بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين ماذا قال الله تعالى لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا لك الامور حتى جاء الحق وظهر امر الله وهم كارهون لقد حرص هؤلاء المنافقون على الافساد بتفريق كلمة المؤمنين وتشتيت شملهم من قبل غزوة تبوك ونوعوا وصرفوا لك ايها الرسول الامور بتدبير الحيل لعل حيلهم تؤثر في عزمك على الجهاد حتى جاء نصر الله وتأييده لك واعز الله دينه وقهر اعداءه وهم كارهون لذلك لانهم كانوا يرغبون في انتصار الباطل على الحق في هذه الاية الكريمة بيان حال عظيم وبيان منة الله تعالى على عباده حينما اظهر هذا الدين لقد ابتغوا الفتنة المنافقون يبتغون الفتنة في غزوة تبوك وايضا يبتغون الفتنة في غير ذلك كما حصل في معركة احد اذ خرجوا مع الجيش ثم اثاروا الفتنة ثم رجع عدد كبير فقال لقد ابتغوا الفتنة من قبل. اذا هذا ليس امرا جديدا انهم اثاروا الفتن في غزوة تبوك بل انهم قد ذكروا نحو هذا واشد قبل ذلك وقلبوا لك الامور ولذلك هم يعني يسعون في الفساد والافساد قبل هذا الشيء وقلبوا لك الامور اي اداروا الافكار واعمل الحيل في ابطال دعوتكم. وخذلان دينكم ولم يعني يقصروا في ذلك. فربنا جل جلاله قد بين ان عملهم متنوع وتأمل هنا وقلبوا لك الامور. يعني انهم يذكرون الامر من جوانب عديدة لاجل ان يفسدوا حال المؤمن حتى جاء الحق فهم على عمل دؤوب في الافساد ولكن الله سبحانه وتعالى قد اتى بالحق واظهر هذا الدين قال وظهر نور الله وفي قوله وظهر امر الله لانه كان بسيطا ثم اشاعه الله تعالى واظهره وبينه فكان مستورا فاظهره الله وظهر امر الله وتأمد الاظافة بان هذا الدين دين الله الذي انزله على نبيه وهم كارهون فهؤلاء اهل النفاق هم كارهون لهذا الشيء لكن الله سبحانه وتعالى متم نوره ثم قال تعالى ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني الا في الفتنة سقطوا وان جهنم لمحيطة بالكافرين ومن المنافقين من يعتذر بالاعذار المختلفة فيقول يا رسول الله ائذن لي في التخلف عن الجهاد ولا تحملني على الخروج معك حتى لا اصيب ذنبا بسبب فتنة نساء العدو الروم اذا شاهدتهن الا قد وقعوا في فتنة اعظم مما زعم وهي فتنة النفاق وفتنة التخلف ان جهنم يوم القيامة لمحيطة بالكافرين لا يفوتها منهم احد ولا يجدون عنها مهربا وتأمل اخي الكريم هذه الايات الكريمة كيف ان الله سبحانه وتعالى بين الامر العام فيما في ابتغائه في الفتنة ثم بين امور خاصة وامور فرعية وردت من اشخاص وفي هذا تحذير من الذنوب العامة والخاصة الظاهرة والباطنة. قال ومنهم من يقول ائذن لي لا تفتني ثم جاء الرد الا في الفتنة سقطوا وان جهنم لمحيطة بالكافر اي ان جهنم ستحيط بالكافرين يوم القيامة وتحتق بهم من كل جانب. فليس لهم عنها مفر ثم بين ربنا جل جلاله سوء باطنهم. فقال ان تصبك حسنة تسؤهم وان تصيبك مصيبة يقول قد اخذنا امرنا من قبل ويتولون وهم فرحون انا لك يا رسول الله نعمة من الله بما يسرك من نصر او غنيمة كرهوا ذلك وحزنوا له وانا لتك مصيبة من شدة او انتصار عدو يقول هؤلاء المنافقون قد قد احتطنا لانفسنا واخذنا بالحزم حين لم نخرج القتال كما خرج المؤمنون فاصابهم ما اصابهم من القتل والاسر ثم ينصرف هؤلاء المنافقون الى اهليهم مسرورين بالسلامة اذ ربنا جل جلاله يبين هذه النفوس ومن طوت عليه فقال ان تصبت حسنة تسؤهم ولذا صفة الحسنة هي من اقبح الصفات وان تصبك مصيبة يقول قد اخذنا امرنا من قبلك ويتولم ويتولوا وهم فرحون. اذا التولي عن نصرة الرسول هذا هو الخذلان وهذا هو الفشل كما في سورة ال عمران ثم قال تعالى ملقنا عباده المؤمنين قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون وهذه اية عظيمة تمر على الانسان في حياته وفي مواقفه ينطق بها بلسانه ويقولها بقلبه ويمتثل فكثير مما يمر على الانسان يقول لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا وتأمل الا ما كتب الله لنا والعرب حينما يذكرون الشيء الذي ليس بحسب يحذفون الفاعل لكن هنا الفاعل موجود الا ما كتب الله لنا باعتبار ان ما كتب لهم تأمل لنا فهو نعمة وليس نقمة ولم يقل الا ما كتب علينا الا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون اي وعد الله وحده فليعتمد المؤمنون ويفوض امورهم اليه وهذه الاية اخي الكريم عليك ان تستذكرها دواما في كل امر تخافه او تحذر منه وتأمل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا. اي كتب ذلك لنفع العباد لان المؤمنين يعلمون ان ما اصابهم ما كان الا لنفعهم. اذا هو نعمة من عند الله تعالى وعلى الله فليتوكل المؤمنون. اي وعد الله وحده فليعتمد المؤمنون ويفوضوا امورهم اليه سبحانه ثم قال تعالى قل هل تربصون بنا الا احدى الحسنيين او ما يتعلق بتفسير الاية من المختصر قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا قل ايها الرسول لهؤلاء المنافقين لن ينالنا الا ما كتب الله لنا فهو سبحانه سيدنا وملجأنا الذي نلجأ اليه ونحن متوكلون عليه في امورنا. واليه وحده يفوض المؤمنون امورهم. فهو كافيهم ونعم الوكيل فتأمل هنا لما جاء السياق في الرد على المنافقين هذه افراد بعض افراد العام لا يفيد تخصيصا انما يفيد التأكيد في مثل هذا ويبقى الامر على عمومه ثم قال تعالى قل هل تربصون بنا الا احدى الحسنيين ونحن نتربص بكم ان يصيبكم الله بعذاب من عنده او بايدينا فتربصوا انا معكم متربصون وهذه الاية الكريمة تعلم المؤمن العزة في هذا الدين. وان ينتصر وان لا يكون متخاذلا قل ايها الرسول لهم هل تنتظرون ان يقع لنا الا النصر او الشهادة ونحن ننتظر ان ينزل بكم الله عذابا من عنده يهلككم او يعذبكم بايدينا بقتلكم واسركم اذا اذن لنا بقتالكم انتظروا عاقبتنا انا منتظرون عاقبتكم قل هل تربصون بنا الا احدى الحسنيين اي العاقبتين حسن النصرة او حسن الشهادة ونحن نتربص بكم ان يصيبكم الله بعذاب من عنده او بايدينا فتربصوا. وهنا فتربصوا وعيد وتهديد انا معكم متربصون ثم قال تعالى قل انفقوا طوعا او كرها لن يتقبل منكم انكم كنتم قوما فاسقين قل ايها الرسول لهم ابذلوا ما تبذلون من اموالكم طوعا او كرها لم يتقبل منكم ما انفقتم منها لتفرجم وخروجكم عن طاعة الله بلدانك المؤمن لما ينفق النفقة في سبيل الله وفيما يحبه الله يؤجر عليها حتى ما ينفقه الانسان على اهل بيته ثم قال تعالى وما منعهم ان تقبل منهم نفقاتهم الا انهم كفروا بالله الا انهم كفروا بالله وبرسوله ولا يأتون الصلاة الا وهم كسالى ولا ينفقون الا وهم كارهون وما منعه من قبول نفقاتهم الا ثلاثة امور كفرهم بالله وبرسوله وجسدهم وتثاقلهم اذا صلوا وانهم لا ينفقون اموالهم طوعا وانما ينفقونها كرها لانهم لا يرجون ثوابا في صلاتهم ولا في انفاقهم. اذا ربنا جل جلاله يبين قال وما منعهم ان تقبل منهم نفقاتهم طبعا هذا فيه تحذير جدا على ان الانسان يجعل النفقات في طاعة الله فافعال الكافر اذا كانت برا في صلة القرابة وجبر الكسير واغاثة الملهوف لا يتاب عليها ولا ينتفع بها في الاخرة بيد ان الله تعالى يطعمهم بها في الدنيا بين ربنا طبعا السبب قال وما منعهم ان تقبل منهم نفقاتهم الا انهم كفروا بالله وهنا جاء يعني بيان السبب كفروا بالله وبرسوله ولا يأتون الصلاة الا وهم كسالى ولا ينفقون الا وهم كارهون. لذلك المؤمن يأتي بالصلاة بقوة. وبجودة ولا ينفقون الا وهم كارهون لانهم يعدونها مغرما ويعدون منعها مغنما واذا كان المرء كذلك فهي غير متقبلة ولا مساو عليها لان الانسان حينما ينفق النفقة عليه ان يقصد بذلك وجه الله سبحانه وتعالى من فوائد الايات دأب المنافقين السعي الى الحاق الاذى بالمسلمين عن طريق الدسائس والتجسس التخلف عن الجهاد مفسدة كبرى وفتنة عظمى محققة وهي معصية معصية لله ومعصية لرسوله في الايات تعليم للمسلمين ان لا يحزنوا لما يصيبهم لان لا يهنوا وتذهب قوتهم وان يرضوا بما قدر الله لهم ويرجو رضا ربهم لانهم واثقون بان الله يريد نصر دينه من علامات ضعف الايمان وقلة التقوى التكاسل في اداء الصلاة والانفاق عن غير رضا ورجاء للثواب. طبعا هذه الفوائد التي ذكرها الاخوة في التفسير وحقيقة يعني ايات القرآن خزائن والامر يستدعي فوائد اكثر نستطيع ان نقول مما يستفاد ايضا اولا لو لم يكن للنفاق افة الا انه يورث الجسل عن العبادة لكفى به ذما فكيف ببقية اثاره السيئة لان الانسان خلق لاجل العبادة والنفاق يمنع الانسان القوة في الطاعة ثانيا ينبغي للمؤمن ان يقوم الى صلاته بنشاط واقبال ورغبة وان تكون نفسه عند الانفاق منشرحا لان المؤمن يعطي النفقة وهو يثق ويأمل بهذه النفقة محبة الله تعالى ورجاء الثواب. وان هذه النفقة تعظم وتربو عند الله تعالى ثالثا من عصى الله لغرض ما فانه تعالى يبطل عليه ذلك الغرض ولذلك فان القوم اختاروا القعود لان لا يقعوا في الفتنة فالله تعالى بين انهم وقعوا في عين الفتنة رابعا على المؤمنين ان يتخلقوا بان لا يحزنوا لما يصيبهم بان لا يهم وتذهب ريحهم وان يرضوا بما قدر الله لهم ويرجو رضا ربهم. فالمؤمن في كل شيء يصيبه يعلم ان ما اصابه لم يكن ليخطئه وما اخطأه لم يكن ليصيبه. وان ما من مصيبة الا في كتاب خامسا الله ولي المؤمنين فلا يقضي لهم قضاء الا كان خيرا لهم ومن تولى ومن تولاه الله لم يخذله. وانما يتولى مصالحه. اذا على العبد ان يتولى امر الله تعالى ودين الله تعالى ويعمل باداء حق الله تعالى وحق المؤمنين فانه ينال ولاية الله تعالى سادسا اذا ترك الناس ما امروا به من الجهاد في سبيل الله واشتغلوا عنه بما يصدهم من عمارة الدنيا الفانية. هلكوا بالذل في الدنيا وقهر العدو واستيلائه على اعلامهم واموالهم ونفوسهم وذراريهم ونفضهم سابعا ترك الجهاد في سبيل الله يوجب الهلاك في الدنيا اما في الاخرة فلهم عذاب النار اما المؤمن المجاهد فهو ينتظر احدى الحسنيين اما النصر والظفر واما الشهادة والجنة ثامنا المؤمن المجاهد ان حي حيي حياة طيبة وان قتل فما عند الله خير للابرار وما خير ينتظره المؤمن مثل الموت عاشرا تطبيق امر الله يجعل مآل المسلم الى خير عظيم على كل التقديرات الحادي عشر ما يصيب العبد في دنياه كله مقدر عليه ولا يصيب العبد الا ما كتب له من مقادير في الكتاب السابق. فنسأل الله تعالى ان يكتب لنا ولكم الخير العظيم. وان يستعملنا واياكم في طاعته وان يحفظ البلاد والعباد امين هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته