تناصروا ما بالكم لا ينصر بعضكم بعضا كما كنتم في الدنيا بل هم اليوم مستسلمون. اي لعزهم قالوا انكم كنتم تأتوننا عن اليمين اي توهموننا ان الدين والحق هو ما تضلوننا به. قالوا بل لم تكونوا مؤمنين الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين فهذا هو المجلس التاسع عشر من مجالس قراءتنا لكتاب زبدة التفسير ونحن في عصر الاثنين الخامس عشر من شهر رمضان عام اربعين واربع مئة والف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم كنا قد وقفنا على تفسير سورة فاطر فنبدأ على بركة الله تعالى والقراءة مع الشيخ يوسف جاسم العينات. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولمشايخه والمسلمين والمسلمات يا رب العالمين. قال الشيخ محمد بن سليمان الاشقر رحمه الله تعالى في كتاب زبدة التفسير. سورة الحمد لله فاطر السماوات والارض يحمد الله يحمد الله تعالى نفسه على عظيم قدرته وعلمه وحكمته التي يشهد عليها في التي يشهد عليها يشهد فطره للشواهد. او فطره. التي يشهد عليها فطره للسموات والارض. اي ابتداء خلقهما من العدم واختراعهما على غير مثال عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كنت لا ادري ما قوله فاطر السماوات حتى اتاني اعرابيان يختصمان في بئر فقال احدهما لصاحبه هذه بئري وانا فطرتها جاعل الملائكة رسلا رسله من الملائكة جبريل وميكائيل واسرافيل وغيرهم اولي جنحة مثنى وثلاث ورباع قال قتادة بعضهم له وبعضهم له ثلاثة وبعضهم له اربعة. ينزلون بها من السماء الارض ويعرجون بها من الارض الى السماء. يزيد في الخلق ما يشاء. يزيد في الملائكة اجنحة اخرى ما يشاء ويزيد في خلق غيره ما يشاء مما احد في العينين والحسد في الانف والحلاوة في الهم. وقيل الوجه الحسن وقيل الخط الحسن وقيل الشعر وقيل الشاعر الجعد وقيل العقل والتمييز وقيل العلوم والصنايع. ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها. لما يأتيهم الله بهم مطر ورزق وخير لا يقدر احد ان يمسكه. وما يمسك من ذلك لا يقدر احد ان يرسله امساكه ورد عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان اذا انصرف من الصلاة شهد ثم قال اللهم لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا منك الجد وقيل بمعنى ان الرسول بعثوا رحمة للناس فلا يضرب على ارسالهم غير الله. يا ايها الناس اذكروا نعمة الله عليكم لاستدامتها وشكرها وطلب منها هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء بالمطر والارض بالنبات وغير ذلك؟ اي فكيف تصرفون تصرفون عن الحق وهو توحيد الله وشكره. يا ايها الناس ان وعد الله حق اي وعده بالبيت والنشر والاحسان والعقاب والجنة والنار فلا الحياة الدنيا بزخرفها ونعيمها ولذاتها عن عمل الاخرة. ولا يغرنكم بالله الغرور لا يغرنكم الشيطان بالله فيقول لكم ان الله يتجاوز عنكم ويغفر لكم لفضلكم ورياستكم وغناكم لسعة رحمته لكم فتسمعوا في المعاصي. ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا افعادوه بطاعة الله ولا تضيعوه في معاصي الله انما يدعو حزبه ليكون من اصحاب السعير يدعون شيعه واتباعه والمطيعين له الى معاصي الله سبحانه فيكون من اهل النار وذلك لادم وبنيه افمن زينه سوء عمله فرآه حسنا لتزيين الشيطان ذلك له حتى اضله واستمر على اعماله الفاجرة وهو يظن امرأة صالحة او اهو كمن هو على الهدى يعلم انه على الحق. فان الله يضل من يشاء ان يضله ويهدي من يشاء ويهديه فلا تذهبن نفسك عليهم حسرات. اي لا تقتل نفسك حزنا على استمرارهم على الضالين فان الله هو الذي شاء ان يضلهم لسوء افعالهم. ان الله عليم ما يصنع ولا يخفى عليه من افعالهم خافية. والله الذي ارسل الرياح لتثير سحابا تزعجه. تزعجه من حيث هو ايمن بخاري ماء البحر حركوني يسيرا الى حيث يريد الله تعالى فسقناه الى بلد ميت قد مات نبات وظني اهله وحيوانه. اي يحينا بالمطر الارض بالنبات بعد موتها اي بعد بعد يبسها وذهاب ما كان عليها من نبات. كذلك النشور وكذلك يحي الله العباد بعد موتهم كما احيا الارض بعد موتها قال الفراء معناه من كان يريد علم العزة علم العزة لمن هي؟ فان لله جميعا وقال قتادة من كان يريد الوصول الى العزة فليعتز فليعتز الله فلله العزة جميعا. اي فيطلبها مننا من غيره ليس لغيره ناشيء وهو يهب منها لمن يشاء. اليه يصعد الكلم الطيب يصعد هو الابعد ورودا عن الجنة. فاي بلاغة اعظم من هذا من الان اقرب ذكرا للجنة السابق بالخيرات. من الابعد؟ ظالم لنفسه ولذلك هذه المدة الزمانية في النطق هي المدة الزمانية في الدخول كتبته من الملائكة بما يكتبونه يصعب والكلم الطيب كل كلام طيب من ذكر الله وامر بالمعروف ونهي عن المنكر وتلاوة وغير ذلك. والعمل الصالح يرفعه ويرفعه الله اليه ويقبله. وقيل المراد ان العمل الصالح يغفى. يرفع الكلمة الطيبة من الدعاء والذكر حتى يكون مقبولا مجابا. والذين يمكرون سيئاتهم الذين يعملون السيئات في الدنيا لهم عذاب شديد لهم عذاب في الشدة ومكر اولئك هو يبور ان يبطل ويهلك. والمكر في اصل الخديعة والاحتيال. والله خلق دعا اليه يصعد الكلمة الطيب. والعمل الصالح يرفع. معناه ان القول وحده لا ينفع ما لم يكن معه عمل صالح. فالكلمة الطيب قول والعمل الصالح هو الذي يرفعه وينفع. فدائما القول اقرنه بالفعل نعم. والله خلقكم من تراب في ضمن خلق ابيكم من تراب ثم من نطفة اخرجها من ظهور ابائكم ثم جعلكم ازواجا. اي زوج بعض ببعض فالذكر والانثى زوجان وما تحمل من انثى ولا تظع الا بعلمه فلا فلا يخرج شيء فلا يخرج شيء عن علمه وتدبيره وما يعمر من معمر ما ينقص من عمره ما يكون عمر احد ولا ينقص من عمر معمر اخر الا في كتاب. اي في اللوح المحفوظ وقال سعيد بن جبير فما مضى من اجله فهو النقصان. وما هو الذي يعمره وقيل المعنى وما يعمر وما يعمر من معمر الهرم ولا ينقص اه ولا ينقص اه ولا ينقص. ولا ينقص اخر من عمر الهرم الا في كتاب الله وتطويل العمر وتقصيره هما برضاء الله وقدره اسباب تقتضي التدوين واسباب تقتضي التقصير. فمن اسباب التطبيع صلة الرحم ومن اسباب التقصير الاستتار من معاصي الله عز وجل كذلك ان الله يسير ما لا يصعب عليه منه شيء ولا يعزب عن الله تعالى كثيرا ولا قليل ولا كبير ولا صغير. وما يستوي البحران هذا عدو فرات وهو ينهار وبعض البحيرات اذا العذبة الماء شديد الملوحة وهي مياه البحر المحيطة منهما ما يصاد منهما من حيواناتهما التي تؤكل وتستخرجون حلية كالعقد والسواد من اللول او المرجان وهما يكونان في البحر المالح والتمر كريم وخاصهم في البحر شاقة للماء بعضها مقبلة بعضها مقبلة بعضها مقبلة وبعضها مدبرة اذ ثبته الفضل هو تجارة البحر الى البلدان البعيدة في مدة قريبة كما تقدم في سورة البقرة الاية الرابعة والخط والستين بعد المئة. ولعلكم تشكرون الله على ما انعم عليكم به من يولد الليل في النهار ويولد النهار في الليل فيزيد في كل منهما بالنقص من الاخر وسخر الشمس والقمر كل يجري لاجل مسمى قدره الله لجريانه وهو يوم القيامة وقيل هو المد يقطعان في مثلها الفلك وهو سنة للشمس وشهر للقمر وقيل المراد به جري في اليوم والقمر في الليلة ذلكم الفاعل لهذه الافعال ربكم له الملك المالك للعالمين والمتصرف فيه والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير القطبيون هي القشرة الرقيقة التي تكون بين التمرة والنواة وتصير على النواة كاللفافة لها لكونها جمادات لا تدرك شيئا ولو سمعوا على طريقة الفرض ما استجابوا لكم لعجزهم عن ذلك ويوم يكفرون بشرككم ان يتبرأون عن عبادتكم لهم ويجحدون ان يكون ما فعلتموه حقا. وينكرون انهم امروكم بعبادتهم ولا ينبئوك مثل خمير. اي لا يخبرك احد مثل من هو خبير الاشياء عالم بها وهو الله سبحانه الى الله المحتاجون اليه بجميع امور الدنيا الدين والدنيا فنحن الفقراويين على الاطلاق والله هو الغني عن الاطلاق الحميد واي المستحق للحمد من عباده باحسانه اليهم يذهبكم ويأتي بخلقه ويأتي بدلكم بخلق جديد من جنس البشر او من جنس او من جنس اخر غيرهم يطيعونه ولا يعصونه وما ذلك لذهاب لكم والاتيان باخرين على الله بعزيز اي ممتنع ولا متعسر. ولا تزن وازرة اخرى لا تحمل نفس حمل نفس اخرى اي اسمها بل كل نفس تحمل وزرها. وان تدعو مثقلة الى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا معنى الاية ولو كانت غريبة لها بالنسب فكيف بغيرها ممن لا غرابة بينها وبين الداعية لها انما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب اي ان ان لا ينفعهم الا الذين يخافون الله بمعنى ذلك او يخشون عذابه وهو غائب عنهم او يخشونه في الخلوات يعني الناس وغمصا تحتفلوا بامرها ولم يشتغلوا عنها بشيء مما يلهيهم تزكى فانما يتزكى لنفسه من تطهر بترك المعاصي وسكر العمل الصالح فانما يتظاهر لنفسه لان نفع ذلك مختص به. كما ان وزر من تدنى سيكون اينا على غيره وما يستوي الاعمى المسلوب حاسة البصر والبصير الذي لهم الذي له ملكة البصر الذي له ملكة البصر بالاعمى وشبه المؤمنين البصير ولا الظلمات ولا النور الظلمات والنور فشبه الباطل بالظلمات وشبه الحق بالنور ولا الظل ولا الحرور لا يستوي الظل الذي لا فيه ونادى والحر الذي يؤذي غير ان اراد الثواب والعقاب الجنة وبالحرور النار وما يستوي الاحياء ولا الاموات وشبه المؤمنين بالاحياء وشبه الكافرين من امواتهم قيل اراد تمثيل العلماء والجهالة لا يعني الكفار الذين الكفر قلوبهم ان انزلنا نديد اي ما انت الا رسول منذر ليس عليك الا الجدار والتبليغ اما الهدى والضلالة فانها بيد الله عز وجل انا ارسلناك بالحق بالوعد بالحق بشيرا لاهل الطاعة ونذيرا لاهل المعصية اي ما من امة من امراض الا مضى فيها نذر من الانبياء ينذرون ها وان يكذبوك فقد كذب الذين من قبلهم منهم ومن الماضية انبيائهم جائتهم رسل بالبينة بالعزاة الواضحة والدلالات الظاهرة وبالزور للكتب المكتوبة وابراهيم وبالكتاب المنير في التوترات والانجيل. الكتب التي فيها مواعظ والكتاب ما فيه شرائع واحكام فكيف كان نكيري؟ اي فكيف كان نكيري عليهم وعقوبتي لهم؟ فاخرجنا به ثمرات مختلفة الوانها بعضها وبعضها وبعضها اصفر وبعضها اخضر وبعضها اسود ومن الجبال جدد اي طرائق وخطوط تكون في الجبال كالعروق بيض وحمر مختلف الوانه ربيب سود. الغربي بشري والسواد الذي يشبه لونه لونه لون الغراب. ومن الناس والدواب والانعام مختلف الوانه اي خلق كن مقتنع الوانه بما في السماوات والجبال وانما ذكر سبحانه اختلاف الالوان في هذه الاشياء لان هذا الاختلاف من اعظم الادلة على بكرة الله وبديع صنعه فذكره خلاف الالوان ثم في الجمادات ثم في الناس والحيوان انما يخشى الله من عباده العلماء. المعنى انما يخشاه سبحانه بالغيب العالمون به وبما يليق به من صفاتهم من جريدة وافعاله الجميلة فمن كان اعلم بالله كان اغشاهم له ومن لم يخشى الله فليس بعالم والمراد بالعلم هنا العلم بكيفية اختلاف ونحوها من افعال الله تعالى ان خشية من يعلم ذلك وهو مؤمن اعظم من خشية غيره. ان الذين يتلون كتاب الله يستمرون على تلاوة القرآن الكريم واقاموا الصلاة في اوقاتها مع كمال اركانها وكرهوا انفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية فيه حث عن الفقه كما تهيأ فانتهي اسرا فهو افضل. والا فعلانية ولا يمنعه ظنه يرجون تجارة اي هي ثواب الطاعة لن تبور لن تكسب ولن تهلك. ليوفيهم اجورهم اي انها لن يأتي ان الله يوفيهم اجور اعمالهم الصالحة ويزيدهم من فضله يتفضل عليهم بزيادة بزيادة على اجورهم التي هي جزاء اعمالهم والذي اوحينا من الكتاب يعني القرآن هو الحق مصدقا لما بين يديه موافقا لما تقدمه من الكتب فان الله بعباده لخبير بصير وهو محيط بجميع امورهم ثم اورثوا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا وقدرنا بان نولد العلماء من وقته يا محمد هذا الكتاب الذي انزلناه عليك ولا شك ان علماء هذه الامة من الصحابة ومن بعدهم قد شرفهم الله على سائر العباد وجعلهم امة وسطا ليكونوا شهداء على الناس واكرمهم بكونهم امة خير الانبياء سيد ولد ادم. ثم قسم هؤلاء الى ثلاثة اقسام. فقال فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الظالم لنفسه هو المقصر عن اداء الواجبات ويفعل المحرمات. والمقتصد هو من يتمسك في امر الدين ويترك المحرمات ويفعل الواجبات. ولا يزيد عليها وهذا فهو الذي سبق غيره في امور الدين وهو خير الثلاثة والاشارة بقوله ذلك الى توريث الكتاب واصطفاه وقيل الى السبق بالخيرات هو الفضل الكبير يدخلونها وعد للصابغين وهو للمصطفين او هو للمصطفين جميعا. يحلون فيها من اساور من الذهب هذه الاية من بلاغات الموجودة في القرآن وكل القرآن بليغ تأملوا معي ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عباده. فمنهم ظالم لنفسه ولم يذكر حاله. ومنهم مقتصد ولم يذكر هذا ومنهم سابق بالخيرات ولم يذكر حال ذلك هو الفضل الكبير جنات عدن يدخلونها فتعلق كلمة ذلك هو الفضل الكبير. جنات عدن يدخلون بالترتيب ان الاقرب الى الجنة هو الاسبق الى الجنة. والابعد ذكرا عن مين؟ اي كنتم من نصيحة الكفر وما كان لنا عليكم من سلطان من تسلط بظهر وغلبة حتى ندخلكم في الكفر او من بعضين لمتجاوزين الحد في الكفر والضلال. فحق علينا قول ربنا انا لذا اي وجب علينا وعليكم ولا نعم آزرونا واجرنا من عذاب الله خائفين مضطرب القلوب هل تقبل اعمالهم او ترد حذرين من عاقبة السوء وخاتمة الشر ثم لا تزال همومهم واحزانهم حتى يدخلوا الجنة فيحمد الله على زوالها ان ربنا لغفور لمن عصاه ثم تاب اليه شكور لمن اطاعه. الذي احلنا دار المقاومة من فضل التي يقام فيها ابدا ولا ينتقل عنها تفضلا منه رحمة لا يمسنا فيها نصب عناء ولا تعب ولا مشقة ولا يمسنا فيها لغوب من التعب والكلال من النصب. لا يقضى عليهم بالموت فيموت ويستريح من عذاب ولا يخفف عنهم من عذابها. بل كما نضجت جلودهم بدلناهم جنودا وارها ليذوق العذاب. كذلك نجزي كل كفور. اي مثل ذلك الجزاء الفظيع نجزي كل من هو ومبالغ في الكفر وهم يصطلحون فيها من الصراخ وهم يستغيثون في النار رافعين اصواتهم ينهدون. ربنا اخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل من الشرك والمعاصي فنجعل الايمان منا بدلا فنجعل الايمان منا بدء فنجعل الايمان منا بدلا بدل ما ما كنا عليه من الكفر والطاعة بدأ المعصية ثمانية ثمانية قيل هو قيل هو ستون سنة وقيل هو اربعون وجاءكم النذير قال جمهور نفسنا هو النبي صلى الله عليه وسلم وقيل هو الشيب فذوقوا فما الظالمين من نصير اي فذوقوا عذاب جهنم لانكم لم تعد ولم تتعظوا لانكم لم تعتبوا تعتبوا ولم تتعدوا لانكم لم تعتبوا ولم تتعظوا فما لكم من ناصر يمنعكم من عذاب الله ويحول بينكم وبينه جاءك النذير ومتعك. وجاءك الشيب وما اتعظت. نعم ان الله عالم غيب السماوات والارض ان يعلم كل امرء خفيف او من جملة ذلك الاعمال ولا تخفى عليه منها خافية فلو ردت من الدنيا لم تعملوا صالحا كما قال ها ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه انه عليم بذات الصدور انه اذا كان يعلم مدمرات الصدور علم ما فوق علم هو الذي جعلكم خلائف في الارض يجعلكم امة خالفة لمن قبلها وقال قتادة خلفا بعد خلف وغرما بعد قرن فمن منكم هذه النعمة فعليه كفره اي عليه ضار كفره لا يتعداه الى غيره ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم الا مقتا اي غضبا وبغضا ولا بين كفرهم الا خسارا اي نقصا وهلاكا اروني ماذا خلقوا من الارض حتى عبدتموهم ام لهم شرك في السماوات بل الهم شركة مع الله في خلقها او في ملكها او بالتصرف فيها حتى يستحقوا ذلك الشركة الالهية. اما اتيناهم كتابنا لاعطيناك كتابا فهم على بيان منهم بان مع الله شريكه ان يعد الظالمون بعضهم بعضا الا غرورا. كما يفعله الرؤساء يغونهم به ويزينونه لهم وهو الاباطل تغر ولا حقيقة لها وذلك كونهم ان هذه الالهة تنفعهم وتقربوا الى الله وتشفع لهم عنده. ان الله يمسك السماوات والارض ان تزولا مستأنفة لما لقدرة الله سبحانه من صنعه بعد ما ان يضع في الاصنام وعدم قدرته على شيء ولان زادا ان امسكهما من احد من بعده اي لا يقتل واحد غيره تعالى على امساكهما لو قدر اسرافه لو قدر اسرافهما لو قدر لو قدر اسرافهما على الزوال واقسم بالله الامم المؤذى قريش نقسمه قبل ان يبعث قبل ان يبعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم بهذا القسم حين بلغهم ان اهل الكتاب كذبوا رسلهم وكانت العرب تتمنى ان يكون ومنه رسول كما كان الرسل في بني اسرائيل فلما نذر ايته ما تمنوه رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي هو اشرف نذير واكرم ومرسل وكان من انفسهم ما زادهم مجيئ الا نفورا عنه وتباعد عن اجابته استكبارا في الارض انه ما نفروا عن محمد صلى الله عليه وسلم ولا كذبوا برسالته لاعتقاد كذبهم انما فعل ذلك لاجل الاستكبار عن ان يكون له اتباع ولاجل العتو وهو التجبر والمضي في فساد ولاجله ولاجل مكر مكره ولاجل مثل السيء اي مكر للعمل السيء والمكر هو الحيلة والخداع والعمل القبيح. ولا يحيق المكر السيء الا باهله اي تنزل تنزل عاقبة قبل ان تنزل من اسيء اليه فهل ينظرون الا سنة الاولين اي فلين ماكرون الا سنة الله في الاول فيما نزل به الامم السابقة عندما كذبوا الانبياء فلن تجد لسنة الله تبديلا. ان يبدل سنة الله التي سنها في يوم مكذبات لعذابه بهم بان يضع موضعه غيره بدلا عنه ولن تجد لسنة الله تحويلا بان يحول ما جرت به سنة الله من من العذاب فيتبعه عنه فيدفعه عنه ويضعه على غيرهم لله لانه قال لاطوفن الليلة عن التسجيل امرأة تأتي كل واحدة من فاس يقاتل في سبيل الله ولم يقل ان شاء الله فلم تجد منهن الا امرأة واحدة ولدت نصف انسان والقينا لما كتبوا نصرا فان ذلك هو من سنة الله في الكذب من التي لا التي لا تبدل ولا تحول. واثار واثر عذابهم وما انزل الله موجودة في مساكنهم ظاهرة في منازلهم قد زار فيها قومك يا محمد وفي اسفانهم فهلا تفكروا في مصارع الظالمين وهلا اخافوا من مثلها والحال ان اولئك كانوا اشد منهم قوة اطول من اهل مكة ما كان بهما ولا يؤاخذ الله الناس بما كسبوا من الدنيا وعملوا من الخطايا ما ترك على ظهرها اي على ظهر الارض من الاحياء من دار الدوابل التي تدب كيتما كانت او اما بنو ادم فلذنوبهم واما غيرهم فلسؤم ومعاصي بني ادم وان اراد بالدابة هنا الناس وحدهم دون غيرهم الى اجر مسمى وهو يوم القيامة فاذا جاء اجلهم فان الله كان بعباده بصيرا لما يستحق منهم الثواب ومن يستحق منهم العقاب. سورة ياسين ياسين تقدم في اول سورة البقرة الكلام بالحروف المقطعة والقرآن الحكيم يقسم الله تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم وعن المتمثلة في الحكمة على ان محمد رسول رسول من عند الله لان لا يشك احد في كونه مرسلا انك من المرسلين قيل هذا رد على من انكر رسالته بقوله اي انت يا محمد على طريقة الانبياء الذين تنزيل العزيز الرحيم معنى ان القرآن تنزيل العزيز الرحيم غافلون عن الصراع والاحكام. لقد حق القول هو كلمة العذاب على ادائهم وهم الذين يموتون على الكفر فهم لا يؤمنون اي لان الله سبحانه قد علم منهم فيه من الكفر والموت عليه انا جعلنا في اعناقهم اغلالا فهي الاغلال منتهية الى الاثقال فلا يقدم عند ذلك على الالتفات ولا يتمكنون من عطفها الله الى ما يفعل لا يفعل بقوم في النار في اعناقهم وفي ايديهم خلفه بالسجود وما تلك السدود الا استكمارهم وعدوهم وعيادهم عن قبول الحقد والخضوع له ويغشيناهم يغضين ابصارهم فهم بسبب ذلك لا يبصرون الى سبيل الهدى عموا عن الحق وعموا عن عن قبول الشرائع في الدنيا سواء فينفعهم الدار ما داموا لا يقولون الحق ولا يخضعون الا انا نحن نحيي الموت انا نحن نحيي الموتى اي نبعثهم بعد الموت ما بقينا نحييهم بالايمان بعد الكفر والعلم الجنة ونكتب ما قدموا ويسلبوا من الاعمال الصالحات لا ينقطعوا نفعها بعد الموت كمن سن سنة حسنة او السيئة التي تبقى وبعد موت فاعلها جوا سنة سيئة ومن اثار الخير تعليم العلم وتصنيفه والوقف على وعمارة المساجد والقناطر ومنها ذات ما يضر بالناس ويقتدي به اهل الفجور اهل الجور. وكل شيء وكل شيء احصينا وكل شيء من اعمال العباد وغيرها في امام مبين في كتاب وقود موضحا لكل شيء قيل اراد اللوح المحفوظ وقيل صاحات وقيل صحائف الاعمال. واضرب لهم مثلا اصحاب القرية قل لهم لست لست انابيد نعم الرسل فقبلي جاء اصحاب قرية مرسلون وانذروهم بما انذرتكم وذكروا التوحيد وخوفوه وبشروا بالنعم دار الاقامة قال قلت بهم هذه القرية هي انقاد في قول جميع المفسدين وقوله اذ جاء المرسل منهم اصحاب عيسى بعثهم الله من المالكية للدعوة الى الله اذا ارسلنا اليهم ان عيسى ارسلهم بامر الله سبحانه فكذبوه علينا تختصون بها وتترك هذه الدعوة وتعرضه عن هذه المقالة المؤلم لا طائركم معكم معكم من جهة انفسهم لازموا في اعناقكم بسبب تكذيبكم فهو سبب الشؤم الى نحن ائمة ان ذكرتم اي ان ذكرناكم بالله ادعيتم ان فينا الشؤم عليكم بل انتم قوم مسلمون يجاوزون الى الحد في مخالفة الحق جاء من اقصى المدينة رجل يسعى هو حبيب موسى النجار قال قتادة كان يعبد الله ابن غريب فلما سمع بخبر الرسل جاء يسعى اي مانع من جانب يمنعني من عبادة الذي خلقني وكذلك انتم ما لكم لا تعبدون الله الذي فطركم واليه ترجعون فتحاسبون على ما جبتمونا اذ دعوناكم من دون لله اية فاعبدها واترك عبادة من يستحق العبادة وهو الذي فطرني ان يرد الرحمن بضر لا تغني عني من النفع كائنا ما كان ولا ينقذوني من ذلك الضر ان اردني الرحمن به اني اذا اتخذت من دونه الهة لفي ضلال مبين واضح تصليح طبقت له تسلما في الدين وتشددا بالحق فلما قال هذا قيل دخوله الجنة تكريما له بدخولها بعد قتله كما هي سنة الله في شهداء عباده فلما دخلها وشاهدها قال يا ليت قومي يعلمون كان مؤمنا به من قومه عابدا لله قد اخلص له عبادة فاضيفت اليه ياء لانه علي نظيره طور سيناء وطوسه الا عجوزا في الغبن الا عجوزا بقيت مع الباقين في العذاب وهي زوجة لوط. ثم دمر ما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين. اتمنى ان يعلموه بحاله ليعلموا حسن ماله وحمد عاقبته في حاله وما انزلنا على قومه من بعده على قومه حبيب حبيب نجار من بعد قتلهم له من جند من السماء لله والانتقام منهم وما كنا وقدرنا بان اهلا اهلاكهم بالصيحة لبن زائد او هذا من تحقير شأنهم وتصغير امرهم فليسوا بها حقا من السماء لا يسمع لهم فخمدت يا حسرة نعيم العباد والتقدير يا هؤلاء يا هؤلاء تحسروا حسرة وقيل انها حسرة ولا الكفار حين كذبوا الرسل ما يأتيهم من رسول الله اكانوا به يستهزئون ذلك هو سبب التعسر عليهم الم يروا كما ذكرنا قبلهم الخانية انهم اليه لا يرجعون بعدها يحب معظم ما يمكن واكثر ما يقوم به المعاش ليأكلوا من ثمن ايثم الجنات والنخيل وما عملت ايديهم ليأكلوا من ثوره ويأكلوا مما عملت ايديهم في العصر والدبس ونحوهما وقيل المعنى لم يعملوه بل عاملوا له في الحقيقة هو الله سبحان الذي خلق الازواج كلها. الازواج انواع الاصناف وان كل جنس كالنخل مختلف. مختلف عنوان الطعم والاشكال وينهض بالنبات والحيوان ومنا انفسنا وخلق الازواج من انفسهم وهم الذكور واناث من بني ادم ومما لا يعلمون من اصناف خلقه في البر والبحر والسماء والارض منه النهار المعنى ان ذلك علامة دالة على توحيد الله وقدرته وجوب الاهيته والسلب اذهاب الضوء والظلمة فاذا هم مظلمون اي داخلون في الظلام وبغتة والشمس تجري لمستقر لها ايات مستغلة الغين مستقرة نهاية هبوطها في الشتاء وقنا مستقرها تحت العرش والقوم وقدرنا ومنازل المنازل الثمانية والعشرون التي ينزل القمر في كل ليلة في واحدة منها وهي معروضة فاذا صاموا في اخرها عاد الى اولها حتى عاد كالعرجون القديم هذه اذا كان في اخرها دق واستقم واستقوس وصور حتى صارت الذي عليه طلع النخلة وهو يعوج ويقطع منه الشماريخ فيبقى على النخل يابسا وان كان في نظر العين تسبق الشمس القمر في كل شيء مرة ولا الليل سابق النهار اي لا يسبق بيعبد ولا يعظمه ويجب كل واحد منهما في وقته ولا يسبق صاحبه. وكل من الشمس والقمر والليل والنهار في فلكي يسبحون والفلك مسار الكوكب على شكل دائرة واية لهم حملنا ذريتهم في البلك مشحونه على السفن في البحار فامتن الله عليهم بذلك بمعنى ان الله حمل اباء هؤلاء واجدادهم في زينة نوح وخلقنا لهم من مثل ما ملقي له الابل خلقها له من الركوب من البر مثل السفينة المركوبة في البحر او لعلهم اشارة للمرء. او لعله اشارة للمرتبات والغضبانات والطائرات الى المركبات الطائرات المستحدثة احد ينقذهم وقد نأذن بانقاذهم رحمة منا لهم ومتاعا يمتعهم بالحياة الدنيا الى حين وهو وقت الموت واذا قياموا اتقوا ما بين ايديكم احذروا ما خلفكم منها في الاخرة انهم اذا قيل لهم ذلك اعرضوا الا كانوا عنها معرضين المعنى ما تأتيه من ايات من ايات رضوان الله ويتصدقوا على الفقراء نطعم من لو يشاء الله واطعمه وقد كانوا سمعوا المسلمين يقولون ان الله ان الرازقهم الله وانه يغني من يشاء ويفضل من يشاء فكأنهم حاولوا بهذا القبول للمسلمين قالوا نحن نوافق مشيئة الله فلا فلا نطعمه فلا نطعم من لم يطعمه الله وهذا منهم ومكابرة ومجادلة بالباطل فان الله سبحانه اغنى بعض خلقه وافقر وامر الغني ان يطعم الفقير ما ابتلاه به فيما صدقة ويقولون متى هذا الوعد الذي تعدوننا به من عذاب القيامة ان كنتم صادقين فيما تقولونه وتعدوننا به قالوا ذلك استهزاء منه وسخرية بالمؤمنين. ما ينظرون الا صيحة واحدا وهي نفخة اسرافيل بالصور اي يختصمون فيما بينهم البيع والشراء ونحوهما لجميع الاحياء فلا يستطيعون توصية لا يستطيع بعضهم ان يوصيهم بالتوبة والاقلاع عن المعاصي بل يموتون في اسواقهم ومواضعهم يرجعون الى منازلهم التي ماتوا خالدين عنها. اخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فتقومن الساعة وقد نشر الرجل فلا يتبايع فلا يتبايعانه ولا يطميانه ولا تقومن الساعة وهو يليق حوضه فيسقي فيه. ولا تقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحة فلا يطعمه ولا تقومن الساعة وقد رفع اكلته الى فيه فلا يطعمها. ونفخ في هذه النفخة التي يبعثون بها من قبورهم ظن الاختلاط هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون رجعوا الى انفسهم فاعترفوا انهم كانوا في الموت وبعثوا واقروا بصدق الرسل يوم لا ينفع ان كانت النصيحة واحدة صاحها اي فاذا هم مجموعون ان اصحاب الجنة اليوم في ذلك طلباتهم فاكهون متنعمون. هم ازواج في ظلال العذراء متكئا وهذا الستر التي تظللهم كالخيام والحجال الاسرة التي في الحجاب لهم فيها فاكهة من كل نوع من انواع الفواكه ولهم ما يدعون دعا منهم شيئا فهو له. قول هنا من بعثنا من مرقدنا استدل بهذا بعض المفسرين ان المؤمن في القبر ينام. وجاء هذا مصرحا في حديث البراء ابن عازب قال فيقال له نم نومة العروس ويبعث يوم القيامة المدة الزمنية بين نومه وبين قيامه كما بين الظهر والعصر او كما بين العصر والمغرب هذا بالنسبة للمؤمن. طيب وبالنسبة للكافر كيف يقول من بعثنا من مرقدنا قال المفسرون ان ما ينظرون اليه من الاهوال وما ينظرون اليه من العذاب يعتبر ما كانوا فيه مرقدا هذا وجهه نعم سلام ان يسلم الله عليهم وهذا من اهل الجنة قولا من رب رحيم. اي من جهته يقول لهم السلام عليكم يا اهل الجنة وقيل ما ادخل على اهل الجنة من كل باب يقولون السلام عليكم يا اهل الجنة من رب رحيم فيمتاز اليهود فرقة والنصارى الم من عهد اليكم يا بني ادم الا تعبدوا الشيطان المعنى الم تقدم اليكم يا بني ادم وقيل المراد بالعهد هنا الميثاق المأخوذ عليهم حين اخرجوا من ظهر ادم وقيل هو ما اصابه الله لهم من الدلائل العقلية التي في سماواته وارضه. وان اعبدوني اي انا مع بترك عبادة الشيطان وعبادتها ناصرات مستقيم ان عبادة الله الصراط المستقيم. ولقد اضل منكم جبلا كثيرا ان الشيطان قد اوى خلقا كثيرا افلم تكونوا تعقلون على رأس ضلالكم فتتركهم اتباع هذه جهنم التي كنتم توعدون بها بالدنيا على السنة الرسل اليوم وادخلوها وذوقوا انواع العذاب فيها بسبب كفركم لله في الدنيا وطاعتكم للشيطان وعبادتكم لاوثان. اليوم نختم ولا افواههم حتما لا يقضون معه على الكلام وتكلمنا ايديهم وتشهد ارجلهم بما كانوا يكسبون. ليعلموا ان اعظائهم التي كانت اعوانا لهم في معاصي الله شهودا عليهم ولو نشاء لطمسنا على الحق فاستمعوا الصراط قال الحسن اذا قعدناهم فلا يستطيعون ان يمضوا امامهم في المكان الذي فعلوا فيه المعصية الخلق من نطل عمرهم واي خلقه ونجعله على عكس ما كان عليه يوما من القوة والطناوة فصار بدل قوة الضعف وبدل الشباب الهرم. وما علمناه الشعر فقال وما ينبغي له اي لا يصح له الشعر ولا يتأتى منه ولا يسهل عليه لو طلبه كما جعله الله ان ولى ذكر اي ما القرآن الا ذكرا من كتب الله السماوية التي تقرأ مشتمل على الاحكام الشرعية ما حيا قلبه صحيح يقول الحق يا ابا الباطل. ممتنعين من الايمان بالله ورسوله او لم يروا وانا خلقنا لهم مما عملت ايدينا انعاما اي ولم يعلموا بالتفكر والاعتبار ان خلق لنفسه ما ابدعناه وعملناه من غير واسط ولا شريكه البقرة والغنم والابل فهبهم لها مالكون للضابطون قاهرون يتصرفون بها كيف يشاءوا ولو خلقناهم ولو خلقناهم وحشية لنفرت عنهم ولم يقدروا على وذللناها لهم ان جعلناها لهم سخرة لا تبتلعوا مما يريدون منها من نافعهم حتى الذبح ويقودها الصبي فتنقاد له ويزجرها فتنزجر فمنها ركوب امي فمنها مركوبون يركبونه ومنها يأكلون اي من لحمها ولبنها. ولهم فيها منافع من اصوابها وبرها واشعارها لك الحمد عليها والحراسة بها ومشاربها ويشربون منها لبنا حليبا ولبنا غائبا. واتخذوا من دون الله ولا قدرة لها على شيء ولم يحصل له منها فائدة ولا عاد عليهم من عبادة اعائدة. لا يستطيعون نصرهم اي ولكن الثابت بطلان ما اخرجوه منها واملوه من نصها لهم في الشدائد وهم لهم جند محضرون. ايها الكفار جند لا اصلا محضرون يحضرونهم في الدنيا ينتصرون الاصنام وهم لا وهي تنصروهم فانه لابد يقول هؤلاء الهتنا وانها شركاء لله في العبودية ونحو ذلك انا ويسرون وما يعلنون اي فسوف نجزيهم بذلك. اولم ير الانسان ان خلقناه من نطفة فاذا هو خصيم مبين اي الم يرى الانسان انا خلقناه من اضعف الاشياء ففجاء بخصومتنا في امر قد قامت عليه حجج الله وبراهينه وضرب لنا له ونسي خلقه. ورد في شيء قصة غريبة كالمثل وينكر احيانا العظام. ونسي خلقنا اياه فقال من يحيي العظام وهي رميم قاس قدوة الله على قدرة العبد فانكر ان الله يحيي عظام البرية حيث لم يكن في مقدور البشر. قل يحييها الذي انشأ ها اول مرة اي ابتدأ وخلقها اول مرة من غير شيء وهو بكل خلق عليم. لا يخفى عليه خافية. الذي جعل لكم من الاخبار نارا نبأ سبحانه وتعالى وحدانيته ودل على قدرته على احياء الموتى بما يشاهدونه من اخراج النار الموحدين وذلك نشير المعروف والسنة المعروفة وضرب احدهما على الاخر انقدحت منهما النار وهما ويحتملون بمعنى ان الله تعالى منه النار وتوقضونها من ذلك بعد ان كان اخضر اوليس الذي خلق السماوات والارض بقادر على ان يخلق مثلهم ان من ان من قدر ان من قدر على خلق السماوات والارض وهما وكبر الاجزاء يقدر على اعانة خلق البشر الذي هو صغير جدي ضعيف القوة بلى وهو الخلاق العليم. اي بل هو قادر على ذلك وهو الكثير من خلق والبالغ العلم. على اكمل وجه واتمه كن فيكون اينما شأنه سبحانه اذا تعلقت ارادته بشيء من شيء يقول له كن فاذا هو كائن لا يتوقف على شيء اخر اصلا فسبحان الذي بيده بهما قوت كل شيء. ملكية الاشياء كلها له عنده القدرة على التصرف فيها كما يريد وبيده مفاتح كل شيء. واليه ترجعون لا الى غيره وذلك في الدار الاخرة بعد البعث سورة الصافات صفا هي الملائكة تصف تصف فيهم السماء كصفوف الخلق في الصلاة في دنيا وغير المواد انها تصف اجنحتها بفضائك الطيور واقفة فيه حتى يأمرها الله بما يريد. فالزاجرات الملائكة قيل لانها تزور الصحابة تقول زجرت تقول زيارة الابل والغنم اذا افزعتها بصوتك الملائكة التي تتلوا القرآن يقسم الله بهذه الاقسام على انه واحد ليس له شريك ورب المشارق مشرق الشمس والشمس كل يوم يشرق ومغرب بعدد ايام السنة. اطمع كل يوم واحد منها وتغرب من واحد الدنيا وهي الروثان الكواكب. اي جن من السماء الدنيا بنظر العباد وزينة بزينة جميلة هي الكواكب فانها في علم عظيم متلأليات وحفظا من كل شيطان ما يجنيه متمرد خارج عن الطاعة الاعلى الملأ الاعلى اهل السماء الدنيا بقالة تبدو الشياطين يتسمعوا حديث ان يتسمعوا حديثهم لانهم يرمون بالشهب ويقذفون من كل جانب دحورا يرمون من كل شيء من جوانب الدنيا من جوانب السماء بالشبه اذا ارادوا صعود الاستراق السبع طردا لهم عما يقصدون اليه ولهم عذاب واصل دائم لا ينقطع مؤلم مستدير الوجع وهو في الاخرة والعذاب الذي لهم في الدنيا من الرمي بالشهب الا من خطف الخطأ فيقطف الواحد منهم خطفة مما يتفاوت فيه الملك ويدور بينهم مما سيكون في العالم قبل ان يعلمه قبل ان يعلمه اهل الارض. وربما لا يحرقه فيلقي الى اخوانه ما خطفه فاستفتهم ما هم اشد خلقا امن خلقنا. ايسأل الكفار الممكنين لبعثناهم اشد خلقا واعظم اعضاء ممن خلقها من السماوات في الارض والملائكة انا خلقناهم من طين لازم يلصق باليد اي كيف يستبعدون الميعاد وهم مخلوقون من هذا الخلق الضعيف ولم ينكروا ومن هو مخلوق خلقا اقوى منهم واعظم واكمل واتم. بل عجبت يا محمد من قدرة الله سبحانه ويسخرون منك بسبب تعجبك ويسخرون منك بما تقوله لاثبات الميعاد. واذا ذكرنا اي واذا موعظ بموعظة من مواعظ الله لا يتعظون بها ولا ينتفعون بما فيها واذا رأوا اية معجزة رسول الله صلى الله عليه وسلم يستسخرون ويبالغون في سوريا وقيل معنى يستسخرون يستدعون السخرية من غير يستدعون السخرية من غيرهم او او اباء ها هنا الاولون هيا وهاباؤهم الذين هلكوا قبلنا مبعوثون قل نعم وانتم داخلون. اي نعم تبعدون وانتم صاغرون ذليل فانما هي زجرة واحدة هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون. الفصل الحكم والقضاء لانه يفصل فيه بين المحسن والمسيء احشروا الذين ظلموا وازواجهم هو من امر الله سبحانه والملائكة ان يحشرون المشركين وازواجهم واشباههم في الشرك والمشرعون لهم بتكبير الرسل. وقد ضحاك وازواجهم قرناؤهم من الشياطين يحشرون كلك يحشر كل كافر مع شيطانه وما كانوا يعبدون من دون الله من اصنام شريفة اهدوهم الى صراط الجحيم اي عرفوا هؤلاء المحشورين النار وسوقوهم اليها وقفوهم انهم مسؤولون. اي احبسوهم الحساب ثم سوقوهم الى النار بعد ذلك ربنا يعنون قوله لنذوقن ما وعدنا به فويناكم ايضرناكم عن الهدى ودعوناكم الى ما كنا فيه من الغيب والكفر انا كنا راغين اي ضالين فانهم يومئذ بعضهم المرسلين فيما جاءوا به من التوحيد والوعيد واثبات الدار الاخرة ولم يخالفهم ولا جاء بشيء لم تأت به الرسل قبله وما تجزون الا ما كنتم تعملون المعاصي الا الله المخلصين للذين اخلصهم الله لطاعته وتوحيده لا يذوقون العذاب اولئك لهم رزق معلوم الى هؤلاء المخلصين رزق يرزقهم الله اياه معلوم في حسنه وطيبه عن انقطاعه في الجنة ومن يعطوا منه وهو يعطى وهو يعطى منه بكرة وعشيا. فواكه الفواكه والثمار كلها لانها اطيب ما يكونه ولد مجلس مكرمون. اي ولهم من الله عز وجل اكرام عظيم برفع درجاتهم عنده وسماع كلامه ولقائه في الجنة اي من خبر تجري وعلى وجه الارض والمعين والماء الجاري بيضاء لذة للشاربين لذة لذيذة قال الحسن خمر الجنة اشد بياض من لبن له لذة لذيذة اي لا تغتال اي لا تغتال عقول فتذهب بها ولا ان ولا هم عنا ينزفون فلفى الله فنفى الله عز وجل عن خمر الجنة الافات التي تذهب في الدنيا من خمرها من الصداع والسكر وعنده قاصرة الطرف نسائك نساء قسم قصرن طرفان. نعم. قصرن؟ اي نساء قصرن طرفهن على ازواجهن فلا يردن غيرهم عين كبار الاعين لانه النبي ضمة مشبهون ببيض النعام تكنها النعامة بالاسم الريح والغبار فلونه ابيض في في صفرة وهو احسن الوان النساء لقرين اي صاحب لي في الدنيا كافر من البعث منكر له. ائذا متنا وكنا ترابا وعظاما انا لمدينون. اي مجزيون باعمالنا محاسبون بها بعد ان صرنا ترابا وعظاما قال المؤمن هل انتم مطلعون اي اطلعوا معي لاريكم ذلك القنين يريكم ذلك القنين في زوال الجحيف وسط في وسط في وسط جهنم قالت الله ان كدت ترضيني اي قد كدت تهلكني لتوقعني وقيل لترضيني اي لتوقعني في النار. ولولا نعمة ربي لكم انتم من المحضرين اي لولا رحمة ربي وانعموا عليهم الجنة فقال فما نحن بميتين اي انحن مقلدون الا في الدنيا وقوله هذا كان على طريقة الابتهاج والسر بما انعم الله عليهم من نعيم الجنة الذي لا ينقطع وانهم مخلدون لا يموتون بعد ذلك ابدا وما نحن بمعذبين كما يعذب الكفار لمثل هذا فليعمل العاملون فان هذه التجارة الرابحة للعمل الدنيا الزائلة اذلك خير نزلا اكراما رضيا فتنم شجرة الزقوم هي شجرة لها ثمر مر كريه يكره اهل النار على انا جعلناها فتنة للظالمين حين افتتنوا بها كذبوا وجودها حين افتتنوا بها وكذبوا وجودها فقالوا كيف تكون في النار شجرة ولا تحترق؟ كيف تكون في النار شجرة ولا شجرة ولا تحترق؟ انها شجرة في اصل الجحيم في قعرها واغصانها ترفع الى دركاتها فشبه المحسوس بالمتخيل. في المتخيل وان كان غير مرئي للدلالة على انه غاية في القبح. ثم ان لهم عليها بعد الاكل منها شعوبا من حميم يخلط لهم طعامهم مثل شجرة الماء الحار ليكون اخضع لعذابهم واشنع لحالهم. ثم ان مرجعهم الى الجحيم مرجعهم بعد شرب الحميم واكل الزقوم ذلك انهم يوردون ثم يردون الى جهنم عصابوهم كذلك فاقتدوا بهم تقليدا وضلالة ما بحجة اصلا. فهم على اثامهم يرعون يتبعون اباءهم بسرعة كانهم يزعجون الى اتباعهم ازعاج فانظر كيف كان عبد منذرين اي الذين انذرت انذرتهم الرسل وبينهم صاروا الى النار الا عباد الله المخلصين الا من اخلصهم الله بتوفيقه من الايمان والتوحيد من الضلالة ومن يهد الله فما له من مضل يخرجه من الهداية ويوقعه في الضلالة. اليس الله بعزيز اي غالب غالب غالب اي غالب اي غالب لكل شيء قاهر له. ذي انتقام ينتقم من عصاته بما يصيب بما نحن المراد ان نوحا دعا ربه على قومه ام معصوم فاجاب الله دعاءه اهله واهلك قومه بالطوفان. ونجيناه اهله من الكرب العظيم المراد باهله المؤمنون ومن معه من اهل دينه ومن امن معه وقيل وكانوا ثمانين والكرب والكرب العظيم هو الغرق. وجعلنا ذريتهم وحدهم دون غيرهم لان الله هلك الكثرة بدعائه ولم يقل منهم باغية. ومن كان معه في السيئة منهم ماتوا كما قيلوا ولم يطأ الا اولاده وذريته وتركنا عيد لا غنى عن الذين يأتون بعدهم الى يوم القيامة من المؤمنين وهذا المتروك هو قوله سلام على نوح اي يثنون عليه ثلاث حسنة ويدعون له وان من شيعته لابراهيم من اهل دينه والى توحيده والايمان به اذ جاء ربه بقلب سليم يلقى المسلمين المخلص الخالص المخلص الخالص من الشرك والشك الناصح لله في خلقه دون الله تريد ما تريد الهة لمجرد الافك والافك هو اسماء الكذب. فما ظنكم برب العالمين اذا لقيتموه قد عبدتم ويروموا ما ترونه يصنع بكم. فنظر نظرة فقال اني سقيم. اذا كانوا يتعاطون علم النجوم فعملهم بذلك الا ينكر عليه. وذلك انه اراد ان يكايدهم باصنام لتلزم لتلزمهم الحجة وبأنها غير معبودة وكان لهم من غد يوم عيد يخرجون اليه واراد ان يتخلف عنهم فاعتل بالسقم فتولى فتولوا عنه اتركوه وذهبوا الى عيدهم. فرأى الالهة من حرفينهم فقال الا تأكلون. اي فقال ابراهيم للصائم وسقيتنا لا تأكل اي من الطعام اذ كانوا يصنعونه لها ما لكم لا تنطقون قد علم انها جمادات لا تنطق فراغ عليهم ضربا من يمينه فمال عليهم بدين هنا يضربهم بها ليكسرهم وما تعملون ايه وخلق الذي تصنعونه مع العموم ويذكر بها الاصنام التي معنى العمل هنا التصوير والنحت ونحوهما وقالوا ابنوا له بنيان فارادوا به كيدا فجعلناهم فيها بردا وسلاما قل تأثير وقالوا يتمكن من عبادته. ربي هب لي من الصالحين اي ولدا صالحا يعينني على طاعتك ويؤنسني في الغربة وبشرناه بغلام هل من يكبر ويصير حليما فهذه الاشارة تدل على انه بشر بابن ذاكر وانه يبقى حتى ينتهي في السن ويوصف بالحلم. فلما بلغ معه السعي فانه ذكر البشارة بالغلام الحليم وذكر انه الذبيحة وقال بعد ذلك وشرناه باسحاق نبيا من الصالحين اذبح بكرك وحيدك اسحاق ساكنة اسحاق من زيادة اليهود في التوراة وتحريفه من كتاب الله والا فان اسحاق امركم بذكر ابراهيم ولم يكن وحيدا بل الذي كان كذلك هو اسماعيل والتوراة نفسها تذكر ذلك ثم لما ابراهيم ابنه ثم لما بذل ابراهيم ابنه للذبح ليعلم صبره قال ووضعه له وفوض امره الى الله اسلم احدهما نفسه لله واسلم الاخر ابنه وتله للجبين كبه على وجهه كي لا يرى منه ما يؤزر الرق ما قلبه والموضع الذي يرى ذبحه فيه بمنى عند الجمال وقيل بالشام وناديناه ان ابراهيم قد صدقت الرؤيا يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا وجعله مصدقا بمجرد العزم وان لم يذبح لانه قد ادى بما امكن وانا كذلك نجزي المحسنين من المحن ان هذا لهو البلاء المبين. هذا هو الاختبار الظاهر نجاح ابراهيم فيه. حيث اختبره الله بضاعته بذبح ولده وفديناه بذبح احنا عظيم انزلنا انزل عليه كبشا فذبحه ابراهيم فداء عن ابنه وتركنا عليه في اخرنا سلام على ابراهيم اي في الام الاخرة التي تأتي بعده تمام وبشرناه باسحاق نبيا من الصالحين يبشره بولد اخر يكون نبيا جزاء على طاعته الا بذبح واحده اسماعيل وباركنا عليه وقيل معنى كثرنا ولدهما ومن ذريتهما محسن وضارب لنفسه مبين. بين ان كون الذرية من هذا العنصر ليس له ذنوب والمهتدي المبارك ليس بنافع لهم بل انهم ينتفعون باعمالهم فان اليهود والنصارى وان كانوا من ولد اسحاق صاروا الى ما صاروا اليه من الضالين بين ونجيناهما وقومهما من الكرب العظيم هو ما كانوا فيه من استعباد فرعون ايام والمسلمين وبين الظاهر وهديناهم الصراط المستقيم الطريق الموصلة الى المطلوب او قول ينهاكم الله عن المشركين والمعاصي اتدعون بعد واسم لصنم كانوا يعبدونه وقيل بعدهم يعني الرب اذ تدعون صمما عملتم احسن الخالقين يوم تتركون عباد الله وهو احسن المصورين. ايها الذي يربيكم بنعمه بان اوجدكم من العدم انتم نادوكم فهو الذي تحق له العبادة. فكذبوه فانهم لمحضرون. اي فانهم بسبب تكذيبه لمحضرون بالعذاب الا عباد الله الخاسرين يهدنا بعقوبة الباقين من قومه الذين لم يؤمنوا به وانكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل تمرون على في وقت الصباح وفي الليل في ذهابكم الى الشام وصف به فساهم ضربت القرعة ضربت القرعة ليلقوا بعضهم في البحر خوفا من خوفا من غرق السفينة فكان من المدحضين فالقوه في البحر. فالتقمه الحوت وهو مليم لما القي في ماء اخذه الحوت فلولا انه كان فنبذناه نبتة وقع منهم الايمان بعدما شاهدوا على نبوته يا محمد كيف يجعلون لله على تظليل صدق ما زعموه من جنسه وبعثهما وهو الاناث ولهم اعلاهما وارفعهما وهم ذكور ان خلقنا الملائكة اناثا وهم شاهدون. اضرب عن الكامل والا ما هو اشد منه اي كيف جعلوه ميلاثا وهم لم خطبة الملائكة وليس كونه من اثم ما مما يدرك بالعقل. حتى ينسبوا ادراكهم الى عقولهم اصطفى البنات على البنين ما لكم كيف تحكمون. اي اي حجة واضعة ظاهرة فاتوا بكتابكم ان كنتم صادقين فاتوا بكتاب الذي يثبت يثبت لكم الحجة ويشتمل عليها وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا جنتهم الجن وقالوا بذلك الكنانة وخزاعة قالوا ان الله من صلوات ما تردني تعالى الله عما يقولون. ولقد علمت الجنة انه لمحضر نقي ان الجن يعلمون ان الله سيقدرهم الاحسان للحساب ولو كان بينه بينه بينهم نسب ما اعظمهم لذلك. فانكم وما تعبدون ما انتم عليه بفاتنين الا من هو صائم الجحيم. اي فانكم الهتكم التي تعبدون احدا الا ما قدر الله له ان يصنع الجحيم وهم مصرون على الكفر وما منا الا له مقام معلوم. اي هذا من الله تعالى يحكي ما تقوله الملائكة وما منا ملك الا له مقام معلوم في عبادة الله. ثبت في الصحيح وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم اوصى عبدا يصف كما تصب الملائكة عند رميهم فقالوا وكيف تصف الملائكة عند ربهم؟ قال يقيمون صفا المقدمة ويتراصون في الصف. فصفوف الماء في السماء كصفوف المؤمنين في الارض وانا نحن المسبحون والمسبحون بالانسان بالصلاة وان كانوا يقولون اي المشركين كانوا قبل المبعث المحمدي الاولين اي كتابا من كتب الاولين كالتموات والانجيل لكنا عباد الله المخلصين اذا اخلصنا عبادة له ولم نكفر به فجاءه محمد صلى الله عليه وسلم بالذكر فكفروا به فسوف يعلمون عاقبة كفرهم ومغبته انهم لهم المنصورون وان جندنا لهم الغالبون. فهذه هي الكلمة المذكورة بلغ وجود الله حزبه وهم الرسل واتباعهم كما قال سبحانه وهي مدة الكف عن الغتان حتى نأمر بالقتال فاذا نزل بساحتهم الى المراد به نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بساحة يوم فتح مكة اي بئس صباح الذين بالعذاب والصباح عند العرب الغارة التي تكون عند الصبح. سبحان ربك رب العزة عما يصفون. المراد تنزيه تعالى عن كل ماء عن كل ما يصفه به المشرك مما لا يليق بجنابه الشريف وسلام على المرسلين امن لهم وسلامة من المكاره والحمد لله رب العالمين على لسان رسوله سورة صاد فاتحة السورة قد تقدم الكلام على الحروف المقطعة والقرآن للذكر يقسم الله تعالى تنبيها على شرف قدره وعلو هو معنى للذكر انه المشتمل على الذكر الذي فيه بيان كل شيء وقيل معناه ذو الشرف بل الذين كفروا في عزة وشقاق كأنه قال ريب فيه قطعا ولم يكون عدم قبول المشركين له مما يجب الريب فيه بل هم بتكبن ولا جبن وشقاء اي وامتناع عن قبول الحق. فنادوا هو نداء للصلاة منهم عند الاعدام بهم ولا تحينما اليس ذلك الوقت وقت خلاص. وقال الكافرون ساحر كذاب قال لما شهدوا ما جاء به من معجزة خارجة عن قدرة البشر. اجعلنا بهدينا واحدة بعد البصر الله سبحانه ان هذا لشيء عجاء بالغ في العلم الغاية وانما تعجب لانه كان لكل قبيلة اله وكانوا يقولون انما نعبدهم يقربون الى زلفى الى الله والله والله يملكه والله يملكهم فان يغير في هذا وادعوا العذر ممن رفض الالهة المتعددة. وادعوا العجب ممن رفض الالهة المتعددة وانقلب الملأ منه الاشراف فان النبي صلى الله عليه وسلم طلب منهم كلمة يقولون لهم بها العرب والعجم يقولون اجعلنا لهديناه واحدا يريد محمد منا ومن الهتنا ويود تمامه ليعلو علينا ونكون له اتباعا فليتحكم فيها بما يريد. ما سمعنا بهذا في ربي اي بترك اخلاص العبادة له وتوحيده وترك الدعوة المعادية للشرك وتضليل اهله عذاب يوم عظيم وهو يوم القيامة قل الله اعبد اي لا اعبد غيره لا استقلالا ولا على جهة الشرك مخلصا له ديني اي ان تعبدي خالص لله نصرانية محسنا واعظمهم شربا بل هم في شك من ذكرهم القرآن او الوحي بل لما يذوقوا عذاب فاغتروا بطول المهلة ام عندهم خزائن لربك العزيز الوهاب مفادع نعم ربك حتى يعطوا حتى يعطوا نعمة النبوة حتى يعطوا نعمة النبوة لمن يشاؤون. فليرتقوا بالاسلام الطرق التي توصلهم الى السماء حتى يحكموا بما يريدون من اعطاءهم ويدبروا امر العالم بما يشتهون. اي فلا تحزن لعزة وانشقاقهم فان يسؤوا عزهم وهزوا معهم وقد وقع ذلك يوم بدر وفرعون تاب وفرعون ذو الابنية المحكمة ولعل المراد الاهرامات واصحاب الايكة هم قوم شعير اولئك الاحزاب ينصفون القوة والكثرة كقولهم فلان هو الرجل ان كل الا كذب الرسل ايما كل ما كل احد من الاحزاب الا وقع من والرسل بينه وبين احمر ما اعد الله له من عذاب النار الا ان ينفخ في الصور نفخ الا ينفخ في الصورة النفخة الثانية ما بين حلبة اذا جاءت الصحيحة ولا تتوقف مقدار فواغ فواغ ناقة وقيل المراد انهم لا يفيقون منها كما قد يفيق مريض رفيع عليه لا ينفقون منها كما كما قد يفيق المريض ونسيهم عليه الايدي للقوة انه اواب لواب عن كل ما يكرهه الله سبحانه الى ما يحبه ولا يستطيع ذلك الا من كان قويا في دينه قال مقاتل كان داود اذا معه وكان يفقه تسبيح الجبال صباحا ومساء والطير محشورة تسبح الله معه كل تسبح الجبال والطيور وشددنا ملكا وقويناه وثبتناه بنصرف على اعدائه اخواتنا وحكمته النبوة والمعرفة بكل ما ما يحكم به. وفصل الخطاب انفصل بالقضاء وقنه والايجاز بجعل المعنى الكثير في اللفظ القليل بعث الله نزلوه اليه بمحراب اي ليصلي. عن ابن عباس ان داوود رأى امرأته فقدم زوجها في الحرب حتى قتل فما مضت عدتها خطرها داود فغفر الله له وتاب عليه وبعض العلماء ينكر هذه القصة في حق امرأة ويقول لم يكون اختصم بالنعاج حقيقة وهذه هي القصة الحقيقية. يعني هذه القصة اورية هي من قصص الاسرائيلية وتعرفون ان بني اسرائيل حرفوا ما يتعلق في انبيائهم فهم مع الانبياء اما في جفوة واما في غلو. اما ان يعبدوهم واما ان يجافوهم ولا يعطونهم حقهم. فهذه القصة لا تثبت نعم اذ دخلوا على داوود ففزع منهم دخلوا عليه بإذنه ولم يدخلوا من الباب الذي يدخلوا منه الناس في حكمك واهدنا الى الحق واحملنا عليه ثم قال احدهما ان هذا خلاف تسع وتسعون نعجة الانثى من الضالين وقد يقام ببقرة الوحش نعجة ولي نعجة واحدة ابو مايعة وتكون تحت كفالة وتكون تحت كفالته ومن ومن نصيبي وعزني في الخطاب اي غلبني قال لقد ظلمك باسماء نعجتك الى نعاجه صاحب النعال التسع وتسعين ان يضم اليه النعلة الواحدة التي مع صاحبه ولم يكن معه غيرها قال واحدة والظالم وان كثيرا من الخلق وقليل ما هم وقليل هم وظن داوود وانما فتنا وايظا اننا ابتليناهم عند ذلك انه هو المراد. وان مقصودهما به اذ استغل سلطته على صاحبه حتى يتزوج امرأته فاستغفر ربه لذنبه وقرر وعبر بالركوع السجود واناب اي رجع الى الله وان له عندنا لزلفى وحسن ما به زلفى القربى والكرامة بعد المغفرة لذنبه يا داود انا جعلناك خليفة لما قلنا له استخلفناك على الارض لتأمر بالمعروف وتنهى عنهم كيف احكم بين الناس بالحق بالعدل الذي هو حكم الله بين عباده ولا تتبعوا الهوى في الحكم بين عبادك ليضلك عن سبيل الله واطرق طريق الحق او طريق الجنة بما نسوا يوم الحساب بسبب تركهم العمل لذلك السماء والارض ما بينهما باطلا. بل خلقهم الله للدلالة على قدرته ويعمل فيما بطاعته. ذلك ظن الذين كفروا ان هذه الاشياء خلقت لا لغرضي ويقولون انه لا قيامة ولا حساب. ولكن استهزيؤن ان يكون خلق هذه المخلوقات باطلا. وويل للذين كفروا من النار وضمهم الباطل ام نجعل الذين امنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين وعملوا ببرائضه والمعاصي ام نجعل مبتغينك الفجار ايها الا نجعل واتقيان المؤمنين تشغلك بيوم القيامة في معاصي الله سبحانه والمسلمين. فليس ذلك ان فعلناه علاء البعث والحساب والجزاء لكانوا سواء. كتاب انزلناه اليك مبارك اي ان هذا القرآن كتاب انزلناه اليك يا محمد كثيرا بالخير بركة يتدبروا اياته انزلناه ويتدبر والتفكر في معانيه وليتذكر اولو الالباب ليتعظ اهل العقول الراجحة وهب له زي ما نوى ثم مدح سليمان فقال نعم العبد اي سليمان انه اواب والاواب التواب ثم ذكر الله واقعتين من وقائع توبته قال اذ عرض عليه على الصيام انا بالعشي العشي من الظهر او العصر من الظهر او العصر الى اخر النهار الصافنات وجمع صافات الخير فالصافن هو الذي يقف ويجعل على الارض طرف الحافل منها ويقوم على على ثلاث وهي علامة الفراغ الجياد جمع الجواد جواد اذا كان سيد العدو اذا نفس طويل. فقال اني احببت حب الخير عن ذكر ربي اني اثرت حب الخير على ذكر ربي يعني صلاة العصر. حتى توارت بالحجاب يعني حتى غابت الشمس من المراد وحتى دورت الخير في المسابقة عن الاعين فطفق مسحا بالسوق والاعماق اي اخذ يعقرها والقينا على كرسيه جسدا وجسد هو نصف الانسان الذي هو ولدت مراته ثم التوبة من ذنبه قال رب اغفر لي ما صدر عني من الذنب الذي ابتليتني اجره وهب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي لا يكون لاحد من بعدي ان يملك مثله انك انت الوهاب اي فانك عظيم الله بكثيرها فسخرنا له الريح جعلناها منقادة يمري تجري بامره رخاء المعنى انها ريح لينة لا تزعزع ولا تعصف مع قوة هبوطها وسرعتها حيث اصاب المعنى حيث اصاب خيرا وقصده اي فان الريح تحمله اليه وانظر السورة سبأ الاية الثانية عشرة واخرين الاصفار وهم مردة الشر يسخروا له حتى قرنهم بالسلاسل. هذا عطاءنا الذي اعطيناك هو الملك العظيم اي فاعط ما شئت وامنع ما شئت بغير حساب ولما منعت وان له عندنا لزو الفائق قربة في الاخرة وحسن مال وحسن مرجع وهو الجنة فقد قيل انه اعجوب بكثرة. فقد قيل انه اعجب بكثرة ما له. اركض له الارض هذا مغتسل مال وشراب اي فركض فنبعت عن جارية فاغتسل فيها فخرج صحيحا ثم نبعت عينه فشرب منها ماء عذبا باردا ووهبنا له بعد ان مات مضيا جمعهم بعد تفرغهم ومات ومثلهم معهم زادهم فكانوا مثلي ما كانوا من قبل ابتلاءه وخذ بيد الحزمة الكبيرة من الغضبان فجعل الله له هذا مقدم يمينه ثم اثنى الله سبحانه اي يعني البلاء الذي ابتليناه به فانه ابتلي اي انا اخلصناهم بخالصة ذكرى الدار اي خصصناهم من دون اهل زمانهم بتذكرة الاخرة والايمان بها وذلك من شأن الانبياء وانهم عندنا لمن المصطفين المختار المختارين من ابناء جنسهم من الاخيار. والكلام فيه في سورة والكلام فيه في سورة الانعام الاية والثمانين وقد وتقدم ذكره في سورة الانبياء عن ايات الاية الخامسة والثمانين. مفتحة لهم الابواب قيل تفتح لهم تفتح لهم الملائكة الابواب في الجنة يدخلوها مكرمين يدعون فيها يدعون في الجنات حال كونهم متكئين في اعلى المراكب متنوعة من الفواكه وشراب كثير زوجات او قاصرات طق زوجات لهم قاصرات طرفهن على لا ينظرن الى غيرهم هذا الى وهذا كما ذكر وان للطاغين شر ما بين الذين طغوا وتمردوا عن طاعة الله وكذبوا رسله شر انقلب انقلبون اليه فبئس المهاد والمهاد هو الفراش شبه ما تحته من نار جهنم بالمهاد. هذا فليذوقوه حميم ورزاق. الحميم الماء الحر الذي قد تناهى حر وغساق اهل النار فليهد النار حميما وغساقا وانواعا اخرى من عذاب مثل الحميم والغساق. هذا فوج مقتحم معكم اي اذا دخلوا النار قالت الخزنة معك وبالنار يا مرحبا بهم هذا من قول القادة والرؤساء. والمعنى لا كرامة له ولا اخبار من الله سبحانه وان المودة التي كانت بينهم تصير عداوة انهم صانوا النار كما صليناها كما صليناها مستحقون لها كما استحفظناها لكم انتم قدمتموه لنا واوقعتمونا فيه ودعوتونا اليه بما كنتم تقولون بما كنتم تقولون لنا من ان الحق ما انتم عليه وان لم غير صادقين فيما جاءوا به فبئس القرار اي بئس المقر جهنم لنا ولكم. قالوا ربنا من قدم لنا هذا وزده عذابا ضعفا في النار اي عذاب كفر وعذاب دعائه وقالوا ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم للاشرار يعني عمان وخباب وصهيم وبلال وسالم وسلمان. اتخذناهم سخريا في الدنيا وكانوا اهل الكرامة فاخطأنا ام زاغت عنوا الابصار فلم نعلم مكانهم في النار. وقال الحسن كل ذلك قد فعله اتخذوه هم سخريا وزاغت عنهم ابصارهم من النوم للجنة واصوم اهل النار. المعنى ان ذلك الذي حكاه الله عنهم لحق لابد ان يتكلم به. وهو تخاصم النار فيها وما قالته الرؤساء وتتبعونه فهذا امر لا بد ايه؟ انه سيكون لابد انه سيكون يوم القيامة حتما. قل هو نبأ عظيم العقاب وبينته لكم ايهما خبر عظيم ولا تستخفوا به من علم بالملأ الاعلى اذ يختصم اي مكان قبل ان يوحى اليه علم واقتصم فيه الملائكة اذ قال ربك للملائكة اني خالق اجرا من طين. هذه هي خصومة ما يكتب الكرة اجمالا فيما تقدم ذكرنا ذكرها هنا تفصيلا. وبشرهم ادم ذرية وقيل كانت خصومة الملائكة في شأن ميت نستخلف بالارض بشأن من يستخلف في الارض. فاذا سويته صورته عن اصوات البشر صامت مستوية ونفخت فيه من روحي من الروح الذي يملكه ولا يملكه غيره فاجعلوه حيا بعد ان كان جمادا لا حياة فيه. فقعوا له ساجدين وهو هو امر هو امر مسجد تحية لاسجد العبادة فسجد الملائكة فخلقهم فسواهم ونفخ به من روحه فسجد له الملائكة كلهم مجمعون سجدوا اخرهم ما بقي منهم ملك الا سجد الا ابليس كان يرجني لكن كان متصلا بالملائكة داخلا في عدادهم استكبر انف من السجود جهلا منهم بانه طاعة لله وكان استكمال استكمال كفر فلذلك كان من مخالفته لامر الله واستكباره عن طاعته ادم وانا الذي دليت خلقه بيدي من غير واسطة استكبرت ان كنت من العالين المعنى ان استكبرت يعني السجود الان ام لم تزل من القوم الذين يتكبرون عن ذلك ادع فقد شرف الله اداب شرف وكرمه بكرامة. لا يوازينا شيء من شرف العناصر وان عليك لعنتي الى يوم الدين مستمرة له دائمة عليه ما دام في الدنيا ثم في الاخرة ثم في الاخرة يلقى من انواع عذاب الله وعقوبته وسخطهما هو يا يوم يبعثون. ايمهلني ولا تمتني حتى يبعث حتى يبعث هذا حتى يبعث ادم وذريته بعد موتهم قال فانك من المنظرين الى الى يوم الوقت المعلوم انظرهما ولكن لا الى البعث بل الى الصعق لاغوينهم اجمعين اقسم بعزة الله انه سيضل بني ادم بتزيين الشهوات قال معه حتى تنتهي منهم منك ينجزك من شياطين الجن وممن تبعك منهم اجمعين. اي ذرية انفاق والغواية قل ما اسألكم عليه من اجر ما اطلب منكم من من جعل تعطونيه على الدعاء الى الله بالقرآن وغيره من الوحي او ادعوك الى غير ما امر الله بالدعوة اليه والتكلف التصنع. او ما ادعوكم اليه الا موعظة للخلق اجمعين اعلمن ايها الكفار نباه بعد حين اي بعد زمان قيل بعد الموت وقيل من بقي علم ان ذلك لما ظهر امر النبي صلى الله عليه وسلم وعلى ومن مات بعد الموت احسنت. بارك الله فيك. القراءة مع شيخ الاسلام. يعني ولتعلمن نبأه بعد حين فهو يشمل ما سيكون من الايات والمعجزات التي ذكرها الله في القرآن وسيظهر تباعا بحسب الازمنة القادمة. كما في كل زمان يظهر شيء من معجزات هذا القرآن نعم قال رحمه الله تفسير سورة الزمر تنزيل الكتاب اي هذا تنزيل الكتاب وهو القرآن انا انزلنا اليك الكتاب بالحق متلبسا بالحق والمراد ان كل ما فيه حق من اثبات النبوة من اثبات التوحيد والنبوة والمعادن وانواع التكاليف يقول لم ننزله باطلا لغير شيء فاعبد الله مخلصا له الدين. الاخلاص ان يقصد العبد بعمله وجه الله سبحانه ولا يقصد شيئا اخر. والدين عبادة والطاعة ورأسها توحيد الله واعتقاد انه لا شريك له. الا لله الدين الخالص اي التعبد الخالص من شوائب الشرك وغيره هو لله وما سواه من الاديان فليس بدين الله الخالص الذي امر به. والذين اتخذوا من دونه اولياء. تولوا او غيره تعالى وهي الاصنام التي عبدوها من دونه. ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى. كانوا اذا قيل لهم من ربكم وخالقكم اخوكم ومن خلق السماوات والارض وانزل من السماء ماء. قالوا الله فيقال لهم ما معنى عبادتكم للاصنام؟ قالوا ليقربوا الى الله ويشفعوا لنا عنده. ان الله يحكم بينهم اي بين اهل التوحيد وبين الذين لم يخلصوا فيما هم فيه في الذي اختلفوا فيه من الدين بالتوحيد والشرك فان كل طائفة تدعي ان الحق معها ان الله لا يهدي من هو كاذب كفار اي لا يرشد لدينه ولا يوفق للاهتداء الى الحق من هو كاذب في زعمه ان الالهة تقربه الى الله وكفر اتخاذها الهة وجعلها شركاء لله. لو اراد الله ان يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء اه ان يختاروا من جملة خلقه ما يشاء ان يصطفيه فلا يحتاج للولد وايضا لا موجود سواه الا وهو مخلوق له ولا يصح ان يكون المخلوق ولدا للخالق فلم يبق الا ان يصطفيه عبدا. خلق السماوات والارض بالحق اي لم يخلقهما باطلا ومن كان هذا الخلق العظيم خلقه استحال ان يكون له شريك. استحال ان يكون له شريك او صاحبة او ولد يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل. تكوير الليل على النهار تغشيته اياه حتى يذهب ضوءه وتكوير النهار على تغشيته اياه حتى تذهب ظلمته. وسخر الشمس والقمر اي جعلهما منقادين لامره بالطلوع والغروب لمنافع العباد كل يجري لاجل مسمى ان يجري في فلكه الى ان تنصرم الدنيا وذلك يوم القيامة. الا هو العزيز الغفار الغالب الساتر لذنوب خلقه بالمغفرة. خلقكم من نفس واحدة وهي نفس ادم ثم جعل منها زوجها خلقها حواء من ضلع ادم ولم يخلق سبحانه انثى من ضلع رجل غيرها وقد تقدم تفسير هذه الاية مستوفا في في اواخر سورة الاعراف وانزل لكم من الانعام ثمانية ازواج هي ما في قوله من الابل اثنين ومن البقر اثنين ومن الضأن اثنين ومن المعز اثنان راجع سورة الانعام الاية الثالثة والاربعين بعد المئة يخلقكم في بطون امهاتكم خلقا من بعد خلق فتى ثم علقة ثم مضغة ثم عظما ثم لحما. في ظلمات ثلاث ظلمة البطن وظلمة الرحم وظلمة المشيمة اي فلم يمنعن اظلام موضعه ان نحسن خلقه. له الملك الحقيقي في الدنيا والاخرة لا شرك لغيره فيه. فاما تصرف ايس الى اين يصرفكم الشيطان عن عبادته وتنقلبون عنها الى عبادة غيره. ولا يرضى لعباده الكفر لا يحبه ولا يأمره به ولا يأمر به وهو مع ذلك سبحانه يظل من يشاء ويهدي من يشاء وما تشاؤون الا ان يشاء الله. فمشيئته شيء وحب شيء اخر وان تشكروا يرضاه لكم وانما رضي لهم سبحانه الشكر لانه سبب سعادتهم في الدنيا والاخرة تزر وازرة وزر اخرى اي لا تحمل نفس حاملة لاثام ذنب نفس اخرى. ثم الى ربكم مرجعكم يوم القيامة ننبئكم بما كنتم تعملون من خير وشر. انه عليم بذات الصدور. اي بما تغمره القلوب وتستره. فكيف بما تظهره واذا مس الانسان ضر اي يضر كان من مرض او فقر او خوف دعا ربه منيبا اليه اي راجعا اليه مستغيثا في دفع ما نزل به تاركا لما كان يدعوه ويستغيث به من ميت او حي او صنم او غير ذلك. ثم اذا خولناه اي ازال عنه الضر او تخوله ثم اذا خوله نعمة منه اي ازال عنه الضر واعطاه وملكه يقال وخوله الشيء اي ملكه اياه. لا سيما كان اليه من قبل اي نسي الضر الذي كان يدعو الى يدعو الله الى كشفه عنه من قبل ان يخوله ما خوله. وقيل نسي ربه الذي كان ويدعوه ويتضرع اليه وجعل لله اندادا اي شركاء من الاصنام او غيرها جعلها مساوية لله بزعمه يعبدها ليضل عن سبيله ليضل الناس عنه طريق الله التي هي الاسلام والتوحيد. قل تمتع بكفرك قليلا. اي تمتع قليلا او زمنا قليلا فمتاع الدنيا قليل. انك من اصحاب النار اي مصيرك اليها عن قريب. امن هو قانت الليل المعنى اذلك الكافر احسن حالا ومآلا. ام المؤمن بالله الذي هو قائم يصلي لله في ساعات الليل مستمر على ذلك غير مقتصر على دعاء الله سبحانه عند نزول الضرر به. بل يذكر الله ويدعوه وحده في كل في حال ساجدا وقائما في صلاة الليل اي جامعا بين السجود والقيام يحذر الاخرة ويرجو رحمة ربه. فيجمع بين الرجاء خوف وما اجتمعا في قلب رجل الا فاز. قيل وفي الكلام حذف والتقدير اهو كمن لا يفعل شيئا من ذلك. قل قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون المراد العلماء والجهال قل يا عبادي الذين اتقوا قل يا عبادي الذين امنوا اتقوا ربكم المعنى قل لهم قل لهم قولي هذا بعينه للذين احسنوا في هذه الدنيا حسنة وهي الجنة اي او حسنة في الدنيا الصحة والعافية والظفر والغنيمة وارض الله واسعة اي فليهاجر الى حيث يمكنهم طاعة الله والعمل بها والعمل بما امر به والترك لما لما نهي عنه. انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب. اي يوفيهم الله اجرهم في مقابلة صبر بغير حساب اي بما لا يقدر على حصره حاصل. قل اني امرت ان اعبد الله مخلصا له الدين اي امرني الله ان اعبده مع عبادة خالصة من الشرك والرياء وغير ذلك. وامرت لان اكون اول المسلمين اي من هذه الامة وكذلك كان صلى الله وسلم فانه اول من اول من خالف دين ابائه ودعا الى التوحيد. قل اني اخاف ان عصيت غير مشوب بشرك ولا رياء ولا غيرهما. فاعبدوا ما شئتم ان تعبدوه من دونه هذا الامر للتهديد والتقريع والتوبيخ. قل ان ناصرين الذين خسروا انفسهم واهليهم يوم القيامة ان الكاملين في الخسران هم هؤلاء لان من دخل النار فقد خسر نفسه واهله الا ذلك والخسران المبين قد بلغ من العظم الى غاية ليس فوقها غاية لهم من فوقهم ظلل من النار الظلل عبارة عن اطباق النار تلتهب عليهم ومن تحتهم ظلل اي اطباق من النار وسمي ما تحتهم ظللا ظللا وسما ما تحتهم لانها تظلل من من تحتها من اهل النار لان طبقات النار صارت في كل طبقة منها طائفة من طوائف الكفار والذين اجتنبوا الطاغوت ان يعبدوا واعرضوا عن عبادة الاوثان والشيطان وخصوا عبادتهم بالله عز وجل وانابوا الى الله رجعوا واقبلوا على عبادتهم ورضين عما سواه. لهم البشرى بالثواب الجزيل وهو الجنة وهذه البشرى اما السنة الرسل او عند حضور الموت او عند البعث الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه يستمعون القول الحق من كتاب الله وسنة رسوله ويتبعون احسن ما يؤمرون به فيعملون بما فيه وقيل هو الرجل يسمع الحسن والقبيح. فيتحدث يسمع الحسن والقبيح فيتحدث الحسنة وان كفوا عن القبيح فلا يتحدث به. اولئك الذين هداهم الله واولئك هم اولوا الالباب. اي هم الذين نصرهم الله الى الحق وهم اصحاب العقول الصحيحة. افمن حق عليه كلمة الاعذاب كلمة الاعذاب هنا هي قوله تعالى لابليس لاملأنك جهنم منك وممن تبعك منهم اجمعين. ومعنى الاية التسمية لرسول الله صلى الله عليه وسلم لانه كان حريصا على ايمان فاعلمه الله ان من سبق عليه القضاء هو حقت عليه كلمة الله. لا يقدر رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يجعله منا في الدنيا او يأخذ بيده كي يخرجه من النار يوم القيامة. اي فلا داعي لان تذهب نفسك عليهم حسرات. لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف مبنية وذلك لان الجنة درجات. بعضها فوق بعض النبذ يتم بناء المنازل في احكام اساسها وقوة بنائها وان كانت منازل الدنيا ليست بشيء بالنسبة اليها. تجري من تحتها الانهار اي من تحت تلك الغرف. وفي ذلك لبهجتها وزيادة لرونقها المتر ان الله انزل من السماء ماء اي من السحاب مطرا فسلكه ينادي افي الارض اي فادخله واسكنه فيها والينبوع عين الماء. والامكنة التي ينبع منها الماء ثم يخرج به زرعا مختلفا الوانه. ويخرج الماء من الارض ذرعا مختلفا الوانه من اصفر واخضر وابيض واحمر او من بر وشعير وغيرهما اذا كان تراد بالالوان الاصناف ثم يهيج ييبس ويجف. فتراه مصفرا اي تراه بعد خمرته ونضارته وحسن رونقه مصفرا قد ذهبت خضرته ثم يجعله حطاما اي متفتتا متكسرا ان في ذلك لذكرى لاولي الالباب. اي فيما تقدم ذكره موعظة ينتفع بها اهل الصحيحة يعلمون بان الحياة الدنيا حالها كحال هذا الزرع في سرعة التصرم. في سرعة التصرم وقرب التقضي وذهاب بهجتها رؤوا ناقية ونضارتها ولم يبق معهم شك في ان الله قادر على البعث والحشر. افمن شرح الله صدره للاسلام يوسع الله صبره للاسلام فقبله واهتدى بهديه. فهو بسبب ذلك الشرح على نور من ربه يفيض عليه. اهو كمن قسى قلبه لسوء اختياره فصار في ظلمات الضلالة وبالياء وبليات الجهالة. فويل للقاسية قلوب من ذكر الله وهم كل من غلظ قلبه وجفا عن قبول ذكر الله الذي حقه ان تنشرح له الصدور. الله نزل احسن الحديث القرآن حديثا لان النبي صلى الله عليه وسلم كان يحدث به قومه ويخبرهم بما ينزل عليه بما ينزل عليه منه وهو احسن الاحاديث لما فيه من البركات كتابا متشابها يشبه بعضه بعضا في الحسن والاحكام وصحة المعاني وقوة المباني وبلوغه الى وبلوغه الى اعلى درجات البلاغة مثاني اي تثنى فيه القصص وتتكرر فيه المواعظ والاحكام. ويثنى في التلاوة فلا يمل سماء سامعه ولا يسأم قارئه تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم يقال اقشعر جلده اذا انقبض وتجمع من الخوف او البرد قال الزجاج اذا ذكرت ايات العذاب اقشعرت اذا ذكرت ايات العذاب اقشعر جنود جنود جنود الخائفين ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله. اي الى ذكر رحمتي وثوابه وجنته قال قتادة رحمه الله هذا نعت اولياء الله نعتهم بانها تقشعر جنودهم ثم تطمئن قلوبهم الى ذكر الله ولم ينعتهم بذهاب عقولهم والغشيان عليهم انما ذلك في اهل البدع وهو من الشيطان. يعني لما يفعله بعض المتصوفة من انهم يذكرون الله باذكار مبتدعة او مبتدعة ثم يصرعون ان هذا من الشيطان. واما حال المؤمنين فهو كما قال الله ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله. نعم وكمن هو امن لا يعتريه شيء من ذلك ولا يحتاج الى الاتقاء بل هو سالم من كل سوء. مطمئن في جنة الله ونعيمها ورضوانها الله تعالى وقيل للظالمين ذوق ما كنتم تكسبون. كذب الذين من قبلهم اي من قبل الكفار المعاصرين لنبينا وصلى الله عليه وسلم كذبوا رسلهم فاتاهم العذاب من حيث لا يشعرون اي من جهة لا يحتسبون اتيان العذاب منها وذلك عند امنهم وغفلتهم فاذى قوم الله الخزي اي الذل والهوان في الحياة الدنيا بالمسخ بالمسخ والخسف والقتل والاسر وغير ذلك. والعذاب اكبر لكونه في غاية الشدة مع دوامه. لو كانوا يعلمون اي لو كانوا ممن يعلم ويتفكر ويعمل بمقتضى علمه من كل مثل اي من كل مثل يحتاجون اليه في امر دينهم لعلهم يتذكرون يتعظون فيعتذرون. قرآنا عربيا اي بلسان عربي مبين غير لعوج لا اختلاف فيه بوجه من الوجوه ولا تضاد ولا شك. ولا لبس فيه وقيل غير ذي ذي لحن. واللحن الخطأ من حيث اللغة رجلا فيه شركاء متشاكسون اي ضرب للمشرك الذي يعبد اكثر من اله رجلا اي عبدا مملوكا يملكه عدد من الرجال مختلفون في ما بينهم متشاكسون اي متعاصرون ورجلا سلما ورجلا سلما لرجل اي وضرب للموحد مثلا عبدا لرجل واحد يملكه ملكا خالصة لا شريك له فيها هل يستويان مثلا؟ المعنى هل هذا الذي يخدم جماعة جماعة شركاء اخلاقهم مختلفة ونياتهم متباينة يستخدمه كل واحد منهم غير غير راض بخدمته. هل يستوي هو والذي يخدم واحدا ينازعه غيره اذا اطاعه رضي عنه واذا عصاه عفا عنه فان بين هذين من الاختلاف الظاهر الواضح ما لا يقدر ما لا يقدر ان يتفوه ان يتفوه باستوائهما فهذا مثل من يعبد الله وحده ومثل من يعبد الهة متعددة انك ميت وانهم ميتون. نعيت الى النبي صلى الله عليه وسلم نفسه ونعيت اليهم انفسهم. ففي الاية الاعلام للصحابة بانه يموت فقد كان بعضهم يعتقد انه لا يموت. وفيها حث لكفار قريش قريش على انتهاز الفرصة والنصاة والمسارعة الى الايمان والاخذ عن النبي صلى الله عليه وسلم. لان اقامته فيهم قليلة وليس خالدا بينهم يوم القيامة عند ربكم تختصمون. اي انك تخاصمهم يا نبينا وتحتج عليهم بانك قد بلغتهم وانذرتهم وهم قاسمونك او يخاصم المؤمن الكافر والظالم المظلوم فمن اظلم ممن كذب على الله. اي لا احد اظلم من كذب على الله فزعم ان له او شريكا او صاحبا وكذب بالصدق اذ اذ جاءه. وهو ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من دعاء الناس الى التوحيد وامرهم القيام بفرائض الشرع بالشرع ونهيه عن محرماته واخبارهم بالبعث والنشور اليس في جهنم مثوى للكافرين المثوى ومكان الاقامة والسكنى والذي جاء بالصدق وهو عبارة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصدق به عبارة عن من تاب اولئك هم المتقون وقيل الذي جاء بالصدق ورسول الله صلى الله عليه وسلم والذي صدق به ابو بكر رضي الله عنه. وقيل ان ذلك في كل لمن دعا الى توحيد الله وارشد الى ما شرعه لعباده. لهم ما يشاؤون عند ربهم من رفع الدرجات ودفع المضرة المضرات وتكفير السيئات ونزل الجنات ذلك جزاء المحسنين الذين احسنوا في اعمالهم وقد ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال الاحسان ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك. ليكفر الله عنه ما سوى الذي عمله واذا غفر لهم ما هو الاسوأ من اعمالهم غفر لهم ما دونه بطريقة الاولى. ويجزيهم اجرهم باحسن الذي كانوا يعملون. يجزيهم بالمحاسن من اعمالهم ولا يجزيهم من مزاوي اليس الله بكاف عبده المراد النبي صلى الله عليه وسلم ويخوفونك بالذين من دونه. اي فلا تخف مما به من الهتهم وجنودها فان الله قادر على ان يحميك مما يضرك وليس عند الهتهم نفع ولا ضرر ومن يضلل الله فما له من هاد. اي من حق عليه القضاء بضلاله فما له من هاد ليهديه الى الرشد ويخرج صبوه عليه من عذابه وينزله به من سوط عقابه. ولئن انزلتم من خلق السماوات والارض ليقولن الله ذكر سبحانه خراثهم اذا سئلوا عن الخالق بانه هو الله سبحانه وعبادتهم الاوثان. فكيف استحسنت عقولهم عبادة غير خالق الكل وتشريف مخلوق مع خالقه في العبادة. قل افرأيتم ما تدعون من دون الله ان ارادني الله بضر هل كاشف هل تقدر على كشف ما اراد الله به من الشدة او ارادني برحمة هل هن ممسكات رحمته؟ اعني بحيث لا الي والرحمة النعمة والرخاء. قل حسبي الله اي هو يكفيني في جميع اموري في جلب النفع ودفع الضر علي يتوكل المتوكلون اي لا على غيره يعتمد المعتمدون. قل يا قومي اعملوا على مكانتكم اي على حالتكم التي انتم عليها اني عامل اي على حالتي التي انا عليها فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه. اي يهينه ويذله في الدنيا بعد افتخاره اكباره في ظهر عند ذلك انه المبطل وخصمه المحق. ويحل ويحل عليه عذاب مقيم. اي دائم مستمر في دار الاخرة وهو عذاب النار. انا انزلنا عليك الكتاب للناس اي لاجلهم ولبيان ما كلفوا به فمن اهتدى عن طريق الحق وسلكها فلنفسه ومن ضل عنها فانما يضل عليها اي على نفسه فضرر ذلك عليه لا يتعدى الى غيره. وما انت عليهم وكيل اي لست بمكلف بهدايتهم ولا بمخاطب بها. بل عليك البلاغ وقد فعلت وهذه الاية منسوخة باية السيف. فقد امر الله رسوله صلى الله عليه وسلم بعد هذا ان يقاتلهم حتى يقولوا لا اله الا الله ويعملوا باحكام الاسلام. الله يتوفى الانفس حين موتها يقبضها عند اجلها ويخرجها من الابدان والتي لم تمت في منامها ويتوفى النفس التي لم تمت اي لم يحضر اجلها يتوفاها في منامها. فيمسك التي قضى عليه الموت ولا يردها الى الجسد التي كانت فيه. ويرسم الاخرى وهي النائمة بان يعيد عليها احساسها وقد اختلف العقلاء في النفس والروح هل هما شيء او شيئان ان في ذلك التوفي والامساك والارسال للنفوس لايات عجيبة بديعة دالة على القدرة باهرة لقوم يتفكرون في ذلك ويتدبرون ويستدلون به على توحيد الله وكمال قدرته. فان في هذا التوفي والامساك والارسال عظة للمتعظين وتذكرة للمتذكرين. اخرج البخاري ومسلم في من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم اذا اذا اوى احدكم الى فراشه فلينفضه بداخلة ازاره فانه لا يدري ما خالف فهو عليه ثم ليقل باسمك ربي وضعت جنبي وباسمك ارفعه ان امسكت نفسي فارحم وان ارسلتها فاحفظها بما تحفظه عبادك الصالحين. ام اتخذوا من دون الله شفعاء اي بل هل اتخذوا من دون الله الهة دعاء تشفع لهم عند الله؟ قل او لو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون. اي كيف تتخذونهم شفعاء لكم عند الله وهم لا يملكون شفاعة ولا غيرها حتى وهم لا يعقلون شيئا من شفاعة او غيرها بل ولا ينقلون شيئا من الاشياء لانهم جمادات لا عقل لها قل لله الشفاعة جميعا فليس لاحد منها شيء الا ان يكون الشافع مما من يرضاه الله والمشفوع له ممن يأذن الله بالشفاعة له واذا ذكر الله وحده اشمزت قلوب الذين لا يؤمنون بالاخرة اذا قيل لهم لا اله الا الله انقبضوا ونثروا. ثم ذكر سبحانه حسني بشارهم بذكر اصنامهم فقال واذا ذكر الذين من دونه وهم الالهة المزعومة كالات والعزى اذا هم يستبشرون ان يفرحون بذلك ينتهجون به انت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون تجازي المحسنين باحسان وتعاقب المسيء بساءته. فانه بذلك يظهر من هو المحق ومن هو المبطل؟ ويرتفع عنده خلاف المختلفين وتخاصم المتخاصمين اخرج مسلم وابو داوود عن عائشة رضي الله عنها كان صلى الله قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا قام من الليل افتتح صلاته اللهم رب جبريل وميكائيل واسرافيل فاطر السماوات والارض عالم الغيب والشهادة انت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون. اهدني لما اختلف فيه من الحق باذنك انك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم. ولو ان للذين ظلموا ما في الارض جميعا اي جميع ما في الدنيا من الاموال والذخائر ومثله معه اي منضم من الي لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة اي من سوء عذاب الله تعالى لهم جزاء ظلمهم ذلك اليوم. وبذلهم من والله ما لم يكونوا يحتسبون اي ظهر لهم من عقوبات الله وسخطه وشدة عذابه ما لم يكن في حسابهم. وقال مجاهد رحمه الله عملوا اعمالا توهموا انها حسنات. فاذا هي سيئات وبدلهم سيئات ما كسبوا. اي مساوئ اعمالهم من الشرك وظلم اولياء الله وحق مما كانوا يستهزئون من الانذار الذي كان ينذرهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم فاذا مس الانسان ضر دعانا شأن لانه اذا مسه ضر من مرض او فقر او غيرهما دعا الله وتضرع اليه في في رفعه ودفعه. ثم اذا خولناه نعمة مما اي اعطيناه نعمة من عندنا قال انما اوتيته على علم. اي على علم مني بوجوه المكاسب او على خير او على خير عندي. او على من الله بفضله بل هي فتنة اي ليس ذلك الذي اعطيناك لما ذكرت. بل هو محنة لك واختبار لحالك اتشكر ام تكفر ولكن اكثرهم لا يعلمون ان ذلك استدراج لهم من الله وامتحان لما عندهم من الشكر او الكفر. ولذلك يخوضون في نعم الله بالباطل دون مراقب قادة للمنعم بها قد قالها الذين من قبلهم اي قال هذه الكلمة وهي قولهم انما اوتيته على علم الذي من هي عبارة عن تصريفهما وتدبير الامور فيهما لا يفتات عليه احد فيهما. قل افغير الله تأمروني اعبدوا ايها الجاهلون امره الله امره الله سبحانه يقول هذا للكفار لما دعوه الى ما هم عليه من عبادة الاصنام وقالوا هو دين قبلهم كقارون وغيره فما اغنى عن ما كانوا يكسبون لم يغني عنهم ما كسبوا من من متاع الدنيا شيئا فاصابهم سيئة ما كسبوا. اي جزاء سيئات كسبهم وان والذين ظلموا من هؤلاء الموجودين من الكفار سيصيبهم سيئات ما كسبوا. كما اصاب من قبلهم من القحط والقتل والاسر والقهر وما هم وجزين اي بفائتين على الله بل مرجعهم اليه. يصنع بهم ما شاء من العقوبة. اولم يعلموا ان الله يبسط الرزق لمن يشاء ان يوسع الرزق لمن يشاء ان يوسعه له. ويقدر ان يقبضه لمن يشاء ان يقبضه ويضيقه عليهن في ذلك لايات لدلال لا دلالات عظيمة وعلامات جليلة لقوم يؤمنون قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم المراد بالاسراف في المعاصي والاستكثار منها لا تقنطوا اي لا تيأسوا من رحمة الله. اي من مغفرتي وهذه الاية ارجى اية في كتاب الله لاشتمالها على اعظم بشارة فانه اولا اضاف العبادة الى نفسه بقصد تشريفهم ومزيد تبشيرهم ثم وصفهم بالاسراف في المعاصي والاستكثار من الذنوب ثم عقب ذلك بالنهي عن القنوط من الرحمة لهؤلاء المستكثرين من الذنوب فالنهي عن القنوط للمذنبين غير المسرفين من باب اولى وبفحوى الخطاب ثم جاء بما لا يبقى بعده شك فقال ان الله يغفر الذنوب يغفر كل ذنب كائنا ما كان ان شاء الا الشرك الذي لم يتب منه صاحبه لقوله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. ثم ما اكد ذلك بقوله جميعا فيا لها من بشارة ترتاح لها قلوب المؤمنين المحسنين. انه هو الغفور الرحيم اي كثير المغفرة والرحمة عظيمهما بليغهما واسعهما فمن ظن ان تقنيط عباد الله وتيئيسهم وتيئيسهم الرحمة اولى بهم فما مما بشرهم الله به كما يفعله كثير من الوعاظ فقد ركب اعظم الشطط وغلط اقبح الغلط وانيبوا ربكم واسلموا له لما بشرهم سبحانه بانه يغفر الذنوب جميعا امرهم بالرجوع اليه بفعل الطاعات واجتناب المعاصي والاستسلام لامره والخضوع لحكمه من قبل ان يأتيكم العذاب واي عذاب الدنيا والاخرة واتبعوا احسن ما انزل اليكم من ربكم يعني القرآن احلوا حلاله وحرموا حرام والتزموا طاعته واجتنبوا معاصيه. والقرآن كله حسن. وقيل المراد باحسنه المحكمات دون المتشابهات. وقيل العفو الانتقام بما يحق فيه الانتقام. فالانتقام جائز والعفو جائز والاية تحث على العفو وكذلك كل امر فيه فاضل وافضل منه من عبادة وغيرها من قبل ان يأتيكم العذاب بغتة وانتم لا تشعرون اي من قبل ان يفاجئكم العذاب وانتم غافلون عنه لا تشعرون به. وقيل اراد ان انهم يموتون بغتة فيقعون في العذاب. ان تقول نفس يا حسرة على ما فرطت في جنب الله. اي حذرا ان ان تقول النفس الكافرة يا حسرتاه على ما قصرت في طاعة الله. وما فرطت في الايمان بالله وبالقرآن والعمل به. وقال الفراء اي في قرب الله جواره وان كنت لمن الساخرين المستهزئين بدين الله في الدنيا لم يكفه ان يضيع طاعة الله حتى سخر منها. لم يكفه ضيع طاعة الله حتى سخر من اهلها. او تقول لو ان الله هداني لكنت من المتقين. اي لو ان الله ارشدني الى دينه لكنت بمن يتقي الشرك والمعاصي. او تقول حين ترى العذاب لو ان لي كرة اي رجعة الى الدنيا فاكون من المحسنين المؤمنين بالله الموحدين له. المحسنين في اعمالهم بلى قد جاءتك اية فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين. المراد بالايات التنزيلية المراد الايات التنزيلية وهي القرآن اي وقد كنت تمكنا من التصديق والمتابعة فلماذا لم فلماذا تطلب الرجعات الى الدنيا الان؟ ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله حين ادعوا بان له شركاء وصاحبة وولدا وجوههم مسودة لما احاط بهم من العذاب وشاهدوه من غضب الله ونقمته. اليس في جهنم مثوى للمتكبرين اي ان في جهنم مسكنا ومقاما للمتكبرين عن طاعة الله والكبر. والكبر هو بطر الحق وغمط الناس كما ثبت في الحديث صحيح وينجي الله الذين اتقوا اتقوا الشرك ومعاصي الله مفازتهم ينجيهم الله ينجيهم الله بفوزهم. اي بنجاتهم من النار اوزيهم بالجنة لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون. اي ينفي السوء والحزن عنهم. الله خالق كل شيء من الاشياء الموجودة في الدنيا والاخرة كائنا ما كان من غير فرق بين شيء وشيء وهو على كل شيء قدير قدير فهو على كل شيء وكيل فهو القائم بحفظها وتدبيرها من غير مشارك له مقاليد السماوات والارض وهي مفاتيح السماوات والارض والرزق والرحمة. اي وهي عبارة عن اي ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك اي من الرسل اي من الرسل قيل لكل واحد منهم لئن اشركت ليحبطن عملك لتكونن من الخاسرين والشرك اذا كان موجبا لاحباط عمل الانبياء على الفرض والتقدير فهو محبط لعمل غيره ممن ومحبط لعمل غيرهم من اممهم بطريق الاولى بل الله فاعبد اي اعبده وحده ولا تعبد معه احدا سواه. وكن من الشاكرين الالهي المثنين على الله بنعمه وما قدروا الله حق قدره. اي ما عظموه حق تعظيمه. والارض جميعا قبضت يوم القيامة ان يقبضوا يقبض عليها بيده. والسماوات مطويات بيمينه. اخرج البخاري ومسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يقبض الله الارض يوم القيامة ويطوي السماء يمينه ثم يقول انا الملك اين ملوك الارض؟ ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الارض هذه هي النفخة الاولى والصور هو القرن الذي ينفخ ينفخ فيه اسرافيل فيموت من الفزع وشدة الصوت اهل السماوات والارض. والصعق الموت في الحال الا من شاء الله قيل المستثنى المستثنى هو اسرافيل ثم يموت بعد ذلك ثم نفخ فيه اخرى اي نفخة اخرى فاذا هم قيام ينظرون. يعني الخلق كلهم قيام على ارجلهم يوم ينتظرون ما يقال لهم او ينظرون في ذلك باعينهم. واشرقت الارض بنور ربها فان الله نور السماوات والارض وقيل المعنى ان الارض اضاءت وانارت بما اقامه. بما اقامه الله من العدل بين اهلها وما قضى به من الحق بين عباده. ووضع الكتاب به ووضع الكتاب يعني الكتب والصحف التي فيها اعمال بني ادم فاخذ بيمينه واخذ بشماله ووضع ووضعت للحساب. وجيء للنبيين اي جيء بهم الى الموقف فسئلوا عما اجابتهم به اممهم والشهداء الذين يشهدون على الامم من امة محمد صلى الله عليه وسلم او الشهداء الذين استشهدوا استشهدوا في سبيل الله فيشهدون يوم القيامة بالبلاغ على من بلغوهم فكذب فكذب بالحق قضي بينهم بالحق اي قضي بين العباد بالعدل والصدق. وهم لا يظلمون لا لا ينقصون من ثوابهم ولا يزاد على ما يستحقونه من عقابهم وجزاء اقوم على قدر اعمالهم ووفيت كل نفس ما عملت من خير وشر وهو اي الله اعلم بما يفعلون في الدنيا لا يحتاج الى كاتب ولا حاسب ولا شاهد وانما وضع وضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء لتكميل الحجة وقطع المعذرة. وسيق الذين كفروا الى جهنم اي سيق الكافرون الى النار جماعات متفرقة بعضها يتلو بعضا لكل جماعة قائد هو رأسهم في الكفر وداعيتهم اليه حتى اذا جاء وفتحت ابوابها ليدخلوها وهي سبعة ابواب وقال لهم خزنتها من الملائكة حفظة النار والقائمين عليها. الم يأتكم رسل من منكم اي من انفسكم يتلون عليكم ايات ربكم التي انزلها التي انزلها عليهم. وينذرونكم لقاء يومكم هذا لا يخوفونكم لقاء هذا اليوم الذي صرتم فيه؟ قالوا بلى. اي قد اتتنا الرسل بايات الله وانذرونا ما ما سنلقاه ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين فلما اعترفوا هذا الاعتراف قيل لهم ادخلوا ابواب جهنم التي فتحت لكم لتدخلوها خالدين فيها مقدارا لكم فيها من قبل الله من من قبل الله الخلود. مقدرة. لتدخلوها احسن الله اليكم. خالدين فيها مقدرا لكم فيها من قبل الله الخلود. فبئس مثوى المتكبرين اي بئس المثوى لهم اي المسكن الدائم جهنم. وسيق الذين اتقوا ربهم الى الجنة زمرا اي ساقتهم الملائكة سوق اعزاز وتشريف وتكريم. حتى اذا جاءوها وفتحت ابوابها لاستقبالهم قال له خذلته وسلام عليكم اي سلامة لكم من كل افة. طبتم في الدنيا فلم تتدنسوا بالشرك والمعاصي فادخلوها اي ادخلوا الجنة خالدين. لا حقكم موت فيها ولا فناء. وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده بالبعث والثواب بالبعث والثواب بالجنة واورثنا الارض اي ارض الجنة كأنها صارت من غيرهم اليهم. فملكوها وتصرفوا فيها فيرث اهل الجنة عن اهل النار مقاعدهم في الجنة سؤال النار عن اهل الجنة مقاعدهم في النار نتبوأ من الجنة حيث نشاء اي نتخذ فيها من المنازل ما نشاء حيث دون شاء فنعم اجر العاملين اي فنعم اجر العاملين الجنة. وترى الملائكة حافين من حول العرش اي محيطين محدقين به. يسبحون بحمد ربهم حال كونهم مسبحين. مسبحين لله تسبيحا ملتبسا بحمده رضي بينهم بالحق اي بين العباد بادخال بعضهم الجنة وبعضهم النار. وقيل قضي وقيل المعنى قضي بين النبيين الذين جيء بهم مع الشهداء وبين اممهم بالحق. وقيل الحمدلله رب العالمين القائلون هم المؤمنون حمدوا الله على قضائه بينه وبين اهل النار الحق. وقيل القائلون هم الملائكة حمدوا الله تعالى على عدله في الحكم. وقضائه بين عباده بالحق وعلى اتمامه بادخال اهل الجنة في منازلهم واهل النار في منازلهم. جعلنا الله واياكم من اهل الجنة. نكتفي بهذا القدر وصلى الله الله على نبينا محمد احسنت بارك الله فيك. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك