وجملة يهدي للتي هي اقوم خبر ان جملة يهدي التي هي اقوم خبر ان يهدي للتي هي اقوم وان نتأمل قوله عز وجل اقوم ما قال التي هي يعني قوام الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد كنا قد وقفنا على استدلال المصنف لما ذكر من قوله رحمه الله ان هذا القرآن اه وعد الله عز وجل على تلاوته وعلى العمل به النجاة من النار ووعد على ذلك الثواب الجزيل وان افضل المتاجرة اه ان يتاجر الانسان بتلاوة القرآن الكريم بدأ رحمه الله بذكر الايات وكنا قد وقفنا على ذلك قال رحمه الله وقال عز وجل ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات ان لهم اجرا كبيرا وان الذين لا يؤمنون بالاخرة اعتدنا لهم عذابا اليما. ووجه الاستشهاد بهذه الاية ان الله تبارك وتعالى ذكر القرآن وهنا كلمة القرآن علم على الكتاب المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم واسم الاشارة يؤكد هذه العلمية ان هذا اي المشار اليه الموجود بين الدفتين ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم وهداية القرآن هي هداية دلالة وارشاد وهداية وهداية بيان لمن اهتدى به ونتأمل ان الله عز وجل ذكر في وصف القرآن قال ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوى او قومه قال اقوم وهذه الاية مشابهة لقوله عز وجل الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما وهنا قال للتي هي اقوم ومعنى اقوم اي احسن قياما ودل في ذكر صيغة افضل التفظيل افعال التفضيل اقوم ان هذا القرآن ليس يهدي للتي للذي هو حسن فقط بل للذي هو احسن هذا احد اوصاف القرآن يهدي للتي هي اقوم والوصف الثاني ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات ان لهم اجرا كبيرا والوصف الثالث وان الذين لا يؤمنون بالاخرة اعتدنا لهم عذابا اليما فدلت هذه الاية الكريمة على ان من اراد الهداية فعليه بالقرآن ومن اراد البشارة من المؤمنين فعليه بالقرآن وقوله عز وجل قال المصنف وقال عز وجل وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين الا خسارا ووجه الاستشهادي بهذه الاية ان الله تبارك وتعالى اخبر انه ينزل من القرآن وهنا منك على ما اختاره ابن القيم رحمه الله وهو الصواب ان من هنا لبيان الجنس وليس للتبعيظ ما معنى ان من لبيان الجنس وليس للتبعيض يتضح المعنى بالتقدير فالمعنى وننزل من القرآن اي وننزل اه جنس القرآن ما هو شفاء. فالقرآن كله جنسه اي ما يسمى قرآنا فهو شفاء واما اذا قلنا للتبعيظ فمعناه بعظ القرآن شفاء وبعظه ليس شفاء ومعلوم ان القرآن كله شفاء ولهذا كان من اسماء القرآن الشفاء وننزل من القرآن ما هو شفاء. من هنا لبيان الجنس كما نقول ان الانسان من تراب ليس معنى الانسان من تراب ان بعض الناس ليس من تراب وانما المقصود جنس الانسان مخلوق من التراب. وهنا قال وينزل من القرآن اي ان كل المنزل الذي هو قرآن فيه شفاء ما هو شفاء وقد يقول قائل كيف يكون القرآن شفاء ورحمة للمؤمنين شفاء القرآن من وجهين الوجه الاول وهو الظاهر والمعروف والمشهور انه شفاء للشبهات والشهوات فمن انشغل بالقرآن انشغل عن شهوات الدنيا ومن انشغل بالقرآن فان القرآن يشفيه عن الشبهات اذا القرآن شفاء من جهة انه فيه شفاء الشبهات والشهوات هذا وجه والوجه الثاني ان فيه شفاء الابدان. اذا القرآن مشتمل على شفاء الارواح وعلى شفاء الابدان ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين بتعاويذ فلما نزلت المعوذتان اخذ بهما وترك ما سواهما قال وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين كيف يكون المنزل من القرآن رحمة للمؤمنين من جهة ان الله عز وجل يسر للمؤمنين الايمان به هذه واحدة ومن جهة ان الله تبارك وتعالى يسر للمؤمنين تلاوة كلام ربهم ومن جهة ان هذا الكلام رحمة لانه يوصل الى رحمة الله عز وجل ومن جهة وهي الرابعة ان هذا القرآن موصل الى جنة الله عز وجل وهي دار رحمة الله عز وجل ولا يزيد الظالمين الا خسارا وهنا يرد سؤال كيف يزيد القرآن الظالمين خسارا وذلك من وجهين. الوجه الاول بسبب اعراضهم عنه فيكون القرآن حجة عليهم لاعراضهم عنه والوجه الثاني ان الظالمين لا يعملون به فاذا لم يعملوا به لقوا الخسارة وازدادوا خسارة على خسارتهم وبوارا الى بواري قال رحمه الله وقال عز وجل يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين ووجه الاستشهاد بهذه الاية اوردها المصنف رحمه الله لبيان ان القرآن موعظة ففي القرآن مواعظ تذكيرات وعبر وعبرات لكن لكنها للمؤمنين. يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم فمن اتعظ بالقرآن فهو المتعظ ومن لم يتعظ بالقرآن فلا متعظ له ولهذا جاء في اخر سورة قاف قال فذكر بالقرآن من يخاف وعيد ولهذا قال بعض السلف من لم ينتفع بمواعظ القرآن فلا نفعه الله ومن هنا علينا ان ننتبه لقلوبنا ولايماننا حيث ان البعض الناس ربما اذا سمع القصص يتأثر ويبكي ويحزن ويفرح اكثر من سماعه لقصص القرآن هنا ينبغي على الانسان ان يراجع نفسه يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور هنا قال وشفاء على وجه التعميم قال وشفاء لما في الصدور لكنه مقيد الجهة اي ان القرآن يشفي او فيه شفاء للامراض الموجودة في الصدور وهي الشبهات والشهوات الشبهات والشهوات قد يقول قائل في الاية السابقة ان القرآن شفاء على الاطلاق للمؤمنين وفي هذه الاية شفاء لما في الصدور مقيد المحل نقول ان القرآن شفاء على سبيل الاطلاق من حيث المحل وهو شفاء للشهوات والشبهات وشفاء للامراض الظاهرة للبدن وهو شفاء لما في الصدور على وجه اخص لان شفاء الابدان ليس مختصا بالقرآن بل ان الاطباء ربما يعالجون بعض الامراض البدنية واما الامراظ التي تكون متعلقة بالارواح بقلوب الناس وصدور الناس فهذه الامراض لا شفاء لها الا في القرآن. وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين ومر معنا بيان الهدى وانه بمعنى البيان والارشاد والدلالة ورحمة للمؤمنين من الجهاد الاربعة التي بيناها وخص المؤمنين هنا بالموعظة والشفاء والهدى والرحمة خص المؤمنين بهذه الاربعة لان الكافرين لا يتعظون بهذه الاربعة ولا يجدون هذه الاربعة الا ان يقبلوا على القرآن بقلوب صادقة وانفس راغبة واذان صاغية واذهان فارغة فحينئذ يؤمنون فينتفعون ويدخلون في جملة المؤمنين قال المصنف رحمه الله وقال عز وجل يا ايها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وانزلنا اليكم نورا مبينا. وانزلنا اليكم نورا مبينا فاما الذين امنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم في رحمة منه وفضل ويهديهم اليه صراطا مستقيما ووجه الشاهد من هذه الاية ان الله عز وجل وصف القرآن بانه برهان وهو اسم من اسمائه متظمن لصفة من صفات القرآن يعني الناس قد جاءكم برهان من ربكم اذا القرآن برهان والقرآن برهان من عدة اوجه الوجه الاول برهان لانه اية في نفسها. القرآن اية في نفسه تحدى الله عز وجل به الانس والجن وهو برهان من جهة كونه دالا على صدق النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وهو برهان من جهة انه يرشدنا الى الله عز وجل ويبين لنا ما له من الاسماء الحسنى والصفات العليا ومن جهة ما له تبارك وتعالى من حقوق وهو برهان يرشدنا الى الطريق والى الصراط المستقيم. فهذه اربعة اوجه تدلنا على ان القرآن برهان لهذه وتلك وذاك وذيك قال وانزلنا اليكم نورا مبينا دل على ان القرآن نور وليس نورا عاديا بل هو نور مبين هنا وصف بهذا هذا النور بقوله مبينا مبين اسم مفاعل بمعنى موضح اي جلي والقرآن موضح لمراد الله تبارك وتعالى ومبين ما يريده الله منا ومبين للسلوك والطريق الذي يوصل الى الله والذي يوصل الى رحمة الله والذي يوصل الجنة والطريق الذي يوصل الى النار عياذا بالله تبارك وتعالى فاستشهد به المصنف لان في الاية دلالة ان القرآن برهان وانه نور ومعنى كون القرآن نون لان عكس النور الظلمة اذا اطلق النور فالمقصود به الضياء والقرآن ضياء من جهة دلالته ونور من جهة كونه ينير القلوب وينير العقول وينير الانفس والمجتمعات والبيوتات فلا يدخل القرآن في بيت الا ملأه من السعادة ولا يخرج من بيت الا دخلته التعاسة لذلك نجد اشد الناس ظررا بمصايب الدنيا هم اهل فرح وسعادة