نسأل الله تعالى ان يوفقنا واياكم لطاعته. وان يرحمنا واياكم وجميع المسلمين هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ان الانسان يحصل في بيته مع زوجه مع اهله في العمل فاذا حصل عتاب قدم العفو والاعتذار قبل ان تعاتب عفى حتى لا تكسر قلبا لانك قد تكسر قلبا يحبه الله لان ما معهم من الرغبة في الخير والايمان يحملهم على الجهاد من غير ان يحثهم عليه حث فضلا عن كونهم يستأذنون في تركه من غير عذر. فدل على مدح ربنا للمؤمنين المتقين بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال الله تعالى انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا باموالكم وانفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون سيروا ايها المؤمنون للجهاد في سبيل الله في العسر واليسر شبابا وشيوخا وجاهدوا باموالكم وانفسكم فان ذلك الخروج والجهاد بالاموال والانفس اكثر نفعا في الحياة الدنيا الاخرة من القعود والتعلق بسلامة الاموال والانفس ان كنتم تعلمون ذلك فاحرصوا عليه. اذا هذه الاية الكريمة فيها فريضة الجهاد على هدي النبي صلى الله عليه وسلم وان يقوموا به سواء كان خفافا او ثقالا على حسب الحال ثم اكد ربنا بقوله قال وجاهدوا باموالكم وانفسكم فالجهاد بالنفس وبالمال وبالقلم وباللسان في سبيل الله الانسان يقصد بذلك وجه الله تعالى وان يكون الجهاد على هدي النبي صلى الله عليه وسلم ثم رغب ربنا فقال ذلكم خير لكم. ان كنتم تعلمون اي هذا هو خير للانسان في دينه وفي اخرته في دنياه وفي اخرته في دينه وفي دنياه وهكذا الخيرية باداء فرائض الله تعالى ومنها الجهاد في سبيل الله تعالى لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصدا لاتبعوك ولكن بعدت عليهم الشق وسيحلفون بالله لو استطعنا لخرجنا معكم يهلكون انفسهم والله يعلم انهم لكاذبون لو كان ما تدعون اليه الذين استأذنوك من المنافقين في التخلف غنيمة سهلة وسفرا لا مشقة فيه لاتبعوك ايها النبي ولكن بعدت عليهم المسافة التي دعوتهم لقطعها الى العدو فتخلفوا وسيحلف بالله هؤلاء المستأذنون من المنافقين في التخلف عندما ترجع اليهم قائلين لو استطعنا الخروج الى الجهاد معكم لخرجنا يهلكون انفسهم بتعريضها لعقاب الله بسبب تخلفهم. وبسبب هذه الايمان الكاذبة والله يعلم انهم كاذبون في دعواهم وفي ايمانهم هذه. اذا هذه اية عظيمة وفيها معاني كما قال سفيان الدعينة ايات القرآن خزائن الله في الارض. فاذا دخلت خزانة فلا تخرج منها حتى تعلم ما فيها ربنا جل جلاله يفضح المنافقين. قائلا لو كان عرضا اي طمع دنيا وعرض الدنيا سمي بذلك لانه يعرض نفسه ويريك عرضه ولذلك بعض الناس ينظرون الى حطام هذه الدنيا فيغترون به قال لو كان عرضا قريبا هذا الجهاد والذهاب لاجد شيء دنيوي بحت وعرضا ينال لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصرا اي فيه ربح لهم نتبعوك اين ذهبوا ولكن بعدت عليهم الشقة اي السفر وبعد المسافة اعتبار انها سفر وفي مسافة بعيدة وتلحقه المشقة والمشقة يعني اشتقت كأن الانسان يعني يصبح يعني ينشق بهذا السفر ولكن بعدت عليهم الشقة وسيحلفون بالله والقاعدة تقول المخدول لا تعجزه الاعذار المخذول لا تعجزه الاعذار كما اننا في الصيام احيانا نرى شخص مفطر نقول له يقول انا مريظ فيجد عذر فربنا قال وسيحلفون بالله وهذه من دلالات النبوة هذه الاية دلالة من دلالات نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فربنا جل جلاله قد اخبر بشيء يحصل بالمستقبل وقد حصل وسيحلفون بالله لو استطعنا لخرجنا معكم يهلكون انفسهم باعتبار ان الايمان الكاذبة تسمى باليمين الغموس وسمي في اليمين الغموس غموسا لانها تغمس صاحبها بالاثم في الدنيا. وفي النار يوم القيامة والذنوب جميعها مهلكة للانسان وجراحات غائرة وسيحلفون بالله لو استطعنا لخرجنا معكم يهلكون انفسهم والله يعلم انهم لكاذبون. وهنا علم الله تعالى فيه محاسبته لهم ثم عاتب الله نبيه في اجتهاده. عفا الله عنك لما اذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين عفا الله عنك ايها الرسول اجتهادك في الابن لهم في التخلف فلما سمحت لهم فيه حتى يتضح لك الصادقون في اعذارهم التي قدموها والكاذبون فيها فتأذن للصادقين منهم دون الكاذبين. تأمل اخي الكريم هذه الايات عفا الله عنك لما اذنت لهم. بدأ بالعفو قبل المعاتبة والنبي صلى الله عليه وسلم لم يأذن لهم عن وحي انما اجتهاد ونبينا صلى الله عليه وسلم يجتهد واجتهاده متابع بالوحي كما ان الوحي هنا قد تابعه عفا الله عنك وتأمل كيف عفا الله عنك لما اذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين حتى يتبين صدقوا في ايمانهم باعتبار ان العمل يدل على صدق الايمان كما ان الصدقة سميت صدقة لانها تدل على صدق ايمان العبد وتعلم الكاذبين ثم قال تعالى لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الاخر ان يجاهدوا باموالهم وانفسهم والله عليم بالمتقين ليس من شأن المؤمنين بالله وبيوم القيامة ايمانا صادقا ان يطلبوا منك ايها الرسول الاذن في التخلف عن الجهاد في سبيل الله باموالهم وانفسهم بل شأنهم ان ينفروا متى استنفرتم بل شأنهم ان ينفروا متى استنفرتم؟ ومتى استنفرتهم ايها الرسول؟ ويجاهدوا باموالهم وانفسهم والله عليم بالمتقين من عباده. الذين لا يستأذنونك الا لاعذار تمنعهم من الخروج معك اذا هذه الاية اية عظيمة اخبر الله تعالى ان المؤمنين بالله واليوم الاخر لا يستأذنون في ترك الجهاد باموالهم وانفسهم ثم قال الله تعالى مبينا قال انما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الاخر وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون تبين ربنا جل جلاله للذين اصحاب هذه الصفة ان الذين يطلبون منك ايها الرسول الابن في التخلف عن الجهاد في سبيل الله هم المنافقون الذين لا يؤمنون بالله ولا يؤمنون بيوم القيامة واصاب قلوبهم الشك في دين الله فهم في شكهم يترددون خيارا لا يهتدون الى الحق اذا ربنا جل جلاله دفع عن المؤمنين وفضح المنافقين. قال انما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الاخر لانهم لو كان مؤمنين حقا لعملوا قال وارتابت قلوبهم. وارتابت اي شتت والشك هو الشرك في الشيء مع الخوف وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون اي يترددون بصدق ما جئت به انت ايها النبي الكريم ثم قال تعالى ولو ارادوا الخروج لاعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين نعم ولو كانوا صادقين في دعوى انهم يريدون الخروج معك للجهاد في سبيل الله لتأهبوا له باعداد العدة ولكن ابغض الله خروجهم معك فثقل عليهم الخروج حتى اثروا القعود في منازلهم. اذا هذه الاية تمدنا كل يوم في حياتنا وفي اعمالنا. ربنا جل جلاله ابانا عن شيء في الامر المنافقين والمؤمن يحذر ان تكون فيه خصلة من خصال منافقا قال ولو ارادوا الخروج باعتبار ان صدق التأهل للقاء هو مفتاح جميع الاعمال. اي لو اراد الجهاد لتأهبوا اهبة السفر فتركهم الاستعداد دليل ارادتهم التخلف ولو ارادوا الخروج لاعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم ولذلك انسان يحذر اذا حبس عن عمل صالح بعض الناس يدخل في دورة ثم يتركها بعضهم يبدأ بحفظ القرآن ثم يتركه احذر اذا فعلت هذا ان تكون ممن كره الله انبعاثك اذا حبست عن عمل صالح فكن على وجل من ان تكون ممن خذلهم الله وثبطهم عن الطاعة كما ثبت المنافقين عن الخروج للجهاد في سبيل الله. وهذا التطبيق لا يكون الا بدسيسة سيئة تكون عند الانسان فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين ثم قال تعالى لو خرجوا فيكم ما زادوكم الا خبالا ولاوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين نعم. قال لو خرجوا فيكم ربنا يعني تفسير من الخير ان لا يخرج هؤلاء المنافقون معكم فهم ان خرجوا معكم ما زادوكم الا فسادا بما يقومون به من التخدير والقاء الشبه ولا اسرعوا في صفوفكم بنشر النميمة لتفريغكم وفيكم ايها المؤمنون من يستمع الى ما يروجونه من الكذب تيقبله وينشره فينشأ الاختلاف بينكم والله عليم بالظالمين من المنافقين الذين يلقون الدسائس والشكوك بين المؤمنين. اذا لو خرجوا فيكم يعني يتأمل الانسان انعام الله لو خرجوا فيكم ما زادوكم الا خبالا اي فسادا وشرا ومعنى الفساد هنا ايقاع الجبن والفشل بين المؤمنين بتهويل الامور. ما زادوكم الا خبالا ولاوضعوا خلالكم اي ادخلوا الفتن بين المؤمنين يبغونكم الفتنة يريدون فتن المؤمنين عن دينهم وفيكم سماعون لهم الذي يسمع لهم سماع استجابة ويبث السمو هذا اخذ قد اخذ خصلة منه والله عليم بالظالم هذا تهديد باعتبار ان الانسان اذا يعني فعل هذا الفعل فقد وقع بالظلم. من فوائد الايات وجوب الجهاد بالنفس والمال كلما دعت طبعا الحاجة داعية لاجل اقامة دين الله تعالى ولاجل الدعوة الى الله تعالى ولاجل تحليل ولاجل تحرير اراضي المسلمين الايمان الكاذبة توجب الهلاك وجوب الاحتراز من العجلة ووجوب التثبت والتأني وترك الاغترار بظواهر الامور والمبالغة في التفحص والتريث من عناية الله بالمنين تثبيته المنافقين ومنعهم من الخروج مع عباده المؤمنين رحمة بالمؤمنين ولطفا من ان داخلهم من لا ينفعهم بل يضرهم. اذا هذه الفوائد التي ذكرت في هذا الكتاب النفيس ويضاف لها اولا ان هذا الدين متين لا يحمله الا ماض الهم وصادق العزيمة ولذلك امر النيات وفقه العبودية وفقه الاحتساب امر في غاية الاهمية واحد اهل الحديث قال تمنيت لو ان بعض الفقهاء تفرغوا لاجل ان يعلموا الناس اعمال القلوب ثانيا حب المنافع المادية والرغبة فيها مغروز بطبع الانسان ثالثا وجوب الاحتراز من العجلة ووجوب التثبت والتأني وترك الاغترار بظواهر الامور. فربنا جل جلاله قد عاتب نبيه صلى الله عليه وسلم حينما اذن لمن يا رب رابعا في الايات دلالة من دلائل النبوة وسيحلفون بالله لو استطعنا لخرجنا معكم. فهذا اخبار عن غيب يقع وفي المستقبل وقد وقع ونحن بنا حاجة الى دلائل النبوة وان نبثها بين المؤمنين وغير المؤمنين لاجل ان نبين صحة رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم خامسا جواز اجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم واجتهاده لتعليم الامة ولاجل ان يزداد اجره فقوله عفا الله عنك لما اذنت لهم دلالة على اجتهاده صلى الله عليه وسلم وانه في اجتهاده قد تعقب بالوحي. لانه لو اذن لهم عن وحي لم يعاتب ثماني اجتهاده صلى الله عليه وسلم متابعا بالوحي. فاذا اصاب الوحي اصاب مراد الوحي اقره وان لم يصب المراد طبعا نتأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم ولا نقول اخطأ ان لم يصب مراد الوحي توبع توبع وعقب عليه في هذا الموطن وفي موطن الاسرى ايضا وهذا ايضا من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم. سادسا الطريق الى الله واضحة. مستقيما. فلا يتردد ويتلكأ الا الذي لا يعرف الطريق او الذي يعرف الطريق ويتنكبها اتقاء للمتاعب ونحن نعلم بان سلعة الله غالية فلابد من الكلفا والمكلف ما سمي مكلفا الا لان الامور الشرعية تحتاج الى عزيمة وتحتاج الى جهد وتضحية سابعا عند حصول الاختلاف يحصل الانهزام والانكسار ولذلك الاختلاف ما وجد في مكان الا اثر في حتى في البيوت مهما كان صغيرة اذا اختلف الزوجان فهذا يؤدي الى تعرقل كثيرا من الامور فما بالك بالجيش الذي يغزو في في سبيل الله ثامنا ما يقوم بالقلب من الايمان والتصديق وتصديق حب الله وحب رسوله وتعظيمهما لابد ان يظهر على الجوارح ولذلك الايمان يتبعه العمل لان العمل يدل على صدق الايمان تاجعا النفوس الخائنة خطر على امة الاسلام. لان هؤلاء المنافقين لو خرجوا تأثروا بالجيش فسادا وضررا في الاية الكريمة يعني تنبيه مهم ان الاستماع لهم ظرب من الظلم. فربنا قال وفيكم سماعون لهم. والله عليم بالظالمين وهنا سماعون لهم صيغة مبالغة فبعضهم يسمع وبعضهم ينشر وقال سمعوا لهم وهذا يذكرنا ما يقوله المؤمن حينما يقول سمع الله حميدة فهؤلاء يسمعون لهم وينشرون فهذا من الظلم وربنا قال والله علي بالظالمين. انا متكلم بالباطل في الذي يستمع له او الذي ينشر باطله او ان يسكت ولا ولا يرد او لا يحذر وقلنا في الدروس السابقة كما ان الناطق بالباطل شيطان ناضق المتكلم الباطل شيطان الساجت عن الحق شيطان اخرس مراء مداهم ولذا ثمة شيء اسمه فقه الكلام كما اننا نتفقه في كل شيء واجب علينا ايضا نتفقه في فقه الكلام وفي فقه السكوت واحيانا السكوت عن الشيء يعني يؤدي من الظرر والمحاسبة كالمتتكلم بالشيء الدين يحفظ حينما يقام امر الامر بالمعروف والنهي عن المنكر