ان يميتنا على الايمان وصل اللهم وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه والخلان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه وبعد ايها المستمعين والمستمعات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ارحب بكم في برنامجنا اليومي كيف تبني بيتا في الجنة اقول ان كثيرا من الناس اليوم يتمنى بيتا في الدنيا بل منهم من يتمنى غرفة ومنهم من يتمنى شرفة ومنهم من يتمنى شقته ومنهم من يتمنى بيتا ومنهم من يتمنى قصرا ومنهم من يتمنى قصورا ويحرص على ذلك جده ويبذل في سبيله كل طريق ويجتهد في جاده الوسع والطاقة ولكن هل تأملنا كيف نبني لانفسنا بيتا او بيوتا في الجنة وكيف ذلك نذكر ايها الاخوة والاخوات السبب الثاني من اسباب الحصول على بيت في الجنة الا وهو الايمان مع الهجرة فان الايمان مع الهجرة سبب عظيم من اسباب ان يحصل الانسان بيتا في الجنة بل يحصل بسبب تعدد اعماله بيوتا في الجنة وقد جاء في حديث فضالة ابن عبيد رضي الله عنه ما يدل على ان الايمان مع الهجرة سبب من اسباب تحصيل الانسان بيوتات في الجنان قال رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انا زعيم لمن امن بي واسلم وهاجر ببيت في ربض الجنة وببيت في وسط الجنة رواه النسائي وهذا لفظه وابن ماجة وابن حبان والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم ووافقه الالباني في صحيح الجامع فهذا الحديث نص على ان من امن بالنبي صلى الله عليه وسلم واسلم اي حسن ايمانه لان الاسلام اذا اطلق بعد الايمان فالمراد به احسان الايمان بالاعمال واكد ذلك بقوله صلى الله عليه وسلم وهاجر اي الي او هاجر يعني مطلقا فبشره النبي صلى الله عليه وسلم ببيت في ربض الجنة وربظ الجنة اطرافها وببيت في وسط الجنة ووسط الجنة الفردوس فقد جاء في الحديث انه عليه الصلاة والسلام قال اذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس الاعلى فانها اعلى الجنان واوسطها وفوقها عرش الرحمن وقوله صلى الله عليه وسلم وهاجر الهجرة ايها الاخوة الانتقال وكان ذلك من مكة لما كانت تحت يد المشركين الى المدينة حيث النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه قبل فتح مكة وهذه الهجرة باقية من دار الكفر الى دار الاسلام ومن دار البدعة الى دار السنة ومن معاني الهجرة الهجرة من المعصية الى التوبة لقوله صلى الله عليه وسلم المهاجر من هجر ما نهى الله عنه ومعلوم ان الهجرة سبب قد انقطع عن كثير من المسلمين بسبب شسعة دار الاسلام ووسعة دار الاسلام وفسحة دار الاسلام. فلله الحمد والمنة الذي اتى بالامان في ربوعنا واصبحنا مطمئنين على ديننا ودنيانا في بلادنا ولكن اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان من انواع الهجرة المهاجر من هجر ما نهى الله عنه فهذه هجرة لا تنقطع وكذلك اذا وجدت الداعي وهو اضطهاد المسلمين في بلاد الكافرين فان هذه هجرة ايضا لا تنقطع لكن لا هجرة من دار اصبحت للمسلمين كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في مكة لما فتحت لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية متفق عليه وقد سئلت امنا عائشة رضي الله تعالى عنها عن انقطاع فضيلة الهجرة الى الله كما في صحيح الامام البخاري قال يحيى ابن حمزة وحدثني الاوزاعي وهو ابو عمرو عبدالرحمن بن عمرو الاوزاعي امام اهل الشام عن عطاء ابن ابي رباح وهو من التابعين قال زرت عائشة مع عبيد بن عمير الليثي فسألناها عن الهجرة فقالت لا هجرة اليوم كان المؤمنون يفر احدهم بدينه الى الله تعالى والى رسوله صلى الله عليه وسلم مخافة ان يفتن عليه فاما اليوم فقد اظهر الله الاسلام واليوم يعبد ربه حيث شاء ولكن جهاد ونية قال الحافظ ابن حجر رحمه الله اشارت عائشة رضي الله عنها الى بيان مشروعية الجهاد وان سببها خوف الفتنة والحكم يدور مع علته فمقتضاه ان من قدر على عبادة الله في اي موضع اتفق لم تجب عليه الهجرة منه والا وجبت انتهى ومن هنا قال الماوردي رحمه الله اذا قدر على اظهار الدين في بلد من بلاد الكفر فقد صار البلد به دار سلم اي باسلامه كونه قادرا على اقامة الشرع فالاقامة فيها افضل من الرحلة منها لما يترجى من دخول غيره في الاسلام اذا ايها الاخوة اذا لم يخشى المسلم الذي اسلم في دار الكفار اذا لم يخشى الفتن ولا الفتنة في دينه او لم يقدر على الهجرة فيصبر على الدين ويقيم ما استطاع من شعائر الاسلام فحينئذ لا يجب في حقه الهجرة وانما تجب الهجرة اذا كانت الفتنة شديدة عليه او كان لا يستطيع ان يقيم شعائر الاسلام. كما كان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لما يسلمون ما كانوا يهاجرون الا اذا خافوا على انفسهم او طولبوا بالهجرة قال الخطابي رحمه الله كانت الهجرة اي الى النبي صلى الله عليه وسلم في اول الاسلام مطلوبة ثم افترظت لما هاجر الى المدينة الى حضرته للقتال معه صلى الله عليه وسلم. وتعلم شرائع الدين هم وقد اكد الله ذلك في عدة ايات حتى قطع الموالاة بين من هاجر ومن لم يهاجر فقال تعالى والذين امنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء. ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا فلما فتحت مكة ودخل الناس في الاسلام من جميع القبائل سقطت الهجرة الواجبة. وبقي الاستحباب وجمع البغوي رحمه الله بين حديث لا هجرة بعد الفتح وحديث لا تنقطع الهجرة بقوله اي لا هجرة من مكة الى المدينة اي لا هجرة من مكة الى المدينة بعد الفتح. وقوله لا تنقطع الهجرة اي من دار الكفر في حق من اسلم الى دار شلا قال الحافظ ابن حجر رحمه الله وقد افصح ابن عمر بالمراد فيما اخرجه الاسماعيلي بلفظ انقطعت الهجرة بعد الفتح الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تنقطع الهجرة ما قاتل الكفار. اي ما دام في الدنيا دار كفر فالهجرة واجبة منها على من اسلم وخشي ان يفتن عن دينه انتهى ايها الاخوة والاخوات قد جاءت احاديث كثيرة تدل على فضل الهجرة من اصرحها ما جاء في صحيح الامام مسلم عن جابر رضي الله عنه قال ان الطفيل ابن عمر الدوسي هاجر الى رسول الله صلى الله عليه وسلم الى المدينة وهاجر معه رجل من قومه فاجتووا المدينة فمرظ فجزع فاخذ مشاقص فقطع بها براجمه فشخبت يداه حتى مات فرآه الطفيل في منامه وهيئته حسنة ورآه مغطيا يديه فقال له ما صنع بك ربك؟ فقال غفر لي بهجرته الى نبيه صلى الله عليه وسلم فقال ما لي اراك مغطيا يديك؟ قال قيل لي لن نصلح منك ما افسدت فقصها الطفيل على رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم اللهم وليديه فاغفر قال النووي رحمه الله قوله فاجتووا المدينة معناه كرهوا المقام بها لضجر ونوع من سقم. قال الخطابي واصله من الجوى وهو داء يصيب الجوف وقوله فاخذ مشاقص جمع مشقص قال الخليل وابن فارس وغيرهما هو سهم فيه نصل عريض وقال اخرون سهم طويل ليس بالعريض. وقال الجوهري المشقص ما طال وعرض وهذا هو الظاهر هنا. لقوله قطع بها براجمة ولا يحصل ذلك الا بالعريض واما البراجم فهي مفاصل الاصابع واحدتها برجمة قوله فشخبت يداه بفتح الشين والخاء المعجمتين اي سال دمهما وقيل سال بقوة واما احكام الحديث السابق ففيه حجة لقاعدة عظيمة من قواعد اهل السنة والجماعة وهي ان ارتكاب الكبائر دون استحلال ليس سببا في الكفران ففي هذا الحديث ان من قتل نفسه او ارتكب معصية من غير استحلال ومات من غير توبة فليس بكافر ولا يقطع له بالنار بل يخشى عليه فهو في حكم المشيئة وفيه اثبات عقوبة بعض اصحاب المعاصي. فان هذا عوقب في يديه ففيه رد على المرجئة القائلين بان المعاصي لا تضر انتهى وقدم العلماء من هاجر الى النبي صلى الله عليه وسلم من المهاجرين وهذا يدلنا على فضل الهجرة ولهذا يبني الله له بيتا في الجنة ولذلك فظل العلماء المهاجرين على الانصار في الجملة وكذلك في كتاب الله تبارك وتعالى يأتي ذكر المهاجرين قبل الانصار وهو كذلك في سنة رسولنا صلى الله عليه واله وسلم ايها الاخوة والاخوات اليوم اذ انت امن مطمئن في دويرة اهلك وفي بلدتك ولا داعي لهجرتك فهل ستحرم هذا الاجر؟ الجواب لا لكن هاجر المعاصي فانها هجرة عظيمة لا يمكن هذه الهجرة الا للاقوياء على انفسهم الامارة بالسوء فان قدرت على نقل نفسك الامارة بالسوء واوصلتها الى بر الامان في طاعة الله. والرضا بقدره فانت المهاجر في هذا العصر خصوصا مع هذه الفتن التي هي من حولك ان قدرت على هذه الهجرة فافرح وابشر ببيت في الجنة وفي صحيح الامام البخاري عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه قال الحافظ ابن حجر رحمه الله قوله المسلم قيل الالف واللام فيه للكمال نحو زيد الرجل اي الكامل في الرجولة. وتعقب بانه يستلزم ان من اتصف بهذا خاصة كان كاملا ويجاب بان المراد بذلك مراعاة باقي الاركان قال الخطابي المراد افضل المسلمين من جمع الى اداء حقوق الله تعالى اداء حقوق المسلمين وفي اثبات اسم الشيء على معنى اثبات الكمال له مستفيض في كلام العرب ويحتمل ان يكون المراد بذلك ان يبين علامة المسلم التي يستدل بها على اسلامه. وهي سلامة المسلمين من لسانه ويده كما ذكر مثله في علامة المنافق ويحتمل ان يكون المراد بذلك الاشارة الى الحث على حسن معاملة العبد مع ربه لانه اذا احسن معاملة اخوانه فاولى ان يحسن معاملة ربه ومن باب التنبيه بالادنى على الاعلى. وذكر المسلمين هنا انما خرج مخرج الغالب. لان محافظة المسلم على كف الاذى عن اخيه مسلم اشد تأكيدا ولان الكفار بصدد ان يقاتلوا وان كان فيهم من يجب الكف عنه كالمعاهدين والذميين والمستأمنين والاتيان بجمع التذكير للتغليب فان المسلمات يدخلن في ذلك وخص اللسان بالذكر لانه المعبر عما في النفس. وهكذا اليد لان اكثر الافعال بها والحديث عام بالنسبة الى اللسان دون اليد لان اللسان يمكنه القول في الماضيين والموجودين والحادثين بعده. بخلاف اليد نعم يمكن ان تشارك اللسان في ذلك بالكتابة وان اثرها في ذلك لعظيم وفي التعبير باللسان دون القول نكتة فيدخل فيه من اخرج لسانه على سبيل الاستهزاء وفي ذكر اليد دون غيرها من الجوارح نكتة فيدخل فيها اليد المعنوية كالاستيلاء على حق الغير بغير حق وقوله صلى الله عليه وسلم والمهاجر هو بمعنى الهاجر وان كان لفظ المفاعل يقتضي وقوع فعل من اثنين لكنه هنا للواحد كالمسافر ويحتمل ان يكون على بابه لان من لازم كونه هاجرا وطنه مثلا انه مهجور من موطنه وهذه الهجرة ظربان ظاهرة وباطنة ايها المستمعون والمجتمعات. الهجرة الباطنة ترك ما تدعو اليه النفس الامارة بالسوء والشيطان والظاهرة الفرار بالدين من الفتن. وكأن المهاجرين خوطبوا بذلك لئلا يتكلوا على مجرد التحول من دارهم حتى يمتثلوا اوامر اوامر الشرع ونواهيه ويحتمل ان يكون ذلك بعد انقطاع الهجرة لما فتحت مكة تطييبا لقلوب من لم يدرك ذلك. بل حقيقة الهجرة تحصل لمن هجر ما نهى الله عنه. فاشتملت هاتان الجملتان على جوامع من معاني الحكم والاحكام واخرج ابن حبان في صحيحه من طريقه عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما يقول وربي هذه البنية لسمعت رسول الله صلى الله الله عليه وسلم يقول المهاجر من هجر السيئات والمسلم من سلم الناس من لسانه ويده ايها الاخوة نستطيع ان نحصل بيتا في الجنة وذلك بترك المعاصي والهجرة الى الله بالتوبة الصادقة طاعة اسأل الله ان يرزقني واياكم قصورا وبيوتا في الجنان. وان يجعلني واياكم من اهل الجنان. وان