لان النور معهم لا يفارقهم. ولهذا قال فاما الذين امنوا بالله واعتصموا به به اي بهذا النور بهذا البرهان الذي جاءهم من الله عز وجل على احد التفاسير والتفسير الاخر واعتصموا به اي بالله فسيدخلهم في رحمة منه وفضل ويهديهم اليه صراطا مستقيما اذن القرآن والبرهان والنور سبب لان يدخلنا الله في رحمته و التمسك به فظل من الله عز وجل والتمسك به هداية اليه سبحانه وتعالى ومن تمسك بالبرهان وبهذا النور فانه يهديه الى الله صراطا مستقيما مستقيما. صراط والطريق الذي لا اعوجاج فيه ومستقيما تأكيد للمعنى واللفظ صراطا مستقيما ليست طويلا موعرا ولا مستقيما اه ولا صراطا اه فقط بل صراطا مستقيما فنفى عنه العوج والامتى نفى عنه العوج والحفر قال المصنف رحمه الله وقال عز وجل واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا الاية واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وقال المصنف وحبل الله هو القرآن ووجه الشاهد من ايراد هذه الاية ان الله تبارك وتعالى وصف كتابه بانه حبل الله. ومعنى الحبل اي الطريق الموصل الى الله والحبل هو الطريق بين الجبلين والحبل المعنى الحسي هو ما يتخذ من الليف ونحوه لاجل ان يربط بين شيئين ليوصل الى الحفظ عليها واعتصموا بحبل الله جميعا ما معنى الاعتصام؟ اولا بعد ان عرفنا ان المقصود بحبل الله طبعا الاية فيها خطأ مطبعي صلحوها واعتصموا بحبل الله بدون بالله واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا معنى الاعتصام بحبل الله عز وجل هو التمسك التمسك مرادا بها العصمة والنجاة معنى الاعتصام بحبل الله هو التمسك بالقرآن مرادا بها النجاة فمن تمسك بالقرآن مريدا من وراء تمسكه به النجاة حصل له النجاة. ولهذا قال عز وجل ولا تفرقوا فدل ان التمسك بكتاب الله عز وجل مرادا بها النجاة يحصل الاتفاق والاتحاد والالفة والمحبة واما من لا يتمسك بالقرآن او يتمسك به لا يريد به النجاة. تمسك بظاهره او يكون يريد النجاة بدون ان يتمسك به فهذا لا يمكنه ان يدرك الالفة والمحبة فيقع في عكسه وهو الافتراق فهذه الاية عظيمة دالة على ان اهل القرآن بحق هم الذين تمسكوا بحبل الله مريدين النجاة من الله عز وجل به قال المصنف رحمه الله وقال عز وجل الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي من يشاء ذلك هدى الله يهدي به من يشاء به ساقطة هنا في الطباعة اضيفوها ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد ووجه ايراد المصنف لهذه الاية ان الله تبارك وتعالى سمى المنزل باحسن الحديث وهذه صفة من صفات القرآن واسم من اسماء القرآن احسن الحديث ودلنا هذا التقسيم ان الحديث ينقسم الى اربعة اقسام. ولننتبه الى هذه الاقسام حتى نكون في عباراتنا وفي تلفظنا مدركين لاي باي الاقسام نتكلم الحديث او الكلام او القول ينقسم الى خمسة اقسام قلت قبل اربعة وهي خمسة ينقسم الى خمسة اقسام القسم الاول احسن الحديث وهو المشار اليه بقوله عز وجل قل لعبادي يقولوا التي هي احسن اذا هناك احسن يوصف بانه احسن وهو الاقوم وهو الاجمل وهو الاكمل وعكسه وضده الاسوأ والاشنع والافظع فالقرآن كله احسن الحديث منزه عن عكسه وضده وهو الاشنع والافضل وحتى ندرك ان القرآن هو احسن الحديث فلنتأمل شيئا واحدا فقط كتاب ينزل من السماء يتحدث عن اعظم حق في الوجود وهو حق الله في العباد مضيع بين العباد فهذا مشرك وذاك كافر وهذا يهودي وهذا نصراني ومع هذا لا نجد من اوله الى اخره ولا شتما واحدا هذا دليل على انه حتى مع الاعداء يتحدث باحسن الحديث رب العالمين جل في علاه القسم الثالث من اقسام الكلام ما يكون حسنا ما يكون حسنا جميلا وليس اجمله وهو الذي يكون آآ كلام اصل ولكن هذا النوع وارد في القرآن الكريم وارد في القرآن الكريم قليل وعكس الحسن وعكس الحسن والجميل يكون القبيح والسيء من الكلام يكون القبيح والسيء من الحديث اذا عندنا الان حصل احسن وعكسه اقبح اذا واحد واثنان ثم حسن وعكسه سيء اذا ثلاثة واربعة الخامس بينهما وهو الكلام الذي لا يوصف بالحسن ولا بالقبح حتى يضاف اليه شيء اخر وهذا لا وجود له في القرآن اذا القرآن الكريم وصفه الله بانه احسن الحديث اذا القرآن احسن الحديث وقال عز وجل قل لعبادي يقول التي هي احسن وقال عز وجل واتبعوا احسن ما انزل اليكم من ربكم هنا في الاية واتبعوا احسن ما انزل اليكم من ربكم يعني اتبعوا المحكم لانه من الاحسن ولا تتبعوا المتشابه فانه من الحسن هذا احسن ما قيل في الاية وهنا قال الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها فوصف الله تبارك وتعالى القرآن بانه كتاب ومعنى الكتاب هنا يعني شيء مكتوب وقد كتبه المسلمون بامر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ثم جمعه المسلمون في عهد ابي بكر ثم في عهد عثمان ووصل الينا الامانة كما سمع الصحابة في العرظة الاخيرة وما ليس في المصحف فهو منسوخ او متروك لانه ليس من العرظة الاخيرة وهنا قال الله نزل احسن الحديث كتابا كتابا هنا اه نزل احسن الحديث كتابا على انه يوصف بانه كتب كتابا او حال كونه مكتوبا حال كونه مكتوبا نزل احسن الحديث ووصفه بانه كتابا متشابها ما معنى كون القرآن متشابه متشابه ان يشبه بعضه بعضا بالحسن والجمال والبهاء متشابها اي يشبه بعضه بعضا بالحسن والجمال والبهاء ايضا من معاني المتشابه متشابها اي يشبه بعضه بعضا في الحروف والكلمات والعبارات ونجد ان الله عز وجل يقول الف لام ميم والف لام ميم صاد حميم الف لام ميم راء وكاف ها يا عين يعني القرآن من هذه الاحرف يشبه بعضه بعضا. ومع ذلك انتم عاجزون عن الاتيان به ومن معاني متشابها ان اخباره يصدق بعضها بعضا يشبه بعضه بعضا وان احكامه سبحانه وتعالى يشبه بعضه بعضها بعضا ولا تنافر بينها فهذه الاية متشابها المقصود به التشابه الكلي وهو في الحروف وفي النظم وفي البلاغة بالفصاحة وفي عدم الاختلاف واما وصف القرآن بان بعضه محكم وبعضه متشابه وهناك المقصود بالمحكم المحكم الذي هو بالنسبة للراسخين في العلم والمتشابه بالنسبة للعوام او المحكم الكلي ايضا القرآن كله يوصف بانه محكم كما قال عز وجل احكمت اياته يعني كله محكم لكن هذا الاحكام بمعنى الاتقان واما بعضه محكم وبعضه متشابه المحكم هو احسن الحديث والمتشابه هو الحسن الذي ربما يشتبه على بعض الناس دون بعض فيعرفه الراسخون في العلم او احسنوا الحديث عن القرآن كله وهو المحكم ومتشابها يعني بعظه وهو مآلات الاخبار او كيفيات صفات الله تبارك وبهذا نكون عرفنا كيف وصف الله القرآن في مكان بانه متشابه كله هذا المتشابه اللفظي والخبر والحرف والمعنوي الذي لا اختلاف فيه ووصف الله القرآن كله بانه محكم بمعنى الاتقان ووصف القرآن بان بعضه محكم وهو الاصل وبعضه متشابه وهو القليل ثم هنا قال مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربه وصف الله عز وجل كتابه بانه مثاني ومعنى مثاني كتابا متشابها مثانيا تقشعر منه جلود الذين يخشون مثاني اي بمعنى مكررات ايات مكررات ايات تكرر تشبه بعضها بعضا هذه الايات اذا معنى المثاني اي تثنى فثنى الله القصص اي بمعنى كرر وثنى الله الاحكام بمعنى كرر وهذا التكرير ليس تكريرا محضا فليس في القرآن الكريم تكرار محض البتة وانما ليس فيه تكرار الا لمعنى جديد ليس في القرآن تكرار الا لمعنى جديد وهذا لا يظهر الا للمتأملين ثم وصف الله عز وجل هذا القرآن بقوله تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ومعنى تقشعر اي بمعنى ان الابدان تقشعر الجلود تقشعر تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم اذا سمعوا اية فيها وعيد فزت نفوسهم اليها اذا سمعوا اذا سمعوا اية فيها وعيد ها آآ لانت جنوبهم وخشعت واذا سمع سمعوا اية فيها وعد حينئذ تفز نفوسهم وتقف وتقشعر جلودهم تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله. قال بعض المفسرين تقشعر منه اي من هذه الايات المتشابهة المثاني جلود الذين يخشون ربهم لما يسمعون الوعيد ولما يسمعون الحديث عن ذي الجلال والاكرام عن العلي الاعلى عن الحي القيوم ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله وهو القرآن او الى ذكر الله يعني مطلق الذكر او الى ذكر الله الصلاة اي انهم اذا قرأوا القرآن بعد ان اقشعرت جلودهم يقرأون بعد ذلك يجدون ما يلين جلودهم وقلوبهم يجدون بعد الخوف رجاء بعد الرهبة رغبة بعد الخشوع والخشية يجدون املا قال ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له منه قال المصنف رحمه الله وقال عز وجل كتاب انزلناه اليك مبارك ليتدبروا اياته وليتذكر اولو الالباب ايضا وجه الشاهد من الاية ان الله وصف هذا القرآن بانه مبارك ومن اسماء القرآن المبارك بفتح الراء من اسماء القرآن المبارك ولم يقرأ حسب علمي احد من القراء المعروفين مبارك كتاب انزلناه اليك مبارك فالقرآن مبارك جعله الله مباركا والبركة من الله والله هو المبارك صفاته مباركة وهو سبحانه وتعالى يجعل من يشاء من مخلوقاته مباركا ولهذا قال نبي الله عيسى وجعلني مباركا بفتح الراء اينما كنت اذا القرآن يوصف بانه مبارك كيف لا يكون مباركا فيه البركة كلها. ومعنى البركة والمبارك البركة اصلا مأخوذة من ثبات الشيء وتقرره مع النماء والزيادة البركة معناها ثبات الشيء وتقرره مع النماء والزيادة فالقرآن مبارك لانه ايات وبراهين ثابتة و هي متكررة ومستقرة وهي ايضا لا ترد عليها النسخ بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم ولا الافتراء بين يديه ولا من خلفه ولا الزيادة فيه ولا النقصان منه فهو ثابت مبارك متقرر وايضا النماؤ في ان الانسان كلما ازداد به علما كلما يفتح الله عليه اشياء يدركها من ما جعله الله مباركا في هذا الكتاب قال انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب اذا القرآن يتدبر ويدبر فينبغي علينا ان نتدبر اياته وان نتذكر فان اولوا الالباب فان اولي الالباب يتذكرون بالقرآن الكريم. لذلك قال عز وجل وذكر بالقرآن فذكر بالقرآن من يخاف وعيد قال المصنف رحمه الله وقال عز وجل وكذلك انزلناه قرآنا عربيا وصرفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون او يحدث لهم ذكرا ففي هذه الاية اشارة الى ان القرآن منزل انزلناه منزل من الله عز وجل وانزل ونزل. انزل ونزل بمعنى متقارب وكذلك انزلناه قرآنا عربيا و اه انا نحن نزلنا الذكر اذا يوصف القرآن بانه منزل ويوصف القرآن بان الله انزله وكذلك انزلناه قرآنا عربيا وهذا فيه شرف القرآن وانه باللغة العربية باللسان العربي عربيا يعني لسانا عربيا والله جل وعلا الذي خلق العوالم قادر سبحانه وتعالى ان يتكلم بما شاء فتكلم بالقرآن عربيا فضلا منه سبحانه وتعالى فصيحا واضحا بينا جليا بليغا قال وصرفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون او يحدث لهم ذكرا دل ان القرآن يحصل به الاتقاء ويحصل به احداث الذكر وهو التذكر او يحدث لهم يعني القرآن العربي حين تدبره يحدث للانسان ذكرا واتعاظا واعتبارا قال المصنف رحمه الله ثمان الله عز وجل لمن اجتمع الى كلامه فاحسن الادب عند استماعه بلا اعتبار جميل ولزوم الواجب لاتباعه والعمل به يبشره منه بكل خير ووعده على ذلك افضل ووعده على ذلك افضل الثواب اذا مراد المصنف ان الله سبحانه وتعالى اه يبشر بكل خير لمن استمع الى كلامه هذا واحد فيه دلالة على فضل الاستماع للقرآن احسن الادب عند استماعه هذا فيه دلالة على مراعاة الادب عند استماع القرآن بلا اعتبار الجميل اي لم ينظر الى صوت القارئ وهذه مصيبة الناس اليوم انهم انما يخشعون اذا رأوا صوتا فخشوعهم للصوت لا لكلام الله عز وجل وهذا امر خطير والواجب على القراء ان يوجهوا الناس الى معاني كلام الله عز وجل لا ان يوجهوا الناس الى اصواتهم ومع الاسف الشديد فان كثيرا من الناس اصبحوا مأسورين للاصوات وليسوا مأسورين لمعاني كلام الله عز وجل وهنا المصنف رحمه الله يقول ان البشارة بكل خير ووعد افضل ووعد الله بافضل الثواب انما هو لمن استمع الى كلامه فاحسن الادب عند استماعه بلا اعتبار للجميل ولزوم الواجب الاتباعه والعمل به ولنظرب على هذا مثال قال المصنف رحمه الله مستدلا على ما ذكر فقال عز وجل فبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه اولئك الذين هداهم الله واولئك هم اولوا الالباب. احسنه يعني المحكم على احد التفاسير اذا هذه الاية تدل على ان من استمع القول من الله عز وجل واتبع الاحسن فهو الذي له الهداية من الله وهو يعتبر صاحب عقل وقال عز وجل وانيبوا الى ربكم واسلموا له من قبل ان يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون والشاهد في قوله واتبعوا احسن ما انزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دون اولياء قليلا ما تذكروا قال الى قوله من قبل ان يأتيكم العذاب بغتة وانتم لا تشعرون وانا اقول مؤكدا لكلام المصنف رحمه الله الواجب على طلاب وطالبات العلم الاجتماع الى كلام الله عز وجل على احسن الادب بغض النظر عن الصوت الجميل وان نخرج انفسنا من اتباع وان نخرج انفسنا من اسر الاصوات وان ندخل انفسنا الى المتفكرين المتأملين في المعاني في الايات ولنطبق مثلا عمليا بعض الناس لو سمع مثلا هذه الاية بهذه الطريقة فهو يصبح مأسورا للصوت ولن يفكر في المعنى مثلا لو سمع قارئ يقرأ خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوا لسان حال المستمع يقول زيد يا شيخ زيد ليش؟ لانه اصبح اسيرا للصوت اصبح يتماول يتمايل يتماوج مع الصوت لكن الواجب على الانسان الا يأسر نفسه للصوت وان اه ينتبه للمعاني ولهذا ينبغي على القرآن ان يتقوا الله وان لا يجعلوا اصواتهم هي التي تميل الناس. نعم الصوت الحسن مطلوب لخدمة القرآن. لا لجذب الناس ولهذا قال ابو موسى لو علمت انك تستمع الى قراءتي لحبرته لك تحبيرا يعني استخدمت الصوت بايصال المعنى نقرأ الاية مرة اخرى لكن بنية ايصال المعنى الى المستمعين لا بنية آآ ايصال آآ اسر النفوس بالصوت خذوه فغلوه. ثم الجحيم صلوه. ثم في سلسلة ذرة سبعون ذراعا فاسلكوه هنا نجد ان الذهن لا ينصرف الى الصوت وانما ينصرف الى المعنى فالواجب على القراء وعلى من يقرأ القرآن ايضا ان يتقي الله سبحانه وتعالى وان يقرأ قراءة يخدم القرآن بصوته فيوصل المعاني الى الناس قال المصنف رحمه الله قال محمد بن الحسين الاجري المصنف رحمه الله فكل كلام ربنا حسن لمن تلاه ولمن استمع اليه يعني كأنه الان يريد ان يستشعر كيف الله عز وجل قال اه في الاية السابقة يعني اورد اشكالا على نفسه لان فيه قوله فيتبعون احسنه قال محمد بن حسين لاجري رحمه الله ابو الحسين فكل كلام ربنا حسن لمن تلاه. نعم لا شك كل كلام لا حسب ويجد الثواب على تلاوته ولمن اجتمع اليه وانما هذا والله اعلم صفة قوم اذا سمعوا القرآن تتبعوا من القرآن احسن ما يتقربون به الى الله تعالى مما دلهم عليه مولاهم الكريم يطلبون بذلك رضاه ويرجون رحمته سمعوا الله قال واذا قرئ القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون فكان حسن استماعهم يبعثهم على التذكر فيما لهم وعليهم وسمعوا الله عز وجل قال فذكر بالقرآن من يخاف وعيد وقد اخبرنا الله عن الجن وحسن استماعهم للقرآن واستجابتهم فيما يجذبهم اليه ثم رجعوا الى قومهم فوعظوا بما سمعوا فوعظوا بما سمعوا من القرآن باحسن ما يكون من الموعظة قال الله عز وجل قل اوحي الي انه استمع نفر من الجن فقالوا انا سمعنا قرآنا عجبا يهدي الى الرشد فامنا به ولن نشرك بربنا احدا ولنتأمل ان اخواننا من المسلمين من الجن ما قالوا انا سمعنا قرآنا لذيذ الصوت ما قالوا سمعنا قرآنا ها صيتا قرآنا جميل الصوت. قالوا قرآنا عجبا. لان الانشغال اني اخذ بالبابهم الى العجاب وقال عز وجل واذ صرفنا اليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا انصتوا. فلما قضي ولوا الى قومهم منذرين نتأمل الان وصرفنا اليك نفرا من الجن يجتمعون القرآن فلما حضروا قالوا انصتوا فلما قضي ولوا الى قومهم منذه. قالوا يا قومنا انا سمعنا كتابا انزل من بعد موسى وايضا هنا لم يقولوا سمعنا صوتا وانما علقوا السماع بالمعنى. قالوا سمعنا كتابا انزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي للحق والى طريق مستقيم يا قومنا اجيبوا داعي الله وامنوا به الاية مع الاسف الشديد الناس اليوم اذا ذهبوا الى مسجد يرجعون الى اهلهم ويقولون والله سمعنا صوت عجيب انشغلوا بالاصوات عن المعاني مع ان اخواننا المسلمين من الجن ما قالوا انا سمعنا صوتا