في سبيل الله ونحوها وتارة بالركوع والسجود ونحوهما وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ان اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد بل قد يكون التقرب الى الله على انهم الملائكة اذ يدل على ان هذا القريب في نفس المكان ولكن لا نبصره. وهذا يعين ان يكون المراد قرب الملائكة لاستحالة ذلك في حق الله تعالى بقي ان يقال فلماذا اظاف الله القرب اليه؟ وهل جاء نحو هذا التعبير مرادا به الملائكة؟ فالجواب اظاف الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فلا زلنا في الامثلة التي زعم الزاعمون ان اهل السنة اولوها والاجوبة عن ذلك آآ فان القاعدة مطردة عند اهل السنة والجماعة انه لا تأويل للنصوص عن ظاهر الكتاب والسنة. المثال السابع والثامن فنبدأ على بركة الله. الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اما بعد. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى. قال الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله المثال السابع والثامن قوله تعالى ونحن اقرب اليه من حبل الوريد وقوله ونحن اقرب اليه منكم حيث فسر القرب فيهما بقرب الملائكة. والجواب ان تفسير القرب فيهما بقرب الملائكة ليس صرفا للكلام عن ظاهره لمن تدبره. اما الاية الاولى فان القربى مقيدا فيها بما يدل على ذلك حيث قال ونحن اقرب اليه من حبل اذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد. ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد. فلقوله اذ يتلقى دليل على ان المراد قرب الملكين المتلقيين. واما الاية الثانية فان القرب فيها مقيد بحال الاحتضار والذي يحضر والذي يحضر الميت عند موتهم الملائكة لقوله تعالى حتى اذا جاء احدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون. ثم ان في قوله ولكن لا تبصرون دليلا الله يقول تعالى قرب ملائكتي اليه لان قربهم بامره وهم جنوده ورسله وقد جاء نحو هذا التعبير مرادا به الملائكة كقوله تعالى فاذا قرأناه فاتبع قرآنه فان المراد به قراءة جبريل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم مع ان الله تعالى اضاف القراءة اليه لكن لما كان جبريل يقرأه على النبي صلى الله عليه وسلم بامر الله تعالى صحت الاظافة اليه صحت اظافة اليه وكذلك جاء في قوله تعالى فلما ذهب عن ابراهيم الروع وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوط وابراهيم انما كان يجادل الملائكة الذين هم رسل الله تعالى. المثال التاسع والعاشر قوله تعالى عن سفينة نوح تجري باعيننا وقولوا لموسى تثنى على عيني. والجواب ان المعنى في هاتين الايتين على ظاهر الكلام وحقيقته. لكن ما ظاهر الكلام وحقيقته هنا؟ هل يقال ان ظاهره ان السفينة تجري في عين الله وان موسى عليه الصلاة والسلام يربى فوق عين الله تعالى او يقال ان ظاهره ان السفينة تجري واعين الله ترعاها وتكلأ وكذلك تربية موسى تكون على عين الله تعالى ويرعاه يكلأه بها. ولا ريب ان القول الاول باطل من وجهين. الاول انه يقتضيه الكلام بمقتضى الخطاب العربي والقرآن وانما نزل بلغة العربي قال الله تعالى انا انزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون وقال تعالى نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين. ولا احد يفهم من قول القائل فلان يسير بعيني ايني ان المعنى انه يسير داخل عيني ولا من قول قائل فلان تخرج على عيني اي ان تخرجه كان وهو راكب على على عينه ولو ادعى المدعين ان هذا ظاهر اللفظ في هذا الخطاب لضحك منه السفهاء فظلا عن العقلاء. لو قال قائل لضيفانه انتم في عيني انتم في عيونا ما احد يفهم ان الظيفان صاروا في داخل عيون المضيف نعم الثاني ان هذا ممتنع لغاية الامتناع ولا يمكن لمن عرف الله وقدره لمن عرف الله وقدره حق قدره ان يفهمه في حق الله لان الله تعالى مستو على عرشه بائن من خلقه لا يحل فيه شيء من مخلوقاته. وله حال في شيء من مخلوقاته سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا. فاذا تبين بطلان هذا من الناحية اللفظية والمعنوية تعين ان يكون ظاهر الكلام والقول الثاني ان السفينة تجري وعين الله ترعاها وتكلؤها وكذلك تربية موسى تكون على عين الله يرعاه يكلؤه بها وهذا معنى قول بعض السلف بمرأى مني فان الله تعالى اذا كان يكلأه بعينه الازمة من ذلك ان يراه ولازم المعنى الصحيح جزء منه كما هو معلوم من دلالة اللفظ حيث تكون بالمطابقة والتظمن والتزام لازم المعنى الصحيح جزء منه لكن هذا الجزء هو جزء عقلي لان قلنا الدلالة دلالة اللازم عقلية ولا لفظية الصحيح انها عقلية لانها ملازمة للفظ عقلا وليس نصا اما دلالة المطابقة والتضامن فهما دلالتان ايش ها لفظيتان خبريتان دراية المطابقة بالاجماع دلالة التظمن عند الجمهور وهو الصواب. نعم المثال الحادي عشر قوله تعالى في الحديث القدسي وما يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به بصره الذي به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لاعطينه ولئن استعاذني لاعيذنه. والجواب ان هذا الحديث صحيح رواه البخاري وفي باب التواضع الثامن والثلاثين من كتاب الرقاب. وقد اخذ السلف اهل السنة والجماعة بظاهر الحديث واجروه على حقيقته. ولكن اما ظاهر هذا الحديث هل يقال ان ظاهره ان الله تعالى يكون ساكون سمع الولي وبصره ويده ورجله؟ او يقال ان ظاهره الله تعالى يسدد الولي في سمعه وبصره ويده ورجله بحيث يكون ادراكه وعمله لله وبالله وفي الله. ولا ريب ان القول الاول ليس ظاهر الكلام بل ولا يقتضيه الكلام لمن تدبر الحديث فان في الحديث ما يمنعه من فان القول الاول مو بس ليس ظاهر الكلام مو بل ولا يقتضي الكلام بل لو قال به قائل للزم ان يكون الخالق والمخلوق شيئا واحدا او ان الخالق حل في اذن المخلوق وهذا هو الحلول الجزئي الذي انكره والله تبارك وتعالى على اليهود والنصارى لما قالت اليهود عزير بن رضاء وهذا حلول جزئي او اتحاد جزئي ولما قالت النصارى المسيح ابن الله نعم قال رحمه الله فان في الحديث ما يمنعه من وجهين الوجه الاول ان الله تعالى قال وما يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه وقالوا ولئن سألني لاعطينه ولئن استعاذني لاعيذنه فاثبت عبدا ومعبودا ومتقربا ومقربا اليه ومحبا ومحبوبا وسائلا ومسئولا ظنوا مستعيذا ومستعاذا به ومعيذا ومعاذا فسياق الحديث يدل على اثنين متباينين كل واحد منهما غير الاخر وهذا يمنع ان يكون احدهما وصفا في الاخر وجزءا من اجزائه. الوجه الثاني ان سمع الوليد وبصره ويده ورجله كلها اوصاف او اجزاء في مخلوق حادث بعد ان لم يكن ولا يمكن لاي عاقل ان يفهم ان الخالق الاول الذي ليس قبله شيء يكون سمعا وبصرا ويدا ورجلا لمخلوق. بل ان هذا المعنى تشمئز منه النفس ان تتصوره ويحصر ويحصر اللسان ان ينطق به ولو على سبيل الفرظ والتقدير. فكيف يسوغ ان يقال انه ظاهر الحديث القدسي وانه قد صرف عن هذا الظاهر سبحانك اللهم وبحمدك لا نحصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك واول من زعم اه هذه اللوازم وانها لازمة وان هذا الظاهر هو اللازم هو ابو حامد الغزالي غفر الله له وتجاوز عن فهو اول من زعم انه يجب على اهل السنة ان يؤوله لماذا؟ قال لهذه الاحاديث ولهذه الايات مع انه لو اعطاها حقها لما لزم اي تأويل. نعم واذا تبين بطلان القول الاول وامتناعه تعين القول الثاني وهو ان الله تعالى يسدد هذا الولي في سمعه وبصره وعمله. بحيث يكون ادراكه بسمعه وبصري وعمله بيده ورجله كله لله تعالى اخلاصا. وبالله تعالى استعانة وفي الله تعالى شرعا واتباعا. فيتم له بذلك كمال الاخلاص والاستعانة جلد متابعة وهذا غاية التوفيق وهذا ما فسره به السلف وهو تفسير مطابق لظاهر اللفظ موافق لحقيقته متعين بسياقه وليس فيه تأويل ولا صرف للكلام عن ظاهره ولله الحمد والمنة. المثال الثاني عشر قوله صلى الله عليه وسلم في فيما يرويه عن الله تعالى انه قال من تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا ومن تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا ومن اتاني يمشي اتيته هرولة وهذا الحديث صحيح رواه مسلم في كتاب الذكر والدعاء من حديث ابي ذر رضي الله عنه روى وروى نحوه من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ايضا وكذلك روى البخاري نحو من حديث ابي هريرة رضي الله عنه في كتاب التوحيد والباب الخامس عشر وهذا الحديث كغيره من النصوص الدالة على قيام الافعال الاختيارية بالله تعالى. وانه سبحانه فعال لما يريد كما ثبت ذلك في الكتاب والسنة مثل قوله تعالى واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان. وقوله وجاء ربك الملك صفا صفا. وقوله ان ينظرون لان تأتيهم الملائكة او يأتي ربك او يأتي بعض ايات ربك. وقوله الرحمن على العرش استوى. وقوله صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا الى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الاخر وقوله صلى الله عليه وسلم ما تصدق احد بصدقة من طيب ولا يقبل الله الا الطيب الا اخذها رحمن بيمينه الى غير ذلك من الايات والاحاديث الدالة على قيام الافعال الاختيارية به تعالى. فقوله في هذا الحديث تقربت منه واتيته من هذا الباب والسلف اهل السنة والجماعة يجرون هذه النصوص على ظاهرها وحقيقة معناها اهل لا يقي بالله عز وجل من غير تكييف ولا تمثيل. قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى واما جنو واما دنوه نفسه وتقربه من بعد عباده فهذا يثبته من يثبت قيام الافعال الاختيارية بنفسه ومجيئه بيوم القيامة ونزوله واستوائه على العرش وهذا مذهب السلف ائمة وائمة الاسلام المشهورين واهل الحديث والنقل عنهم بذلك متواتر. انتهى كلامه رحمه الله. فاي مال يمنع من القول لانه يقرب من عبده كيف شاء كيف يشاء مع علوه. واي مانع يمنع من اتيانه كيف يشاء بدون تكييف ولا تمثيل؟ وهل هذا الا من كماله ان فعالني ما يريد على الوجه الذي يليق به للقرب القرب هو بمعنى المعية الخاصة القرب هو بمعنى المعية الخاصة وقال بعض العلماء ان القرب اخص من المعية الخاصة نعم فذهب بعض الناس الى ان قوله تعالى في هذا الحديث القدسي اتيته هرولة يراد به سرعة قبول الله تعالى واقباله على عبده المتقرب اليه المتوجه بقلبه وان مجازاة الله للعامل له اكبر من عمل العامل وعلل ما ذهب اليه بان الله تعالى قال في الحديث ومن اتاني يمشي ومن المعلوم ان المتقرب الى الله عز وجل الطالبة للوصول اليه لا يتقرب ويطلب الوصول الى الله تعالى بالمشي فقط بل نارة يكون بالمشي وكسير الى مساجد ومشاعر الحج والجهاد وطلب الوصول اليه والعبد مضطجع على جنبه كما قال الله تعالى الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم. وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمران ابن حصين رضي الله عنهما صلي قائما فان لم تستطع فقاعدا فان لم تستطع فعلى جنب. قال فاذا كان كذلك صار المراد بالحديث بيان مجازاة الله تعالى العبد على عمله وان من صدق في الاقبال على ربه وان كان وطيا جازاه الله تعالى باكمل من عمله وافضل وصار هذا هو ظاهر اللفظ بالقرينة الشرعية المفهومة من سياقه واذا كان هذا ظاهر اللفظ والقرينة الشرعية لم يكن تفسيره به خروجا به عن ظاهره ولا تأويلا كتأويل اهل التعطيل فلا يكون حجة لهم على اهل ولله الحمد وما ذهب اليه هذا القائل وهو حظ من النظر لكن القول الاول اظهر واسلم واليقظ بمذهب السلف ويجاب عما جعله قرينة من كون التقرب الى الله تعالى وطلب الوصول اليه لا يختص بالمشي بان الحديث خرج مخرج المثال لا للحصر فيكون معنا من اتاني يمشي في عبادة اليه المشي تفتقر الى المشي لتوقفها عليه بكونه وسيلة لها كالمشي والمساجد للصلاة او من ماهيتها كالطواف والسعي والله تعالى اعلم نقول ان القاعدة عند اهل السنة والجماعة انه لما قال من اتاني يمشي اتيته هرولة ان الهرولة والمشي والقرب هذه من صفات الافعال وصفات الافعال اهل السنة والجماعة يثبتونها فاذا كان الامر كذلك فالله عز وجل يقرب الى من شاء ويمشي الى من شاء كيف شاء سبحانه وتعالى ولا يلزم من ذلك اي محظور من محظورات التمثيل او التشبيه كما يقوله المتقولون نعم المثال الثالث عشر قوله تعالى اولم يروا انا خلقنا لهم مما عملت ايدينا انعاما. والجواب يقال ما هو ظاهر هذه الاية حقيقتها حتى يقال انها صرفت عنه. هل يقال ان ظاهرها ان الله تعالى خلق الانعام بيده كما خلق ادم بيده؟ او يقال ان ظاهرها ان الله تعالى خلق الانعام كما خلق غيرها لم يخلقها بيده لكن اضافة العمل الى اليد والمراد صاحبها معروف في اللغة العربية التي نزل بها القرآن الكريم. اما القول الاول فليس هو ظاهر اللفظ لوجهين. احدهما ان اللفظ لا يقتضيه بمقتضى اللسان العربي الذي نزل به القرآن. الا ترى الى قوله تعالى وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم وقولي ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون قوله ذلك بما قدمت ايديكم فان المراد ما كسبه الانسان نفسه ما قدمه. وان عمله بغير يده بخلاف ما اذا قال عملته بيدي كما في قوله تعالى فان للذين يكتبون الكتاب بايديهم ثم يقولون هذا من عند الله فانه يدل على مباشرة الشيء باليد. الثاني ان انه لو كان المراد ان الله تعالى خلق هذه الانعام بيده لكان يفض الاية تناقض عجيب نعم المثال الخامس عشر قوله تعالى في الحديث القدسي يا ابن ادم مرضت فلم تعدني الحديث هذا الحديث رواه مسلم في باب فضل عيادة المريض من كتاب والصلة والاداب خلقنا لهم بايدينا انعاما كما قال الله تعالى في ادم ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي لان القرآن نزل بالبيان لا بالتعمية لقوله تعالى ونزلنا عليك الكتابة تبيانا لكل شيء. يعني مراد الشيخ ان الظاهر يختلف باختلاف دخول حروف الجر الكلمة فلما يقول العرب لما تقول عملنا بايدينا غير عملت ايدينا عندهم لان عملنا بايدينا الباتفيد المباشرة عملنا بايدينا فامسحوا برؤوسكم اذا لا بد من مباشرة الرأس اليدين للرأس لان البال للصاق والمباشرة لكن لما الناس يسمعون عملنا بايدينا يفهمون ان العمل كان وتم بايديهم لما يسمعون عملت ايدينا يفهمون انهم اللي قاموا بها. ما يفهمونا ايديهم هي التي عملها. هم قاموا بها سواء بامرهم او بمباشرتهم او بقولهم او باشرافهم ايا كان نعم واذا ظهر بطلان القول الاول تعين ان يكون الصواب هو القول الثاني وهو ان ظاهر اللفظ ان الله تعالى خلق الانعام كما خلق ولم يخلقها بيده لكن اضافة العمل الى اليد كاظافته الى النفس بمقتضى اللغة العربية بخلاف ما اذا اضيف الى النفس عدي بالباء الى اليد نبه للفرق فان التنبه للفروق بين المتشابهات من اجود انواع العلم. وبه يزول كثير من الاشكالات. الان مر معنا تنبيه على امرين طيب الاول ان طالب العلم ان عليه ان يتنبه الى دلالة تظمن والالتزام فانهما بابان عظيمان من ابواب باب العلم والثاني ان يتنبه للفروق بين المتشابهات فان الفروق او معرفة الفروق بين المتشابهات من اجود انواع العلم لانه يزيل الالباس ويوضح الملتبس على الناس نعم المثال الرابع عشر قوله تعالى ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله يد الله فوق ايديهم. والجواب ان يقال هذه الاية تضمنت الجملة الاولى قوله تعالى ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله. وقد اخذ السلف اهل السنة بظاهرها وحقيقتها وهي صريحة في ان الصحابة رضي الله عنهم كانوا يبايعون النبي صلى الله عليه وسلم نفسه كما في قوله تعالى قد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة ولا يمكن لاحد لمن يفهم من قوله تعالى انما يبايعون الله انهم يبايعون الله نفسه لا ولا ان يدعي ان ذلك ظاهر اللفظ لمنافاته لاول الاية والواقع في حق الله تعالى وانما جعل الله تعالى مبايعة الرسول صلى الله عليه وسلم مبايعة له لانه رسوله وقد بايع الصحابة على الجهاد في سبيل الله تعالى الرسول على الجهاد في سبيل الله في على الجهاد في سبيل من ارسله مبايعة لمن ارسله لانه رسوله المبلغ عنه كما ان طاعة الرسول طاعة لمن ارسله. لقوله تعالى من يطع الرسول فقد اطاع الله. وفي اضافة مبايعته الرسول صلى الله عليه وسلم الى الله تعالى من تشريف صلى الله عليه وسلم تأييده وتوكيده هذه المبايعة وعظمها ورفع شأن المبايعين ما هو ظاهر لا يخفى على احد. طبعا الناس اختلفوا في معنى يد الله فوق ايديهم من الذين يبايعونك انما يبايعون الله فالحلولية ذهبوا الى ان الله حل في النبي تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا والمعطلة انكروا المبايعة فانكروا يد الله ان تكون فوق ايديهم بمعنى الصفة واما اهل السنة والجماعة فقالوا بالمعنى الظاهر اللائق بالنص الذي فهمه الصحابة نعم الجملة الثانية قوله تعالى يد الله فوق ايديهم وهذه ايضا على ظاهرها وحقيقتها فان يد الله تعالى فوق ايدي المبايعين لان يده في صفاته سبحانه فوقهم على عرشه فكانت يده فوق ايديهم وهذا ظاهر اللفظ وحقيقته وهو لتوكيد كون المبايعة النبي صلى الله عليه وسلم مبايعة لله عز وجل ولا يلزم منها ان تكون يد الله جل وعلا مباشرة مباشرة لايديهم الا ترى انه يقال السماء فوقنا مع انها مباينة لنا بعيدة عنا فيد الله عز وجل فوق ايدي المبايعين لرسول الله صلى الله عليه وسلم مع مباينته تعالى لخلقه وعلوه عليهم ولا يمكن لاحد ان يفهم ان المراد بقول يد الله فوق ايديهم يد النبي صلى الله عليه وسلم ولا ان يدعي ان ذلك ظاهر اللفظ لان الله تعالى اظاف اليد الى نفسه ووصفها بانها فوق ايديهم النبي صلى الله عليه وسلم عند مبايعة الصحابة لم تكن فوق ايديهم بل كان يبسطها اليهم فيمسك بايديهم كالمصافح لهم فيده مع ايديهم لا فوق ايديهم ونحن نقول الان لاحظ الان السماء فوق الارض اذا قلت السماء فوق الارض هل يلزم انه لا بد ان تكون السماء مماس للارض اذا اذا قلت يد الله فوق ايديهم. من اين فهمتم انه لابد ان يكون يد الله في الارض حتى تكون فوق ايديهم؟ يا سبحان الله عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى يقول يوم القيامة يا ابن ادم مرضت فلم تعدني. قال يا رب كيف اعودك وانت رب العالمين؟ قال ما علمت ان عبدي فلانا مرض لم تعده اما علمت انك لو عدته لوجدتني عنده؟ يا ابن ادم ما استطعمتك فلن تطعمني قال يا ربي وكيف اطعمك وانت رب العالمين؟ قال ما علمت لو استطعمك عبدي فلانا فلن تطعمه اما علمت انك لو اطعمته لوجدت ذلك عندي يا ابن ادم استسقيتك فلم تسقني قال يا ربي كيف اسقيك وانت ربي رب العالمين قال استسقاك عبدي فلانا فلن تسقه اما انك لو سقيته وجدت ذلك عندي والجواب ان السلف اخذوا بهذا الحديث ولم يصرفوه عن ظاهره بتحريف يتخبطون فيه باهوائهم انما فسروه بما فسروا به المتكلم به فقوله تعالى في الحديث القدسي مرضت واستطعمتك واستسقيتك اذا بينه الله تعالى بنفسه حيث قال اما علمت ان عبدي فلانا مرض وانه استطعمك عبدي فلان واستسقاك عبدي فلان وهو صريح في ان المراد به مرض عبد من عباد الله وسقاهم عبد من عباد الله واستسقاء عبد من عباد الله. والذي فسره بذلك هو الله المتكلم به وهو اعلم بمراده فاذا فسرنا المرض المضافة الى الله والاستطعام المضاف اليه والاستثقاء المضاف اليه بمرض العبد واستطعمه واستسقائه لم يكن في ذلك صرف للكلام عن ظاهره لان ذلك تفسير المتكلم به فهو كما لو تكلم بهذا المعنى ابتداء وانما اضافه الله الى نفسه اول وانما اضاف الله ذلك الى نفسه اولا للترغيب والحث كقوله تعلم من ذا الذي يقرض الله وهذا الحديث من الواحد يسمع من ذا الذي يقرض الله فيجي يقول لك يعني لازم تأول الاية ليش؟ قال شلون تقرض الله البنت ما تفهم من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا المقصود هنا بهذا القرظ على الظاهر اننا نعطي الزكاة والصدقات فان الله سبحانه وتعالى يعوضنا مقابل ما نعطي من الزكاة ومن الصدقات اضعاف اضعاف اضعاف ما يعطيه المقرض لمقرظه. ما في اي تأويل فكذلك الحديث استطعمتك فلم تطعمني مجمل ولذلك العبد استفصل كيف اطعمك كيف ازورك كيف اسقيك فجاء البيان من الله عز وجل فاين الان الحاجة الى التأويل؟ سبحان من يطمس على البصائر نسأل الله ان يبصرنا واياكم بالحق. نعم وهذا الحديث من اكبر الحجج الدامغة لاهل التأويل الذين يحرفون نصوص الصفات عن ظاهرها بلا دليل من كتاب الله تعالى. ولا من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم انما يحذفون بشبه باطلة هم فيها متناقضون مضطربون. اذ لو كان المراد خلاف ظاهرها كما يقولون لبينه الله تعالى ورسوله ولو كان ممتنعا على الله كما زعموا لبينه لبينه الله ورسوله كما في هذا الحديث. ولو كان ظاهرها اللائق بالله ممتنعا على والله لكان في الكتاب والسنة من وصف الله تعالى بما يمتنع عليه ما لا يحصى الا بكلفة وهذا من اكبر المحال. ولنكتفي بهذا القدر من الامثلة لتكون نبراسا لغيرها والا فالقاعدة عند اهل السنة والجماعة معروفة. وهي اجراء ايات الصفات واحاديثها على ظاهرها. من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل وقد تقدم الكلام على هذا مستوفا في قواعد نصوص الصفات والحمد لله رب العالمين. الخاتمة. اه ننتبه بما يريدونه من الامثلة التي يريدون منك ان تأولها ان تنتمي الى ان بعض الامثلة قد لا تكون من احاديث الصفات واياتها فانتبه لهذا مثل قول بعضهم فانما تولوا فثم وجه الله يقول لك الان آآ وجه الله في اي جهة قل له لا الاية باتفاق المفسرين المقصود بها قبلة الله واطلاق الوجه هنا على القبلة ما هو معنى ما هي مضافة اضافة الصفاتية لان القبلة ها لها عين قائمة بذاتها بدليل اننا نشير اليها نقول هذه هي القبلة اليس كذلك هذه هي وجهة المصلي. صح ولا لا؟ لذلك المصلي اذا ما كان يعرف القبلة شو يقول لك وين يتوجه صح طيب اذا ما في اي تأويل ولا هذه هذه الاية ليست من ايات الصفات فتنبه الى هذا ولهم امثلة كثيرة ايضا يأتيك انسان ويقول لك انت الان اه لا ترى التأويل طيب الله سبحانه وتعالى قال عن المفرط يا حسرتاه على ما فرطت في جنب الله يلزمك ان تثبت لله جنبا واحدا كله يبقى انت اذا لم تفهم ماذا نفعل الجنب مضاف الى الله سبحانه وتعالى وهذه الاظافة لاثبات الجنس من هو علاقة هل هي واحدة ولا اثنين؟ ليش انت تخوظ بعقلك في هذه الامور فانتبه لهذه القضايا لا بد ان تكون دقيقا لا تنطق في هذا الباب الا بما نطق الله به ورسوله فترتاح فترتاح او بما تم عليه الاجماع نعم قال رحمه الله الخاتمة اذا قال قائل قد عرفنا بطلان مذهب اهل التأويل في باب الصفات. ومن المعلوم ان الاشاعرة من اهل التأويل فكيف يكون مذهبهم باطلا وقد انهم يمثلون اليوم خمسة وتسعين بالمئة من المسلمين كيف يكون باطلا وقدوتهم في ذلك ابو الحسن الاشعري؟ وكيف يكون باطلا وفيهم فلان وفلان من العلماء المعروفين بالنصيحة لله وفيهم فلان وفلانا من العلماء المعروفين بالنصيحة لله ولكتابه ولرسوله ائمة المسلمين وعامتهم. هذه شبهة يدندنون حولها كثيرا او يفخمونها ويعظمونها حتى تنظر اليهم نظرة التوقير من جهة وحتى لا تعتز بالسنة التي انت عليها من جهة اخرى فتعلم الجواب قلنا قلنا الجواب عن السؤال الاول اننا لا نسلم ان تكون نسبة الاشاعرة بهذا القدر. بالنسبة لسائر فرق المسلمين فان هذه دعوة تحتاج الى اثبات عن طريق الاحصاء الدقيق. ثم لو سلمنا انهم بهذا القدر او اكثر فانه لا يقتضي عصمتهم من الخطأ لان في اجماع المسلمين لا في الاكثر ثم بل ان الاشعرية في كثير من عقائدهم لا يتجرأون على اظهار عقائدهم امام العام لا يستطيع احدهم ان يقول امام العامة هذا القرآن ليس كلام الله. والله ما يستطيعه ولا يستطيع احدهم ان يقول ان العبد ليس له ارادة امام العامة ولا يستطيع احدهم ان يقول ان الله عز وجل يأمر لا لحكمة يفعل لا لحكمة والله ما يستطيع وهذا وحده دليل على ان عوام المسلمين على الفطرة والفطرة هي العقيدة السليمة نعم ثم نقول ان اجماع المسلمين قديما ثابت على خلاف ما كان عليه اهل التأويل فان السلف الصالح من صدر هذه الامة وهم الصحابة الذين هم خير القرون والتابعون باحسان وائمة الهدى من بعدهم كانوا مجمعين على اثبات ما اثبته الله لنفسه واثبته له رسوله من الاسماء والصفات واجراء النصوص على ظاهرها اللائقة بالله تعالى من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل. وهم خير قرون بنص الرسول صلى الله عليه وسلم. اجماعهم حجة لانه مقتضى مقتضى الكتاب والسنة وقد سبق نقل الاجماع عنهم في القاعدة الرابعة من القواعد نصوص الصفات. والجواب عن السؤال الثاني ان ابا الحسن الاشعري رحمه الله وغيره من ائمة المسلمين لا يدعون لانفسهم العصمة من بل لم ينالوا الامامة في الدين الا حين عرفوا قدر انفسهم ونزلوها منزلتها. وكان في قلوبهم من تعظيم الكتاب والسنة ما استحقوا به ان يكونوا ائمة. قال الله تعالى وجعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون. وقال عن ابراهيم ان ابراهيم كان امة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين شاكرا لانعمه اجتباه وهداه الى صراط مستقيم. ان قالوا نتبع الاشعري لانه معصوم يلزمهم ان يتبعوه يوم ان كان على عقيدة زوج امه ابي علي الجبار وهو من كبار المعتزل فدل على انهم لا يقولون بعصمته فاذ كانوا لا يقولون بعصمتي فحينئذ لا يجوز لهم ان يتبعوه على خطأ صدر منه ثمان هؤلاء الائمة الذين اشتهروا في الامة عرف منهم من قبول الحق وان اخطأوا ما لو ظهر لاحدهم ولو وهو في اخر رمق من حياته لرجى عما كان عليه قبل ما مماتي نعم ثمان هؤلاء المتأخرين الذين ينتسبون اليه لم لم يقتدوا به الاقتداء الذي ينبغي ان يكونوا عليه. وذلك ان الحسن كان له مراحل ثلاث في العقيدة المرحلة الاولى مرحلة الاعتزال اعتنق مذهب المعتزلة اربعين عاما يقرره ويناظر عليه ثم رجع عنه وصرح بتضليل المعتزلة وبالغ في الرد عليهم. طبعا سبب اعتناقه مذهب المعتزلة زوج امه ابي علي الجبائي. زوج امه ابو علي الجبائي. نعم. المرحلة الثانية مرحلة بين الاعتزال المحض والسنة المحضة سلك فيها طريق ابي محمد عبدالله بن سعيد بن كلاب قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى والاشعري برزخ بين السلف والجهمية اخذوا من هؤلاء كلاما صحيحا ومن هؤلاء اصول عقلية ظنوها صحيحة وهي فاسدة. جرت مناظرة بين ابي علي الجباي بين رجل متبع لابي محمد عبدالله بن سعيد بن كلة فغلب الكلابي الجبائية فتبعه الاشعري وصار يتعلم منه في هذه المرحلة والف فيه بعض المؤلفات في هذه المرحلة واما في مرحلة الاتنزال فلم يؤلف فيه شيء. نعم المرحلة الثالثة مرحلة اعتناق مذهب اهل السنة والحديث مقتديا بالامام احمد بن حنبل رحمه الله كما قرأه في كتابه الابانة من اصول الديانة وهو من كتبي او اخرها هو اخرها. وقد الف هذه الرسالة بعد وروده الى بغداد ولقائه لتلامذة الامام احمد رحمه الله تعالى ورحمه. نعم قال في مقدمته جاءنا يعني النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد. جمع فيه علم الاولين واكمل الفرائض والدين فهو صراط الله المستقيم وحابله المتين من تمسك به نجا ومن خالفه ضل وغوى وفي الجهل تردى وحث الله في كتابه على التمسك بسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. فقال عز وجل وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا. الى ان قال فامرهم بطاعة رسوله كما امرهم بطاعته دعاهم الى التمسك بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم كما امر بالعمل بكتابه فنبذ كثير ممن غلبت شقوته واستحوذ عليهم الشيطان سننا نبي الله صلى الله عليه وسلم وراء ظهورهم وعدلوا الى اسلاف لهم قلدوهم بدينهم. ودانوا ديانتهم وابطلوا سنن الله صلى الله عليه وسلم ورفضوها وانكروها وجحدوا وجحدوها افتراء منهم على الله. قد ضلوا وما كانوا مهتدين. ثم ذكر رحمه الله اصولا من اصول اشار الى بطلانها ثم قال فان قال قائل قد انكرتم قول المعتزلة والجهمي والحروري والرافضي والمرجأ فعرفونا قولكم الذي به تقولون وديانتكم التي بها التي بها تدينون. قيل له قولنا الذي نقول به وديانتنا التي ندين بها التمسك بكتاب ربنا عز وجل وبسنة نبينا صلى الله عليه وسلم. وما روي عن الصحابة والتابعين من ائمة الحديث ونحن بذلك معتصمون ما قال ان الدين الذي ندين به هو العقل ولا المنطق ها فمن يدعي انه اشعري يلا تمسك بكتاب الله وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما جاء عن الصحابة والتائبين وائمة الحديث نعم قال رحمه الله بما كان يقول به ابو عبد الله احمد ابن محمد ابن حنبل نضر الله وجهه ورفع درجته واجل مثوبته قائلون ولمن خالف قوله مجانبون لانه الامام الفاضل والرئيس الكامل ثم اثنى عليه بما اظهر الله على يده من الحق وذكر ثبوت الصفات ومسائل في القدر والشفاعة وبعض السمعيات وقرر ذلك بالادلة النقلية والعقلية والمتأخرون الذين ينتسبون اليه اخذوا بالمرحلة الثانية من مراحل عقيدته قرر مسائل العقيدة في جميع الابواب على طريق السمع والعجيب انه لما جاء عند ايات الصفات اه كل ما جاء عند اية قال والمعتزلة يقولون يد الله قدرته يقولون كل تأويلاتهم التي يقول بها الاشاعرة هو ذكرها على انها من تأويلات المعتزلة فوعجبا كيف ينتسبون اليه وهو بريء منهم. نعم والمتأخرون الذين ينتسبون اليه اخذوا بالمرحلة الثانية من مراحل عقيدته والتزموا طريق التأويل في عامة الصفات. ولم يثبتوا الا الصفات السبع المذكورة في هذا حي عليم قدير والكلام له ارادة وكذلك السمع والبصر. على خلاف بينهم وبين اهل السنة في كيفية اثباتها. ولما ذكر شيخ الاسلام ابن تيمية الله ما قيل في شأن الاشعرية قال ومرادهم الاشعرية التي الذين ينفون صفات الخبرية واما من قال منهم بكتاب الابالة الذي صنفه الاشعري في اخر عمره ولم يظهر وقالت ان تناقض ذلك فهذا يعد من اهل السنة. لا شك ان كل اشعري يعتقد بما في الابانة عن اصول الديانة فهو وان سمى نفسه اشعريا فهو على طريقة السلف نعم وقال قبل ذلك واما الاشعرية فعطش هؤلاء وقولهم يستلزم التعطيل وانه لداخل العالم ولا خارجه وكلامه معنى واحد ومعنى اية الكرسي واية الدين والتوراة والانجيل واحد وهذا معلوم وهذا معلوم الفساد بالضرورة وقال التلميذ ابن القيم في النونية واعلم بان طريقهم عكس الطريق المستقيم لمن له عينان الى ان قال فاعجب