بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان. شرح كتاب التوحيد للامام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله الدرس التاسع عشر بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين مرحبا بكم ايها الاخوة والاخوات في درس جديد من دروس التوحيد للامام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله. ضيف هذا اللقاء هو فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للافتاء اهلا ومرحبا بالشيخ صالح مع الاخوة والاخوات في هذا الدرس حياكم الله وبارك فيكم قال المؤلف رحمه الله تعالى باب من تبرك بشجرة او حجر ونحوهما بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد من تبرك اي طلب البركة والبركة هي ثبوت الخير ودوامه والبركة انما تكون من الله سبحانه وتعالى هو الذي يبارك في الاشياء ويجعل فيها بركة ومن بحاله سبحانه ومن مدحه تبارك الذي بيده الملك تبارك الذي نزل الفرقان على عبدي تبارك الله فتبارك الله احسن الخالقين. البركة منه سبحانه وتعالى يجعلها في بعض الاشياء الا يجوز طلبها من غير الله عز وجل لتقول اللهم بارك فيه اللهم اجعله مباركا آآ هي تطلب من الله عز وجل فمن تبرك بغيره طلب البركة من غيره من الاشجار والقبور والاضرحة وغير ذلك او من الاحياء فان له نصيبا من عبادة غير الله لان طلب البركة عبادة وهي لا تطلب الا من الله سبحانه وتعالى وهو الذي يدعى بمنح البركة واحلالها بالاشياء فهذا وجه كون الشيخ رحمه الله عقد هذا الباب واورد فيه ما جاء من الادلة في هذا الموضوع ليبين ان تبرك بالبقاع بالاشجار بالاحجار بالقبور انه عبادة لغير الله عز وجل لانه يطلب منها ما لا يطلب الا من الله سبحانه وتعالى سيأتي في هذا الباب ما يبين ذلك على هذا فالذين يتبركون بالاحجار والاشجار والقبور الان هؤلاء يطلبون البركة من غير مصدرها. ومن غير مالكها وهو الله سبحانه وتعالى نعم قال الله تبارك وتعالى افرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الاخرى الكم الذكر وله الانثى تلك اذا قسمة ان هي الا اسماء سميتموها انتم واباؤكم ما انزل الله بها من سلطان ان يتبعون الا الظن وما تهوى الانفس. ولقد جاءهم من ربهم الهدى يقول الله سبحانه وتعالى قاطبا للمشركين الذين يتبركون بالاصنام و اكبرها عندهم اللات والعزى ومنات هذه اصنام ثلاثة في جزيرة العرب اللات في الطائف العزى بوادي نخلة بين مكة والطائف ومنات على طريق المدينة قريب من المدينة بالمشلل عند قديد عند جبل قديد يتبركون بهذه الاصنام الثلاثة الكبيرة واللات بالتخفيف اسم صخرة بالطايف كانوا يتبركون بها وقرأ اللات بالتشديد اسم فاعل من لت يلت هو عبارة عن رجل صالح كان يلت السويق للحجاج ويطعمهم فلما ماتا فلما مات عكفوا على قبره يتبركون به يتناوبون عنده وله سدنة واما العزى فهي شجرة او شجرات لوادي نخلة عليها اه عليها عليها بنا وحولها حراس وسدنة ايضا يتبرك بها اهل مكة من حولهم ومنات هذه لاهل المدينة ومن حولهم هذا في الجاهلية قبل الاسلام فلما جاء الاسلام نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الاصنام وغيرها وامر بعبادة الله وحده دعا الناس الى التوحيد ثم لما هاجر الى المدينة واجتمع حوله المسلمون من المهاجرين والانصار فصارت له قوة وجيش بدأ بالغزوات يغزو المشركين يقاتلهم على الشرك بالله عز وجل فلما كان في السنة آآ التاسعة من الهجرة غزا اهل مكة غزا اهل مكة وفيها المشركون اكابر المشركين كابي جهل وابي لهب وغيرهم غزاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليطهر مكة من رجسهم ومن وثنيتهم ففتح الله مكة له واستولى على مكة عليه الصلاة والسلام ودخل المسجد الحرام وكان على الكعبة ثلاث مئة وستون صنما وكان على الصفا والمروة صنمان كبيران ايساف على الصفا ونائلة على المروة فجعل صلى الله عليه وسلم يشير الى هذه الاصنام التي فوق الكعبة وتتساقط. الله وثم يكسرها ويحرقها طهر الكعبة منها ودخل الكعبة المشرفة صلى فيها ركعتين ثم نظف داخلها من الصور التي كانوا يصورونها للمعظمين وطهرها من ذلك ثم انه ارسل الى هذه الاصنام الثلاثة اللات والعزى ومنات التي هي اكبر اصنام العرب ارسل اليها من هدمها من الصحابة فارسل خالد بن الوليد رضي الله عنه الى العزى فقطعها وقتل الشيطانة التي كانت عندها وارسل المغيرة بن شعبة وابا سفيان بن حرب الى اللات في الطايف فهدمها وارسل علي ابن ابي طالب رضي الله عنه الى العزى فهدمها الله جل وعلا قال للمشركين افرأيتم اللات والعزى؟ هل نصرت نفسها؟ هل منعت نفسها؟ هل نفعتكم هل منعتكم من من رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن المسلمين حينما غزوكم هل حمتكم هل حمت نفسها لما جاءها الصحابة وهدموها كيف تعبد من دون الله؟ وكانوا يتبركون بها يطلبون منها البركة هذا هو يعني معنى الترجمة ان هذه الاية بينت ان هذه الاصنام التي يعظمها المشركون وهي اكبر اصنامهم لم تنفع نفسها ولم تنفعهم ولم تدفع عن نفسها ولم تدفع عنهم فكيف يتبرك بها؟ وهكذا سائر المعبودات من دون الله ان تدعوهم لا يسمعوا دعائكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير وهو الله سبحانه وتعالى قد اخبر عن هذه الاصنام وهذه الامور التي يتخذونها من دون الله عز وجل هذا مآل مآلها ومآل اصحابها لكن اين العقول النيرة انما هو التعصب الاعمى و تقليد الفاسد والا فقد اتضح الحق مستبان فاذا كانت هذه الاصنام على كثرتها في مكة وخارج مكة لم تمنع نفسها ولم تمنع اصحابها من المسلمين فكيف تعبد من دون الله وكذلك القبور والاضرحة التي تعبد هل الاموات يمنعون؟ هل الاموات ينفعون او يضرون وهم هامدون في قبورهم لكن ما ما في عقول ما في عقول نيرة وسليمة وبصائر نسأل الله العافية فهذا من باب التحدي لهم لكانت هذه الاصنام الثلاثة اللات والعزى ومنات لم تمنع نفسها ولم تمنع من لاذ بها من جند الله سبحانه وتعالى فكيف بغيرها من ما هو دونها من الاصنام والقبور مغارات والاشجار وغير ذلك من الخزعبلات والمواريث الجاهلية نعم وعن ابي واقد الليثي قال ارجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها اسلحتهم يقال لها ذات انواط ومررنا بسدرة فقلنا يا رسول الله اجعل لنا ذات انواط كما لهم ذات انواط فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله اكبر انها السنن قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو اسرائيل لموسى اجعل لنا الها اجعل لنا الها كما لهم الهة قال انكم قوم تجهلون لتركبن سنن من كان قبلكم رواه الترمذي وصححه نعم ابي واقد الليثي رضي الله عنه من اهل مكة وكان مشركا من جملة المشركين الذين في مكة فلما فتح الله مكة في السنة التاسعة من الهجرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ودخلت تحت حكم الرسول صلى الله عليه وسلم ونفذ فيها شرع الله طهرها من عبادة الاصنام سمعت هوازن القبيلة التي حول مكة وهي قبيلة كبيرة سمعت بهذا فخافت على نفسها ان يغزوهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجتمعوا وجمعوا جيشا عظيما واستعدوا للقتال فلما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم ذلك وكان فتح مكة في رمضان المعظم فلما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم ذلك استعد وجمع جيشه وخرج غازيا هوازن خرج غازيا هوازن في شوال فالتقى الفريقان او الجيشان في وادي حنين وهو وادي يقع شرقي مكة قريبا منها التقوا في كنيم وكان المسلمون يزيدون على عشرة الاف فبعض المسلمين اعجبه هذا هذه القوة وهذا الجيش وقال لن نغلب اليوم من قلة الله جل وعلا اراد ان يؤدب هذا القائل الذي اعجب بهذه القوة و من اغتر به ايضا فلما التقى الجمعان تألب المشركون من الجبال والاودية على المسلمين فوقع المسلمون بينهم واذا ضاقت عليهم الارض بما رحبت وآآ فر بعضهم من شدة البأس وحمل الوطيس ولم يبقى الا رسول الله صلى الله عليه وسلم. لم يثبت الا الرسول ومعه من جماعة اهل العزم والايمان والقوة الذين يحمونه صلى الله عليه وسلم فنادى او امر مناديا ينادي المسلمين ان يأتوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما سمعوا النداء اقبلوا الى الرسول صلى الله عليه وسلم والتفوا حوله وعادت الكرة مرة ثانية فنصر الله المسلمين ونزلت الملائكة تؤيد المسلمين وتساعدهم على قتال الكفار من هزم الكفار وهو تغلب المسلمون عليهم وغنموا منهم اموالا عظيمة لانهم جاؤوا باموالهم وباهليهم جميع عتادهم جاؤوا به يستقوون به على غزو الرسول صلى الله عليه وسلم فصار غنيمة للمسلمين وفي ذلك انزل الله سبحانه وتعالى لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين اذا اعجبتكم كثرتكم فلم تغني عنكم شيئا وضاقت عليكم الارض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ثم انزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وانزل جنودا لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى كلمة الله هي العليا الله عزيز حكيم فبذلك انتصر المسلمون في غزوة حنين بعد الابتلاء والامتحان وغنموا اموالا عظيمة جاء بها المشركون وكان مع الغزو هذا الرجل ابو واقد الليثي قال خرجنا يعني من مكة خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بغزوة حنين ونحن حدثاء عهد بكفر لانه من مسلمة الفتح لان بعض بعضهم او كثير من اهل مكة انما اسلموا في عام الفتح كانوا على جاهلية حديث عهد بالاسلام ولم يتعلموا فمر الجيش بقوم من المشركين يعكفون عند شجرة للمشركين شجرة يقال لها ذات انواط لانهم يعلقون بها اسلحتهم تبركا بها فقالوا يا رسول الله قال هؤلاء الذين هم حديث عهد بالاسلام ولم يتعلموا يا رسول الله اجعل لنا ذات انواط فما لهم ذات انواط هذا فيه ان الرجوع الى اهل العلم في مسائل الدين فهم ما جعلوا لانفسهم شجرة التراجع النبي صلى الله عليه وسلم ما شاء الله فكان في ذلك الخير لهم والنجاة من الشرك اجعل لنا ذات انواط كما لهم اي للمشركين ذات انواط من باب التشبه والتقليد ظنوا ان هذا عمل طيب وعمل جيد النبي صلى الله عليه وسلم تعجب من ذلك واستنكر قال الله اكبر تعظيما لله سبحانه وتعالى وتعجبا من ومقولة هؤلاء قلتم والذي نفسي اذ قال الله اكبر وكان صلى الله عليه وسلم اذا اعجبه شيء او استنكر شيئا يكبر او يسبح الله عز وجل الله اكبر انها السنن او السنن السنن جمع سنة وهي الطريق والسنن هو الطريق السنن جمع والسنن مفرد اي انتم على طريق هؤلاء السابقين انها السنن قلتم والذي نفسي بيده حلف صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو اسرائيل لموسى عليه الصلاة والسلام موسى بن عمران اجعل لنا ذات انواط اي اجعل لنا شجرة نعلق عليها اسلحتنا للتبرك بها كما لهم اجعل لنا الها كما لهم الهة وذلك ان الله سبحانه وتعالى قال وجاوزنا ببني اسرائيل البحر فاتوا على قوم يعكفون على اصنام لهم يقيمون عندها يعظمونها ويتبركون بها يعكفون على اصنام الله قالوا يا موسى اجعل لنا الها. هذا دليل على ان التبرك بشيء انه انه يجعله الها. من تبرك به شيء فقد جعله الها لان هذا هذا لا يطلب الا من الله سبحانه وتعالى اجعل لنا الها كما لهم الهة باب التقليد فموسى عليه السلام انكر عليهم وقال انكم تجهلون ان هؤلاء اصحاب الاصنام مكبر ما هم في باطل ان هؤلاء اه اصحاب الاصنام مكبر اي اي زائل وخراب ما هم عليه مكبر ما انفي وباطل ما كانوا يعملون قال اغير الله ابغيكم الها وهو فظلكم على العالمين هذه مقالة موسى لقومه التي حكاها الله في القرآن وهؤلاء النفر الذين طلبوا من الرسول ان يجعل لهم شجرة يتبركون بها مثل هؤلاء الذين قالوا لموسى فدل على ان التبرك بحجر او شجر او اي شيء ان من تبرك به فقد اتخذه الها مع الله سبحانه وتعالى نعم جزاكم الله عنا وعن امة الاسلام خير الجزاء وبارك الله في علمكم وجهدكم وجعلكم مباركين اينما كنتم فضيلة الشيخ انتهى هذا الدرس من دروس كتاب التوحيد للامام المجدد محمد ابن عبدالوهاب رحمه الله وكان معنا ضيف في هذا البرنامج فضيلة الشيخ صالح ابن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء عضو اللجنة الدائمة للافتاء وسجل هذا الدرس الزميل عثمان بن عبدالكريم الجويبر والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته