نسأل الله تعالى ان يجعلنا من اهل ولايته اجمعين هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وتركوا طاعته فترك الله هدايتهم ورحمتهم وتخلى عنهم ويتركهم مخلدين في عذاب جهنم في الاخرة. اذا من زرع ثمرة من زرع من زرع بذرة النسيان اثمرت له بذل ثمرة النسيان في مركز التفسير وبالامكان ان يضاف عليها ونقول هنا اخبار بنوع اخر من قبائح افعال المنافقين وهو اقدامهم عن اليمين الكاذبة فهم يؤذون النبي صلى الله عليه وسلم ويسيئون القول فيه ثم يحلفون بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال الله تعالى يحلفون بالله لكم ليرضوكم والله ورسوله احق ان يرضوه. ان كانوا مؤمنين يقسم المنافقون بالله لكم ايها المؤمنون انهم لم يقودوا شيئا يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ليرضوكم عنهم والله ورسوله اولى بالارضاء بالايمان والعمل الصالح ان كان هؤلاء مؤمنين حقا تأمل اخي الكريم كيف ان هذه الاية الكريمة بينت حالهم يحلفون بالله لكم اي يحلف المنافقون بالله لكم كذبا ايها المؤمنون يتبرأون من اذاهم الرسول صلى الله عليه وسلم ويفعلون هذا الشيء لاجل ارضاء المؤمنين يحلفون بالله لكم ليرضوكم والله ورسوله احق ان يرضوه وتأمل هنا والله ورسوله احق ان يرضوه افرد الضمير مع ان المذكور رضا الله ورضا رسوله لانه لا تفاوت بين رضا الله بانه لا تفاوت بين رضا الله ورضا رسوله فكان في حكم مرضي واحد فارظاء الله ارظاء للرسول صلى الله عليه وسلم وارضاء الرسول ارضاء لله كما قال تعالى من يطع الرسول فقد اطاع الله فلما تلازم صارا كانهما شيء واحد وفيه تنبيه ان رضا رسول الله صلى الله عليه وسلم مندرج تحت رضا الله سبحانه وتعالى ونحو هذا المحبة فمحبة النبي صلى الله عليه وسلم من محبة الله تعالى اذا ربنا نقل حالهم يحلفون بالله وجاء وجيء بصيغة الفعل المضارع لتكرر هذا يحلفون بالله لكم ليرضوكم والله ورسوله احق ان يرضوه ان كانوا مؤمنين اي ان كانوا مؤمنين طبعا هذا فيه حذف الجواب اكتفاء بدلالة ما سبق والتقدير ان كانوا مؤمنين فليرضوا الله ورسوله بما ذكر فانهما احق بالارضاء ثم قال تعالى الم يعلموا انه من يحادد الله ورسوله فان له نار جهنم خالدا فيها ذلك الخزي العظيم الم يعلم هؤلاء المنافقون انهم بعملهم هذا معادون لله ولرسوله. وان من يعاديهما يدخل يوم القيامة نار جهنم ماكثا فيها ابدا ذلك الهوان والذل الكبير اذا هذا استفهام للتوبيخ والتقرير الم يعلموا انه من يحادد الله. معنى يحادد اي يخالف ويحارب ويعادي الم يعلموا انه من يحاجد الله ورسوله فان له نار جهنم خالدا فيها ذلك الخزي العظيم. تأمل كيف ختمت هذه الاية الكريمة. ذلك الخزي العظيم فالخزي هو الذل والهوان المقارن للفضيحة والندامة وهي ثمرات نفاقهم حيث يفتظحون على رؤوس الاشهاد يوم القيامة فضيحة ظاهرة مع لحوق العذاب الخالد بهم وتأمل ذلك الاشارة بذلك اي اي الى ما ذكر من العذاب ايذانا ببعد درجته في الهول والفظاعة. وربنا قال عن عذابه قال فيومئذ لا يعذب عذابه احد ولا ايوثق وثاقه احد مهما تخيلت شدة العذاب فهو اعظم مما تتخيل وهذه الاية الم يعلموا انه من يحادث الله ورسوله فان له نار جهنم خالدا فيها ذلك الخزي العظيم مناسبة هذه الاية لما قبلها فانه سبحانه وتعالى لما بين ان حلف المنافقين انما هو لكراهة الخزي عند المؤمنين وبين من هو الاحق بان يرضوه؟ اقام الدليل على ذلك باستفهام انكار وتوبيخ. مبينا انهم فروا من خزي يعني خزي ينتهي وينقضي لكنهم قد سقطوا في خزي دائم باق. نسأل الله العافية والسلامة ثم قال تعالى يحذر المنافقون ان تنزل عليهم سورة تنبأهم بما في قلوبهم قل استهزئوا ان الله مخرج ما تحذرون يخاف المنافقون ان ينزل الله على رسوله سورة تطلع المؤمنين على ما يضمرونه في قلوبهم من الكفر قل ايها الرسول استمروا ايها المنافقون على سخريتكم وطعنكم في الدين فالله مخرج ما تخافون بانزال سورة او باخبار رسوله صلى الله عليه وسلم بذلك اذا ربنا جل جلاله يبين للمؤمنين حذر المنافقين يحذر المنافقون ان تنزل عليهم سورة تنبأهم بما في قلوبهم. قل استهزئوا هذا الامر بالاستهزاء امر تهديد ووعيد ان الله مخرج ما تحذرون. ما تخفونه فربنا جل جلاله يخرجه ويظهره ويبينه ثم قال تعالى ولئن سألتهم ليقولن انما كنا نخوض ونلعب قل ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزئون ولان سألت ايها الرسول المنافقين عما قالوا من الطعن وسب المؤمنين بعد اخبار الله لك به ليقولن كنا في حديث نمزح فيه. ولم نكن جادين قل ايها الرسول ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزئون اذا ربنا جل جلاله يرد عليهم ومعنى نخوض اي ذلهو بالحديث واصل الخوظ الشروع في الماء والمرور فيه ويستعمل الخوض في كل دخول فيه تلويث واذى وايضا الذي يخوض يوسف ان يصل الغمر فيغرق ثم قال تعالى لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم ان نعفو عن طائفة منكم نعذب طائفة بانهم كانوا مجرمين لا تعتذروا بهذه الاعذار الكاذبة فقد اظهرتم الكفر باستهزائكم بعد ان كنتم تضمرونهم ان نتجاوز عن فريق منكم لتركه النفاق وتوبته منه واخلاصه لله نعذب فريقا منكم لاصرارهم على النفاق وعدم توبتهم وتأمل اخي الكريم هنا كلمة مجرم معنى مجرمين اي مذنبين والجرم لا يطلق الا على الجرم الكبير واصل الجرب هو القطع والجرب قطع الثمرة على الشجرة وهؤلاء قطعوا ما امر الله به ان يوصل من الايمان والاعمال الصالحة فوقعوا في الاجرام المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون ايديهم نسوا الله فنسيهم. ان المنافقين هم الفاسقون المنافقون رجالا ونساء متفقون في احوال النفاق وهم على النقيض من المؤمنين فهم يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويبخلون باموالهم فلا ينفقونها في سبيل الله تركوا الله ان يطيعوه فتركهم الله من توفيقه ان المنافقين هم الخارجون عن طاعة الله وطريق الحق الى معصيته وطريق الضلال المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف اي المنافقون والمنافقات يأمرون بما يبغون الله وينكره من الكفر والمعاصي وينهون عن المعروف الذي يحبه الله ويأمر به من الايمان والعمل الصالح قال ويقبضون ايديهم. اي ويمسك المنافقون والمنافقات ايديهم عن اخراج زكاة اموالهم وعن كل ما يجب عليهم من النفقات ومن ذلك الانفاق في سبيل الله وتأمل ويقبضون ان يمسكونها عن الصدقة والخير واصل قبض يدل على شيء مأخوذ يعني كأن الانسان اخذ ولم يعطي حق هذا الشيء. فنحن قد خلقنا الله تعالى لا نسمع ولا نبصر فرزقنا الله السمع والابصار والافئدة. ورزقنا الله تعالى المال وجعلنا اصحاب قرية فيجب علينا ان نؤدي حق الله فاذا لم نؤدي صرنا قبضنا الواجب الذي يجب علينا ان ننفقه ويقبضون ايديهم نسوا الله فنسيهم نسوا الله فنسيهم اي نسي المنافقون ذكر الله في نار جهنم والمؤمن في هذه الدنيا يذكر ربه حتى يستذكر حق الله فيؤدي حق الله في كل شيء ان المنافقين هم الفاسقون. تأمل اخي الكريم هم الفاسقون صيغة قصر اي هم الكاملون في الفسق وهو قصر للمبالغة لانهم لما بلغوا النهاية الفسوق جعل غيرهم كمن ليس بفاسق فحصل الفسق فيهم لان فسقهم اعظم من فسق غيرهم ثم قال تعالى وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقيم وعد الله المنافقين والكفار الذين لم يتوبوا بان يدخلهم نار جهنم ماكثين فيها ابدا هي كافيتهم عقابا وطردهم من رحمته ولهم عذاب مستمر اذا ربنا جل جلاله قد توعدهم بهذا. قال وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم اي نار جهنم كافية لعقاب المنافقين. والمنافقات والكفار جزاء على نفاقهم وكفرهم وفيه مبالغة في عظم عذابها وانه لا شيء ابلغ منه وانه بحيث لا يعني لا لا يستطيع احد من البشر ان يأتي بعقاب كهذا العقاب ثم قال تعالى ولعنهم اي وابعد الله المنافقين والكفار وطردهم من رحمته نعم. قال ولعنهم الله وهذا فيه اظهار الاسم الجليل الله للايذان لشدة السخط عليهم ولهم عذاب مقيم اي لاهل النفاق والكفر عذاب دائم لا ينقطع من فوائد الايات قبائح المنافقين كثيرة ومنها الاقدام على الايمان الكاذبة ومعاداة الله ورسوله والاستهزاء بالقرآن والنبي والمؤمنين والتخوف من نزول سورة في القرآن تفضح شأنهم واعتداء رهن لانهم هازلون لاعبون وهو اقرار بالذنب بل هو عذر اقبح من الذنب لا يقبل الهزل في الدين واحكامه ويعد الخوض بالباطل في كتاب الله ورسله وصفاته كفرا النفاق مرض عضال متأصل في كثير من البشر واصحاب ذلك المرض متشابهون في كل عصر وزمان في الامر بالمنكر والنهي عن المعروف وقبض ايديهم وامساكهم عن الانفاق في سبيل الله للجهاد وفيما يجب عليهم من حق الجزاء من جنس العمل فالذي يترك اوامر الله ويأتي نواهيه يتركه من رحمته. هذه الفوائد التي ذكرها لكم على عدم قولهم ثانيا المؤمن لا يقدم شيئا على رضا ربه ورضا رسوله ونأخذ هذا من قوله والله ورسوله احق ان يرضوه ان كانوا مؤمنين فالمؤمن يجعل رضا الله ورضا النبي صلى الله عليه وسلم فوق كل رضا والمؤمن يوالي ويعادي في الله تعالى والمؤمن يراقب ربه ويحسن في عبادته لربهم مراقبا ربه في كل شيء ليؤدي حق الله تعالى بخلاف اولئك الذين نسوا الله فنسيهم ثالثا من عادة الكاذبين ومنهم المنافقون انهم يكثرون الحلف ليصدقوا لانهم بعلمهم بكذبهم يعرفون انهم متهمون في اقوالهم واعمالهم فيحلفون لازالة التهمة ولذا ربنا قال ولا تطع كل حلاف مهين فكل كذاب هو مهين في نفسه فيحلف لعله يقنع الاخرين رابعا من اسر سريرة سيئة لا سيما يعني التي يمكروا بدين الله ويستهزأ به وبآياته وبرسوله فان الله يظهرها ويفضح صاحبها ويعاقبه اشد العقوبة خامسا الاستهزاء بالدين كفر بالله وذلك ان الاستهزاء يدل على الاستخفاف والعمدة الكبرى في الايمان تعظيم الله تعالى باقصى الامكان سادسا في قوله المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض. بيان انهم شركوا في النفاق فاشتركوا في تولي بعضهم بعضا وفي هذا قطع للمؤمنين عن موالاتهم سابعا في قوله المنافقون والمنافقات زيد هنا ذكر المنافقات وذلك للتنصيص على تسوية الاحكام لجميع المتصفين بالنفاق ذكورهم واناديهم وان النساء وان لنساء المنافقين حظا من مشاركة رجالهن في النفاق ثامنا في قوله ويقبضون ايديهم. اشارة ان قبض اليد كناية عن البخل والشح والاصل في هذه الكناية ان المعطي يمد يده ويبسطها بالعطاء ثم قيل لمن منع قد قبض يده تاسعا واخيرا في قوله نسوا الله فنسيهم. اي تركوه حتى تركوا نبيه وشريعته فتركهم حين لم يهدهم ولا كفاهم عذاب النار. ففي التعبير عن الترك بالنسيان وانما يعبر بالنسيان عن الترك مبالغة يعني هذا فيه التعبير عن الترك بالنسيان وانما يعبر بالنسيان عن الترك مبالغة اذ ابلغوا وجوه الترك الوجه الذي يقترن به نسيان او مبالغة في انه لا يخطر بالك ببال