اجمعين نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن سار على ثوبه الى يوم الدين. اللهم انا نسألك التوفيق والتسديد كما نسألك ان تغفر لشيخنا لنا وللسامعين وللمسلمين. قال شيخ الاسلام غفر الله له فلما انبنى امرهم على هاتين المقدمتين الكفريتين الكفرية كانت النتيجة استجهاد السابقين الاولين واستباههم واعتقاد انهم كانوا اميين. اميين واعتقاد انهم كانوا قوما اميين بمنزلة الصالحين من العامة. لم يتبحروا في حقائق العلم بالله. ولم يتفطنوا اذا وان الخلف الفضلاء في هذا كله. ثم هذا القول اذا نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فانه قد تقدم في الامس بيان استحالة كون النبي صلى الله عليه وسلم اهمل تعليم امته باب العلم بالله تعالى وان هذا ممتنع غاية الامتناع. لكون هذا الباب اشرف ابواب الدين على الاطلاق. وانه زبدة الرسالات الالهية وخلاصة دعوة المرسلين وانه لا يمكن لمن كان في قلبه نهمة في العلم والعبادة الا يحوز هذا العلم. وان النبي صلى الله عليه وسلم الذي علم امته كل شيء. حتى الامور دقيقة من مسائل النكاح وقضاء الحاجة وغير ذلك لابد ان يكون قد اعتنى بهذا الباب غاية العناية وقدمه على غيره. وهذا امر يدركه العقلاء. فضلا عما ثبت في ذلك عنه صلى الله عليه وسلم من تعليم ثم ثنينا بان الصحابة الكرام ومن بعدهم من التابعين لا يمكن ان يكونوا في هذا لا يمكن ان يكونوا او في هذا الباب لانهم اما ان يكونوا جاهلين به او يكونوا قائلين بخلاف الحق وكلاهما ممتنع فانهم اعمق الناس علما واقلهم تكلفا كما انهم ايضا قد ثبت عنهم رضوان الله عليهم انهم قد قالوا في هذا هذا الباب وحفظ عنه من الاثار الشيء الكثير. فاستحال هذان الامران فثبت قطعا ان النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعون كانوا عالمين بهذا الباب قائلين به عالمين بهذا الباب قائلين به. حصل العلم وحصل البلاغ والقول. وهذا هدم لما ادعاه آآ ينحرفون في هذا الباب وهم صنفان اهل التحريف الذين يسمون انفسهم اهل التأويل واهل التجهيل الذين يسمون انفسهم اهل للتفويض ويزعمون اه ان انه ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يعين المعنى المراد بهذا الباب. فاما اهل التأويل فادعوا ان من حقهم ان يستخرجوا معاني مجازية من غرائب اللغات وغوامضها ويحمل عليها مراد الله تعالى ومراد نبيه صلى الله عليه وسلم مع اعترافهم بانه لا اثارة لهم من علم. في هذا وانما هو محظوظ آآ اجتهاد ليصفوا شائبة التمثيل عن اذهان العامة. هكذا زعموا. واما اهل التفويظ فانهم قالوا لا سبيل للعلم بهذا في الباب لا النبي صلى الله عليه وسلم علم وفظلا عن من بعده من الصحابة والتابعين وان هذا مما استأثر الله تعالى بعلمه ولا يمكن العلم به اطلاقا ولا يحل لاحد ان يتأوله تأولا مجازيا. فمنعوا المراد الذي دلت عليه لغة العرب ومنعوا المجاز الذي ادعاه المتكلمون فسدوا باب العقل والنقل. وقد قال الشيخ ها هنا فلم ما ابتنى ارجو الانتباه فلما ابتنى امرهم على هاتين المقدمتين الكفريتين ما هما؟ المقدمتان اللتان افضتا الى نتيجة. اما المقدمة الاولى فهما سبق من انهم لا يعتقدون ان لله سبحانه وتعالى صفة ثبوتية في نفس الامر. المقدمة الاولى هو اعتقادهم انه ليس لله تعالى صفة ثبوتية في نفس الامر وهو قوله فيما تقدم وسبب ذلك اعتقادهم انه ليس في نفس الامر صفة دلت عليها هذه النصوص. اما المقدمة الثانية التي ابتنى عليها باطلهم فهو اعتقادهم ان طريقة السلف الايمان بالفاظ جوفاء ليس تحتها معاني. فماذا ادت اليه هاتان المقدمتان كانت النتيجة استجهال السابقين الاولين واستبلاههم واعتقاد انهم كانوا قوما اميين. يعني بناء على هاتين المقدمتين الباطلتين افضى بهم ذلك الى وصف الاولين من الصحابة والتابعين بالجهل والبلاهة في هذا الباب. وانهم بمنزلة الاميين الذين لا يقرأون الكتاب الا اماني. بالفعل هذا معتقدهم في السلف. ولهذا اذا وجدت تقريرات اه تقريراتهم في هذا الباب يقولون اعلم ان آآ اهل السنة والجماعة في هذا الامر على طريقتين. طريقة السلف التأويل الاجمالي وطريقة الخلف التأويل التفصيلي. ثم يعرفون طريقة السلف بانها الايمان بالفاظ النصوص وترك تعيين المراد وان طريقة الخلف هي اه تعيين المراد المجازات المختلفة. فهذا هو الاستجهاد الذي ذكره الشيخ رحمه الله. وقد برأ الله تعالى ونبيه صلى الله عليه وسلم السابقين الاولين من الجهل وآآ اثنى عليهم سبحانه في كتابه ونبيه صلى الله عليه وسلم في سنته فهم خير قرون لا كان ولا يكون مثلهم وانما اوتي القوم من جهلهم بهذا. وانه لمن دواعي الاسف واقولها بمرارة ان كثيرا من المعاصرين الى يومنا هذا لا يفهمون مراد السلف في باب الصفات. حتى اني اطلعت على بعض لمن الف في التفويض والدعاء ان التفويض هو مذهب السلف وقدم له اناس يشار اليهم بالبنان. وتقرأ في ثنايا سطورهم ما يدل على جهل عميق بفهم مذهب السلف. كيف وقد استبان الرشد وقام العلماء ومنهم شيخ الاسلام ابن تيمية وابن القيم بتجرية الامر وايضاح الادلة وبيان الاثبات كما في هذه الرسالة الحموية. لكن هذه افة التقليد وشؤم السير على طرائق السابقين دون تبصر ونظر. فهي خسارة عظيمة وغرم كبير. ثم قال ثم هذا القول اذا تدبره الانسان وجده في غاية الجهالة. بل في غاية الضلالة. كيف يكون هؤلاء المتأخرون لا سيما والاشارة الذين كثروا في باب الدين وقال الله في عن معرفة الله حجابهم فاخبر الواقف على نهايات اقدامهم بما انتهى اليه من مرامهم حيث يقول لعلي لقد طفت المعاهد كلها وسيرت طرفي بين تلك المعالم فلم ارى الا واضعا كف حائر على دفن الاوقاف السن نادمين. واقروا على نفوسهم له فيما صنفوه من كتبهم كقول بعض الرؤساءهم. رهانة اقدام للعالمين ضلال وارواحنا في وحشة من جسومنا وغاية دنيانا اذى ووبال ولم نستفذ طول عمرنا سوى ان جمعنا فيه الليل وقالوا لقد تأملتم طرقا كلامية والمناهج الفلسفية فما رأيتها تشجيعا لنا ولا توقظني ورضيت اقرب الطرق طريقة القرآن اقرأ في الاثبات الرحمن على العرش استوى يصعد الكلم الطيب ويقع في النفي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. ولا يحيطون به علما ومن جرب مثل عرفة مثل معرفتي. ويقول الاخر منهم لقد خضت البحر الخضم وتركت اهل الاسلام وعلومهم وخضت الذي نهوني عنه والان ان لم يتداركني ربي برحمة منه فالويل لفلان. وها انا ذا اموت على عقيدة امي يقول الاخر منهم اكثر الناس شكا عند الموت اصحاب الكلام. نعم. اه اه شرع الشيخ رحمه الله في نقد المقالة سابقة التي حكاها عن بعض الاغبياء. وهي قول بعضهم طريقة السلف اسلم. وطريقة الخلف اعلم واحكم. فقال مبينا اوجه دلالة في بطلانها ان من اوجه دلالة بطلانها كيف يكون هؤلاء المتأخرون الذين يشار اليهم بانهم الخلف اعلم واحكم من الصحابة والتابعين. الذين يشار اليهم بانهم السلف هذا من امحل المحال وابعد البعير. وهم قد كثر في هذا الباب اضطرابه وغلظ عن العلم بالله حجابهم. ودلائله وذلك هذه الشواهد التي حكاها ونقلها عن اسلافهم الذين يشار اليهم بالبنان. البيتين فالبيتان الاولان من كلام الشهر السامي صاحب الملل والنحل. ويشيان بما عنده من شك وتردد. وهو من علماء الاشاعرة واطلاعه على مقالات الناس واسع كما يتضح ذلك من كتابه الملل والنحل الثلاثة وما تلاها اه من كلام الفخر الرازي. وهو من كبار ائمة الاشاعرة الذين قعدوا مقعدهم وهم قعدوا مذهبهم وهو من الاشاعرة المتوسطين يعني من الطبقة المتوسطة لان لا شاعر طبقة متقدمة طبقة ابي الحسن الاشعري والباقلاني من كان في تلك الحقبة المتوسطة التي فيها الرازي ثم طبقة متأخرة وفيها الجويني. وكل ما طال بهم الزمن ازدادوا امعانا في اه اه التأويل والنزوع نحو طريقة المعتزلة. ابو الحسن وابو بكر الباقلاني اه والصعلوكي وسهل الصعلوكي وغيرهم. كانوا اه اقرب ممن جاء بعدهم. حتى انهم يثبتون الصفات الخبرية ولا يأولون وانما يؤولون الصفات الفعلية. ثمان آآ الامر ازداد والشقة بعدت. في في من جاء بعدهم حتى كان في زمن الجويني آآ يأولون الصفات الفعلية والصفات الخبرية سواء بسواء. فالابيات هذه نهاية اقدام العقول عقال واكثر سعي العالمين ضلال هذه ابيات للرازي. وهي آآ تمثل اسفه ورجوعه مما يدل على ان ما سود من الصفحات لم يكن على اه بينة ولا على اساس متين فهو يعلن في هذه الابيات وما تلاها من النثر فساد هذه الطريقة. ويقول ما رأيتها تشفع عليلا ولا تروي غليلا ووجدت اقرب الطرق طريقة القرآن اقرأ في الاثبات الرحمن على العرش استوى. يعني فاثبت للاستواء. واقرأ في النفي ليس كمثله شيء وينبغي ان يكون الاقتصار على هذا دون قوله وهو السميع البصير. لان الشاهد هنا المراد منه النفي. ليس شيء يعني فانزه الله هذا مراده. ومن جرب تجربتي عرف معرفتي. لكن معشر اه الاخوان والاخوات ومن بلغ لسنا بحاجة الى ان نخوض التجربة. وقد عافانا الله تعالى من ان نعرض اعمارنا واعمالنا لهذه المخاطرة مجازفة بعض الناس يقول لابد لكي تعرف الشر ان تجربه هذا ليس بصواب. اذا عوفيت فاحمد الله فانك لا تعلم لعله ان يعلق بقلبك شبهة فلا تستطيع التخلص منها. فاحمد الله تعالى على العافية لا تتلقف القوم ولا تقل اشك لكي اه اصل الى اليقين. خذ اليقين مجانا. خذه اه يعني مهيئا باردا مبردا. قد جاء في الكتاب والسنة على احسن ما يكون. فقد كفينا ولله الحمد وعفينا من هذا الذي اه ابتلي به غيرنا. وكذلك الجملة الثالثة او المثال الثالث لقد خضت البحر الخضم وتركت اه اهل الاسلام وعلومهم. هذا من كلام الجويني ابي المعالي الذي كان يلقب بامام الحرمين. وكان قد يعني خاض في علم الكلام وتبحر وكان له كتب متعددة في تقرير ذلك منها كتاب الارشاد ومنها كتاب الشامل وهي من اشهر كتبه في تقرير العقيدة الاشعرية ثم انه في اخر عمره الف النظامية. الف الرسالة النظامية واقترب فيها الى مذهب السلف الا انه لم يصبه على وجه الدقة. وينبغي لنا ان نحتاط لان بعض الغيورين على الحق له يقولون انه رجع وانه في النظامية قد رجع الى الى اهل الحق الواقع ان رجوعه رجوع اجمالي بل بل ان رجوعه في النظامية رجوع يشم منه التفويض لا يشم منه الاثبات لا يجزم فيه بانه سلك مسلك الاثبات بل هو يعني رجح التفويض ولم يرجح الاثبات. الا انه احسن في باب القدر فخرج من الجبر الى الى اثبات افعال العباد مع اثبات قدر الله السابق. فاقترب كثير كثيرا من مذهب اهل السنة والجماعة في مسألة افعال العباد. ذلك نبزه اصحابه بانه ال الى قول المعتزلة. والواقع انه قد رجع كثيرا الى قول الحق. وقال كلاما بديعا في هذا حتى انه لما قرر هذا قال فالان انفاسي يعني كأنما كان محبوسا النفس كأنما كان مضطرا الى موافقة آآ اصحاب مذهبه فلما قال ما قال احس بانه انعتق من اسر التقليد. وكذلك ما حكى عن غيرهم والشيخ الاسلام كثيرا في كتبه يحكي هذه المقالات واكثر منها ليبين ان القوم ما كانوا على اه قدم راسخة وثبات في هذا الباب عظيم بخلاف السلف رحمهم الله حينما تقرأ ما كتبه الامام احمد او ابنه عبد الله ابن الامام احمد او ما كتبه ابو عثمان او ابن ابي زيد القيرواني او الطحاوي او غيره من ائمة السلف المتقدمين تجد لغة ثابتة وكلام مضطرب يصدق بعضه بعضا. بخلاف كلام المتكلمين الذي يكتب في اول الكتاب ما ينقضه في اخره. او يكتب في كتاب ما يخالفه في كتاب اخر وكل هذا من شؤم اه تلقي غير علوم اهل الاسلام. ولهذا نص على هذا الجوين قال وتركت اهل الاسلام وعلومهم وخذت في الذين نهوني عنه. ما الذي نهوا عنه؟ علم الكلام. علم سلام. فكان السلف يحذرون من الاشتغال بعلم الكلام. حتى قال الامام احمد رحمه الله لا يفلح صاحب كلام ابدا. وقال الامام الشافعي حكمي في اهل الكلام ان يضربوا بالجريد والنعال ويطاف بهم في العشائر والقبائل. ويقال هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة انه اقبل على علم الكلام. والمقصود بعلم الكلام محاولة اثبات العقائد الدينية بالطرق العقلية وهذا ليس هو منهج السلف. منهج السلف اثبات العقائد بالنص في الكتاب والسنة. ثم بعد ذلك الاعتظاد العاقل ان كان آآ للعقل في في الامر مساغ. آآ اهل السنة والجماعة مصادرهم في الاعتقاد ثلاثة مصادر اساسية وثلاث وثلاثة مصادر ثانوية. فالمصادر الاساسية الثلاث الكتاب والسنة والاجماع. الكتاب والسنة والاجماع. هذه مصادر اساسية يبنون عليها عقيدتهم وعبادتهم. واما المصادر الثانوية فهي العقل والفطرة والحس. العقل والفطرة والحس. فالعقل الة اودعها الله الانسان يتبصر بها ويصل بها الى ما يمكنه من الاعتقادات. وكذلك الفطرة. اودع الله تعالى في الانسان فطرة. تدله على الحق وتطمئن اليه. فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله. ذلك الدين القيم والحس وهو ما بث الله تعالى في الكون من دلائل تدركها الحواس تدركها الحواس فيستدل بها على بعض الامور العقدية. ثم انه قال ثم هؤلاء المتكررون المخالفون للسلف في السلف اذا حقق عليهم الامر لم يوجد عندهم من حقيقة العلم بالله وخالص فيه خبر ولم يقفوا من ذلك على علم ولا اثر. كيف يكون هؤلاء المحجوبون المنقوصون المسئولون الحيارى اعلم بالله واسمائه وصفاته واحكم من باب اياته وذاته من السابقين الاولين من المهاجرين والانصار والذين باحسان من ورثة الانبياء وخلفاء الرسل واعلام الهدى ووسطه التجى الذين بهم قام الكتاب وبه قاموا نطق الكتاب وبه نطق الذين وهبهم الله من العلم والحكمة ما برزوا به على ما برزوا به على سائر اتباع الانبياء فضلا عن سائر الامم الذين لا كتاب لهم فاحاطوا من حقائق المعارف وبواطن الحقائق بما لو جمعت حكمة غيره فيها نستحيا من يطلب المقابلة. ثم كيف يكون خير قرون الامة انقص في العلم والحكمة؟ لا سيما واسمائه من هؤلاء الاصابع بالنسبة اليهم ام كيف يكون افراخ المتفلسفة اتباع الهند واليونان وورثة المجوس والمشركين. وضلال اليهود والنصارى والصابئين واشكالهم واشباههم. اعلم بسم الله من ورثة الانبياء واهل القرآن والايمان. ما شاء الله ما على هذا من مزيد. كلمات معبرة تدل على الثقة بما كان عليه السلف هذه الامة والعلم بان الله تعالى قد خلع عليهم من من الايمان والعلم ما ليس عند غيرهم. وهكذا ينبغي ان يكون اهل الاسلام آآ ثقتهم ومحبتهم وموالاتهم للسابقين الاولين. اما اولئك الذين اعناقهم الى الامم الاخرى من اليونان الاغريق ومن غيرهم من الامم وصاروا يرمقون ما عندهم ويظنون انها علوما وليست بعلوم. في الحقيقة هؤلاء فيهم من النقص في شخصياتهم واديانهم ما اوردهم هذه الموارد. ولا زال الامر هكذا الى يومنا هذا. يوجد من ناس من يرمق الغرب والشرق عين الاعجاب والاكبار ويرى انهم خير من اهل الاسلام واهل الاسلام خير من جميع امم الارض على الاطلاق حتى مع ضعفهم. كنتم خير امة اخرجت للناس. يجب ان ان ان توقن المؤمن بان اهل الاسلام هم خير امة اخرجت للناس. وان فاقونا في الصناعات والاختراعات وكذا فان الحمد لله نفوقهم فيما اعطانا الله تعالى وهدانا اليه من الدين والعلم. وان وجد في هذه الامة التقصير فبسبب عدم قيامهم بامر الله سبحانه وتعالى. اما من الناحية النظرية والعقدية فانه لا سواء ولا يمكن ان ان يقارن اهل الاسلام او يقارن آآ اهل الملل الاخرى باهل الاسلام خير وارشدوا سبيلا. ولا اه ارى ان من يعجب بهؤلاء الكفار الا وفي ايمانه دخن وفي شخصيته ضعف فلذلك آآ يقدمهم ويبجلهم ويعظمهم ويحيل اليهم ويضرب بهم الامثلة. هذه المغالاة والمبالغة دليل على رقة الدين وضعف الشخصية. ثم قال وانما الزمت هذه المقدمة لان من استقرت هذه علم طريق الهدى اين هو في هذا الباب وغيره. وعلم ان الضلال والتهوك انما استولى على كريم من المتأخرين كتاب الله وراء ظهورهم واعراضهم عما بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم من البينات والهدى وتركهم البحث عن طريق والتابعين والتماسهم علم معرفة الله ممن لم يعرف الله باقراره على نفسه ولشهادة الامة على ذلك وبدلالات كثيرة وليس غرضي واحد وانما اصفو نوع هؤلاء ونوع هؤلاء. واذا كان كذلك فهذا كتاب الله من اوله. وليس غرضي واحدا معينا او ما عندك كلمة معينة؟ المفروض. نعم واذا كان كذلك فهذا كتاب الله من اوله الى اخره. وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من اولها الى اخرها ثم عامة كلام الصحابة والتابعين ثم كلام مملوء بما هو اما نص واما ظاهر واما ظاهر لان الله سبحانه فوق كل شيء وعلي على كل شيء وانه فوق العرش وانه فوق السماء. نعم. اه اما قوله رحمه الله آآ قال مملوء بما هو اما نص واما ظاهر. مراتب الدلال ثلاث اما نص واما ظاهر واما مأول. فالنص ما لا يحتمل الا معنى واحدا. النص ما لا الا معنى واحدا. واما الظاهر فهو ما دل بنفسه على معنى الراجح مع احتمال غيره. ما دل في نفسه على معنى الراجح مع احتمال غيره. واما المؤول فهو ما حمل لفظه على المعنى المرجوح. ما حمل لفظه على المعنى المرجوح. ثم حينئذ ربما يكون هذا الحمل صحيحا وربما يكون فاسدا. فالنص امره بين. ما لا يحتمل الا معنى واحدا. كما مثلا نقرأ الرحمن على العرش استوى. هذا نص في اثبات استواء الله تعالى على عرشه. ثم استوى على العرش ونحوها والظاهر ما دل بنفسه على معنى الراجح مع احتمال غيره يعني بمعناه انه يتبادر الى الذهن معنى معين ربما كان هناك معنى مرجوح قد يقال لكن لا يلتفت اليه. واما المؤول فهو ما حمل لفظه على المعنى ارجوح فيما يبدو وهو ينقسم الى صحيح وفاسد. مثال ذلك مثلا قول الله تعالى فاذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم. قد يقول قائل ان ظاهره يدل على الاستعاذة بعد القراءة. فاذا قرأت القرآن فاستعذ بالله. وقد قال بذلك بعض المتقدمين ان الانسان يستعيذ بعد القراءة وهذا فيما يبدو انه هو ظاهر الاية فاذا قرأت فاستعذ لكنه محول على اذا اردت ان تقرأ القرآن فاستعذ بالله. فهذا الحمل على ما يمكن ان يقال عنه انه بحسب الظاهر يقال عنه حمل صحيح. وتأويل صحيح. لانه قد دلت عليه الدلائل من فعل النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة انهم كانوا يستعيدون قبل القراءة ودل عليه المعنى من حاجة الانسان الى الاستعاذة قبل الشروع في في القراءة لا بأس وقد يكون اه اه هذا الحمل او هذا الحمل على المعنى المرجوح فاسدا مثل تأويلات اه المؤول الصفات كقولهم مثلا تبارك الذي بيده الملك اي بقدرته. فيكون هذا فاسدا لانهم حملوه على معنى مرجوح بلا قرينة ولا دليل. والمقصود ان هذه الالفاظ نص ظاهر مؤول هي مراتب الدلالة عند الاصوليين طيب ثم ان الشيخ رحمه الله آآ ابتدأ باشهر قضية يمكن ان يظهر ترى فيها الفرق بين اهل السنة وبين مخالفيهم من اهل التحريف. وهي قضية العلو. فقال رحمه الله واما ظاهر في ان الله سبحانه في ان الله سبحانه فوق كل شيء وعلي على كل شيء وانه فوق العرش وانه فوق السماء. مثل قوله تعالى اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه. اني متوفيك امنتم ما في السماء ان يخسف بكم الارض فاذا هي تمور. اما منتم من في السماء ان يرسل عليكم حاصبا فستعلمون من رفعه الله اليه دعوة الملائكة والروح اليه يدبر الامر من السماء والارض ثم يعود اليه يخافون ثم استوى على العرش في ستة مواضع الرحمن على العرش استوى وقال فرعون يا هامان به اسباب السماوات تنزيل من حكيم حميد. منزل من ربك الى امثال ذلك مما لا يكاد يحصى الا بخلفة. وفي احاديث الصحاح والحساب ما لا يحصى مثل قصة معراج رسول الله صلى الله عليه وسلم الى ربه ونزول الملائكة من عند الله وصعودها وقوله في الملائكة الذين يتعاقدون فيكم بالليل والنهار. ويعرج الذين بالوا فيكم الى ربهم فيسألهم وهو اعلم بهم من حديث الخوارج الا تأمنونني وانا امين من في السماء يأتيني خبر السماء صباحا ومساء وفي حديث الرقية والذي رواه ابو داوود وغيره ربنا ربنا الذي في السماء تقدس اسمك امرك في السماء والارض كما مشكولة عندك ربنا الله الذي كانه يعني ينادي نعم ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك امرك في السماء والارض كما رحمتك في السماء. اجعل رحمتك في ارض في لنا حوضنا وخطايانا انت رب الطيبين انزل رحمة من رحمتك وشفاء من شفاء من شفائك على هذا الوجع. قال صلى الله عليه وسلم اذا اشتكى احد منكم او اشتكى له فليقل ربنا الله الذي في السماء وذكره. وقوله في حديث او عاد فوق ذلك والله فوق عرشه وهو يعلم ما انتم عليه. رواه ابو داوود. وهذا الحديث مع انه قد رواه اهل السنن كابي داوود مشهورين. وقد رواه امام الائمة ابن خزيمة في كتاب التوحيد الذي اشترط فيه انه لا يحتج فيه الا بما نقله العدو عن العدل موصولا الى النبي صلى الله عليه وسلم. هلا هل الاشار الى ان هذه الجملة الاخيرة مدرجة او انها ليست في جميع النسخ ها وهو مروي من طريقين ماذا قال ايه مثبتة في النسخ طيب وقوله في الحديث الصحيح للجارية اين الله؟ قالت في السماء. قال من انا؟ قالت قال اعتقها فانها مؤمنة. وقوله في الحديث الصحيح ان الله لما خلق الخلق كتب في كتاب موضوع انه فوق العرش. ان سبقت غضبي وقوله في حديث قبض الروح حتى يخرج بها الى السماء التي فيها الله. اسناده على شرط على الصحيحين. وقول عبد وقول عبد وقول عبد الله ابن رواحة رضي الله عنه. وقول عبد الله. وقول عبد الله ابن الذي نشهده النبي صلى الله عليه وسلم واقره عليه. الذي انشده اما ان تقول الذي انشده النبي صلى الله وسلم او الذي انشده للنبي صلى الله عليه وسلم. الذي نشهده للنبي صلى الله عليه وسلم اقره عليه شهدت بانه وعد الله حق وان النار مثوى الكافرين وان العرش فوق الماء طاف وفوق العين وفوق العرش رب العالمين وقول امية بن ابي الصلب الثقفي الذي انشد للنبي صلى الله عليه وسلم هو وغيره من شعره لاستحسنه وقال امن شبهه وكفر قلبه. مجدوا الله فهو للمجد اهل ربنا في السماء امسى كبيرا الاعلى الذي سبق الناس وسوى فوق السماء سريرا. شرجعا ما يناله بصره قصر العين شرج عما يناله بصر العين ترى دونه الملائكة صورا. وقوله في الحديث الذي في السنن ان الله انه كريم يستحي من عبده اذا رفع يديه يديه ان يردهم صفرا. وقوله يمد يديه الى السماء يا رب يا رب الى امثال ذلك مما لا يحصيه الا الله الا الله. مما هو ابلغ المتواترة اللفظية والمعنوية. التي تورث علما من ابلغ العلوم الضرورية ان الرسول صلى الله عليه وسلم المبلغ عن الله القى الى امته المدعوين ان الله فوق العرش وانه فوق السماء كما فطر الله على ذلك جميع الامم عربهم وعجبهم في الجاهلية والاسلام الا من اجتالته نعم هذه المسألة آآ مسألة عظيمة وبها يظهر الفرق البين بين طريقة السلف وطريقة الخلف فان سلف اطبقوا على اثبات علو الله تعالى. واعلموا ان علو الله تعالى ثلاثة انواع. علو ذات وعلو قدر وعلو قهر وان شئت فقل نوعان علو ذات وعلو الصفات. لان علو الصفات يشمل علو القدر وعلو القهر. لكن على التقسيم الثلاثي علو الصفات المراد به ان صفات الرب سبحانه وتعالى صفات علا قد بلغت الغاية في الكمال فهذا لا ينازع فيه مسلم لا يمكن لمسلم ان ينازع في ان صفات الله تعالى قد بلغت الغاية في الكمال فالله تعالى له المثل الاعلى. علو القهر المراد به ان الله تعالى قد قهر جميع عباده كما قال سبحانه وهو القاهر فوق عباده. وهذا امر ايضا لا يمكن لمسلم ان ينازع فيه. وانما وقع الخلاف بين اهل القبلة في علو الذات. فاهل السنة والجماعة يعتقدون ان الله سبحانه وتعالى فوق سماواته مستو على عرشه بائن من خلقه ليس في خلقه شيء منه وليس فيه شيء من خلقه سبحانه وبحمده. مرة اخرى يعتقد اهل السنة والجماعة ان الله سبحانه وتعالى بذاته فوق سماواته مستو على عرشه دائن من خلقه معنى بائن اي منفصل. ليس فيه شيء من خلقه ولا في خلقه شيء منه. بهذا وهذه الصراحة كل سني يعتقد بان الله تعالى فوق الكون. وانه مستو على عرش استواء يليق بجلاله وانه لا يمكن ان يعلوه شيء سبحانه بل هو العلي الاعلى. فالعلو عند اهل السنة والجماعة صفة ذاتية لا يمكن ان تفارق الله تعالى. هو العلي الاعلى المتعال. وقد دل على ذلك انواع الادلة الكتاب والسنة والعقل والفطرة والاجماع. كلها توافرت على اثبات هذا النوع وهو علو الذات. علو الذات اما الكتاب والسنة فكما سمعتم فيما آآ تلى الشيخ رحمه الله تعالى من ايات واحاديث تنوعت دلالة الكتاب والسنة على اثبات علو الله تنوعا عجيبا. فتارة تكون بذكر العلو صريحا. مثل قول الله سبح اسم ربك الاعلى. وهو الكبير المتعال. اه وتارة وهو العلي العظيم هذا بذكر علو صريحا. وتارة تكون بذكر الفوقية. يخافون ربهم من فوقهم. وهو القاهر فوق فوق عبادة ولا شك ان الفوقية تدل على العلو. تارة تكون بذكر صعود الاشياء اليه تعرج الملائكة والروح اليه. اليه يصعد الكلم الطيب. ولا شك ان الصعود لا يكون الا الى احد وتارة تكون بذكر نزول الاشياء منه. نزل به الروح الامين على قلبه لتكون من المنذرين. قل نزله رح القدس. نزول الاشياء منه دليل على علوه. لان لا يكون الا من اعلى الى اسفل. آآ تارة تكون بتعبير الرفع والرفع لا يكون الا الى