لعميان البصائر ابصروا كون المقلد صاحب البرهان ورأوه بالتقليد اولى من سواه بغير ما بصر ولا برهان. وعموا عن الوحيين اذ لم يفهموا معناهم ما عجبا لي للحرماني. وقال الشيخ محمد امين الشنقيطي رحمه الله في تفسيره اضواء البيان على تفسير محمد امين الشنقيطي صاحب التفسير هو من مشايخ الشيخ ابن عثيمين صاحب تفسير اضواء البيان يعتبر من كبار مشايخ الشيخ ابن عثيمين رحمه الله نعم قال على تفسير اية الاستواء الله تعالى على عرشه التي في سورة الاعراف قال رحمه الله اعلم انه غلط في هذا خلق لا يحصى كثرة من المتأخرين فزعموا ان الظاهرة المتبادلة والسابق الى الفهم من معنى استواء واليد مثلا في الايات القرآنية هو مشابهة صفات الحوادث وقالوا يجب علينا ان نصرفه عن ظاهره اجماعا قال ولا يخفى على ادنى مشابهة وصفات الحوادث اي صفات المخلوقات نعم قال ولا يخفى على ادنى عاقل ان حقيقة معنى هذا القول ان الله وصف نفسه في كتابه بما ظاهره متبادل منه السابق الى الفهم الكفر بالله تعالى والقول فيه بما لا به جل وعلا والنبي صلى الله عليه وسلم الذي قيل له وانزلنا اليك الذكرى تبين للناس ما نزل اليهم لم يبين حرفا واحدا من ذلك مع اجماع من يعتد به من على انه صلى الله عليه وسلم لا يجوز في حقه تأخير البيان عن وقت الحاجة اليه عن وقت الحاجة اليه واحرى في العقائد لا سيما مظاهره المتبادل منهم كفر والضلال المبين حتى جاء هؤلاء الجهلة من المتأخرين فزعموا ان الله اطلق على نفسه الوصفة بمظاهره المتبادل منه لا يليق. والنبي صلى الله عليه وسلم كتم ان ذلك الظاهر المتبادل كفر وضلال يجب صرف اللفظ عنه. وكل هذا من تلقاء انفسه من غير اعتماد على كتاب او سنة. سبحانك هذا بسان عظيم ولا يخفى ان هذا القول من اكبر الضلال من اعظم الافتراء على الله جل وعلا ورسوله صلى الله عليه وسلم. والحق الذي لا محمد الامين رحمه الله له محاضرة بعنوان الاسماء والصفات سمعية ليتك تسمعها وتعيد السمع فيها. والله لو سمعت عشر مرات لن تشبع وهو يلقي القاء وانت تظن انه يقرأ قراءة اسرع من قراءة ابي عمر ها هو يلقي القاء بحر بحر لا ساحل يمشي بسرعة مئة وثمانين كيلو شيء عجب سبحان الله العظيم نعم طبع اخر شيء ها محاظرة مطبوعة. مطبوع؟ لا لا انا ابيكم انا ابيهم يسمعون يسمعون الصوتي ما ابيهم يقرون المكتوب عشان تعرفوا شلون العلم نعم قال رحمه الله والحق الذي لا يشك فيه ادنى عاقل ان كل وصف وصف الله به نفسه او وصف به رسوله صلى الله عليه وسلم. فالظاهر متبادل منه السابق الى فهم من في قلبه شيء من الايمان هو التنزيه التام عن مشابهة شيء من صفات الحوادث. قال وهل ينكر عاقل ان السابق الى الفهم متبادل كل عاقل هو منافاة الخالق لمخلوق في ذاته وجميع صفاته. لا والله لا ينكر ذلك الا مكابر. والجاهل المفتري الذي يزعم ان ظاهر ايات صفات لا يليق بالله لانه كفر وتشبيه انما جر اليه ذلك تنجيس قلبه بقدر التشبيه بين الخالق والمخلوق فاداه شؤم التشبيه الى نفي الله جل وعلا وعدم الايمان بها مع انه جل وعلا هو الذي وصف بها نفسه. فكان هذا الجاهل مشبها اولا ومعطلا ثانيا فارتكب ما لا يليق ابتداء وامتهان ولو كان قلبه عارفا بالله كما ينبغي معظما لله كما ينبغي ظاهرا من اقذار التشبيه. فكان المتبادر عنده السابق الى فهمه ان وصف الله تعالى بالغ من الكمال والجلال ما يقطع اوهام علائق المشابهة بينه وبين صفات المخلوقين. فيكون قلبه مستعدا للايمان بصفات والجلال الثابتة لله في القرآن الكريم والسنة الصحيحة مع التنزيه التام عن مشابهة صفات الخلق على نحو قوله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير انتهى كلامه رحمه الله. والاشعري ابو الحسن رحمه الله كان في اخر عمره على مذهب اهل السنة والحديث وهو اثبات ما اثبته الله تعالى لنفسه في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل ومذهب الانسان ما قاله اخيرا اذا صرح بحصر قوله فيه كما هي الحال في ابي الحسن كما يعلم من كلامه في الابانة وعلى هذا فتمام تقليده اتباع ما كان عليه اخيرا وهو التزام مذهب اهل الحديث والسنة لانه المذهب الصحيح الواجب الاتباع الذي التزم به ابو الحسن نفسه. كذلك كتابه مقالات الاسلاميين صار فيه على سنن السلف مع انه تعرفون يعني لرجع من عقيدة قديمة يمكن يترك بعظ الرواسب لكنه في الجملة على عقيدة اهل السنة. نعم قال رحمه الله والجواب عن السؤال الثالث من وجهين نعم. الاول ان الحق لا يوزن بالرجال وانما يوزن الرجال بالحق. هذا هو الميزان الصحيح. وان كان لمقام رجال ومراتبهم اثر في قبول اقوالهم كما نقبل خبر العدل ونتوقف في خبر الفاسق لكن ليس هذا هو الميزان في كل حال. فان الانسان بشر يفوته من كمال العلم وقوة الفهم ما يفوته فقد يكون الرجل دينا ذا خلق ولكن يكون ناقص العلم او ضعيف الفهم فيفوته من الصواب بقدر ما حصل له من النقص والضعف او يكون قد نشأ على طريق معين او مذهب معين لا يكاد يعرف غيره ويظن ان الصواب منحسر فيه ونحو ذلك. الثاني اننا اذا قابلنا الرجال الذين على طريقة الاشاعرة بالرجال الذين هم على طريقة وجدنا في هذه في هذه الطريق من هم اجل واعظم واهدى واقوم من الذين على طريقة الاشاعرة واعظم واهدى واقوم ها اضف هذه الكلمة بعد نعم فالائمة فالائمة الاربعة اصحاب المذاهب المتبوعة ليسوا على طريقة الاشارة واذا ارتقيت الى من فوقهم من التابعين لم تجدهم على طريقة الاشاعرة على طريق الاشاعرة واذا علوت الى عصر الصحابة والخلفاء الاربعة الراشدين لم تجد فيهم فيهم من حذى حذو الاشاعرة في اسماء الله تعالى وصفاته وغيرهما مما خرج به اعرة عن طريق السلف ونحن لا ننكر ان لبعض العلماء المنتسبين الى الاشعري قدم صدق في الاسلام والذب عنه والعناية بكتاب الله تعالى وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم رواية ودراية والحرص على نفع المسلمين وهدايتهم لكن هذا لا يستلزم عصمته من الخطأ فيما اخطأوا فيه ولا قبول قول في كل ما قالوه ولا يمنع من بيان خطأهم ورده لما في ذلك من بيان الحق وهداية الخلق. ولا ننكر ايضا ان لبعضهم قصدا حسنا فيما ذهب اليه قفي عليه الحق فيه ولكن لا يكفي لقبول قول الحسن ولا يكن لا يكفي لقبول القول حسن قصد قائله بل لابد ان يكون موافقا لشريعة الله عز وجل فان كان مخالف لها وجب رده على طائره كائنا من كان. لقول النبي صلى الله عليه وسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد. ثم ان كان قائله معروفا بالنصيحة والصدق في طلب الحق اعتذر عنه في هذه المخالفة الا عمل بما يستحق بما يستحقه بسوء قصده ومخالفته. فان قال قائل هل تكفرون اهل التأويل او تفسقونهم؟ قلنا الحكم بالتكفير والتفسيق ليس الينا. بل هو الى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم. فهو من الاحكام الشرعية التي مردها الى الكتاب والسنة فيجب التثبت فيه غاية التثبت فلا يكفر ولا يفسق الا من دل الكتاب والسنة على كفره وفسقه. كذلك البدعة كذلك البدعة ليس الينا لا يكفر ولا يفسق ولا يبدع الا من دل الكتاب والسنة على كفره وفسقه وبدعته والبدعة فسق وقد تكون البدعة كفرية نعم والاصل في المسلم الظاهر العدالة بقاء اسلامه فبقاء عدالته حتى يتحقق زوال ذلك عنه بمقتضى الدليل الشرعي. ولا يجوز التساهل في تكفيره وتفسيخه لان في ذلك محظورين عظيمين. احدهما افتراء الكذب على الله تعالى في الحكم وعلى المحكوم عليه في الوصف الذي لم نبزه به. الثاني الوقوع فيما نبذ به اخاه ان كان سالما منه ففي صحيح مسلم عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا الرجل اخاه فقد باء به احدهما. وفي رواية ان كان كما قالوا لرجعت عليه وفيه عن ابي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ومن دعا رجلا بالكفر او قال عدو الله وليس كذلك الا حار عليه. وعلى هذا فيجب وقبل الحكم على المسلم بكفر او فسق ان ينظر في امرين احدهما دلالة الكتاب او السنة على ان هذا القول او الفعل موجب للكفر او الفسق او او الفسق. الثانية انطباق هذا الحكم على القائل المعين او الفاعل المعين. بحيث تتم شروط التكفير والتفسيق في حقه وتنتفي الموانع. اذا لاحظوا الان هناك شي عام وهو النظر الى كون القول والفعل كفرا شرعا وهناك شيء خاص وهو وجود الشروط وانتفاء الموانع في المعينين. نعم ومن اهم الشروط ان يكون عالم من مخالفته التي اوجبت ان يكون كافرا او فاسقا لقوله تعالى ومن يشاقق الرسول من بعده ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين ان ولي متى اولى نصره جهنم ساءت مصيرا وقوله وما كان الله ليضلن قوما بعد اذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون. ان الله بكل شيء عليم. ان الله له ملك السماوات يميت وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير. ولهذا قال اهل العلم لا يكفر جاحد الفرائض اذا كان حديث عهد باسلام حتى يبين له ومن الموانع ان يقع ما يوجب الكفر او الفسق بغير ارادة منه. ولذلك صور منها ان يكره على ذلك فيفعله فيفعله لداعي الاكراه لا ان اطمئنانا به فلا يكفر بحينئذ لقوله تعالى من كفر بالله من بعد ايمانه الا من اكره قلبه مطمئن بالايمان ولكن منشرح بالكفر صدر فعليه غضب من الله ولهم عذاب عظيم. ومنها ان يغلق عليه ذكره فلا يدري ما يقول لشدة فرح او حزن او خوف او نحو ذلك. ومن ومن هذا الباب ومن هذا الباب ايضا ان يغلق عليه فكره لشدة لصوقه وطمأنينته بمشايخه وباصحاب طريقتي فهذا يغلق الفكر نعم ودليله ما ثبت في صحيح مسلم عن انس ابن مالك رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لله اشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب اليه من احدكم كان على راحلته بارض فلاة. فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فايس منها فاتى شجرة فاضطجع في ظلها قد ايس من راحلته فبينما هو كذلك اذ هو بها قائمة عنده فاخذ بخطام ثم قال من شدة الفرح اللهم انت عبدي وانا ربك اخطأ من شدة الفرح. قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله واما التكفير فالصواب ان من اجتهد من امة محمد صلى الله عليه وسلم وقصد الحق فاخطأ لم يكفر بل يغفر له خطأه. ومن تبين له ما جاء به الرسول فشاق الرسول من بعد ما تبين له الهدى واتبع غير سبيل بمؤمن فهو كافر ومن اتبع هواه وقصر في طلب الحق وتكلم بلا علم فهو عاص مذنب ثم قد يكون فاسقا وقد يكون له سنة ترجح على سيئاته. وقال رحمه الله هذا مع اني دائما ومن ومن جالسني يعلم ذلك مني اني من اعظم الناس نهيا عن ان منسب معين الى تكفير وتفسيق ومعصية الا اذا علم انه قد ما قد قامت عليه الحجة الرسالية التي من خالفها كان كافرا تارة وفاسقا اخرى وعاصيا اخرى. واني اقر ان الله قد غفر لهذه الامة خطأها. وذلك يعم الخطأ في المسائل الخبرية القولية وسائل العملية هذا هو عقيدة اهل السنة والجماعة. ان الخطأ يعم في المسائل الخبرية القولية والمسائل العملية قد يخطئ الانسان في الاعتقاد ويعذر قد يخطئ الانسان في العمل ويعذر نعم وما زال السلف يتنازعون في كثير من هذه المسائل ولم يشهد احد منهم على احد لا بكفر ولا بفسق ولا بمعصية. وذكر امثلة ثم قال وكنت ابين ان ما نقل عن السلف والائمة من اطلاق القول بتكفير من يقول كذا وكذا فهو ايضا حق لكن يجب التفريق بين الاطلاق والتعيين لان قول السلف من قال كذا كفر من فعل كذا كفر هذا مطلق بخلاف لما يأتون ويسألون عن فلان وفلان بعينه. هنا لابد من وجود الشروط وانتفاع الموانع نعم الى ان قال رحمه الله والتكفير هو من الوعيد فانه وان كان القول تكذيبا لما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم لكن قد يكون الرجل حديث عهد باسلام او نشأ ببادية بعيدة ومثل هذا لا يكفر لا يكفر بجحد ما يجحده حتى تقوم عليه الحجة. وقد يكون لم يسمع تلك النصوص او سمعها ولم تثبت عنده او عارضها عنده معارض اخر اوجب تأويلها وان كان مخطئا. طبعا بالنسبة لاهل البدع اكثر ما عندهم هو اما الجهل بالنصوص واما ما وجد عندهم من المعارض واما ما وجد عندهم من المعارض الذي يوجب عنده التأويل. ولهذا قد يعذر عند الله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله وكنت دائما اذكر الحديث الذي في الصحيحين في الرجل الذي قال اذا انا مت فاحرقوني ثم اسحقوني ثم ذروني في في اليم فوالله لان قدر الله علي ليعذبني عذابا ما عذبه احدا من العالمين ففعلوا به ذلك فقال الله ما حملك على ما فعلت؟ قال خشيتك فغفر له فهذا رجل شك في قدرة الله وفي اعادته الى الذر. بل اعتقد انه لا يعاد وهذا كفر باتفاق المسلمين لكن كان جاهلا لا يعلم ذلك وكان مؤمن يخاف الله ان يعاقبه فغفر له بذلك. والمتأول من اهل الاجتهاد الحريص على متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم اولى المغفرة من مثل هذا رحمه الله. الذي اعتقد انه اه ان الله لا يقدر على اعادته اذا صار رمادا هذا كفر واظح جلي عند كل الناس ومع ذلك غفل عنه من شدة خوفه. فقد يورد فقد يرد على الانسان العوارض التي تجعله يغفل عن الحق الابلج نعم وبهذا علم الفرق بين قول القائل وبين فعل بين القول والقائل. احسن الله اليك. يعني اهل السنة والجماعة يفرقون بين القول والقائل في التعيين وبين الفعل والفاعل في تعيين الحكم فقد يقولون ان اي نعم ان القول كفر والقائل قد لا يكفر ان القول بدعة والقائل قد لا يبدع. نعم قال رحمه الله بهذا وعلم الفرق بين القول والقائم وبين الفعل والفاعل فليس كل قول او فعل يكون فسقا او كفرا يحكم على قائله او فاعله بذلك. قال شيخ الاسلام رحمه الله واصل ذلك ان المقالة التي هي كفر بالكتاب والسنة والاجماع يقال هي كفر قولا يطلق كما دلت على ذلك الدلائل الشرعية فان الايمان من الاحكام المتلقاة عن الله ورسوله ليس ذلك مما يحكم فيه الناس بظنون وهوائهم ولا يجب ان يحكم في كل شخص ما قال ذلك بانه كافر حتى يثبت في حقه شروط التكفير وتنتهي موانعه مثل مثل ما ابن قال ان الخمر او الربا حلال يقول في عهده بالاسلام او لنشوءه في بادية بعيدة او سمع كلاما انكره ولم يعتقد انه من القرآن الكريم ولا انه من احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كما كان بعض السلف ينكر اشياء حتى يثبت عنده ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الى ان قال رحمه الله فان هؤلاء لا يكفرون لا يكفرون احسن فان هؤلاء لا يكفرون حتى تقوم عليهم الحجة برسالة كما قال الله تعالى لان لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل. وقد عفى الله لهذه الامة عن الخطأ والنسيان انتهى كلامه رحمه الله وبهذا علم ان المقالة والفعلة قد تكون كفرا او فسقا ولا يلزم من ذلك ان يكون القائم بها كفرا او فاسق كافرا او فاسقا ثم لو فرضنا ان المقالة كفر وان القائل يكفر من الذي يحكم عليه؟ ليس كل احد الذي يحكم عليه من هو متولي الحكم واضح هذه ولا لا من المتولي للحكم هو المفتي او القاضي او ولي الامر الحاكم لان لو فتحنا هذا الباب لكل احد لهتكت اعراظ وانتهكت اموال وسفكت دماء. نعم وبهذا علم ان المقالة والفعلة قد تكون كفرا او فسقا ولا يلزم من ذلك ان يكون القائم بها كافرا او فاسقا. اما لانتفاء شرط التكفير والتفسيق او وجود شرعي يمنع منه لكن من انتسب الى غير الاسلام يعطيه احكام الكفار في الدنيا. ومن تبين له الحق فاصر على مخالفته تبع الاعتقاد كان يعتقد او متبوع كان او دنيا كان يؤثرها فانه يستحق ما تقتضيه تلك المخالفة من كفر او فسوق طبعا هذا مو معناه انه هو لا تقول له انت اشعري لا تقل له انت خارجي هو يقول انا اشعري هو يقول انا ارى الثورات فانت تقول له انت ثوري لانه هو ينتسب لكن متى الكلام؟ الكلام فيما اذا كان لا يسلم لك في الحكم فانت تقول وانت اشعري ها انت مبتدأ قال لا انا ماني مبتدع هنا الان الحكم على المعين لابد فيه من وجود شروط وانتفاء الموانئ. انت تقول من حيث العموم الاشاعرة مبتدئة. طيب فلان من الاشاعرة لا بد ان يحكم عليه القاضي والعالم الرباني المفتي والحاكم نعم فعلى المؤمن ان يبني معتقده ايه ممكن تقول فلان وقع في الكفر نعم لا لا ما يجوز لك ان تعتقد يمكن عنده مانع لابد من طلبه ومن اقامة الحجة عليه. وهذا لا يقوم به الا من انت تعتقد انه ربما يكون معذور عند الله؟ نعم فعلى المؤمن ان يبني معتقده وعمله على كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. يجعلهما اماما له يستضيئ يستضيء بنورهما ويسير على منهاجهما فان ذلك هو الصراط المستقيم الذي امر الله تعالى به في قوله وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون فليحذر ما يسلكه بعض الناس من كونه يبني معتقدا او عمله على مذهب معين فاذا رأى نصوص الكتاب والسنة على خلافه حاول صرف هذه النصوص الى ما يوافق ذلك المذهب على وجوه متعسفة فيجعل الكتاب والسنة تابعين تابعين لا لا متبوعين وما سواهما اماما لا تابعا وهذه طريق من طرق اصحاب الهوى لا اتباع الهدى وقد ذم الله هذه الطريق في قوله ولو اتبع الحق اهواءهم لفسدت السماوات والارض ومن فيهن بل اتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون والنظر في مسالك الناس في هذا الباب يرى العجب العجاب ويعرف شدة افتقاره الى اللجوء الى ربه في سؤاله الهداية والثبات على الحق والاستعاذة من الضلال والانحراف ومن سأل الله تعالى بصدق وافتقار اليه عالما بغنى ربه عنه وافتقاره هو الى ربه. فهو حري ان يستجيب الله تعالى له سؤله. يقول الله تعالى واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون. فنسأل الله تعالى ان يجعلنا ممن رأى الحق حقا واتبعه ورأى الباطل باطلا واجتنبه ان يجعلنا هداة مهتدين وصلحاء مصلحين والا يزيغ قلوبنا بعد اذهان ويهب لنا منه رحمة انه هو الوهاب. الحمد لله رب العالمين الذي بنعمته تتم الصالحات. والصلاة والسلام على نبي الرحمة وهذه الى صراط العزيز الحميد باذن ربهم وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين تم في اليوم الخامس عشر من شهر شوال سنة واربع مئة من الهجرة الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات نكتفي بهذا القدر الملتقى غدا ان شاء الله سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك