نعم فان البرد عدو سريع دخوله بعيد خروجه وانما كان يكتب بذلك عمر من اهل الشام لما فتحت في زمنه فكان يخشى على من بها من الصحابة وغيره ممن لم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ولاه وبعد فلا زلنا في المجلس الاخير من مجالس لطائف المعارف حيث كنا قد وقفنا على قوله فيما يتعلق السنة الشمسية التي فيها الحديث عن الصيف والشتاء والربيع قد لا زلنا في حديث عن الصيف قال رحمه الله ومما يضاعف ثوابه بشدة واما يضاعف ثوابه في شدة الحر من الطاعات ذكر بعض الطاعات التي ينبغي استغلالها في الحر فنبدأ على بركة الله الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اما بعد فاللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى قال المؤلف رحمه الله مما يضاعف ثوابه في شدة الحر من الطاعات الصيام. لما فيه من ظمأ الهواجر ولهذا كان معاذ بن جبل رضي الله عنه يتأسف على عند موته على ما يفوته من ظمأ الهوادر وكذلك غيره من السلف وروي عن ابي بكر الصديق رضي الله عنه انه كان يصوم في الصيف ويفطر في الشتاء. وصى عمر رضي الله عنه عند موته ابنه عبدالله فقال له عليك بخصال الايمان واسمى اولها الصوم في شدة وسمى اولها الصوم في شدة الحر في الصيف قال القاسم بن محمد كانت عائشة رضي الله عنها تصوم في الحر الشديد. قيل له ما حملها على ذلك؟ قالت كانت قال كانت تبادر الموت تبادر الموت يعني تسابق الاجل قد يقول قائل هل الصوم في شدة الحر اعظم اجرا؟ الجواب نعم لان الاجر يعظم بقدر المشقة المقصود بالمشقة المشقة التي تكون خارجة عن ارادة المكلف اما المشقة التي تصاحب العبادة من جهة المكلف فانها غير مقصودة ولا عليها اجر الهجر العبادة التي تكون خارجة عن ارادة المكلف. مثال ذلك الوضوء مثلا في حر الصيف. واسباغه كما سيأتي. ومثاله والصوم في ايام الحر في الصيف نعم قال رحمه الله وكان مجمع التيمي يصوم في الصيف حتى يسقط كانت بعض الصالحات تتوخى شدة تتوخى اشد الايام حرا فتصومه. فيقال لها في ذلك فتقول ان الشعر اذا رخص اشتراه كل احد تشير الى انها لا تؤثر الا العمل الذي لا يقدر عليه الا قليل من الناس لشدته عليهم وهذا من علو الهمة وهذا له اصل فان النبي صلى الله عليه وسلم قال عن شهر آآ شعبان قال ذاك شهر يغفل عنه الناس تأملوا انه احب الصوم لان الناس غافلون عنه فالعبادة في وقت الغفلات ها لها مكانة عند رب البرية العبادة في وقت الغفلات لها مكانة عند رب البريات. نعم كان ابو موسى الاشعري في سفينة فسمع هاتفا يهتف يا اهل المركب قفوا يقولها ثلاثا فقال ابو موسى يا هذا كيف نقف؟ اما ترى ما نحن فيه؟ كيف تطيع وقوفا فقال الهاتف الا اخبركم بقضاء قضاه الله على نفسه؟ قال بلى اخبرنا. قال فان الله قضى على نفسه انه من عطش نفسه لله في في يوم حار كان حقا على الله ان يرويه من يوم القيامة. فكان ابو موسى يتوخى ذلك اليوم الحار الشديد الحر الذي يكاد الانسان سلخ منه فيصومه. قال كعب ان الله تعالى قال لموسى عليه السلام اني اليت على نفسه انه من عطش نفسه ريئا او ان ارويه يوم قيامة وقال غيره مكتوب في التوراة طوبى لمن جوع نفسه ليوم لشبع الاكبر طوبى لمن عطش نفسه ليوم الري الاكبر. قال الحسن تقول الحو تقول الحوراء لولي الله وهو متكئ معها على نهر الخمر في الجنة تعاطيه كأسا في انعم عيشة اتدري اي يوم جوجني الله انه نظر اي يوم زوجنيك الله انه نظر اليك في يوم صائف بعيد ما بين الطرفين وانت في ظمأ هاجرة من جهد من جهد العطش فباهى بك الملائكة وقال انظروا الى عبدي ترك زوجته ولذته وطعامه وشرابه من اجلي رغبة فيما عندي اشهدوا اني قد غفرت له. فغفر لك يومئذ وزوجنيك لما سار عامر بن عبد قيس من البصرة الى الشام كان معاوية رضي الله عنه يسأله ان يرفع اليه حوائجه فيأبى فلما اكثر عليه قال حاجتي ان ترد علي من حر البصرة. لعل الصوم ان يشتد علي شيئا فانه يخف علي في بلادكم نزل الحجاج في بعض اسفاره بماء بين مكة والمدينة فدعا بغدائه ورأى اعرابيا فدعاه الى الغداء معه. فقال له دعاني من هو خير منك فاجبته قال ومن هو؟ قال الله تعالى دعاني الى الصيام فصمت. قال في هذا الحر الشديد؟ قال نعم. صمت ليوم هو اشد منه حرا قال فافطر قال فافطر وصم غدا. قال ان ضمنت لي البقاء الى الغد افطرت قال ليس ذلك اليك. قال فكيف تسألني عاجلا بآجل لا تقدر عليه خرج ابن عمر في سفر معه اصحابه فوضعوا سفرة لهم فمر بهم راع فدعوه الى ان يأكلوا معه الى ان يأكلوا معهم قال اني صائم فقال ابن عمر في مثل هذا اليوم الشديد حره وانت بين هذه الشعاب في اثار هذه الغنم وانت صائم؟ فقال ابادر ايامي هذه الخالية فعجب منه ابن عمر فقال له هل لك ان تبيعنا شاة من غنمك ونطعمك من لحمها ما نفطر ما نفطر عليه ونعطيك ثمنها قال انها ليست لي انها لمولاي. قال فما عسيت ان اقول لك مولاك ان قلت اكلها الذئب. فما ظى الراعي وهو اصبعه الى السماء وهو يقول فاين الله؟ فلم يزل ابن عمر يردد كلمته هذه فلما قدم المدينة بعث الى سيد الراعي فاشترى منه الراعي والغنم فاعتق الراعي ووهب له الغنم نزل روح بن زنباع منزلا بين مكة والمدينة في حر شديد فانفض فانقض عليه راع من جبل فقال له يا راعي هلم الى الغداء قال اني صائم. قال افتصوم في هذا الحر؟ قال دعوا افأدع ايامي تذهب باطلة؟ فقال روح لقد ظننت بايامك يا راعي اذ جاء بها روح ابن زنباع كان ابن عمر يصوم تطوعا فيغشى عليه فلا يفطر وكان فلا يفطر وكان الامام احمد يصوم حتى يكاد يغمى عليه فيمسح على وجهه الماء وسئل عمن يصوم فيشتد عليه الحر قال لا بأس ان يبل ثوبا يتبرد به فيصب عليه الماء وهو صائم كان النبي صلى الله عليه وسلم بالعرج يصب على رأسه الماء وهو صائم. وكان ابو الدرداء يقول صوموا يوما اشديدا حره لحر لحر يوم النشور وصلوا ركعتين في ظلمة الليل ظلمة القبور. وفي الصحيحين عن ابي الدرداء رضي الله عنه انه قال قد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض اسفاره في اليوم الحادي الشديد الحر وان الرجل يضع يده على رأسه من شدة الحر وما في القوم احد صائم الا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبدالله بن رواحة. وفي رواية ان ذلك كان في شهر رمضان لما صبر الصائمون لله جل وعلا في الحر على شدة العطش والظمأ افرد لهم بابا افرد لهم بابا من ابواب الجنة وهو باب الريان من دخل وشرب ومن شرب لم لا يظمأ لم يظمأ بعدها ابدا. فاذا دخلوا اغلق على اغلق على من بعدهم فلا يدخل منه غيرهم. وقد تحدث احيانا حوادث غير معتادة تذكر بالنار كالصواعق والريح الحارة المحرقة للزرع قال الله تعالى ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء. وقد روي ان الصواعق قطعة قطعة من نار تطير في وقد روي ان الصواعق قطعة من نار تطير من في الملك الذي يزجر السحاب عند اشتداد غضبه. قال الله تعالى فاصابها اعصار فيه نار فاحترقت والإعصار الريح الشديدة العاصف التي فيها نار والسر الريح الشديدة البرد وقد عذب الله تعالى قوم شعيب بالظلة وروي انه اصابهم حر اخذ بانفاسهم فخرج من البيوت الى الصحراء فاظلتهم سحابة فوجدوا لها بردا فاجتمعوا تحتها كلهم فامطرت عليهم نارا فاحترقوا كلهم فكل هذه العقوبات بسبب المعاصي وهي من مقدمات عقوبات جهنم انما المؤذجها ومما يدل على الجنة والنار ايضا ما يعجله الله في الدنيا لاهل طاعته واهل معصيته فان الله تعالى يعجل لاوليائه واهل طاعته من الملكة ذهبت للمعرفة وعن مجاهد نحوه وعن حصين انه قال بلغني ان ملك الموت الميت الملك او الملك اذا عاين الميت الملك ذهبت المعرفة لانه صار مشاهد خلاص فالان لا ينفع التوبة ولا ينفع الندم. نعم نفحات نعيم الجنة وروحها ما يجدونه ويشهدونه بقلوبهم مما لا تحيط به عبارة ولا تحصره اشارة حتى قال بعضهم انه لتمر اوقات اقول ان كان اهل الجنة في مثل هذا ان كان اهل الجنة في مثل ما انا فيه فانهم في عيش طيب. قال ابو سليمان اهل الليل في ليلهم الذ من اهل الله و في لهوهم. وقال بعضهم الرضا باب الله الاعظم وجنة الدنيا ومستراح العابدين قال الله تعالى من عمل صالحا من عمل صالحا فلنفسه. من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة. وقال الحسن يرزقه طاعة يجد لذتها في قلبه. اهل التقوى في نعيم حيث كانوا في الدنيا وفي البرزخ وفي الاخرة العيش عيشهم والملك ملكهم ما الناس الا هم بانوا او اقتربوا واما اهل المعاصي والاعراض عن الله فان الله يعجل لهم في الدنيا من انموذج عقوبات جهنم ما يعرف ايضا بالتجربة والذوق فلا تسأل عما هم فيه من ضيق الصدر وحرجه ونكده وعما يعجل لهم من عقوبات المعاصي في الدنيا ولو بعد حين من زمن العصيان وهذا من نفحات الجحيم المعجلة لهم ثم ينتقلون بعد هذه الدار الى الى اشد من ذلك واضيق ولذلك يضيق على احدهم قبره حتى تختلف فيه اضلاعه ويفتح له باب الى النار فيأتيه من سمومها. قال الله تعالى من اعرض عن ذكري فان ان له معيشة ضنكا. وورد في الحديث المرفوع تفسيرها بعذاب القبر. ثم بعد ذلك يصيرون الى جهنم وضيقها. قال الله تعالى واذا القوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا. لا تدعوا اليوم ثبورا واحدة. وادعوا ثبورا كثيرا. وما ايضا في الدنيا على وجود النار ويذكر بها الحمى التي تصيب بني ادم. وهي نار باطنة فمنها نفحة من نفحات سموم جهنم. ومنها نفحة من نفحات جمهريرها وقد روي في حديث خرجه الامام احمد ابن ماجة انها حظ المؤمن من النار. والمراد ان الحمى تكفر ذنوب المؤمن وتنقيه منها كما ينقي الكير خبث الحديد واذا طهر المؤمن من ذنوبه في الدنيا لم يجد حر النار اذا مر عليها يوم القيامة لان وجدان الناس لحرها عند المرور عليها بحسب ذنوبهم. فمن طهر من الذنوب ونقي منها في الدنيا. جاز الصراط كالبرق الخاطف والريح ولم يجد شيئا من حديد النار ولم يحس بها تقول النار للمؤمن جز يا مؤمن فقد اطفأ نورك لها بي وفي حديث جابر المرفوع في مسند الامام احمد. طبعا الحديث جزي مؤمن فقد اطفأ نورك نورك لهبي هذا الحديث لا يصح مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم نعم وفي حديث جابر المرفوع في مسند الامام احمد انهم يدخلونها فتكون عليهم بردا وسلاما. كما كانت على ابراهيم حتى ان للنار ضجيجا من برد ومن اعظم ما يذكر بنار جهنم النار التي في الدنيا قال الله تعالى نحن جعلناها تذكرة يعني ان نار الدنيا جعلها الله تذكرة تذكر بنار الاخرة. مر ابن مسعود بالحدادين وقد اخرجه حديدا من النار فوقف ينظر اليه ويبكي. وروي عنه انه مر على الذين ينفخون الكير فسقط وكان اويس يقف على الحدادين فينظر اليهم كيف ينفخون الكير ويسمع صوت النار يصرخ ثم يسقط وكذلك الربيع ابن خثيم وكان كثير من السلف يخرجون الى الحدادين ينظرون الى ما يصنعون بالحديد فيبكون ويتعوذون بالله من النار ورأى عطاء السليم كذا شيخنا هنا المشكلة العبارة هذي ما عندي مرة ثانية للعبارة خل نسمعها. التشكيل عندي السليمي لا خلنا نسمع العبارة من اول شوف ورأى عطاء السلمي امرأة قد شجرت تنورها هذا هو الصوت عاهدهم وكتب لهم بالوصية ان الشتاء قد حضر وهو عدو فتأهب له اهبته من الصوف والخفاف والجوارب واتخذوا واتخذوا الصوف شعارا ودثارا شعارا يعني خلوها داخل ملابسكم ودثارا اي فوقكم فغشي عليه قال الحسن كان عمر ربما توقد له النار ثم يدني يده منها ثم يقول ابن الخطاب هل لك على هذا صبر؟ كان الى المصباح فيضع اصبعه فيه ويقول حسي ثم يعاقب نفسه على ذنوبه. اجج اجج بعض العباد بين يديه وعاتب نفسه فلم فلم يزل يعاتبها حتى مات. نار الدنيا جزء من سبعين جزء من نار جهنم. وغسلت بالبحر مرة مرتين حتى اشرقت وخف حرها ولولا ذلك ما انتفع بها اهل الدنيا وهي تدعو الله الا يعيدوا الا يعيدها اليها. قال بعض السلف لو اخرج اهل النار منها الى نار الدنيا. فقالوا فيها لقالوا فيها الفي عام. يعني انهم كانوا ينامون فيها ويرونها برد كان عمر يقول اكثروا ذكر النار فان حرها شديد وان قارها بعيد وان مقامها حديد. كان ابن عمر وغيره من السلف اذا شربوا ماء اذا بكوا وذكروا وذكروا امنية اهل النار وانهم يشتهون الماء البارد. وقد حيل بينهم وبين ما يشتهون. فيقولون لاهل الجنة افيضوا علينا من الماء او مما رزقكم الله؟ فيقولون لهم ان الله قد حرمهما على الكافرين. والمصيبة العظمى حين تطبق النار على اهلها وييأسون من الفرج وهو الفزع الاكبر الذي يأمنه اهل الجنة الذين سبقت لهم منا الحسنى اولئك عنها مبعدون لو لو ابصرت عيناك اهل الشقاء سيقوا الى النار وقد احرقوا. شرابهم المهل في قعرها. اذ خالفوا الرسل ما وما صدقوا. تقول اخراهم لاولاهم في لجج المهل وقد اغرقوا. قد كنتم خوفتم لكن من النيران من النيران لم تفرقوا وجيء بالنيران مذمومة شرارها من حولها محدق. وقيل ايراني ان احرقي وقيل للخزان ان اطبقوا. ذكر الشيخ عمران يعظمان في الصيف احدهما الجهاد والثاني الصيام لكن هناك ايضا الوضوء اه اسباغ الوضوء في شدة الحر فيه عظيم الاجر ايضا مما يتعلق بالصيف من الاحكام الشرعية اه تأخير الظهر تأخير الظهر قليلا في الصيف حتى يبرد الوقت فان ذلك مستحب وايضا من الاحكام المتعلقة بالصيف جواز السجود على الثوب وآآ ذلك في شدة الحر هناك احكام اخرى لعل المصنف انما اشار الى بعضها. نعم قال رحمه الله المجلس الثالث في ذكر فصل الشتاء. خرج الامام احمد من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ربيع المؤمن وخرجه البيهقي وغيره وزاد فيه طال ليله فقام وقصر نهاره فصامه. انما كان شتاء ربيع انما كان الشتاء ربيع المؤمن لانه يرتع فيهم في بساتين الطاعات ويسرح في ميادين العبادات وينزه قلبه في رياض الاعمال الميسرة فيه كما ترتع البهائم في مرعى الربيع فتسمن وتصلح اجسادها فكذلك يصلح دين المؤمن في الشتاء بما يسر الله فيه من الطاعات فان المؤمن يقدر في الشتاء على صيام نهاره من غير مشقة ولا كلفة تحصل له من جوع ولا عطش فان نهاره قصير بارد ولا يحس فيه بمشقة الصيام. وفي المسند والترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال الصيام في الشتاء الغنيمة الباردة. هذا الحديث صحيح. اما حديث الشتاء ربيع المؤمن هذا لا يصح نعم وكان ابو هريرة رضي الله عنه يقول الا ادلكم على الغنيمة الباردة؟ قالوا بلى. فيقول الصيام في الشتاء. ومعنى كونها غنيمة باردة انها غنيمة حصلت بغير قتال ولا تعب ولا مشقة. فصاحبها يجوز صاحبها يحوز هذه الغنيمة عفوا صفوا بغير كلفة اما قيام الليل الشتاء فلطوله يمكن ان تأخذ النفس حظها من النوم ثم تقوم بعد ذلك الى الصلاة فيقرأ المصلي ورده كله من القرآن وقد اخذ نفسه حظها من النوم فيجتمع له فيه نومه المحتاج اليه مع ادراك ورده من القرآن. فيكمن له مصلحة الدنيا وراحة بدنه. ومن كلام يحيى ابن معاذ الليل طويل فلا تقصره بمنامك والاسلام نقي فلا تدنسه باثامك. بخلاف ليل الصيف انه لقصر وحره يغلب النوم فيه اتكاد تأخذ النفس حظها بدون نومه كله فيحتاج القيام فيه الى مجاهدة وقد لا يتمكن فيه قصره من الفراغ من ورده من القرآن عن ابن مسعود رضي الله عنه انه قال مرحبا بالشتاء تنزل فيه البركة. ويطول فيه الليل للقيام ويقصر فيه ويقصر في النهار للصيام ويقصر فيه النهار للصيام. وروي عنه مرفوعا ولا يصح رفعه وعن الحسن قال نعم نعم زمان المؤمن الشتاء ليله طويل يقومه ونهاره قصير يصومه. وعن عبيد بن عمير انه كان اذا جاء الشتاء يا اهل القرآن طال ليلكم لقراءتكم فاقرؤا وقصرنا النهار للصيام كم فصوموا. قيام الليل قيام ليل الشتاء يعدل يا من هذي الصيف ولهذا بكى معاذ رضي الله عنه عند موته وقال انما ابكي على ظمأ الهواجر وقيام الليل الشتاء ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذكر وقال معضد لولا ثلاث ظمأ الهوادر وقيام ليل الشتاء ولذاذة التهجد بكتاب الله. ما باليت ان اكون يعشوبا القيام في ليل الشتاء يشق على النفوس من وجهين احدهما من جهة التألم النفسي بالقيام من الفراش في شدة البرد. قال