هو عنا اسماء بنت ابي بكر الصديق رضي الله عنهما قالت قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم لا توقي عليك. وفي رواية انفقي او انفحيه. او انضحيه ولا تحصي فيحصي الله عليك. ولا كيف يعي الله عليك؟ متفق عليه وعن ابي هريرة رضي الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مثل البخيل والمنفق كمثل رجلين عليهما جنتان من حديد من ثديهما الى تراقيهما. فاما المنفق فلا ينفق الا صبغت. او وفرت على جلده حتى تخفي بنانه وتعفو اثره. واما البخيل فلا يريد ان ينفق شيئا الا لزقت كل القت مكانها فهو يوسعها فلا تتسع. متفق عليه. وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تصدق بعجل تمرة من كسب طيب ولا يقبل الله الا الطيب. فان الله يقبل بيمينه ثم يربيها لصاحبها كما يربي احدكم فلظه حتى تكون مثل الجبل. متفق عليه. وعن رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بينما رجل يمشي بصلاة من الارض فسمع صوتا في سحابة اسق حديقة فلان فتنحى ذلك السحاب فافرغ ماءه في حرة فاذا شرجة من تلك الشراد قد استوعبت ذلك الماء كله. فتتبع الماء فاذا رجل قائم في حديقته يحول الماء بمسحاته فقال له يا عبدالله ما اسمك؟ قال فلان الاسم الذي سمع في السحابة فقال له يا عبد الله لم تسألني عن اسمي؟ فقال اني سمعت صوتا في السحاب الذي هذا ماؤه يقول اسق حديقة اللي اسمك فما تصنع فيها؟ فقال اما اذا قلت هذا فاني ينظر الى ما يخرج منها فاتصدق بثلث واكل ونوعي ثلثا. وارد فيها ثلثه. رواه مسلم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه اما بعد فهذه الاحاديث الاربعة كالتي قبلها فتحت على الصدقة والانفاق في وجوه الخير وعدم الشح لان الله يقول جل وعلا وما انفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين. ويقول سبحانه ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون. ويقول عز وجل الذين ينفقون اموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية. فلهم اجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون في هذه الاحاديث الحديث الاول ان اسماء بنت ابي بكر رضي الله عنها وعن ابيها جاءتها امها لتشكو الحاجة امرها النبي ان تصل امها وقال انفقي ينفق الله عليك ولكن الله عليك امرها بالانفاق والاحسان. قال ولا تحسن بما يحصى الله عليك. امرها بالجود والكرم حتى على امها الكافرة وجاءت في وقت الصلح الذي بين النبي وبين اهل مكة. فالانسان مشروع له الانفاق والاحسان حتى ولو على اقاربه الكفار. اذا كانوا ليسوا حربا لنا في صلح وامان لان في هذا صلة رحم وفيه دعوة له من الاسلام وتأليف فشرع للمؤمن ان ينفق ويحسن حتى في اقاربه. الكفار الذين بيننا وبين اموال ليسوا حربا لنا فالانفاق يأتي بالخير ويأتي الرضا من الله عز وجل ثم طلب النبي مثلا للمنفق والبخيل قال مثل المنفق والبغي كمثل الرجلين عليهم جبتان من هديه. كل ما اراد المنفق ان ينفق سبقت الجبة وارتخت حتى تعفي اثره وتوفيع انابلة واما البخيل كل ما اراد ان يتصدق لصقت كل حلقة في مكانها في الجبة ولصقت صدره وضاقت عليه فهذا مثل للشح البخيل في صدر شح كل ما اراد نفقة منعه شحره وبخله وسوء ظنه اما الجواد الكريم كل ما اراد ان ينفق اتسع صدره. وانشرح صدره وانفق بطيب نفس والحديث التالي يقول صلى الله عليه وسلم ما من رجل يتصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يقبل الله الا الطيب الا تقبلها الله منه فيربيها لصاحبها كما يربي احدهم فلو هو فصيلة حتى تكون مثل الجبل. التمرة تكون مثل الجبل اذا صدق بك التمرة او بدرهم او غير ذلك من كسب طيب تقبل الله. ورب هذه الصدقة لصاحبها حتى تكون مثل الجبل. هذا فيه صدقة ولو بالقليل تقدم حديث يقول صلى الله عليه وسلم اتقوا النار ولو بشق تمرة فمن لم يجز بكلمة طيبة تقدم لكم غير مرة حديث لعائشة في المرأة التي جاءت بابنتين الى تشعل فاعطتها عائشة رضي الله عنها ثلاث مرات فاعطته كلة واحدة من من تمرة ثم رفعت الثورة لتأكلها الثالثة فاستطعمت ابنتاها فشقتها بينهما نصفين ولم تأكل شيئا. قالت عائشة فاعجبني شأنها فلما جاء اخبرته فقال ان الله اوجب لها بها الجنة بهادي الرحمة. والاحسان الى بناتها الحديث الرابع ان انسانا سمع صوتا في سحاب يقول اسقي حديقة فلان اشق حديقة فلان فامطر السحاب او انساب الماء الى شرجة في من الجبال فجاء الرجل الى صاحب الشرجة فاذا هو يعدل الماء بمسحاته فقال له مع المسبوق فعلمه باسمه قال ولماذا تسألني عن اسمي قال لاني سمعته السحاب الذي الذي هذا ماؤه سمعت بها يقال اسقط حديقة فلان حديقة فلان في السحاب نفسه ما كنت في الاصنام في هذه المزرعة؟ قال كنت اجعلها ثلاثا ثلث اكلها انا وعيالي. ثلث ارده في المزرعة. في حاجاتها. والثلث الثاني اتصدق به. فمن اسباب كصدقة بالثلث اشغل الله حديقته وامر الله السحاب ان يصب الماء في حديقته. وما من دابة في الارض الا على الله رزقها فابتغوا عند الله رزقا واعبدوه. فهذا فيه الدلالة على معنى قوله تعالى وما انفقتم من شيء فهو يخلفه. وهو خير الرازقين. يقول النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله جل وعلا يا ابن ادم انفق ننفق عليك. وبكل صباح ينزل ملكان يقول احدهما اللهم اعط موبقا خلفا يقول اللهم اعطه والله يقول سبحانه فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا واطيعوا وانفقوا خيرا لانفسكم من يوقش مع نفسه فاولئك مفلحون. ويقول سبحانه وما انفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين. فالجدير بالمؤمن ان يأخذ بهذه الايات والاحاديث وان ينفق وجوه البر ولو بالقليل لا يستحق للقليل يتصدق له بالقليل. في جواب السائلين الفقير يسأل في جار الله يعلم حاجته في غيرهم فاتقوا الله ووفق الله الجميع