بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين. اما قال الله تعالى انما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله. زين لهم سوء اعمالهم والله لا يهدي القوم الكافرين ان التأخير لحرمة شهر محرم الى غير شهر محرم وجعله مكانة كما كان يفعل العرب في الجاهلية زيادة في الكفر على كفرهم بالله حيث كفروا بحكمه في الاشهر الحرم يضل بها الشيطان الذين كفروا بالله. حين سن لهم هذه السنة السيئة يحلون الشهر الحرام عاما بابداله بشهر من شهور الحل ويبقونه على تحريمه عاما ليوافقوا عدد الاشهر التي حرم الله وان خالفوا اعيانها فلا يحلون شهرا الا حرموا مكانه شهرا فيحلون بذلك ما حرمه الله من الاشهر الحرم ويخالفون حكمه حسن لهم الشيطان الاعمال السيئة فعاملوها ومنها ما ابتدعوه من النسي والله لا يوثق الكافرين المستطيلين على كفرهم اذا الانسان يحذر الشيطان ويحذر مداخل الشيطان وان الانسان اذا ترك شيئا من امر الدين او غيره او بدله فهذه الخطوات تدفعه الى خطوات اخرى كما كان يصنع اهل الجاهلية حينما يقدمون ويؤخرون في الشهور فيقتضي هذا التبديل فالاثم يجر الى اثم اخر يا ايها الذين امنوا ما لكم اذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم الى الارض ارضيتم بالحياة الدنيا من الاخرة فما متاع الحياة الدنيا في الاخرة الا قليل يا ايها الذين امنوا بالله ورسوله وعملوا بما شرعه لهم ما شئتكم اذا دعيتم الى الجهاد في سبيل الله لقتال عدوكم تباطئتم وملتم الى الاستقرار في مساكنكم ارضيتم بمتاع الحياة الدنيا الزائلة ولذاتها المنقطعة عوضا عن نعيم الاخرة الدائم الذي اعده الله للمجاهدين في سبيله فما متاع الحياة الدنيا في جنات الاخرة الا حقير وكيف لعاقل ان يختار فانيا على باق وحقيرا على عظيم اذا هذه الدنيا ذاهبة ومهما طالت في نظر الانسان فهي قصيرة وهي لا تساوي امام الاخرة الباقية ثم قال الله تعالى الا تنفروا يعذبكم عذابا اليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شيء قدير ان لم تخرجوا ايها المؤمنون للجهاد في سبيل الله لقتال عدوكم يعاقبكم الله بالقهر والاذلال وغيره ويستبدل بكم قوما مطيعين ويستبدل بكم قوما مطيعين لله اذا استنفروا للجهاد نفروا ولا تضره شيئا بمخالفتكم امره فهو غني عنكم وانتم الفقراء اليه. والله على كل شيء قدير لا يعجزه شيء فهو قادر على نصر دينه ونبيه من دونكم ربنا لما ذكر هذا ذكر مثال للمؤمنين. وفيه فضائل لابي بكر الصديق ان لا تنصروه فقد نصره الله اذ اخرجه الذين كفروا ثاني اثنين اذ هما في الغار اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا فانزل الله سكينته عليه وايده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم ان لم تنصروا ايها المؤمنون رسول الله صلى الله عليه وسلم وتستجيب لدعوته للجهاد في سبيل الله فقد نصره الله دون ان تكونوا معه حين اخرجه المشركون هو وابا بكر رضي الله عنه لا ثالث لهما حين كان في غار ثور مستخفيين من الكفار الذين كانوا يبحثون عنهما حين يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لصاحبه ابي بكر الصديق حين خاف عليه ان يدركه المشركون لا تحزن ان الله معنا اي بتأييده ونصره فانزل الله الطمأنينة على قلب رسوله وانزل عليه جنودا لا تشاهدونهم وهم الملائكة يؤيدونه وصير كلمة المشركين السفلى وكلمة الله هي العليا حين اعلى الاسلام. والله عزيز في ذاته وقهره وملكه لا يغالبه احد حكيم في تدبيره وقدره وشرعه طبعا تأمل هنا اخي الكريم وجعل كلمة الذين كفروا السفلى جملة فعلية ثم قال وكلمة الله هي العليا. هذه جملة اسمية فهي تعطي قوة لكلمة الله سبحانه وتعالى وهذه الاية يستذكرها الانسان في حياته الا تنصروه فقد نصره الله فانت عليك ان تتأمل كيف ان الله قد جعل خروج نبيه صلى الله عليه وسلم من مكة بل يعني اخراجه حينما اخرج اخراجا لقد خرج منها وهو محب لها نصرا مبينا. ربنا قد جعل هذا الخروج والاخراج نصرا مبينا وانزل عليه سكينته وجنودا تؤيده وربنا قد جعل كلمة الكافرين السفلى فحينما تحصل بعض المواقف بعض الناس حينما يقف على الموقف الصحيح ولا يداهن ولا يجامل ثم يوضع في السجن وهذا لا يعد هزيمة هذا لا يعد هزيمة بل هذا اصطفاء حينما يثبت الانسان على دينه ويثبت الانسان على الحق ولا يضع الانسان يدا في ظلم او ان الانسان يخرج من مكانه او يهجر من مكان الى مكان بلسان ينظر يعني ماذا حصل لاولياءه ولانبيائه. فهذا هو في في ميزان الله نصر بل هو النصر المبين. لان النصر المبين هو الثبات على ما يريده الله على ما يحبه الله سبحانه وتعالى وايضا في هذا في هذا الاية الكريمة ان الانسان يثبت على سنة النبي صلى الله عليه وسلم يثبت عن الحق ويثبت على السنة ويتبع الدليل ولا يتعصب بقول احد انما يكون على الحق ولذلك كل من وافق الرسول صلى الله عليه وسلم في امر خالف فيه غيره فهو من الذين اتبعوه في ذلك وله نصيب من قوله تعالى لا تحزن ان الله معنا فان المعية الالهية المتضمنة للنصر هي لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وهذا ليس فقط في زمانه منه الى يوم القيامة ايضا في هذه الاية الكريمة بيان فضيلة الصديق ربنا يقول اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا فقال الا ترى كيف قال؟ لا تحزن. ولم يقل لا تخف لان حزنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم شغله عن خوفه على نفسه وهكذا كان الصحابي يفدون النبي صلى الله عليه وسلم بانفسهم وهنا قال الشعبي عاتب الله اهل الارض جميعا في هذه الاية الا ابا بكر الصديق. فضائل للصديق اذا في هذه الصفحة الكريمة ذكر الاخوة في مركز تفسير فوائد اولا العادات المخالفة للشرع بالاستمرار عليها دونما انكار لها يزول قبحها عن النفوس وربما ظن انها عادات حسنة. ولذلك لا يحق للناس ان يسكتوا على الباطل وكما ان الناطق بالباطل شيطان النادق فالساكت عن الحق شيطان اخرس مراء مداهن فاذا هذا سجد وهذا سكت اصبحت هذه الامور عادة عياذا بالله فيجب على الناس ان يقولوا الحق بالحكمة عدم النفير في حال الاستنفار من كبائر الذنوب الموجبة لاشد العقاب لما فيها من المضار الشديدة فضيلة السكينة هو انها من تمام نعمة الله على العبد في اوقات الشدائد والمخاوف التي تطيش فيها الافئدة وانها تكون على حسب معرفة العبد بربه وثقته بوعده الصادق وبحسب ايمانه وشجاعته ان الحزن قد يعرض لخواص عباد الله الصديقين وخاصة عند الخوف على فوات مصلحة عامة وتأمل فيها فانه قد نهي عن الحزن ولكن كان حزنه شفقة على النبي صلى الله عليه وسلم ورحمة به فرفعه الله تعالى به وانزل فيه قرآنا يتلى الى يوم القيامة. فنسأل الله تعالى ان يجعلنا ممن انطوى سرائرهم على محبة اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام ورحمة الله وبركاته