من قول من نزام غفور رحيم. وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. والله اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد والمخصصة لرسائل الامام مفتي الشيخ عبد العزيز بن عبد ابن باز رحمه الله تعالى وكنا قد قرأنا شيئا من كتابه نقد القومية العربية على ضوء الاسلام والواقع وقفنا على الوجه الثاني الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين وبعد وهذا هو المجلس السادس من مجالس عشر هذه الدورة الصيفية المباركة في دورتها الثانية الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اما بعد اللهم احفظ لنا شيخنا واغفر له ولوالديه ولنا ولوالدينا والمسلمين اجمعين قال الامام شيخ الاسلام اه عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله تعالى. الوجه الثاني ان الاسلام نهى عن دعوى الجاهلية وحذر منها وابدى في ذلك واعاد في نصوص كثيرة بل قد جاءت النصوص تنهى عن جميع اخلاق الجاهلية واعمالهم الا ما اقره الاسلام من ذلك. ولا ريب ان الدعوة الى القومية العربية من امر اهلية لانها دعوة الى غير الاسلام ومناصرة لغير الحق. وكم جرج الجاهلية على اهل او كم جرت الجاهلية على اهلها من ويلات حروب طاحنة وقودها النفوس والاموال والاعراض وعاقبتها وتمزيق الشمل وغرس العداوة والشحناء في القلوب والتفريق بين القبائل والشعوب. قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله والله كل ما خرج عن دعوة الاسلام والقرآن من نسبنا وبلدنا وجنسنا ومذهبنا وطريقة فهو من عزاء الجاهلية بل لما اختصر مهاجري الانصار بل لما اختصم مهاجري مهاجروا الانصار مهاجريون بل لما اختصر مختصر المهاجرين وانصاري فقال المهاجرين يا يا للمهاجرين يا يا للمهاجرين وقال الانصاري فقال المهاجرين يا للمهاجرين وقال الانصار يا للانصار قال النبي صلى الله عليه وسلم ابدعوة الجاهلية وانا بين اظهركم وغضب لذلك غضبا شديدا انتهى. ومما ورد في ذلك من النصوص قوله تعالى وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى واقمن الصلاة. واتينا واطعن الله ورسوله. قال تعالى اذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية. وفي سنن ابي داوود عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ليس منا من دعا الى عصبية وليس منا من قاتل على عصبية وليس منا من مات على عصبية وفي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان الله اوحى الي ان تواضعوا حتى لا يبغي احدكم على احد حتى لا يبغي احدكم حتى لا يبغي احد على احد ولا يفخر احد على احد ولا ريب ان دعاة القومية يدعون الى عصبية ويغضبون لعصبية ويقاتلون على عصبية ولا ريب ايضا ان دعوته الى القومية تدعو الى الرظي والفخر لان القومية ليست دينا سماويا يمنع اهله من البغي والفخر وانما هي فكرة جاهلية تحمل اهلها على الفخر بها التعصب لها على من نالها بشيء وان كانت هي الظالمة. وغيرها المظلوم فتأمل ايها القارئ ذلك يظهر فتأمل ايها القارئ ذلك يظهر لك وجه الحق ومن النصوص الواردة في ذلك ما رواه الترمذي وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان الله قد اذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالاباء انما هو مؤمن تقي او فاجر شقي الناس بنو ادم وادم خلق من تراب ولا فظل لعربي على اعجمي الا بالتقوى. هذا الحديث روي بالظبط المذكور وهذا يدعو الى قومية سندية واخر يدعو الى قومية بربرية واخر يدعو الى قومية حبشية واخر يدعو الى قومية هندية وهكذا يتفرق المسلمون شجر مذر وهو المقصود الاكبر من مقاصد اذهب عنكم عبيء عبئت الجاهلية والاشهر اذهب عنكم اعيبة الجاهلية وعبي هو بمعنى يعني فخره الجاهلية وتكبرها وظلمها واما هيبة الجاهلية يعني سوءاتها نعم وهذا الحديث يوافق قوله تعالى ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم. اوضح سبحانه بهذه الاية الكريمة انه جعل الناس شعوبا وقبائل للتعارف لا للتفاقد والتعاظم وجعل اكرمهم عند واكرمهم عنده هو اتقاهم وهكذا يدل الحديث المذكور على هذا المعنى ويرشد الى ان سنة الجاهلية التكبر والتفاخر بالاسلاف والاحزان والاحساب والاسلام بخلاف ذلك يدعو الى التواضع التقوى والتحاب في الله. وان يكون المسلمون الصادقون من سائر اجناس بني ادم جسدا واحدا. وبناء وبناء واحدا يشد بعضهم بعضا. ويألم وبعضهم لبعض كما في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين اصابعه. وقال صلى الله عليه وسلم مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم ولتعاطفهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منهم عضو تداعى له سائر و بقية الصحابة وآآ التابعون وتابعوا التابعين جلهم من جنس العرب كذلك جنس العرب افضل من غيرهم من جهة ما جعله الله عز وجل فيهم من الكرم والشجاعة والصدق وغير ذلك من الاسباب. لكن هذا لا الجسد بالحمى والسهر فانشدك بالله ايها القومي هل قوميتك تدعو الى هذه الاخلاق الفاضلة من الرحمة للمسلمين من العرب والعجم والعقل عليهم والتألم لالامهم لا والله وانما تدعو الى الى موالاة من انخرط في سلكها ونصب العداوة لمن تنكر لها ايها المسلم الراغب في النجاة وانظر الى وانظر الى حقائق الامور بمرآة العدل والتجرد من التعصب والهوى حتى ترى الحقائق على ما هي عليه ارشدني الله واياك الى اسباب النجاة ومن ذلك ما ثبت في الصحيح ان غلاما من المهاجرين غلاما من الانصار تنازع فقال المهاجرين يا للمهاجرين قال الانصاري يا للانصار فسمع النبي ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال ابي جاع والجاهلية انا بين ظهريكم فاذا كان من انتشى بين المهاجرين ولا استنصر بهم على اخوانهم في الدين او الى الانصار واستنصر بهم على اخوانهم في الدين يكون قد جاء بدعوى الجاهلية مع كونهما اسمين محبوبين لله سبحانه. وقد اثنى الله على اهلهما ثناء لقوله تعالى والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه الاية. فكيف تكون حال من انتسب الى القومية واستنصر بها وغضب لها افلا يكون اولى ثم اولى بان يكون قد دعا بدعوى الجاهلية لا شك ان هذا من اوضح الواضحات. ومن ذلك ما ثبت بالحديث الصحيح ان الحارث الاشعري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله امر يحيى ابن زكريا بخمس ان يعمل بهن ويأمر بني اسرائيل يعمل بهن. فذكر ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم وانا امركم بخمس الله امرني بهن السمع والطاعة والجهاد والهجرة والجماعة فانه من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع رقة الاسلام من عنق الا ان يراجع ومن دعا بدعوى الجاهلية فهو من جثى جهنم. قيل يا انه من فارق الجماعة السلام عليكم فانه من فارق الجماعة تعقيد شبر فقد خلع رفقة الاسلام من عنقه الا ان يراجع من دعا بدعوى الجاهلية فهو من جثث جهنم قيل يا رسول الله وان صلى وصام؟ قال وان صلى وصام زعم انه مسلم فادعوا بدعوى فادعوا بدعوى الله الذي سماكم المسلمين المؤمنين عباد الله. وهذا الحديث الصحيح من اوضح الاحاديث وبيانها في ابطال الدعوة الى القومية واعتبارها دعوة جاهلية يستحق دعاته ان يكونوا من جثث جهنم وان صاموا وصلوا وزعموا انهم مسلمون فيا لهم من من وعيد شديد. وتحذير ينذر كل مسلم من دعوة الجاهلية والركون الى معتنقيها وان زخرفوها بالمقالات وان زخرفوها بالمقالات السحرية والخطب الرنانة الواسعة التي لا اساس لها من من الحقيقة ولا شاهد لها من الواقع وان ما هو التلبيس والخداع والتقليد الاعمى الذي ينتهي باهله الى اسوء العواقب؟ نسأل الله السلامة من ذلك. يعني هذي الدعوة دعوة العربية كما سبق واشار الشيخ هي اصلا مؤسسة من قبل الاحتلال الفرنسي والانجليزي من باب فارغ اغتسل ثم اذا قام العرب وتركوا الدعوة الى الاسلام ودعوا للقومية العربية فسيقوم هناك مسلمون اخرون بدعاوى مماثلة فهذا يدعو الى قومية فارسية وهذا يدعو الى قومية تركية الاحتلال الغربي لبلاد المسلمين والوجه الذي ذكره الشيخ ان الاحلاف في الاسلام هادي مسألة مهمة ان الاحلاف في الاسلام ممنوع لماذا ممنوع لان حلف الاسلام كاف. ولهذا قال عليه الصلاة والسلام لا حلف في الاسلام لا حلف الاسلام لان الاسلام والايمان رابطة قوية كافية بان المسلمين وان المؤمنين يتناصرون فيما بينهم. نعم قال رحمه الله وهنا شبهة يذكرها بعض دعاة القومية احب ان اكشفها للقارئ وهي ان بعض دعاة القومية زعم ان النهي عن الدعوة الى القومية العربية والتحذير منها ضمنوا تنقص العرب انكار فضلهم والجواب يقال لا شك ان هذا زعم خاطئ واعتقاد غير صحيح. فان الاعتراف بفضل العرب وما سبق لهم في صدر الاسلام من اعمال مجيدة لا يشك فيه مسلم عربي التاريخ كما اسلفنا وقد ذكر غير واحد من اهل العلم ومنهم ابو العباس ابن تيمية في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم ان مذهب اهل السنة تفضيل جنس العرب على غيرهم في ذلك احاديث تدل على ذلك ولكن لا يلزم من الاعتراف بفضلهم ان يجعلوا عمادا يتكتلوا حوله آآ ان ولا شك ان جنس العرب افضل من غيره وذلك ان من جنسهم خيرة الانبياء وان القرآن بلغة وان من جنسهم خيرة المسلمين من المهاجرين يكون سببا تكتلات اه تغطي على ولاء الاسلام. نعم قال رحمه الله ولكن لا يلزم من اعتراف فضله من يجعل عماد يتكتل يتكتل حوله ويوالى عليه ويعادى عليه وانما ذلك من حق الاسلام الذي اعزهم الله وبه احيا فكرهم ورفع شأنهم فهذا لون وهذا لون. ثم هذا الفضل الذي امتازوا به على غيرهم وما من الله به عليهم من فصاحة اللسان ونزول القرآن كاين بلغتهم وارسال الرسول العام بلسانهم ليس مما يقدمهم عند الله في الاخرة ولا يوجب لهم النجاة الا اذا لم يؤمنوا ويتقوا وليس ذلك ايضا يوجب تفضيله هم على غيرهم من جهة الدين بل اكرم الناس عند الله اتقاهم كما تقدم في الاية الكريمة والحديث الشريف بل هذا الفضل عند اهل التحقيق يوجب عليهم ان يشكروا الله سبحانه واكثر من غيرهم اي وان يضاعفوا الجهود في نصره في لدينه الذي رفعهم الله به وان يوالو عليه ويعادوا عليه ودون ان يلتفتوا الى قومية او غيرها من الافكار المسمومة والدعوات المشؤومة ولو كانت انساب وحدة تنفعهم شيئا لم يكن ابو لهب واضرابه من اصحاب النار ولو كانت تنفعهم بدون الايمان لم يقل لهم النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح يا معشر قريش تروا انفسكم من الله لا اغني عنكم من الله شيئا وبذلك يعلم القارئ المسلم من من وبذلك يعلم القارئ المسلم ان الهوى ان الشبهة المذكورة شبهة واهية ولذلك يعلم القارئ المسلم من الهوى ان الشبه المذكورة شبهة واهية لا اساس لها من الشرع والمطهر. ولا من المنطق السليم البعيد يعني الهوى وهنا اخرى ويقول بعضهم انه قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اذا ذل العرب ذل الاسلام ورواه بعضهم بلفظ اذا عز العرب عز اسلام قالوا وهذا يدل على ان انتصار القومية العربية والدعوة اليها انتصار للاسلام ودعوة اليه. والجواب يقال يعلم كل ذي لب سليم وبصيرة بالاسلام ان هذا سفسطة في السبعيات ومغالطة في الحقائق وتأويل الحديث من على غير تأويل سواء صح ام لم يصح فإن الواقع يشهد بخلاف ما ما ذكره القائل فقد دل فقد ذل العرب يوم بدر ويوم الأحزاب وصار في ذلهم عز عز الاسلام وظهوره وصار في ذلهم عز الاسلام وظهوره وانتصر العرب يوم احد وصار في انتصارهم ذل المسلمين والمضار عليهم ولكن الله سبحانه لطف باوليائه واحسن لهم العقل فليستطيعوا هذا القائل ان يدعي خلاف هذا الواقع؟ وهل يمكن ان يقول ان انتصار العرب الكافرين بالله المحاربين لدينه؟ انتصار للاسلام؟ من قال هذا من قال هذا من قال هذا فقد قال فقد قال بخلاف الحق وهو اما جاهل او متجاهل يريد ان يلبس الحق بالباطل ويخدع ضعائف ضعفاء البصائر سبحان الله ما اعظم شأنه ثم اعود فاوضح للقارئ ان الحديث المذكور ضعيف الاسناد لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال الحافظ ابو الحسن الهيثمي في مجمع الزوائد لما ذكر هذا الحديث بالافضل اذا ذلت العرب ذل الاسلام رواه ابو يعلى في وفي اسناده محمد ابن الخطاب. حديث لا يصح لكنه البناية للمعلوم اذا ذلت العرب الا الاسلام قال وفي اسناد محمد بن الخطاب ضعفه الازدي وغيره ووثقه ابن حبان انتهى وقال الحافظ الذهبي في الميزان في ترجمة محمد المذكور قال ابو حاتم لا اعرفه. قال الازدي منكر الحديث. انتهى قلت وفي اسناده ايضا علي ابن زيد بن جدعان وهو ضعيف عند جمهور من المحدثين لا يحتج بحديثه ولو سلم الاسناد من غيره فكيف بالاسناد من هو اضعف منه وهو محمد ابن الخطاب المذكور واما توثيق ابن حبان له لا يعتمد عليه انه معروف بالتساهل وقد خالفه غيره. ولو صح الحديث كان معناه اذا دل العرب الحاملون راية الاسلام والدعوة اليه لا المتناكرون له الداعون الى غيره ولا يجوز ان يرد في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم كل ما يخالف القرآن والاحاديث ابدا. فان كلام الله لا يتناقض ولا يجوز ولا يجوز ان يرد في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم كل ما يخالف القرآن الكريم والاحاديث الصحيحة ابدا فان كلام الله لا يتناقض وكلام رسوله وسلم كذلك والسنة لا تخالف القرآن بل تصدقه وتوافقه وتدله على معناه وتوضح ما اجمل فيه. وقد علق الله اذا ذل العرب ذل الاسلام هذا الحديث لو صح فان معناه انه متى ما ذل المسلمون من العرب وقعت الذلة على اهل الاسلام الباقين ومتى ما عز الله عز وجل المسلمين العرب وقعت العزة للاسلام ولبقية المسلمين فالمسلمون تبع للعرب ولهذا قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في الموضع المشار اليه انفا من كلام الشيخ ابن باز قال رحمه الله وخيار العجم المتشبهون به خيال العرب وشرار العرب المتشبهون بالعجم. نعم قال رحمه الله وقد علق الله سبحانه في القرآن النصر على الايمان بالله والنصر دينه فلا يجوز ان يرد في السنة ما يناقض ذلك. فتنبه ايها المؤمن واحذر من شبهات المضللة والاحاديث المكذوبة والاراء الفاسدة والافكار المسمومة فان الخطر عظيم والمعصوم من عصمه الله سبحانه فاعتصم به وتوكل عليه وتفقه في دينه واستقم عليه تفز بالنجاة والعاقبة الحميدة. وهذه الشبهة وامثالها تفسر لنا ما صح به الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم من حذيفة رضي الله عنه انه قال كان الناس يسألون الرسول صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت اسأله عن الشر مخافة ان يدركني فقلت يا رسول الله انا كنا في جاهلية وشرفا جاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال نعم. قلت فهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال نعم وفيه دخن قلت لهم ما دخنوا؟ قال قوم يستنون بغير سنته ويأتون بغيره. ويهدون بغير هادي تعرف منهم وتنكر. قلت فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال نعم دعاة على ابواب جهنم. من اجابهم اليها قذفوه فيها قلت يا رسول الله صفهم لنا قال هم من جلدتنا ويتكلمون بالسنتنا. قلت فما تأمرني يا رسول الله ان ادركني ذلك؟ قال تلزم جماعة المسلمين وامام قلت فان لم يكن لهم جماعة ولا امام قال فاعتزل تلك الفرق كلها. ولو ان تعض اصل شجرة حتى يدركك الموت وانت على ذلك رواه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري فهذا الحديث العظيم الجليل يرشدك ايها المسلم الى ان هؤلاء الدعاة اليوم الذين يدعون الى انواع من الباطل كقومية العربية والاشتراكية والرأسمالية الغاشمة وهي الخلاعة والحرية المطلقة وانواع الفساد كلهم دعاة على ابواب جهنم سواء علموا ام لم يعلموا من اجابهم الى باطلهم قذفوه في جهنم ولا شك ان هذا الحديث الجليل من اعلام النبوة دلائل صحة رسالة محمد صلى الله عليه وسلم حيث اخبر بالواقع قبل وقوعه قبل وقوعه فوقع كما اخبر. فنسأل الله لنا ولسائر المسلمين العافية من مضلات الفتن. ونسأله سبحانه ان يصلح ولاة الامر زعماءهم حتى ينصروا دينه ويحاربوا ما خالفهم انه ولي ذلك والقادر عليه الوجه الثالث من الوجوه الدالة على بطلان الدعوة الى القومية العربية هو انها سلم الى موالاة الكفار الى موالاة كفار العرب وملاحدتهم وملاحدة ذلك النصر والعزة النصر والعزة والعاقبة الحميدة كما تقدم ذلك في كثير من الايات وكما في قوله تعالى وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم من غير المسلمين واتخاذهم واتخاذهم بطالة والاستنصار بهم على اعداء القوميين من المسلمين وغيرهم ومعلوم ما في هذا من الفساد الكبير والمخالف فنصوص القرآن والسنة الدالة على وجوب بغض الكافرين من العرب وغيرهم ومآلاتهم وتحريمهم وموالاتهم واتخاذهم بطانة بطانة والنصوص في هذا المعنى كثيرة منها قوله تعالى يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى اولياء. بعضهم اولياء بعض ومن يتولهم منكم فانه منهم ان الله لا يهدي القوم الكافرين ان الله لا يهدي القوم الظالمين فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى ان تصيبنا دائرة الاية سبحان الله ما اصدق قوله وما اوضح بيانه. هؤلاء القوميون يدعون الى التكتل حول القومية العربي مسلمها وكافرها يقولون نخشى ان تصيبنا دائرة. نخشى ان يعود الاستعمار الى بلادنا نخشى ان تسلب ثرواتنا بايدي اعدائنا. ويهالون لاجل ذلك كل عربي من يهود ونصارى ومجوس ووثنيين وملاحدة وغيرهم تحت لواء القومية العربية ويقولون ان نظامها لا يفرق بين عربي وعربي وان تفرقت اديانهم فهل هذا الا ادم لكتاب الله ومخالفة لشرع الله وتعد لحدود الله وموالاة ومعاداة وحب وبغض على غير دين الله فما اعظم ذلك كمن باطل وما اسوأه من منهج القرآن يدعو الى موالاة المؤمنين ومعاذاة الكافرين اينما كانوا وكيفما كانوا وشرعوا القومية وشرع القومية العربية ابا ذلك ويخالفه قل اانتم اعلم ام الله؟ ويقول الله سبحانه يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم اولياء يلقون اليهم بالمودة الى قوله تعالى ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل. ونظام القومية يقول كلهم اولياء ام مسلمهم وكافرهم والله يقول شرع لكم من الدين ما اوصى به نوح هو الذي اوحينا اليك وما اوصينا به ابراهيم وموسى وعيسى لقيم الدين ولا فيه ويقول سبحانه قد كانت لكم اسوة حسنة في ابراهيم والذين معه ان قالوا لقومهم انا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدأ بيننا وبينكم العداوة والبغضاء ابدا حتى تؤمنوا بالله وحده. وقال تعالى لا تجدوا قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر دون من حاج الله ورسوله ولو كانوا ابائهم او ابنائهم او اخوانهم او عشيرتهم وشرع القومية او بعبارة اخرى شرع دعاتها يقول اقصد اقصو الدين عن القومية وافصلوا الدين عن الدولة تلوحوا حول انفسكم وقوميتكم حتى تدركوا مصالحكم وتسترد وتستردوا امجادكم وكأن الاسلام وقف في طريقهم وحال بينهم وبين امجادهم هذا هذا والله هو الجهل والتلبيس وعكس القضية سبحانك على بهتان عظيم. والايات الدالة على الواقع الذي كان عليه العرب قبل الاسلام اكبر شاهد الان مجرد العروبة لا يجلب الانسان خيرا فان العرب قبل الاسلام اعني الجزيرة العربية كانت ممزقة تحت الامبراطوريات الثلاث الشمال تحت الامبراطورية الرومانية والشمال الشرقي تحت الامبراطورية الفارسية والجنوب اما تحت الحبشية الامبراطورية الحبشية واما تحت الامبراطورية الفارسية وكانت للعرب تقوم الحمد لله تا هنا وها هنا لكن هذه الامبراطوريات كانت تخمدها واذا قام لهم شأن كانوا يكونون تبعا لهذه الامبراطورية فلما جاء الاسلام طار الامر كما قال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه احسن خطاب وفي احسن جواب نحن قوم اعزنا الله بالاسلام متى ما ابتغينا العزة في غيره اذلنا الله. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الايات الدالة على وجوب موالاة المؤمنين ومواجهة الكافرين والتحذير من توليهم كثيرة لا تخفى على اهل القرآن فلا ينبغي ان نطيل بذكرها وكيف يجوز في عقل عاقل ان يكون ابو جهل وابو لهب وعقبة ابن ابي معيط والنضر ابن الحارث واضرابهم من صناديد الكفار يهدي النبي صلى الله عليه وسلم وبعده الى يومنا هذا اخوانا واولياء لابي بكر وعمر وعثمان وعلي وسائر الصحابة رضي الله عنهم. ومن سلك سبيلا من العرب يومنا هذا هذا والله من ابطل الباطل واعظم الجهل وشرع وشرع القومية ونظامها يوجب هذا ويقتضيه. وان انكره بعض اتى جهلا او تجاهلا وتلبيسا فلا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم وقد اوجب الله على المسلمين ان يتكاتفوا ويتكتلوا تحت راية الاسلام وان يكونوا جسدا واحدا وبناء متماسكا ضد عدوهم ووعدهم على يعبدونني لا يشركون بي شيئا. الاية وقال تعالى ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين انهم لهم المنصورون وان جندنا لهم الغالبون. فوعد الله سبحانه وعباده المرسلين والجند والمؤمنين بالنصر والغلبة. واستخلافهم في الارض والتمكين لدينهم وهو الصادق في وعده وعد الله لا يخلف الله الميعاد وانما يتخلف هذا الوعد في بعض الاحيان بسبب تقصير المسلمين وعدم قيامهم بما اوجب الله عليهم من الايمان بالله والنصر لدينه كما هو الواقع والذنب ذنبنا لا ذنب الاسلام مصيبته اذا حصلت بما كسبت ايدينا من خطايا كما قال تعالى وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم والعفو عن كثير. فالواجب على العرب وغيرهم التوبة الى الله سبحانه التمسك بدينه والتواصي بحقه وتحكيم شريعته والجهاد في سبيله والاستقامة على ذلك من الرؤساء وغيرهم. فبذلك يحصل لهم النصر يهزم العدو ويحصل التمكين في الارض وان قل عددنا وعدتنا ولا ريب ان من اهم الواجبات الايمانية اخذ الحذر من عدونا ان نعد له ما نستطيع من القوة وذلك من تمام الايمان ومن الاخذ بالاسباب التي يعين الاخذ بها احسن الله اليك ومن الاخذ ومن الاخذ بالاسباب التي يتعين الاخذ بها ولا يجوز اهمالها وكما في قوله تعالى يا ايها الذين امنوا خذوا حذركم وقوله تعالى عدوا لهم ما استطعتم من قوة. وليس للمسلمين ان يوالوا الكافرين او يستعينوا بهم على اعدائهم فانهم على الاعداء فانهم من الاعداء ولاة يرى عليهم كما قال سبحانه ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم والاية ولا احب ان اطيل في هذا الميدان لان صحيفة لا تتحملها ذلك والحق في ذلك اوضح من الشمس لا ولا تؤمن غائلتهم ولا تؤمن غائلتهم وقد حرم الله موالاتهم ونهى عن اتخاذهم بطالة وحكم على من تولاهم بانه منهم ان الجميع من الظالمين كما سبق ذلك في الايات المحكمات. وثبت في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها انها قالت خرج رسول الله صلى الله عليه قبل بدر فلما كان بحرة الوبرة ادركه رجل قد كان يذكر منه يذكر منه جرأة ونجدة ففرح اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رأوه فلم ما ادركه قال لرسول الله جئت لاتبعك واصيب منك وقال له رسول محسوب عليك جئت لاتبعك واصيب منك واصيب معك فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم تؤمن بالله ورسوله؟ قال لا. قال فارجع فلن استعين بمشرك قالت ثم مضى حتى اذا كنا بالشجرة ادركه الرجل فقال له كما قال اول مرة. فقال النبي فقال له النبي صلى الله عليه وسلم كما قال اول مرة فقال لا قال فارجع فلنسعيه بمشرك قال ثم رجع فادركه في البيراء فقال له كما قال اول مرة تؤمن بالله ورسوله؟ قال نعم فقال له رسول صلى الله عليه وسلم فانطلق فهذا الحديث الجليل يرشدك الى ترك الاستعانة بالمشركين ويدل على انه لا ينبغي للمسلمين ان ان يدخلوا في جيشهم غيرهم. لا من العرب ولا من غير العرب لان الكافر عدو لا يؤمن وليعلم اعداء الله ان المسلمين ليسوا بحاجة اليهم اذا اعتصموا بالله وصدقوا في معاملتهم لان النصر بيده لا بيد غيره وقد وعد به المؤمنين ويقل عددهم وعدتهم كما سبق في الايات وكما جرى لاهل الاسلام في صدر الاسلام. ويدل على تلك ايضا قوله تعالى يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم مخبالة ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من افواههم وما تخفي صدورهم اكبر قد فإن لكم من ايات كنتم تعقلون. فانظر ايها المؤمن الى كتاب ربك وسنة نبيك عليه الصلاة والسلام. كيف يحاربان موالاة الكفار والاستعانة بهم؟ واتخاذهم لطانة والله سبحانه اعلم بمصالح عباده وارحم بهم من انفسهم وكان في اتخاذهم الكفار اولياء من العرب وغيرهما والاستعانة بهم مصلحة راجحة لاذن الله فيه واباحه لعباده لكن لما علم الله ما في ذلك من مفسدة الكبرى والعواقب الوخيمة نهى عنه وذم من يفعله واخبر في ايات اخرى ان طاعة الكفار وخروجهم في جيش المسلمين يضرهم ولا يزيدهم ذلك الا خبالا كما قال تعالى يا ايها الذين امنوا ان تطيعوا الذين ان تطيعوا الذين كفروا يردوكم على اعقابكم فتنقلبوا خاسرين بل الله مولاكم وهو خير الناصرين. وقال تعالى لو خرجوا فيكم ما زادوكم الا خبالا. ولاوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم. والله عليم بالظالمين فكفى بهذه الايات تحذيرا من طاعة الكفار والاستعانة بهم وتنفيرا منهم ايضاحا لما يترتب على ذلك من العواقب وخيمة عافا الله والمسلمين من ذلك. وقال تعالى والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض. قال تعالى والذين كفروا بعضهم اولياء بعض الا تفعلوا تكن فتنة في الارض وفساد كبير اوضح سبحانه ان المؤمنين بعضهم اولياء بعض الكفار بعضهم اولياء بعض فاذا لم يفعل المسلمون ذلك واختلط الكفار بالمسلمين وصار بعضهم اولياء بعض حصل الفتنة والفساد كبير وذلك بما يحصل في في القلوب من الشكوك والركون الى اهل الباطل والميل اليهم واشتباه الحق على المسلمين نتيجة امتزاجهم باعدائهم وموالاة بعضهم لبعض كما هو الواقع اليوم من اكثر المدعين الاسلام حيث والوا كافرين واتخذوهم بطالة فالتبست عليهم الامور بسبب ذلك فصاروا لا يميزون بين الحق والباطل ولا بين الهدى والضلال ولا بين اولياء الرحمن واولياء الشيطان فحصل بذلك من الفساد والاضرار ما لا يحصيه الا الله سبحانه وقد احتج بعض دعاة القومية على جواز موالاة النصارى واستهان بهم بقوله تعالى لتجدن اشد الناس عداوة للذين امنوا اليهود والذين اشركوا ولتجدن اقربهم مودة للذين امنوا الذين قالوا انا نصارى. وزعموا انها ترشد الى جواز موالاة النصارى لكونهم اقرب مودة للذين من غيرهم وهذا خطأ ظاهر وتأويل القرآن بالرأي المجرد المصادم للايات المحكمات المتقدم ذكرها وغيرها وغيرها ولما ثبت في السنة المطهرة من التحذير من موالاة الكفار من اهل الكتاب وغيرهم وترك الاستهانة بهم وقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم انه قال من قال في القرآن فليتبوأ مقعده من النار. والواجب ان نفسر الايات بعضها ببعض. ولا يجوز ان يفسر شيء والواجب ان تفسر بعضها ببعض ولا يجوز ان يفسر شيء منها بما يخالف بقيتها وليس في هذه الاية بحمد الله ما يخالف الايات الدالة على تحريم موالاة الكفار من النصارى وغيرهم وانما اوتي هذه الداعية من سوء فهم او تقصيره في تدبر الايات والنظر فيما لا والاستعانة على ذلك بكلام اهل التفسير المعروفين بالعلم والامانة والامامة. ومعنى هذه الاية على ما قال اهل التفسير وعلى ما يظهر من صريح لفظها ان النصارى اقرب مودة للمؤمنين من اليهود تن وليس معناها انهم يوادون المؤمنين ولا ان المؤمنين يوادونهم ولو فرض ان النصارى احب المؤمنين واظهروا مودتهم لهم لم اذا في ايمان ان يؤدوهم ويوالوهم لان الله سبحانه وتعالى قد هام ذلك في الايات السالفات منها قوله تعالى يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى اولياء الايات وقوله تعالى لا تجدوا قوما يؤمنون وقوله تعالى لا تيئوا قوم يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاج الله ورسوله ولا ريب ان ما صار من المحادين لله ولرسوله النابذين لشريعته له لرسوله عليه افضل الصلاة والسلام. فكيف يجوز لمن يؤمن بالله واليوم الاخر ان يوادونهم او يتخذهم او يتخذهم بطالة نعوذ بالله من الخذلان وطاعة الهوى والشيطان وجعل اخر من دعاة القومية وزعم اخر من دعاة القومية ان الله سبحانه قد سهل في موالاة الكفار الذين لم يخرجونا من ديارنا واحتج على ذلك بقوله تعالى لا نهاكم الله عن الذين يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم وان تبروهم وتقسطوا اليهم. ان الله يحب المقسطين. وهذا كالذي قبله. احتجاج باطل وقول في القرآن انا بالرأي المجرد وتأويل الاية على غير تأويلها والله سبحانه حرم موالاة الكفار ونهى عن اتخاذ بطانة في الايات المحكمات ولم يفصل ولم يفصل بين سأل جناسهم ولا بين من قاتلنا ولم يقاتلنا ومن لم يقاتلنا فكيف يجوز لمسلم ان يقول على الله ما لم يقل وان يأتي بتفصيل بتفصيل من ورائه لم يدل عليه كتاب وسنة سبحان الله ما احلمه! وانما معنى الاية المذكورة عند اهل العلم الرخصة في الاحسان للكفار والصدقة عليهم اذا كانوا مسالمين لنا بموجب عهد او ومال او ذلة وقد صح في السنة ما يدل على ذلك كما ثبت في الصحيح ان ام اسماء بنت ابي بكر قدمت عليها اه عليها في المدينة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وهي مشركة تريد الدنيا فامر النبي صلى الله عليه وسلم اسماء ان تصل امها وذلك في مدة الهدنة التي وقعت بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين اهل مكة وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه اعطى عمر جبة من حرير فاهداها الى اخ له بمكة مشرك فهذا اشباهه من الاحسان الذي قد يكون سببا في الدخول في الاسلام والرغبة فيه وايثاره وايثاره على ما سواه. وفي ذلك صلة وجود على المحتاجين وذلك ينفع المسلمين ولا يضرهم وليس من موالاة الكفار في شيء كما لا يخفى على ذوي الالباب والابصار. يعني هؤلاء لم يفرقوا بين من الموالاة الموالاة مسألة عقدية فلا يجوز للانسان ان يفرق فيها بين كون موالاة واقعة للحرب او لغير الحرب الموالاة مسألة عقدية فلا يجوز لمسلم ان يحب الكافرة كونه كافرا لا يجوز ابدا ان يكون كافر كان واما مسألة الاحسان الى الكفار او محبتهم لامر اخر في كوني ابا او ككونه زوجة هذه مسألة اخرى فلا بد ان لا نفرق. فمعنى الموالاة ان نحب فلانا لايماني وان نبغض فلانا لكفره هذا هو معنى الموالاة الموالاة نحب المسلم لاسلامه نبغض الكافر لكفرانه. نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله وللقوميين هنا شبهة. لانهم يقولون ان التكتل حول القومية العربية بدون تفرقة بين المسلم والكافر يجعل العرب وحدة قوية وبناء شامخا. يهابهم عدوهم ويحترموا حقوقهم. واذا انفصل المسلمون عن غيرهم من العرب ظعفوا وطمع ضعفوا وطمع فيه وطمع فيهم العدو وشبهة اخرى وهي انهم يقولون ان العرب اذا اعتصموا بالاسلام وتجمعوا حول رؤيته حقد عليهم اعداء الاسلام ولم يعطوهم حقوقهم وتربصوا بهم الدوايا خوفا من ان يثيروها حروبا اسلامية ان يستعيذوا بها ام مجدهم السالف ولا يضرنا ويؤخر حقوقنا ومصالحنا المتعلقة باعدائنا ويثير غضبهم علينا والجواب من يقال ان اجتماع المسلمين حول الاسلام واعتصامهم بحبل الله وتحكيمهم من شريعته وانفصالهم من ادائهم والتصريح لهم بالعداوة والبغضاء وهو سبب نصر الله لهم وحمايتهم وحمايته من كيد اعدائهم ووسيلتهم انزال الله الرعب في قلوب الاعداء من الكافرين حتى يهابوهم ويعطوهم حقوقهم كاملة غير منقوصة كما حصل يا سافي والمؤمنين فقد كان بناظون من اليهود والنصارى الجمع الغفير فلم يوالوهم ولم يستعينوا بهم بل بل والوا الله وحده. واستعانوا به وحده فحماهم وايدهم ونصرهم على عدوهم والقرآن والسنة شاهدان بذلك والتاريخ الاسلامي ناطق بذلك قد علمه المسلمون الكافر وقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم وبدن من المشركين في المدينة اليهود فلم فلم يستعن بهم والمسلمون في ذلك الوقت ليسوا بالكثرة وحاجتهم الى الانصار والاعوان شديدة ومع ذلك فلم فلم يستعن نبي الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون باليهود لا يوم بدر ولا يوم احد مع شدة الحاجة الى المعين في ذلك الوقت ولا سيما يوم احد في ذلك اوضح دلالة على انه لا ينبغي للمسلمين ان يستعينوا باعدائهم ولا يجوز ان قالوهم او او يدخلوهم في جيشهم. لكونهم لا لا تؤمن غائلتهم ولما في مخالطته من الفساد الكبير وتغيير وتغيير وتغيير اخلاق المسلمين وابقاء الشبهة واسباب الشحناء تلقاء الشبهة واسباب الشحناء والعداوة بينهم. ومن لم تسعه طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم وطريقة المؤمنين السابقين فلا وسع الله عليك. بالنسبة للاستعانة كفار هذه مسألة فقهية هذه مسألة فقهية قال لي لذلك اختلف فيها الفقهاء ولو كانت مسألة عقدية ما اختلف فيها الفقهاء وآآ هذه المسألة تختلف من جمال لجمال فهنا الشيخ رحمه الله ا رجح انه لا يجوز الاستعانة بالكفر مطلق ومعلوم ولما وقع فغزو العراق للكويت اجاز الشيخ رحمه اه استعان بالكفار لاخراج العدو الظالم الغاشم من الكويت نعم قال رحمه الله واما حقد غير المسلمين على المسلمين اذا تجمعوا حول الاسلام فذلك مما يرضي الله عن المؤمنين ويوجب لهم نصره حيث اغضب اعداءه من اجل رضاه ونصر دينه والحماية لشرعه. ولن يزول حقد الكفار والمسلمين الا اذا الا اذا تركوا دينهم واتبعوا ملة اعدائهم وصاروا في حزبهم وذلك هو الضلال البعيد والكفر الصريح وسبب العذاب والشقاء في الدنيا والاخرة. كما قال سبحانه ولن ترضى عنك اليهود والنصارى ولم ارض عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم. قل ان هدى الله هو الهدى وان اتبعت اهواءهم. بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير وقال ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم ان استطاعوا. ومن يرتد منكم عن دينه فيمت وهو كافرا فاولئك حفظت اعمالهم في الدنيا والاخرة واولئك اصحاب النار فيها خالدون. قال تعالى ثم جعلناك على شريعة من الامر فاتبعها. ولا تتبعها الذين يعلمون انهم لن يغنوا عنك من الله شيئا وان الظالمين بعضهم اولياء يا اباه والله ولي المتقين فابان الله سبحانه وتعالى في هذه الايات البينات ان الكفار لن يرضوا عنا حتى نتبع ملتهم ولدنا شريعتنا وانهم لا يزالون يقاتلون حتى يردون عن ديننا واخبره انه متى اطعناهم واتبعنا اهواءهم كنا من المخلدين في النار اذا متنا على ذلك نسأل الله العافية من ذلك ونعوذ بالله من جباة غضب واسباب انتقامه الوجه الرابع من الوجوه الدالة على بطلان الدعوة للقومية العربية ان يقال ان الدعوة اليها والتكتل حولها رايتها يفضي الى رايتها يفضي بالمجتمع معي ولابد الى رفظ حكم القرآن لان القوميين غير المسلمين لان القوميين غير المسلمين لن يرضوا لان القوميين غير المسلمين لن يرضوا لتحكيم القرآن فيوجب ذلك لزعماء القومية ان يتخذوا احكاما وضعية تخالف حكم القرآن حتى يستوي القومية في تلك الاحكام وقد صرح الكثير منهم بذلك ما سلف وهذا هو الفساد العظيم والكفر المستبين والردة السافرة كما قال تعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما. وقال تعالى فحكم الجاهلية يبغون ومن احسن من الله ومن قومه يوقنون وقال تعالى ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون. وقال تعالى ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الظالمون. وقال تعالى ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الفاسقون. وكل دولة لا تحكم بشرع الله ولا تنصاه لحكم الله ولا تنضاف هي دولة جاهلية كافرة لا ظالم فاسقة بنص هذه الايات المحكمات يجب على اهل الاسلام بغضها وموازاتها في الله وتحرم عليه مودتها وموالاتها حتى تؤمن بالله وحده. وتحكم الشريعة وترضى بذلك لها وعليها كما قال عز وجل قد كانت لكم اسوة حسنة في ابراهيم والذين معه. قالوا لقومهم انا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرن بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء ابدا حتى تؤمنوا بالله وحده. فالواجب على زعماء القومية ودعاتها ان يحاسبوا انفسهم ويتهموا رأيهم وان يفكروا في نتائج دعوتهم المشؤومة وغاياتها الوخيمة وان يكرسوا جهودهم للدعوة الى الاسلام ويشرح محاسنه التمسك بتعاليم الدعوة الى تحكيمه بدءا من الدعوة القومية الوطنية. وليعلموا يقينا انهم لن انهم ان لم يرجعوا الى دينهم ويستقيموا عليه. ويحكموا يحكموه ويحكموه فيما شجر بينهم فسوف ينتقم الله منهم ويفرق جمعهم ويسلبهم النعمة ويستبدل قوما غيرهم يمسكون بدينه ويحاربون ما خالفه كما قال تعالى وان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا امثالكم. وقال تعالى فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم ابواب كل شيء حتى اذا فرحوا بما اوتوا اخذناهم بغتة فاذا هم مبلسون فقطع جابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين. وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان الله ليملي للظالم حتى اذا اخذه لم يفلته ثم قرأ قوله تعالى وكذلك اخذ ربك اذا اخذ القرى وهي ظالمة. ان اخذه اليم شديد فيا معشر قومي راقبوا الله سبحانه وتوبوا اليه وخافوا عذابه واشكروه على انعامه وذلك بتعظيم كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم بعملي بهما ودعوة الناس الى ذلك وتحريري مما يخالف ففي ذلك عز الدنيا والاخرة وصلاح امر المجتمع وراحة الظمير وطمأنينة القلب والسعادة العاجلة والعاجلة والامن من عذاب الله في الدنيا والاخرة وكل ما خالف ذلك من الدعوات فهو دعوة الى جهنم وسبيل الى الظمائر واضطراب المجتمع وتسليط الاعداء وحرمان السعادة والامن في الدنيا والاخرة. كما قال ذو العزة والجلال في كتابه المبين. فاما يأتين لكم مني هدى فمن فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة قال ربي لم حشرتني اعمى وقد كنت بصيرا؟ قال كذلك اتتك اياتها فنسيتها وكذلك اليوم تنسى وكذلك نجزي من اسرف لم يؤمن بايات ربه ولا عذاب الاخرة اشد اوقات. فابانا سبحانه في هذه الايات ان من اتبع هداه لم يضل ولم ولم اشقى بل له الهدى والسعادة في الدنيا والاخرة. ومن اعرض عن ذكره فله المعيشة الضنك في الدنيا والعمل والعذاب في الاخرة ومن ضنك المعيشة في الدنيا ما ما يبتلى به اعداء الاسلام من ظلمة القلوب وحيرتها وما ينزل بها من الغموم والهموم والشكوك والقلق وانواع المشاق في طلب الدنيا وجمعها والخوف من نقصها وسلبها وغير ذلك من انواع العقوبات المعجلة في الدنيا كما قال سبحانه فلا تعجبك اموالهم ولا انما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق انفسهم وهم كافرون. قال تعالى ولنذيقنهم من العذاب الادنى العذاب الاكبر لعلهم يرجعون. والايات في هذا المعنى كثيرة نسأل الله ان يصلح قلوبنا وان يعرفنا ذنوب بذنوبنا. ويمن علينا ابتوبة منها وان يهدينا سائر اخواننا سواء السبيل انه على كل شيء قدير ولنختم الكلام في هذا المقام بنبذة من كلام الكاتب المصري الشهير الشيخ محمد الغزالي تتعلق بالقومية قد اجاد فيها وفات حيث قال في كتابهما الله! ما نصه؟ لا مكان للالحاد بيننا. ما هؤلاء الناس؟ انهم ليسوا عربا ولا عجما ولا روس ولا امريكان انهم اه انهم مسخ غريب الاطوار صفيق الصياح بليت به هذه البلاد اثر ما وضعه الاستعمار بها. وترك وترك بذوره في مشاعرها وافكارها. فهم كما جاء في الحديث من جلدتنا ويتكلمون بالسنتنا بيد انهم عدو لتاريخنا وحضارتنا وعبء على كفاحنا ونهضتنا وعون للحاقدين على ديننا والضالين بحق الحياة له ولمن اعتنقه ان هؤلاء الناس الذين برزوا فجأة وملأت ضجتهم الاودية كما تملأ الضفادع بنقيقها اكناف الليل يجب ان يمزق النقاب عن وان تعرفهم هذه الامة على حقيقتهم حتى لا يروج لهم خداع ولا ينطلي لهم زور ان صفوف الذين يلبسون المسوح للعروبة ويندسون خلال صفوف المجاهدين ويزعمون انهم مبشرون بالقومية العربية ورافعون لالويتها. وفي الوقت نفسه ينسحبون من تقاليد العروبة ويهاجمون ويهاجمون اجل ما عرفت به ويبعثرون العوائق في طريق الايمان ورسالته ان الناس المدني ماطل لسامه عن وجوههم الكالحة وان تلقى الاضواء على وظيفتهم التي التي يسرها الاستعمار لهم فوقف بعيدا تراقب نتائجها المرة وما نتائجها الا الدمار المنشود لرسالة القرآن؟ وصاحبها العظيم وصاحبها عظيم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم. فقد قرأنا ما يكتبون وسمعنا ما يقولون ولم يعزنا الذكاء لاستبانة غاياتهم فهم ملحدون مجاهرون للكفر يقولون في صراحة ان الاسلام ليس الا نهضة عربية فاز بها هذا الجنس العظيم في القرون الوسطى واستطاع في ثورته العالمة ان يجتاح العالم بقيادة بالعالم بقيادة رجل العبقري هو الزعيم الكبير محمد صلى الله عليه صلى الله عليه وسلم اي ان هذا الدين الجليل نبت نبت من الارض ولم ينزل من السماء او انه انطلاقة شعب طامح فاتح وليس هداية مثالية فدائية جاءت من عند الله تنقذ العار من جاهلية طامسة كانوا بها في قالت الباء في في مؤخرة البشر الى حنفية حنيفية سمحة رفعت خسيستهم ثم انتشر شعاعها بعد في انحاء الارض كما تنتشر اضواءه في عرض الافق لدى الشروق. والفضل في ذلك كله لله وحده. الذي اصطفى محمدا صلى الله عليه وسلم وامتن عليه بالهدى والحق بعد ان قال له ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان؟ وقالوا وانزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم كما يقول في العرب الذين ارسل فيهم لقد من الله على المؤمنين اذ بعث فيهم رسولا من انفسهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة ان كانوا قبلنا في ضلال مبين. فاي زحف عربي هنالك؟ واي عبقرية انشأت من عندها هذا ان شئت من عند هذا الغيث الممرع اهل الارض ان الزهم بان الاسلام ثورة عربية اكذوبة كبرى وبطولة شائلة وان هذا القول ليس تكذيبا للاسلام فقط بل دعوة الى تكذيب الديانات كلها والى اشاعة الكفر والفسوق للانسان في انحاء الارض والغريب ان هؤلاء الناس يخاصمون الاسلام بعنف ويحاربون امته بجبروت ويهادنون الاديان الاخرى من سماوية وارظية كأن الاسلام هو العدو الذي كلف باستئصاله وحده لا بل هو العقبة الفذة التي وضعت المهاول في ايديهم لاهالتها ترابا اجل؟ وهل للاستعمار عدو في هذه البلاد الا الاسلام؟ انه مصدر المقاومة العنيقة وروح الكفاح الباسل الذي اعيا المهاجمين واحبط مؤامراتهم ومن ثم فعل الاستعماري ان ينسج خيوطه حوله ليقتله بينه وبين الحياة الكريمة. ولقد ابتدأ القوميات الظيقة واستجاب. ولقد ابتدأ القوميات الظيقة واستجباء واستجباها بشتى الاساليب لينال من كيان هذا الدين فلما سقطت امام الاسلام في المعركة دس اتباعه تحت لواء القومية العربية وزودهم بضروب من الادعاء يزحموا العرب المخلصين في هذا الميدان. ولينالوا من الاسلام بطريقة اخرى وتفسير القومية العربية هذا التفسير الكفور الكنود هو حرب اخرى ضد الاسلام انه لجدير ان يتسمى هؤلاء باتباع القومية العبرية لا العربية اليسوا يعملون لمصلحة الاستعمار واسرائيل؟ ولقد مرت اربعة عشرة قرنا على اشتباك العروبة بالاسلام او بتعبيرنا نحن اهل الايمان على تشريف الله العرب بحمل هذه الامانة وابلاغها للناس ونظرة الى البعيد تعرفنا بسهولة ان العرب مرت عليهم ادهار قبل الاسلام لم يكونوا فيها شيئا مذكورا ثم جاء هذا الدين فدخلوا التاريخ به وطار تحت رايته وصدق الله اذ يقول وانه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون. ثم اخطأ العرب فظنوا ان هذا الدين العالمي الذي نزلت فيهم ايات يمنحه امتيازا خاصا ويجعلهم عنصرا ارقى من سائر الاجناس ونشأ عن هذا الخطأ رد الفعل الذي لا بد منه. فقامت الشعوب الاخرى بدافع عن قيمة دمائها وكرامة عنصرها وهذه الاغلاط المتبادلة علتها حنين البشر الى الجاهلية واستثقالهم مؤنة السعي لتحصيل الكمال الانساني اذا عز على شخص تافه ان يكون تقيا ينسبه عمله الى المجد والعلا ذهب ينتحل نسبا اخر الى اسرة او وطن او جنس يرتفع به دون جهد وتلك كلها عصبيات باطلة ونزعات نازلة ولا محل لها في الدين ولا وزن لها عند رب العالمين. ولكن المهم ان الاولين لما ارادوا مفاخرة والتميز كان الاسلام متكأهم ومعقد فخارهم فبأي شيء يملئون افواههم اذا لم يذكروا الاسلام ان ان وطابهم احسن اليك ان وطابهم خال وتاريخهم صفر اه صفر حتى جاء الافاكون في هذا الزمان بالبدعة التي لم لم يسمع بها انسان. فاذا العروبة في نظرهم يجب ان تتجرد من الايمان وزهموا قبحهم تابوا فيه من له ادنى ايمان بحال العربي والاسلام وما احسن قول الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم فاستمسك بالذي اوحي اليك انك على صراط مستقيم انه لذكر لك الله انها بالانسلاخ عن الدين تسمو وتسير بل ان احد الكتاب من هذه العصابة وجد الوجه الذي يطالع به الناس يقول ان الاسلام بنى على العروبة وان اللغة العربية قد انتشرت ابعد مما انتشر الاسلام. وان الاسلام لانه عالمي ضار بالقومية العربية. وظاهر ان هذا الكلام لقطع النظرة المطلانة انما يروج لحساب الاستعمار الغربي منه الشرقي على السواء. وان قائله يخدم اهداف الغزاة الذين عسكرت جيوشهم في بعض اقطار العروبة. وانزلت بها الهون وقفت على حدود البعض الاخر تتربص به الدوائر. وكاتب اخر من هذه العصابة يطلب منا بالحاح ان ننسى التاريخ. لانه لا الا رفات الموتى. وان نتطلع الى المستقبل فحسب ونسي هذا هذا الغر ان اليهود في كبد الشرق الاوسط اقام دولتهم بامداد من التاريخ الموحى وانهم جعلوا اسم اسرائيل علما عليها انه حلال للناس جميعا ان يستصحبوا تاريخهم في كفاحهم اما نحن المسلمين فحرام علينا ان نذكر فصلا من هذا التاريخ وان نستوحي منه عونا في جهاد واملا في امتداد انها قومية عبرية لا عربية تلك التي يبشر بها الملحدون كارهو الاسلام. ولقد عرف الاولون والاخرون اننا نحن المسلمين احنا الناس على العروبة اوصله لمجدها واخلصهم لقضايا وان هؤلاء القوميين لا خير فيهم بل انهم مصدر شر طويل واذى ثقيل انتهى ما اردنا نقله للقرآن من كلام الشيخ محمد الغزالي ها هنا وقال ايضا كلام الذي سبق الشيخ محمد الغزالي رحمه الله. وكل دلالة واضحة ان القومية العربية فرخت لنا الالحاد القومية العربية صرخت لنا الالحاح. وفرخت لنا ما عرف بالاشتراكية وفرخت لنا ما عرفت بالبعثية ولينظر العقلاء اليوم ما الذي استفادوه من هذه النعرات الجاهلية التي اطلت على بلاد العرب خلال العقود الماضية لم يجنوا من وراء ذلك الا الشر. نعم قال رحمه الله وقال ايضا في كتابه المذكور ما نصه الهدم الروحي يجتهد الاستعمار في صرف المسلمين عن دينهم بكل ما يتاح له من وسائل في وفي جعل حركات التحرر الناشط في بلادهم ممتوتة العلاقة بالدين. حتى تولد ميتة او تحيا عقيمة لا ثمر لها ولا جهر ما من نهضة في الاولين والاخرين الا ولها دعابة معنوية تقوم عليها وسناد روحي الاذاعات من جميع اصقاع العالم الاذاعة الروسية مونت كارلو من فرنسا اه بي بي سي من لندن سي ان ان من امريكا كلها تتحدث بالعربية الفصحى فيعجب الانسان يعجب المرء المسلم تتحرك به ولما كان عمل الدين في هذه الحالة ملأ القلوب الضمائر الحية وبين الاخلاق على الفضيلة وصبغ الحياة بتقاليد جامعة ومعلومة واضحة واقصى الصفوف على احساس مشترك ودفع الى مصير واحد فان الاستعمار فان الاستعمار استهدف اقصاء الدين عن افاق البلاد كلها وتكوين اجان قريبتان ان لم تكن كارهة له بل ان ذكر الاسلام اصبح محظورا في المناسبات الجادة والشؤون الهامة وقد يحوم البعض حوله ولكنه يوجد من التسريح به كأن الاسلام مجرم ارتكب ذنبا ثم فر من القضاء الذي حكم من عقوبته فهو لا يستطيع الظهور في المجتمعات وربما تلوح وله فرصة ظهور متنكرة تحت اسم مستعار. فالتحرك قليلا هنا وهناك. حتى اذا حس انكشاف امره استخفى من الانظار يا لماذا يبقى الاسلام هذا الهوان كله؟ والجواب عند الاستعمال الذي يجر خلفه ظغائن القرون الاولى ويضع نصب عينيه انه ونصبة اليه. الا تقوم الاسلام؟ احسن الله اليكم. ويضع نصب عينيه الا تقوم الاسلام قائمة في بلاده. فهو حريص على خلقه في ميدان التربية والمعاونات والتشريع وسائر الوان الحياة انه يطمئن الى مجتمع واحد. المجتمع الذي مات ضميره. والذي تفسخت اخلاقه في هذا المجتمع الذي غاصت منه معاني الفضل واستغلظت فيه غرائز الشره وزاحفت فيه ثعابين الاثرة يستطيع الاستعمار يطمئن الى يومه وغده فاذا جاء الاسلام ليمسح هذه الاقدار طلب منه على عجل ان يعود الى وكره ليخفى عن الاعين انه اسم لا ينبغي ان حقيقة لا يجوز ان تعيش هكذا حكم الاستعمار حتى قيض الله لنا فكرة العروبة عنوانا نستطيع تحته ان ندفع غوائل الموت وقد للفكرة ورجونا من ورائها الخير وبالعروبة المجردة مثل تعكر على استعمار مآربه الا التعليم في ظل الاحتلال الاجنبي اوجد اناسا تحركهم الشهوات وحدها اناسا فرغت عواطف اليقين من افئدتهم فهي هواء فاذا جاءت اليهم العروبة فهل يعرفون ان العفة فتى من خلائقها وان تقديس العرظ من شمائلها احسن الله اليك. وان تقديس العرض من شمائلها وان المحافظة على الحريم من صفاتها الباطلة والظاهرة ان امثال العرب في الجاهلية تشهد بما له من غيرة على نسائهم فالمثل القائل كل ذات صدار خالة. يعني ان العرب يجعلون في حكم الخالة كل من تلبس ثياب المرأة. فما ينظرون اليها الا نظرة الاحترام اما العفة وذلك ان الخاتم بمنزلة الامة ويقول الشاعر جارتي حتى يواري جارتي مثواها قال انت راض نعم ويقول الاخر ولا القي لذوي الوداعات صوتي اداعبه وريبته اريده اريده. يعني انه لا يداعب طفلا مع امه ابتغاء اسم بالام نفسها فهل هذه الشوارع الخاصة بمتتبعي العورات والبغاة الدنية شوارع عربية وهل عرب اولئك الذين ترى الواحد منهم يتأبط ذراع فتاة متبرجة لعوب تسير في وضع تسير في وضع يقول لكل ناض هيت لك. والاعراب الاقدمون كانوا اصحاب كرم كرم غريب وايثار لامع ونهوض بالحق على عقد الزمن وشدة الحاجة. واسمع قول عروة بن الورد واني امرؤ عافى انائي شركة وانت امرؤ عافى اناءك واحد اتهزأ مني انت منت وانت ترى بوجهي شحوب الحق والحق جاهد افرق جسمي في جسوم كثيرة واحسو قراح الماء والماء بارد ارأيت صورة انسان نبيل يؤثر غيره يؤثر غيره يؤثر غيره بالطعام. ويستعيذ برشحات من الماء البارد يصفر بها وجهه وهو يأبى تصديع فمن نزلوا به وحسبوا انه فرق جسمه في جسوم كثيرة احتفظ بهذه الصورة ثم سل نفسك امدن عربية هذه التي تراها مزدحمة باصحاب الفضول من المال النامي ومع ذلك فقل ما تؤي يتيما او اغدوا محروما وما لنا نبحث عن الشمال العربي المفقودة في بيئات مسخ الاستعمار وترك عليها طابع الحيوانية والتقطع انك ترى الواحد من اولئك يقول انه عربي ولغة العرب لا تستقيم على فمه. ومن اجيب الليالي ان اسمع المذيع يقول يا اخي المواطن احنا بنعمل الايه في هذه الايام وكان يستطيع ان يقول ما نعمل في هذه الايام ولكنه حريص على تخليد لغة الرعاع والتنكل باللغة الفصحى وهي اللغة التي ترسل بها الاذاعات من ان ترسل بها الاذاعات من جميع محطات العالم لمستمعيها على اختلاف السنتهم. اذ ان قاطب المذيع قومه في اي عاصم بلغة غير فصحى فهل من مظاهر الوفاء لعروبتنا ان نذيها نحن بلغة الرياء؟ هذا موجود حتى اليوم كيف يجب ان الاذاعات والتلفزيون ووسائل الاعلام العربية لا تتحدث الفصحى نعم قال رحمه الله الواقع ان الاسلام وحده هو الذي يخلد العروبة لغة وادى منها الخلقاء وان التنكر لهذا الدين معناه القضاء الحقيقي على العروبة بلغتها وادبها وخلقها ولذلك يجب على الدعاة ان يستميتوا في ابراز هذا الاسم بقدر ما يستميت الاستعمار في اخفاءه وان يذهبوا عنه الوحشة التي صنعها اعداءه حوله حتى يصبح مألوفا في الاذان محببا الى القلوب اظهار هذا الاسم لا يكفي. فما قيمة شكل لا جوهر له يجب على الدعاة ان يجمع الجماهير على تعليمه ان ينعشوا انفسهم بروحهم الضمير الديني الخاشي لله الرحيم بخلقه المحتفي بواجبات النفور من الرذائل الشجاع في نصرة الحق المستعد لقائل للقاء بالله التأسي بصاحب الرسالة هذا الضمير يجب ان ان ندعمه بل ان نوجده في كل طائفة وان يربط به انجاز كل عمل ونجاح كل مشروع ومنع كل تفريط وصيانة كل حق فالاسلام قبل كل شيء قلب كبير قلب موصول بالله يبادر لمرضاته ويتقيه حيث كان. فهذا القلب لا تكون لا يتكون من تلقاء نفسه. ويستحيل ان يتكون بداهة وسط تيار قراءة الشكوك والتأجيل التي تسلط عليه عمدا يتوقف يزيد انه يتكون باغذية روحية منظمة تقدم له في برامج في عظات المساجد في صبغ البيئة بمعاني معين تساعد على احترام الفضيلة واشاعتها ونحن احوج ما نكون لانشاء هذه الظمائر في الذراري المحدثة التي عريت عنها فالطبقات الكاشفة التي مرجت على العبث والاستخفاف بجميع القيم انني استغرب كيف نشتري اية ما باغلى الاسعار ثم نوقف امامها املا لا يتقي الله فهي تخرب تخرب بين يديه على عجل او يقل انتاجها لو قدر لها البقاء سليمة انما لو بذلنا شيئا جيدا لغرس الدين الحق في قلب هذا العامل لربحنا الكثير افلا يبذلون افلا يبذل المسؤولون هذا الشيب الزهيد ولو على اعتباره نفقات صيانة للالة التي ان من حق الله علينا ومن حق بلادنا علينا ان نربي الصغار والكبار باسم الايمان لا ابتدائي لابتداء عمل ما فسوف يتم على خير الوجوه الا للظمير الديني علاقة راشدة بالسماء ونواة مباركة في الارض وما اصدق قول الاستاذ احمد الزين في وصفه هو صوت السماء في عالم الارض هي روح من اللطيف الخبير وشعاع تذوب تحت سناه خدع العيش من رياء وزور هو سر يحاول وفي كنوه من لبي وتحيا به قوى التفكير احسن وتعيى به قوى التفكير مبلغ العلم انه روح خير باطن باطن الشخص ظاهر التأثير كل حي عليه منه رقيب حل من قلبه مكان الشعور حيث حل حيث الاهواء تنجو الى الاثم وتهفو الى مهاوي الشرور جامحات اعيت على الناس كبحا رغم انذارها بسوء المصير ثم صاح الضمير فيها نذيرا فاصاخت الى صياح النذير هو روح من الملائكة يسمو بسرير الثرى لعالم النور قد تولت بالانبياء عصور هو وهو باق على توالي العصور حافظ من الزمان حافظ في الزمان ما خالفوه قائما في الصدور بالتذكير حاملا من شرائع الخير كتبا قدست من وسطوره ليس يعفو عن الهنات وان وان انت ملح هذي كيفها وان يعني ما انت وان انت ملح في اللوم قاعدين ما شاء الله عليك وهو يتكلم عن القرآن ونحن ننشد هذا الشعر هنا تكريما للادب العالي والا فلا مجال لقول بعد ان نتدبر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم الا ان في الجنة مضغة اذا صلح صلح الجسد كله فشلت الجسد كله الا وهي القلب انتهى المقصود من كلام الغزالي في كتابه مع الله جزاه الله خيرا. ولعظيم فائدتي لقبتهما هنا. واسأل الله عز وجل ان يصلح قلوب المسلمين. ويعمارها ويعمرها بالتقوى وان يمن علينا وعلى جميع شبابنا وسائر اخواننا بالفقه في الدين والاستقامة على صراط الله المستقيم فان ذلك هو سبيل النجاة وسبيل النجاة فوز بالعزة والكرامة في الدنيا والاخرة. كما قال تعالى ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون اولئك اصحاب الجنة خالدين فيها بما كانوا يعملون. قال تعالى ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن اوليائكم في الحياة الدنيا وفي الاخرة ولكم فيها ما تشتهي انفسكم ولكم فيها ما تدعون واله وصحبه وانتبهوا باحسان الى يوم الدين تكميل في المحرم من العام الماضي اعني عام ثمانية وثلاث مئة والف من الهجرة سألني مندوب في المحرم من العام الماضي يعني عام ثمانين وثلاث مئة والف من الهجرة اه سألني مندوب صحيفتي يوما كان الشيخ اه رئيس الجامعة الاسلامية مرحبا كان وقتها الشيخ رئيس الجامعة الاسلامية سألني مندوب هذا قبل ولادتي بعشر سنوات نعم سألني مندوب صحيفة البلاد عن مسائل بعضها يتعلق بالقومية فاجبت بما نشر في صحيفة البلاد لتكميم الفائدة للقراء رأيت ان اذكر الاسئلة والاجوبة هنا وهذا نصها السؤال وما رأي فضيلتكم في الدعوة التي تقوم بها بعض الاوساط الخارجية لانها القومية العربية وحدها هي الرابطة الاولى بين العرب السؤال الثاني ما رأي فضيلتكم في الاتجاه الذي يبدو واضحا في هذه الايام المقارنة بين القومية والاسلام؟ الذي يظهر في بعض الجرائد والمجلات بالمملكة. السؤال بعض المخلصين من الوعاء يعالجون في وعظهم الامور البسيطة الفرعية في الدين كطريقة حلاقة رأسه وشكل الملابس في حين ان هناك امورا هامة تتصل بالعقيدة تحتاج من هؤلاء المخلصين من الدعاة الى عناية خاصة لانها امور هامة اساسية فما رأي فضيلتكم في هذا؟ السؤال الرابع آآ تعد جريدة البلاد ان تحمل من فضيلتكم الى قرائها في من مختلف الطبقات فما هي؟ الجواب عن السؤال اولا يقال لا ريب ان الدعوة الى ان تكون القومية العربية هي الرابطة الاولى بين العرب دعوة جاء باطلة لا اساس يؤيدها لا من العقل ولا النقل بل هي دعوة جاهلية الحادية يهدف دعاتها الى محاربة الاسلام ما النص من احكامه وتعاليمه وقد يدعو اليها من لا يقصد هذا المعنى وانما دعا اليها تقليدا لغيره واحسانا للظن به ولو عرف حقيقة المقصود منها وابتعد عنها وكل من له ادنى معرفة بتاريخ العرب قبل الاسلام وبعد يعلم قبل الاسلام وبعد يعلم انه لم يكن للعرب قيمة تذكر ولا راية ترهب الا بالاسلام. وبه فتحوا البلاد وسادوا العباد وبه كانوا امة مرهوبة الجانب محترمة الحقوق مرفعة رأسه حتى غيروا فلقومك سوف تسألون وقوله تعالى لقد انزلنا اليكم كتابا فيه ذكركم افلا تعقلون واذا كان الهدف من الدعوة الى القومية العربية ان يجتمع العرب وان يشتركوا في مصالحهم وان ينتصفوا من عدوهم ويطردوهم عن بلادهم فليس هذا هو سبيل هذا الغرض النبي وانما السبيل الوحيد والرجوع الى دينه والحق الذي به شرفوا وعرفوا وبرزوا في الميدان وسادوا الامم التمسك بتعليم السمح واحكامه الرشيدة وتحكيمه في كل شيء موالاة في هذا في ذلك والمعاداة فيه وبذلك يحصل الاجتماع وتدرك المصالح وينتصف من الاعداء ويكون النصر عليه مضمونا والعاقبة حميدة في الدنيا والاخرة كما قال تعالى في محكم التنزيل يا ايها الذين امنوا ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم. وقال تعالى ولينصرن الله من ينصره ان الله لقوي عزيز. الذين من مكناهم في الارض اقاموا الصلاة واتوا الزكاة وامروا بالمعروف ونهوا عن المنكر. ولله عاقبة الامور. وقال تعالى وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا. الاية ولا يأتوا بها بالمال كثيرة ومعلوم كثيرة معلومة. وما احسن ما قالها مالك ابن انس رحمة الله عليه في هذا المعنى ان يصلح اخر هذه الامة الا ما اصلح اولها. لقد صدق هذا الامام في هذه الكلمة القصيرة العظيمة اللهم اصلحنا وولاة امرنا جميعا وسائر المسلمين انك سميع قريب. امين واما السؤال الثاني فالجواب عنه يقال ان من اعظم الظلم واسفه السفه ان يقارن بين الاسلام وبين القومية العربية. وهل للقومية المجردة من الاسلام من المزارع تستحق به ان تجعل في صف الاسلام وان يقارن بينها وبينه لا شك ان هذا من اعظم الهضم للاسلام والتمكن من مبادئه وتعاليم رشيدة وكيف يليق في عقل عاقل ان يقارن بين قومية لو كان ابو جهل وعتبة ابن ربيعة وشيبة ابن ربيعة واضربهم من اعداء اسلام يحيى لكانوا هم صناديد لكانوا هم صناديدها واعظم دعاتها وبين دين كريم صالح لكل زمان ومكان دعاة وانصاره هم محمد دعاته وانصاره هم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وابو بكر وابو بكر الصديق وعمر ابن الخطاب وعثمان ابن عفان وعلي ابن ابي طالب وغيرهم من الصحابة صناديد الاسلام وحماته الابطال ومن سألك سبيلا من الاخيار. لا يستسيغ المقارنة بين قومية قومية هذا شأنها وهؤلاء رجالها. وبين دين هذا شأنه وهؤلاء ودعاته الا مصاب في عقله او مقلد اامى او عدو لدود الاسلام ومن جاء به. وما مثل هؤلاء في هذه المقارنة الا فمثل من قارن بين البئر والدر وبين الرسل والشياطين ومن تأمل هذا المقام من ذوي البصائر وسبر الحقائق والنتائج ظهر له ان المقارنة بين القومية والاسلام اخطر الاسلام والمقارنة بين ما ذكر انفا. ثم كيف تصح المقارنة بين القومية غاية من غاية من مات عليها النار ثم كيف تصح المقارنة بين قومية غاية من مات عليها من عليها النار وبين دين غاية من مات عليه الفوز بجوار في دار الكرامة والمقام الامين. اللهم اهدنا وقومنا سواء السبيل انك على كل شيء قدير الجواب على السؤال الثالث لا ريب ان المرشدين هم اطباء المجتمع ومن شأن الطبيب ان يهتم بمعرفة الادواء ثم يعمل على علاجها بادئا بالاهم وهذه طريقة انصح الاطباء واعلمهم بالله واقومهم بحقه وحق عباده سيد ولد ادم عليه من ربه افضل الصلاة والتسليم فانه صلى الله عليه وسلم لما بعثه الله وبدأ بالنهي عن اعظم اجواء المجتمع وهو الشرك بالله سبحانه فلم يزل صلى الله عليه وسلم من حين بعثه بعثه الله يحذر من حين بعثه الله يحذر امة من الشرك ويدعوه الى التوحيد الى ان مضى عليه عشر سنين ثم امر بالصلاة ببقيه ثم امر بالصلاة ثم ببقية الشرائع وهكذا الدعاة بعده. عليه ما يسلك سبيله. وان يكتفوا اثره بادئين بالاهم فالاهم ولكن اذا كان المجتمع مسلما صاغ للداعي ان يدعو الى الاهم وغيره بل يجب عليه ذلك حسب طاقته. لان المطلوب اصلاح المسلم وبذل الوسع في تطهير عقيدتهم من شوارب الشرك وساوره ووسائله وتطهير اخلاقه مما يظن المشتبه ويضعف ايمانه. ولا مانع من بدائته بعض الاوقات بغير اهم اذا لم يتيسر الكلام في الاهم. ولا مانع ايضا من اشتغاله بالاهم راضية عن غير الاهم اذا رأى المصلحة في ذلك وخاف ان هو اشتغل بهما جميعا ان يخفق فيهما جميعا وهكذا شأن المصلحين والاطباء البرازيل يهتمون بطرق الاصلاح ويسلكون انجحها واقربها الى النتيجة المرضية واذا لم يستطيعوا تحصيل المصلحتين او المصالح او تعطيل المفسدتين اهتموا بالاهم من ذلك واشتغلوا به دون غيره ومن تأمل قواعد الشرع وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرة الخلفاء الراشدين والائمة الصالحين علم ما ذكرته افكيف يقوم بارشاد الناس وكيف ينتشلهم من ادوائهم الى شاطئ السلامة ومن صحت نيته وبذل وسعه في معرفة الحق وطلب من وطلب من مولاه هداية الى خير الطرق واندعيها في الدعوة واستشار اهل العلم والتجارب فيما اشكل عليه فاز بالنجاح وهدي الى الصواب كم قال سبحانه والذين جاهدوا في بانه كما قال سبحانه والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين الجواب الرابع نصيحتي جميع القضاة هي ان يأخذوا بوصية الله سبحانه التي اوصى بها في كتابه الكريم حيث يقول ولله ما في السماوات وما في الارض ولقد اذ وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم واياكم ان اتقوا الله والتقوى كما كما يعلم قارئ الكريم كلمة جامعة حقيقتها ان يتقي العبد غضب الرب وعذابه بفعل ما امر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم وترك ما نهى الله عنه ورسوله صلى الله عليه وسلم عن علم وايمان واخلاص ومحبة ورغبة ورهبة وبذلك يفوز بالسعادة وحسن العاقبة في الدنيا والاخرة ومما انصح به القراء وهو من جملة التقوى التثبت في الامور والتريث في الحكم عليها الا بعد دراستها من جميع نواحيها او بعد التحقق من معناها ومعرفة معرفة تامة بعرض بعرض ذلك المعنى على الميزان الشرعي هو كتاب الله وما صح من السنة فما وافق ذلك بميزان قبل وما خالفه ترك ويجب ان يكون القارئ في دراسته لاشياء وعرضه لها كان الميزان المذكور بعيدا كل البعد عن الافراط والتفريط متجردا عن ثوبي التعصب والهوى ومتى سلم من هذه الامور ودرس الامور حق دراستها باخلاص باخلاص وقصد حسن وفق للحقيقة وفاز بالصواب وحمد العاقبة وكم جرت العجلة على اصحابها وغيرهم من ويلات ومشاكل وتذهب الايام والليالي واثاره تبعاتها باقية. واثارها وتبعتها باقية. وكم حصل بسبب التعصب والهوى من فساد ودمار وعواقب لا تحمد نسأل الله السلامة من ذلك ومما انصح به القرآن ايضا وهو من اهم التقوى وهو من اهم التقوى دعوة العباد الى الله سبحانه والتواصي بالحق والصبر عليه اولى على البر والتقوى او الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة والتغيير حسب والتغيير حسب الطاقة كما في الحديث الصحيح من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع بلسانه فانما سبب في قلبه ذلك اظعفوا الايمان واسأل الله للجميع الثبات على الحق والعافية من مظلات الفتن انه خير مسؤول واكرم مجيب والله اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه جزى الله الشيخ خير الجزاء على هذه الرسالة العظيمة التي كانت من الاسبار اولا في صدي كثير من المسلمين عن الانخراط في التحزبات القومية العربية وايضا كانت ولله الحمد يعني هذه الرسالة وجهاد الشيخ له دور كبير في انشاء ما عرف بعد ذلك برابطة العالم الاسلامي حيث سعى الملك فيصل رحمه الله لانشاء المؤتمر الاسلامي فانشا والمؤتمر الاسلامي في الثمانينات من القرن الماضي الهجري وانشأوا رابطة العالم الاسلامي واه شيخنا وشيخ مشايخنا ابن باز رحمه الله كان له جهود عظيمة في الوقوف امام هذه النعمات الجاهلية من الاشتراكية والقومية والبعثية قد عاصرها كلها رحمه الله رحمة واسعة واثابه خير ما اثاب عالما عن امته اللهم نقرأ الان الرسالة التي بعدها او شيئا من هذا