بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين سورة البقرة مدنية من مقاصد السورة اعداد الامة لعمارة الارض والقيام بدين الله وبيان اقسام الناس وفيها اصول الايمان والكليات الشريعة مما تضمنته هذه السورة الكريمة الرد على اليهود وبيان عيبهم وايضا مرة عندنا في الصفحة السابقة من كتاب الله اهدنا الصراط المستقيم فجاء البيان هنا في هذه السورة بعد ذكر الانتصار للقرآن المقطعة ذلك الكتاب بهذا الكتاب الذي ما بعده كتاب فمن سار عليه كان على صراط الله المستقيم وبين ربنا عوار اليهود في ايات عديدة حتى لا يكون الانسان على طريقتهم. بل يسير الانسان على طريقة الله تعالى التفسير سميت سورة البقرة بهذا الاسم لورود قصة بقرة بني اسرائيل فيها اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الف ميم هذه من الحروف التي افتتحت بها بعض سور القرآن وهي حروف لا معنى لها ولها مغزى اما كونها لا معنى لها فلان الحرف عند العرب لا معنى له. طبعا هذا الاصل في الحروف التي تبنى منها بنية الكلمة اما حروف المعاني كحروف الجر وغيرها فان لها معاني. نعم واما كونها لها مغزى فلانه لا يوجد في القرآن ما لا حكمة له ومن اهم حكمها الاشارة الى التحدي بهذا القرآن الذي يتكون من الحروف التي تتكون منها الكلمات التي تتكلمونها لذا يغضب عليها ان يأتي بعدها امر يتعلق بالقرآن الكريم كما في هذه السورة ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين. ذلك القرآن العظيم لا شك فيه لا من جهة مصدره ولا من حيث معناه فهو كلام الله يهدي المتقين الى الطريق الموصل اليه الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم يقول ذلك في القرآن هذي في الاية الثانية ذلك في القرآن العظيم لا شك فيه لا من جهة مصدره ولا من حيث معناه فهو كلام الله يهدي المتقين الى الطريق الموصل اليه وذكر ربنا في الاية الثالثة والرابعة صفتهم اقرأ الايتين ثلاثة واربعة الذين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون يقول والذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك اخرتهم يوقنون. الذين يؤمنون بالغيب وهو كل ما لا يدرك بالحواس وغاب عنا مما اخبر الله عنه او اخبر عنه رسوله صلى الله عليه وسلم. كاليوم الاخر وهم الذين يقيمون الصلاة باداء بادائها وفق ما شرع الله من شروطها واركانها وسننها طبعا في الكتابة وواجباتها على مذهب الحنابلة ونحن نقول وهم الذين يقيمون الصلاة بادائها وفق ما شرع الله من شروطها واركانها وسننها مع الخشوع والخضوع والاتباع التام للنبي صلى الله عليه وسلم رغبة ورهبة وهم الذين ينفقون مما رزقهم الله باخراج الواجب كالزكاة وهنا او غير الواجب كصدقة التطوع نقول وغير الواجب كصداقة التطوع رجاء ثواب الله وهم الذين يؤمنون بالوحي الذي انزل الله عليك ايها النبي والذي انزل على سائر الانبياء من قبلك دون تفريق وهم الذين يؤمنون ايمانا جازما بالاخرة وما فيها من الثواب والعقاب. نعم اولئك على هدى من ربهم واولئك هم المفلحون هؤلاء المتصفون بهذه الصفات على تمكن من طريق الهداية وهم الفائزون في الدنيا والاخرة. بنيلهم ما يرجون ونجاة مما يخافون من فوائد الايات تضمن القرآن الكريم انواعا من الادلة القاطعة لكل شك الدالة على ان تنزيله من لدن حكيم عليم لا ينتفع بما في القرآن من الهدايات العظيمة الا المتقون لله تعالى المعظمون له من اعظم مراتب الايمان الايمان بالغيب لانه يتضمن التسليم لله تعالى في كل ما تفرد بعلمه من الغيب ولرسوله صلى الله عليه وسلم بما اخبر عنه سبحانه كثيرا ما يقرن الله تعالى بين الصلاة والزكاة لان الصلاة اخلاص للمعبود والزكاة احسانا للعبيد وهما عنوان السعادة والنجاة الايمان بالله تعالى وعمل الصالحات يورث الهداية والتوفيق في الدنيا والفوز والفلاح في الاخرة هنيئا لمن احسن لعباد الله تعالى مخلصا في عبادة الله تعالى وقام باداء حق الله تعالى صدق على عباد الله. اسأل الله ان يجعلنا والسامعين ممن يقومون بدين الله حق قيام. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته