للبعث فقال اولا يذكر الانسان انا خلقناه من قبل آآ اي اولا يلفت نظره ويستذكر حالته الاولى وان الله خلقه اول مرة ولم يك شيئا. فمن قدر على خلقه من العدم المكتبة السمعية للعلامة المفسر الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله. يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم قراءة تفسير السعدي لما ذكر تعالى هؤلاء الانبياء المخلصون المتبعون لمراضي ربهم المنيبون اليه. ذكر من اتى بعدهم وبدلوا ما امروا به وانه خلفا من بعدهم خلف رجعوا الى الخلف والوراء فاضاعوا الصلاة التي امروا بالمحافظة عليها واقامتها تتهاونوا بها وضيعوها. واذا ضيعوا الصلاة التي هي عماد الدين. وميزان الايمان والاخلاص لرب العالمين. التي هي اكد الاعمال افضل الخصال كانوا لما سواها من دينهم اضيع وله ارفض. والسبب الداعي لذلك انهم متبعوا شهوات انفسهم واراداتها وصارت هممهم منصرفة اليها مقدمة لها على حقوق الله. فنشأ من ذلك التضييع لحقوقه. والاقبال على شهوات انفسهم مهما لاحت لهم حصلوها وعلى اي وجه اتفقت تناولوها. اي عذابا مضاعفا شديدا ثم استثنى تعالى فقال يدخلون الجنة فاولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون الا من تاب عن الشرك والبدع والمعاصي. فاقلع عنها وندم عليها وعزم عزما جازما الا يعاودها امن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر. وعمل صالحا وهو العمل الذي شرعه الله على السنة رسله. اذا قصد به في وجهه فاول اولئك الذين جمعوا بين التوبة والايمان والعمل الصالح يدخلون الجنة المشتملة على النعيم المقيم والعيش السليم وجوار الرب كريم ولا يظلمون شيئا من اعمالهم. بل يجدونها كاملة موفرة اجورها مضاعفا عددها. ثم ذكر ان الجنة التي وعدهم بدخولها ليست كسائر الجنات. وانما هي جنات عدن جنات عدن التي وعد انه كان وعده مأتيا وانما هي جنات عدن اي جنات اقامة لا ضعن فيها ولا حول ولا زوال وذلك لسعتها وكثرة ما فيها من الخيرات سرور والبهجة والحبور التي وعد الرحمن عباده بالغيب اي التي وعدها الرحمن اضافها الى اسمه الرحمن لان ما فيها من الرحمة والاحسان. ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. وسماها تعالى رحمته. فقال واما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون. وايضا ففي اضافتها الى رحمته ما يدل على استمرار سرورها انها باقية ببقاء رحمته التي هي اثرها وموجبها والعباد في هذه الاية المراد عباد الهيته الذين والتزموا شرائعه وصارت العبودية وصفا لهم كقوله وعباد الرحمن ونحوه. بخلاف عباده المماليك فقط الذين لم يعبدوه فهؤلاء وان كانوا عبيدا لربوبيته. لانه خلقهم ورزقهم ودبرهم. فليسوا داخلين في عبيد الهيته العبودية الاختيارية التي يمدح صاحبها وانما عبوديتهم عبودية اضطرار لا مدح لهم فيها. وقوله بالغيب يحتمل ان تكون متعلقة بوعد الرحمن. فيكون المعنى على هذا ان الله وعدهم اياها وعدا غائبا. لم يشاهدوه ولم يروه. فامنوا بها وصدقوا غيبها. وسعوا لها سعيها. مع انهم لم يروها. فكيف لو رأوها؟ لكانوا اشد لها طلب واعظم فيها رغبة واكثر لها سعيا. ويكون في هذا مدح لهم بايمانهم بالغيب الذي هو الايمان النافع يحتمل ان تكون متعلقة بعباده. اي الذين عبدوه في حال غيبهم وعدم رؤيتهم اياه. فهذه عبادتهم ولم يروه. فلو رأوه لكانوا اشد له عبادة واعظم انابة واكثر حبا واجل شوقا. ويحتمل ايضا ان المعنى هذه الجنات التي وعدها عبادة من الامور التي لا تدركها الاوصاف. ولا يعلمها احد الا الله. ففيه من التشويق لها والوصف المجمل. ما يهيج ويزعج الساكن الى طلبها. فيكون هذا مثل قوله. فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين. جزاء بما كانوا يعملون والمعاني كلها صحيحة ثابتة. ولكن الاحتمال الاول اولى بدليل قوله لابد من وقوعه فانه لا يخلف الميعاد وهو اصدق القائلين فيها لغوا الا سلاما ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا لا يسمعون فيها لغو اي كلاما لاغيا لا فائدة فيه. ولا ما يؤثم فلا يسمعون فيها شتما ولا عيبا ولا قولا فيه معصية لله او قولا مكدرا الا سلاما اي الا الاقوال السالمة من كل عيب. من ذكر الله وتحية وكلام سرور وبشارة ومطارحة الاحاديث الحسنة بين الاخوان وسماع خطاب الرحمن والاصوات الشجية من الحور والملائكة والولدان والنغمات المطربة والالفاظ الرخيمة. لان الدار دار السلام فليس فيها الا السلام التام من جميع الوجوه فيها بكرة وعشية. اي ارزاقهم من المآكل والمشارب وانواع اللذات. مستمرة حيثما طلبوا وفي اي وقت رغبوا. ومن تمامها ولذتها وحسنها ان تكون في اوقات معلومة. بكرة وعشيا ليعظم وقعها ويتم نفعها فتلك الجنة التي وصفناها بما ذكر. التي نورث من عبادنا من كان تقيا. اي نورثها المتقين ونجعلها منزلهم الدائم الذي لا يطعنون عنه. ولا يبغون عنه حولا. كما قال الله تعالى وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض. اعدت للمتقين بين ايدينا وما خلفنا وما بين ذلك. وما كان ربك نسيا. استبطأ النبي صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام مرة في نزوله اليه فقال له لو تأتينا اكثر مما تأتينا تشوقا اليك وتوحشا لفراقه. وليطمئن قلبه بنزوله. فانزل الله تعالى على لسان جبريل. وما نتنزل الا بامر ربك اي ليس لنا من الامر شيء. ان امرنا ابتدرنا امره ولم نعصي له امرا. كما قال عنهم لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون كما يؤمرون فنحن عبيد مأمورون اي له الامور الماضية والمستقبلة والحاضرة في الزمان والمكان. فاذا تبين ان الامر كله لله واننا عبيد مدبرون يبقى الامر دائرا بين هل تقتضيه الحكمة الالهية فينفذه؟ ام لا تقتضيه فيؤخره؟ ولهذا قال اي لم يكن الله لينساك ويهملك. كما قال تعالى ما ودعك ربك وما قلى. بل لم يزل ثانيا بامورك مجريا لك على احسن عوائده الجميلة. وتدابيره الجميلة. اي فاذا تأخر نزولنا عن الوقت المعتاد فلا يحزن كذلك ولا يهمك. واعلم ان الله هو الذي اراد ذلك. لما له من الحكمة فيه. ثم علل احاطة علمه وعدم نسيانه بانه رب رب السماوات والارض هل تعلم له سميا؟ ربوبيته للسموات والارض وكونهما على احسن نظام واكمله ليس فيه غفلة ولا اهمال ولا سدى ولا باطل. برهان قاطع على علمه الشامل. فلا تشغل نفسك بذلك. بل اشغلنا ما بما ينفعك ويعود عليك طائله وهو عبادته وحده لا شريك له. اي اصبر نفسك عليها وجاهدها وقم عليها اتم القيام واكملها بحسب قدرتك. وفي الاشتغال بعبادة الله تسلية للعابد عن جميع التعلقات والمجتهد كما قال تعالى ولتمدن عينيك الى ما متعنا به ازواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه. الى ان قال وامر اهلك بالصلاة واصطبر عليها. اي هل تعلم لله امين ومشابها ومماثلا من المخلوقين. وهذا استفهام بمعنى النفي. المعلوم بالعقل اي لا تعلم له مساميا ولا مشابها لانه الرب وغيره مربوب. الخالق وغيره مخلوق. الغني من جميع الوجوه وغيره فقير بالذات من كل وجه كامل الذي له كمال المطلق من جميع الوجوه. وغيره ناقص ليس فيه من الكمال الا ما اعطاه الله تعالى. فهذا برهان قاطع على ان الله هو المستحق لافراده بالعبودية. وان عبادته حق وعبادة ما سواه باطل. فلهذا امر بعبادته وحده والاصطبار قيل لها وعلل ذلك بكماله وانفراده بالعظمة والاسماء الحسنى سوف اخرج حيا. المراد بالانسان ها هنا كل منكر للبعث. مستبعد لوقوعه. فيقول مستفهما على وجه النفي والعناد والكفر. فاذا ما مت لسوف اخرج حيا. اي كيف يعيدني الله حيا بعد الموت؟ وبعد ما كنت رميما. هذا لا كونوا ولا يتصور وهذا بحسب عقله الفاسد ومقصده السيء. وعناده لرسول الله وكتبه. فلو نظر ادنى نظر وتأمل ادنى تأمل لرأى استبعاده للبعث في غاية السخافة. ولهذا ذكر تعالى برهانا قاطعا ودليلا واضحا. يعرفه كل احد على امكانه ولم يكن شيئا مذكورا. اليس بقادر على انشائه بعدما تمزق؟ وجمعه بعدما تفرق. وهذا كقوله وهو الذي يبدأ ثم يعيده وهو اهون عليه. وفي قوله او لا يذكر الانسان دعوة للنظر بالدليل العقلي بالطف خطاب وان انكار من انكر ذلك مبني على غفلة منه عن حاله الاولى. والا فلو تذكرها واحضرها في ذهنه لم ينكر ذلك اقسم الله تعالى وهو اصدق القائلين بربوبيته ليحشرن هؤلاء المنكرين للبعث هم وشياطينهم فيجمعهم لميقات يوم معلوم اي جاثين على ركبهم من شدة الاهوال وكثرة الزلزال وفظاعة الاحوال. منتظرين لحكم الكبير المتعال. ولهذا هذا ذكر حكمه فيهم فقال اي ثم لننزعن من كل طائفة وفرقة من الظالمين المشتركين في الظلم والكفر والعتو اشدهم عتوا واعظمهم ظلما واكبرهم كفرا. فيقدمهم الى العذاب ثم هكذا يقدم الى العذاب الاغلظ اثما فالاغلظ. وهم في تلك الحال متلاعنون. يلعن بعضهم بعضا. ويقول اخراهم لاولاهم. ربنا هؤلاء اضلوا منافئاتهم عذابا ضعفا من النار. قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون. وقالت اولاهم لاخراهم. فما كان لكم علينا من فضل وكل هذا تابع لعدله وحكمته وعلمه الواسع. ولهذا قال اولى بها صينيا اي علمنا محيط بمن هو اولى صليا بالنار. قد علمناهم وعلمنا اعمالهم واستحقاقها وسطها من العذاب وهذا خطاب لسائر الخلائق. برهم وفاجرهم مؤمنهم وكافرهم. انه ما منهم من احد الا سيرد النار حكما ختمه الله على نفسه واوعد به عباده فلابد من نفوذه ولا محيد عن وقوعه. اختلف في معنى الورود قيل ورودها حضورها للخلائق كلهم. حتى يحصل الانزعاج من كل احد. ثم بعد ينجي الله المتقين. وقيل ورودها دخولها. فتكون على المؤمنين بردا وسلاما. وقيل الورود هو المرور على الصراط. الذي هو على متن جهنم يمر الناس على قدر اعمالهم فمنهم من يمر كلمح البصر وكالريح وكاجاويد الخيل وكاجاويد الركاب ومنهم من يسعى منهم من يمشي مشيا ومنهم من يزحف زحفا. ومنهم من يخطف فيلقى في النار. كل بحسب تقواه. ولهذا قال ثم ننجي الذين اتقوا الله تعالى بفعل المأمور واجتناب المحظور. ونذر الظالمين انفسهم بالكفر والمعاصي. فيها جثيا. وهذا بسبب بظلمهم وكفرهم وجبلهم الخلود وحق عليهم العذاب. وتقطعت بهم الاسباب قال الذين كفروا للذين امنوا اي الفريقين خير مقاما واحسن نديا اي واذا تتلى على هؤلاء الكفار اياتنا بينات اي واضحات الدلالة على وحدانية الله وصدق رسله توجب لمن سمعها صدق الايمان وشدة الايقان قابلوها بضد ما يجب لها واستهزءوا بها وبمن امن بها واستبدلوا بحسن حالهم في الدنيا على انهم خير من المؤمنين فقالوا معارضين للحق. اي الفريقين؟ اي نحن والمؤمنون؟ خير مقاما. اي في الدنيا من كثرة الاموال والاولاد وتوفر الشهوات واحسن نديا اي مجلسا. اي فاستنتجوا من هذه المقدمة الفاسدة انهم اكثر اموالا واولادا وقد حصلت لهم اكثر مطالبهم من الدنيا. ومجالسهم وانديتهم مزخرفة مزوقة. والمؤمنون بخلاف هذه الحال وهم خير من المؤمنين. وهذا دليل في غاية الفساد. وهو من باب قلب الحقائق. والا فكثرة الاموال والاولاد وحسن المنظر كثيرا ما يكون سببا لهلاك صاحبه وشقائه وشره. ولهذا قال تعالى هم احسن اثاثا اي متاعا من اوان وفرش وبيوت وزخارف اي احسن مرأ ومنظرا من غضارة العيش وسرور اللذات وحسن الصور. فاذا كان هؤلاء المهلكون احسن منهم اثاثا ورؤيا ولم يمنعهم ذلك من حلول العقاب بهم. فكيف يكون هؤلاء؟ وهم اقل منهم واذل. معتصمين من العذاب اكفاركم خير من اولئكم ام لكم براءة في الزبر. وعلم من هذا ان الاستدلال على خير الاخرة بخير الدنيا من افسد الادلة وانه من طرق الكفار. لما وذكر دليلهم الباطل الدال على شدة عنادهم وقوة ضلالهم. اخبر هنا ان من كان في الضلالة بان رضيها لنفسه وسعى فيها فان الله يمده منها ويزيده فيها حبا. عقوبة له على اختيارها على الهدى. قال الله تعالى فلما زاغوا ازاغوا الله قلوبهم ونقلب افئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة. ونذروهم في طغيانهم يعمهون او ما يوعدون ان العذاب وان الساعة حتى اذا رأوا اي القائلون اي الفريقين خير مقاما سننادي ما يوعدون اما العذاب بقتل او غيره. واما الساعة التي هي باب الجزاء على الاعمال فمن هو شر مكانه واضعف جندا. اي فحينئذ يتبين لهم بطلان وانها دعوة مضمحلة ويتيقنون انهم اهل الشر. واضعف جندا ولكن لا يفيدهم هذا العلم شيئا. لان انه لا يمكنهم الرجوع الى الدنيا فيعملون غير عملهم الاول والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخلق لما ذكر انه يمد للظالمين في ضلالهم ذكر انه يزيد المهتدين هداية من فضله عليهم ورحمته والهدى يشمل العلم النافع والعمل الصالح. وكل من سلك طريقا في العلم والايمان والعمل الصالح. زاده الله منه سهله عليه ويسره له ووهب له امورا اخر لا تدخل تحت كسبه. وفي هذا دليل على زيادة الايمان ونقصه. كما قاله السلف صالح ويدل عليه قوله تعالى ليزداد الذين امنوا ايمانا وقوله تعالى واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا انا ويدل عليه ايضا الواقع فان الايمان قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح. والمؤمنون متفاوتون في هذه الامور اعظم تفاوت ثم قال والباقيات الصالحات اي الاعمال الباقية التي لا اذا انقطع غيرها ولا تضمحل هي الصالحات منها. من صلاة وزكاة وصوم وحج وعمرة. وقراءة وتسبيح وتكبير وتحميد وتهليل واحسان الى المخلوقين واعمال قلبية وبدنية. فهذه الاعمال خير عند اي خير عند الله ثوابها واجرها وكثير للعاملين نفعها ورمدها. وهذا من باب استعمال افعال التفضيل في غير بابه. فانه ما ثم غير الباقيات الصالحات عمل ينفع ولا يبقى لصاحبه ثوابه ولا ينجح. ومناسبة ذكر الباقيات الصالحات. والله اعلم انه لما ذكر ان الظالمين جعلوا احوال الدنيا الدنيا من المال والولد وحسن المقام ونحو ذلك. علامة لحسن حال صاحبها. اخبر هنا ان الامر ليس كما زعموا. بل العمل الذي هو عن اخوان السعادة ومنشور الفلاح هو العمل بما يحبه الله ويرضاه كأنما لو وولدا اطلع الغيب ام اتخذ عند الرحمن عهدا كلا اي افلا تتعجب من حالة هذا الكافر انه جمع بين كفره بايات الله ودعواه الكبيرة انه سيؤتى في الاخرة مالا وولد ان يكونوا من اهل الجنة هذا من اعجب الامور. فلو كان مؤمنا بالله وادعى هذه الدعوة لسهل الامر. وهذه الاية كانت نازلة في كافر معين فانها تشمل كل كافر. زعم انه على الحق وانه من اهل الجنة. قال الله توبيخا له وتكذيبا اطلع الغيب اي احاط علمه بالغيب حتى علم ما يكون وان من جملة ما يكون انه يؤتى يوم القيامة مالا وولدا؟ ام اتخذ عند الرحمن عهدا؟ انه سائل ما قاله اي لم يكن شيء من ذلك فعلم انه متقول قائل ما لا علم له به. وهذا التقسيم والترديد في غاية ما يكون من الالزام واقامة الحجة. فان الذي يزعم انه حاصل له خير عند الله في الاخرة. لا يخلو اما ان يكون قوله صادرا عن علم بالغيوم وبالمستقبلة وقد علم ان هذا لله وحده فلا احد يعلم شيئا من المستقبلات الغيبية الا ما اطلعه الله اليه من رسله واما ان يكون متخذا عهدا عند الله بالايمان به واتباع رسله. الذي عهد الله لاهله واوزع انهم اهل الاخرة. الناجون هنا الفائزون فاذا انتفى هذان الامران علم بذلك بطلان الدعوى ولهذا قال تعالى قولوا ونمد له من العذاب مد ونرثه ما يقول ويأتينا فردا. كلا اي ليس الامر كما زعم فليس للقائل اطلاع على الغيب لانه كافر. ليس عنده من علم الرسل شيء. ولا اتخذ عند الرحمن عهدا بكفره وعدم ايمانه ولكنه يستحق ضد ما تقوله. وان قوله مكتوب محفوظ ليجازى عليه ويعاقب. ولهذا قال نكتب ما يقول ونمد له من العذاب مد ونرثه ما يقول ويأتينا فردا اي نزيده من انواع العقوبات كما ازداد من الغي والضلال. ونرثه ما يطول ويأتينا فردا ما يقول اي نرثه ما له وولده فينتقل من الدنيا فردا بلا مال ولا اهل ولا انصار ولا اعوان فردا فيرى من وخيم العذاب واليم العقاب. ما هو جزاء امثاله من الظالمين