر ذي الحجة. لقوله عليه الصلاة والسلام الحج عرفة. وقد وقف النبي عليه الصلاة والسلام في عرفة نهارا على راحلته حتى غابت الشمس. وينبغي للواقفين في عرفة ان يكثروا من الدعاء فانهم في موقف عظيم. ودعاؤهم يرجى اجابته. قال النبي عليه الصلاة والسلام خير الدعاء دعاء يوم عرفة. وخير ما قلت انا والنبيون من قبلي لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. فاذا غربت شمس يوم عرفة وافضتم من عرفات مندفعين كالسير الى مزدلفة. فاذكروا الله تعالى بالتسبيح والتهليل والدعاء عند المشعر الحرام بمزدلفة. واذكروا الله تعالى ذكرا حسنا كما هداكم هداية حسنة واشكروه على نعمة الهداية الى معالم دينه. فقد كنتم قبل هدايته في عبادة ضالين الغافلين الجاهلين بالايمان وشرائع الدين. ثم افيضوا من حيث افاض الناس واستغفروا الله ان الله غفور رحيم في الجاهلية كانت قريش وبعض قبائل الجزيرة لا يقفون مع عموم الناس في عرفات. بل يقفون بمزدلفة ترفعا عن الوقوف مع الناس وكانوا يقولون نحن اهل الله في بلدته. فامر الله تعالى نبيه عليه الصلاة والسلام ان يأتي مسلمون جميعا ارض عرفة. فيقفون فيها ثم يفيض جميع الناس من عرفة الى مزدلفة ليبطل ما كانت تفعله قريش. فالناس في العبادة سواء لا فرق بين قبيلة وقبيلة ولا امتياز لاحد على احد. ثم امرهم الله تعالى بالاستغفار عما سلف منهم من المعاصي وطلب المغفرة من الله تعالى على التقصير في اداء ما شرع. فان الله تعالى عظيم المغفرة واسع الرحمة او اشد ذكرا فمن الناس من يقول ربنا اتنا في الدنيا وما له في الاخرة من خلائق. كان العرب في الجاهلية اذا قضوا مناسكهم في الحج وقفوا بمنى بين المسجد والجبل واخذوا يذكرون مفاخر ابائهم ومحاسن ايامهم. فجاء التوجيه من الله تعالى للمسلمين بانكم اذا فرغتم من اعمال الحج فاكثروا من ذكر الله. واكثروا من الثناء على الله وبالغوا في ذلك. كما كنتم في الجاهلية تذكرون اباءكم. وتعدون مفاخرهم او اشد ذكرا لله تعالى من ذكر اعضائكم. فهو المستحق للذكر والشكر والحمد. ثم اخبر الله تعالى عن احوال الخلق وانقسام الناس في تعاملهم مع الدعاء. الجميع يسألون الله تعالى مطالبهم ولكن مقاصدهم تختلف. فهم بالنسبة للدعاء الناس فيه قسمان. القسم الاول يكون في دعائه ربنا اتنا في الدنيا. اي يا ربنا اتنا فيما نرغبه في الدنيا فدعواته محصورة في الطلبات الدنيوية فقط. لا يطلب غير الدنيا. وهذا النوع ليس له في الاخرة من نصيب وحظ من الخير. وهذا النوع من الناس جعل همه الدنيا عليه حبها ومتعتها. فاصبح لا يفكر الا في الدنيا. صارفا نظره عن الاخرة ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة اخرتي حسنة وقنا عذابا والقسم الثاني من الداعين داع عاقل موفق. يطلب خيري الدنيا والاخرة. وقد جمعت هذه الدعوة كل خير وصرفت كل شر. فالحسنة في الدنيا تشمل صحة البدن. وراحة البال. والعلم النافع والعمل الصالح والدار الرحبة والزوجة المطيعة والذرية الطيبة والرزق الواسع وغير ذلك والحسنة في الاخرة تشمل الامن من الفزع الاكبر وتيسير الحساب ودخول الجنة ومرافقة قتل النبي الكريم عليه الصلاة والسلام والنظر الى وجه الله الكريم وغير ذلك. وتكملة الدعاء عذاب النار. اي احفظنا من عذاب النار. وما يقرب اليها من قول او عمل اولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب هؤلاء الذين طلبوا سعادة الدنيا والاخرة لهم حظ وافر مما من الخيرات والله سريع الحساب. فيعجل لهم تقديم الثواب وهو الجنة. يقول انس رضي الله عنه كان اكثر دعاء النبي عليه الصلاة والسلام اللهم ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة دي حسنة وقنا عذاب النار. هذا الدعاء اجمع دعاء واكمله. فقد جمع جميع انواع الخير في الدنيا وانواع الخير في الاخرة. ولذلك كان من اكثر ادعية النبي عليه الصلاة والسلام واذكروا الله في ايام معدودات فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه ومن تأخر فلا اثم عليه لمن اتقاه واتقوا الله واعلموا انكم اليه تحشرون كان العرب في الجاهلية يزعمون ان الحج ينتهي يوم العيد وهو اليوم العاشر من شهر ذي الحجة. ولذلك كانوا يشغلون ايام التشريق بالتفاخر ومغازلة النساء. فاتى الاسلام وابطل هذا وجعل بقية احكام المناسك تؤدى في ايام التشريق. وبين لنا النبي عليه الصلاة والسلام ان هذه الايام ينبغي ان تعمر بذكر الله تعالى. وبشكره على نعمه. فقال عليه الصلاة والسلام ايام التشريق ايام اكل وشرب وذكر لله. قال تعالى واذكروا الله في ايام معدودات اي اذكروا الله تعالى بالتكبير والتهليل في ايام قلائل. هي ايام التشريق الثلاثة. بعد يوم عيد للاضحى لمزيتها وشرفها. فاذكروا الله تعالى ادبار الصلوات وعند رمي الجمرات واذا انتهى الحاج من مناسك الحج. واراد العودة الى دياره. متى يشرع له الخروج امامه خياران. الاول ان استعجل وخرج من منى بعد رمي الجمرات في يومين فقط من ايام التشريق جاز له وذلك ولا حرج عليه. الخيار الثاني ان يتأخر في منى حتى يرمي كل ايام التشريق الثلاثة. يجوز له ذلك ولا حرج عليه ايضا. وهو الافضل. لانه فعل النبي عليه الصلاة والسلام. كل ذلك من اتقى الله فاتى بالحج على الوجه الاكمل كما امر الله. واتقوا الله تعالى واعلموا ان انكم ستجمعون الى الله تعالى للحساب. فيجازيكم على اعمالكم. وبهذه الايات ان انتهى الكلام على احكام مناسك الحج. وانتهاء رحلة الحج كانتهاء رحلة الحياة فكان ختام ايات الحج بقوله تعالى واعلموا انكم اليه تحشرون احضار الحاج ليوم الحشر والحساب هذا مطلب. وهو احد اهم مقاصد الحج. فموسم الحج اذا تذكرة علنية صريحة لكل المسلمين اننا سنرجع يوما الى الله. فماذا بذلك اليوم الشند في كلماته متعلمين الفقم اللمحاته انا رابه اراحنا تسمو بنا بخلاصة التفسير قصص به تعطي لنا اسم العبر تحكيم انباء فيها مزدجر عن قصة الرسل الكرام مع البشر وتكون تثبيتا لقلب حبيبنا. بخلاصة التفسير للقرآن. بخلاصة التفسير للقرآن