اعلى. كقوله تعالى عن عيسى بل رفعه الله اليه. وكقوله آآ سبحانه وتعالى هو العمل الصالح يرفعه ولا يكون الا الى اعلى ولا يفهم العربي منها الا هذا المعنى ان الله تعالى في العلو. ومن تنوع ايضا دلالة الكتاب والسنة وصفه سبحانه لنفسه بانه في السماء اامنتم من في السماء ومعناها اي على السماء وذلك اننا اما ان نقول ان في تدل على الظرفية او نقول ان السماء بمعنى العلو. فاذا اعتبرت في تدل على الظرفية عفوا اذا قلنا ان في تدل على الظرفية فحين اذ نقول ان المراد بالسماء العلو اامنتم من في السماء اني امنتم من في العلو. لان كلما ما علاك فهو السماء. وان قلنا ان السماء في الاية هي السماء المبنية اي السقف السقف فانه يتعين ان نقول حينئذ ان في بمعنى على لا لا نفسرها بالظرفية وليس هذا تأويلا فانه جار في لغة العرب ان تتناوب حروف الجر فتأتي في بمعنى كقوله مثلا آآ فامشوا في مناكبها يعني على مناكبها ليس المراد ان يسيخوا في الارض اه وكذلك قول فرعون ولاصلبنكم في جذوع النخل يعني على جذوع النخل لانه لا يمكن ان يدخله في اجواء في نبوع جذوع النخل. ليس هذا. اذا تأتي في في اللغة بمعنى على. اه فهذا ايضا من تنوع ذلك. ايضا من تنوع دلالة الكتاب والسنة على اثبات العلو ذكر الاستواء. لان استوى في لغة العرب بمعنى على واستقر في ستة في ستة مواضع يقول الرب سبحانه ثم استوى. وفي موضع يقول الرحمن على العرش استوى. كلها اتت بهذا اللفظ. فهذا ايضا من دلائل اثبات آآ العلو. هذه جملة من بانواع دلالة الكتاب والسنة على اثبات العلو. وقد ذكر حديثا اه كثيرة اه عمتها صحيح. اه منها مثلا اه حديث الجارية منها حديث آآ الخوارج الا تأمنوني وانا امين من في السماء وهو حديث متفق عليه والشاهد منه قوله وانا امين من في السماء. يعني الذي في السماء وهو الله سبحانه وتعالى. واستدل بحديث الرقية وشيخ الاسلام يذكره كثيرا وكثير من المحدثين يضعف يضعف هذا الحديث وشيخ الاسلام يحتمله حديث الرقية الذي رواه ابو داوود ربنا والذي في السماء تقدس اسمك. والشاهد منه قوله الذي في السماء. شيخ الاسلام استدل به في الوسطية وفي مواضع كثيرة من كتبه رحمه الله انه يرى انه يعتضد يعني بغيره او يصح بمجموع طرقه ايضا استدل بحديث الاوعال المشهور وقد صحح ابن القيم رحمه الله حديث الاوعال من حديث ابن عباس ضعفه من رواية ابي هريرة كما ذكر في ذلك في مختصر سنن آآ في في التعليقات على سنن ابي داود آآ حديث الاوعى للمشهور والشاهد منه قوله والعرش فوق ذلك والله فوق عرشه وهو يعلم ما انتم عليه. واما الجارية فمعلوم انه حديث صحيح رواه مسلم. وكذلك ايضا مما يستدل به حديث اه اه ان الله لما خلق كتب في كتاب موضوع عنده فوق العرش. فهذا ايضا يدل على علوه سبحانه وتعالى. هو ذكر العروجي ايضا. واما القصة التي ذكرها عن عبد الله بن رواحة فانها تضعف يضعفها وانما ذكرها الشيخ من باب يعني اه الاستئناس والا فان سندها ضعيف. كان على على يعني فرض صحة رواية ان عبد الله بن رواحة وطئ جاريته فغضبت زوجته فلما انكر ذلك قالت اقرأ القرآن فانشد هذه الابيات ليوهمها انه يقرأ القرآن. ففيها في الواقع نكارة في متنها. وضعف في سندها ويغني عنها ما تقدم واما حديث امية آآ آآ ابن الصلت. فاما لفظ امن شعره وكفر قلبه فضعيف. لكن الحديث في مسلم الحديث في مسلم فان النبي صلى الله عليه وسلم آآ قال آآ للشريد بن سويد آآ هل معك من شعر امية ابن ابي الصلت شيئا؟ قلت نعم. قال هيه. فانشدته بيتا. فقال هي. يعني يستزيده. ثم انشدته بيتا فقال ايه انشدته حتى انشدته مئة بيت. فقال ان كاد ليسلم. ان كاد ليسلم. وفي رواية عند مسلم ايضا قد كاد يسلم في شعره. فلقد كاد يسلم في شعره. وايضا حديث ان الله حيي كريم يستحي من عبده اذا رفع يديه اليه ان يردهما صفرا. وانما يكون الرفع الى اعلى. اه كل ذلك ايها الكرام ايتها الكريمات ومن بلغ يدل على توافر دلالة الكتاب والسنة وتنوعها من اوجه كثيرة على اثبات العلو. فقارئ القرآن وقارئ السنة لابد ان يفهم ان الله سبحانه وتعالى في العلو. وان يثبت علو الذات. اشار الشيخ الى اخر وهو دليل الفطرة. قال كما فطر الله ذلك على ذلك جميع الامم. عربهم وعجمهم في الجاهلية والاسلام الا من اشتالته الشياطين عن فطرته. بالفعل يعني شعوب الارض كافة. يدركون او قد وقع في قلوبهم ان الاله المعبود انما يكون في السماء. فطرة حتى البهائم يقال انها اذا ضربت رفعت طرفها الى السماء. كل بني ادم مفطورون على هذا ولا ادري هل الشيخ سيذكرها نسيت ام لا؟ قصة ابي المعالي مع الهبذان حينما حضر ابو جعفر الهمداني مجلسا لابي المعالي الجويني فقال الجويني مقررا كان الله ولا شيء وهي جملة صحيحة. فالله تعالى هو الاول ليس قبله شيء. ثم اردف ذلك قائلا وهو الان على ما كان عليه يعرض بماذا؟ يعرض بما في الصفات الفعلية التي منها الاستواء. يعني يريد ان يقول انه لم يقرأ على الله بعد ان كان يعني لم يستووا. ففهم ابو جعفر الهمداني مراده وقال يا امام دعنا من ذكر العلو والاستواء دعنا من ذكر العلو والاستواء. واخبرنا عن هذه الضرورة التي يجدها احدنا في قلبه. ما قال عارف قط يا الله الا وجد في قلبه ضرورة بطلب العلو. لا يلتفت يمنة ولا يسرة. فجعل الجويني يلطم رأسه ويقول حيرني الهمداني حيرني الهمدانك. لا لا لم يحر جوابا. لم يستطع ان يدفع دليل الفطرة. هذه الضرورة القلبية. وهذا امر تجدونه انتم في قلوبكم يرعاكم الله. حينما يستحظر الانسان ذكر ربه او يدعو ربه، اين يسافر قلبه؟ يمنة يسرة امام خلف ابدا يسافر الى اعلى. يتجه تلقائيا الى يحس بان ربه في العلو. هذا امر فطري. فلهذا استدل بدليل فطرة ثم اردف ذلك بنوع ثالث من الادلة برابع من الادلة قال ثم عن سنة ثم عن السلف في ذلك من الاقوال ما لو جمع لبلغ مئات او الوفات. ثم ليس في كتاب الله طيب اذا هذا دليل الاجماع وسوف لاحقا ايضا من ادلة الاجماع. فالاجماع دليل برأسه. السلف كانوا مجمعين على هذا. حتى اه قالوا الاوزاعي رحمه الله كنا نقول والسلف متوافر والصحابة كنا نقول والتابعون متوافرون ان الله تعالى ذكره فوق عفشه ونؤمن بما جاءت به السنة من الصفات. هكذا قال وقالها بعد ظهور جهم كما سيذكر الشيخ لاحقا. نعم. ثم ليس في كتاب الله ولا في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم. ولا عن احد من سبب الامة لا من الصحابة والتابعين. ولا عدل من الصحابة ولا من التابعين. هكذا عندكم. لا من الصحابة ولا من التابعين ولا عن ائمة الدين الذين ادركوا زمن الاهوال والاختلاف حرف واحد يخالف ذلك. لا نصا ولا ظاهرا. نعم يعني بعد ان فرغ الشيخ من ذكر الادلة الوجودية وهي الكتاب والسنة والاجماع والفطرة بقي ان نبين الان العقل. اه ذكر الدليل العدمي وهو انه لا يؤثر عن احد من الصحابة ولا التابعين ولا التابعين لهم باحسان حرف واحد في التأويل والتحريف ابدا كلهم قد برأهم الله تعالى من هذه الشائبة. فلم يحفظ عن احد من السلف تأويلا وتحريفا. وما دعي في ذلك فالجواب عنه مبسوط في مواضعه. قد يدعي بعض المدعين شيئا من التحريفات او ينسبونها لكنها لا تثبت بحمد الله. فلم يحفظ عن احد من السلف شيئا من اه التأويل الذي ادعاه هؤلاء المتأخرون. اه اقول ان العقل ايضا ايها الكرام دل على اثبات علو الله كيف ذلك؟ العقل يقطع بان الله سبحانه وتعالى بانك الاله المعبود ينبغي ان يوصف بصفات الكمال. هكذا يقطع العقل. لا يمكن ان يقول العقل بان الاله المعبود يتصف بالنقص. والعقل ايضا يقطع بان العلو كمال والسفلى نقص. وبالتالي فان الاله المعبود مستحق لوصف الكمال وهو العلو. منزه عن ضده وهو وصف النقص. من وجه اخر واهب الكمال اولى بالكمال. فكما ان العلو يعد في نظر الادميين نوعا من الكمال بان يكون الانسان يتخذ مثلا المواضع المشرفة والمطلة والمرتفعة وغير ذلك. فواهب الكمال بالكمال. فهذه انواع الدلالات الخمس كلها توافرت على اثبات علو الله تعالى. ثم ان الشيخ رحمه الله لما اثبت هذه الادلة الوجودية ونفى الادلة العجمية اي بمعنى ان ان يكون احد من السلف آآ اول شيء مما اثبت الرب لنفسه برأهم من المقالات الباطلة فقال ولم يقل احد منهم قط ان الله ليس في السماء ولا انه ليس على العرش ولا انه بذاته في كل مكان ولا ان جميع الامثلة بالنسبة اليه سواء ولانه لا داخل العالم ولا ولا متصل ولا منفصل ولا انه لا تجوز اشارة حسية اليه بالاصبع ونحوها بل قد ثبت في الصحيح عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم لما خطب خطبته العظيمة يوم عرفات في اعظم مجمع حضره رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل يقول الا هل بلغت؟ فيقولون نعم في رفع اصبعه من السماء وينفضها اليهم ويقول اللهم اشهد غير مرة وامثال ذلك كثير. اذا بين الشيخ رحمه الله المقالات الباطلة في هذا الباب. وحكاها وهي مقالات الجهمية واضرابهم. فقال ولم يقل احد منهم قط يعني من السلف ان الله ليس في السماء ولا انه ليس على العرش. هذه المقالة يقولها النفاة من الجهمية والمعتز والاشاعرة يقولون ان الله ليس في السماء. هكذا يقولون ان الله ليس في السماء ولا انه ولا ولم يقل السلف انه ليس على العرش بل يقولون ما قاله الله انه على العرش. ايضا من المقالات البائرة التي قال بها حلولية الجهمية انه بذاته في كل مكان. الجهمية اوائلهم حلولية. واواخرهم عدمية كيف؟ اوائلهم كانوا يقولون ان الله في كل مكان. وان الامكنة اليه سواء كما قد تسمعون احيانا من يقول ربنا في كل مكان. تعالى الله عن ذلك علمه في كل مكان. اما هو سبحانه بذاته فلا يجوز ان يقال انه في كل مكان هذا يعني ان ان اعتقاد الحلول وانه في جميع الامكنة. والله سبحانه انا فوق سماواته مستو على عرشه. ثمان متأخريهم صاروا ينفون كل شيء. يقولون لا داخل العالم ولا خارجه ولا امام ولا خلف ولا يمين ولا شمال ولا فوق ولا تحت ولا محايد ولا مجانب ولا محاذي ولا ولا ولا ولا وجملة من ادوات النفي. حتى قيل لو اريد ان يفسر العدم بشيء ما فسر باوضح من هذه الجمل. اذا قلتم لا داخل العالم ولا خارجه ولا فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال ولا امام ولا خلف ولا مجانب ولا محابي ولا ولا هذا يعني عند بالاظطرار العدم ان ليس ثم اله. هذا هذا مؤداة في الواقع وهو وهي عبارة يقولونها لا متصل ولا منفصل. ويبلغ بهم الحال الى ان يقولوا لا تجوز الاشارة الحسية اليه. وان من اشار اليه كسرت اصبعه. سبحان الله! اليس النبي صلى الله عليه وسلم في اعظم موقف وبين يديه مئة الف او يزيدون يقول وانتم تسألون عني يخاطب اهل الجمع يوم عرفة. فما انتم قائلون. قالوا نشهد انك قد بلغت رسالات ربك واديت الذي عليك يقول اللهم اشهد يرفع اصبعه الى السماء وينكت بها على الناس ثلاثا. اللهم اشهد اللهم اشهد. الى من يشير اللهم يناجي ربه يشهد ربه على الناس انه قد بلغ رسالات ربه. ومع ذلك فهؤلاء الحمقى يقولون لا تجوز الاشارة الحسية الي. وان من فعل ذلك يقطع او يكسر اصبعه. نعم. فان كان الحفو في ما يقوله هؤلاء السابقون الدافئون بالصفات الثابتة في كتاب الله وسنة رسوله. من هذه العبارات ونهبها دون ما يفهم دون انما يفهم من الكتاب والسنة اما نصا واما ظاهرا فكيف يجوز على الله ثم على رسوله صلى الله عليه وسلم ثم على خير الامة انهم يتكلمون دائما بما هو نص او ظاهر في خلاف الحق الذي يجب اعتقاده. ولا ولا يبوحون به ولا يدلون عليه لا نصا ولا ظاهرا حتى يجيء انباط الفرس والروم وفروخ اليهود والفلاسفة يبين للامة العقيدة الصحيحة التي يجب على كل مكثف او كل فاضل ان يعتقدها. فان كان ما يقوله هؤلاء المتكلمون المتكلفون هو الاعتقاد الواجب وهم مع ذلك وهم مع ذلك احل في معرفته على مجرد عقولهم وان يدفعوا هو قياس عقولهم ما دل عليه الكتاب والسنة نصا ظاهرا. لقد كان ترك الناس بلا كتاب ولا سنة اهدى لهم وانفع على التقدير بل كان وجود الكتاب والسنة ضررا محضا في اصل الدين. نعم هذه لوازم فاسدة تلزم على هذا. يعني لان كان ما يقوله هؤلاء المتأخرون من نفي علو الله سبحانه وتعالى واستوائه على عرشه. لان كان ما يقول هؤلاء حقا اذا لقد كان الكتاب والسنة يدلان على خلاف الحق. ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم لم يبين الحق للامة وهذه لوازم لا يمكن ان يلتزم بها مؤمن يؤمن بالله ورسوله. حاشا كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ان تدل على خلاف الحق. لكن هذا الزعم الذي زعمه هؤلاء المتأخرون ومارسوا فيه ارهابا فكريا على اتباع بانه اياكم احذروا هذا يؤدي الى كذا هذا يؤدي الى التجسيم. فيرتج على هؤلاء الاتباع بسبب هذا اذهب والتخويف فيقولون ماذا نقول؟ المراد بكذا كذا والمراد بكذا وكذا ويلقنون هذه الكلمات وهذه اذا لقد كان ترك الناس بلا كتاب ولا سنة اهدى لهم وارحم بهم. ماذا انتفعوا اذا من الكتاب والسنة؟ اذا كان الكتاب والسنة لا يدل لا نصا ظاهرا على هذا الحق المزعوم. لقد كان تركهم بلا كتاب ولا سنة خير لهم وافضل من ان يقعوا في اللبس فهذا في الحقيقة هو مؤدى وهو لازم ما يدعيه هؤلاء المتكلمون. واعلموا يرعاكم الله ولعلنا نختم بهذا ان اسباب قبول الخبر ترجع الى امور اربعة. ترجع الى امور اربعة العلم والصدق والبيان والنصح. اذا توافرت هذه الامور وجب قبول الخبر واذا اختلت فان الخبر عرضة للرد. كيف؟ انت لا تقبل خبرا من الاخبار الا ان يكون المخبر به عالما. فان كان جاهلا لن تقبل. طيب ربما كان عالما لكنه كاذب ليس بصادق حينئذ ايضا لا تقبل خبره. طيب ربما كان عالما وصادقا لكن ليس عنده من البيان والفصاحة ما يعرب به عن علمه وصدقه. فحينئذ يحتمل ان يكون قد آآ حملته الفهاهة والعي على ان يقول خلاف ما اراد. ايضا ربما استجمع هذه لكن كان غش وتلبيس فهو يسوق الكلام بطريقة فيها تلبيس والغاز تضليل للمخاطب. فحينئذ لا يقبل خبره. اذا نظرنا في كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ماذا نجد؟ نجد ان الله سبحانه وتعالى اعلم بنفسه. وبغيره واصدق قيل واحسن حديثا وهو سبحانه وتعالى يريد بعباده اليسر. ولا يريد بهم العسر. واذا نظرنا الى كلام نبيه صلى الله عليه وسلم وجدنا ان نبينا صلى الله عليه وسلم اعلم الناس بربه. واصدقهم قيلا لا ينطق عن الهوى وافصحهم وابينهم بيانا. ثم هو انصح الامة للامة. فمع هذه المسوغات لا يبقى لاحد حجة وعذر في رد كلام الله وكلام نبيه صلى الله عليه وسلم ونقول لهم بملئ افواهنا اانتم اعلم بالله من الله انتم اعلم بالله من رسول الله؟ اانتم اصدق من الله قيلا؟ اانتم اصدق من محمد صلى الله عليه وسلم؟ اانتم فاحسن من الله حديثا؟ انتم افصح من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ اانتم انصح للامة من نبيها صلى الله عليه وسلم لا يمكن ان يقولوا نعم او بلى. فحين اذ لزمهم ان يقبلوا خبر الله وخبر رسوله والا يتعرضوا له باي نوع من من انواع التجني وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. آآ اه اه اذكركم بالحصول على نسخ تمرات التدوين