اهل الارض قبل بعثته صلى الله عليه وسلم وما كانوا عليه من عبادة الاوثان والنيران والصلبان وتبديلهم للاديان حتى كانوا في في ظلمة من الكفر قد عمتهم من اهل الكتاب قد انقضوا قبيل البعثة والشكر به النعم المفقودة قال تعالى ان شكرت لازيدنكم الاتيان بالامر بالشكر بعد النعم الدينية من العلم وتزكية التوفيق للاعمال بيان انها اكبر النعم بل هي النعم الحقيقية التي تدوم اذا زال غيرها وانه ينبغي لمن وفقوا لعلم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فهذا هو المجلس الثاني من مجالس القراءة والتعليق على تفسير العلامة السعدي رحمه الله لكتاب الله تبارك وتعالى وقبل ان نبدأ هناك تنبيهات اه التنبيه الاول اه ان بعض الاخوة ربما يسأل كيف استفيد الفوائد التي لاول مرة تمر عليه؟ الجواب تضعه بين قوسين تضاعف بين قوسين معكوفتين او تضع له علامة في الحاشية فائدة مهمة. الامر الثاني ان اذا مر عليك تقسيم لطيف او تنبيه طيب ظعه آآ عليه علامة واكتب في اول الصفحة انظر صفحة كذا حتى اذا اردت الرجوع الى الفوائد تعرف كيف ترجع الامر الثالث والقارئ يقرأ وانت تقرأ لان القراءة لابد من التوافق بين السمع وبين العين فان ذلك اشد تأثيرا آآ اذا علق في ذهنك اشكال مباشرة حط علامة استفهام واكتب الاشكال لانك اذا لم تكتب الاشكال الان لن ربما لن ترد في ذهنك مرة اخرى. فهذا امر مهم جدا انك تكتب الاشكالات اما على نفسك الكتاب او على ورقة خارجية ثم تبحثها في الليل او في اليوم الثاني او او الى اخره. آآ كذلك يعني اذا اذا كان بعظ الطلاب العلم يقرأون تفاسير اخرى قبل ان يحضروا فهذا امر جدا نافع. لو قرأت مثلا قبل ان تأتي لو قرأت تفسير ابن كثير قبل ان تأتي للمقرر فهذا يرسخ المعلومة اكثر فاكثر ان شاء الله عز وجل بعض الاخوة طلب اننا نقرأ بعض الايات التي تشكل اذا جمعنا اشكالاتكم وكان فيها وقت ان شاء الله عز وجل حتى لو في العشرين الاواخر ان شاء الله الله تبارك وتعالى نسأل الله تبارك وتعالى ان يبارك لنا ولكم في الوقت والقراءة مع الشيخ يوسف جالس من العينات الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا تاريخه وللمسلمين والمسلمات يا رب العالمين. قال الامام العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في تفسيره. في قوله تعالى قل من كان عدوا لجبريل فانه نزله على قلبك الايتين اي قل لهؤلاء اليهود الذين زعموا ان الذي منع من الايمان ان وليك جبريل عليه السلام ولو كان غيره ولو كان غيره من ملائكة الله لامنوا بك وصدقوا ان هذا الزعم منكم تناقض وتهافت وتكبر على الله فان جبريل عليه السلام هو الذي نزل وهو الذي نزل بالقرآن من عند الله على قلبك ومن هو الذي هو الذي ينزل على وهو الذي ينزل على الانبياء قبلك والله فان يقول هنا هو الذي نزل بالقرآن من عند الله على قلبك وهو الذي ينزل على الانبياء قبلك مع ان هذا الكتاب الذي نزل به جبريل مصدقا بما تقدمه من الكسب غير مخالف لها ولا مناقض. وفيه الهداية التامة من انواع الضلالات والبشارة بالخير الدنيوي والاخروي لمن امن به فالعداوة لجبريل الموصل الموصوف بذلك كفر بالله واياته. وعداوة لله ولرسله وملائكته فان عداوتهم اجبريل لا لذاته بل لما ينزل به من عند من الحق على رسل الله فان تظنوا الكفر والعداوة للذي انزله وارسله الذي ارسل به والذي ارسل اليه فهذا وجه ذلك. لو كان عداوتهم لجبريل لذاته للزم عداوتهم لجميع الملائكة فلما عادوه من دونهم علمنا ان عداوتهم لما ينزل به. نعم قال رحمه الله في قوله تعالى ولقد انزلنا اليك ايات بينات وما يكفر بها الا الفاسقون. يقول نبيه صلى الله عليه وسلم ولقد انزلنا اليك ايات بينات تحصل بها الهداية لمن استهدى واقامة الحجة على من عانت وهي في الوضوح والدلالة على الحق قد بلغت مبلغا عظيما حالة لا يمتنع من قبولها الا من فسق عن امر الله وخرج عن طاعة الله واستكبر غاية التكبر. قال في قوله وكلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم بل اكثرهم لا يؤمنون. وهذا فيه التعجب من كثرة معاداتهم وعدم صبرهم على الوفاء بها فكلما فكلما تفيد التكرار فكلما وجد العهد العهد ترتب عليه نقول ما السبب في ذلك؟ السبب ان اكثرهم لا يؤمنون فعدم ايمانهم هو الذي اوجب لهم نقض ولو صدق ايمانهم لكانوا مثل من قال الله فيهم من المؤمنين من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه قال رحمه الله في قوله تعالى ولما جاءه رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين اوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم ايات اي ولما جاءه هذا الرسول الكريم بالكتاب العظيم بالحق الموافق ما معهم وكانوا يزعمون انهم متمسكون بكتابهم فلما كفروا بهذا الرسول مما جاء به نبذ فريق من الذين اوتوا الكتاب كتاب الله الذي انزل اليهم اي تراحم رغبة عنه. وراء ظهورهم وهذا ابلغ ابلغ الاعراض كأنهم في فعلهم هذا من الجاهلين. وهم يعلمون صدقه وحقيقة ما جاء به. تبين تبين بهذا انها ان هذا الفريق ومن اهل الكتاب لم يبق في ايديهم شيء حيث لم يؤمنوا بهذا الرسول. فصار كفرهم به كفرا بكتابهم من حيث لا يشعرون. ولما كان من العوائد القدرية والحكمة الالهية ان من ترك ما ينفعه وامكنه الانتفاع به ولم ينتفع. ابتلي بالاشتغال ما يضره فمن ترك عبادة رحمن ابتغي بعبادة الاوثان. ومن ترك محبة الله وخوفه ورجاءه ابتلي بمحبة غير الله وخوفه ورجائه. ومن لم ينفق ما له في طاعة الله ينفقه في طاعة الشيطان. ومن ترك الذل لربه ابتلي بالذل للعبيد. ومن ترك الحق ابتلي بالباطل. ومن لم في طلب العلم اشتغل في طلب غير العلم نعم قال رحمه الله كذلك هؤلاء اليهود لما نبذوا كتاب الله اتبعوا ما تتلوا الشياطين وتختلط من السحر على ملك سليمان حيث اخرجت الشياطين للناس السحر وزعم ان سليمان عليه السلام كان يستعمله وبه حصل له الملك العظيم وهم كذبة في ذلك فلم يستعملهم كذبة وهم كذبة قال وهم كذبة في ذلك لم يستعمله سليمان بل نزهه الصادق في دينه. وما كفر سليمان اي بتعلم السحر فلم يتعلمه ولكن الشياطين كفروا في ذلك يعلمون الناس السحر من اضلالهم وحرصهم على ارضاء بني ادم وكذلك اتبع اليهود السحر الذي انزل على ما كان الكائنين بارض بابها من ارض العراق. انزل عليهم السحر امتحانا وابتلاء من الله لعباده فيعلمانهم السحر. وما يعلمان من احد حتى ينصحاه ويقولا انما نحن فتنة فلا تكفر. اي لا تتعلمي السحر فانه كفر فينهيانه عن السحر ويخبرانه عن مرتبته. فتعليم الشياطين للسحر على وجه التدليس والاضلال ونسبته وترويجه الى ومسلما عليه السلام وتعليم الملكين امتحانا مع نصحهما لان لا يكون لهم حجة. فهؤلاء اليهود يتبعون السحر الذي تعلمه الشياطين والسحر الذي يعلمهم ما كان. فتركوا علم الانبياء والمرسلين واقبلوا على علم الشياطين وكل يصبو الى ما يناسب يعني على هذا التفسير يكون تعليم الملائكة كامكان الله عز وجل العقل من ادراك بعض المفسدات وفعلها لا امتحان الله كان قادر على ان لا يمكن العقل من ايجاد القنبلة الذرية مثلا. فلما امكن العقل من ايجاد الذرية واستخدامها في ابادة البشرية فهذا من امتحان من الله عز وجل. فيكون على هذا القول انزال الملائكة امتحانا. والقول الاخر وما انزل على الملكين ما نافية. وهذا الذي اختاره ابن كثير رحمه الله نعم قال رحمه الله ثم ذكر مفاسد السحر فقال فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه مع ان محبة الزوجين لا تقاس بمحبة غيرهما لان الله قال في حقهما وجعل بينكم مودة ورحمة. وفي هذا دليل على ان السحر له حقيقة وانه يضر باذن الله اي بارادة الله. والاذن نوع اذن قدري وهو المتعلق بمشيئة الله كما في هذه الاية. واذن شرعي كما في قوله تعالى في الاية السابقة فانه نزله على قلبك باذن وفي هذه الاية وما اشبهها من الاسباب مهما بلغت في قوة التأثير فانها تابعة للقضاء والقدر ليست مستقلة في التأثير. وان نخالف هذا الاصل احد من فرق الامة غير القدرية في افعال العباد زعموا انها مستقلة وهي متابعة للمشيئة فاخرجوها عن قدرة الله فخالفوا كتاب الله الله وسنة رسوله واجماع الصحابة والتابعين. ثم ذكر ان علم السحر مضرة محضة ليس فيه منفعة لا دينية ولا دنيوية كما يوجد بعض المنافع كما يوجد بعض المنافع الدنيوية في بعض المعاصي كما قال تعالى في الخمر والميسر. قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس واثمهما اكبر من نفعهما فهذا السحر مضرة محضة فليس له داع اصلا فالمنهيات كلها اما مضرة محضة او شرها اكبر من خيرها كما ان المأمورات من مصلحة محبس او خيرها اكثر من شرها قال ولقد علموا اين يموت لمن اشتراه اي رغب في السن رغبة المشتري في السلعة ما له في الاخرة من خلاق اي نصيب بل هو موجب للعقوبة فلم يكن فعله جهل ولكنه مستحب الحياة الدنيا على الاخرة فلا بأس ما سمعوا به انفسهم لو كانوا يعلمون. علما يثمر العمل. علما يثمر العمل ما فعلوه قال قال في قوله تعالى يا ايها الذين امنوا لا تكونوا راعين ايتين كان المسلمون يقولون حين خطاب للرسول عند تعليم امر الدين راعنا اي راعي احوالنا فيقصدون بها معنى صحيحا وكان اليهود يريدون بها معنى فاسدا فانتهزوا الفرصة فصاروا يخاطبون الرسول بذلك ويقصدون المعنى الفاسد فنهى الله في نعم هذه الكلمة سدا لهذا الباب. ففيه النهي عن الجائز اذا كان وسيلة الى محرم وفيه الادب واستعمال الفاظ التي لا تحتمل الا الحسن وعدم الفحش وترك الا الحسن. وعدم الفحش وترك الالفاظ القبيحة او التي فيها نوع تشويش واحتمال لامر غير لائق. فامرهم بلفظة لا تحتمل الا الحسنى فقالوا وقولوا ظلما فانها كافية يحصل بها المقصود من غير محدود. واسمعوا لم يذكر لم يذكر المسموع ليعم ما امر فيدخل فيه سماع القرآن وسماع السنة التي هي الحكمة لفظا ومعنى واستجابة واستجابة ففيه الادب والطاعة ثم توعد الكافرين بالعذاب المؤلم الموجع هذا اول امر في القرآن للمؤمنين. يا ايها الذين امنوا لا تقولوا راعنا وهذا فيه دلالة ان ان المؤمن لما استجاب لنداء الله ايها الناس اعبدوا فعبد الله فالامر الثاني المهم الذي يجب ان يشتغل به هو لسانه ثم بعد ذلك اعماله فالقلب الاقرار ثم اللسان ثم العمل. نعم قال رحمه الله واخبر عن عداوة اليهود والمشركين للمؤمنين انهم ما يودون اي ينزل عليكم من خير من خير اي لا قليلا ولا كثيرا من ربكم حسدا منهم وبغضا لكم ان يختصوا ان يختصكم بفضله فانه ذو الفضل العظيم. ومن فضله عليكم انزال الكتاب على رسولكم يزكيكم ويعلمكم الكتاب ويعلمكم ما امتكموا تعلمون. فله الحمد والمنة. رحمه الله في قوله تعالى النجم هو النقم فحقيقة النسخ نقل اليقين نقل المكلفين فان كانوا له كفر وهوى محض. فاخبر الله تعالى عن حكمته في النسخ وانه ما ينسخ من اية او ما ينسخ من اية او نسها اي مزيان انزل العبادة فنزيلها من قلوبهم نأتي بخير منها وانفع لكم او مثلها فدل على ان استغاثتم لاقل مصلحة لاقل مصلحة من الاول لان فضله تعالى يزداد خصوصا على هذه الامة التي سهل عليها ديننا غاية التسهيل. واخبر ان من قدح في النسخ فقد قد قدح في ملكه وقدرته قال الم تعلم ان الله على كل شيء قدير؟ قال رحمه الله في قوله الم تعلم ان الله له ملك السماوات والارض فاذا كان مالكا لكم متصدق فيكم تصرف المالك البر الرحيم في اقدارهم واوامره ونواهيه فكما انه لا حجر عليه في لا حجر عليه في تقدير ما يقدره على عباده منواع التقادير كذلك لا يعترض عليه فيما يشرعه لعباده من الاحكام. فالعبد مدبر مسخر تحت اوامر ربه الدنيا والقدرية فما له من اعتراض وهو ولي عباده ونصيرهم فيتولاهم في تحصيل منافعهم وينصرهم في دفع مضارهم. فمن ولايته لهم ان يشرع لهم من الاحكام ما تقضيه حكمة ومن تأمل ما وقع في القرآن والسنة من النسخ عرف بذلك حكمة الله ورحمته ورحمة وعباده. وايصالهم الى مصالحهم من حيث يشعرون بلطفه. قال رحمه الله في قوله ام تريدون ان تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل الايات؟ ينهى الله المؤمنين او اليهود بان يسألوا رسولهم كما سئل موسى من قبل والمراد بذلك اسئلة التعنت واعتراض كما قال تعالى اسألك اهل الكتاب ان تنزل عليهم كتابا من السماء النار فقد سألوا سأكبر من ذلك فقالوا ارنا الله جهره. وقال تعالى يا ايها الذين امنوا لا تسألوا عن اشياء تبدلكم تسؤكم فهذه فهذه ونحوها هي المبني عنها. واما سؤال الاسترشاد والتعلم فهذا محمود قد امر الله به كما قالت اسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون. ويقرهم عليك كما في قوله يسألونك عن الخمر والميسر. ويسألونك عن ونحو ذلك ولما كانت المسائل المنهي عنها مذمومة قد تصل بصاحبها للكفر قال ومن يتبدل الكفر بالايمان فقد ضل سواء السبيل. الاية ام تريد بدون ان تسألوا رسولكم ولم يذكر ما هو المسؤول عنه ان تسألوا ماذا لم يذكر ليعم كل سؤال لا يراد من ورائه العلم والعمل يعني ما ذكره الشيخ هو خاص لكن الصواب ان المعمول حذف ليدل على العموم فكل سؤال ليس من وراء ذلك علم وعمل منهي عنه سوالف يرد منه التعنت سؤال اختبار سؤال تزلف سؤال ايا كان. نعم. قال رحمه الله ثم اخبر عن حسد كثير من اهله كتابي وانهم بلغت بهم الحال وانهم ودوا لو يردونكم من بعد ايمانكم كفارا وسعوا في ذلك وعملوا وعملوا المكائد وكيدهم راجعون عليهم كما قال تعالى وقالت طائفة من اهل الكتاب امنوا بالذي انزل على الذين امنوا وجه النهار واكفروا اخره لعلهم وهذا من حسدهم الصادر من عند انفسهم فامرهم الله مقالة من اساء اليهم غاية الاساءة بالعفو عنهم والصف حتى يأتي الله بامره ثم بعد ذلك ذلك اتى الله بامره اياه بالجهاد فشفى الله انفس المؤمنين منهم فقتلوا من قتلوا واسترقوا من استرقوا واجل واجروا من اجل واجلوا من اجلوا ان الله على كل شيء قدير ثم امرهم الله بالاستغفار بالوقت الحاضر باقامة الصلاة وايتاء الزكاة وفعل كل القربات ووعدهم انهم مهما فعلوا من خير فانه لا يضيع عند الله يجدونه عنده وافرا موفرا قد حفظه. ان الله بما تعملون بصير. قال رحمه الله في قوله الا من كان هودا او نصارى الايتين اي قال اليهود ليدخل الجنة الا من كان هودا وقالت النصارى ليدخل الجنة الا من كان نصارى فحكموا لانفسهم بالجنة وحدهم وهذا مجرد اماني غير مقبولة الا بحجة وبرهان. فاتوا بها فاتوا بها ان كنتم صادقين. وهكذا كل من ادعى دعوى لابد ان البرهان على صحة دعواه والا فلو قلبت عليه دعواه وادعى مدعى عكس ما ادعى بها برهان لكان لا فرق بينهما فالبرهان هو الذي صدقوا الدعاوى ويكذبها ولما لم يكن بايديهم برهان برهان علم كذبهم بتلك الدعوة. قال رحمه الله ثم ذكر تعالى البرهان العامة لكل احد فقال بلى اي ينس بينانيكم ودعاويكم ولكن من اسلم من اسلم وجهه لله اي اخلص لله اعماله متوجها اليه بقلبه وهو مع اخلاصه محسن في عبادة ربه بان عبده بشرعه فاولئك هم اولى. هم اهل الجنة وحدهم فلهم اجرهم من ربهم وهو الجنة ما اشتملت عليه من النعيم ولا غفور عليهم ولا هم يحزنون. فحصل لهم المرغوب ونجوا من المرهوب ويفهم منها ان من ليس كذلك فهو من اهل الهالكين فلا نجاة الا لاهل الاخلاص للمعبود والمتابعة للرسول. وقالوا لن يدخل الجنة الا من كان هودا او نصارى. علقوا النجاة بالاسم علقوا النجاة بالاسم والوصف والصواب ان النجاة مرهون بالعمل من اسلم وجهه لله وهو محسن فهذا تأكيد لاية اللي مرت معنا ان الذين امنوا والذين هادوا والنصارى والصابين من امن بالله واليوم الاخر وعمل صالحا. نعم قال رحمه الله في قوله تعالى وقالت اليهود ليست النصارى على شيء الاية وذلك انه بلغ باهل الكتاب والهوى والحسد الا ان بعض ومن ضلل بعضا وكفر بعضهم بعضا كما فعل الاميون فكل فرقة تضلل فرقة اخرى ويحكم الله في الاخرة بين المختلفين بحكمه العدل الذي اخبر به عباده فانه لا فوز ولا نجاة الا لمن صدق جميع الانبياء والموصين وامتثل اوامر ربه واجتنب نواهيه ومن عاداهم فهو هالك رحمه الله في المقصود المقصود ان الانسان اذا اراد ان يبين ظلال فرقة ان لا يهضمها ما عندها من الحق فكان الواجب على اليهود ان يقولوا ان النصارى ضلال في عدم علمهم. وكان الواجب على النصارى ان يقول ان اليهود ضلال في عدم عملهم بالعلم هذا الواجب فلاهل السنة لذلك اذا بينوا ظلال بعظ الفرق لا يفترون عليهم. ولا يزيدون عليهم. ويقولون الحق كما هو واقع. نعم قال تعالى ومن اظلم ممن منع مسألة الله ان يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها قال رحمه الله الى احد اظلم واشد جرما ممن على ساجد الله عن ذكر الله فيها واقامة الصلاة وغيرها من انواع الطاعات. وسعى من اجتهد وبذل وسعه في خرابها الحسي والمعنوي فالخراب الحسي وهدمها وتخريبها وتقديرها. والخراب المعنوي منع الذاكرين لاسم الله فيها وهذا عام لكل من اتصل بهذه الصفة فيدخل في ذلك اصحاب الفيل وقريش حين صدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها عام الحديبية والنصارى حين اخربوا بيت المقدس وغيرهم من انواع الظلمة الساعين في اخرابها محادة لله ومشاقة. فجازاهم الله بان منعهم دخولها شرعا وقدرا الا خائفين دليلهم الله فالمشركون الذين صدوا رسوله لم يلبث رسول الله صلى الله عليه وسلم الا يسيرا حتى اذن الله له من مكة ومنع المشركين من قربان بيته فقال تعالى يا ايها الذين امنوا انما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا واصحاب الفيل قد ذكر الله ما جرى عليهم النصارى سلط الله عليهم المؤمنين فاجزوهم عنه وهكذا كل من اتصف بوصفهم فلابد ان ينال ان يناله ان يناله قسطه وهذا من الايات العظيمة اخبر بها الباري قبل وقوعها فوقعت كما اخبر. واستدل العلماء بآية الكريمة على انه لا يجوز تمكين الكفار من دخول المساجد لهم في الدنيا خزي اي فضيحة كما تقدم ولهم في الاخرة عذاب عظيم. واذا كان لا اظلم ممن منع مساجد الله ان يذكر في اسمه فلا ايمانا من سعى في عمارة المساجد بالعمارة الحسية والمعنوية. كما قال تعالى انما يعمل مساجد الله من امن بالله واليوم الاخر بل قد امر الله تعالى برفع بيوته وتعظيمها وتكريمها. قال تعالى في بيوت اذن الله ان ترفع ذكر فيها اسمه. وهي مساجد احكام كثيرة يرجعها الى مضمون هذه الايات الايات الكريمة رحمه الله بقوله تعالى ولله المشرق والمغرب اي ولله المشرق والمغرب خصهما بالذكر لانهما محل الايات العظيمة في مطاعم وينظر بها فاذا كان مالكا لها كان مالكا لكل الجهات. فهي ما تولوا وجوهكم من الجهات اذا كان توليكم اياها بامره اما ان يأمركم استقبال الكعبة بعد ان كنتم مأمورين باستقبال بيت المقدس او تؤمرون بالصلاة في السفر على الراحلة ونحوها فان القبلة حيثما حيثما توجه العبد او تستدم القبلة فيتحرى الصلاة اليها ثم يتبين له الخطوين او يكون معدوما بصلب بصلب او مرض ونحو ذلك فهذه الامور اما ان يكون العبد فيها معدورا او مأمورا. وبكل حال فما استقبل جهة من الجهاد خارجة عن ملك ربه فثم وجه الله ان الله واسع فيه اثبات الوجه لله تعالى على الوجه اللائق به تعالى وان لله وجها لا تشبهه الوجوه. وهو تعالى واسع الفضل والصفات عين بسرائركم ونياتكم فمن فمن سعته فمن سعته وعلمه وسعت لكم الامر فمن سعته وعلمه ووسع لكم الامر. نعم. وقبل منكم مأمور فله الحمد والشكر. قال قال رحمه الله في قوله تعالى وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه وقالوا اي اليهود والنصارى مشركون وكل من قال ذلك اتخذ الله ولدا فنسبوه الى ما لا يليق بجلاله واساءوا كل الاساءة وظلموا انفسهم وهو تعالى صابر على منهم قد حلم قد حلم عليهم وعافاهم رزقهم مع تنفسهم اياه سبحانه وايت نزل وتقدس عن كل ما وصفه به المشركون والظالمون مما لا يليق فسبحان من له الكمال المطلق من جميع الوجوه الذي لا لا يعتريه نقص بوجه من الوجوه ومع رده لقوله مقام الحجة والبرهان على تنزيهه عن ذلك فقال بل له ما في السماوات والارض اي جميعهم ملكه وعبيده يتصرف فيهم تصرف المالك ابن مالك وهم قانتون له مسخرون تحت تدبيره فاذا كانوا كلهم عبيدهم مفتقدين اليهم وهو غني عنهم فكيف يكون منهم احد يكون له ولدا؟ والولد لابد ان يكون من جنس والديه لانه جزء هو الله تعالى المالك القاهر وانتم المملوكون المقهورون. وهو الغني وانتم الفقراء فكيف مع هذا يكون له ولد هذا من ابطل الباطل واسمجه قال رحمه الله والقنوط نوعان قنوت عم وهو قنوت الخلق كلهم تحت تدبير الخالق وخاص وهو قنوت العبادة. فالنوع الاول كما في هذه الاية والنوع الثاني كما في قوله تعالى قال وقوموا لله طائفين. ثم قال بديع السماوات والارض اي خالقهما على وجه قد اتقنهما واحسنهما على غير مثال سبق. واذا قضى امر فانما يقول له كن فيكون فلا يستعصي عليه ولا يمتنع منه قال في قوله تعالى وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله او تأتينا اية الايتين اي قال الجهلة من اهل الكتاب وغيرهم هلا يكلمنا الله كما رؤوسنا وتأتينا اية يعنون ايات الاقتراح التي يقتنعونها بعقولهم الفاسدة. وارائهم الكاسدة التي تجرؤوا بها على الخالق واستكبروا على رسله لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة يسألك اهل الكتاب ان تنزل عليهم كتابا من السماء فقد سالوا موسى اكبر من ذلك الاية وقاموا ما لهذا الرسول يأكلوا الطعام ويمشي في الأسواق لولا انزل اليه ملكا فيكون معه نذيرا او يلقى اليه كنز او تكون له جنة يأكل منها الايات وقوله وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الارض ينبوعا الايات. فهذا دأبهم مع رسلهم يطلبون ايات التعنت لايات الاسترشاد يكن قصدهم تبين الحق فان الرسل قد جاءوا من الايات بما يؤمن على مثله البشر ولهذا قال تعالى قد بينا الايات لقوم يوقنون فكل موقن فقد عرف من ايات الله باهرة وظوانه الظاهرة ما حصل له به اليقين واندفع عنه كل شك وغيب. ثم ذكر تعالى بعض ايات موجزة مختصرة جامعة لايات الدالة على صدقه صلى الله عليه وسلم وصحة ما جاء به فقال ما ارسلناك بالحق بشيرا ونذيرا فهذا مستند مع الايات التي جاء بها وهي ترجع الى ثلاثة امور. الاول في نفس ارساله والثاني في سيرته وهديه وذله في معرفة ما جاء به من القرآن والسنة. فالاول والثاني قد دخل في قوله انا ارسلناك والثالث دخل في قوله بالحق. وبيان الامر الاول وهو نفس ارساله انه قد علم وقد علم الله وقد علم ان الله تعالى لم يخلق خلقه اسدا ولم يتركهم هملا انه حكيم عليم قدير رحيم. فمن حكمته ورحمته بعباده ان ارسل هذا الرسول العظيم يأمرهم بعبادة الرحمن وحده لا شريك له فبمجرد رسالتي يعرف العاقل صدقه. وهو اية كبيرة على انه رسول الله اما الثاني فمن عرف النبي صلى الله عليه وسلم معرفة تامة وعرف سيرته واهدهم قبل البعثة ونشوءه على اكمل الخصال ثم ثم من بعد ثم من بعد ذلك قد واخلاقه العظيمة الباهرة للناظرين فمن عرفها وستر احواله عرف انها لا تكون الا الاخلاق الا اخلاق الانبياء الكاملين لانه تعالى جعل الاوصاف اكبر دليل على معرفة اصحابها وصدقهم وكذبهم واما الثالث فهو معرفة ما جاء به صلى الله عليه وسلم بالشرع العظيم والقرآن الكريم المستمع للاخبارات الصادقة والاوامر الحسنة والنهي عن كل قبيح والمعجزات الباهرة فجميع الايات تدخل في هذه الثلاثة. ورحمه الله قوله بشيرا اي اي لمن اطاعك بالسعادة الدنيوية والاخروية نذيرا لمن عصاك بالشقاوة والهلاك الدنيوي والاخروي ولا تسأل عن اصحاب الجحيم. اي لست مسؤولا عنهم انما عليك البلاغ وعلينا حساب ورحم الله في قوله تعالى ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم الاية يخبر تعالى رسوله انه لا يرضى منه اليهود ولا النصارى الا اتباعه دينهم لانهم دعاة الى الدين الذي هم عليهم يزعمون انه يدافع لهم ان هدى الله الذي ارسلت به هو الهدى واما ما انتم عليه فهو الهوى بدليل قوله ولن اتبعت اهواءهم من بعد ولئن اتبعت اهواءهم بعد الذي جاءني من العلم مالك من الله ولي ولا نصير فيه النهي بعظهما اتباع هوى اليهود والنصارى والتشبه بهم بما يختص به دينهم. والخطاب وان كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم فان امته داخلة في ذلك ان الاعتبار بعموم المعنى لا بخصوص مخاطب كما ان العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب. هذه فائدة لطيفة يعني تفيدونها الى فوائدكم. الاعتبار لعموم المعنى لا بخصوص المخاطب اذا امكن التعميم واما العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب فهذه قاعدة اخرى فاجتمعت عندنا قاعدتان الاعتبار بعموم المعنى لا بخصوص المخاطب. فكل خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم او لغيره من الانبياء اذا لم يكن دليل التخصيص فهو عام في المعنى. نعم ثم قال تعالى الذين اتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته اولئك يؤمنون به الايات يخبر تعالى ان الذين اتاهم الكتاب ومن عليهم به من منة مطلقة انهم يتلونهم حق تلاوة ان يتبعونه حق اتباعه وتلاوة الاتباع فيحلون حلاله ويحرمون حرامه ويعملون بمحكمه ويؤمنون بمتشابهه وهؤلاء هم السعداء من اهل الكتاب الذين عرفوا نعمة الله وشكروها وامروا بكم الرسل وان يفرقوا بين احد منهم فهؤلاء هم يؤمنون حقا لا من قال منهم مؤمن بما انزل علينا ويكفرون بما وراءه ولهذا توعدهم بقوله ومن يكفر به فؤلائك هم الخاسرون وقد تقدم تفسير الاية التي بعدها ثم قال تعالى واذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فاتمهم الايات يخبر تعالى عبده وخليله ابراهيم عليه السلام المتفق على امامته وجاءته الذي كل من الذي كل من طوائف اهل الكتاب تدعيه بل وكذلك المشركون ان الله ابتلاهم وامتحنهم بكلمات اي باوامر ونواه كما هي عادة الله لعباده ليتبين الكاذب الذي لا يثبت عند الابتلاء وامتحان وامتحان من الصادق الذي ترتفع درجته ويزيد ويزيد قدره ويسكو عمله ويخلص لا يخلص ده ذهابه. ويخلص ذهبه وكان من اجلهم في هذا المقام الخليل عليه السلام فاتم ما ابتلاه الله به واكمله ووفاه. فشكر الله فستر الله له ذلك ولم يزل الله شكورا فقال اني جاعلك للناس اماما. اي يقتدون بك في الهدي ويمشون خلفك الى سعادتهم الابدية ويحصل لك الثناء الدائم والاجر الجزيل والتعظيم من كل احد. وهذا لعمر الله افضل درجة تنافس فيها المتنافسون واعلى مقام شمر اليه العاملون. واكملوا التي ان حصلها اولو العزم من المرسلين واتباعهم من كل صديق متبع لهم داع الى الله والى سبيله. فلما ارتبط ابراهيم بهذا المقام وادرك هذا طلب ذلك لتعلو درجته ودرجة ذريته وهذا ايضا من امامته ونصحه لعباد الله ومحبته ان يكثر ان يكثر فيه المفسدون قالوا اليوم حتى تبغوا مما تحبون فكل هؤلاء الملا تنال على حبه. ثم ذكر المنفق عليهم اولى الناس ببرك واحسانك من الاقارب الذين تتوجعون والقول على حسب قربهم وحاجتهم. ومن اليتامى الذين هذه الهمم العالية والمقامات السامية فاجابه الرحيم اللطيف واخبر بالمانع من نيل هذا المقام فقال لا ينال عهدي الظالمين اي لا ينال الامامة في الدين من ظلمه غضبنا واحب قدرنا لمنافاة الظلم لهذا المقام فانه مقام الته الصبر. الصبر واليقين فانه مقام الة الصبر واليقين ونتيجة ان يكون صاحبه على جانب عظيم من الايمان والاعمال الصالحة والاخلاق الجميلة والشمائل السديدة. والمحبة التامة والخشية والانابة فاين الظلم وهذا المقام وذل مفهوم الاية عنا غير الظالم سينال الامامة ولكن ولكن عتيانه باسبابها ثم ذكر تعالى نموذجا باقيا دالا على امامة ابراهيم وهو هذا البيت الحرام الذي جعل قصده ركنا من اركان الاسلام وفيه من اثار الخيل وذريتهما ما عرف به امامة وتذكرت به حالته فقال واذ جعلنا البيت مثابة للناس اي مرجعا يتوبون اليه بالحصول منافعهم الدية والدنيوية يترددون اليه ولا يقضون منه وطنا وجعله امنا يأمن به كل واحد حتى الوحش وحتى الجمادات كالاشجار. ولهذا كانوا في الجاهية على ستهم يحترمونه وسد الاحترام احدهم قاتلانه في الحرم فلا يهجى فلا يهيجه. فلما جالس الاسلام زاده حرمة وتعظيما وتشريفا وتكريما. واتخذوا من مقام ابراهيم من صلى يحتمل ان يكون المراد يحتمل ان يكون المراد بذلك المقام المعروف الذي قد المعروف الذي قد جعل الان مقام الذي قد جعل الان مقابل باب الكعبة المراد بهذا ركعتا الطواف يستحب ان تكون خلف مقام ابراهيم وعليه جمهور المفسرين. ويحتمل ان يكون المقام مفردا مضافا فيعم جميع مقامات ابراهيم في الحج وهي المشاعر ونطوى في وسائل الوقوف بعرفة ومزدلفة ورمي الجمرات ورمي الجمار والنحر وغير ذلك من افعال الحج فيكون معنى قوله مصلى اي معبدا اي اقتدوا به في شعائر الحج ولعل هذا المعنى اولى لدخول المعنى الاول فيه واحتمال اللفظ له؟ لا شك ان المعنى الثاني هو الاولى لان المقام مفرد مضاف. نعم. لانه لو كان اراد المعين لقال واتخذوا من من مقام من مقامي لابراهيم مصلى. عرفه نعم قال وعدنا الى ابراهيم واسماعيل اي اي اوحينا اليهما وامرناهما بتطهير بيت الله من الشرك والكفر والمعاصي والرجس والنجاسات والاقدار لكل الطائفين فيه والعتفين والركاء سوء اي المصلين قدم الطواف لاختصاصه بالمسجد الحرام ثم الاعتكاف لان من شرطه المسجد مطلقا ثم الصلاة مع انها افضل لهذا المعنى مرضات البال البيت واضاف الباري البيت اليه في فوائد منها ان ذلك يقتضي شدة اهتمام ابراهيم واسماعيل بتطهيره لكونه بيت الله وسعهما في ذلك ومنها ان الاضافة تقتضي التشريف والاكرام ففي ضمنها امر امر عباده بتعظيمه وتكريمه ومنها ان هذه الاضافة السبب الجانب للقلوب اليه قال واذ قال ابراهيم ربي اجعل هذا بلدا امنا وارزق اهله من الثمرات الاية اي واذ دعا ابراهيم هذا البيت ان يجعله الله بلدا امنا ويرزق اهله من انواع الثمرات ثم قيد عليه السلام وهذا الدعاء للمؤمنين تأدبا مع الله. اذ كان دعاءه الاول فيه الاطلاق فيه مقيدا بغير الظالمين فلما دعا لهم برزقه قيده بالمؤمن وكان وكان رزق وكان رزق الله شامل المؤمن والكافر والعاصي والطاعن قال تعالى ومن كفر اي ارزقهم كلهم مسلماهم وكافرهم اما المسلم فيستعين برزقه على عبادة الله ثم ينتقل منه الى نعيم الجنة. واما الكافر فيتمتع فيها قليلا ثم مكرها الى عذاب. اي اجيبه اخرجه مكرها. مكرها الى عذاب النار وبئس المصير. قال تعالى ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل ربنا تقبل منا الايات اي واذكر ابراهيم واذكر ابراهيم اي واذكر ابراهيم واسماعيل في حالة رفعهما القواعد من الاساس واستمرار واستمرارهما على هذا العمل العظيم. وكيف كانت حاله حالهما من الخوف والرجاء حتى انهما مع هذا العمل دعوا الله ان يتقبل منهما عملهما حتى حتى يجعل فيه النفع النفع العميم علمناها على وجه الاراءة يكون ابلغ. يحتمل ان يحتمل ان يكون المراد بالمناسك اعمال الحج كلها كما يدل عليه السياق والمقام. ويحتمل ان يكون واعلم من ذلك هو الدين كله والعبادات كلها كما يدل عليه عموم اللفظ لان التعبد. ولكن ولكن غلب على متعبدات الحديث تغليب ولكن غلب على متعبدات الحديث تغريبا عرفيا فيكون حاصل دعائهم يرجع الى التوفيق للعلم النافع والعمل الصالح ولما كان العبد مهما كان لا بد ان يعتريه التقصير ويحتاج ويحتاج الى التوبة قال وتب علينا انك انت التواب الرحيم. ربنا وابعث فيهم اي في ذريتنا رسولا منهم ليكون ارفع لدرجتهما ولينقادوا له ويعرفوه حقيقة المعرفة. يتلو عليهم اياتك لفظا وحفظا وتحفيظا. ويعلمهم الكتاب الحكمة معنى نزكيه بالتربية على الاعمال الصالحة والتبري من الاعمال الرضية التي لا تزكوا النفس معها انك انت العزيز اي القاهر لكل شيء الذي لا يمتنع على قوته شيء الحكيم الذي يضع نفسها في مواضعها فبعزتك وحكمتك ابعث فيهم هذا الرسول فاستجاب الله لهما فبعث الله هذا الرسول الكريم الذي رحم الله به ذريته وسائر الخلق عامة ولهذا قال عليه الصلاة والسلام انا دعوة ابي ابراهيم ولما عظم الله ابراهيم ولما عظم الله ابراهيم وهذا التعظيم واخبر عن صفاته الكاملة قال تعالى ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفي نفسه الايات. اي من غضب عن ملة ابراهيم بعد ما عرف من فضله الا من سفي نفسه اي جهلها وامتنع ورضي لها بالدون وباعها بصفة المضمون كما انه لا ارشد وائتون ممن رجم في ملة ابراهيم ثم اخبر عن حالته في الدنيا والاخرة فقال ولقد اصطفيناهم في الدنيا اي اخترناهم ووفقناهم للاعمال التي صار بها من وفينا خيار؟ وانه في الاخرة من الصالحين الذين لهم اعلى الدرجات. اذ قال له ربه اسلم قال امتثال ربه اسلمت لرب العالمين اقناع الصلاة وتوحيدا ومحبة وانابة فكان التوحيد لله نعتوه. ثم ورث ثم ورثه في ذريته ووصاهم به وجعلها كلمة باغية في عقبه فيهم حتى وصلت يعقوب فانتم يا بني يعقوب قد وصاكم قد وصاكم ابوكم بالخصوص فيجب عليكم كمال الانقياد واتباع خاتم الانبياء. قال يا بني يا بني ان الله اصطفى لكم الدين اي اختارهم لكم رحمة بكم واحسان اليكم فقوموا واتصفوا بشرعه فقوموا به وتصفوا بشرائعه وانصرفوا باخلاقه حتى تستمروا على ذلك فلا يأتيكم الموت الا وانتم عليه ان من عاش على شيء مات عليه ومن مات على شيء بعث عليه. واما كان يزعمون انهم على ملة ابراهيم وهم بعده يعقوب قال تعالى منكر عليهم انتم شهداء حضورا اذ حضر يعقوب الموت ومقدماته واسبابه فقال بنيه على وجه الاختبار ما وصاهم به. ما فقالوا نعبد الهك واله اباك ابراهيم واسماعيل واسحاق اله واحدا فلا نشرك به شيء ولا نعدل به ونحن له مسلمون فجمعوا والعمل ومن يعلم بانهم لم يحضروا يعقوب. لانه لم يوجد هم يوجد بعد فاذا لم يحضره فقد اخبر الله عنه انه وصى بني بالحنيفية اليهودية ثم قال تلك امة قد خلت اي نظف لها ما كسبت ولكم ما كسبتم اي كل له عمله وكل سيجازى بما فعله لا يؤاخذ احد بذنب احد ولا ينفع احد احدا الا ايمانه وتقواه فاستغانكم به وادعائكم انكم على ملتهم والرضا بمجرد القول امر فارغ لا حقيقة له بل الواجب من تظهر حالتكم التي انتم عليها؟ هل تصلح للنجاة ام لا قال وقانون كونوا هدى او نصارى تهتدون الاية اي دعا كل من اليهود والنصارى والمسلمين الى الدخول في دينهم زاعمين انهم هم مهتدون وغيرهم ضال القلب. قلل قل له مجيبا قل له مجيبا جوابا شافيا بل نتبع ملة ابراهيم حنيفا. اي مقبلا وان يعرض عن ما سواه مقام بالتوحيد تارك للشرك والتدين فهذا الذي في اتباعه الهداية وفي الاعراض عن ملة الكفر والغواية. احسنت بارك الله فيك. القراءة مع الشيخ عبد السلام سعيد. ولابد ايها الاخوة ان ننتبه القواعد التي يذكرها الشيخ وقد ذكرها في المقدمة وفي القواعد الحساب فانها نافعة ومفيدة لطالب العلم. نعم قال رحمه الله تعالى وقول الله تعالى قل امنا بالله وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل الاية. هذه الاية الكريمة قد اشتملت على جميع ما يجو الإيمان به واعلم ان الإيمان الذي هو تصديق القلب التام بهذه الأصول واقرارهم وتضمن اعمال القلوب والجوارح يدخل فيه الإسلام وتدخل فيه الصالحات كلها فهي من الايمان واسر من اساره فحيث لمن دخل فيه ما ذكر وكذلك الاسلام اذا انت قد دخل فيه الايمان فاذا قلنا بينهما كان لما في القلب من الاقرار والتصديق. والاسلام اسما للاعمال الظاهرة وكذلك اذا جمع بين الايمان والاعمال الصالحة. وقوله تعالى بالسنتكم متواطئة علينا قلوبكم وهذا هو القول التام المترتب عليه الثواب والجزاء فكما ان النفق باللسان بدون اعتقاد القلب نفاقا وكهرب القول الخالق من العمل عمل من طلب عديم التأثير قليل الفائدة. وان كان العبد يؤجر عليه اذا كان خيرا معه اصلا. لكن فرق بين القول المجرد نفترض به عمل القلب وفي قوله قولوا اشارة الى الاعلان بالعقيدة والصدع بها والدعوة الى غير اصل الدين واساسه وفي قوله امنا ونحوه مما صدور الفعل منسوب الى جميع الامة اشارة الى انه يجب على الامة الاعتصام بحبل الله جميعا وحث على الائتلاف حتى يكون داعيا واحدا وعمله متحدا لله على الافتراق وفيه ان المؤمنين كالجسد الواحد. وفي قوله قولوا امنا بالله الاخرين دلالة على جواز اضافة الانسان الى نفسه الايمان على التقييد بل على وجوب ذلك بخلاف قوله نؤمن ونحوه فانه ليقال لا مقرونا بالاستثناء من مشيئته ما فيه من تزكية النفس والشهادة على النفس بالايمان فقوله امنا بالله اي بانه واجب الوجود واحد احد متصل بكل صفة كمال منزه عن كل نقص وعين مستحق لافراده بالعبادة كلها وعدم الاشراك به في شيء منها بوجه من الوجوه وما انزل الينا يشمل القرآن والسنة لقوله تعالى وانزل الله عليكم الكتاب والحكمة يدخل فيه الايمان بما تضمنه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم صفات المال وصفات رسله واليوم الاخر والغيوم الماضية والمستقبلة والايمان بما تضمنه ذلك من الاحكام الشرعية العبرية واحكام الجزاء وغيرها وما انزل الى ابراهيم الى خلايته الايمان بجميع الكتب المنزلة على جميع الانبياء والايمان بالانبياء عموما خصوصا ما نص عليه في الايات لشرفهم ولاتيانهم بالشرائع الجبار فالواجب فالايمان بالانبياء والكتب ان يؤمن بهم على وجه العموم والشمول ثم ما عرف منهم بالتفصيل وجب الايمان به مفصلا وقوله لا يفرق بين احد منهم اي بل نؤمن بهم كلهم هذه خاصية المسلمين التي طردوا بها عن كل من يدعي انه على دينه فاليهود والنصارى والصابون وغيرهم وان زعموا انهم فانهم يكفرون بغيره فيفرقون بين الرسل والكتب بعضها يؤمنون به وبعضها يكفرون به وينقض تكذيبهم تصديقهم ان الرسول الذي زعموا انهم قد امنوا به قد صدق سائر الرسل وخصوصا محمدا صلى الله عليه وسلم فاذا كذبوا محمدا فقد كذبوا رسولهم وقد كذبوا رسوله فيما اخبرهم به فيكون كفرا برسولهم. وفي كلهم اوتي النبيون من ربهم دلالة على ان عطية الدين هي عطية حقيقية متصلة السعادة الدنيوية للقروية لما لم يأمرنا ان نؤمن الموت الانبياء من الملك والمال ونحو ذلك بل امرنا ان نؤمن بما اعطوا من الكتب والشرائع وفينا الانبياء مبلغون بعين الله وصاياه بين الله وبين خلقه في تبليغ دينه ليس له من الامر شيء. وفي قوله من ربه بشارة الى انه من كمال الربوبيته لعباده ان ينزل عليهم الكتب ويرسل اليهم رسل فلا تقتضي ربوبيته وتركهم سدا وهملا. واذا كان ما اوتي النبيون انما هو من ربهم فيه فرق بين الانبياء من يدعي النبوة وانه يعصي الرقبة انه بمجرد معرفة ما يدعون اليه فالرسل لا يدعون الا لخير. ولا ينهون الا عن كل شر وكل واحد منهم يصدق الاخرين وهو يشهد له بالحق من غير تخالف ولا تناقض لكوني من عند ربهم. فلو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا وهذا بخلاف من ادعى النبوة فلابد ان تناقضوا في اخبار موامرهم ونواهيهم كما يعلم ذلك من سبق احوال الجميع. وعرف ما يدعون اليه فلما بين تعالى جميع ما يؤمنوا به عموما وخصوصا وكان قول عن العمل قال ونحن لهم مسلمون. اي خاضعون لعظمتهم قادون لعبادته باطن وظاهرا ومخلصون له العبادة بدليل تقديم المعمول وهو له على المسلمون فقد اشتملت هذه الاية الكريمة على انجازها واختصارها على انواع التبريد الثلاثة من روية توحيد الالوهية وتوحيد الاسماء والصفات واشتملت على الايمان الدال على الفضل بعد التعميم وعلى التصديق بالقلب واللسان والجوارح والإخلاص لله في ذلك والفرق بين الرسل الصادقين ومنتهى النبوة من الكاذبين وعلى تعليم الباري عبادة وكيف يقولون ورحمتي واحساني عليهم بالنعم الدينية المتصلة بسعادة الدنيا والاخرة وسبحان من جعل كتابه تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون قال تعالى فان امنوا مثل ما امنت به فقد اهتدوا الاية اي فيما من كتاب ثم امنت به يا معشر المسلمين بجميع الرسل وجميع الكتب الذين من اول الذين اول من دخل فيهم واولى خاتمهم وافظل محمدا صلى الله عليه وسلم القرآن اسلم لله وحده ولم يفرق بين احد من الرسل فقد اهتدوا. فقد اهتدوا للصراط المستقيم الموصل الى جنات النعيمين فلا سبيل له من الهداية الا بهذا الايمان. لا كما زعموا بقولهم كونوا هود والنصارى منذ بداية الخاصة بما كانوا عليه الهدى هو العلم بالحق والعمل به والضوء والضلال على العلم والضلال عن العمل بعد العلم والشقاق الذي كانوا عليه. وهو الشقاق الذي هو الذي يكون في شق والله ورسوله ويلزمه بشاقة محادة والعداوة البليغة التي من لوازمها مثل ما يقدرون عليه من اذية الرسول فلهذا وعد الله رسوله ان يكفيه اياهم لانهم سمعوا لجميع اصوات اختلاف اللغات على كثير من حاجات العليم ما بين ايديهم وما خفى من الغيب والشرك بالظاهر والمواطن فاذا كان كذلك كفاك الله شرهم وقد انجز الله لرسوله وعدا وسلطه عليهم حتى قتل بعضهم سبا بعضهم والا بعضهم رمضان كله مشرد ففيه معجزة من معجزات القرآن والاخبار بشيء قبل وقوعه فوقع طبق ما اخبر. صبغة الله ومن احسن من الله صبغة ونحن وعابدون يلزموا صفات الله وهو دينه وقو به قياما التام بجميع اعماله الظاهرة الباطنة وجميع عقائده بجميع الاوقات حتى يكون لكم صفة وصفة من صفاتكم اذا كان صفة من صفات الموجب وذلك له من قيادة امره طبعا اختيار ومحبة وصار الدين طبيعة لكم منزلة الصبغ التام للثوب الذي صار له صفات فحصلت السعادة الدنيوية الاخروية لحث الدين على مكارم الاخلاق وحسن اعماله على الامور فلهذا قال على سبيل التعدي متقري للعقول الزكية ومن احسن من الله احسن صبغة من صبغته واذا اردت ان تعرف نموذج بين غيرها وبين غيرها من الصبغ فقس الشيء بضده ترى بعبد امن بربه ما نستطيع ان اثر معه خضوع القلب وانقياد الجوارح فلم يزل ان يتحلى بكل وصف حسن وفعل جميل وخلق كامل ونعت ويتخلى منك ويتخلى من كل وصف قبيح ورذيلة وعين. فوصفه الصدق في قوله وفعله والصباح وعفته والشجاعة القول والفعل محبة الله وحاله الاخلاص المعبود الاحسان لعبيده. فقسه بعبد كفر بربه وشرد عنه واقبل على غيره من المخلوقين فاتصل بالصفات القبيحة من الكفر والشرك والكذب والخيانة والكفر والخديعة وعدم العفة والاساءة والخبط في اقوال وافعاله. فلا اخلاص للمعبود ولا احسان لعبده فانه يضرك فهو ويتبين لك انما احسنوا صبغة من صبغة الله فيها. وفي ظمنه انه لا اقبح صبغة ممن صبر باي دينه هذه احسن ما قيل في معنى الصبغة ان المراد الدين. واما الصبغة الكونية وهي الالوان والطبايع فهذه لا يترتب عليها ذم ولا مدح ولذلك هنا ما بعده جاء المدح ومن احسن من الله صبغة فاذا المقصود بالصبغة الصبغة الدينية الشرعية نعم قال وفي قوله ونحن اصل الاخلاص والمتابعة لان العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من اعمال واقوال ظاهرة الباطنة ولا تكون كذلك حتى يشرعها الله على لسان رسوله والاخلاص ان يقصد العبد وجه الله وحده بتلك الاعمال في تقدير المعقول ينزل بالحصن وقال ونحن عابدون فاوصهم باسم الفاعلين دلالة على الثبوت والاستقرار ليدل على انتصارهم بذلك وكونه صار صغة لهم ملازما قوله تعالى ولا تحاجوننا في الله وربنا وربكم ولنا اعمالنا ولكم اعمالكم ونحن المخلصون المحاجة الى المجادلة بين اثنين فاكثر التعلق بالمسائل الخلافية حتى يريد نصرة قول من قال قول خصمك. فكل واحد منهما يتيز باقامة الحجة على ذلك المطلوب منها ان تكون بالتي هي احسن باقرب طريق يرد والضالين الحق والقضوا الحجة على المعاند ويوضح الحق ويبين الباطل. فان خرجت عن هذه الامور كانت امارة ومخاصمة لا خير فيها واحدث من الشر ما الكتاب يزعمون ان اولى بالله من المسلمين. وهذه مجرد دعوات تفتقر الى مروان ودليل فاذا كان رب الجميع واحدا ليس ربا لكم دوننا وكل منا ومنكم لو عملوا فاستوينا نحن وانتم بذلك هذا لا يجب ان يكون احد الفريقين اولى بالله من غيره. لان التفريق مع الاشتراك في الشيء من غير فرق مؤثر الدعوة باطلة متمازلين ومكابرته ظاهرة وانما يحصل التفضيل واخلاص لاعمال الله وحده. وانما يحصل التقدير باخلاص الاعمال الصالحة لله وحده هذه الحالة وصف المؤمنين وحده متعين انه اولى بالله من غير الله والاخلاص والطريق الى الخلاص. الاخلاص طريق الخلاص الاخلاص طريق الخلاص نسأل الله ان يرزقنا واياكم الاخلاص في القلوب ما هو الاخلاص في البطون تمر الاخلاص الناس مشتغلين فيه عند الفطور بس نعم قال فهذا هو الفرق بين اولياء الرحمن واولياء الشيطان والاوصاف الحقيقية التي يسلمها للمعقول ولا ينازع فيها الا كل من فيها للاية ارشاد لطيف طريقة المحادثة وانا الامور غنية على الجمع بين المتماثلين والفرق بين المختلفين قوله تعالى ام تقولون ان ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب الاسباط كانوا هودا ونصارى اية وهذه دعوة اخرى منهم حاجة برسول الله زعموا انهم اولى بهؤلاء الرسل مذكورين بالمسلمين فرد الله عليهم بقوله انتم على مؤمن الله فالله يقول فكان ابراهيم يهودي ولا نصرانيا ولكن كان حديث المسلم وما كان من المشركين هم يقومون بل كان ونصرانيا فاما ان يكونوا الصادقين العالمين او يكون الله تعالى والصادق العالي في ذلك فهذه الامرين متعين لا محالة وسورة الجوال ضمنه في غاية حتى انه من وضوحه لم يحتج ان يقول بل الله اعلم واصدق. ونحو ذلك لاجلائه لكل احد كما اذا قيل الليل انور انور ومنها والنار وحرم الماء والشرك احسن ومن التوحيد ونحو ذلك. وهذا يعرفه كل من لهوى ادنى عنه حتى انهم بانفسهم يعرفون ذلك ويعرفون ان ابراهيم وغيره من لم يكونوا هودا ولا نصارى واهل العلم وهذه الشهادة لهذا كان ظنهم اعظم الظلم. ولهذا قال تعالى من كتب شهادة عنده من الله عندهم مودعة من الله لا من الخلق ويقتضي الاهتمام باقامتها جمع بين كتف الحق وعدم النطق به واظهار الباطل والدعوة اليه ان هذا اعظم الظلم. بلى والله وسيعاقبه علي اشد العقوبة من هذا؟ قال وما الله بغافل عما تعملون بل قد احصى اعمالهم وعدها وادخر جزاءها فبئس الجزاء جزاء وبئست النار مثوى للظالمين. وهذه طريقة القرآن في ذكر العلم والقدرة عقب الايات الاعمال التي يجازى عليها فيفيد ذلك الوعد والوعيد والترهيب. ويفيد ايضا ذكر اسمائه الحسنى بعد الاحكام ان الامر الديني والجزائي اثر من اثارها وموجئ من موجباتها وهي مقتضية له ثم قال تعالى تلك امة قد خلتها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون تقدم تفسيرها وكررها لغة التعلق بالمخلوقين وان المعول عليهم اتصل به الانسان لا عمل سلفي وابائي فالنفع الحقيقي بالاعمال لا المجرد للرجال. نسأل الله ان يعينا ويبارك لنا في الوقت حتى ننهي جزء سيقول. قولوا امين نعم قوله تعالى سيكون صفاء من الناس الايات قد اشتملت الاية على معجزة وتسلية وتطمين قلوب المؤمنين واعتراض وجوابه بثلاث وصفة معترض بصفة المسلم لحكم الله دينه فاخبر تعالى انه سيتم نصفها من الناس وهم الذين لا يعرفون مصالح انفسهم بل يضيعونها ويبيعونها بابخسك منهم اليهود والنصارى وما اشواهم المعترضين على احكام الله وشرعه وذلك للمسلمين جنوبنا لاستقبال بيت المقدس مدة مقامه بمكة. ثم بعد الهجرة ثم بعد هجرة المدينة الحسنة ونصف لما. لما لله تعالى في ذلك من الحكم التي سيشير الى بعضها وكانت حكمة تقتضي يوم استقبال الكعبة فاخبر منه لابد ان يقول السفهاء من الناس مولاهم التي كانوا عليها وهي استقبال اي شيء صلبوا عنه في ذلك الاعتراض على حكم الله وشرع الفضل واحسانه فسلاهم واخبر بوقوعه وانه انما يقع ممن اتصل في السفه قليل العقد والديانة فلا تبالوا بهم اذ قد عني مصدر هذا كلام العقل ولا يبالي باعتراض السبيل ولا يلقي له ذكر ودلت الاية على انه لا يعترض على احكام الله لا يعترض راه كاملة الى سبيل الله معاندا واما الرشيد المؤمن العقل فيتلقى احكام ربه بالقبول والقيادة والتسليم كما قال تعالى وما كان لمؤمن ولا مؤمنة الا قضى الله ورسوله امر ان يكون لهم خيرة وقال فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم الاية وقال انما كان القوم المؤمنين اذا دعوا الى الله ورسوله يحكم بينما يقولوا سمعنا واطعنا وقد بقوله السفهاء ما يغني عن رد قولهم وعدم المبالاة به ولكنه تعالى مع هذا لم يترك هذه الشبهة حتى زالها وكشف عما سيعرض مما تعرض لبعض القلوب من اعتراضها. فقال تعالى قل له مجيبا لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء الى صراط مستقيم. اي فاذا كان المشرق والمغرب جهة خارجية من ملكه ومع هذا يهدي من يشاء الى صراط مستقيم من هدايتكم الى هذه الجملة التي ابراهيم. فلاي شيء يعترض المعتدل بتوليتكم قبلة داخلة تحت ملك الله لم تستقبلوا جهة ليست ملك لله فهذا يدعو التسليم لامره بمجرد ذلك فكيف وهو من فضل الله عليكم هدايته واحسانه ان هداكم لذلك فلنعترض عليكم معترض على فضل الله حسدا لكم وبنى ولما كان قوله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم مطلقا والمطلق اوجبتها حكمة الله تعالى وقد اخبر بغير المؤمن كتابه في اسباب هداية التي اذا اتى بها العبد كما قال تعالى يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام. ذكر في هذه الاية السبع مدير هداية هذه الامة مطلقا بجميع انواع الهداية ومنة الله عليها وما الانبياء كاليهود بان امنوا بهم كلهم عدوة لا يكفي ذلك وسط من شريعة اليهود ولا تهاون النصارى كاليهود الذين لا تصح صلهم الصلاة الا في بيعهم وكناسي ولا طوروا ولا يطهرهم الماء من النجاسات وقد حرمت عليهم طيبات عقوبتنا ولكن نصارى الذين لا ينجسون شيئا ولا يحركون شيئا بل اباحوا ما دب ودرج. بل طهارتهم اكمل طهارة واتمها واباحوا الله الطيبات بالمطاعم والمشارب والملابس والمناكير وحرم عليهم من الخبائث مثله. وحرم عليهم الخبائث من ذلك بلاد الامة من الدين اكملهم من اخلاق اجلها ومن اعمال الله تعالى بالعلم والعلم والعدل والاحسان ما لم يهبوا لامة سواها. فلذلك كانوا امة وسطا كاملين معتدلين ليكونوا شهداء على الناس بسبب عدالتهم وحكمهم يحكمون على الناس ولا يحكم عليهم غيرهم. فما شهدت له هذه الامة بالقبول فهو مقبول وما شهدت له بالرد فهو مردود. فان قيل كيف يقبل على الغيب والحال وان كل المختصين غير مقبول قول بعضهم على ما قيل انما لم يقبل قول احد المتخاصمين لوجود التهمة اذا انتفت التهمة وحصلت العدالة التامة كما في هذه الامة عندنا المقصود الحكم بالعدل والحق وشق ذلك العلم والعدل وهوما موجودان في هذه الامة فقبل قولها فان شك الشاة بفضلها وطلب مزكيا لها فهو اكبر فضل نبيهم صلى الله عليه وسلم فلهذا قال تعالى ويكون الرسول عليكم شهيدا من شهادة اهل امتي على غيرهم انه اذا كان يوم القيامة وسألوا الله المرسلين عن تبليغ الامم والامم المكذبة عن ذلك وانكر ان الانبياء بلغت مستشهد الانبياء بهذه الامة وزكاها نبيها النبي صلى الله عليه وسلم يزكي الشهود من هذه الامة ولا يزكي رسول الله صلى الله عليه وسلم الا من كان عالما متبعا نسأل الله ان يجعلنا منهم نعم قال وفي الاية دليل على ان اجماع هذه الامة حجة قاطعة وانه معصوم على خطأ الاخلاء بقوله وسطا فلو قدر اتفاق على الخطأ لم يكون وسطا لله في بعض الامور ولقوله شهداء على انهم اذا شهدوا على يقتضي انهم اذا شهدوا على حكم ان الله احل وحرم وجبه فانها معصومة بذلك وفيها اشتراط العدالة الحكم والشهادات والفتية ونحو ذلك قوله تعالى وما جعلنا القبلة التي كنت عليها الا لنعلم من يتبع الرسول لا يقول تعالى رجعا القبلة التي كنت عليها وهي استقبال بيت المقدس اولا الا لنعلم اي علم ان يتعلق به الثواب والعقاب فلا فهو تعالى عنه فكل امور قبل وجودها. ولكن هذا العلم لا يعلق عليه ثوابا ولا عقابا لتمام عنده واقامة الحجة على عباده بل اذا وجدت ترتب عليها الثواب والعقاب شرعنا تلك القبلة لنعلم ونمتحن من يتبع الرسول ويأمر به فيتبع على كل حال. لانه عبد مأمور مدبر ولانه قد اخبر الكتب المتقدمة انه يستقيم الكعبة المفسد هو الذي مقصوده الحق مما يزيده ذلك ايمانا وطاعة للرسول. واما من انقلب على عقبه وعرض الحق واتبعه حق لا حقيقة لها. وان كانت اي صرفك عنها لكبيرة شاقة الا عن الذي بذلك رحمة الله عليهم وشكروا وقبولهم بالاحسان من حيث واقروا له بالاحسان حيث وجههم الى هذا البيت العظيم الذي فضله على سائر قال وجعل قصده ركنا من اركان الاسلام وهادما لذنوبنا ذهب لهذا خف عليهم ذلك وشق على ما سواهم وقال تعالى ما كان الله ليضيع ايمانكم وما ينبغي له ولا يليق به جعل من هم الممتنعات عليه فاخبر انه امتنع عليهم وفي هذا بشارة عظيمة لمن الله عليهم اسلام العباد بان الله سيحفظ عليهم ايمانهم فلا يضيع حفظ عن الضياع والبطلان بعصمته لهم عن كل مفسد او مزيل له نقص من المحن المقلقة ولهواء الصادق وحفظ بالتنمية وتوفيقهم بتنمية لهم وتوفيقهم لما يزداد به ايمانهم ويتوب به ايقانا فكما ابتداكم بان هداكم الايمان فسيحفظوا لكم ويتوب نعمته بتنمية وتنمية ادري وثوابته وحفظه من كل مكدر بل اذا وجدت المحن التي المقصود بها تبيين المؤمن الصادق بالكامل وكان فيها رجل عما قد يقال وفي هذا افتراظ عن وهو كأن في هذا احتراز عما قد قال ان قوله ما جعل القبلة التي كنت عليها الى معنى قد يكون سببا لترك بعض المؤمنين ايمانا فدفع هذا الامر لقوله وما كان الله ليضيع ايمانكم بتقديره لهذه المحنة او غيرها. ودخل في ذلك قبل تحويل الملك قبل وتحويل الكعبة فان الله لا يضيء. ضيعوا ايمانهم بكونهم يمتثلون الله وطاعة رسوله في وقتها وطاعة الله. وطاعة الله امتثال امره في كل وقت وقولوا ان الله بالناس لرؤوف رحيم شديد الرحمة بهم عظيم ورحمته بهم ان يتم عليهم نعمته التي ابتداهم بها وان ميز عنهم ما ادخر الايمان بلسانه وان وان امتحنه امتحانا زاد به ايمانه وارتفعت به درجة وان وجههم الى اشرف البيوت واجلها. قوله تعالى وجهك في السماء اية يقول الله لنبيه قد ارى تقلب وجهك في السماء كثرة جميع جهاته شوقا وانتظارا نزول الوحي باستقبال الكعبة وقالوا ولم يقل بصرك لزيادة اهتمامه لان تقريب الوجه مستلزم لتقريب المصاريف لنولينك لنوجهك ولولايتنا اياك قبلة ترضاها ان تحبها وهي الكعبة وفي هذا بيان لفضله وشرفه صلى الله عليه وسلم في زمن الله تعالى وسنة فيه رضاه ثم صلح له باستقبالها فقال فول لوجهك شطر المسجد الحرام والوجه استقبال الكعبة والصلوات كلها فرضها ونحرها وانه لا يمكن استقبال عينها والا فيكفي شطرها وجهتها لان الامر بالشهيد ان يعد الدين ولما ذكر تعالى فيما تقدم فلا دليل على ذلك من الكتاب غيرهم وذكر جواب ذكر هنا ان اهل الكتاب والعلم منهم يعلمون انك في ذلك على حق واضح لما في كتبه فيعترضون عنادا وبغيا. فاذا كانوا يعلمون بخطأ فلا تبالوا بذلك فان اللسان كانه مشتبها وكانوا ان يكون معهم صواب. فاما اذا تيقن ان الصواب مع المعترض عليه وانا معترض ومعارض عارف بطلان قوله فانه لا محال للمبالاة بل ينتظر المعتدل العقوبة الدنيوية والاخروية. فلهذا قال تعالى والله يحفظ عليهم اعمالهم ويجازيهم عليها وفيها وعيدهم للمؤمنين. قال تعالى الذين اوتوا الكتاب كل اية مات كالاية. كان النبي صلى الله عليه وسلم من كمال حرصه على هداية اذا كان من الكفار من تمرد عن امر الله واستكبر على رسل الله وترك الهدى عبدا وعدوانا فمنهم اليهود والنصارى اهل الكتاب والذين كفروا محمد على يقين لا عن جهل. فلهذا اخبر الله تعالى انك لو اوتيت الذين اوتوا الكتاب بكل اية بكل برهان ودين يوضح قولك ويميلوا ما تدعوا اليهما اي ما تبيعك لان اتباعك وشأن القبلة وانما كان له كذلك لانهم معاندون عرب حق وتركوا. فالايات انما تفيد وينتفع بعمل يتطلب حقه ومسلم عليه ان توضح الولايات بيناتها بعدم انتباه الحق فلا حيلة فيه وايضا فان اختلافهم فيما بينهم حاصل وبعضهم غير تابع الحمد لله يا جماعة فليس بغريب منهم بعد ذلك ان لا يتبعوا يا محمد وهم الاعداء حقيقة الحسدة وقوله ومات بتابع قبلة مبلغ القول ولا لا تتبع ان ذلك تضمن انه عليه الصلاة والسلام اتصف بمخالفته فلا يمكن وقوع ذلك منه. ولم يقل ولو اوتوا بكل اية لانهم لا دليل على قوله وكذلك يتبين الحق بادلة يقينية. لم يلزم الاتيان بادوية الشبه الواردة عليه لانه لا حد لها ولانه يعلم يعلم اهل العلم ان كل ما نافى الحق الواضح فهو باطل فيكون حل الشبه من باب التبرع ولئن اتبعت اهواهم انما قال هواهم ولم يقل دينهم لان ما هم عليه مجرد هوية حتى هم في قلوبهم يعلمون انه ليس بدين. ومن ترك الدين عنهما ولا محالة قال تعالى فرأيت من اتخذ الهوا قوله تعالى من بعد ما جاءك بالعلم انك على الحق وهم على الباطل انك اذا اتبعتهم فهذا احتراز لئلا الفصيلة هذه الجملة عما قبلها ولو في الافهاء ولو في الافهام لمن الظالمين داخل في مندرج في جملتهم واي ظلم اعظم من ظلم من علم الحق باطل فهزروا باطل على الحق. وهذا وان كان الخطاب له عليه الصلاة والسلام فان امته داخلة بذلك ايضا فاذا كانوا عليه الصلاة والسلام يفعل ذلك وحاشا صار ظالما معلو من مكتبته وكثرة انسانه فغيره من باب اولى واحرى. ثم قال تعالى كما يعرفون ابناء الكتاب فتروا عندهم عرفوا ان محمدا رسول الله وانما جاء به حقا وصد وتيقنوا ذلك فتيقنوا ابناءهم حيث لا يشتدون عليهم بغيرهم. فمعرفتهم بمحمد صلى الله عليه وسلم وصلت الى حد ما يشكون فيه ولا يغترون لكن فريقا منهم وهو اكثرهم الذين كفروا به وكتبوا هذه الشهادة مع وهم يعلمون ومن اظلم كتب شهادة عنده من الله في ظل ذلك سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين وتحذير لهم من شرهم وشبههم وفريق منهم لم يكتموا الحق وهم يعلمون فمنهم من امن به منك كفر به جهل. فالعالم عليه اظهار الحق والتبين والتزيين وبكل ما يقدر عليه من عبارة ومثال وغير ذلك. اعطاء الباطل وتمييزه عن الحق وتشييده وتقبيحه النفوس بكل طريق مؤد لذلك فهؤلاء الكاتبون عكسوا الامر قد انعكست احوالهم الحق من ربك يا هذا الحق الذي هو احق ان يسمى حقا بكل شيء لما اشتمل عليه ابن ابي طالب عليه كالاوامر الحسنة وتزكية بس يحث على تحسين مصالحها ودفع مفاسدها لصدوره من ربك الذي من جملة تربيته لك ان انزل عليك القرآن الذي فيه تربية العقول والنفوس وجميع المصالح فلا تكونن من الممترين اغلاق لك ادنى شك غريبة فيه بل تذكر به وتأمل حتى تصل بذلك الى اليقين لان التفكر فيه لا محالة دافع للشك موصل لليقين ولكل وجهة هو موليها لا يهي كل اهل دين وملة الله وجهة يتوجه اليها في عبادة وليس شأن استقبال الدولة فانه من الشرائع التي تتغير بها الازمنة والاحوال ويدخل والنقل من جهة الى جهة ولكن الشأن كل الشريك في انتهاء طاعة الله والتقرب اليه وطلبة فعندهم هذا عنوان السعادة منشور الولاية وهو الذي اذا لم تصل بالنفوس وحصلت لها الخسارة في الدنيا والاخرة كما انها اتصلت به فهي الرابحة على الحقيقة. وهذا هو امر متفق عليه في جميع الشرائع وهو الذي خلق الله له ربي والامر باستباق الخيرات قد انزل عن امري فعل الخيرات فان السباق لا يتهم في علا وتكملها وان ظهرها لاكمل احوال المبادرة اليها. ومن سبق في الدنيا الى الخيرات في الآخرة والجنات والسابقون على الخلق درجا وخيراته وجميع الفرج والنوافل من الصلاة وصيام لزكاة وحج وعمرة وجهاد ونفي متعد وقاصد. ولما انا اقوى ما يحث النفوس على المسارعة الى الخير وينشطها ما رتب ورتب عليها من الثواب. قال تعالى اينما تكونوا يأتي بكم جميعا ان الله على كل شيء قدير فيجمعكم يوم القيامة بقدرته فيجازي كل عمل بعمله ليجزي الذين اساءوا بما عملوا ويأتي الذين احسنوا بالحسنى ويستدل بها علينا الشريفة على ان الاتيان بكل فضيلة يتصف بها العمل في الصلاة في اول وقتها ومبادرته الى ابراء الذمة من الصيام والحج والعمرة واخراج الزكاة والاتيان بسنن العبادات وادابها فلله ما اجمعها وانفعها من اية المبادرة الى كل عمل هذه من سمات المؤمنين. وفيه فضائل لا تدرك مع من المتأخرين نعم المسجد الحرام فقال انه على سبيل التشهير الامتثال وما الله بغافل عما تعملون بل هو مطلع عليكم بجميع احوالكم وتادوا معه وراقب وامتثال عمره واتنام ويحل اعمالكم عنها وان شاء الله وقال هنا لان لا يكون الناس حجتنا ان شرعنا لكم استقبال الكعبة المشرفة ينقطع عنكم احتجاج الناس من الكتاب والمشركين لو بقيت مستقبلا لبيت المقدس لتوجهت عليهم عدة بين اهل الكتاب يجدون في كتابهم ان قبلته مستقرة الكعبة البيت الحرام يوشكون يرأون ان من مفاخرهم هذا البيت العظيم. وانهم من ملة ابراهيم وانه اذا لم يحتمل محمد صلى الله عليه وسلم تواجدنا نحوه حججهم وقالوا كيف يتعينون ومن ذريتي وقد ترك استقبال قبلته فباستقبال القبلة قامت الحجة على كتاب المشركين وقطعت حجتهم عليه الا من ظلم منه اي من احتج منه بحجة وهو ظالم بها وليس لها مستند الا اتباع الهوى والظلم فهذا لا سبيل الى اقناع والاحتجاج عليه. وكذلك لا معنى لجان الشبهة التي يريدونها على سبيل اختيار محل لها ولن يقالها بال. فلهذا قال تعالى فلا تخشوهم لان حجتهم باطلة والباطل كاسمي مخذول مخذول صاحبه صاحب الحق فان للحق صبرة وعزا يوجب خشيته فان للحق صولة وعز يوجب خشية من هو معه وامر تعالى بخشيته التي هي رأس كل خير فمن لم يخشى الله لم ينكف عن ولم يمتزل امره وكان صوت المسلمين للكعبة مما حصلت كبيرة اشاعها الكتاب والمنافقون والمشركون واكثروا فيها من الكلام والشبهة لهذا نسأل الله تعالى وضيعها اكمل بيان واكد بانواع من التأكيدات التي تضمنت هذه الاية منها الامر بها ثلاث مرات مع كفاية المرة الواحدة ومن هذا المعهود من مالك فتدخل فيه الامة تبع او للامة عموما وفي هذه الاية عموما وفيها القمر فيها الرسول المخصص بقوله فول وجهك والامة عموما في قوله ومنها انه رد فيه جميع الاحتلالات البطلة التي اوردها العناد كما تقدم توضيحه منها انه قطع اطماعا من اتباع الرسول قبلة اهل الكتاب ومنها قوله يكتبون هذه الشهادة من العلم يعني اهل الكتاب مكتوب في كتبهم ان النبي اخر الزمان يستقبل بيت المقدس ثم تكون قبلته الكعبة. نعم هذا مثل ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم لنا من صفات عيسى ينزل فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ولا يقبل الجسم مذكور عندنا. فاذا جاء شخص وادعى انه عيسى نقول عليك بهذه الثلاثة ان قدرت فانت عيسى والا فانت كاذب نعم ومن هذا الكتاب ولما كان الى استقبال القبلة نعمة عظيمة ورحمته لم يزل يتزايد كلما شرع له شريعة فهي نعمة عظيمة قال ولن يتم نعمتي عليكم اصول نعمة الهداية لدينهم ثم بعد ذلك النعم المكتوبة ثم بعد ذلك النعم المترجمة لهذا الاصل لا تعد كثرة ولا توصف. منذ بعث الله رسوله ورحيله من الدنيا وقد اعطاه الله من الاحوال والنعم ما اعطى امته واتم به نعمته وعليه وعليه ما انزل الله عليه اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا فلله الحمد على فضله الذي لا نبلغ له عدا فضلا عن القيام بشكره ولعلكم تهتدون اتعلمون الحق وتعملون به والله تبارك وتعالى من رحمة بالعباد قد يسر لهم اسباب الهداية غاية التيسيرون على شروط طرقها وينال واتم بيانه حتى ان من جملة ذلك انه يقيض للحق معاندين له فيجادل فيما يتضح بعد ذلك الحق وتظهر اياته على ويتضح بطلان الباطل وانه لا حجة له لولا قيامه في مقابلته حتى ربما لم يتبين حاله تبين اشياء فلولا الليل ما عرف حضن النهار ولولا القبيح ما عرف حضن الحسن ولولا ظلمة ما عرف من فعلته النور لولا الباطل واتضح الحق واتظاحا ظاهرا فلله يحافظ على ذلك قوله تعالى كما ارسلنا فيكم رسول اكملت عليكم اياتنا ويزكيكم الايتين. يقول تعالى ان منا هنا ان انعامنا عليهم استقبال الكعبة واتمامها بالشرايا ونعم المتممة ليس ذلك ببدع من احساننا ولا باوله بل انعمنا عليكم باصول النعيم وتماتها بها فابلغها رسالة اليكم ان الرسول الكريم تعرفون اسألوا صدقه وامانته وكماله ونصحه. يدعو عليكم اياتنا وهذا يعمنا يتقرن بغيرها فهو يهجو عليكم ليلة الحق بالباطل والهدى من الضلال التي اولا على توحيد الله وكماله. ثم على صدق رسوله وجوب الايمان به ثم على جميع ما اخبر به من المعادن والغيوم حتى حصل لكم نداية التامة والعلم واليقين ويزكيكم ويطهر اخلاقكم ونفوسكم بتربية الاخلاق الجميلة وتزيينها على الاخلاق الرذيلة وذلك من الشرك الى التوحيد وفي الرياء والاخلاص والكذب والصد والخيام الامانة ومن الكبر الى التواضع بسن الخلق الى احسن الخلق من التواضع والتهجر والتقطع الى التحاب والتواصل والتوادي وغير ذلك من انواع التزكية ويعلمه كتاب اضرار الالفاظ والربعاني والحكمة يقيل هي السنة وقيل حكمة اسرار الشريعة والفقه فيها وتنزيل الامور منازلها فيكون على هذا تعليم السنة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون انهم كانوا قبل بعثته في ضلال وبلا علم ولا عمل فكل علم او عمل نالته على يده صلى الله عليه وسلم وبسببه كان فهذه النعم لاصول النعم على الاطلاق وهي اكبر نعم ينعم بها ينعم بها على عباده فوظيفته شكر الله عليها والقيام بها. فلهذا قال تعالى جزاء وذكره لمن كما قال تعالى عن نساء رسوله من ذكروني في نفسي ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه. ان المقصود على لسان رسوله يعني انه ان النبي صلى الله عليه وسلم نقله الينا نقلا كقوله انه لقول رسول كريم. والا في الاحاديث القدسية كلام رب العالمين. نعم وذكر الله تعالى ظلم ومثل التواضع عليه القلب ولسانه هو الذكر الذي يثمن معرفة الله ومحبته وكثرة ثوابه وذكره ورش الشكر فلهذا امر من بعده امر فقال واشكروني اي على ما نعمت عليكم بهذه النعم ودفعت عنكم صدور النقم والشكر ويكون رضا الاضرار بالنعم واعترافهم بلسانكم واثناء بجوار طاعة له يشكر الله تعالى على ذلك ليزيده من فضله. ولينتفع عنهم العجاب والنهى عن مده فقال ولا تكفرون. والمراد بكفر ما يقابل الشكر وهو كثر النعم وجحدها وجهدها وجهدها وعدم القيام بها. ويحتمل ان يكون المعنى عاما فيكون كفر انواعا كثيرة اعظمها والكفر بالله ثم انواع المعاصي على اختلاف انواعها من الشرك فما دون. يا ايها الذين امنوا استعينوا بالصبر والصلاة ان الله مع الصبين ان الله تعالى مؤمنين باستعانته على امور دينهم تعالى امورهم الدينية والدنيوية بالصبر والصلاة والصبر وحبس النفس على ما تكره. فهو ثلاثة اقسام صبرها على طاعة الله حتى تؤديها وعن معصية الله تفرجه على اقدار الله المؤلمة فلا تتسخطها. الصبر والمعونة العظيمة على كل هذه الفلاسفة لغير صابر يدرك مطلوبه خصوصا الطاعة الشاقة المستمرة في ايتام والمرارة الشاقة وحصل على نوعها وكذلك المعصية التي تشتد دواعي النفس ونوازعها اليها وهي في محل قدرة العبد الهادي لا يمكن تركها الا بصوت عظيم. وكف لدواعي نوازعها ولوازعها لله تعالى واستعانة بالله على العصمة منها فانها من فتن الكبار. وكذلك البلاء الشاق وخصوصا استمرت هذا تضعف طبعا كل نفسانية وجسدية ويوجد متظاهرات ويوجد مقتضاها وتسخط ان لم يقاومها صاحبها باسم الله والتوكل عليه واللجأ اليه والافتقار على الدوام فعلمت فعلمت ان الصبر محتاج اليه العبد والمضطر في كل حالة من احواله من هذا والله تعالى بهما اخبر انه مع الصابرين فهانت عليهم بذلك المشاق والمكاره كل عظمة كل الصعوبات وهذه معية خاصة تقتضي محبة ومعونة ونصرا وقربهم هذه مقبرة عظيمة للصابرين. فلو لم يكن للصابرين فضيلة الا انهم فازوا واما المعية العامة من المعية كما في قوله تعالى وهو معكم اينما كنتم وهذه عامة للخلق وامر تعالى بالاستعانة بالصلاة لان الصلاة هي عن الدين نور المؤمنين الصلاة على العبد صلاة كاملة مجتمعا فيها ما يلزم فيها وما يسن فيها وحصل فيها الذي هو ربها فصار العبد اذا دخل فيها استشعر دخوله على ربه وقوفه بين يديه موقف العبد الخادم متأدي مستحضر بكل ما يقول وما يفعله مناجاة ربه ودعائه لا ترم ان هذه الصلاة من اكبر معونته على جميع الامور فان صلاتنا الحضور الذي يكون في الصلاة وجوب بقلبه وصفا وداعيا وصفا وداعيا الى امتثال امره واجتناب نواهيه هذه هي الصلاة التي امر الله ان نستعين بها على كل شيء قوله ولا تقول لمن يقتل في سبيل الله امواتا بل احياء ولكن لا تشعرون ما ذكر تبارك وتعالى بالاستعاذة بالصبر على جميع فهذا كان نموذجا ما يستعان ويصلي في سبيل الله واقول الطاعات المدنية واشقها على النفوس لمشقته في نفسه ولكل المؤدي الى القتل وعدم حياته التي انما يرى الظالمون في هذه الدنيا لحسن الحياة ولوازمها فكل ما يتصرفون به فانه عندها ودفع لما يضادها ومن المعلوم ان البحر لا يتركه العبد الا ان يعلمه بعض ما اخبرت على ان من قتل في سبيله بإن قاتل في سبيل الله ان تكون رحمة الله عليها ودينه الظاهر لا لغير ذلك من الاغراض فانه لم تفوته الحياة محبوبا حصل له حياة اعظم مما تضرون وتحسبون في الشهداء ويستبشرون بالذين لم يحقوا بهم من خلفهم الا خوف عليهم ولا هم يحزنون يستبشرون نعمة من الله وفضل وان الله لا يضيع اجر المؤمنين. فهل اعظم من هذه الحياة متضامنة وقرب من الله تعالى والتمتع برزقه البدني في المأكولات والمشروبات التي الروحي وهو الفرح والاستبشار. وزوال كل خوف وحزن. وهذه حياة قضية اكمل من الحياة الدنيا. بل قد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان ارواح الشهداء في اجواء طير خدي تجد انهار الجنة وتأكل من ثمارها وتأواها وتأوي الى قناديل معلقة وفي هذه الاية يقول حسن الجهاد في سبيل الله في سبيل الله من الثواب لم يتخلف عنه احد. ولكن عدم العلم والذي فطر العزائم وزادنا وبالنائم وفاة الاجور العظيمة والغنائم لما لا يكون كذلك والله تعالى قد اشترى منهم يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون. فوالله لو كان للانسان الف نفس تذهب نفسا فنفسا في سبيل الله لم يكن عظيما في ولهذا الاجر العظيم ولهذا لا يتمنى الشهداء بعد ثواب الله بحسن جزاءه الا ليردوا الى الدنيا حتى يفطروا في سبيله مرة بعد مرة وفي الايات دليل على نعيم البرزخ وعذابه كما تكاثرت بذلك النصوص قوله تعالى ولامرنكم بشيء خفيتم نقصد الى الله والانفس والثمرات الايات اخبرت على انه لابد ان يبتلي عباده بمحلية بين الصادق الكاذب والجازع من الصابرين وهذه سنته تعالى عباده لان السراء لو استمرت لاهل الايمان ولم يحشرها محنة لحصل الاختلاط الذي هو فساد الله لا تقتضي تمييز من اهل الشهر هذي المحنة لا ازالتها مع المؤمنين من الايمان ولا رد عن دينه فما كان الله ليضيع ايمان المؤمنين فاخبر بها داعية النووية سيبتلي عباده بشيء من الخوف من الاعداء والجوع بشيء يسير منه ما لانه لو ابتلاهما بالخوف كله لانه لو ابتلاهم بالخوف كل يوم لهلكوا والمحن تمحص لا تله ونقص من الاموال وهذا يشكر جميع النقص المعتدي بالاموال والجوارح السماوية وغرق وضياع ظلمة للاموال من الملوك الظلمة وقطاع الطريق وغير ذلك ولا فسيدها من احبابنا الاولاد والاقارب والاصحاب وانواع الامراض في بدن العبد وبدن من يحب والثمرات اي قلوب ثمار النخيل والاشجار كلها والخضر منا ببرد او لوحة وافات سماوية اخبر بها ووقعت كما اخبر فاذا وقعت انقسم الناس قسمين والصابرين والمصيبتان ووجوده وهو وجود هذه المصيبة وخاتمها واعظم منها وولده امتثال امر الله بالصبر بالخسارة والحرمان واقسم معه من الايمان والرضا والشكران وحصل له السخط الدال على شدة النقصان واما ما وفقه الله للصبر عند وجود هذه المصائب على التسخط قولا وفعلا واحتسب اجرها عند الله وعلما انما يدركه من الاجر بصبره من المصيبة التي حصلت او من المصيبة ان تكون نعمة طريق النحر لما هو خير له اكثر منها. فقد امتثل امر الله وفاز بالثواب فلهذا قال بشر الصابرين ابشروا بانهم يوفون اجرهم بغير حساب هم الذين يحتاجون البشارة العظيمة والمنحة الجسيمة. ثم وصفه بقول الذي اذا اصابته مصيبة ويكون ما يؤلم القلب والبدن او كليهما تقدم ذكره قالوا انا لله من دخول الله يتدبرون تحت امره وتصريفه وليس لنا من انفسنا واموالنا شيء. فاذا ابتلانا بشيء منها فقد تصرف بمالكه وامواله فلا اعتراض عليهم من كمال عبودية العبد علمه بان وقوع البلية من المالك من المالك الحكيم الذي هو ارحم بعبده من نفسه فيوجب وله ذلك الرضا عن الله والشكر له على وان لم يشعر بذلك ومع اننا نملكون لله فانا اليه راجعون يوم المعاد فنجازي كل عمل بعمله فان صبرنا واحسبنا وجدنا اجر موفر عندهم وينجز عن وساخيطنا لم يكن حظنا الا السخط وفوات الاجر. فكون العبد لله راد فكون العبد لله وراجعا اليه من اقوى اولئك الموصولون بالصبر المذكور عليهم صلوات من ربهم اي ثناء وتنويه بحالهم ورحمة عظيمة من رحمته يا من وفقهم للصبر الذي ينالون به كمال الاجر واولئك هم المهتدون الذين عرفوا الحق وهو في هذا الموضع علم بانه لله وانه اليه راجعون وعملوا به وجوهنا وهو هنا صبر لله ودلت هذه الاية على ان من لم يصبر وله ضد ما له ما حصله الذنب من الله والعقوبة والضلال والخسار. فما اعظم الفرق بين الفريقين وما وقد مات على الصابرين واعظم عناء الجاذعين. فقد اشتملت هاتان الايتان على توطين النفس على المصائب قبل وقوعها لتخف وتسليم اذا وقعت وبيان ما تقابل به اذا وقعتها الصبر وبيان ما يعين على الصبر الصابرين بالاجر. ويعلم حال غير الصاغين الصابرين ويعلم حال غير الصابرين حالة الصابر. وان رأى ان هذا الابتلاء والامتحان سنة الله التي قد خلت. ولن تجد الله تبديلا وبيان وبيان انواع المصائب قوله تعالى ان الصفا مرة من شعائر الله الاية يخبر تعالى ان من شعائر الله علام دينه الظاهرة التي تعبد الله بها عباده واذا كان من شعائر الله فقدره الله تعالى بتعظيم شعائره فقال ومن يعظم شعائر الله فانهم اتقوا القلوب والنصين انهما من شعائر الله وان تعظيم شعيره من تقوى القلوب والتقوى واجبة المتكلم وذلك يدل على ان السعي للحج والعمرة وكما عليه الجمهور. ودلت عليه الاحاديث النبوية وفعله النبي صلى الله عليه وسلم وقال خذ خذوا عني مناسككم فمن حج البيت او اعتمر غيرنا حاله تحرج المسلمين عن الطواف الجاهلية ولكونهما في الجاهلية تعبد عندهم الاصنام فنفى تعالى الجناح لتفعيل لانه غير لازم. ودل تغيبنا في الجناح فيما تطوف بهما في الحج والعمرة انه لا يتطوف بالسعي. بخلاف الطواف من بيته فانه يشرع بالعمرة والحج وهو عبادة مفردة. فاما السعي ومزدلفة ورب الجمال فانهما تتبع النسك ولو فعلت ولو فعلت غير تابعة للنساء كانت بدعة لان البدعة نوعان نوع يتعبد لله بعبادة لم يشرعها اصلا ونوع يتعبد له بعبادة قد شرعها على صفة مخصوصة وتقبل على غير تلك الصفة وهذا منه. وقوله يفعل الطاعة مخلصا بها لله تعالى خيرا من حج وعمرة وطواة وغير ذلك فهو خير له بدل هذا على ان كل انه كلما ازداد العلم من طاعة الله ابتلى خيره وكماله ودرجته عند الله لزيادة الايمان ودل تغيير التطوع من خير ان من تطوع ان من تطوع ان من من تطوع بالبدع التي لم يشرعها الله ودل تغيير البدع التي لم يشرع الله ولا رسوله انه لا يحصي له الا العناء وليس بخير له بل قد يكون شراء له ان كانوا متعمدا اعادة مشروعية العمل. يعني قول بعض الناس زيادة الخير خير نقول زيادة الخير. المشروع خير زيادة الخير على هوى الناس ما هو خير نعم قوله تعالى ان الله شاكر عليم الشاكر والشكور من اسماء الله تعالى الذي يقول من عباده ليسيرون بالعمل ويجازيهم عليه العظيم من الاجل الذي اذا قام عبده باوامره واعانه على ذلك واثنى عليه مدحه وجازه في قلبه نوره ايمانا وسعة وبدل قوة ونشاطا في جميع احواله زيادة البركة ونماء وفي اعماله زيادة التوفيق ثم بعد ذلك يقدم على الثواب الاجل ثم بعد ذلك يقدم على الثواب الاجل عند ربه كاملا موفرا ذو القصاد ومن شكره ومن شكره لعبدي ان من ترك شيئا لله اعاده الله خيرا منه ومن تقرب منه شيئا تقرب منه ذراعا ما تقرب منه ذراعا تقرب اليه منه باعا ربح عليه اضعافا مضاعفة مع انه شاكر فهو على ما يستحق الثواب الكامل بحسب نيته وايمانه وتقوى من ليس كذلك اجعلهم يعملون عبادة فلا يضيعها بل يجدونها او فرض ما كانت على حسب نياتهم التي اطلع عليها العليم الحكيم قوله تعالى ان الذين يكتمون ما انزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس الايات هذه الايات وان كان نزلت بها الكتاب وكتابهم من شاء الرسول صلى الله عليه وسلم وصفاته فان الله تعالى ان الله اخذ المثقال انما يبين للناس ما من الله به عليهم من علم الكتاب ولا يكتبوا. فمن نبذ ذلك وجمع بين يديه وبين المفسدتين كتب ما انزل الله كتب ما انزل الله وغشي عباد الله. فاولئك عنهم الله ان يبعدهم ويطردهم عن قوم رحمته جميعهما الخليقة فتقوى لي ولعنة وجميع الخليقة بسعيد غش الخط وفساد الديار وابعاده عن رحمة الله. فجوزوا من جنس عملهم كما ان معلم الناس فليصلي الله عليه ولا يفجر حتى يموت في جوف ماء نسائي في مصلحة الفضل واصلاح اديانهم. وقربهم من رحمة الله فليجزي من جنس عمله. فالكاتم ما انزله الله بالكاتب لما انزله الله مضاد مما لا يشاق الا يبين الله الاية. يبين الله الايات للناس وضحاها وهذا يسعى في طبسها المخبرية فهذا عليه الوعيد الشديد الا الذين تابوا ويرجعوا عما هم عليه من الذنوب ندما واقلاعا وعزما على عدم فسد من اعمال فلا يكفي ترك القبيحة ولا يكفي ذلك في الكاتب رضا حتى يبين ما كتب ويبدي ضد ما اخلف هذا يتوب الله علينا ان نتوبة الله غير محجوب عنها فمن اتى بسبب التوبة تاب الله عليه لانه التواب وعباده بالعفو والصفح بالعفو والصفح بعد الذنب اذا تابوا وبالاحسان والنعم بعدا منع اذا رجعوا. الرحيم الذي تظهر بالرحمة العظيمة التي وسعت كل شيء من رحمته نوفق للتوبة والانابة فتابوا ثم رحمهم بان قبل ذلك منه لطفا وكرما وهذا هذا حكم التائب من الذنب واما من كفر صلى الله على كفره حتى مات لم يرجع الى ربه ولم ينب اليه ولم يتب عن عن قريب فاولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس اجمعين. لانه لما صار قد اله واحد لا اله الا هو الرحمن الرحيم ترضى الى انه اله واحد ومتوحد منفرد منفرد بذاته واسماء وصفاته وافعاله فليس له شريك بذاته ولا سبيل له ولا كف ولا هو ولا مثل ولا ولا مدبر غيره فاذا كان كذلك فهو مستحق لان يؤله ويعبد بجميع انواع العبادة. ولا يشرك به احد ولا يشرك به احد من خلقه لانه الرحمن الرحيم العظيمة التي لا يمثلها رحمة احد فقد وسعت كل شيء وعمت كل حي فبرحمته وجدت المخلوقات وبرحمته حصلت لها انواع كما لا برحمته اتبعنا كل اخوته ورحمته على الله عباده ونفسه بصفاته والآله يبين لهم كل ما يحتاجون اليه مصالح دينه ودنياهم بارسال الرسل وانزال الكتب فاذا علم انما ما من عبادي من نعمة فمن الله واضل احدا من المخلوقين لا يأبه احدا علم ان الله هو المستحق لجميع انواع العلاج وان ينفرد بمحبته والخوف وان من وان من اظلم الظلم وقعت بان يعدل عن عبادته الى عبادة الى عبادة العبيد وان يشرك وان يشرك وان وان يشرك المخلوقين من تراب برب الالقاب او يعبد المخلوق او يعبد المخلوق المدبر او يعبد او يعبد المخلوق المدبرة العاجزة من جميع الوجوه او يعبد المخلوق المدبر العاجز بجميع الوجوه مع الخالق المدبر القادم الذي قد قهر كل شيء ودان له كل شيء في هذه الايات اثبات وحدانية الباري والهيته وتقريره بنفيها عن غيره من المخلوقين وبيان واصل الدليل على ذلك وهو اثبات رحمته التي من اثارها ووجود جميع النعم واندفاع جميع النقم فهذا دليل الاجمالي على وحدانيته تعالى. احسنتم القراءة مع الشيخ يوسف يعني الانسان لما يتأمل في رحمة الله يتعجب كيف يرزق الكافر هذا وحده ادل دليل على رحمة الله تعالى الكفار والمشركين والمشركون والظلمة كيف يرزقهم الله؟ هذا من رحمته تعالى. نعم احسن الله اليكم ثم قال رحمه الله ثم ذكر ادلة تفصيلية فقال تعالى ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر الاية اخبر تعالى في هذه المخلوقات العظيمة ايات اي ادلة على وحدانية الباري والهيته وعظيم سلطانه ورحمته وسائر صفاته ولكنها لقوم يعقلون. اي لمن لهم عقوق يعملونها فيما خلقت له فعلى حسب ما من الله على عبده من العقل ينتفع بالايات ويعرفها وبعقله وفكره وتدبره. ففي خلق السماوات في ارتفاعها نزاعها واحكامها واتقانها وما جعل الله فيها من الشمس والقمر والنجوم وتنظيمها لمصالح العباد في خلق الارض مهادا للخلق ما يمكنه الظغار عليها والاعتبار ما يدل ذلك عن فران الله تعالى بالخلق والتدبير وبيان قدرته العظيمة التي بها خلقها حكمته التي بها اتقنها واحسنها وعظمها وعلمه وعلمه ورحمته التي بها اودع ما اودع المنافع للخلق ومصالح مضرورات وحاجاتهم. وفي ذلك ابلغوا الدليل ماله واستحقاقه ان يفرد بالعبادة الى انفراده لانفراده بالخلق والتدبير والقيام بشؤون عباده. وفي اختلاف الليل والنهار وهو تعقبهما على الدوام اذا ذهب احدهما خلفهم الاخرون في اختلافنا في الحد والبرد والتوسط وفي الطول والقصر والتوسط. وما ينشأ عن ذلك من الفصول التي بها انتظام مصالح بني ادم وحيواناتهم وجميع ما في الارض مجاني ونوابت كل ذلك بانتظام وتدبير وتسخير تنبهر له العبو وتعز عن ادراك من رجال الفحول ما يدل ذلك على قدرة نصرفها مصرفي احسن الله اليكم. ما يدل ذلك نقدة مصرفها وعلمه وعلمه وحكمته ورحمة الشامل وتصريفه وتدبيره الذي يتفرد به وعظمته وعظمة ملكه. وسلطانه مما يجب ان يؤلف ان يؤله ويعبد ويفرد بالمحبة والتعظيم في محابه ومراضيه. الهم الله عباده مما الهم الله عباده صنعها صنعتها وخلق لهم من الايات الداخلة والخارجة ما اقدرهم عليها ثم سطر لها هذا البحر العظيم والرياح الذي تحميلها بما فيها من الركاب والاموال والبضائع التي هي من منافع الناس وما تقوم صالحا وتنتظم وتعيشهم. فمن فمن الذي الهمهم صنعتها واقدرهم عليها وخلق لهم لغاية ما به يعملونها. امن امن الذي سخر لها البحر تجري فيه باذنه وتسخيره والرياح. امن الذي خلق البرية والبحرية النار والمعادن المعينة على حملها وحمل وحمل ما فيها من الاموال. فهل هذه الامور حصلت اتفاقا؟ ام استغل بعملها هذا المخلوق الضعيف العاجز الذي خرج من بطن امه لا علم له ولا قدرة ثم خلق ثم خلق له ثم خلق لهم ربه القدرة وعلمهم ما يشاء تعليمه ام المسخر لذلك رب واحد حكيم عليم لا يعجزه شيء. ولا يمتنع عليه شيء بل اشياء قد دانت لربوبيته واستكانت لعظمته وخضعت لجبروت غاية العبد الضعيف ان جعله الله جزءا من اجزاء الاسباب التي بها ولدت هذه الامور العظام فهذا يدل على رحمة الله وعنايته بخلقه وذلك يجب ان تكون محبتكم والخوف والرجاء وجميع الطاعة والذل والتعظيم وما انزل الله من السماء من ماء وهو المطر النازع من السحاب فاحيا به الارض بعد موتها فاظهرت من انواع الاقوات واصناف النبات ما هو من ضرورات الخلائق التي يعيشون بدونها اليس ذلك دليل على قوة من انزله واخر به ما اخرج من رحمته ولطفه بعباده وقيامه وصالحهم وشدة افتقادهم وضرورتهم اليه من كل وجه. اما اي اما يوجب ذلك ان يكون هو معبودهم والهامهم اليس ذلك دليلا على احياء الموتى ومجازاتهم باعمالهم وبث فيها اي في الارض من كل دابة اي نشر في اقطاع الارض من الدواب المتنوعة ما هو دليل على قدرته وعظمته ووحدانيته وسلطانه العظيم. وسخرها لناس ينتفعون بها بجميع وجوه فمنها ما يأكلون من لحمه ويشربون من ذره ومنها ما يركبون. ومنها ما هو ساع في مصالحهم وحراستهم ومنها ما يعتبر به. ومنها انه بث فيها من كل دابة فانه سبحانه هو القائم بارزاقهم المتكفل باقواتهم. فما من دابة في ارضه الا الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها وفي تصنيف الرياح باردة وحارة وجنوبا وشمالا وشرقا وذكورا وبين ذلك. وتارة تقيم السحاب وتارة تؤلف تؤلف بينه تلقحه وتأخذ تضره وتارة تمزقه وتزيله ضرره وتارة تكون رحمة وتارة ترسل فمن فمن الذي صرفها وضعها فيها واودع فيها منافع العباد ما لا يستغنون عنه وسخرها ليعيش فيها جميع الحيوانات وتصلح والاشجار والحبوب والنويت الا العزيز الا العزيز الحكيم الرحيم اللطيف بعباده المستحق لكل ذل وخضوع واحبة وانابة وعبادة. وفي تسخير السحاب بين السماء والارض على خفته ولطافته يحجب يحمل الماء الكثير فيسوقه الله الى حيث شاء فيحيي به البلاد والعباد ويروي الطبول والبغيات وينزله على الخلق وقت حاجتهم اليه فاذا كان يضرهم كثرة وامسكه عنه فينزله رحمة ولطفا ويصرفه عناية وعطفا. فما اعظم سلطانه واخزر احسانه ولطف امتنانه. اليس من بالعباد ان يتمتعوا برزقه ويعيشوا ببره وهم يستعينون بذلك على مساخطه ومعاصيه. اليس ذلك دليل على حلمه وصبره وعفوه وعظيم لطفه فله الحمد اولا واخرا وباطنا وظاهرا. والحاصل انه كلما تدبر معكم في هذه المخلوقات وتغلغل فكره في وداع المبتدع وازداد تأمله للصنعة وما اودع فيها للصنعة وما اودع فيها من لطائف البر والحكمة. علمني ذلك انها خلقت للحق وبالحق. وانها صحائف ايات وكتب دلالات على ما اخبر به الله عن نفسه ووحدانيته وما اخبرته من اليوم الاخر. وانها مسخرات ليس لها تدبير ولا استعصاء على مدبرها ومشرفها فتعرف فتعرف ان العالم العالم العضوية والسفلية كلهم اليه مفتقرون واليه صامدون. وانه الغني بالذات عن جميع المخلوقات كيف لا اله الا الله ولا رب سواه. يعني الكون كتاب مفتوح لمن اراد ان يتدبر ويقلب صفحاتها كلما ازداد تأملا كلما ازداد ايمانا. نعم ثم قال تعالى ومن الناس من يتخذوا من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله الايات وما احسن اتصال هذه الايات التي قبلها فانه تعالى لما بين وحدانيتهم وادلتهم قاطعة وبراهينها الساطعة الموصلة الى علم اليقين المزيلة لكل شك ذكر هنا ان من الناس مع هذا البيان التام من يتخذ من المخلوقين انداد لله ان وراء وموسى ان يساويهم في الله بالعبادة والمحبة والتعظيم والطاعة. ومن كان لهذه الحياة بعد اقامة الحجة وغير التوحيد علم انه عن ابن الله مشاق له او معرق الايات والتفكر في مخلوقاته فليس له ادنى عذر في ذلك. ولقد حقت عليه كلمة العذاب وهؤلاء الذين يتخذون الانداد مع الله لا يسوونهم بالله في الخلق والرصد والتدبير وانما يسمونهم به في العبادة فيعبدونهم ليقربوهم اليه. وفي قوله يتخذ دليل على انه ليس لله ند وانما المشركون بعض المخلوقات ان لا نله تسمية مجردة ولفظا فارغا من المعنى. كما قال تعالى وجعلوا لله شركاءكم سموهم ان تنبئونه بما لا يعلم في الارض ام بظاهر من القوم؟ ان هي الا اسماء سميتموها انتم وابائكم ما انزل الله بها من سلطان ان يتبعون الا الظن فالمخلوق ليس ندا لله لان الله هو الخالق وغيره مخلوق والرب الرازق ومن عداه مرزوق والله هو الغني وانتم الفقراء وهو الكامل من كل الوجوه والعبيد ناقصون من جميع الوجوه والله هو النافع الضار والمخلوق وليس له من النافع والضر والامر شيء. فعلم علما فعلم علما يقينا بطلان قوي من اتخذ من دون الله الهدادا. سواء كان ملكا او نبيا او صالحا او صنما او غير ذلك. وان الله هو المستحق للمحبة كما تودون التام فلهذا مدح الله المؤمن بقوله والذين امنوا اشد حبا لله اي من اهل الانداد لاندادهم لانهم اخلصوا محبتهم له وهؤلاء اشركوا بها ولانهم احب من يستحق المحبة على حقيقة الذي محبته هي عين صلاح العبد وسعادته وفوزه. والمشركين ما احب من لا يستحق من الحب شيء ومحبته عين سقاء العبد وفساده وتشتت امره. فلهذا توعدهم الله بقوله ولو يرى الذين ظلموا باتخاذ الانداد والانقياد لغير رب العباد وظالم الخلق بصده عن سبيل الله وسعيه فيما يضرهم اذ يرون العذاب اي يوم القيامة عيانا بابصارهم ان القوة لله جميعا وان الله شديد العذاب الا علموا علما جازما انه القوة والقدرة لله كلها وان امدادهم ليس فيها من القوة شيء. فتبين لهم في ذلك اليوم فتبين لهم في ذلك اليوم ضعفها وعجزها كما اشتبه عليهم في الدنيا وظنوا ان لها من الامر شيء وانها تقربهم اليه وتوصلهم اليه فخاف ظنهم وبطل سعيهم. وحق عليهم شدة العذاب وامتته ولم تدفع عنهم اندادوا وان تدفع عنهم اندادهم شيئا ولم تغني عنهم مثقال ذرة من النفع بل يحصوا لهم الضرر منها من حيث ظنوا نفعها. وتبرأ المتبعون من التابعين وتقطعت بينهم الوصل التي كانت في الدنيا لانها كانت في غير الله وعلى غير امر الله. ومتعلقة بالباطل التي الذي لا حقيقة له فاضمحل تعمل الامة ليست احوالهم وتبين لهم انهم كانوا كاذبين. وان اعمالهم التي يؤملون نفعها وحصول نتيجتها انقلبت عليهم حسرة وادابة. وانهم خالدون في النار لا يخرجون منها ابدا فهل ده هذا الخسران خسران؟ ذلك بانهم اتبعوا الباطل فعملوا العمل الباطن ورجوا غير غير موجه وتعلق بغير متعلق تبطنت الاعمال الوطنية لمتعلقيها وقعت الحسرة وما فاته من الامل فيما فروا فيما فيها فضرتهم غاية الضرر وهذا بخلاف من تعلق بالله الملك الحق المبين واخلص العمل لوجهه ورجى نفعه فهذا قد وضع الحق في موضعه فكانت اعماله حقا لتعلقها بالحق ففاز بنتيجة عمله ووجد جزاءه عند ربه غير منقطع كما قال تعالى الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله يضل اعمالهم والذين امنوا وعملوا الصالحات وامنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربه كفر عنهم سيئاتهم ذهب لهم ذلك بالليل كثروا اتبعوا الباطلون الذين امنوا اتبعوا الحق من ربهم. كذلك يضرب الله للناس امثالهم. وحينئذ يتمنى التابعون ان يردوا ان يردوا الى الدنيا فيتبرأوا من المتبوع بان يتركوا الشرك بالله ويقبلوا على اخلاص العمل لله. وهيهات فات الامر وليس الوقت وقت انهار وانظار. ومع هذا فهم كذبة فلو ردوا نيرانه عنها وانما هو قول يقولونه اماني يتمنونها حنقا وغيظا. اي المتبوعين لما تبرأ لما تبرأوا منه والذم والذنب ذنبهم فرأسهم يشتري ابليس ومع هذا يقوم من اتباعه لما قضي له ان الله وعدكم وعد الحق ووعدكم فاخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان الا ان دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا انفسكم. قال تعالى يا ايها الناس قموا من في الارض حلال طيب ولا تتبعوا خطوات الشيطان ايات هذا اخبار الناس كلهم مؤمنهم وكافرهم فامتن عليهم بان امرهم ان يأكلوا من جميع ما في الارض محبوب وثمار وفواكه وحيوانات حالتا كونها حلالا اي محللة انكم تناوله ليس بغصب ولا سرقة ولا ولا محصن من معاملات محرمة او على وجه محرم او معين على محرم طيبا. اي ليس بخبيث كالميتة والدم ولحم الخزين والخبائث كلها في هذه الاية دليل على ان الاصل في الاعيان الاباحة اجلا وانتفاعا وان المحرم نوعان انه محرم لذاته وهو الخبيث الذي هو ضده طيب وامام حرب لما عرض له وهو المحرم بحق الله او حق عباده به وهو ضد حلال وفيه دليل على ان لك بقدر ما يقيم البنية يأثم تاركه لظاهر الامر. ولما امر متبع ما امرهم به اذ هو عين صلاحهم نهاهم عن اتباع خطوات الشيطان. اي طرقه التي يأمر بها وهي جميع معاصي من كفر موسوق وظلم ويدخل في ذلك تحرم السوائل والحام ونحو ذلك. ويدخل فيه ايضا تناول المأكولات المحرمة. انه لكم عدو مبين اي ظاهر عداوة فلا يريد بامركم الا رشتم وان تكونوا من اصحاب السعير. فلم يكتفي ربنا بنهينا عن اتباع خطواته حتى اخبرنا وما اصدر القارئين بعداوته الداعية للحذر من ثم لم يته بذلك حتى اخبرنا بتفصيل ما يأمر به وانه اقبح الاشياء واعظمها مفسدة فقال انما يأمركم بالسوء اي الشر الذي يسوء صاحبه فيدخل في ذلك جميع المعاصي فيكون قوله والفحشاء من باب عطف خاص عن عمل من الفحشاء المعاصي ما تناهى قبحه كالزنا وسكب الخمر والقتل والقتل والبخل ونحو ذلك مما يستفحشه من له عقل وان تكونوا على الله ما لا تعلمون فيدخل في ذلك القول على الله بلا علم في شرعه وقدره. فمن وصف الله بغير لمن وصل به نفسه او وصفه به رسوله او نفى عنه ما اثبته لنفسه او اثبت له ما نفاه عن نفسه. فقد قال عن الله بلا علم ومن زعم ان لله ندا ووثانا انتقر وما تقرب من عبدها من الله فقد قال على الله تعالى بلا علم. ومن قال ان الله احل كذا وحرم كذا او امر بكذا او نهى عن كذا بغير بصيرة فقد قال على الله بلا علم ومن قال ان الله خلق هذا الصنف من مخلوقاته للعلة الفلانية بلا برهان له بذلك؟ فقد قال الله بالعلم. ومن اعظم القول على الله بلا علم ان يتأول متأول كلامه او كلام رسوله على معاني اصطلح عليها طائفة من طوائف الضلال. ثم يقول ان الله ارادها فالقول على الله بلا علم من اكبر المحرم واسمائها واكبر برغ الشيطان الذي يدعو اليها. فهذه ظرق الشيطان التي يدعو اليها هو وجهوده ويبذلون مكرهم وخداعهم على اغواء الخلق بما يقدرون عليه. واما الله تعالى فانه يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي. فلينظر العبد نفسه مع اي الداعي داعيين هو ومن الحزبين اتتبع داعي الله الذي يريد لك الخير والسعادة الدنيوية والاخوية الذي كل الفلاح بطاعته والكل الفوز بخدمته وجميع في معاناة المنعم بالنعم الظاهرة والباطنة الذي لا يمر الا بالخير ولا ينهى الا عن الشر. ام تتبعون ام تتبع داعي الشيطان الذي هو عدو الانسان الذي يريد لك ويسعى بدونه على على اهلاكك في الدنيا والاخرة. الذي كل السر في طاعة وكل الخسران في ولايته الذي لا يأمر الا بسد ولا ينهى الا عن خير. ثم الله تعالى عن حال المشركين اذا امروا اذا امروا باتباع ما انزل الله على الرسول مما تقدم وصفه ورغبوا عن ذلك وقالوا بل نتبع ما الفينا عليه ابائنا فاكتفوا بتقييد الاباء زهدوا في الايماء في الايمان بالانبياء. ومع هذا فاباهم اجهل الناس واشد هفانا وهذه شبهة لرد الحق واهية. فهذا دليل على اعراضهم عن الحق ورغبتهم عنه وعدم انصافهم فله فيقولوا لرشدهم وحسن قصدهم لكان الحق هو القصد. ومن جعل الحق قصده ووازن بينه وبين غيره تبين له الحق قطعا واتبعوه وان كان مسرفا ثم قال تعالى قتلوا الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع الا دعاء ونداء صموا بكم فهم لا يعقلون. لما بين تعالى عدم انقيادهم لما جاءت به الرسل وردهم يجب التغليب عن علم من ذلك انه غير قادر. علم من ذلك انه غير قابل للحق ولا مسلمين له بل كان معلوما لكل احد انه لن يزولوا عن عنادهم. اخبر تعالى ان مثلهم ان مثلهم عند دعاء الداعي لهم الى الايمان كمثل البهائم التي لها راعيها وليس لها علم بما يقول داعيها وماديها فهم يسمعون مجرد الصمت الذي تقوم به عليهم الحجة ولكنهم لا يفقهونه فقها ينفعهم كانوا صوما لا يسمعون الحق سماعة من وقبول. عميا لا ينطق نظر اعتبار بك. نظر اعتبار بكما فلا ينطقون بما فيه خير لهم الموجب ذلك كله انه ليس لهم عقل صحيح بل هم اسباب السفهاء واجهل الجهلاء فهل يستريب العاقل ان من جعل للرصد وزيد؟ وذيذ عن الفساد ونهي عن من عذاب وامر بناديه صلاح وفلاح ونعيمه. فعصى الناصح وتولى عنا من ربه واقتحم النار على بصيرة واتبع الباطل وهبذا الحق انها ما ليس له مسكة من عقل وانه لو اتصف بالمكر والخديعة والدهاء فانه من اشبه السفهاء. احسنت. القراءة مع الشيخ عبد السلام نعم قوله تعالى يا ايها الذين امنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله كنتم او تعملوا لايتين على موجدين خاصة بعد الامن العام وذلك انهم متبعون حل العقيدة فامره باكل الطيبات من الرزق وشكر الله على انعام واستعمالها بطاعته والتقوي بها على ما يوصل اليه. فامره بما امر به المرسلين في قوله ليرى وشكرا للطيبات عملوا صالحا والشكر في هذه الآية والعمل الصالح وهنا رفيق الحلال لأن المؤمن اباء لأن المؤمن اباح الله له الطيبات بالرزق خالصة من التبعات ولان فدل على ان من لم يشكر الله لم يعبده وحده كما ان من شكره فقد عبده واتى بما امر به ويدل ايضا على ان اكل الطيب سبب العمل الصالح وقبوله والامر يشر عقيد النعم لان الشكر يحفظ النعم الموجودة ويجب النعم المفقودة كما ان الكفر ينفر النعم وزير النعمة الموجودة ولما ذكر الله تعالى اباح الطيبات ذكر تحريم الخبائث فقال انما حرب عليكم اثم وهي من مات بغير تزكية شرعية لان الميتة خبيثة لرداعتها بنفسها كالبحر فانه حلال بالاية الاخرى وتنزيها عن المضر او ما عاد من جوعه ولا عاد لم يتجاوز الحد في تناول مبيح له التوراة وغير قاطع الحال واكل بقدر الضرورة فلا يزيد عليها فلا اثم الجناح عليه. واذا اتبع الاثم راجع الامر الى ما كان عليه والانسان في هذه الحالة مأمورا بالاكل بل منهي. وان بهذه الحالة مأمور بالاكل بل منهي ان ان يلقي بيده والانسان بهذه الحالة يأمر بالاكل بل منهي ان يلقي بيده للتهلكة وان يقتل نفسه فيجب اذا عليه الاكل ويأخذه ترك الاكل حتى مات لا يكون قاتلا والتوسعة من رحمته تعالى بعباده. فلهذا ختمها بهذين الاسماء الكريمين من اسماء فقال ان الله غفور رحيم. ولما كان الحل مشروطا بهذا الشطر ان كان الانسان بهذه الحالة ربما لا يستقصي تماما الاستقصاء بتحقيقها. اخبر تعالى انه غفور فيغفر له ما اخطأ في هذه الحالة المحظورات الله الملك الرحمان فله الحمد والشكر اولا واخرا وظاهرا وباطنا. ومن هذه الاية نفسها آآ اخرج الفقهاء قاعدة تقدر بقدرها. لانه قال غير باغ ولا عاد. لما قال غير باغ ولا عاد علمنا ان الظرورة تقدر بقدر نعم قوله تعالى ما الذين يكتمون ما انزل الله من الكتاب يكتبون به ثمنا قليل الايات هذا وعيد شديد لمن كتب ما انزل الله على رؤوسهم يعني من الذين اخذوا الله من ثقلانه ان يبينوه الناس لا يكتموه وتعوضنا بالحطام الا النار. لان هذا الثمن الذي اكتسبه انما حصل لهم باقوا مكاسب بعض المحرمات فكان ينبغي ولا يكلمه الله يوم القيامة بل قد صفقوا عليه ما رضوانه هذا اعظم عليهم من عذاب النار. ولا يزكيهم ولا يطهرهم الاخلاق الرضيعة وليس لهم اعمال تصلح المدح والرضا والجزاء عليها وانما لم يزكهم لانهم فعلوا اسوء بعدم التزكية التي اعظم اسباب العمل بكتاب الله وازداد به والدعوة اليه. فهؤلاء نبذوا كتاب ذلك واختار سواها بداية خلقه وتبين الحق من الباطل وهدى من القائل وانصرفه عن مقصوده فهو حقيقة ان يجازى باعظم العقوبة وان الذين اختلفوا في الكتاب لف شقاق بعيد لانهم الكتاب الذي جاء بالحق موجب الاتفاق وعدم التناغم وهو كثر شفاءه وترتب على ذلك افتراضا من خلال الكتاب الذين امنوا بهما وحكموه في كل شيء بين واتفقوا بالمحل وارتفقوا بالمحبة والاجتماع عليه. وقد تضمنت هذه الايات مكثرين عن الدنيا بالعذاب ان الله لا يطهره بالتوفيق والمغفرة وذكر السبب وذكر السبب من ذلك مثاله الضلالة على الهدى وترتب على ذلك اختيار العذاب ثم اتوجع ثم توجه له من شدة صبره بعد نار عمله بالاسباب التي يعلمون انها مسند الاوان الكتاب الاتفاق عليه وعدم الاعتراض وان كل من خالفوا غاية البعد عن الحق المخاصمة والله اعلم قوله تعالى ليس هذا هو المقصود من عبادي فيكون كثرة البحث وفيه والجدال من العناء الذي ليس تحتوي الا الشفاء والخلاف. وهذا ان القول عليه الصلاة والسلام انما الشديد الذي يمسك نفسه ونحو ذلك ولكن البر من امن بالله اي بانه اله واحد مصاب بالنسبة كمال ونزع كل نفس واليوم الاخر وهو كل ما اخبر الله تعالى في كتابه واخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يكون بعد الموت. والملائكة الذين وصلهم الله لنا في كتابه رسوله صلى الله عليه وسلم الكتابين في الكتب التي انزل الله على رسله واعظم القرآن ويؤمنوا بما يتضمنون الاخبار والاحكام. والنبيين عموما خصوصا خاتمهم افضل محمد صلى الله عليه وسلم واتى المال وكل ما يتبول الانسان من مال قليل كانوا كثيرا اي اعطى على حبه حب المال بين به بين به بين به انما محموم النفوس ولا يكاد يخرج العبد فمن اخرجه مع حبه له وتقرب الى الله تعالى هكذا برهانا لايمانه ومن ايتاء المال على حبه شحيح اليمن اذا يخشى الفقر. وكذلك اذا كانت الصدقة عن قلة كان افضل لانه في هذه الحنيف الممسك او لما يتوهم من عدم والفقر وكذلك اخراج النفيس من المال وما يحبه من ماله كما قال تعالى لن تنام مكاسب له وليس بقوة يشترون بها وهذا دلت على انه تعالى ارحم بهم من الوالد ولدي فالله قد اوصى عباده فرض عليهم باموالهم احسان الى من اذا اباؤنا وفرض عليهم احسان الى من كان الى من فقد اباهم يصيروا كمن لم يفقد والديه ولان الجزاء من جسر العمل فمن يتيما كفر الله من رحم يتيم غيره رحم يتيم والمساكين والذين اسكنتهم الحاجة واذلهم الفقر فلهم حق على غياب ما الله عباده على عطائه من المال ما يعينه على سدره لكونه مضمة وكثرة المصارف على من انعم الله عليهم وخولهم من نعمة ان يرحم اخاه الغريب الذي بهذه الصفة على حسب استطاعته وله بتزويده واعطائه لكن لسفره او دفع ما يلوم من المظالم وغيرها. والسائلين الذين تعرض لهم حاجة من الحوائج من ابتلي برشيدنايتنا وضريبة عليهم ولاة الامر ويسروا الناس لتعميم المصالح والقناطر ونحو ذلك. فهذا له الحق وان كان غنيا والاعانة عليه عند الكفار او عند الظلمة واقام الصلاة واتى الزكاة واتخذ امران الله تعالى يقرب من الصلاة وزكاة كل ما افضل العبادات واكمل القربات عبادات قلبية وبدنية مالية وبهما يوزن الايمان مع صاحبه من الايقان عباده ونحو ذلك والصابرين في المساء يحتاج الى الصبر من وجوه كثيرة كم يحصل له من الالام القلبية والبدنية المستمرة ما لا يحصل لغيره فانه تنعم اما الاغنياء بما لا يقدر عليه تأمل فانعم الاغنياء بما لا يقدر عليه الا من جاع او جاعت عياله تا لم يكن طعام غير مؤهل او تله عري وكاد تألم ونظرنا بين يديه وما يجرون السوب الذي يستعد له الذي لا يقدر على جمعه تألم. فكل هذه ونحوها يأمر بالصبر عليها والاحتساب ورجاء الثواب من الله عليها. والضراء وان مرض على اختلاف ورياح وجعاد حتى البرص والاصبع ونحو ذلك وذلك بغاية المشقة على النفوس. خصوصا ذلك فانه يؤمر بالصبر والاحتساب ثواب الله تعالى وحين بأس فان البلاد يشق غاية المشقة على النفس النصر والمعونة التي وعدها الصابرين اولئك يغتصبون ما ذكر من عقائد حسنة الاعمال التي هي اثار الايمان وبرهان ونوره والاخلاق التي هي الانسان هو حقيقة انسانية فاولئك الذين صدقوا في ايمانهم لان اعمالهم صدقة وايمانهم واولئك هم المتقون لانهم تركوا المحظور وفعلوا المأمور لان هذه الامور على كل خصال خير تضامنا ولزوما لان الوفاء بالعدل يصل به الدين كله ولان العبادات منصوص عليها في هذه الاية تذكر العبادات ومن قام بها كان كان بما سواها اقوم فهؤلاء هم الامراض الصادقون المتقون. وقد علم وقد علم ما رتب الله على هذه المرسلات من تفصيله في مثل هذه المواضع احسنت بارك الله فيك نكتفي بهذا ان شاء الله نكمل بالغد وصلى الله على نبينا محمد