ويأبى الله الا ان يتم نوره ولو كره الكافرون يريد هؤلاء الكفار وغيرهم ممن هم على ملة من ملة الكفر بافتراءاتهم هذه وتكذيبهم بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ان يقضوا على الاسلام ويبطلوه ويبطل ما جاء فيه من الحجج الواضحة والبراهين الجلية على توحيد الله وان ما جاء به رسوله حق ويأبى الله سبحانه الا ان يكمل دينه ويظهره وتأمل يريدون ان يطفئوا نور الله بافواههم فقال هنا نور الله باضافة النور الى اسم الجلالة الله اشارة الى ان محاولة اشارة الى ان محاولة اطفائه عبث وان اصحاب تلك المحاولة لا يبلغون مرادهم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال الله تعالى يريدون ان يطفئوا نور الله بافواههم ويعليه على غيره ولو كره الكافرون اكمال دينه واظهاره واعلاءه فان الله متمه ومظهره ومعليه واذا اراد الله امرا بطلت ارادة غيره ولذلك في هذه الاية الكريمة بشارة للمؤمنين وتصبير لهم وان الله سبحانه وتعالى ينصر هذا الدين وذاك السعيد في هذه الدنيا من يأخذ بهذا النور ويقوم به ويعمل لاجله وانت اذا رأيت تكالب اعداء الامة على امة الاسلام فتذكر هذه الاية وتصبر بها يريدون ان يطفئوا نور الله بافواههم ويأبى الله الا ان يتم نوره ولو كره الكافرون فمثالهم في ذلك كمثل من يريد ان يطفئ شعاع الشمس او نور القمر بنفخة وهذا لا يستطيعه ابدا فكذلك ما ارسل به الرسول صلى الله عليه وسلم لابد ان يتم نورهم ففيها بشارة وتضمين وتيئيس للكافرين ثم قال الله تعالى هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون والله سبحانه هو الذي ارسل رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم بالقرآن الذي هو هدى للناس وبدين الحق الذي هو دين الاسلام ليعليه بما فيه من الحجج والبراهين والاحكام على غيره من الاديان ولو كره المشركون وتأمل هنا قوله تعالى هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره واظهاره جعله اعلى الاديان واقواها حتى يعم المشارق والمغارب والله انت حينما تتأمل يعني وفقا لتقارير عديدة لمراكز عديدة حتى منها مركز بيول امريكي عدد المسلمين في العالم تجاوز المليار وسبعمائة وخمسين يعني مليارين الاربع تقريبا وتقول صحيفة تيليجراف البريطانية ان عدد المسلمين في اوروبا سيصل الى اكثر من عشرين بالمئة من سكان اوروبا وايضا يعني حتى علق احد الغربيين قائلا لقد صار من المحقق ان الاسلام ظافر لا محالة على غيره من الاديان التي تتنازع العالم فعدد المسلمين في نمو وتزايد مستمر. فالمؤمن حينما يقرأ هذه الاية يستشعر موعود الله سبحانه وتعالى. وان الانسان حينما يقوم بامر الدين ليبثه فهو انما ينفع نفسه. فربنا جل ناصر دينه ثم قال تعالى يا ايها الذين امنوا ان كثيرا من الاحبار والرهبان ليأكلون اموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم وتأمل خطاب هنا نقرأ ما في التفسير ثم نعلق يا ايها الذين امنوا وعملوا بما شرعه الله لهم. ان كثيرا من علماء اليهود وكثيرا من عباد النصارى لا يأخذون اموال الناس بغير حق شرعي فهم يأخذونها بالرشوة وغيرها وهم يمنعون الناس من الدخول في دين الله والذين يجمعون الذهب والفضة ولا يؤدون ما يجب عليهم من زكاتها. فاخبرهم ايها الرسول بما يسوؤهم يوم القيامة من عذاب موجب اذا يا ايها الذين امنوا ينتبه المؤمن ويعلم الانسان ان الايمان يحتاج الى العمل. فالانسان يعمل بما امن وفيه تنبيه ان كثيرا من الاحبار والرهبان ولذلك يعني لماذا ذكر هذا يعني لماذا ذكر ما يتعلق بالاحبار والرهبان؟ المقصود التحذير من علماء السوء وعباد الضلال كما قال سفيان ابن عيينة من فسد من علمائنا كان فيه شبه من اليهود ومن فسد من عبادنا كان فيه شبه من النصارى وهذا يذكرنا نحن لماذا نقرأ سورة الفاتحة ونسأل الله تعالى الهداية على الصراط المستقيم ونستعيذ بالله تعالى ونسأله ان يجنبنا صراط اولئك الذين غضب الله عليهم وكذلك الذين ضلوا عن صراط الله تعالى وايضا في هذا التنبيه تنبيه لاجل الناس لان الناس عالة على العلماء وعلى العباد وعلى ارباب الاموات فاذا فشلت احوال هؤلاء علماء السوء فسدت احوال الناس فجاء التهدير من هذا والعمل لاجل طاعة الله سبحانه وتعالى لما ذكر هذا وانهم يأكلون ربنا قال بعدها قال يوم يحمى عليها في نار جهنم وهذا مسألة تناسب الايات امر في غاية الاهمية يوم يحمى عليها في نار جهنم بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لانفسكم فذوقوا ما كنتم تكنسون يوم القيامة يوقد على ما جمعوه ومنعوا حقه في نار جهنم كذا ما اخذوه بالحرام وما جمعوه ولم يؤدوا حقه. لان الانسان يسأل على المال يسأل في اخذه ويسأل في وضعه. ويسأل في حرمانه حقه فاذا اشتدت حرارتها وضعت على جباههم وعلى جنوبهم وعلى ظهورهم ويقال لهم على سبيل التوبيخ هذه اموالكم التي هذه هي اموالكم التي جمعتموها ولم تؤدوا الحقوق الواجبة فيها. فذوقوا بال ما كنتم تجمعونهم ولا تؤدون حقوقه وعاقبة ذلك اذا ربنا جل جلاله يبين لهم هذا وفيه بيان لنا ان من احب شيئا وقدمه على طاعة الله عذب به وهؤلاء لما كان جمع هذه الاموال اثر عندهم اثروا يعني كان عندهم هذا المال اثروا عندهم من رضا الله عنهم عذبوا بها وهذه الاموال لما كانت اعز الاموال على اربابها كانت اضر الاشياء عليهم بالدار الاخرة ولذلك هذه مسألة مهمة يا اخواني ان كل نعمة لا تقرب الى الله فهي بلية. فعلى الانسان ان يحذر هذه الامور وعلينا لا ننسى ان الاموال المستخفية بالخزائن يعني ومخبئ فيها حق المسكين والبائس شر جسيم على صاحبها في الدنيا والاخرة فكثير من الناس لديهم الاموال لا سيما الان لما حصل ما حصل من الامور الاقتصادية في هذا الوضع الاقتصادي الان بعض الناس اصبح لا يؤدي الزكاة يتخوف من المستقبل نقول له اذا اردت ان تأمن المستقبل فادي حق الله تعالى ومن حق الله اداء حق المال فهذا المال فيه حقوق على الانسان ان يحذر التقصير في حق الله تعالى ثم قال تعالى ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والارض منها اربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن انفسكم وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا ان الله مع المتقين ان عدد شهور السنة في حكم الله وقضائه اثنا عشر شهرا فيما اثبته الله في اللوح المحفوظ. اول ما خلق السماوات والارض من هذه الاشهر الاثني عشر اربعة اربعة اشهر حرم الله فيهن القتال وهي ثلاثة سبت ذو القعدة وذو الحجة والمحرم. وواحد فرد وهو رجب ذلك المذكور من عدة شهور السنة من تحريم اربعة منها هو الدين المستقيم فلا تظلموا في هذه الاشهر الحرم انفسكم بايقاع القتال فيها وهتك حرمتها وقاتل المشركين جميعا. كما انهم يقاتلونكم جميعا واعلموا ان الله مع الذين يتقونه بامتثال ما امر به واجتناب ما نهى عنه بالنصر والتثبيت ومن كان الله معه فلن يغلبه احد اذا هذه الاية العظيمة تبين لنا فوائد اولا انه الذي ينبغي على الانسان حينما يعلق احكام العبادات وغيرها انما يكون بالشهور والسنين التي تعرفها العرب دون الشهور التي تعتبرها العجم والروم والقبط وايضا يعني فالانسان حينما يعلق لو فرضنا انت لديك عمل او بالتزام مع اخرين فلو جعلته على هذه الاشهر لكان هذا هو الصواب وهو الصحيح في الاية طبعا ختمت الاية واعلموا ان الله مع المتقين وهنا ترغيب على ان الانسان يحرص على استعمال التقوى في سره وفي علنه. وان يعمل في القيام بالطاعة. ولا سيما عند قتال فانما في هذه الحال ربما ترك المؤمن العمل بالتقوى في معاملة الكفار الاعداء المحاربين. فالانسان عليه ان يتقي الله تعالى في كل احواله في القتال وفي غير قتال وان النصر يأتيه حينما يكون ناصرا لامر الله تعالى. اما اذا كان الانسان لا يؤدي حق الله فكيف وهو لا يؤدي حق الله تعالى هنا تأمل ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والارض منها اربعة حرم. هذه اربعة اشهر حرم يحرم فيها القتال قتال الطلب منعنا منهم اما قتال الدفء فهذا ليس محرم بل هو واجب ان الانسان يدفع عن نفسه وعن امة الاسلام لكن نتأمل هنا في لماذا حرم القتال ونهينا عنهم لاجل ان يتفرغ المجاهد في اربعة اشهر نعم وهو ثلث العام لاجل التزكية والتوبة والعبودية لان الانسان في جميع اعماله به حاجة الى عبادة الله تعالى نتأمل في قوله فلا تظلموا فيهن انفسكم فالانسان يحذر يحذر من ظلم النفس. طبعا يقول ابن عباس اختص من ذلك اربعة اشهر وذي القعدة وذو الحجة ومحرم ورجب فجعلهن جعلهن حرما وعظم حرمتهما وجعل الذنب فيهن اعظم والعمل الصالح والاجر اعظم هكذا قال ابن عباس فالانسان يعظم ما عظمه الله سبحانه وتعالى والذنوب هي محرمة في هذه الاشهر وفي غيرها. لكن جاء التأكيد على ان الانسان لا يظلم نفسه في هذه الاشهر حتى يتنبه الانسان في مسألة الذنوب فهو لما يراقب نفسه اكثر في الاربعة اشهر فيراقب نفسه في بقية الاشهر الاخرى ويقول قتادة يقول في قوله تعالى عن الشهور الحرم فلا تظلموا فيهن انفسكم ويقول ان الظلم في الشهر الحرام اعظم خطيئة ووزرا من الظلم فيما سواه وان كان الظلم على كل حال عظيما ولكن الله يعظم من امره ما شاء اذا الانسان يعظم ما عظمه الله تعالى ولا انتبه هنا بانه قد سماه ظلم النفس فيحذر الانسان من ان يظلم نفسه لان الانسان اذا فرط في العمل فقد ظلم نفسه اذا اغتبت بالذنوب فقد ظلم نفسه. ولماذا سمي ظالما لنفسه لان نفسه امانة بين يديه. ينبغي عليه ان يحفظها وان يعليها وان يختار لها افضل منه وان لا يدسيها بالذنوب والمعاصي اذا من ظلم النفس تضييعها في غير ما يقرب الى الله. احفظوا يا اخواني من ظلم النفس تضييعها في غير ما يقرب الى الله فكثير من الناس والعياذ بالله تعالى يضيعون انفسهم في غير ما يقربوا الى الله تعالى يقول الحسن البصري ادركت اقواما كانوا على ساعتهم اشفق منكم على دنانيركم ودراهمكم فالنساء عليه ان يحفظ الوقت وان يحفظ الزمان وان يحفظ الانفاس وربنا جل جلاله سيسألنا حتى عن الوقت ويسألنا على القوة بين ضعف بين ضعف الصغر وضعف الكبر اذا ليس المسلم الحق الذي تدخل عليه هذه الاشهر التي عظم الله شأنها وهو لا يبالي بما ينتهك فيها من المعاصي وتعدي حدود الله تعالى فان الله تعالى قال فيها فلا تظلموا فيهن انفسكم فالانسان يراقب نفسه في الاشهر فاذا راقب نفسه في الاشهر الاربعة سيراقب نفسه في الاشهر الاخرى ولو ظلم المرء نفسه في الاشهر الحرم فقد اتى امرا عظيما فربنا قال فلا تظلموا فيهن انفسكم فكيف بمن ظلم غيره يعني هذه فيها تنبيه ان الانسان لا يظلم نفسه بالتفريط ولا يظلم نفسه بالذنوب وفيه تنبيه ان الانسان لا يظلم الاخرين وفيه تنبيه على الانسان لا يأكل حق الاخرين وفيها ان الانسان لا يرفع شكوى على امه لاجل ان يحجر عليها لاجل ان يتعجل ورثها كانه يتعجل وفاتها اذا لو ظلم المرء نفسه في الاشهر الحرم لكان قد اتى امرا عظيما ونتأمل هنا فلا تظلموا فيهن انفسكم فكيف بمن ظلم غيره بفعل ما نهى الله تعالى عنه او بفعل ما تأباه الشرائع والاعراف قتل وقتال وانتهاك لحرمة الجوار. وترويع الامنين وهتك لحرمة هذه الاشهر وتشويه لسمعة الاسلام. يعني ومن ذلك اولئك الذين يبثون دون المسلسلات الفاجرة ويبثون الامور المحرمة ويبثون الاختلاط وكذلك استنزاف الاموال في غير ما يرضي الله سبحانه وتعالى فما اعظم جناية اولئك الذين يبثون السوء بين الناس من فوائد هذه الايات اولا دين الله ظاهر ومنصور. مهما سعى اعداءه للنيل منه حسدا من عند انفسهم ثانيا تحريم اكل اموال الناس بالباطل والصد عن سبيل الله ثالثا تحريم اكتناز المال دون انفاقه في سبيل الله. رابعا الحرص على تقوى الله في السر والعلن لا سيما عند قتال الكفار لان المؤمن يتقي الله في كل احواله. ومن يعني قتال الكفار ايضا مع السيف والسنان باللسان وبالقلم فهذا كله من الجهاد في سبيل الله فمن ذلك بث العلم والدعوة الى الله تعالى وبث نور هذا الدين طبعا ايظا مما يظاف على ما ذكر في الكتاب من هذه الاشياء الاربعة بيان اعداء قادة اليهود والنصارى للاسلام. وتعاونهم على افساده وافساد اهله. اذا هم يعملون ليل نهار صباحا مساء ويبثوا له السموم ويستخدمون الاعلان ويستخدمون البراطيل لنصرة الاباطيل وتجد وللاسف الشديد من يحبون الدنيا ولا نتفقه في دين الله يسارعون فيهم. فهو ربنا قال يريدون ان يطفئوا نور الله بافواههم يأبى الله الا ان يتم نوره ولو كره الكافرون. فدين الله تعالى منصور الامر الاخر ايضا ما نضيف بشرى للمسلمين بان الاسلام سيصبح هو الدين الذي يعبد الله به في الارض لا غيره وهذي بشارة عظيمة هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون. اذا السعيد من قدر شيئا لنصرة هذا الدين فالانسان انما ينصر نفسه ونحن نستذكر ان لا تنصروه فقد نصره الله ثاني اثنين اذ هما في الغار اذ يقول لصاحبه لا تحزن. متى نزلت في ساعة العسرة وفيه التنبيه والتأكيد ان من ينصر هذا الدين انما ينصر نفسه وانما ينفع نفسه فربنا جل جلاله متم هذا النور الامر الاخر الذي ننبه عليه سواء كان صاحب المال ولا غير صاحب المال يعني انتبه هنا اخي الكريم كيف يكون المال جحيما على اصحابه يوم القيامة اذا لم يؤدوا الزكاة الواجبة يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لانفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون. نسأل الله تعالى ان يتولانا واياكم وان يستعملنا واياكم لطاعته. هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته