المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله وعن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقول الله تعالى من عادى لي وليا فقد اذنته بالحرب وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه. وما يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به. وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها. ولئن سألني اعطينه ولئن استعاذني لاعيذنه وما ترددت عن شيء انا فاعله ترددي في قبض نفس عبدي المؤمن يكره الموتى واكره مساءته ولابد له منه. رواه البخاري. هذا اشرف حديث في فضل الاولياء او كرامتهم على الله عز وجل. فمن ذلك ان الله عز وجل جعل معاداتهم محاربة له لمحبته لهم. وعلو مقامهم. وان الله تعالى يسددهم في جميع وسكناتهم ويكون معهم في كل احوالهم اذا قاموا بولايته. وان ولاية الله مدارها على اداء فرائض الله. والقيام حقوقه وحقوق عباده. ثم الازدياد من نوافل العبادات كلها من صلاة وصيام وصدقة وحج وذكر وقراءة وتعلم علم وتعليم وذلك من العبادات ومن الاحسان المتعلق بمن لهم حق خاص من اقارب وجيران ومماليك ومعاملين واصحاب اب ومن لهم حق عام من جميع الخلق. فمن ادى الفرائض وتقرب الى الله عز وجل بالنوافل. احبه الله عز وجل وسدده كان الله معه واجاب الله دعوته واحب الله كرامته. وكره الله مساءته حتى في الامر الذي لا بد منه وهو الموت. فان الله عز وجل قضى قضاء محتما ان كل نفس ذائقة الموت. ولما كان وليه عنده في غاية الكرامة. والله ارحم به من والديه ومن نفسه صارت كراهة الولي للموت يكرهها الله عز وجل. لمشقتها على عبده المؤمن. ولكن الله عز وجل منفذ امره مع ذلك فهذه المشقة العظيمة التي يجدها المؤمن عند الموت يثيبه الله عليها. فانه تعالى قضى انه لا يصيب المؤمن من هم من ولا غم ولا اذى حتى الشوكة يشاكها الا كفر الله عنه بها من خطاياه. وكذلك مع ثوابه يلطف به في هذا هذا المصرع ويتحمل عنه ويسهل عليه. فانه من تعرف الى الله في الرخاء عرفه في الشدة. واعانه على كل مشقة وفي هذا الحديث اثبات محبة الله لعباده المؤمنين. وانها تتفاوت بتفاوت ما من الله به على اوليائه من طاعته وطاعة رسوله قلة وكثرة وحسنا وضدة. وفيه ان الفرائض افضل من النوافل. وانها مقدمة عليها. فمتى تزاحمت الفرائض والسنن فالفرائض هي المقدمة. اللهم انا نسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربنا الى حبك. وفي الحديث برهان على ان محبة الله غير مشيئته. فان مشيئته تتعلق بكل كائن موجود. فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن واما محبة الله عز وجل فانها تتعلق بما يحبه الله من الاشخاص والاعمال. فمحبته خاصة ومشيئته عامة واعلم ان معاداة اولياء الله نوعان احدهما ان يعاديهم لاجل ولايتهم لله وقيامهم بدينه. فهذا كفر وردة محاربة تامة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم. والنوع الثاني ان يعاديهم لاغراض دنيوية ولعصبية جاهلية بتأويل يحسبه المتأول حقا. فهذا لا يلحق بالاول. وهذا النوع مراتب بحسب الدواعي الى هذه المعاداة. وبحسب ما قوموا في القلوب من الشبه حتى قد يشتبه الامر على طائفتين او شخصين كل منهم يرى ان الحق معه. وكلهم يريد الحق فهذا النوع لا يدخل في هذا الحديث فلابد من هذا النظر وهذا التفصيل وتفصيل القضايا في هذا يطول والله اعلم