داوود بن الرشيد قام بعض اخوانه الى ورده بالليل في ليلة شديدة البرد فكان عليه خلقان فضربه البرد فبكى فهتف به هاتف اقمناك ونمناهم وتبكي علينا خرجه ابو نعيم آآ سمعت الشيخ ابن جبرين رحمه الله مرة يذكر انه اذا كان في اه شدة البرد كان يقوم من السكن الذي يسكن فيه مع الطلاب الى السطح المسجد ويقرأ ورده ويحفظ متنه ويقول شدة البرد يقرصني فلا انام شوفوا استغلال الوقت يعني نعم قال رحمه الله والثاني بما يحصل باسباغ الوضوء في شدة البرد من التألم. واسباغ الوضوء في شدة البرد من افضل الاعمال وفي صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال الا ادلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قالوا بلى يا رسول الله. قال اسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطى الى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط. طبعا اسباغ الوضوء على المكاره يشمل البرد ويشمل الحر اليوم الماي مثلا تبي تتوظا الظهر صعب لكن تسبغ الوضوء تأخذ اجر عظيم نعم وفي حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه رأى ربه عز وجل يعني في المنام فقال له يا محمد فيم يختصم الملأ الاعلى قال في الدرجات والكفارات قال والكفارات اسباغ الوضوء في الكريهات ونقل الاقدام الى الجمعات وفي رواية الجماعات وانتظار الصلاة بعد الصلاة من فعل ذلك عاش بخير ومات بخير وكان من خطيئته كيوم ولدته امه. والدرجات اطعام الطعام وافشاء السلام والصلاة بالليل والناس نيام وذكر الحديث خرجه الامام احمد الترمذي. وفي بعض روايات اسباغ الوضوء في السبعات والصبرة شدة البرد فاسباغ الوضوء في شدة البرد من اعلى خصال الايمان. روى ابن سعد باسناد ان عمر رضي الله عنه اوصى ابنه عبد الله عند موته فقال له يا بني عليك بخصال الايمان قال وما هي؟ قال الصوم في شدة الحر ايام الصيف وقتل الاعداء بالسيف والصبر على المصيبة. واسباغ الوضوء في اليوم الشاتي وتأجير الصلاة في يوم الغيم وترك ردغة الخبال. قال فقال وما ردغة الخبال؟ قال شرب الخمر. ورواه الاوزاعي بن يحيى بن كثير قال ست من كن فيه فقد استكمل الامام قتال اعداء الله بالسيف والصيام في الصيف واسباغ الوضوء قتال اعداء الله بالسيف والصيام في الصيف اسباغ الوضوء في اليوم الشاة والتبكير بالصلاة في اليوم الغيمي وترك الجدال والمراء وانت تعلم انك صادق. والصبر على المصيبة وقد روي هذا مرفوعة اخرجه محمد ابن النصر الموروزي في كتاب الصلاة له باسناد فيه ضعف عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ست ست من كن فيه بلغ حقيقة ضرب اعداء الله بالسيف وابتداء الصلاة في اليوم الدجل واسباغ الوضوء عند المكان والصيام في الحر وصبر عند المصائب وترك المراء اي وانت صادق وفي كتاب الزهد للامام احمد وعن لسان قال قال موسى عليه السلام يا ربي من هم اهلك الذين هم اهلك؟ تظلهم في ظل عرشك؟ قال هم البرية ايديهم الطاهرة قلوبهم الذين يتحابون لجلاله الذين اذا ذكرت ذكروا بي واذا ذكروا ذكرت بذكرهم الذين يشبعون هنا الوضوء في المكاره ينيبون الى ذكر كما تنيب النشور الى اوكارها ويكلفون بحب كما يكلف الظبي بحب الناس يضمون لمحارم اذا استحلت كما يغضب النمر اذا حرم. كما ويكلفون بحبك كما يكلف الصبي ايه الظب الناس شلون يحبونه نعم احسن الله اليك. نعم ويكلفون بحبي كما يكلف الصبي بحب الناس ويغضبون لمحارمه اذا استحلت كما يغضب النمر اذا حرب وقد روي عن داوود ابن رشيد قال قام رجل ليلة باردة يتوضأ للصلاة فاصاب الماء بردا فبكى فنودي اما ترضى ان المناهم اقمناك حتى تبكي علينا؟ فرجه ابن السمعاني معالجة الوضوء في جوف الليل التهجد موجب لرضى الرب ومباهاة الملائكة. ففي شدة البرد يتأكد ذلك ففي المسند وصحيح ابن حبان عن عقدة ابن عامر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال رجلان من امتي يقوم احدهما من الليل فيعالج نفسه الى الطهور وعليه عقد فيتوضأ فاذا وظأ يديه انحلت عقدة واذا وظأ وجهه انحلت عقدة واذا مسح رأسه انحلت عقدة اذا وظأ رجليه انحلت عقدة فيقول عز وجل للذين وراء الحجاب انظروا الى عبدي هذا يعالج نفسه ما سألني عبدي هذا فهو له. وفي حديث عطية عن ابي سعيد الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان الله ليضحك الى ثلاثة نفر. رجل قام في جوف الليل فاحسن طهورا ثم صلى. ورجل نام وهو ساجد رجل في كتيبة منهزم على فرس جواد او شأن ان يذهب الى ذهب. قال ابو سليمان الداراني كنت ليلة باردة في محراب. في المحراب فالقى البرد فخبأت احدى يدي من البرد وبقيت الاخرى ممدودة فغلبتني عيني. ايش كانت ليلة باردة في المحراب فاقلقني البرد. ايه فخبأت احدى يدي من البرد فبقيت الاخرى ممدودة فغلبتني عيني. فهتفت فهتفت بي هاتف يا ابا سليمان قد وضعنا في هذه ما اصابها ولو كانت الاخرى لوضعنا فيها. قال فآليت على نفسي الا ادعو الا ويداي خارجتان. حرا كان او بردان قال مالك رحمه الله كان صفوان ابن سليم يصلي يعني بالليل في الشتاء في السطح وفي الصيف في بطن البيت يتيقظ بالحر والبرد حتى حتى يصبح ثم يقول هذا الجهد من صفوان وانت اعلم به وانه لترموا رجلاه حتى يعود مثل السقط من قيام الليل ثم يظهر فيها عروق عروق خضر وكان صفوان وغيره من العباد يصلون في الشتاء بالليل في ثوب واحد يمنعهم البرد من النوم ومنهم من كان اذا نعس القى نفسه في الماء ويقول هذا اهون من صديد جهنم كان عطاء الخرساني ينادي اصحابه بالليل يا فلان يا فلان يا فلان قوموا فتوضوا وصلوا. فقيام هذا الليل وصيام هذا النهار اهون من شرب الصديد ومقطعة الحديد غدا في النار الوحى الوحى النجاة النجاة كان قوم ابن عباد يبيتون في مسجد وكانوا يتهجدون بالليل فاستيقظ واحد منهم ليلة فوجد اخوانه نياما فسمع هاتف يهتف من جانب المسجد ايا عجبا الناس من قرت عيونهم مطاعم غمض بعدها الموت منتصب. فطول قيام الليل ايسر مؤونة واهون من نار تفور وتلتهب ففي الحديث الصحيح ان ابن عمر رضي الله عنهما رأى في منامه كأن آتيا اتاه فانطلق به الى النار حتى رآها ورأى فيها رجال يعرفون معلقين سلاسل فاتاهم ملك فقال له لم ترع لست من اهلها فقص ذلك على اخته حفصة فقصته حفصة رضي الله عنها على رسول الله صلى الله عليه فقال نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل فكان ابن عمر بعد ذلك لا ينام من الليل الا قليلا. قال الحسن افضل العبادة الصلاة في جوف الليل وقال هو اقرب ما يتقرب به الى الله عز وجل وقال ما وجدت في العبادة اشد منها ورؤي سلمة ابن كهين في المنام فقال وجدت افضل فقال وجدت افضل الاعمال قيام الليل. ما عندهم اشرف منه. ورأى بعض السلف خياما ضربت فسأل لمن هي؟ فقيل للمتهجدين بالقرآن فكان بعد ذلك لا ينام. فمالي بعيد الدار لا اقرب الحمى. وقد نصبت للساهرين خيام علامة طرد طول ليلي نائم وغيري يرى ان المنام حرام ومن الصالحين من كان يلطف به في الحر والبرد كما دعا النبي صلى الله عليه وسلم لعلي ان يذهب الله عنه الحر والبرق فكان يلبس في الشتاء ثياب الصيف وفي الصيف ثياب الشتاء ولا في حر ولا برد وكان بعض التابعين يشتد عليه الطهور في الشتاء فدعا الله عز وجل فكان يؤتى بالماء في الشتاء وله بخار من حره رأى ابو سليمان في كالحج في شدة البرد شيخا عليه خلقان. وهو يرشح عرقا. فعجب منه سائل عن حاله. فقال انما الحر والبرد خلقان لله عز وجل فان فان امرهما فان امرهما ان يغشيان اصاباني وان امرهما ان يتركان تركاني. وقال انا في هذه البرية من ثلاثين سنة يلبسني في البرد قيحا من محبته ويلبسني في في الصيف بردا من محبته. وقيل لاخر وعليه خرقتان في يوم برد شديد لو استترت في موضع يكنك من البرد فانشد ويحسن ظني انني في فنائه وهل احد في كنه يجد البرد واما من يجد البرد وهم عامة الخلق فانه يشرع لهم دفع اذاهم بما يدفعه من لباس وغيره وقد امتن الله على عباده بان خلق لهم من اصواف بهيمة عنه وبالها واشحرها ما فيه دفء لهم. قال الله تعالى والانعام خلقها لكم فيها. فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون. وقال الله تعالى من اصوافها واشعارها اثاثا ومتاعا الى حين. وروى ابن المبارك عن صفوان ابن عمرو عن سليم بن عامر قال كان ابن كان عمر ابن الخطاب رضي الله عنه اذا حضر الشتاء يكن لهم عهد بالبرد ان يتأذى ببرد الشام وذلك من تمام نصيحته وحسن نظره وشفقته وحياطته لرعيته رضي الله عنه. وروي عن كعب انه قال اوحى الله تعالى الى داوود عليه السلام ان تأهب لعدو قد اضلك. قال يا ربي من عدوي وليس بحضرة عدو؟ قال بلى الشتاء. وليس المأمور يتقي البرظي حتى لا يصيبه منه شيء بالكلية فان ذلك يظر ايظا وقد كان بعظ الامراء يصون نفسه من الحر والبرد من كليته حتى لا يحس بهما بدنه حتى لا ايحسا بهما بدنه فتلف باطنه وتعجل موته. فان الله تعالى بحكمته جعلها الحر والبرد في الدنيا بمصالح عباده. فالحر بتحلل الاخلاق والبرد لجمودها فمتى لم يصب فمتى لم يصب الابدان شيئا من الحر فمتى لم يصب الابدان شيء من الحر والبرد تعجل فساده ولكن المأمور به اتقاء ما يؤذي البدن من ذلك. فان الحر المؤذي والبرد المؤذي معدودان من جملة اعداء بني ادم قيل لابي حازم الزاهد انك لتشدد يعني في العبادة فقال وكيف لا اشدد وقد ترصد لي اربعة عشر عدوا؟ قيل له لك خاصة؟ قال لجميع من يعقل. قيل له وما هذه الاعداء؟ قال اما اربعة فمؤمن يحسدني. ومنافق يبغضني وكافر يقاتلني وشيطان يغويني ويضلني. اما العشرة فالجوع والعطش والحر والبرد والعرق والمرض والفاقة والهرم والموت والنار لا ولا اطيقهن الا بسلاح تام ولا اجد لهن سلاحا افضل من التقوى فعد الحر والبرد من جملة اعدائه. قال الاصمعي كانت العرب تسمي الشتاء الفاضح. فقيل لامرأة منهم ايما اشد ام الحر ام القر؟ قال القيظ ام القر؟ قالت سبحان الله من جعل كالاذى شدة الحر والقر شدة البرد القيظ شدة الحر والقر شدة البرد. نعم احسن الله اليكم فقيل لامرأة منهم ايما ايما اشد عليكم القيظ ام القر؟ قالت سبحان الله من جعل بؤسك الاذى فجعلت الشتاء بؤسا والقيظ اذى قال عن بعض السلف ان الله تعالى وصف الجنة بصفة الصيف لا بصفة الشتاء. فقال تعالى في سدر مخضوض وطلح منضود وظل ممدود وماء مسكوب وفاكهة كثيرة. وقد قال الله تعالى في صفة اهل الجنة متكئين فيها على الارائك لا يرون فيها شمس ولا زمهريرا فلاف عنهم شدة الحر والبرد قال قتادة علم الله ان شدة الحر تؤذي وشدة البرد تؤذي فوقاهم اذاهما جميعا قال ابو عمرو بن العلاء اني لابغض الشتاء لنقص الفروض وذهاب الحقوق وزيادة الكلفة على الفقراء. وقد روي في حديث مرفوع ان الملائكة تفرح بذهاب الشتاء بما يدخل فيه على فقراء المؤمنين من الشدة ولكنه يصح اسناده. وروي ايضا مرفوعا خير فيكم اشد حراء وخير شتائكم اشده بردا. وان الملائكة لتبكي في الشتاء رحمة لبني ادم. واسناده ايضا باطن. من الاسناده باطل ومعناه لا يصح الملائكة لا يوصفون بصفات النقص فان البكاء من صفات النقص نعم وقال بعض السلف البرد العجو الدين يشير الى انه يفتر لانه يفتر عن كثير من الاعمال ويثبت عنها. فتكسل فتكسر النفوس بذلك. وقال بعضهم خلقت القلوب من طين فهي تلين في الشتاء كما يرين الطين فيه. قال الحسن الشتاء ذكر فيه اللقاح. والصيف انثى فيه النتاج. يشير الى ان الصيف تنتج فيه المواشي والشجر والصيف عند العرب هو الربيع واما الذي تسميه الناس الصيف العربي يسمونه القيظ ففي الشتاء تغور الحرارة الى باطنه الشجرة فتنعقد مواد الثمر وتظهر في ربيع مبادئها فتزهر الشجر ثم تورق ثم اذا ظهرت الثمار قوي حر الشمس الايثار في الشتاء للفقراء بما يدفع عنهم البرد له فضل عظيم. خرج صفوان ابن سليم في ليلة باردة بالمدينة من المسجد. فرأى رجلا عاريا فنزع ثوبه وكساه اياه فرأى بعض اهل الشام في منامه ان صفوان ابن سليم دخل الجنة بقميص كساه. فقدم المدينة فقال دلوني على صفوان فاتاه فقصر شعره ما رأى رأى مشعر اعرابي يتشرق في الشمس وهو يقول جاء الشتاء وليس عندي درهم ولقد يخص بمثل ذاك المسلم قد قطع الناس الجباب وغيرها وكانني بفناء مكة محرم فنزع مسعى من جبته فالبسه اياها رفع الى بعض الوزراء الصالحين ان امرأة معها اربعة اطفال ايتام وهم عراة جياع فامر رجل ان يمضي اليهم ويحمل معه ما يصلحهم من كسوة كسوة مطعم ثم نزع ثيابه وحلف لا لبستها ولا دفيت حتى تعود وتخبرها لانك كسوتهم واشبعتهم فمضى وعاد واخبره انهم اكتسوا وشبعوا وهو يرعج من البرد فلبس حينئذ ثيابه. خرج الترمذي من حديث ابي سعيد رضي الله عنهما من اطعم مؤمنا على جوع اطعمه الله يوم القيامة من ثمار الجنة. ومن سقاه على ظمأ سقاه الله يوم القيامة من الرحيق المختوم ومن كساه على عري كساه الله من خضر الجنة. ورواه ابن ابي الدنيا باسناده عن ابن مسعود رضي الله عنه انه قال يحشر الناس يوم القيامة اعرى ما كانوا واجوع ما كانوا قط واظمع ما كانوا قط فمن كسى لله عز وجل كساه الله ومن اطعم لله طعمه الله ومن سقى لله سقاه الله من عفا لله عفا الله عنه من جنس العمل الحديث الاول وان كان ضعيفا لكن معناه صحيح بالاتفاق فان الله سبحانه وتعالى يجازي عباده بجنس اعمالهم نعم قال رحمه الله ومن فضائل الشتاء انه يذكر بزمهرير جهنم ويوجب الاستعاذة منها. وفي حديث ابي هريرة وابي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اذا كان يوم يوم شديد اذا كان يوم شديد البطن فاذا قال العبد اذا كان يوم شديد البرد فاذا قال العبد لا اله الا الله ما اشد برد هذا اليوم اللهم اجرني من زمهرير جهنم. قال الله تعالى لجهنم ان عبدي ان عبدا من عبيدي استجار من زمهريرك واني اشهدك اني قد اجرته. قالوا وما زمهرير جهنم؟ قال بيت يلقى فيه الكافر فيتميز من شدة برده قام زبيد اليامي ذات ليلة بالتهجد فاعمد الى مطهرة له كان يتوضأ منها فغمس يده في المطهرة فوجد الماء باردا شديدا كاد ان ان ان يجمل من شدة برده فذكر الزمهرير ويده في المطهرة فلم يخرجها حتى اصبح فجاءت جاريته على تلك الحال فقالت ما شأنك يا سيدي؟ لم لم تصلي الليل كما كنت تصلي انت قاعد هنا على هذه الحال فقال ويحك اني ادخلت يدي في هذه المطار فاشتد علي برد الماء فذكرت به الزمهلية فوالله ما شعرت بشدة برد حتى وقفت علي فانظري حتى وقفت علي فانظري لا تحدثي بهذا احدا ما دمت حيا فما علم بذلك احد حتى مات رحمه والله وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان لجهنم نفسين نفسا في الشتاء ونفسا في الصيف فاشد ما تجدون من البرد من زمهرير من زمهرير واشد ما تجدون من الحر من سمومها. وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال يستغيث اهل النار من الحديد فيغاثون بريح باردة. يصدع العظام برجها فيسألون الحر وعن مجاهدين قال يهربون الى الزمهرير فاذا وقعوا فيه حطم عظامهم حتى يسمع لها نقيظ وعن كعب انه قال انا في جهنم فردا هو الزمهليل يسقط اللحم حتى يستغيث بحر جهنم. وين عبد الملك بن عمير انه قال بلغني ان اهل النار سألوا خازنها ان يخرجهم الى جانبها. فاخرجوا غسلهم البرد والزمهرية حتى رجعوا اليها فدخلوها مما وجدوا مما وجدوا من البرق. وقد قال الله عز وجل لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا الا حميما غساقا جزاء وفاقا. وقد قال الله تعالى هذا فليذوقوه حميم وغسا. قال ابن عباس الغساق الزمهري البارد الذي من برده الذي يحرق من بدر وقال المجاهد هو الذي لا يستطيعون ان يذوقوه من برده. وقيل ان الغساق البارد المنتن اجارنا الله تعالى من جهنم بفضله وكرمه اذا فليذوقوه حميم وغشة. فهما نوعان حميم شديد الحار الساق شديد البرودة نعم يا من تتلى عليه اوصاف جهنم ويشاهد تنفسها ويشاهد تنفسها كل عام حتى يحس به ويتألم مصر على ما يقتضي دخولها مع انه يعلم ستعلم اذا جيء بها تقاد بسبعين الف زمام من من يندم؟ الك صبر على سعيرها وزمهريرها قل وتكلم فكان صلاحك يرجى والله اعلم كم يكون الشتاء ثم المصيف وربيع يمضي ويأتي الخريف وارتحال من من الحرور الى البرد وسيف الردى عليك منيف يا قليل المقام في بهذه الدنيا الى كم يغرك التسويف يا طالب الزائر حتى متى قلبك بالزائر مشغوف عجبا لامرئ ان يذلوا لذي الدنيا ويكفيه كل يوم رغيفه قال رحمه الله مجلس في ذكر التوبة والحث عليها قبل الموت وختم العمر بها. والتوبة وظيفة العمر وهي خاتمة ايش الكتاب المصنف لم يذكر ما يتعلق بالخريف مع ان فيه احاديث كثيرة وآآ عظم الاحاديث الواردة في الخريف ان اه النبي صلى الله عليه وسلم ذكره للدلالة على طول العمر قال ايه اه سمعوا وجبة قال ما هذه؟ قال هذه صخرة القيت في جهنم منذ سبعين خريفا منذ سبعين خريفا فهناك احكام ايضا متعلقة بالخريف واحاديث في ذكر الخريف اه لو جمع لكان امرا حسنا. نعم التوبة وظيفة العمر ينبغي على الانسان ان يكون ملازم التوبة في كل حال لا سيما في اخر عمره وحياته نعم قال رحمه الله خرج الامام احمد الترمذي وابن حبان في صحيحه من حديث ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان الله عز وجل يقول توبة العبد ما لم يغرغر. وقال الترمذي حديث حسن. دل هذا الحديث على قبول توبة الله عز وجل لعبده ما دامت روحه في جسده لم تبلغ والتراقي قد دل القرآن على مثل ذلك ايضا قال الله عز وجل انما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فاولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما. وعمل السوء اذا افرد دخل فيه جميع السيئات. صغيرها وكبيرها والمراد بالجهالة على السوء وان علم صاحبه صاحبه انه سوء فان كل من عصى الله فهو جاهل. وكل من اطاعه فهو عالم وبيانه من وجهين احدهما ان من كان عالما بالله تعالى وعظمته وكبريائه وجلاله فانه يهابه ويخشاه فلا يقع منه مع استحضار ذلك عصيانه كما قال بعضهم لو ترى الناس في عظمة الله تعالى ما عصوك وقال اخر كفى بخشية الله علما وكفى بالاغترار بالله جهلا. والثاني ذلك لا يمكن لاي عاقل ان يعصي امام رجلين صالحين من قومه ها ليش؟ لانه يرى عظمتهم يحترمهم يوقرهم طيب لو ان العاصي كان متذكرا عظمة الله وكبريائه وجلاله ما عصى فما الذي يحصل؟ ينسى العظمة والكبرياء فيقع في الجهالة. نعم والثاني ان من اثر المعصية على الطاعة فانما حمله على ذلك جهله وظنه انها تنفعه عاجلا باستعجال لذتها. وان كان عنده ايمان فهو ارجو التخلص من سوء عاقبتها بالتوبة في اخر عمره. وهذا جهل محض. فانه يتعجل الاثم والخزي ويفوته عز التقوى وثوابها ولذة الطاعة. وقد تمكنوا من التوبة بعد ذلك وقد يعاجله الموت بغتة. فهو كجائع اكل طعاما مسموما لدفع جوعه الحاضر ورجاء تخلصي من ضرره بشرب الترياق بعده وهذا لا يفعله الا جاهل. الدرياق ترياق بمعنى واحد الترياق والترياق بمعنى واحد وهو الدواء الناجع نعم قال رحمه الله وقد قال الله تعالى في حق الذين يؤثرون السحر ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الاخرة من خلاق ولبئس ما شروا به انفسهم لو كانوا يعلمون. ولو انهم امنوا واتقوا لماثوبة من عند الله خير لو كانوا يعلمون. والمراد انهم اثروا السحر على التقوى والايمان لما لما رجوا فيه من منافع الدنيا المعجلة ما علمهم انهم يفوتهم بذلك ثواب الاخرة وهذا جهل منهم فانهم لو علموا لاثروا الايمان والتقوى على ما عداهم فكانوا يحرزون اجر الاخرة ويأمنون عقابها ويتعجلون عز التقوى في الدنيا وربما وصلوا الى ما يأملونه في الدنيا او الى خير الى خير منه وانفع. فان اكثر ما يطلب بالسحر قضاء حوائج حوائج محرمة او مكروهة عند الله عز وجل المؤمن المتقي يعوضه الله تعالى في الدنيا خيرا مما يطلبه الساحر ويؤثره على تعجيله يؤثره مع تعجيله عز التقوى وشرفه. ثواب الاخرة درجاتها فتبين بهذا ان ايثار المعصية عن الطاعة انما يحمل عليه الجهل لذلك كان كل من عصى الله جاهلا وكل من اطاعه علما وكفى بخشية الله علما وبالاغترار به جهلا. واما التوبة من قريب فالجمهور على ان مراد بها التوبة قبل الموت والعمر كله قريب والدنيا كلها قريبة فمن تاب قبل الموت فقد تاب من قريب. ومن مات ولم يتب فقد بعد كل البعد كما قيل يقولون لا تبعد وهم يدفنونني وان مكان البعد الا مكاني. وقال اخر من قبل ان تلقي وليس النأي الا نأي دراك واللئناء يدارك وكما قيل فهم جيرة الاحياء اما مزارهم فدان واما الملتقى فبعيد. فالحي قريب الميت بعيد من الدنيا على قربه منها فان جسمه في الارض يبلى وروحه عند الله تنعم او تعذب ولقاؤه لا يرجى في الدنيا كما قيل مقيم الى ان يبعث الله خلقه. لقاؤك لا يرجى وانت قريب. تزيد بلا في كل يوم وليلة. وتنسى كما تبلى وانت حبيب وهذان بيتان سمعهما داوود الطائي رحمه الله من امرأة في مقبرة تندب بهما ميتا لها فوقعتا من قلبه موقعا فاستيقظ بهما ورجع في الدنيا راغبا في الاخرة فانقطع الى العبادة الى ان مات رحمه الله. فمن تاب قبل ان يغرغر ومن حسن الخاتمة ان يموت الانسان وهو على طاعة. فان المرأة ها فان المرء والانسان يبعث على ما مات عليه نسأل الله ان يجعل خير ايامنا يوم لقائه وخير اعمالنا خواتيمها فقد تاب من قريب فتقبل توبته. وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى يتوبون من قريب. قال قبل المرض والموت وهذا اشارة الى ان افضل اوقات التوبة وهو ان يبادر الانسان بالتوبة في صحته قبل نزول المرض به حتى يتمكن حينئذ من العمل الصالح ولذلك قرن الله تعالى التوبة بالعمل في مواضع كثيرة من القرآن وايضا فالتوبة في الصحة والرجاء ورجاء الحياة تشبه الصدقة بالمال في الصحة ورجاء البقاء والتوبة بالمرض عند حضور امارات الموت يشبه الصدقة بالمال عند الموت فكأنما لا يتوب الا في مرضه قد استفرغ صحته وقوته في شهوات نفسه وهواه ولذات دنياه. فاذا ايس من الدنيا والحياة فاذا ايس من الدنيا والحياة من الدنيا والحياة فيها تابت حينئذ وترك ما كان عليه. فاين توبة هذا من توبة من يتوب وهو صحيح قوي قادر على عمل المعاصي فيتركها خوفا من الله عز وجل ورجاء من ثوابه وايثارا لطاعته على معصيته. لا شك ان الذي يتوب في حال الصحة والمقدرة على الذنب اكمل ممن يتوب وهو عاجز او مريظ لكن لابد ان ندرك ان من ولو قبل الموت فان توبته مقبولة لقوله جل وعلا وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى اذا حضر احدهم الموت قال اني تبت الان. فهذا هو المنفي ولذلك قال الله لفرعون ال ان وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين نعم دخل قوم على بشر الحافي وهو مريظ فقالوا له على ماذا عزمت؟ قال عزمت اني اذا عفيت تبت فقال له رجل منهم فهلا تبت الساعة؟ فقال يا اخي اما علمت ان الملوك لا تقبل الامان ممن في رجليه القيد وفي رقبته وانما يقبل الامان ممن هو راكب الفرس والسيف مجرد بيده فبكى القوم جميعا. هذا الكلام غير صحيح هذا الكلام غير صحيح الله يقبل توبة المريض ويقبل توبة الصحيح. نعم. ومعنى هذا ان التائب في صحته بمنزلة من هو راكب على متن على متن جواد وبيده سيف مشهور فهو يقدر على الكر والفر والقتال وعلى الهرب من الملك من الملك وعصيانه. فاذا جاء على هذه الحال الى بين يدي الملك ذليلا له طالبا لامانه صار بذلك من خواص الملك واحبابه لانه جاءه طائعا مختارا له راغبا في قربه وخدمته. واما من هو في اسر الملك وفي رجله قيد وفي رقبته فانه اذا طلب الامان من الملك فانما طلبه خوفا على نفسه من الهلاك. وقد يكون محبا للملك ولا مؤثرا لرضاه. فهذا مثل من لا يتوب الا في مرضه عند موته الاول بمنزلة من يتوب في صحته وقوته وشبيبته لكن ملك الموت اكرم الاكرمين. لكن ملك الملوك اكرم الاكرمين وارحم الراحمين وكل خلقه اسير في قبضته لا يعجزه منهم احد ولا يعجزه هذه ولا يفوته ذاهب. كما قيل لا اقدر ممن طلبته في يده. ولا اعجز ممن هو في يدي طالبه مع هذا فكل من طلب الامانة من عذابه من عباده امنه على اي حال كانوا اذا علم اذا علم منه الصدق في طلبه. الامان الامان الامان الامان قيل وذنوبي اذا عددت تطول اوبقتني واوثقتني ذنوبي فترى لي الى الخلاص سبيل وقوله عز وجل وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى اذا حتى اذا حضر احدهم الموت قال اني تبت الان ولا الذين يموتون وهم كفار اولئك اعتدنا لهم عذابا اليما فسوى بين من تاب عند الموت ومن تاب من غير توبة. والمراد بالتوبة عند الموت توبة عند اكتشاف الغطاء ومع عائلة محتضري امور الاخرة. ومشاهدة الملائكة فان الملائكة ان الايمان فان الايمان والتوبة وسائر الاعمال انما تنفع بالغيب فاذا كشف الغطاء وصار الغيب شهادة لم ينفع الايمان ولا التوبة في تلك الحال ورواه ابن ابي الدنيا باسناده عن علي انه قال لا يزال العبد في مهل من التوبة وما لم ياتيه ملك الموت يقبض روحه فاذا نزل ملك الموت فلا توبة حينئذ وباسناده عن الثورية انه قال قال ابن عمر التوبة مبسوطة ما لم ينزل سلطان الموت. وعن الحسن قال التوبة معروضة لابن ادم ما لم يأخذ الموت بكظه. وعن بكر المزني ما لم يأخذ قال ما لم يأخذ الموت بكظمه. وعن بكر المزني قال لا تزال التوبة للعبد مبسوطة ما لم تأتيه الرسل. فاذا عاينهم قطعت المعرفة وعن ابي مجلد انه قال يزال العبد في توبة ما لم يعاين الملائكة وروى ايضا في كتاب الموت باسناده عن ابي موسى الاشعري انه قال اذا عين الميت ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم. الاية فصح صيحة عظيمة فنظروا اليه فاذا هو قد مات رحمه الله. ورواه ابن ابي الدنيا بسند له ان صالحا رحمه الله كان قال رحمه الله وعن حسين انه قال بلغني ان ملك الموت اذا غمز ويريد الانسان حينئذ يشخص بصره ويذهلوا عن الناس وخرج ابن ماجة حديث ابي موسى الاشعري مرفوعا قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم متى تنقطع معرفة العبد من الناس؟ قال اذا عاين وفي اسناده مقال والموقوف اشباه وقد قيل انه انما منع من توبة من التوبة منع من التوبة حينئذ لانه اذا انقطعت معرفة وذهل عقله لم يتصور منه ندم ولا عزم فان الندم والعزم ما يصح مع حضور العقل وهذا ملازم لمعاينة الملائكة. كما دلت عليه هذه الاخبار وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث ابن عمر رضي الله عنهما ما لم يغرغر يعني اذا لم تبلغ روحه عند خروجها منه الى حلقه فشبه ترددها في حلقه في حلق المحتضي بما يتغرغر به الانسان من الماء وغيره. يردده في حقه الى ذلك الاشارة في القرآن لقوله عز وجل فلولا اذا بلغت الحلقوم انتم حينئذ تنظرون ونحن اقرب اليه منكم ولكن لا تبصرون وبقوله عز وجل كلا اذا بلغت التراقي. وروى ابن ابي الدنيا باسناد عن الحسن انه قال اشد ما يكون الموت على العبد اذا باغت الروح والتراقي فقال فان ذلك يضرب ويعلو بنفسه ثم بكى الحسن رحمه الله تعالى عش ما بدا لك سالما في ظل في القصور يسعى عليك بما اشتهيت لدى الرواح وفي البكور. فاذا النفوس تقوقعت في ضيق حشرجة الصدور. فهناك تعلم موقنا ما كنت الا في غروري. واعلم ان الانسان ما دام يأمل الحياة فانه لا يقطع امله في الدنيا. وقد لا تسمح نفسه بالاقلاع عن لذتها وشهواتها من المعاصي ويزجيه ويزجيه الشيطان التوبة ويرجيه. الشيء يرجيه الشيطان التوبة في اخر عمره. فاذا تيقن الموت تعيش من الحياة افاقا من سكرته بشهوات الدنيا. فندم حينئذ على تفريطه ندامة يكاد يقتل نفسه. وطلب الرجعة الى الدنيا ليتوب وطلب الرجعة الى الدنيا ليتوب ويعمل صالحا فلا يجاب الى شيء من ذلك فيجتمع عليه سكرة الموت مع حسرة الفوت. وقد حذر الله تعالى عباده من ذلك في كتابه ليستعدوا للموت قبل نزوله بالتوبة والعمل الصالح قال الله تعالى وانيبوا الى ربكم واسلموا له من قبل ان يأتي احدكم العذاب من قبل ان يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون واتبعوا احسن ما انزل اليكم من ربكم من قبل ان يأتيكم لعله بغتة وانتم لا تشعرون ان تقول نفس يا حسرت على ما فرطت بذنب الله وان كنت لمن الساخرين. سمع بعض المحتضرين عند احتضاره يلطم على وجهه ويقول يا حسرة يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله وقال اخر عند احتضاره سخرت بي الدنيا حتى ذهبت ايامي وقال اخر عند موته لا تغرنكم الحياة الدنيا كما غرتني وقال الله تعالى حتى اذا جاء احدهم الموت قال رب ارجعون لعلي اعمل صالحا فيما ترك كلا انها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ الى يوم يبعثون. قال الله تعالى وانفقوا مما رزقناكم من قبل ان يأتي احدكم الموت فيقول ربي لولا اخرتني الى اجل قريب. فاصدق واكن من الصالحين ولن يؤخر الله نفسا اذا جاء اجلها والله خبير بما تعملون. قال الله تعالى وحيل بينهم وبين ما يشتهون. وفسروا طائفة من السلف منهم عمر ابن عبد العزيز رحمه الله بانهم طلبوا التوبة حين حيل بينهم وبينها. قال الحسن اتق الله يا ابن ادم لا يجتمع عليك خصلتان سكرة الموت وحسرة الفوت. وقال ابن السماك احذر السكرة والحسرة ان الموت وانت على الغرة فلا يصف واصف قدر ما تلقى ولا قدر ما ترى. قال الفضيل يقول الله عز وجل ابن ادم اذا كنت تتقلب في نعمتي وانت تقلبوا في معصيتهم فاحذرني لا اصرعك بين معاصي وفي بعض الاسرائيليات يا ابن ادم احذر لا يأخذك الله على ذنب فتلقاه فتلقاه لا حجة لك مات كثير من المصرين على المعاصي على اقبح احوالهم والمباشرون المعاصي. وكان ذلك خزيا لهم في الدنيا مع ما صاروا اليه من عذاب الاخرة وكثيرا ما وهذا للمصرين على الخانة المدمنين شربها كما قال قائل اتأمن ايها السكران جهلا بان تفجأك في السكر بالمنية فتضحى عبرة للناس وتلقى الله من شرب البريء من شر البرية سكر سكر بعض المتقدمين ليلة فعاتبته زوجته على ترك الصلاة فحلف لطلاقها ثلاثا لا يصلي ثلاثة ايام فاشتد عليه فراق زوجته فاستمر على ترك الصلاة مدة الايام الثلاثة فمات فيها على حاله وهو مصر على الخمر تارك للصلاة. لا حول ولا قوة الا بالله اسأل الله السلامة والعافية يعني سوء الخاتمة ان الانسان يموت وهو مصر على ذنب. هذا من علامات سوء الخاتمة نعم قال رحمه الله كان بعض المصرين على الخمر يثني ابا عمر فلا ملئت وسقنا فرأى في منامه قائلا يقول جد بك الامر ابا عمرو وانت معكوف على الخمر تشرب صهباء صلاحية سال بك السيل ولا تدري. فاستيقظ منزعجا واخبر من عنده بما رأى ثم غلبوا وشكره فنام فلما كان وقت الصبح مات فجأة. قال يحيى ابن معاذ الدنيا خمر الشيطان من شكر منها لم يفق الا في عسكر الموتى ناجما مع الخازنين. وفي حديث خرجه الترمذي مرفوع ما من احد يموت الا ندم. قالوا وما ندامته؟ قال ان كان محسنا ندما الا يكون ازداد وان كان مسيئا ندم الا يكون استعتب. واذا ندم المحسن عند الموت فكيف يكون حال المسيء؟ غاية امنية الموتى في قبورهم حياة ساعة يستدركون فيها ما فاتوا من توبة وعمل صالح واهل الدنيا يفرطون في حياتهم فتذهب اعمارهم في الغفلة ضياعا ومنهم من يقطعها بالمعاصي قال بعض السلف اصبحتم في امنية الناس في امنيات ناس كثيرين في امنية ناس كثير يعني ان الموتى كلهم يتمنون حياة ساعة يتوب فيها ويجتهدوا في الطاعة ولا سبيل لهم الى ذلك. او قيل للقوم ما طلبوا حياة يوم ليتوبوا فاعلمي. ويحك يا نفس الا الا تيقظوا؟ الا تيقظوا ينفع قبل ما ان تزل قدمي مضى الزمان في توان وهوى فاستدرك ما قد بقي واغتنمي الناس في توبة في التوبة على اقسام منهم من لا يوفق لتوبة نصوح بل يسر له عمل السيئات وهو من اول عمره الى اخره حتى يموت مصرا عليها وهذه حالة الاشقياء واقبح من ذلك من ييسر له في اول عمره عمل الطاعات ثم ختم له بعمل سيئ حتى مات عليه كما في الحديث الصحيح ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة حتى ما بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمله النار فيدخلها. وفي الحديث الذي اخرجه اهل السنن الجنة. سبعين عاما ثم يحضرون الموت ويجور في وصيتي فيدخل النار ما اصعب الانتقال من البصر الى العمى واصعب منه الضلالة بعد الهدى والمعصية بعد التقى وكم من وجوه خاشعة على قصص اعمالها عاملة ناصبة تصلى نارا حامية قال رحمه الله كم من شار فمركبه ساحل النجاة فلما هم ان يرتقي لعب به موج الهوى فغرق. الخلق كلهم تحت هذا الخطر قلوب العباد نصفين من اصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء. قال بعضهم العجب ممن هلك كيف هلك؟ انما العجب ممن نجا كيف نجا وانشد يا قلب الا تطالبني برقى الاحباب وقد رحلوا ارسلتك في طلبي لهم لتعود فظعت وما حصلوا سلم واصبر واخضع لهم كم قبلك مثلك قد قتلوا ما احسن ما علقت به امالك منهم لو فعلوا. وقسم يفنعون ويفني عمره في الغفلة والبطالة ثم يوفق لعمل صالح فيموت عليه وهذه حال من عمل بعمل اهل النار حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسفق عليه اكتفى بعمله الجنة سيدخلها الاعمال بالخواتيم اذا اراد الله بخير بعبد خيرا عسله. قالوا وما عسله؟ قال يوفقه لعمل صالح ثم يقبضه عليه وهؤلاء منهم من يوقظوا قبل موته بمدة يتمكن فيها من التزود بعمل صالح يختم به عمره ومنهم من يوقظ عند حضور الموت فيوفق لتوبة نصيحة يموت عليها قال قالت عائشة رضي الله عنها اذا اراد الله بعبد خيرا قيظ له ملكا قبل موته بعام فيسدده فيسره حتى يموت وهو خير وهو خير ما كان. فيقول الناس مات فلان خير ما كان وخرجوا البزار عنها مرفوعا ولفظه اذا اراد الله بعبد خيرا بعث اليه ملكا من عامه من عامه الذي يموت فيه فيسدده وييسره فاذا كان عند موته اتاه ملك الموت قاعدا دراسية فقال ايتها النفس المطمئنة اخرجي الى مغفرة من الله ورضوان فذلك حين يحب لقاء الله ويحب الله لقاءه اذا اراد الله بعبده شرا بعث اليه شيطانا من عامه الذي يموت فيه فاغواه. فاذا كان عند موتي اتاه ملك الموت فقعد عند رأسه فقال ايتها النفس الخبيثة اخرجي الى سخط من الله وغضب فتتفرق فتتفرق في جسده فذلك حين يبغض لقاء الله ويبغض الله لقاءه. طبعا هذا كله بناء على ما بقلب العبد قد يكون في قلب العبد وهو يعمل الصالحات من الغل والحسد والغش ما يستحق ان ليختم له بالسيئات قد يكون في قلب العبد من السلامة سلامة الصدر والحب للمسلمين مع كونه عاصيا ما يستحق به ان يختم له بالصالحات نعم قال رحمه الله وفي المسند قال وفي الدعاء المأثور اللهم اجعل خير عملي خاتمته وخير عمري اخره. وفي المسند عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال ممن تاب قبل موته عاما تيب عليه ومن تاب قبل موته شهرا تيب عليه حتى قال يوما حتى قال ساعة حتى قال فواقا. فقال قال له انسان ارأيت ان كان مشركا فاسلم قال انما احدثكم ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فواقا مقصود به قدر مدة زمن حلب الناقة الفواق بضم الفاء. قدره مدة زمن حلب الناقة نعم وفيه ايضا عن عبد الرحمن البيلماني قال اجتمع اربعة من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال احدهم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله عز وجل يقبل توبة العبد قبل ان يموت بيوم. قال الاخر انت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال نعم. قال وانا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله عز وجل يقبل توبة العبد قبل ان يموت بنصف يوم. فقال الثالث انت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال قال وانا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله عز وجل يقبل توبة العبد قبل ان يموت بضحوة. قال الرابع انت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه قال نعم. قال وانا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله عز وجل يقبل توبة العبد ما لم يغرغر بنفسه. وفي ايضا عن ابي سعيد رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان الشيطان قال وعزتك يا رب لا ابرح اغوي عبادك ما دامت ارواحهم في اجسادهم. فقال الرب عز وجل وعزتي وجلالي لا ازال اغفر لهم ما استغفروني ذكر ابن ابي الدنيا بسند وهو ان رجلا من ملوك البصر كان قد تنسك ثم مال الى الدنيا والشيطان فبنى دارا وشيدها وامر بها ففرشت له ونجدت واتخذ مأدبة صنع امنوا ودعا الناس فجعلوا يدخلون فيأكلون ويشربون وينظرون الى بنائه ويتعجبون منه ويدعون له ويتفرقون فما كتب بذلك اياما حتى فرغ من امر الناس ثم جلس في نفر من خاصة اخوانهم قال قد ترون سرور بدال هذه وقد حدثت نفسي ان اتخذ لكل واحد من ولدي مثلها فاقيموا عندي اياما استمتع بحديثكم اشاوركم فيما اريد من هذا البناء لولدي فاقاموا عنده يا من يلهون ويلعبون ويشاورون كيف يبني ولده وكيف يريد ان يصنع فبينما هم ذات ليلة في لهوهم اذا سمعوا قائلا يقول من اقاصي الدار يا ايها الناس منيته لا تأمنن فان الموت مكتوب على الخلائق ان سروا وان فرحوا فالموت حتف للذي فالموت حتف لذي ما لي منصوب لا تبنين ديارا لستسكنها وراجع النسك كي ما يغفر الحوب قال ففزع من ذلك وفزع اصحابه فزعا شديدا ورعاه وراعهم ما سمعه ما سمعوا من ذلك فقال لاصحابه هل سمعت ما سمعته؟ قالوا نعم قال فهل تجدون ما اجد؟ قالوا وما تجد؟ قال اجد والله مسكة على مسكة على قلب ما اراها الا علها الموت. الموت علة الموت نعم مرض الموت نعم قال ما اراها الا علة الموت شيخنا. اي نعم قالوا كلا بل البقاء والعافية. قال فبكى قال وانتم اخلاء واخوانه فما لي عندكم؟ قالوا مرنا بما احببت. قال فامر بالشراب فهريقه بالملاهي فاخرج ثم قال اللهم اني نشهدك ومن حظرة من عبادك اني تائب اليك من جميع ذنوبي. نادم على ما فرطت ايام من مهلة واياك. واياك اسأل ان اقتلتني ان خلتني احسن ما الاقالة يعني العفو عما سبق. نعم واياك اسأل ان اقلتني ان تتم علي نعمتك بالإنابة الى طاعتك وان انت قبضتني اليك ان تغفر لي ذنوبي تفضلا منك علي واشتد به الأمر فلم يزل يقول الموت والله الموت والله حتى خرجت نفسه فكان الفقهاء يرون انه مات على توبة. وروى الواحدي في كتابه قتل القرآن باسناد له ان رجل من اشرف من اشراف اهل البصرة كان منحدرا اليها في سفينته ومعه جارية له فشرب يوما وغنته جاريته بعود الله. وكان معهم في سبيل الله فقير صالح فقال له يا فتى تحسن مثل هذا؟ قال ما احسنوا؟ قال احسنوا ما هو احسن منك. وكان الفقير حسن الصوت فاستفتحه وقرأ قل متاع الدنيا قليل والاخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلا. اينما تكونوا يدرككم قلت لو كنتم في بروج مشيدة فرمى الرجل ما بيده من الشراب في الماء وقال اشهد ان هذا احسن من مما سمعت فهل غير هذا؟ قال نعم فتلى عليه قل الحق من ربكم فمن شاء فاليمن ومن شاء فالاكبر انا اتينا للظالمين نارا احاط بهم سرادقها الاية فوقعت من قلبه موقعا ورمى بالشراب في الماء وكسر العود ثم قال يا فتى هل هنا فرج؟ قال نعم قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله في مجلسه يقصه على الناس فقرأ عنده قارئ وانذرهم يوم الازفة اذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم ولا شفيع فذكر صالح النار وحال العصاة فيها وصفة سياقهم اليها وبالغ في ذلك فبكى وبكى الناس وبالغ في ذلك وبكى الناس فقام فتى كان في مجلسه وكان مسرف على نفسه وقال اكل هذا في القيامة؟ قال صالح نعم. وما هو اكبر منه؟ لقد بلغني انهم يصرخون في النار حتى تنقطع سواتهم فلا يبقى منهم الا كيأتي من المريض المندفل المدن فصاح الفتى ايا لله وغفلتاه عن نفسه ايام الحياة واسفاه على تفريطه في طاعته يا سيدة واسفاه على تضييع عمري في دار الدنيا ثم استقبل القبلة وعاهد الله على توبة نصوح ودعا الله ان يتقبل منه بكى حتى اغشي عليه فحمل من مجلس من المجلس صريحا فمكث صالح واصحابه ويعودون ويئام ثم مات فحضره خلق كثير. فقال صالح يذكره يذكره في مجلسه يذكره في مجلسه كثيرا ويقول وبابي قد وبابي قتيل القرآن وبابي قتيل المواعظ والاحزان فرآه رجل في منامه فقال ما قال عمتي بركة مجلس صالح فدخلت في رحمة الله التي وسعت كل شيء ومن المته سياط المواعظ فصاح فلا جناح ومن زاد المه فمات فدمه مباح. قضى الله في القتلى قصاص دماء ولكن دماء العاشقين جبار وبقي هنا ها هنا قسم اخر هو اشرف الاقسام وارفعها وهو من يفني عمره في الطاعة ثم ينبه على الاجل ليجد في التزود ويتهيأ للرحيل بعمل يصلح للقاء ويكون خاتمة للعمل. قال ابن عباس رضي الله عنهما لما نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم اذا جاء نصر الله والفتح نعيته لرسول الله نعيت لرسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه فاخذ في اشد ما كان اجتهادا في امر الاخرة ام سلمة رضي الله عنها كان النبي صلى الله عليه وسلم في اخر امره لا يقوم ولا يقعد ولا يذهب ولا يجيء الا قال سبحانه الله وبحمده. فذكرت ذلك له. فقال اني امرت بذلك وتلا هذه السورة وكان من عادته ان يعتكف في كل عام في رمضان عشرة ويعرض القرآن عن جبريل مرة فاتهم في ذلك العام عشرين يوما وعرض القرآن مرتين وكان يقول ما ارى ذلك ما اراد ذلك الا لاقتراب اجلي. ما ارى ذلك الا لاقتراب اجلي. ثم حج حجته ودعا وقال للناس خذوا عني مناسككم فلعلي لا القاكم بعد عامي هذا. وطفق يودع الناس وقالوا هذه حجة ودعا ثم رجع الى المدينة فخطب قبل وصولها اليها وقال ايها الناس انما انا بشر يوشك ان يأتي رسول ربي فاجيب فلما امر بالتمسك بكتاب الله ثم توفي بعده وصوله به الى المدينة بيسير صلى الله عليه وسلم اذا كان سيد المحسنين يؤمر ان يختم عمره بزيادة في الاحسان فكيف يكون حال المسيء؟ خذ في جد فقد تولى كم ذا التفريط قد تدان الامر؟ اقبل فعسى يقبل منك العذر كم تبني؟ كم تنقض كم ذا الغدر مرض بعض العبدين فوصف فوصف له دواء يشربه فاتى فاتي به في منامه فقيل وتشرب الدواء والحور العين لك تهيأ فانتبه فصلى في ثلاثة ايام حتى حتى انحنى صلبه ثم ثم مات في اليوم الثالث وكان كان رجل قد اعتزل وتعبد فرأى في منامه قائلا يقول يا فلان ربك يدعوك فتجهز واخرج الى الحج ولست عائدا فخرج الى الحج فمات فراغ بعض الصالحين في منامه قائلا ينشده تأهب للذي لابد منه من الموت الموكل بالعباد اترضى ان تكون رفيق قوم لهم زاد وانت بغير زاد. خرج خرج ابن دجاجة من حديث جابر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم خطب فقال في خطبته ايها الناس توبوا الى ربكم قبل ان تموتوا وبادروا بالاعمال الصالحة قبل ان تشغلوا. فامر بالمبادرة بالتوبة قبل الموت وكل ساعة تمر على ابن ادم فانه يمكن ان تكون ساعة موته. بل كل نفس لا تأمن الموت في طرف ولا نفس. ولو تمنعت تمنعت بالحجاب والحرس قال لقمان لابنه يا بني لا تؤخر التوبة فان الموت يأتي بغتة. وقال بعض الحكماء لا تكن ممن يرجو الاخرة بغير عمل. ويؤخر التوبة ليطول الامل. الى الله تب قبل قائم من العمر اخي ولا تأمن مفاجأة الامر ولا تستصم ولا تستصمن تستصمن بان دعائي فانما دعوت اشفاقا عليك من الوزر فقد حذرتك الحادثات نزولها ونادتك الا ان سمعك ذو وقر تنوح وتبكي للاحبة ان مضوا ونفسك لا تبكي وانت على على الاثر. قال بعض السلف اصبحوا تائبين. وامسوا تائبين يشير الى ان المؤمن لا ينبغي ان يصبح ويمسي الا على توبة انه لا يدري متى يفجأه الموت صباحا او مساء فمن اصبح ومساء على غير توبة فهو على خطر لانه يخشى ان يلقى الله على غير تائب فيحشر فيحشر في زمرة الظالمين قال الله تعالى ومن لم يتب فاولئك هم الظالمون. تب من خطاياك وابكي خشية ما اثبت منها عليك في الكتب. آآ اية وحال تكون حال الفتى صار الى ربه ولم يتب تأخير التوبة في حال الشباب قبيح وفي حال المشي باقبح واقبح. نعى لك ظل الشباب المشيب ونادتك باسم سواك الخطوب فكن مستعدا لداعي الفنا فكل الذي ات قريب السنا نرى شهوات النفوس تفنى وتبقى علينا الذنوب يخاف على نفسه من يتوب فكيف يكون حال من لا يتوب؟ فاذا نزل المرض بالعبد فهي تأخيره للتوبة حينئذ اقبح من كل قبيح فان المرض نذير الموت ينبغي لمن عاد مريضا ان يذكره التوبة والاستغفار فلا احسن من ختام العمل بالتوبة والاستغفار فان كان فان كان العمل سيئا كان كفارة له ان كان مثلا كان كالطابع عليه. وفي حديث سيد الاستغفار المخرج في الصحيح ان يعني الانسان الذي يعود المريض بعض الناس يعود المريض يضحك عنده اذا كان المريض لا سيما اذا كان في مرض الموت ينبغي ان يذكر بالله عز وجل يذكر بالاكثار من الاستغفار الاكثار من التوبة تار من الذكر ما هو يضحك عنده نعم وفي حديث سيد الاستغفار المخرج في الصحيح ان من قاله اذا اصبح واذا امسى ثم مات يوم من يومه او لايته كان من اهل الجنة ليكثر في مرضه من ذكر الله عز وجل خصوصا كلمة التوحيد فانه من كان اخر كلامه دخل الجنة وفي حديث ابي سعيد وابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه من قال في مرضه لا اله الا الله والله اكبر لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد الملك وله الحمد لا اله الا الله ولا حول ولا قوة الا بالله فان مات من مرضه لم تطعمه النار. فالرجل النسائي وابن ماجة والترمذي وحسنه وفي رواية للنسائي من قالهن في يوم او في ليلة او في شهر ثم مات من ذلك اليوم او في تلك الليلة او في ذلك الشهر غفر له ذنبه. ويروى من حديث حذيفة رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من ختم له بقول لا اله الا الله دخل الجنة من ختم له باطعام مسكين اراد به وجه الله ادخله الله الجنة. كان السلف يرون ان من مات عقيب عمل صالح كصيام رمضان او عقاب حج او عمرة انه يرجى له ان يدخل الجنة. وكانوا مع اجتهادهم في الصحة في الاعمال صالحة يجددون التوبة والاستغفار عند الموت يختمون اعمالهم بالاستغفار وكلمة التوحيد. لما احتضر العلاء ابن زياد بكى فقيل له ما يبكيك؟ قال كنت والله احب ان تقبل الموت بتوبة. قالوا فاجعل فافعل رحمك الله فدعا بطهور فتطهر ثم دعا بثوب له جديد فلبس ثم استقبل القبلة فامى برأسه مرتين او نحو ذلك ثم اضطجع ومات فلما احتضر عبد الله ولما احتضر عامر بن عبد الله بكى وقال لمثل هذا المصنع فليعمل العاملون. اللهم اني استغفرك من تقصيري وتفريطي واتوب اليك من جميع ذنوبي لا اله الا الله ثم لم يزل يرددها حتى مات رحمه الله. وقال عمرو بن العاص رحمه الله عند موته اللهم امرتنا فعصينا. ونهيتنا فركبنا ولا يسعنا الا عفوك. لا اله الا الله ثم رددها حتى مات وقال عمر بن عبد العزيز عند موته اجلسوني فاجلسوه فقال انا الذي امرت انا الذي امرتني فقصرت ونهيت فعصيت ولكن لا اله الا الله ثم رفع رأسه فاعد النظر فقالوا له انك تنظر نظرا شديدا يا امير المؤمنين قال اني حضرة ما هم بانس ولا جن ثم قبض رحمه الله عليه وسمعوا تاليا يتلو تلك الدار الاخرة نجعلها للذي لا يريدون علوا في الارض ولا فسالا والعاقبة للمتقين. يا غافل القلب عن ذكر المنيات عما قليل ستثوي بين اموات. فاذكر لك من قبل الحلول به وتب الى الله من لهو ولذات. ان الحمام له وقت الى اجل. فاذكر مصائب ايام وساعات لا تطمئن الى الدنيا وزينتها قد حان للموت يا ذا اللب ان يأتي التوبة التوبة التوبة قبل ان يصل اليكم من الموت النوبة. فيحصل المفرط على الندم والخيبة. الانابة الانابة قبل غلق باب الاجابة الاقالة الافاقة الافاقة فقد قرب وقت الفاقة ما احسن قلق التواب وما احلى قدوم الغياب ما اجل وقوفهم الباب اسأت ولم احسن وجئتك تائبا وانى لعبد من مواليه مهرب يؤمل غفرانا فان خاب ظنه فما منه على الارض اخيب. من نزل به الشيب فهو بمنزلة الحامل التي تمت شهور حملها. فما تنتظر الا الولادة. فذلك صاحب الشيب لا ينتظر غير الموت فقبيح منه الاصرار على الذنب. اي شيء تريد مني الذنوب شغفت بي فليس عني تغيب. ما يضر الذنوب لو اعتقت رحمة بي فقد علاني المشيب. احسنت. ولكن. احسنت. بارك الله فيك يعني تكملون قراءة صفحة باقية حتى ما نؤخر المصلين نسأل الله جل وعلا ان يختم لنا ولكم بالصالحات. امين. ومن حسن آآ الايمان ان الانسان ينظر الى حال نفسه فانه لعله ان ينبه على الموت فيتوب توبة صادقة سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك