المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله السادس والتسعون والمئة الحديث الثالث عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال اوصاني خليلي رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم بثلاث صيام ثلاثة ايام من كل شهر وركعتي الضحى وان اوتر قبل ان انام رواه البخاري ومسلم قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته وقوله في حديث ابي هريرة اوصاني خليلي رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم الخلة هي اعلى انواع المحبة ولهذا هو صلى الله عليه وعلى اله وسلم تبرأ من ان يتخذ من الخلق خليلا واخبر ان الله اتخذه خليلا كما اتخذ ابراهيم خليلا وقال لو كنت متخذا غير ربي خليلا لاتخذت ابا بكر خليلا او كما قال فادنى انواع المحبة العلقة واعلاها الخلة ولهذا معناها شدة المحبة فهي متخللة لجميع اجزاء الانسان كما قيل قد تخللت مسلك الروح مني وبذا سمي الخليل خليلا فالامة يتخذونه خليلا وهو لم يتخذ من الخلق خليلا كما تقدم وقوله بثلاث والوصية له وصية لجميع الامة كجميع النصوص الاولى ذكرها بقوله صيام ثلاثة ايام من كل شهر وذلك كما تقدم يعدل صيام الدهر ويستحب ان تكون الايام البيض ولهذا ورد اذا صمت من الشهر ثلاثة ايام فصم ثلاث عشرة واربع عشرة وخمس عشرة وذكر بعض العلماء من الحكم في تخصيص البيض حكمة طبية وهي انه بسبب زيادة نور القمر تكثر الرطوبات فاستحب تخفيفها بالصيام ويحصل الفضل بصيامها من اول الشهر واوسطه واخره لكن الافضل كونها في البيض الثانية قال وركعتي الضحى ومحلهما من ارتفاع الشمس قيد رمح الى قبيل الزوال واختلف فيهما هل يستحب المداومة عليهما ام يستحب الاغباب بهما وفصل بعضهم فقال يستحب الاغباب بهما لمن له ورد بالليل والا يجعلهما كالسنن الراتبة بالمداومة عليهما واما من ليس له ورد بالليل فيستحب له المداومة عليهما لانه بتركها يجمع بين تركها بالليل والنهار واحتج لهذا بانه صلى الله عليه وعلى اله وسلم اوصى بهما ابا هريرة لانه لم يكن له ورد بالليل ولا شك بفضلهما وقد تكاثرت الاحاديث في فضلهما كقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يصبح على كل سلامى من الناس صدقة اي على كل مفصل فلما تكاثروا ذلك قال لهم ان لكم بكل تسبيحة صدقة وكل تهليلة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تكبيرة صدقة وامر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة وبكل خطوة تخطوها الى المسجد صدقة ثم ذكر وجوه البر الى ان قال ويجزي عن ذلك ركعتان يركعهما من الضحى او كما قال الثالثة ذكرها بقوله وان اوتر قبل ان انام وهذا لمن لم يطمع بالقيام من اخر الليل واوصاه بذلك لانه رضي الله عنه كان في اول الليل يدرس الاحاديث التي سمع من النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ثم ينام فلا يقوم الا لصلاة الفجر ولهذا ورد ان الوتر في اخر الليل لمن طمع بالقيام افضل ويستحب الوتر اول الليل في صورتين احداهما من غلب على ظنه عدم القيام من اخر الليل الثانية في قيام اول رمضان الافضل له متابعة امامه والوتر معه اول الليل ويجوز ان يشفعه بركعة بعد سلام الامام لكن الاولى ترك شفعه فان قام من اخر الليل صلى صلاة مجردة بلا وتر لانه كما ورد لا وتران في ليلة