بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه الى يوم الدين اما بعد ايها الاخوة الكرام ويا ايتها الاخوات الكريمات من طلاب وطالبات قسم اللغة العربية لقاءنا هذا هو اللقاء الثاني وهذه هي الحلقة الثانية من حلقات اه التدريس في تفسير القرآن العظيم لهذا مستوى اي المستوى الخامس في قسم اللغة العربية. وفي اللقاء الماظي في الحلقة الاولى اللقاء الماظي بينا لكم ايها الاخوة وايتها الاخوات مقدمات وتعريف بهذه السورة الجليلة العظيمة التي بين ايدينا وهي سورة الكهف وقد اوضحنا سبب تسمية هذه السورة. لماذا سميت بهذه بهذا الاسم؟ ولماذا اختير هذا الاسم لها. وبينا نوع هذه السورة بان هذه السورة نوعها انها نزلت من من السور المكية التي في مكة وذكرنا ما اثير حولها بانها شيئا منها اه قد نزل بالمدينة وان هذا الامر لا يصح وايضا اوضحنا ترتيب هذه السورة. وافتتاحية هذه السورة والسر. في افتتاحية هذه السورة بهذا اللفظ وكذلك بينا في اللقاء الماظي آآ السبب نزول هذه السورة ولكننا لم نكمل هذا السبب لطول الرواية في نسب نزول هذه السورة وفي هذا اللقاء نكمل ان شاء الله اه هذا السبب وقبل ان نكمله لابد ان نأتي به من اوله حتى يتضح المستمع والمتابع معنا سبب نزول هذه آآ السورة بكامله. فابن كثير آآ رحمه الله في تفسيره اورد لنا هذا السبب وغيره من المفسرين قد اورد هذا السبب ولكننا ننقل رواية ابن كثير في تفسيره ان سبب هذه قصة ان قريشا بعثت رجلين آآ من آآ من اهل مكة هما النظر هما آآ النظر بن الحارث وعقبة ابن ابي معيط الى احبار اليهود يسألونهم او يسألونهم عن محمد صلى الله عليه وسلم وعن صدقه وعن صدق دعوته فلما جاءوا الى اليهود قالوا انكم اهل كتاب واهل توراة وقد جئناكم لتخبروننا عن هذا الرجل الذي جاءنا بما جاءنا به فاخبرونا عنه فقال هل هو صادق في دعوته؟ او كاذب؟ فقال اليهود او احبار اليهود سلوه عن ثلاثة اشياء. ان بابكم عنها فهو صدوق ونبي مرسل عليكم ان تتبعوه. وان لم يجبكم عنها فهو كذاب متقول على الله سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الاول. ذهبوا في الدهر الاول ما كان من امرهم. ما كان من امرهم فانهم قد كان لهم حديث عجيب واسألوه عن رجل عن رجل طواف بلغ مشارق الارض ومغاربها ما كانوا نبأه واسألوه عن الروح ما هو؟ فان اخبركم بذلك فهو نبي فاتبعوه. وان لم يخبركم فانه رجل متقول فاصنعوا في امره ما بدا لكم. فاقبل الرجل ان نضرب للحارث وعقبة ابن ابي معيط حتى قدم مكة فقال يا معشر قريش قد جئناكم بفصل ما بيننا وبين محمد قد امرنا قد امرنا احبار اليهود نسأله ان نسأله عن ثلاثة اشياء ان نسأله عن ثلاثة امور. فاخبروهم بما فاخبروهم بها. فجاءوا رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقالوا يا محمد اخبرنا فسألوه عما امروهم به فقال لهم صلى الله عليه وسلم اخبركم غدا اخبركم غدا بما سألتم عنه ولم يستثني لم يقل ان شاء الله وانما قال اخبركم غدا وجزم بذلك. فانصرفوا عنه ومكث رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس عشرة ليلة لا يأتيه الوحي ولا ينزل عليه جبريل حتى ارجف اهل مكة وقالوا وعدنا محمدا غدا ولم يخبرنا انه كذاب انه انه تقول على الله لا ولم يخبر وهذا وهذه الليلة الخامسة عشرة ولم يخبرنا فلما مضى خمس عشرة ليلة واصبح صلى الله عليه وسلم وحزن حزنا حزنا شديدا على ما جرى. على ما جرى من انقطاع الوحي وشق ذلك علي وعلى اصحابه وبدأت وبدأ اهل مكة يرجفون ويتكلمون بما يتكلمون به نزل عليه جبريل وانزل عليه هذه السورة سورة الكهف فيها فيها هذا الخبر وفيها بيان ما ذكره اهل مكة وسألوه فجاء خبر وجاء فجاء خبر اهل جاء خبر الفتية وجاء خبر ذي القرنين الرجل الذي طاف الارض قوله اسألوه عن الروح جاء ذكره في سورة الاسراء ويسألونك عن الروح قل الروح من امن ربي وما اوتيت من علمي الا قليلا وفي هذه القصة وفي سورة الكهف التي نزلت عن النبي صلى الله عليه وسلم بعد هذا الانقطاع الطويل خمس عشرة ليلة وبعد هذا الارجاف من اهل الشرك وبعد هذا الحزن الشديد. لمحمد صلى الله عليه وسلم ولاصحابه نجد ان هذه السورة جاء في ثناياها معاتبة النبي صلى الله عليه وسلم على استعجاله وعدم استئذانه وعدم عدم استثنائه ولا تقولن لشيء اني فاعل ذلك غدا الا ان يشاء الله. الله ان يشاء الله فبين ووجهه جل وعلا وجه نبيه صلى الله عليه وسلم الى هذا التوجيه الكريم بانه اذا اراد ان يخبر عن اشياء في المستقبل ان يعلق الامر بمشيئة الله عز وجل. وان لا يجزم بهذا الامر وان يستثني. ولا تقولن لشيء اني سائل ذلك غدا الا ان يشاء الله فهذا فيه توجيه واشارة الى ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لاهل مكة اخبركم غدا ولم يقل ان شاء الله هذا الذي بين ايدينا ما لك او ما ذكرناه هو يتعلق يتعلق بسبب نزول هذه السورة فاذا قيل لك او قيل لك ما سبب نزول هذه السورة؟ فاننا نورد هذه الرواية الواضحة باختصار. فنقول ان اهل مكة ارادوا ان حققوا من امر النبي صلى الله عليه وسلم وان وان يتحققوا من رسالته ودعوته وبعثته بعثوا آآ بعثا الى اهل مكة يسألوهم عن عن محمد الذي بعثوا الى اهل مدينة او الى احبار اليهود في المدينة لانهم اهل علم يسألونهم عن محمد فاهل اهل المدينة يعرفون او اهل اهل مدينة واحبار اليهود محمدا صلى الله عليه وسلم كما يعرفون ابناءهم ولكنهم ارادوا ان يخفوا حقيقته وصدقه ودعوته فارادوا فقال سلوه فقالوا لهم سلوه عن ثلاثة اشياء فان اجابكم فان اجابكم عنها هو صادق في دعوته وبعثته ورسالته. اسألوه عن الفتية وعن الرجل الذي طاف الارض وعن الروح. والنبي صلى الله عليه وسلم لما لم يستثني من ذلك انقطع الوحي فترة ثم جاءت ثم جاء خبر في هذه السورة العظيمة الجليلة ونزولها. ولعل السر في تأخره هو ان ان يظهر هذا الامر عند اهل مكة لو ان هذه السورة نزلت مباشرة من الغد لم يكن لهذا الخبر يعني هذا هذا الاعلان العظيم وهذه الشهرة والاشتهار العظيم. فلما انقطع الوحي وارجف اهل المدينة وتحدث الناس في وارجف اهل مكة وارجف المشركون وتحدث ناس عن هذه السورة تحدث الناس عن هذه القصة وعن ما جرى لمحمد صلى الله عليه وسلم اذا علمنا اذا علمت قريش وعلم ان القريب والبعيد بهذا الامر والصغير والكبير والذي ظهر والذي خفي انتشر هذا الامر وعرف ان محمدا جاء بدعوة الناس وعرف ان محمدا يوحى اليه وعلم ان محمدا قد سئل عن هذه الاشياء وان هذه السورة نزلت فبعد مضي خمسة عشر ليلة جاء النبي صلى الله عليه وسلم وتلاها على اصحابه وسمعها اهل مكة سمعوا هذه السورة وعرفوا حقيقة هذا الامر وعرفوا حقيقة دعوة محمد صلى الله عليه وسلم. ولكنهم اصروا على الكفر وعلى العناد وعلى الشقاق ولم يدخلوا في هذا النور وفي هذه الهداية. هذه السورة التي بين ايدينا التي علمنا عظم وفعلها وعلمنا ايضا سبب نزولها يتبين لنا الان ما اشتملت عليه هذه السورة. هذه السورة لابد ان يكون عندك ايها الاخ وايتها الاخت الكريمة لا بد يا لا بد ان نكون عندنا جميعا تصور واضح عن هذه الصورة وتعريف كامل بايات هذه السورة وموضوعاتها حتى يكون عندك الماء بهذه الصورة. فهذه السورة التي بين ايدينا تعرضت السورة لثلاث قصص من روائع قصص القرآن الكريم لم تذكر في سواها من سور القرآن الكريم وهذه السور جاءت في سبيل تقرير اهداف اساسية وهي تثبيت العقيدة الصحيحة. والايمان بعظمة الخالق البارئ ذي الجلال والاكرام. اما القصة الاولى فهي قصة اصحاب الكهف. وهي قصة التضحية بالنفس في سبيل العقيدة وهم الفتية المؤمنون الذين خرجوا من بلادهم فرارا بدينهم. ولجأوا الى غار في الجبل ثم مكثوا فيه نياما ثلاث مئة وتسعة ثم بعثهم الله بعد تلك المدة الطويلة وهذا وهذا امر فيه اية عظيمة وامر عجيب من الامور التي اوضحها القرآن الكريم وبينها في هذه السورة العظيمة. وفي هذه القصة العجيبة. القصة الثانية قصة موسى عليه السلام مع الخضر وهي قصة تشير الى التواضع في طلب العلم ما جرى من الاخبار الغيبية التي اطلع الله عليها ذلك العبد الصالح الخضر ولم يعرفها موسى مع انه كريم الله ومع انه من اولي العزم ومع انه رسول نبي يوحى اليه ومع ذلك لم يصل علمه الى ما وصل ذلك العبد الصالح الخضر. حتى اعلمه بها. ومثل قصة السفينة وخرقها. وقصة اه حادثة قتل الغلام وبناء الجدار والقصة الثالثة قصتي ذي القرنين وهو ملك مكن الله تعالى له بالتقوى والعدل ان سلطانه على المعمورة. وان يملك مشارق الارض ومغاربها. وما كان من امره في بناء السد العظيم وكما استخدمت السورة في سبيل هدفها هذه القصص الثلاث استخدمت امثلة ثلاثة امثلة ثلاثة واقعية ببيان ان الحق لا يرتبط بكثرة المال ولا بالسلطان وانما هو مرتبط بالعقيدة الصحيحة. المثل اول الغني المزهو بماله والفقير المعتز بعقيدته وايمانه وفي قصة وذلك في قصة صاحب الجنتين والثاني المثل الثاني هو للحياة الدنيا. وما يلحقها من ثناء وزوال. والمثل الثالث في مثل التكبر والتغطرس والغرور مصورا ذلك او مصورا ذلك في حادثة امتناع اي ابليس عن السجود لادم وما ناله وما ناله من الطرد الابعاد والحرمان وكل هذه القصص الثلاث وهذه الامثلة الثلاثة جاءت بقصد العظة والعبرة واخفي الدروس منها اذا قيل لك اذا قيل لك ايها الاخ المستمع وايتها الاخت المستمعة ما اشتملت عليه هذه السورة فنقول اشتملت على ثلاث قصص عجيبة لم ترد في غيرها وثلاثة امثلة تركز على العقيدة الصحيحة. ما هي قصص الثلاث؟ قصة اصحاب الكهف وقصة قصة اصحاب الكهف وقصة موسى عليه السلام مع الخبر وقصة والامثلة الثلاثة صاحب الجنتين والحياة الدنيا ومثل ابليس وامره بالسجود واستكباره وعناده وما ترتب على ذلك. هذا ما يتعلق اكتمال هذه السورة على هذه اه على هذه الامور النقطة التي بعدها لما سميت او ما السر في تسمية بسورة الكهف. هل هو ما ذكرناه هو وجود هذا اللفظ في هذه السورة وعلى لسان النبي صلى الله عليه وسلم كما ذكرنا في اول الامر او ان هناك ايضا سرا ان هناك سرا معنويا نقول الامر ان جميعا سميت هذه السورة التي بين ايدينا بسورة الكهف لامرين. الامر الاول هذا اللفظ فيها وذكره في هذه السورة وعلى لسان النبي صلى الله عليه وسلم فالتسمية تسمية لفظية وايضا تسمية معنوية سبب التسمية سبب السبب في تسمية هذه السورة امران سبب لفظي وسبب معنوي. السبب اللفظي ما يريد هذا اللفظ فيها في هذه الايات وعلى لسان النبي صلى الله عليه وسلم لما سماها بسورة الكهف في احاديث وورود هذا اللفظ فيها هذا من حيث اللفظ يعني السبب اللفظي وهناك سبب معنوي وهو ان هذه السورة في الحقيقة هذه السورة في الحقيقة هي سورة في الحقيقة عصمة في الحقيقة اذا انت قرأت هذه السورة وتدبرتها وفهمتها وحفظت اياتها واثبتتها في صدرك فان هذه السورة في الحقيقة هي حسن حصين من الفتن حصن حصين من الفتن. ذكرت فيها فتنة الدين مع اصحاب الكهف وذكرت فيها فتنة فتنة التكبر والغرور مع قصة آآ موسى عليه السلام وان موسى تواضع وذهب الى ما هو قد يكون اقل منه فهو من اولي العزم وقصة وهذا ما يتعلق بالتواضع وعدم الغرور والقصة الاخرى قصة والقسط في من يملك الارض ويحكم بحكم الله سبحانه وتعالى وهذا يتمثل في قصة في قصة ذي فالحقيقة ايها الاخوة هذه السورة العظيمة هي في الحقيقة كهف بمعنى ان هذه السورة حصن حصين معنوي بمعنى انك ان اردت ان تحفظ ان تحفظ لنفسك دين احفظ دينك وتحفظ لنفسك تحفظ بدنك وتحفظ وان تحفظ نفسك من الوقوع في الفتن فان اعظم الفتن ما ذكر في هذه السورة وهذه السورة تقيك من الفتن. تقيك من جميع الفتن. واعظم هذه الفتن اعظم هذه الفتن فتنة المسيح الدجال اعظم هذه فتن فتنة المسيح الدجال. كيف نحفظ انفسنا من فتنة المسيح الدجال وما سواه؟ هذا ما يتبين لك في ما ورد في فضل هذه السورة الذي يؤيد حقيقة تسمية هذه السورة وهو اختيار او السر المعنوي في اختيار هذا اللفظ وما يرد في فضل هذه السورة وقد وردت احاديث كثيرة لعلنا ان شاء الله نوردها في حلقة اخرى ونقف عندها هذا القدر وننهي هذه الحلقة وهي الحلقة الثانية وان شاء الله لقاؤنا يستمر في الحلقة الاخرى والله والله اعلم الم وهو الموفق لما سوى ذلك وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين