قد قال النبي صلى الله عليه وسلم وهل يكب الناس في النار على وجوههم؟ او قال على مناخرهم الا حصائد السنتهم وقال تعالى ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان شرح كتاب الملخص الفقهي من الفقه الاسلامي للدكتور صالح بن فوزان فوزان الدرس مائة واربعة وتسعون. الحمد لله رب العالمين حرم دم المسلم وماله وعرظه اكراما له واحتراما واوجب العقوبة العاجلة وتوعد بالعقاب الاجل من انتهك حرمة اخيه بغير حق وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه وتمسك بسنته الى يوم الدين. وبعد ايها الاخوة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ونتحدث اليكم في هذه الحلقة عن حد القذف امتدادا لاحاديثنا السابقة في هذا الموضوع. فنقول قد عرف الفقهاء رحمهم الله القذف بانه الرمي بزنا او لواء وهو في الاصل الرمي بقوة ثم استعمل في الرمي بالزنا ونحوه من المكروهات والقذف محرم بالكتاب والسنة والاجماع. قال تعالى والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا باربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة ابدا واولئك هم الفاسقون الا الذين تابوا هذه عقوبة القاذف العاجلة في الدنيا الجلد ورد شهادته واعتباره فاسقا ناقصا سافلا اذا لم يتب الى الله سبحانه وتعالى. واما عقوبته في الاخرة فقد بينها الله تعالى بقوله ان الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات طعنوا في الدنيا والاخرة ولهم عذاب عظيم. يوم تشهد عليهم السنتهم وايديهم وارجلهم بما كانوا يعملون يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون ان الله هو الحق بي وقال النبي صلى الله عليه وسلم اجتنبوا السبع الموبقات وعد منها قذف المحصنات الغافلات المؤمنات وقد اجمع المسلمون على تحريم القذف وعدوه من كبائر الذنوب. وقد اوجب الله الحد الرادع على القاذف فاذا قذف المكلف المختار محصنا بزنا او لواط فانه يجلد ثمانين جلدة لقوله تعالى والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا باربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ومعنى الاية الكريمة ان الذين يقذفون بالزنا المحصنات الحرائر العفائف العاقلات ثم لم يأت هؤلاء القذفة باربعة شهداء على ما رموهن به فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا فرق بين كون المقذوف ذكرا او انثى وانما خص النساء بالذكر لخصوص الواقعة ولان قذف النساء اشنع واغلب. وانما استحق القاذف هذه العقوبة صيانة لاعراض المسلمين عن التدنيس. ولاجل كف الالسن عن هذه الالفاظ القذرة التي تلطخ اعراض الابرياء وصيانة للمجتمع الاسلامي عن شيوع الفاحشة فيه والمحصن الذي يجب الحد بقذفه هو الحر المسلم العاقل العفيف الذي يجامع مثله. قال ابن رشد اتفقوا على ان بشروط المقذوف ان يجتمع فيه خمسة اوصاف البلوغ والحرية والعفاف والاسلام. وان يكون معه الة الزنا فان انخرم من هذه الاوصاف وصف لم يجب الحد وحد القذف حق للمقذوف يسقط بعفوه ولا يقام الا بطلبه. فاذا عفا المقذوف عن القاذف سقط الحد عنه ولكن يعزر بما يردعه عن التمادي في القذف المحرم المتوعد عليه باللعن والعذاب الاليم قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله لا يحد القاذف الا بالطلب اجماعا. انتهى ومن قذف غائبا لم يحد حتى يحضر المقذوف ويطالب او تثبت مطالبته بذلك في غيبته والفاظ القذف تنقسم الى قسمين الفاظ صريحة لا تحتمل غير القذف فلا يقبل منه تفسيرها بغير القذف. والفاظ كنايات تحتمل القذف وغيره. فاذا فسرها بغير القذف قبل منه الالفاظ الصريحة مثل قوله يا زاني يا لوطي يا عاهر وكنايته مثل يا قحبة يا فاجرة يا خبيثة. فاذا قال القاذف اردت بالقحبة انها تصنع للفجور. او قال اردت بالفاجرة انها مخالفة لزوجها فيما تجب طاعتها فيه بما تجب طاعته فيه او اردت بخبيثة انها خبيثة الطبع فانه بلوا منه هذا التأويل ولم يجب عليه حد لان لفظه يحتمله والحدود تدرأ بالشبهات واذا قذف جماعة لا يتصور منهم الزنا لكثرتهم او قذف اهل بلد فانه لا يحد وانما يعزر بذلك لانه مقطوع بكذبه فلا عار عليهم بذلك وانما يعزر في هذه الحالة لاجل ان يتجنب هذه الالفاظ هذه الالفاظ القبيحة والشتائم البذيئة وذلك يجب تأديبه عليها ولو لم يطالبه احد ومن قذف نبيا من الانبياء كفر وارتد عن الاسلام لان ذلك ردة صريحة. وكذا لو سب نبيا من الانبياء فانه يكفر ويجب قتله. قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وقذف نساء النبي صلى الله عليه وسلم كقذفه صلى الله عليه وسلم لانه يحكم بردة القاذف. وقال الشيخ ايظا القاذف اذا تاب قبل علم المقذوف هل تصح توبته؟ قال انه يختلف باختلاف الناس وقال اكثر العلماء ان علم المقذوف لم تصح توبته والا صحت ودعا له واستغفر له انتهى ايها المستمعون الكرام من هنا يتبين لنا خطر اللسان ما يترتب على الفاظه من مؤاخذات فيجب على الانسان ان يحفظ لسانه ويزن الفاظه ويسدد اقواله. قال تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا سديدا. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه والى الحلقة القادمة باذن الله تعالى. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. والحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه