وعن ابي امامة صدي بن عدلان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ابن ادم انك ان تبذل الفضل خير لك وان تمسكه شر لك ولا تلام على كفاف وابدأ بمن تعول طلعوا لي خير من اليد السفلى. رواه مسلم. وعلى انس رضي الله عنه قال ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الاسلام شيئا الا اعطاه. ولقد جاءه رجل فاعطاه غنما بين جبلين. فرجع الى قومه فقال يا قومي اسلموا فان محمدا يعطي عطاء من لا يخشى الفقر. وان كان الرجل لن ما يريد الا الدنيا فما يلبث الا يسيرا حتى يكون الاسلام واحب اليه من الدنيا وما عليها. رواه مسلم. وعن عمر رضي الله عنه قال قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم قسما فقلت يا رسول الله لغير وهؤلاء كانوا احق به منهم. قال انهم خيروني ان يسألوني بالفحش. او يبخلوني ولست داخل رواه مسلم او عن خبير بن مطعم رضي الله عنه انه قال بينما هو يسير مع النبي صلى الله عليه وسلم مقفله من حنين. فعلقه الاعراب يسألونا حتى اضطروه الى سمرة فخطفت رداءه فوقف النبي صلى الله عليه وسلم فقال اعطوني ردائي فلو كان لي عدد هذه من عضاه نعما لقسمته بينكم ثم لا تجدوني بخيلا ولا كذابا ولا جبانا. رواه البخاري بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهدى اما بعد. هذه الاحاديث الاربعة كلها تدل على فضل والكرم والانفاق والاحسان في سبيل الله. وان هذا هو خلق النبي عليه الصلاة والسلام. فالجدير بالمؤمن الذي وسع الله عليه ان ينفق ويحسن. يرجو ما عند الله في قريب والفقير ومشاريع الخير. يقول صلى الله عليه وسلم يا ابن ادم انك ان تبلغ الفضل خير لك وان تمسكه شر لك ولا تلام على كفاه. وابدأ بمن تعول وليدع لي خير من العلم السفلى. ويوجه النبي صلى الله عليه ان البذل خير للمؤمن الجود والكرم والامساك شر له تقدم قوله صلى الله عليه وسلم يقول الله جل وعلا يا ابن ادم انفق ننفق عليك هكذا يقول ربنا عز وجل ويقول صلى الله عليه وسلم ما من يوم يصبح فيه الناس الا وينزل فيه ملكان احدهما يقول اللهم اعط منفقا خلفا والثاني يقول اللهم اعطي مشركا تلفا. والله يقول سبحانه وما انفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين. ويقول سبحانه امنوا بالله ورسوله وانفقوا مما جعل لكم مستخلفين فيه. فالذين امنوا منكم وانفقوا لهم اجر كبير. ويقول جل وعلا فاتقوا الله ما استطعتم اسمعوا واطيعوا وانفقوا خيرا لما انفسكم. ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون. وفي هذه الاحاديث ما يدل على هذا الفضل وان اليد العليا خير من اليد السفلى وان الانفاق هو طريق المؤمن وسبيل المؤمن ولا يلام على كفاف بما يسده ويسد حاجته ويبدأ بمن يعول من الاقارب والاهل واهل البيت قبل غيرهم. والانفاق في وجوه البر كله خير وكله فضل من الله جل وعلا من اسباب الخلف والنبي صلى الله عليه وسلم جاءه فقير من الاعراب فاعطاه ما بين جبلين غنما فذهب الى قومه قال يا قوم اسلموا فان محمدا يعطي عطاء من لا يخشى الفقر هذا فيه الحث على الجود والكرم وتأليف القلوب ودعوة الناس الى الاسلام بالانفاق والاحسان وقسما قسما فقال له امر يا رسول يا رسول الله لغير هؤلاء اولى منهم؟ قال انهم يأبون ان يبخلوني ويأبى الله الى البخل. ويبلى في الاخر اني اعطي قوما لما في قلوبهم من الهلع وادعوا اخرين لما جعل الله في ظلمنا الغنى والخير منهم عمر ابن ثعلب قال عمر رضي الله عنه لقد قال النبي كلمة ما احب لان لي بها الدنيا وعليها فالمقصود المؤمن يجتهد في النفاق والاحسان ووضع الامور في مواضعها يتحرى وضع الامور في مواقعها يتحرى ان يقع في تأليف القلوب في تأمين المساجد في تشجيع على طلب العلم في توزيع الكتب النافعة في صلة الرحم يتحرى وجوه الخير يرجو ما عند الله من المثوبة. وفق الله الجميع