قال لا تخافا ان يفرط عليكما اي انتما بحفظي ورعايتي. اسمع اقوالكما وارى جميع احوالكما. فلا تخاف منه. فزال الخوف عنهما واطمأنت قلوبهما بوعد ربهما المكتبة السمعية للعلامة المفسر الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله. يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم قراءة تفسير السعدي لما ذكر من على عبده ورسوله موسى ابن عمران في الدين والوحي والرسالة واجابة سؤاله. ذكر نعمته عليه وقت التربية والتنقلات في فقال حيث الهمنا امك ان تقذفك في التابوت وقت الرضاع من فرعون لانه امر بذبح ابناء بني اسرائيل فاخفته امه وخافت عليه خوفا شديدا فقذفته في التابوت ثم قذفته اي شط ني لمصر فامر الله اليم ان يلقيه في الساحل وقيد ان يأخذه اعدى الاعداء لله ولموسى. ويتربى في اولاده ويكون قرة عين لمن رآه. ولهذا قال والقيت عليك محبة مني. فكل من رآه احبه. اي ولتتربى على نظري وفي حفظ وكلاءاتي واي نظر وكفالة اجل واكمل من ولاية البر الرحيم. القادر على ايصال مصالح عبده ودفع المضار عنه فلا ينتقل من حالة الى حالة الا والله تعالى هو الذي دبر ذلك لمصلحة موسى ومن حسن تدبيره ان موسى لما وقع في يد عدوه قلقت امه قلقا شديدا واصبح فؤاد فارغة وكادت تخبر به. لولا ان الله ثبتها وربط على قلبها. ففي هذه الحالة حرم الله على موسى المراضع. فلا يقبل امرأة قط ليكون مآله الى امه فترضعه. ويكون عندها مطمئنة ساكنة قريرة العين. فجعلوا يعرضون عليه المرأة فلا يقبل ثديا. فجاءت اخت موسى فقالت لهم هل ادلكم على اهل بيت يكفلونه لكم؟ وهم له ناصحون فرجعناك الى امك كي تقر عينها ولا تحزن. وقتلت نفسا فنجيناك من وقتلت نفسا وهو القبطي. لما دخل المدينة وقت غفلة من اهلها وجد رجلين يقتتلان واحد من شيعة موسى والاخر من عدوه قبطي. فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه. ووكزه موسى فقضى عليه فدعا الله وسأله المغفرة فغفر له. ثم فر هاربا لما سمع ان الملأ طلبوه يريدون قتله. فنجاه الله من الغم من عقوبة الذنب ومن القتل. اي اختبرناك وبلوناك ووجدناك مستقيما في احوالك او نقلناك في احوالك واطوارك حتى وصلت الى ما وصلت اليه جئت على قدري يا موسى. فلبثت سنين في اهل مدين حين فر هاربا من فرعون وملأه. حين ارادوا قتلى فتوجه الى مدين ووصل اليها وتزوج هناك ومكث عشر سنين او ثمان سنين اي جئت مجيئا قد مضى به القدر وعلمه الله واراده في هذا الوقت وهذا الزمان وهذا المكان ليس مجيئك اتفاقا من غير قصد ولا تدبير منا. وهذا يدل على كمال اعتناء الله بكليمه موسى عليه السلام. ولهذا قال اي اجريت عليك صنائعي نعمي وحسن عوائدي وتربيتي لتكون لنفسي حبيبا مختصا. وتبلغ في ذلك مبلغا لا يناله احد من الخلق. الا النادر منه واذا كان الحبيب اذا اراد اصطناع حبيبه من المخلوقين. واراد ان يبلغ من الكمال المطلوب له ما يبلغ. يبذل غاية جهده تسعى نهاية ما يمكنه في ايصاله لذلك. فما ظنك بصنائع الرب القادر الكريم؟ وما تحسبه يفعل بمن اراده لنفسه. واصطفاه من من خلقه لما امتن الله على موسى بما امتن به من النعم الدينية والدنيوية قال له اذهب انت واخوك هارون بايات اي الايات التي مني الدالة على الحق وقبح الباطل كاليد والعصا ونحوها. في تسع ايات الى فرعون وملأه. اي لا ترى ولا تكسلا عن مداومة ذكري بل استمرا عليه والزماه كما وعدتما بذلك. كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا ان ذكر الله فيه معونة على جميع الامور. يسهلها ويخفف حملها اي جاوز الحد في كفره وطغيانه وظلمه وعدوانه فقولا له قولا لينا اي سهلا لطيفا برفق ولين ادب في اللفظ من دون فحش ولا صلف. ولا غلظة في المقال او فظاظة في الافعال. لعله بسبب القول اللين يتذكر ما ينفعه فيأتيه او يخشى ما يضره فيتركه. فان القول اللين داع لذلك. والقول الغليظ منفر عن صاحبه. وقد فسر القول اللين في فقل هل لك الى ان تزكى واهديك الى ربك فتخشى؟ فان في هذا الكلام من لطف القول وسهولته وعدم بشاعته ما لا يخفى على المتأمل فانه اتى بهل الدالة على العرض والمشاورة التي لا يشمئز منها احد ودعاه الى التزكي والتطهر من التي اصلها التطهر عن الشرك الذي يقبله كل عقل سليم ولم يقل ازكيك بل قال تزكى انت بنفسك ثم دعاه الى سبيل ربه الذي رباه وانعم عليه بالنعم الظاهرة والباطنة. التي ينبغي مقابلتها بشكرها وذكرها فقال اهديك الى ربك فتخشى. فلما لم يقبل هذا الكلام اللين الذي يأخذ حسنه بالقلوب. علم انه لا ينجح فيه تذكير. فاخذه الله اخذ عزيز مقتدر. قال اننا نخاف ان يفرط علينا ان يبادرنا بالعقوبة والايقاع بنا. قبل ان تبلغه رسالاتك. ونقيم عليه الحجة ان يتمردوا عن الحق ويطغى بملكه وسلطانه وجنده واعوانه