الحمد لله رب العالمين احمده سبحانه ولي الصالحين المتقين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه الغر الميامين وعلى من تبعهم باحسان الى يوم الدين وبعد. فهذا هو الدرس الثاني من دروسنا لكتاب او رسالة التوظيح والبيان لشجرة الايمان للعلامة الشيخ عبدالرحمن ابن ناصر السعدي رحمه الله تعالى وكنا بعد ان بين الشيخ رحمه الله ان الايمان اسم متظمن للعقائد القلبية والامور والاعمال الشعورية والعلمية ومتظمن للاعمال العملية والاقوال اللفظية وقفنا على قوله وان الناس في الايمان درجات متفاوتة وان الناس في الايمان درجات متفاوتة فنبدأ لبيان درجات الناس في الايمان وذلك وفق عقيدة اهل السنة والجماعة الذين نصوا على ان الناس في الايمان ليسوا على مرتبة واحدة خلافا للخوارج والمعتزلة الذين زعموا ان الناس لابد وان يكونوا في مرتبة عالية فحسب فمن نزل عن تلك المرتبة عندهم كفر او فسق وخلافا للمرجئة الذين زعموا ان افسق الخلق كاتقى الخلق فاهل السنة يقولون ان اهل الايمان بسبب ايمانهم وبسبب وجودهم في مراتب الايمان على ثلاث وهذا الذي وقفنا عليه لنعرف هذه المراتب الثلاث وما يترتب على ذلك من الامور بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اما بعد اللهم اغفر لنا ولوالدينا مشايخنا وللمسلمين يا رب العالمين. قال العلامة السعدي رحمه الله تعالى في في رسالته التوضيح والبيان لشجرة الايمان سابقون مقربون وهم الذين قاموا بالواجبات والمستحبات وتركوا المحرمات والمكروهات وفضول المباحات ومقتصدون وهم الذين قاموا بالواجبات وتركوا المحرمات وظالمون لانفسهم وهم الذين تركوا بعظ واجبات الايمان وفعلوا بعظ المحرمات. كما ذكرهم الله بقوله ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله. ذلك هو الفضل الكبير. هذه الاية تضمنت من سورة فاطر ان الذين ورثوا الكتاب وهم اهل الايمان انهم ثلاثة اصناف وبدأ الصنف الاول فمنهم ظالم لنفسه وانما قدمهم لكثرتهم ثم وسط بالمقتصدين. قال ومنهم مقتصد ثم سلس بالسابقين ومنهم سابق بالخيرات واخرهم لقلتهم اولا ولان البشارة تخصهم ثانيا فقال ومنهم سابق بالخيرات باذن الله ذلك هو الفضل الكبير وعلامة السابقين بالخيرات لهم علامتان عظيمتان الاولى حرصهم على الواجبات وبعدهم عن المحرمات وحرصهم على المندوبات والمستحبات هذه العلامة الاولى من علاماته العلامة الثانية انهم لا يصرون على كبيرة ولا على صغيرة فيستغفرون الله جل وعلا اذا وقعت منهم الزلة ويتبعون السيئات بالحسنات ويحرصون على اعمالهم اما المقتصدون فلهم علامة واحدة وهي حرصهم على الواجبات وترك المنكرات واذا حصل منهم ذنب يتوبون ايضا لكن ليس عندهم حرص على المندوبات والمستحبات وليس عندهم حرص على ترك الفضول من المآكل والمشارب والاحاديث والمباحات اما الظالمون لانفسهم فهم الذين عندهم قصور في فعل الواجبات وعندهم ارتكاب لبعض المحرمات مع عدم التوبة وآآ كل هؤلاء هم من اهل الايمان من الذين ورثوا الكتاب بنص القرآن ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عباده لذلك تجد المسلم الفاسق يغضب لله عز وجل اذا انتهكت محارمه ويغظب للنبي عليه الصلاة والسلام ويغضب لكتاب الله تبارك وتعالى. مع انه ظالم لنفسه فغضبه او غضبته ناشئ عن ايمانه وفسقه او ظلمه او قصوره ناشئ من ضعف الايمان واذا كان الامر كذلك فالمنبغى من كل صاحب ايمان ان يفتش عن نفسه اين يجد نفسه وان يحرص كل الحرص على عدم الاصرار على الكبائر على عدم الاصرار على الذنوب وان يحرص كل الحرص على فعل الطاعات والحرص عليها والمسابقة في الخيرات وفي قوله جل وعلا في سورة الواقعة والسابقون السابقون اولئك المقربون في جنات النعيم ثم ذكرهم من حيث العدد فقال ثلة من الاولين وقليل من الاخر وهذا يجعلنا نحرص اكثر ان اخر هذه الامة السابقون فيها قلة فالمنبغى ان نحرص كيف نحرص وسارعوا الى مغفرة من ربكم وسابقوا الى جنتك توبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى وقد يعطف الله على الايمان بالاعمال الصالحة او التقوى او الصبر او الصبر للحاجة لذكر المعطوف لئلا يظن الظان ان الايمان يكتفى فيه بما في القلب فكم في القرآن من قوله ان الذين امنوا وعملوا الصالحات ثم يذكر خبرا عنهم والاعمال الصالحات من الايمان ومن لوازم الايمان وهي التي يتحقق بها الايمان فمن ادعى انه مؤمن وهو لم يعمل بما امر الله به ورسوله من الواجبات ومن ترك المحرمات فليس بصادق في ايمانه كما يقر عطف الايمان على الاعمال الصالحة او عطف التقوى على الايمان او عطف الصبر على الايمان او عطف اي عمل من اعمال اهل الايمان على الايمان هو من باب عطف الخاص على العام ان الذين امنوا وعملوا الصالحات امنوا واتقوا امنوا وجاهدوا وصبروا وعطف الخاص على الايمان لاهميته لبيان مكانة المعطوف الخاص من المعطوف العام وهذا وجه عظيم ان الاعظم وجل الايمان مبناه على الاعمال. لذلك يعطف عليه وقد يكون عطف الخاص عن العام من باب عطف اللازم على الملجوء او من باب عطفي الظمن الضمني اي ان الايمان الصبر التقوى ظن متظمن مظمون في الايمان كل هذه المعاني موجودة في قوله جل وعلا في العطف ان الذين امنوا وعملوا الصالحات وليس للمغايرة كما ظنه المرجئة قرين هذا في القرآن قوله تبارك وتعالى عن اليهود الذين اظهروا العداوة للملائكة فقال الله قل من كان عدوا لله وملائكته هذا عام الان وجبريل وميكال طيب جبريل مين؟ قال مين الملائكة فذكرهم من باب ذكر العطف الخاص على العام لعظيم مكانة جبريل وميكائيل في الملائكة من وجه لزوم الايمان بهما وتعظيمهما في الايمان بالملائكة من وجه اخر اذا لما يعطف الله الايمان العمل الصالح على الايمان لبيان عظيم مكانة العمل الصالح من الايمان ولبيان اهميته ولزومه وكأن المعنى لا ايمان الا بعمل صالح سواء كان قلبية كالخوف والرجاء والحب والخشية والتعظيم او كان عمليا كالصلاة والصوم والزكاة والحج او كان قوليا كالشهادة ونحو ذلك فمن ادعى الايمان وهو لم يعمل بما امر الله به ورسوله فهو احد رجلين لا ثابت لهما اما كافر معاند لامر الله ورسوله فلا ايمان عندهم ومن لم يعمل بما امر الله به ورسوله بعد الاقرار والاذعان فهو فاسق ولا ثالث لهما ولا ثالث لهما وهذه قضية من المسلمات عند اهل السنة والجماعة. نعم احسن الله اليك. قال رحمه الله تعالى كما يقرن بين الايمان والتقوى في مثل قوله تعالى. الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين امنوا وكانوا يتقون فذكر الايمان الشامل لما في القلوب من العقائد والارادات الطيبة والاعمال الصالحة ولا يتم للمؤمن ذلك حتى يتقي ما يسخط الله من الكفر والفسوق والعصيان. ولهذا حقق حقق ذلك بقوله وكانوا يتقون. كما وصف الله بذلك خلقه بقوله ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان اولئك هم الراشدون فضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم فهذه اكبر المنن ان يحبب الايمان العبد ويزينه في قلبه ويذيقه حلاوته وتنقاد جوارحه اول العمل بشرائع الاسلام ويبغض اليها اصناف المحرمات. والله عليم بما يستحق ان يتفضل عليه بهذا الفضل. حكيم في وضعه في في محله في في محله اللائق به بالنسبة تعامل الرب تبارك وتعالى مع العباد في الايمان تأمل معاملة الرب مع العباد في الرزق والايمان من اعظم الارزاق الرزق منه ما هو كسبي ومنه ما هو وهبي وهذا يشاهده كل عاقل بتفكير يسير يدرك ان الرزق منه ما هو كسبي ومنه ما هو وهبي وما كان كسبيا فهو بعدل الله وما كان وهبيا فهو بفضل الله. الايمان كذلك منه ما هو كسبي لابد للعبد ان يسعى فيه وهذا بعدل الله جل وعلا ساعة يدفعطاك مشيت فاكرمك ومنه ما هو وهبي سعيت خطوة فرفعك خطوتين تعلمت اجتهدت فتعلمت اية فعلمك عشر حافظت على الصلاة اربعين يوما في جماعة فجعلك ابد الدهر لم يفوتك عليك صلاة واحدة فاذا الله سبحانه وتعالى يعامل عباده حتى في مسألة الايمان اما بالعدل واما بالفضل فان عامل الله عبدا بفضله فذلك لما في قلبه متى ما صلح القلب جاءت المواهب اللادنية من الله سبحانه وتعالى تفضلا فاصلح ما في قلبك يعاملك الله بفضله ولا تكتفي بصلاح جوارحك فيكون معاملة الرب معك بالعدل فاذا رأيت ان الله سبحانه وتعالى يزين في قلبك الايمان ويحبب في قلبك الايمان فاعلم ان هذه علامات فضل الرب عليك نسأل الله ان نكون منهم بفضله وجوده وكرمه واحسانه. نعم احسن الله اليك. قال رحمه الله تعالى كما ثبت في الصحيح من حديث انس رضي الله عنه انه انه صلى الله عليه وسلم قال ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما. ونحب المرء لا يحبه الا لله. وان يكره ان يرجع عن دينه كما يكره ان فذكر اصل الايمان الذي هو محبة الله ورسوله ولا يكتفي بمطلق المحبة. بل لا بد ان تكون محبة الله ورسوله مقدمة على جميع طب وذكر تفريعها بان يحب بان يحب لله ويبغض لله فيحب الانبياء والصديقين والشهداء والشهداء والصالحين لانهم وقاموا بمحاب الله واختصهم من بين خلقه وذكر دفع ما يناقضه وينافيه وانه يكره يكره ان يرجع عن دينه اعظم كراهة بقدر بقدر اعظم من كراهة القائه في النار. حديث انس فيه دلالة على صحة معتقد اهل السنة والجماعة. وهو ان من الاعمال القلبية فهو شرط في الايمان ومن الاعمال القلبية ما هو واجب في الايمان ومن الاعمال القلبية ما هو كمال في الايمان ففي حديث انس مثال على ذلك بالحب اصل الحب شرط في صحة الايمان فمن وجد في قلبه بغظ لله ورسوله انتفى عنه الايمان فمن ومن وجد في قلبه حب لله ورسوله وجد في قلبه شرط من شروط الايمان ثم يرتقي حتى يصل الى الواجب في المحبة وهو ان يرحمك الله ان يحب لله ويبغض لله ان يحب لله ويبغض لله فيحب دينه وانبيائه ورسله والصديقين والشهداء والصالحين ثم يأتي بالكمال مو بس بالواجب يأتي بالكمال مهو باللوازم المحبة يأتي بالكمالات في حب المرء لله لا يحبه لمجرد القرابة والجيرة او المنفعة الدنيوية اذا الاعمال القلبية عظيمة مثل هذا ايضا العلم العلم شرط في الايمان ومن واجبات الايمان ومن كمالات الايمان فكون المرء يعلم ان الله هو المعبود بحق هذا الشرط في صحة الايمان كون انسان يتعلم ويعلم الواجبات هذا من واجبات الايمان كون الانسان يتعلم ويعلم المستحبات والمندوبات هذا من كمالات العلم ومن كمالات الايمان وعلى هذا فقس في بقية الشروط الايمان. نعم احسن الله اليك. قال رحمه الله تعالى واخبر في هذا الحديث ان للايمان حلاوة في القلب اذا وجدها العبد سلته عن المحبوبات الدنيوية وعن الاغراض النفسية ووجبت له الحياة الطيبة. فان من احب الله ورسوله او لهج بذكر الله طبعا فان من احب شيئا اكثر من ذكره واجتهد في متابعة الرسول وقدم متابعته على كل قول وعلى ارادة النفوس واغراضه من كان كذلك فنفسه مطمئنة مستحي مستحلية للطاعات. قد انشرح صدر صاحبها للاسلام. فهو على نور من ربه وكثير من المؤمنين لا يصل الى هذه المرتبة العالية. ولكل درجات مما عملوا. اذا حديث انس فيه اشارة الى وصف وعلامة اخرى من من علامات الكمل من المؤمنين ما هو هذا الوصف هذا الوصف هو انه يجد حلاوة الايمان بالطاعة صار يتذوق الطاعة فلا ينعم بنوم الا مع الصلاة ولا ينعم بحديث الا بعد انتهاء ورده ولا ينعم بمال الا بعد الصدقة وهكذا في جميع الاعمال صار يتلذذ بالاعمال الصالحة ولا يجد هنائته الا بعد العمل الصالح وهذا من معاني ارحنا بها وهذه قضية عظيمة كما قال المصنف رحمه الله قل ما يصل اليها من اهل الايمان واذا اردت الدليل انظر اليوم لو ان الامام طول العادة مثلا يصلي الظهر بعشر دقائق اول الصلاة ربع ساعة ما اقول نص تسعين في المئة من المصلين يقول اشفيني ما مطول طيب ليش من العجايب يقف احدهم في الصف والطابور ساعات ودقائق لموضوع دنيوي واذا جاء الى المسجد كل دقيقة تطالع ساعته متى الاقامة بس يبي يتخلص ما عنده استعداد للانتظار فهذا الحديث اذا فيه اشارة لعلامة من علامات اهل الايمان الكمل وهي ذوق الاعمال الصالحة واشارة اخرى وهي ان حب فهم اصبح لله لا يحب لاجل انه صار وصل بينه وبين فلان لا يبغض لاجل مجرد القطيعة بينه وبين فلان لا يحب لان فلان اكرمه لا يحب لان فلان اهانه لا يبغض لان فلان اهانه وانما حبه وبغضه مرتبط بامر الله عز وجل وهذا من يصل اليه من يصل الى هذه الحالة؟ ان الانسان يحب زوجته لانها قامت من الليل. من يحب ابنه لانه صلى الفجر في جماعة. ينزل حبه لابنه لانه لم يصلي الفجر في جماعة. من يصل لهذه المرتبة بل من يلتفت الى هذه المرتبة اصلا لا حول ولا قوة الا بالله. نعم. احسن الله اليك. قال رحمه الله تعالى وكذلك في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه انه انه صلى الله وسلم قال الايمان بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان وهذا صريح ان الايمان يشمل اقوال اللسان واعمال الجوارح والاعتقادات والاخلاق والقيام بحق الله والاحسان الى خلقه فجمع في هذا الحديث بين اعلاه واصله وقاعدته. وهو قول لا اله الا الله اعتقادا وتألها واخلاصا لله وبين ادناهم وهو اماطة وهو اماطة العظم والشوكة وكل وكل ما يؤذي وكل ما يؤذي عن الطريق فكيف بما فوق ذلك من الاحسان؟ وذكر حياء والله اعلم لان الحياء به حياة الايمان وبه يدع العبد كل فعل قبيح كما به يتحقق يتحقق كل خلق كل خلق حسن وهذه الشوعب المذكورة في هذا الحديث هي جميع شرائع الدين الظاهرة والباطنة حديث ابي هريرة الايمان بظى وسبعون شعبة حديث عظيم يدل على ان اعمال الايمان في نفسها احنا قبل قليل كنا نتكلم عن اهل الايمان اهل الايمان متفاوتون. اعلاهم السابقون. اوسطهم المتوسطون. ادناهم الظالمون لانفسهم طيب اعمال الايمان ايضا متفاوتة. اعلى اوسق وادنى الاعلى المقصود باعلى اعمال الايمان هي التي لا بد منها في صحة الايمان سواء كان ركنا او شرطا او لازما هذا هذه اعلى اعمال اهل الايمان واوسطها واجبات الايمان وادناها من حيث الرتبة كمالات الاعمال كمالات الاعمال فمثلا لو قال لنا قائل انتم تقولون ان الاعمال متفاوتة اعطونا مثال من اعلى اعمال الايمان بحيث انه لابد من وجوده. نقول قول لا اله الا الله. مثلا هذا كمثال في الحديث واوسطه واوسطها الحياء فهو من واجبات الايمان ليس شرطا ولا من الكمالات وادناها اماطة الاذى عن الطريق ليس واجبا ولا من اصل الايمان وبناء على هذا فمن فعل فمن فعله ينتبه بعض الناس يجيه يقول لك والله الغرب يا اخي عندهم اخلاق الاسلام شنو عنده اخلاق الاسلام؟ يميط الاذى الطريق ما يقط لك النقص الطريق قاعد يتكلم عن كمالات ترى هذي كمالات اخلاق المسلمين وليست هي اصل في الاسلام هذولا ما فهموا الاسلام ترى يظن ان هذا هذا هو الاسلام هذي من كمالات الايمان في الاسلام من كمالات اعمال اهل الاسلام وليس اصلا في الاسلام ولا من واجبات الاسلام هذه قضية عظيمة ترى هؤلاء يريدون ان يلخبطوا الامور فلابد ان نبقي المندوبات مندوبات والواجبات والواجبات والاصول اصول اما ان نعكس الامر حتى يقول احدهم ذهبت الى الغرب فرأيت الاسلام ولما ارى المسلمين كذب والله كيف رأيت الاسلام وين التوحيد؟ هذا الاسلام هو التوحيد اين الصلاة؟ الاسلام الصلاة حتى قال عليه الصلاة والسلام بين الرجل والكفر والشرك ترك الصلاة قالوا نهيت عن قتل المصلين علامة كان اذا ارسل جيشا قال اذا اذنوا فامسك لا تقاتلهم. هذي علامات الاسلام وهذا يجي من الغرب ويقول لك انا شفت الاسلام ما شفت المسلمين اذا كان من هذا المسكين يظن الاسلام هو فعل الواجبات اسلم عليك باحترام اتبسم لك اشيل الاذى من الطريق هذا مو فهم الاسلام قال نعم هذه الاعمال من الاسلام لكن ليس هو الاسلام هذه من مكملات الاسلام من مندوبات في الاسلام فهذا الحديث عظيم ولذلك نقول من اتى بالكمالات وترك الواجبات لم يزل من الظالمين لانفسه ومن اتى بالكم كمالات والمستحبات واتى بالواجبات ولم يأتي بالاصل لم يدخل في الاسلام فلابد من هذا الترتيب مثل ما ذكرنا مرة لو تذكرون انسان يريد ان يبني بيتا ما وضع اساسيات ولا وضع القواعد وفجأة جايب الثريات ايش فيك يا فلان؟ قال بابني شلون تبريد؟ جايب الزريات. وين الاصل؟ وين البنيان؟ وين القواعد لا ما هي موجودة شوفوا له الثريات ايش جمالها شيسوي الناس بالثريات مع عدم وجود الاصل والقواعد لذلك لا بد من التنبه الى هذا نعم احسن الله اليك قال رحمه الله تعالى وهذا ايضا صريح في ان الايمان يزيد وينقص بحسب زيادة هذه الشرائع والشعب واتصاف العبد بها او عدمه ومن المعلوم ان الناس يتفاوتون فيها تفاوتا كثيرا فمن زعم ان الايمان لا يزيد ولا ينقص فقد خالف الحس مع مخالفته لنصوص الشارع كما ترى زيادة الايمان ونقصانه امر محسوس حتى قال عليه الصلاة والسلام عن من ترك صلاة الفجر في جماعة اصبح عياذا بالله خبيث النفس كسلان ها هذا ايش هاي تلميحة الى النظر الى الحس واذا صلى الفجر في جماعة اصبح طيب النفس نشيطا ها تلميح من النبي عليه الصلاة والسلام الى الفات النظر الى الاحاسيس نعم احسن الله اليك قال رحمه الله تعالى وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الاسلام والايمان في حديث جبريل المشهور حيث سأله جبريل بحضرة الصحابة عن الايمان فقال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر فسر الاسلام بالشرائع الخمس الظاهرة لانه كما تقدم اذا قرن اذا قرن بالايمان غيره فسر الايمان بما في قلبي من العقائد الدينية والاسلام او او الاعمال الصالحة بالشرائع الظاهرة. واما عند الاطلاق اذا اطلق الايمان فقد تقدم انه ويشمل ذلك اجمع وفي الصحيحين من حديث انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من من والده وولده والناس اجمعين فاخبر فاخبر صلى الله عليه وسلم انه لا لا يتم ايمان عبد حتى يقدم محبته على محبة احب الخلق اليه وعلامة ذلك اذا تعارضت المحبتان فان قدم ما يحبه ما يحبه الرسول كان صادق الايمان. صلى الله عليه وسلم والا فهو ناقص الايمان كما قال تعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما فاقسم تعالى انهم لا يؤمنون حتى يحكموا رسوله. ولا يبقى في حرج وضيق من من حكمهم. هو قد الشيخ قد لا يكتب صلى الله عليه وسلم ولكنه ينطقها مع نفسه فانت اذا رأيت اسم النبي عليه الصلاة والسلام صريحا او ظميرا فتصلي عليه صلوات ربي وسلامه عليه حتى لو لم يكتب الشيخ في الصلاة. نعم احسن الله هذا من حقوق النبي عليه الصلاة والسلام عليه. عليه الصلاة والسلام. انه اذا ذكر نصلي عليه لان الله تبارك وتعالى امرنا بذلك صلوات ربي وسلامه عليه. نعم. احسن الله اليك. قال رحمه الله تعالى فاقسم تعالى انهم لا يؤمنون حتى يحكموا رسوله صلى الله عليه وسلم ولا يبقى في قلوبهم حرج وضيق من حكمه صلى الله عليه وسلم. وان قادوا له انقيادا وينشرح لحكمه وهذا شامل في تحكيمه في اصول الدين وفي فروعه وفي الاحكام الكلية والاحكام الجزئية وفي الصحيحين ايضا عن انس رضي الله عنه مرفوعا لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه وذلك يقتضي ان يقوم بحقوق اخوانه المسلمين الخاصة والعامة فانه من الايمان ومن لم يقم بذلك ويحب لهم ما يحب لنفسه فانه لم يؤمن لم يؤمن الايمان الواجب بل نقص ايمانه بقدر بقدر ما نقص من الحقوق الواجبة عليه. هذا يؤكد ما ذكرناه ان من الحب ما هو اصل في الايمان وشرط فيه ومن الحب ما هو من الواجبات ومن الحب ما هو من الكمالات نعم احسن من قال رحمه الله تعالى وفي صحيح مسلم من حديث العباس ابن عبد المطلب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم والرضا بذلك يقتضي الفرح بذلك. والسرور بربوبية الله له وحسن تدبيره وقضيته عليه. وان وان يرضى بالاسلام دينا ويفرح به ويحمد الله على هذه النعمة التي هي اكبر المنن. حيث رضي الله حيث رضي الله له الاسلام ووفقه له له ويرضى بمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا. اذ هو اكمل الخلق واعلاهم في كل صفة كمال. وامته واتباعه اممي واعلاهم وارفعهم درجة في الدنيا والاخرة فالرضا بنبوة الرسول صلى الله عليه وسلم ورسالته واتباعه من اعظم ما يثمر الايمان ويذوق به العبد حلاوته. قال تعالى لقد من الله على المؤمنين اذ بعث فيهم رسولا من انفسهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين وقال لقد جاءكم رسول من انفسكم من انفسكم عزيز علي ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم. في هذا الكلام اشارة الى علامة الاخرى من علامات الكمل من المؤمنين وهي اتباع النبي عليه الصلاة والسلام ظاهرا وباطنا قدر المستطاع ومن هنا ومن هنا قال جمع من اهل العلم ان اهل البدع مهما كانوا عبادا زهادا لا يصلون الى درجة الايمان بالكبة لا يصلون الى درجة الولاية المطلقة. ليش لعدم وجود الاتباع عندهم في كثير من جوانب الاعتقاد او في جوانب العبادات او في جوانب الاخلاق ولهذا ينبغي على الانسان ان يحرص على هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم احسن الله اليك. قال رحمه الله تعالى فكيف لا يرضى المؤمن بهذا الرسول الكريم الرؤوف الرحيم الرؤوف الرحيم. الذي اقسم الله صلى الله عليه وسلم الذي اقسم الله انه لعلى خلق عظيم واشرف مقاما للعبد انتسابه لعبودية الله. واقتداؤه برسوله ومحبته ومحبته واتباعه صلى الله عليه وسلم وهذه علامة محبة الله وباتباعه تتحقق المحبة والايمان قال تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم وفي صحيح مسلم من حديث سفيان بن عبدالله الثقفي قال قلت يا رسول الله قل لي في الاسلام قولا لا اسأل عنه احدا بعدك. قال صلى سلم قل امنت بالله ثم استقم تبين صلى الله عليه وسلم بهذه الوصية الجامعة ان العبد اذا اعترف بالايمان ظاهرا وباطنا ثم استقام عليه قولا وعملا فعلا وتركا فقد كمل فقد كمل امره واستقام على الصراط المستقيم ورجله ان يدخل مع من قال الله عنهم ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا. وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون. نحن اوليائكم في الحياة الدنيا وفي الاخرة ولكم فيها ما تشتهي انفسكم ولكم فيها ما تدعون. نزلا من غفور رحيم. نسأل الله ان يجعلنا واياكم منهم ووالدينا. مشايخ احسن الله اليك قال رحمه الله تعالى وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما المتفق عليه في وفد عبد القيس حين وفدوا على النبي صلى الله عليه وسلم حيث قالوا مرنا بامر فصل نخبر به من وراءنا وندخل به الجنة وسألوه عن الاشربة. فامرهم باربع ونهاهم ونهاهم عن اربع امرهم بالايمان بالله وحده. قال اتدرون ما الايمان بالله وحده؟ قالوا والله ورسوله اعلم قال شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وان تعطوا من المغنم ونهاهم عن اربع عن الحنتم والدباء والنقير والمزفت فقال احفظوا احفظوهن احفظوهن واخبروا بهن بهن من وراءكم فهذا ايضا صريح في ادخاله الشرائع الظاهرة الظاهرة الظاهرة بالايمان مثل الصلاة والزكاة والصيام واعطاء الخمس من المغنم كل هذا يفسر لنا الايمان تفسيرا يزيل الاشكال وانه كما يدخل فيه عقائد القلبية فيدخل فيه الاعمال البدنية. فكل ما قبيل الله الى الله من قول وعمل واعتقاد فانه من الايمان وفي سنن وفي سنن ابي داوود من عن ابي امامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من احب لله وابغض لله واعطى لله ومنع لله فقد استكمل الايمان. فالحب والبغض في القلب والباطن والعطاء والمنع في الظاهر. واشترط في واشترط فيها كل اشترط فيها كلها الاخلاص الذي هو رح الايمان ولبه وسره فالحب في الله ان يحب الله ويحب ما يحبه من الاعمال والاوقات والازمان والاحوال. ويحب من يحبه من انبيائه واتباعهم والبغض في الله ان يبغض كل ما بغضه من وفسوق وعصيان. ويبغض من يتصف بها او يدعو اليها العطاء يشمل عطاء العبد من نفسه كلما امر به مثل قوله تعالى. فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وهذا يشمل جميع ما امر به العبد. لا يختص بالعطاء المالي بل هو جزء من العطاء. وكذلك يقابله المنع وبهذه الامور الاربعة يتم للعبد ايمانه ودينه. يعني الايمان يتم بالجمع بين الاعمال القلبية من الحب والبغض والاعمال الظاهرية من العطاء والمناعة. وهذا يشمل ما يتعلق بين العبد وربه وبين العبد فتعطي ما امرك الله من الحقوق وتمنع ما امرك الله عز وجل باعطائه وما امرك الله لا تعطيه فتم لا تعطيه وتبذل ما امرك الله ببذله وتمسك ما امرك الله بامساكه وهكذا نعم احسن قال رحمه الله تعالى وكذلك ما رواه الترمذي والنسائي من حديث ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا عن النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن من امنه الناس على دمائهم واموالهم يدل على ان الايمان الصحيح يحمل يحمل يحمل صاحبه على رعاية الامانة وينهاه عن الخيانة حتى يطمئن اليه الناس وامنوه على على انفس الاشياء عندهم وهي الدماء والاموال. هذه علامة اخرى من علامات اهل الايمان الواجب وليس الكامل الكامل ذكرناه. من علامات اهل الايمان الواجب ان يأمنونه على انفسهم واعراضهم. يسافر احدهم فيقول لجاره ها انت مأمون على مالي واهلي يسافر احدهم فيقول لاخيه في الله انت مأمون على اهلي وعياله. يسافر احدهم فيأخذ ماله ويدفعه الى شخص اخر ويقول هذه امانة عندك وانت مأمون علي فمن ائتمنه الناس دل على انه حصل الايمان الواجب نعم احسن الله اليك قال رحمه الله تعالى وهذه النصوص كلها تبين معنى الايمان وحقيقته وحقيقته وانه كما قال الحسن وغيره ليس الايمان بالتمني والتحلي ولكنه ما وقر في القلب وصدقته الاعمال. فالاعمال الظاهرة والباطنة تصدق الايمان وبها يتحقق كما قال تعالى ومن يؤمن بالله يهدي قلبه. يعني الاعمال الصالحة هو من الايمان وهو الدليل الايمان. الاعمال الصالحة من الايمان ودليله وهذه خاصية من خواص الايمان. مثل القرآن القرآن دليل ومدلول عليه القرآن دليل ومدلول عليه. فالقرآن دليل في نفس الوقت عبادة تقرأ القرآن وتتعبد الله عز وجل وهو دليل. نعم. احسن الله قال رحمه الله تعالى فالعبد اذا اصابته المصيبة فامن انها من عند الله وان الله حكيم رحيم في تقديرها وانه اعلم بمصالح عبده هداه الله الرحيم اضف لطيف حكيم رحيم لطيف وفي اكثر من موضع لما ذكر الله القدر ذكر مع القدر اما الحكمة واما الرحمة واما اللطف. فاذا ذكر الحكمة فهذا دليل على انه يضع الاشياء في مواضعها واذا ذكر اللطف فهذا معناه انه يقدر ويلطف. ولذلك الرحمة معناه انه يقدر ويرحم فيما يستقبل من الاوقات نعم قال الله تعالى وانه اعلم بمصالح عبده هداه الله هدى الله قلبه هداية خاصة للرضا والصبر والتسليم والطمأنينة كما قال تعالى ان الذين امنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بايمانهم. فحذف المتعلق ليشمل هدايتهم لكل خير وهداية لترك كل شر وذلك بسبب ايمانهم فالاعمال من الايمان من جهة ومن ثمرات الايمان ولوازمه من جهة اخرى. والله الموفق يعني ان يهديهم ربهم بايمانهم. يهديهم ربهم بايمانهم الى ايش؟ حذف المتعلق لماذا؟ ليدل على العموم. يهديهم ربهم بايمانهم الى الكمالات. يهديهم ربهم ايمانهم الى الجمالات. يهديهم ربهم بايمانهم الى الطمأنينة. يهديهم ربهم بايمانهم الى السعادة. يهديهم ربهم بايمانهم الى لذة الطاعة يهديهم ربهم بايمانهم الى الجنة هذه فائدة حذف المتعلق طيب يهديهم ربهم بايمانهم. اي بسبب ايمانهم. فالباب او السببية. الباب هاو السببية. وهذا دليل على ان بعض الايمان كسبي والهداية السابقة وهبي يهديهم هذا وهم هبة بايمان هذا السبب لا احسن قال رحمه الله قال رحمه الله تعالى وقال تعالى وما كان الله ليضيع ايمانكم ان الله بالناس لرؤوف رحيم. كثير من المفسرين فسروا الايمان هنا بالصلاة الى القبلة التي كانوا عليها بيت المقدس قبل النسخ حيث مات اناس من المسلمين قبل ان تنقل القبلة الى الكعبة حصل عند بعضهم عند بعضهم اشتباه في شأنهم فانزل الله هذه الاية وذلك ان صلاتهم الى بيت المقدس في ذلك الوقت التزام منه لطاعة الله ورسوله وذلك هو الايمان. وهذه الاية تدل لا يعرف عن السلف تفسير اخر في الاية وما كان الله ليضيع ايمانكم اي صلاتكم وقد نقل هذا التفسير الامام ابو عبد الله محمد ابن اسماعيل البخاري رحمه الله. في تفسيره وهو المنقول في التفاسير السلفية عن السلف من الصحابة والتابعين نعم احسن الله قال الله تعالى وهذه الاية فيها بشارة كبرى وهي ان الله لا يضيع ايمان المؤمنين قل ذلك الايمان وكثر كما ورد في الصحيح ان الله يخرج من النار من في قلبه ادنى مثقال حبة خردل من ايمان. وهذا من احد معاني ما كان وما كان الله ليضيع ايمانك. اي ما كان الله ليضيع ايمانكم فينساكم وان كنتم ما كنتم فينساكم فيترككم بل بايمانكم فان الله جل وعلا يحسن اليكم ويثيبكم هذا من معاني هذه الاية. نعم عشان قال الله تعالى واشارة لكل لكل من عمل عملا قصده طاعة الله ورسوله. وهو متأول او مخطئ او ذلك العمل فانه انما عمل ذلك العمل ايمانا بالله وقصدا لطاعته ولكنه تأول تأويلا اخطأ فيه او اخطأ بلا تأويل فخطأه معفو عنه واجر قصدي والتوجه الى الله والى طاعته لا يضيعه الله. ولهذا قال الله على المؤمنين ربنا لا تؤاخذنا ان جئنا واخطأنا. قال الله على لسان نبيه قد فعلت. وفي الحديث الصحيح اذا اجتهد الحاكم فحكم فاصاب فله اجران. واذا اجتهد فاخطأ افلا واجر واحد وخطأه مغفور له. وكذلك من نوى عمل صالح وحرص على فعله او منعه مانع من مرض او سفر او عجز او غيرها كتب له ما نواه من ذلك العمل كما ثبت ذلك في صحيح مسلم من حديث ابي موسى رضي الله عنه مرفوعا من مرض او سافر وكتب له ما كان يعمل صحيحا مقيما يدخل بذلك من اقعده الكبر عن عمله المعتاد. الله اكبر هذه الاية وما كان الله ليضيع ايمانكم فيها بشارة عظيمة ان من اخطأ او تأول او عمل بمنسوخ ولم يعلم فانه معذور عند الله. لا يضيع لا يضيع الله ايمانه ولذلك كان من عظيم عقائد اهل السنة والجماعة انهم يعذرون المخطئين المتأولين فلا يكفرون اهل البدع باعيانهم وان كفروا مقالاتهم بخلاف اهل البدع كل واحد طائفة تكفر الاخرى. وتحكم على الاخرى بالخلود في النار. اهل السنة يقولون عن اهل البدع انهم ضالون مظلون. وانهم باعيانهم لا يحكم عليهم بالكفر. الا اذا استتيبوا وانهم قد يكونون معذورين عند الله وهذا يشمل باب العقائد ويشمل باب الفقه كما نص عليه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وفي الاية وما كان الله ليضيع ايمانكم بدلالة العموم دلالة على ان من كان يعمل عملا لله ثم عجز او ضعف لسفر او مرض او كبر فان الله يكتب له عمله كما لو كان قادرا صحيحا مقيما وهذا منصوص الحديث ومن فضل الله على هذه الامة المرحومة نكتفي بهذا القدر ونسأل الله ان يزيد ايماننا وايمانكم ويثبتنا واياكم بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة وصلى الله اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين