حدثنا محمد بن الصباح قال اخبرنا جرير عن الاعمش عن ابي صالح عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تروني ما تركتكم فانما هلك من كان قبلكم بسؤالهم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال ابن ماجة علينا وعليه رحمة الله واختلافهم على انبيائهم فاذا امرتكم بشيء فخذوا منه ما استطعتم واذا نهيتكم عن شيء فانتهوا قوله رحمه الله حدثنا محمد بن الصباح هو ابن سفيان ابن ابي سفيان وهو ثقة وثقه ابو زرعة ومحمد بن عبد الله الحظرمي وقال فيه ابو حاتم صالح الحديث يعني انزل من شأنه يسيرا قال اخبرنا جرير وهو جرير ابن عبد الحميد ابن قرط الظبي المتوفى عام ثمان وثمانين ومئة وهو الثقة عن الاعمش وهو سليمان ابن مهران الاعمش المتوفى عام سبع واربعين ومئة وهو من ثقات اهل العراق وحفاظهم عن ابي صالح وهو ذكوان السماء المتوفى عام احدى ومئة وهو ممن اكثر عن ابي هريرة وهو من اهل الظبط والاتقان والديانة والورع عن ابي هريرة والصحابي الجليل ابو هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ضروري ما تركتكم اي لا تبالغوا في الاسئلة التي لا تحتاجون اليها ولا تنفعكم انما يتفقه المرء فيما يحتاج اليه وفيما يقربه الى ربه. اما المسائل الاغلوطات التي لا تنفع الانسان فينبغي على الانسان ان ننشغله بما ينفعه. ونبينا صلى الله عليه وسلم قال احرص على ما ينفعك. واستعن بالله ولا تعجز فانما هلك من كان قبلكم بسؤالهم واختلافهم على انبيائهم اي المبالغة في السؤال في غير ما ينفع هذا سبب للهلاك والدمار. لان الانسان ترك ما ينفعه واشتغل بما لا ينفعه قال فاذا امرتكم بشيء فخذوا منه ما استطعتم هذا حديث عظيم وان الله سبحانه وتعالى كلف العباد بتكاليفه ليست بشاقة انما كلفهم بما يقدرون عليه قال فاذا امرتكم بشيء فخذوا منه ما استطعتم ما امر به الانسان فهو على الاستطاعة وانه مخفف وان هذا المخفف في بعظ الامور يتخفف انا حصل عندي هذا الخلل في اصبعي خرج عندي مسمار لحم ونضع هذه تبقى يضعها الانسان على طهارة ويبقيها ثلاثة ايام. ولما يتوضأ يتوضأ فوقها وهكذا. فالامور مبنية على التخفيف والمخفف في الشريعة ككل يتخفف في بعض الامور كالسفر ونحو ذلك فالمأمور به انما يفعله الانسان على قدر طاعته ووسعه. فربنا لا يكلف نفسا فوق طاقتها قال فاذا امرتكم بشيء فخذوا منه ما استطعتم ما يستطيعه الانسان. واذا نهيتكم عن شيء فانتهوا اما ما نهي عنه الانسان من المحرمات فامره شديد. ينبغي على الانسان ان ينتهي عنه وان لا يتساهل فيه وان لا يترخص المرء في المحرم ابدا فباب المحرمات باب شديد جدا ينتهي عنه الانسان بالكلية ويبتعد عن المعاصي ويجعل بينه وبين الحرام سترا من الحلال ثم ليعلم الانسان ان باب ترك المحرمات باب عظيم من اعظم ابواب الحسنات باب ترك المحرمات لله تعالى باب عظيم من اعظم ابواب الحسنات فاغتنموا هذا الباب فهو باب للخيرات هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته