التي جعلها الله عز وجل علينا حتى تصفو بها حياتنا وتستقيم بها امورنا واعظم ذلك حق الله جل وعلا بافراده بالعبادة فنحن نشاهد ما بين فينة واخرى وما بين زمنا وعصر كتاب الله عز وجل ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولكن ليلاحظ ان فهم هذا الكتاب يحتاج الى اصول لابد من ان نرجع اليها وان نحكمها ان نتمكن من تطبيقها و معرفة هذه الاصول العظيمة هي التي جعلتني احرص على قراءة هذه المقدمة التي قدم بها مؤلف تفسيره العظيم اذا تقرر هذا فنحن نحتاج الى اصول في فهم الكتاب والسنة اسعدكم الله وبارك الله فيه الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فاسأل الله جل وعلا ان يرزقني واياكم علما نافعا وعملا خالصا واسأله جل وعلا ان يجعلني واياكم من عباده الصالحين وحزبه المتقين وان يوفقني واياكم لخيري الدنيا والاخرة وبعد لعلنا ان نستمع في آآ هذا اللقاء ببداية هذا اللقاء لمقدمة المؤلف لهذه الرسالة التي آآ نرغب في آآ معرفة معانيها وما اشتملت عليه من العلوم النافعة فليتفضل القارئ مشكورا الحمد لله الحمد لله الذي خلق الانسان فعلمه القرآن وفهمه قيامه ورزقه العرفان نحمده بجميع محامده ما علمت منها وما لم اعلم واشكره على ما منح وفهم وعلم واشهد ان لا اله الا الله الذي لا اله الا هو الفرد الصمد الواحد الاحد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد. وانه الله العلي العليم الخبير الذي ليس كمثله شيء وهو السميع العليم البصير واشهد ان الله بعث عبده وصفيه محمد بن عبد الله بن عبد المطلب في العالمين سراجا منيرا. وارسله اليهم بشيرا ونذيرا. وانزل عليهم القرآن الكريم هدى للمتقين ورحمة للعالمين فلم يزل صلى الله عليه واله وسلم للعالمين ناصحا ولاعدائه مكافحا حتى اقام الملة الحنيفية على المنهج القويم والصراط تقييم مبينا شرائع الاسلام وقواعد الاحكام من الواجب والحلال والحرام حتى اتاه اليقين وقد وقد اتم الله به الدين المبين، فجزاه الله عنا افضل الجزاء وجمع شملنا به في دار البقاء ثم خلف من بعده خلفاء حق وامناء صدق فنصحوا لامته فعلموهم من حكمته ما علموه. وفهموه من بيانه ما فهموه واظهر ارودهم ما اجتهدوا فيه واستنبطوه. رضي الله عنهم وارضاهم وفي اعلى الجنان بوأهم ثم لم يزال بفضل الله ورحمته في هذه الامة في جميع اسارها واختلاف اطوارها من ينقل لخلفها عن سلفها من وفاقها وخلافها ويظهر بالبحث انوارها وبالاستنباط اسرارها حتى جعل الله سبحانه القائم بذلك في عصره نورا للانام وعلما للاعلام واما ما للائمة كرام لقيامه بهذا الدين المتين ونصحته لله رب العالمين ولما كان القيام يفي بهذه النصيحة العظيمة والوظيفة الكريمة بهذا بهذا المنصب الاسمى والمحل الاعلى اما دينا لا يسع تركه او فريضة لا يدعها الا من سفه نفسه. استخرت الله الكريم الحكيم العليم في تصنيف صغير حجمه خفيف حمله كثير نفعه قدوة يكون تنبيها للطالبين على مناهج العلماء السالفين في استخراج الاحكام ومعرفة الحلال والحرام ليتعلموا صنيعهم ويقتفوا تروهم بسابق فضل الله عليهم ورحمته لهم ولا عمري انها انها طريقة درست اثارها وافدت انوارها وعقدت اعلامها وعدمت قوامها. ولقد طلبتها زمنا طويلا ايه ده؟ فلم اجد لها دليلا ولا بها كفيلا الا كما قال الاول فما وجدت بها شيئا الوذ به الا الثمام والا موقد النار. فحين ان جعلت ادعو الله الكريم البر الرحيم في الاهتداء لسبيلهم والاقتفاء لطريقهم والاغتراف من بحرهم والاعتدال من نهرهم وابتهلت اليهم سبحانه في مظان الاجابة للدعوات وانزال الرغبات فرحمني الله الكريم بفضله فبينها لي بعد دروسها واوضحها بعد طموسها فلله الحمد رب العالمين. وارجو من فضل الله الكريم ورحمته ان يظهر في الافاق هذه الطريقة ويقطع منها الانقطاع والتعويق وتدرك وتدرك بعد فوتها وتحيا بعد موتها. اليس الله بقادر على ان يحيي الموتى ولا ينكر شرف ما وضعته في كتابي هذا في زمني هذا في بلدي هذا الا جاهل عاند او متجامل حاسد فنعوذ بالله من شر حاسد اذا حسد واني في خير حالاتي بل في جميع اوقاتي قد امتلأ القلب والقاضب شغلا وهما ودينا وغرما وظلما وهضما. خليلي رفقا اقضي دبانة من العرصات المذكرات عهودا. اما والله اما والله الاعز الاعز الاكرم اللطيف الارحم. لولا خفية ومراميه الحفية التي اخرها وسهد مجراها على يد عبده الذي ملكه في ارضه. واستودعه دينه واستأمنه على خلقه. الا وهو الامام الاعلم القائم الاقوم المستمسك بحبل الله الاعظم بالمجد الاشرف والملك الاصيل الاعرف. ابو العباس ذو النجدة والباس صلاح الدين صلاح الدنيا والدين الملك الناصر احمد بن الملك الاشرف اسماعيل ابن الملك الافضل هو العباس ابن الملك المجاهد علي ابن الملك المؤيد داوود ابن الملك المظفر يوسف ابن الملك المنصور عمر. برد الله مضاجعهم وانس برحمته مهاجعهم. الا وهو ملك اليمن رفيع الفنان رحيم العطن عين ملوك الزمن ضاعف الله الكريم صلاحه وفلاحه واصلح الله لنا بدولته الظاهرة وصودته القاهرة ديننا ودنيانا واتم به نظام اولانا واخرانا. ولما اوجب الله سبحانه على الكافة من خلقه شكره والقيام بواجب حقه رأيت اتحاف هذا الملك الجليل السيد الاصيل بهذه التحفة السنية والزلفة الهنية فعلت ذلك لذلك رغبة فيما هنالك وتحببا الى قلبه وتأدية لحق ربنا وحقه. واسألك اللهم تيسير ذلك وتسهيله وتحقيقه وتكميله اليك في اخلاص العمل لك وصدق الايمان بك وما توفيق الا بالله عليه توكلت واليه انيب وها انا مقدم في اول كتابي هذا الذي قصدت به بيان احكام من القرآن وسميته تيسير البيان لاحكام القرآن ما رويته في صحيح مسلم عن تميم الداري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الدين النصيحة لله ولرسوله ولكتابه ولائمة المسلمين وعامتهم فاذا كان ذلك كذلك فاعلموا ان ان النصيحة لله جل جلاله هي توحيده وتنزيهه وتعظيمه وشكره. والقيام بعبوديته في ملكه وملكوته واجتناب نهي وامتثال امره وقبول ارشاده وتأديبه. ولكن لا يقوم العبد بطاعته الا بعد الاهتداء بكتابه العزيز قال الله جل وعلا ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم. وقال تبارك وتعالى يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة تقول للمؤمنين وقال تبارك وتعالى يا ايها الناس قد جاءكم برهانا من ربكم وانزلنا اليكم نورا مبينا. فاما الذين امنوا بالله واعتصموا به فسيدخل لهم في رحمة منه وفضل ويهديهم اليه صراطا مستقيما. واعلموا انه واعلموا انه الاهتداء بكتاب الله تبارك وتعالى الا بعد علمه. وعلم سنة رسوله صلى الله عليه وسلم قال تبارك وتعالى وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم ولعلهم يتفكرون. وقال تعالى وكذلك اوحى اين اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وانك لتهدي الى صراط مستقيم صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الارض. واعلموا انه لا معرفة لكتاب الله تعالى. ولا لسنة رسوله صلى الله عليه واله وسلم الا بعد معرفة اللسان العربية والسجية القرشية الا وهي لغة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فصل واعلموا ارشدكم الله الكريم ان الله جل جلاله وتقدست اسماؤه المصطفى عبده ورسوله محمدا صلى الله عليه واله وسلم من ازكى عربي اصلى واعظمهم فضلا واشرفهم قدرا وافضلهم دارا. ولم تزل العرب في سالف الازمان تعرف ذلك لقريش. وتعظمها تعززها وتوقرها وتتحاكم اليها في امورها وتتعلم منها مناسكها وادابها. وتسميها ال الله. روينا في الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال الناس تبع لقريش في هذا الشأن مسلمهم تبع لمسلمهم وكافرهم تبع لكافرهم وروينا في صحيح مسلم عن واتلة بن اسقع رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله اصطفى كنانة من ولد اسماعيل واصطفى قريشا من كنانة واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم واجمع اهل العلم بكلام العرب ولغاتها وخطبها واشعارها وايامها واحوالها ان عشان افصح العرب لسانا واحسنهم بيانا واصفاهم لغة والطفهم بناء. وما ذاك الا لمكانة من نبي الله وصفيه محمد صلى الله عليه واله وسلم فجعلها حضنة بيته وسكان حرمه حتى وردت عليهم وفود العرب وفصحاؤها وتخيروا من كلامها وبيانها احسن لغاتها واصفى كلامها. مع ما طبعوا عليه من لسانهم الفصيحة وسجيتهم البليغة ثمان الله انشأ محمدا صلى الله عليه واله وسلم ورباه في القوم الفصحاء والعرب البلغاء بني سعد بن بكر. قال النبي صلى الله عليه واله وسلم انا افصح العرب بيد اني من قريش واني نشأت في بني سعد بن بكر. وهؤلاء من الذين قال فيهم ابو عمر ابن العداء وهؤلاء من الذين قال فيهم ابو عمرو انه العداء افصح العرب عليا هوازن وسفلى تميم ثم انزل الله جل جلاله عليه القرآن المجيد باللسان العربي المبين. قال الله تبارك وتعالى وانه لتنزيل رب العالمين. نزل به الروح الامين على قلبك تكون من المنذرين بلسان عربي مبين. وانزلف على سبعة احرف من قبائل العرب المجبودين على الفصاحة والثن والكيس والبلاغة. لطفا منه بهم لكي يفهموه ورفقا بهم ليتلوه ويقرأوه. وحجة عليهم لئلا يجحدوه. فبين لهم جل جلاله مع ما ما فيه صلاحهم وفلاحهم في دينهم ودنياهم من صلاتهم وزكاتهم وحجهم وصيامهم ومناكحتهم ومعامداتهم واكلهم وعاداتهم ومكارم اخلاقهم التي شركوا بها على امثالهم وبين الله سبحانه وتعالى فيه من المباحث القدسيات والبراهن القطعيات والاحكام البينات والسياسات القيمات وتهذيب النفس من النقائص وقدرات وتزكيتها بالاخلاق الزاكيات وغير ذلك من العلوم الغزيرات. فعملوا منه بما علموا وتفهموا من رسوله صلى الله عليه واله وسلم ما ادم يفهمه اذ جعل الله سبحانه اليه بيان القرآن العظيم. فمن قبل عنه صلى الله عليه وسلم فعن الله قبل. قال الله تعالى من يطع الرسول فقد اطاع الله قال تعالى ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا. شراك الحمد لله رب العالمين الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد حرصت على ان نقرأ مقدمة المؤلف لان فيها بناء اصول عظيمة من اصول ديننا عند الاشتغال الجزئيات العلمية تنشغل النفس عن الاصول والكليات الشرعية بنحتاج الى التذكير بها ما بين وقت واخر واعظم ذلك ان نتذكر الحقوق من يزاول الشرك وترك حقوق الله عز وجل باسم الاسلام ويجعل غاية دين الاسلام ان يذل العبد لمقبور او لي امام من الائمة تشاهدون هذا في مشارق الارض ومغاربها مع ان كتاب الله القرآن العظيم طريح كل الصراحة بوجوب افراد الله بالعبادة فاول امر في كتاب الله يطالعه من يقرأ هذا الكتاب يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون ثم اقام عشرة ادلة من الادلة التي يتعلق بافراد الله بتوحيد الربوبية من اجل اقامة الحجة على وجوب افراد الله في توحيد العبادة والالوهية ثم ذكر ان الغاية العظمى من انزال الكتب وارسال الرسل هي تحقيق هذا الامر كما قال ولقد بعثنا في كل امة رسولا لن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ثم جاءت النصوص بالتأكيد على ان طريقة الانبياء هي الدعوة لهذا الاصل وان مبادئ الانبياء في مخاطبتهم لاقوامهم ان يقول قائلهم الا تعبدوا الا الله وان اعبدوا الله ونحو ذلك من النصوص ثم جاءت النصوص ببيان ان هذه العبادة تشمل وجوها عديدة ولا تقتصر على العبادات الخمس الظاهرة بل تشتمل على افراد الله بالخوف والرجاء وتشتمل على التوكل والاعتماد على الله واستشعار العبد لمراقبة ربه له واذا نظرنا باحوال الناس وجدنا عندهم من التقصير والله به عليم حتى من ينسب الى توحيد وسنة وينسب الى علم سلفي محض نجد عنده من التقصير في ذلك ما الله به عليم فنجد ان العبد ينافس في امور الدنيا و ينسى ان الله هو الرزاق ونجده يخاف من مخلوق يماثله وينسى ان الله والمتصرف بالكون سبحانه وتعالى وانه لن يخرج عن قدره احد من الخلق مهما بلغت قوته ومهما كان عنده من الجيوش ومن العدد والعدد والعتاد وحينئذ لو استشعرنا ما ذكره الله عز وجل من قصص في كتابه لسير انبيائه كيف جعل الدنيا التي يظن انها تخالف طريقتهم تكون منقادة لدعوتهم ومن امثلة هذا موسى عليه السلام فانظر كيف قدر الله عز وجل له الامور العجيبة تلقيه امه في اليم الذي هو مظنة الهلاك فيكون سبب النجاة و يكون عند عدوه الذي قد توعد واقسم بان يهلك من كان مماثلا له فاذا به يرعاه ويسوق الاجرة لامه من اجل ان ترضعه ثم يتربى في بيته ويأكل من طعامه ويشرب من شرابه ويحظى بقوة عزة ورفعة شأن في بيت ذلكم العدو الذي كان يقسم على هلاكه وعلى هلاك ابناء قومه حتى ان الله جل وعلا هيأ لموسى ان يبتعد عن فرعون لئلا يكون في قلبه ذلكم التعظيم الذي قد يكون من يكون عنده عظمة الملك ويعيش عشر سنين في مدين ظن انه قد هلك وظن انه قد جاءه الفقر حتى نادى ربه فقال ربي اني لما انزلت الي من خير فقير هيأ الله له صاحب مدين فاواه وزوجه اشركه معه في حاله ثم عاد الى مصر باهله فجاه الوحي فدعا فرعون عظيم مصر في ذلك الزمان الى توحيد الله وافراده بالعبادة وعدم توجيه العبادة لغير الله جل وعلا يدعو من يدعو عظيم مصر الذي عنده هو الجيوش الجرارة حتى حصل ما حصل من توعد فرعون له بالقتل ومن جمع السحرة فنصره الله جل وعلا عليهم وانظر قوله لا تخف انك انت الاعلى ثم انظري الى فرعون عندما سار بقومه اه وجنوده الى متابعة موسى ومن معه حيث قال قائلهم اين النجاة هذا البحر امامنا وهذا فرعون خلفنا وظنوا ان العطب قد لحق بهم كانت كلمة موسى عليه السلام كلا ان معي ربي سيهدين اين هذه الكلمة من نفوسنا واين ايماننا العظيم بالله عز وجل بما يتعلق بالهداية ما يتعلق طلب النصر وما يتعلق الاغتنام بالله عز وجل وعدم الحاجة لاحد سواه حينئذ نحن نحتاج الى التذكير بهذا الاصل العظيم ما بين وقت واخر بحيث لا نستغرق في الجزئيات التي نتباحث فيها من الامور الفقهية فتسيء فتنسينا هذا الامر الكلي ومن الامور التي يؤكد عليها في هذا الجانب ما ذكره المؤلف من حق المصطفى صلى الله عليه وسلم فان رب العزة والجلال قد بعثه هاديا انزل معه كتابه ليكون دليلا للخلق الى الله جل وعلا فامر بطاعته وجعل طاعة هذا النبي الكريم من طاعة الله عز وجل يستجاب لامره ويترك ما نهى عنه وكذلك بين انه لا يجوز لنا ان نخترع عبادات من عند انفسنا لم تأتي عن رسوله صلى الله عليه وسلم فمعرفة هذا الحق العظيم لنبينا صلى الله عليه وسلم يورث العبد طريقة سنية تكون سببا من اسباب هداية واستقامة اموره ومما يؤكد عليه في هذا الجانب حق علماء الشريعة الذين بلغوا لنا هذا الدين وارشدوا العباد بالرجوع الى الكتاب والسنة وكان من شأنهم ان يوظحوا احكام الشريعة بنوازل الناس ووقائعهم واول هؤلاء صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم وفي مقدمتهم الخلفاء الراشدون ابو بكر وعمر وعثمان وعلي فهم ائمة الهدى الذين امر النبي صلى الله عليه وسلم بالتمسك بسنتهم السير على طريقتهم. وقال اقتدوا بالذين من بعد ابي بكر وعمر وقال فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها حواجز وهكذا هيأ الله عز وجل علماء الاسلام ليكونوا ائمة يقتدى بهم وكان من شأن اهل الايمان ان يعرفوا لاهل الفضل فظلهم. ومن ذلك ان يعرفوا لعلماء الشريعة مكانة ومنزلتهم ولذا قال تعالى مثنيا على الطائفة الثالثة والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم ومما يؤكد عليه في هذا الجانب حق اصحاب الولاية من اتاهم الله عز وجل الملك فان مما تقصده الشريعة ان تستقر احوال الناس والا تكون امورهم فوضى. ويكون بعضهم نهبا لبعضهم الاخر. ولا يكون ذلك الا لولاية مستقرة ولذا اشار المؤلف الى اصحاب الولاية في زمانه وما قصده لهم من هذا التأليف المبارك ونحن في ازمنتنا هذه نتقرب الى الله عز وجل بالسعي استقرار البلدان وانتشار الامن فيها نسعى الى تحقيق مقصد الشريعة في هذا الباب ليكون هذا من اسباب استقرار احوال الناس وبالتالي يكون من اسباب هدايتهم فان الناس عند كورود الفتن عليهم تنشغل اذهانهم بما هم فيه من الفتنة عن ان يتفكروا في احكام او ان يلتزموا بها فتغلبهم الحمية الجاهلية فيتركوا بذلك امتثال اوامر الشرع في اعتزال الفتن ومن فضل الله عز وجل علينا في هذا الزمان ان اوجدنا في هذه الدولة السعودية التي رعت التوحيد وحرصت على السنة وكان من قدر الله جل وعلا لها ان يجعلها قائمة على الحرمين الشريفين وحينئذ نتذكر نعمة الله عز وجل علينا بوجود هذه الدولة التي امن الناس فيها والتي تمكن الناس من اداء نسكي الحج والعمرة. وتمكنوا من عبودية الله في اداء صلواتهم وزكواتهم وصيام وهكذا كان من شأن هذه الدولة ان تظهر التوحيد وان تزيل انواع البدع حينئذ يستشعر الانسان فضل الله على الامة بوجود هذه الدولة ورعايتها للحرمين فاين؟ ليكون هذا من اسباب نشر التوحيد ونشر السنة فان الناس اذا قدموا الى هذه البلاد ووجدوا فيها مظاهر التوحيد والسنة مع ما هي فيه من رغد في العيش وامن في الاوطان وتآلف بين الناس واجتماع لكلمتهم وما هيأه الله من دفع اعداء هذه الدولة رغم تكاليف ورغم بزلهم الاسباب والوسائل العظيمة الا ان الله جل وعلا قد يا لها من سبل الانتصار ومن طرائق الغلبة على اعدائها ما يجعل الناس يعرفون ما عليه هذه الدولة من افراد الله بالعبادة ومن القيام بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم. وهكذا يستشعر الانسان ما تفضل الله به على هذه الدولة من اقامة محاضن العلم الشرعي في الجامعات وفي غيرها من مواطن العلم وبالتالي اعرف ان الله عز وجل قد تفظل على اهل هذا الزمان في مشارق الارض ومغاربها بوجود هذه الدولة وهذه نعمة عظيمة وحينئذ يستشعر الانسان فضل طلبة العلم من امثالكم الذين تقربوا لله عز وجل ببذل اوقاتهم في طلب العلم وفي نشره وبثه. فجزاكم الله خير الجزاء وبارك الله فيكم ورزقكم الله العلم النافع ومن الامور التي نؤكد عليها في هذا الباب ان نرجع الى الاصلين العظيمين كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فان الهداية فيهما و ومشاهد هذا في كتاب الله يجده صريحا. ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين وقد اورد المؤلف عددا من النصوص القرآنية التي تدلك على ان مصدر الهداية هي من فاول هذه الاصول اللغة العربية اللغة العربية فان القرآن والسنة قد جاء بلغة العرب ومن هنا قال جل وعلا انا انزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون وقال انا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون. وقال بلسان عربي مبين ومن هنا نستشعر الحاجة الشديدة لدراسة اللغة العربية سيأتي معنا في شرح هذا الكتاب بيان ما نحتاج اليه من اللغة العربية سواء في علم النحو او في اه معاني الكلمات معرفة مدلولات اه تصاريف في العربية او فيما يتعلق بعلوم البيان والمعاني وصنوف البلاغة هكذا ايضا نحتاج الى معرفة شيء من اه طرائق العرب في كلامها وفي حديثها حتى نعرف الاساليب العربية التي آآ تكلم بها العرب فنكون بذلك مما من فهم الكتاب والسنة واما الاصل الاخر الذي نحتاج اليه فهو قواعد علم الاصول فان هذا العلم علم الاصول مما تشتد الحاجة اليه لفهم الكتاب والسنة هذا العلم يتطرق الى بيان ما يصح الاستدلال به مما لا يصح الاستدلال به كما يعرظ لي طرائق الفهم والاستدلال وكذلك ايضا يعرض الى النتيجة التي يراد الوصول اليها من معرفة معاني الاحكام الشرعية وطرائق الوصول اليها. وكذلك يعني بدراسة اصناف في الناس معرفة من يكون عنده القدرة والالية التي يستنبط بها كان من الادلة ممن ليس كذلك وبالتالي فنحن نحتاج الى تدارس هذه الاصول من لغة العرب ومن قواعد بالاصول نتمكن من الرجوع الى المصادر الاصيلة وهي كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فان الحاجة الشديدة للرجوع الى هذه الاصول فان قال قائل هل يعني هذا الكلام ان نطرح ما كتبه العلماء بمؤلفاتهم سواء كانت فقهية او كانت في غير ذلك من العلوم فنقول هذه هي المؤلف قد اعتنى بها هؤلاء العلماء الذين لهم فضل علينا فجزاهم الله خير الجزاء وارادوا بها تسهيل فهم الكتاب والسنة وجعلوها مرحلة من مراحل الوصول الى درجة جهاد التي فيها قدرة على استنباط الاحكام من الادلة كتابا وسنة وبالتالي نعرف لهذه المؤلفات قيمتها فلا نجف عنها وفي نفس الوقت لا نغلو فيها فنجعلها مزاحمة للكتاب والسنة او ملغية لدلالة الكتاب والسنة ومن هذا المنطلق علينا ان نستشعر هذه الاصول الكلية التي اشار اليها المؤلف في هذه المقدمة العظيمة ها التي ترشدنا الى السبيل وتوضح لنا الطريق وعلم الاصول علم ينقل الانسان من ان يكون مقلدا لغيره فيكون مجتهدا يستخرج الاحكام من الادلة. هذا العلم هو علم شرعي يتقرب الى الله عز وجل بتعلمه وهو علم نتمكن به من فهم الكتاب والسنة وبالتالي يعيدنا الى الاصول الاولى كذلك هذا العلم يجعلنا نفهم كلام الائمة المتقدمين ونقدر اجتهاداتهم اعذروهم فيما وقعوا فيه من خطأ وكذلك هذا العلم يمكننا من فهم الكلام العربي الذي آآ يترتب عليه اليه اه شيء من احوال الناس وبالتالي فهو علم مهم اه نحتاج اليه حاجة شديدة وكذلك هذا آآ العلم فيه تعويد للانسان لاستنباط الاحكام من الادلة وكذلك قدرة على الحجاج معرفة اه ما لدى اه اه اصحاب الاقوال من حجج ودلائل وبراهين وكذلك يمكن انسان من المناظرة التي توصل الى الحق وتكون سببا من اسباب هداية الخلق ومن هذا المنطلق كانت العناية بهذا العلم الذي يسأل الله عز وجل ان ينيلكم به وبدراسة الاجر العظيم والثواب الجزيل ولعل لنا ان شاء الله ان نتكلم عن هذا العلم في آآ مقدمة المؤلف في ايامنا القادمة باذن الله عز وجل. بارك الله فيكم. ووفقكم الله لكل خير. وجعلني الله واياكم كن من القائمين بحقه وحق نبيه وحق كل ذي حق كما اسأله جل وعلا ان يجعلنا من المرتبطين بالكتاب والسنة الذين يحكمونهم يحكمونهما في كل شؤونهم ودون اليهما في كل اعمالهم. كما اسأله جل وعلا ان يحفظ بلاد الاسلام وان يرزقها الامن والاستقرار وان ينشر فيها التوحيد والسنة كما سله جل وعلا لعموم المسلمين ان تجتمع كلمتهم وان تتالف قلوبهم وان تصلح ذراريهم وان يبارك لهم في ارزاقهم كما اسأله جل وعلا ان يوفق ولاة امر هذه البلاد لكل خير وان يجعله من اسباب الهدى التقى والصلاح والسعادة للناس اجمعين. هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين جزاكم الله خير اللي فكيتونا من الاسئلة اليوم متى توفي هذا تفضل يعلم اسم الله الاعظم يعني ورد في عدد من الاحاديث ان داعيا دعا بادعية. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لقد دعا الله باسمه الاعظم الذي اذا دعي به اجاب ولذلك يعني ورد هذا الامر وهنا خصيصا انبئكم اليها الا وهي هل اجابة دعوة الانسان تدل على فضله على غيره وعدم اجابة دعوته دلوا على نقصان منزلته انتم تعلمون ان ابليس دعا الله ان يبقى الى يوم القيامة الى اليوم المعلوم واستجيب له ذلك فلم يدل ذلك على فضله بل دل على زيادة اسمه بكثرة من يغويهم ومن يظلهم ودعا النبي صلى الله عليه وسلم لعمه ابي طالب ان يهديه الله. فنزلت الاية انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء فلم يستجب لرسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الدعوة لا يعني هذا ان يترك الانسان الدعاء الانسان مطلوب منه ان يدعو ويحسن بالانسان عند الدعاء ان يكون قاصدا لارظاء الله فان الله يرظى عن العبد متى دعاه وان يكون قاصدا بدعائه ان ينال اجر الاخرة فحينئذ نزيل مفهوم عند كثير من الناس ان اجابة الدعوة دليل على الفضيلة وعلى تقدم الانسان وعلى صحة منهج الانسان وهكذا ايضا مما قد يقع فيه بعض الخلق الا وهو ظن ان وجود شيء من المعجزات عند الانسان دليل على تحت طريقتي ومنهجه وهذا ايضا طريق خاطئ فان الله انما امرنا باتباع الكتاب والسنة. فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر المزية للشخص باتباع الكتاب والسنة ووجود معجزات عند الانسان لا تدل على سلامة منهجه ولا صحة طريقته ولذا نجد ان كثيرا من اصحاب الطرائق المنحرفة يسعى الى اقناع الناس به انه عنده معجزات وعنده امور خارقة وبالتالي يعتمدون في مرات على بعض التمويهات كمن يطلي جلده بمادة لا يجعل النار تصل الى الجلد وبعضهم يستعين بالجن في اظهار امور خارقة او في ادعاء آآ العلم بالمغيبات ونحو ذلك فهذه كلها طرائق لا يصح لنا ان ننتهجها ولا ان نجعلها طريقا نستفيد منه سلامة منهج الشخص. انما الطريق في ذلك موافقة الكتاب والسنة والعبد عندما يقف بين يدي الله جل وعلا انما يكون السؤال له في مدى موافقته لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. فكون الشخص يعلم الاسم الاعظم لا يدل على المزية التي يتفضل بها على غيره من الناس بارك الله فيكم وفقكم الله الى الخير وجزاكم الله خيرا نسعد بكم وبلقائكم الله يبارك فيكم