عجبا وهذا دليل على الفرق بين تلامذة النبي صلى الله عليه وسلم من الانس والجن وبين من بعدهم وكلام المصنف رحمه الله في الاول فكل كلام ربنا حسن لمن تلاه يعني كلام جميل جدا لا شك ان كلام الله كله من احسن ما يكون طيب لماذا قال في الاية السابقة لماذا قال عز وجل هنا فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه اي فيتبعون احسنه على تفسير المصنف انهم اذا سمعوا القرآن تتبعوا من القرآن احسن ما يتقربون به الى الله تعالى مثال ذلك ان انسانا دخل المسجد فصلى وراه امام فسمع الامام يقول والذين هم لاماناتهم وعهدهم راعون قال في نفسي ما عندي امانة حتى اراعيه ولا عندي عهد ماذا افعل فسمع الله عز وجل يقول والذين هم على صلاتهم يحافظون فقال نعم هذه انا اعاهد نفسي اني احافظ على الصلاة فلا اضيعها عن وقتها فهو اتبع احسن ما يتقرب به الى الله على تفسير المصنف رحمه وهذا تفسير جيد ويعتبر من التفاسير السلفية وما ذكرناه ايضا صحيح وهو انه يتبع الاحسن وهو المحكم ويترك المتشابه الذي هو حسن ثم قال الامام الاجري رحمه الله قال محمد بن الحسين يعني الاجر يا ابو بكر ابو الحسين وقد قال الله عز وجل في سورة قاف والقرآن المجيد ما دلنا على عظيم ما خلق من السماوات والارض وما بينهما من عجائب حكمته في خلقه لا شك ان الله عز وجل عجائبه في خلقه ها وان عددناها لا نحصيها قال ثم ذكر الموت وعظيم شأنه ثم ذكر النار وعظيم شأنها وذكر الجنة وما اعد فيها لاوليائه فقال عز وجل هم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد الى اخر الاية ثم قال بعد ذلك يعني في اخر السورة ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد قال المصنف فاخبر جل ذكره ان المجتمع باذنيه ينبغي ان يكون شاهدا بقلبه حطه على هذه الكلمة رقم واحد ان يكون شاهدا بقلبه ما يتلو وما يسمع لينتفع بتلاوته للقرآن بالاستماع ممن يتلوه ثم ان الله عز وجل حث خلقه على ان يتدبر القرآن فقال عز وجل افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفال وقال عز وجل افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا اقول يا طالبات العلم ان اية سورة قاف ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد دلنا على انه لابد من اربعة امور لاجل ان ننتفع بالقرآن ما هي هذه الامور الاربعة الامر الاول حسن القصد حسن القصد واستحضار الانسان يأتي ويريد من تلاوته يريد من حفظه يريد من استماعه التذكر بالقرآن. هذا الامر الاول حتى ننتفع بجميع ما سبق من اه هدايات القرآن لابد من هذه الامور الاربع. الاول حسن القصد وهو ان الانسان يأتي ويقرأ القرآن يأتي ويتلو القرآن يأتي ويستمع للقرآن بقصد التذكر ليتذكر امر الله ونهيه ووعد الله ووعيده وخبر الله الامر الثاني لابد من لابد من قلب من لا بد من قلب صاف هذا لمن كان له قلب والقلب هنا بمعنى التعقل الانسان الذي يستمع مجرد الصوت فهو مذموم كما قال الله عز وجل آآ لا يسمع الا دعاءه ونداءه يعني فقط يسمع الصوت ولا يفقه ماذا يقول ولذلك من اراد هدايات القرآن واراد هذه المنافع من القرآن فعليه اولا بحسن النية وثانيا استحضار الالة ما هي هذه الالة هذه الالة القلب تعقل لابد من وجوده ما يصلح ان الانسان يأتي باذنه لمن كان له قلب اذا لابد من تفريغ الة التعقل وهو القلب الامر الثالث القاء السمع والقاء السمع معناه اشغال السمع بالمتلو وذهوله عن الغير اشغال السمع بالمسموع وذهول السمع عن غير المسموع فمن اراد هدايات القرآن يأتي بحسن نية ويأتي بالة تعقل القلب ويلقي سمعه فلا ينشغل بشيء هذه الثلاث هذه الثلاث وجودية الامر الرابع عدمي قال وهو شهيد اي بمعنى انه انه لم يشرد ذهنه ولم ينشغل باله بل هو حاضر ليس بمجرد الة التعقل وهو القلب بل هو حاضر بالة التعقل وهو القلب وبنفسه وبدنه وهو شهيد على ما يتلى ويسمع حاضر الذهن اذا من اراد الانتفاع بالاجتماع للقرآن فعليه بهذه الامور الاربع حسن نية ويكون من وراء ذلك التذكر وجود القلب والقاء السمع وحضور الذهن وعدم انشغاله وكما يقول ابن القيم رحمه الله لابد من هذه الاربعة ويسميها رحمه الله المحل و اه عمل المحل ودفع المانع وحسن القصد هذه الامور الاربعة لابد منها لمن اراد ان ينتفع بهدايات القرآن وقول المصنف بايراده لايتين من كتاب الله وفيهما ذكر التدبر. افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفال ام هنا بمعنى بل وفيه ذم لمن لا يتدبر القرآن فينبغي للانسان ان يتدبر القرآن ما هو اقل التدبر طبعا لا حد لاعلاء فالنبي صلى الله عليه وسلم له الكعب الاعلى في التدبر ثم الصحابة ثم من بعدهم ما هو القدر الادنى من التدبر حتى نخرج من ام على قلوبنا اقفاله ام بمعنى بل قلنا الحد الادنى من التدبر الحد الادنى من التدبر ان الانسان اذا اشكل عليه شيء يرجع الى القرآن هذا الحد الادنى من التدبر المسلم اذا اشكل عليه شيء يرجع الى القرآن هذا الحد الادنى من التدبر بالاية الثانية فلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا فيه دلالة ان القرآن كلام الله عز وجل وانه مهما تدبره المتدبرون فلا يجدون في اياته تناقضا ولا اختلافا مع بعد ما بين النزول الاول والاخير والقرآن نزل على مدى ثلاث وعشرين سنة ومع ذلك لا نجد بين اياتها تناقضات ولا اختلافات ولو كان هذا من عند غير الله لكان فيه اختلاف كثير لان البشر يقولون قولا اليوم وبعد سنة ينسون ما قالوا ثم يخبرون خبرا اليوم وبعد خمس سنوات ينسون ما اخبر اما لما كان الكلام من الله عز وجل فلا نجد ابدا اي اختلاف ابدا لا نجد اي اختلاف بين الاول والاخر اول ما نزل واخر ما نزل بين الامر الاول بين الامر الاخير وهنا قال لوجدوا فيه اختلافا كثيرا دل على ان كلام البشر فيه اختلاف كثير وكلام المخلوقين فيه اختلاف كثير بخلاف كلام الخالق جل وعلا فلا اختلاف فيه قال المصنف رحمه الله محمد بن حسين الا ترون رحمكم الله الى مولاكم الكريم كيف يحث قال المصنف محمد بن حسين رحمه الله الا ترون رحمكم الله الى مولاكم الكريم كيف يحث خلقه على ان يتدبروا كلامه ومن تدبر كلامه عرف الرب عز وجل لا شك ان الانسان الذي يتدبر كلام الرحمن يعرفه حق المعرفة باسمائه وصفاته وافعاله ويظهر له جمال الله عز وجل وجلاله وبهاؤه وكماله وما فاتنا اليوم الا من الاعراض عن اخبار الله عز وجل تأملنا معي ان سورة او اية اية وليست سورة ان اية الكرسي اعظم اية في كتاب الله عز وجل اية واحدة فيها من اسماء الله فيها من اسماء الله عز وجل خمسة اسماء وفيها من صفات الله تبارك وتعالى ما يقرب من ثمانية عشر وصفا. الله اكبر ثماني عشرة صفة يحتاج الى إنسان يتدبر من هو ارحم الراحمين من هو اكرم الاكرمين من هو احسن الخالقين من هو الخالق القدير فمن تدبر كلام الله عز وجل عرف الرب عز وجل لان في كلام الله ذكر اسمائه وصفاته وافعاله قال وعرف عظيم سلطانه وقدرته لانه يقرأ في القرآن مخلوقات الله عز وجل من الجن والانس والبهائم والحشرات والطيور والهوى والدواء مخلوقات العلوية المخلوقات السفلية فيعرف عظيم سلطان الله وقدرته قال وعرف عظيم تفضله على المؤمنين. نعم من تأمل القرآن يجد عظيم تفضل الله على المؤمنين كيف كانوا اذلة مع نوح عليه السلام فانجاهم الله تبارك وتعالى واعزهم وجعل ذريته هم الباقين ويجد عظيم تفضل الله على المؤمنين بالثواب الجزيل في مقابل اعمال يسيرة قال وعرف ما عليه من فرظ عبادته. الله اكبر فالزم نفسه الواجب الانسان الذي يقرأ القرآن يدرك ان العبادة ان العبادة فرض لله تبارك وتعالى لا يستحقه غيره وعرف ما عليه من فرض عبادته والانسان الذي يتدبر القرآن يعرف ما هي العبادات الواجبة عليه الشهادة الصلاة الصوم الزكاة الحج كان الايمان ونحو ذلك من مقاصد الاسلام العظيمة والاخلاق الرفيعة من يتدبر القرآن يدرك كيف يتعامل الرب تبارك وتعالى مع اعدائه يجادلهم بالتي هي احسن يرغبهم يرهبهم ينذرهم يبشرهم لعلهم ان يؤوبوا لعلهم ان يرجعوا لا يستعمل معهم السب والشتم ولا يلجأ الى اهلاكهم ولا يصير اليه لكن الا عند النهايات فمن تأمل في القرآن الكريم يحصل له من التدبر اشياء واشياء عظيمة جدا وليضرب مثلا على هذا نقرأ كلنا قوله تعالى وما ارسلناك الا رحمة للعالمين النبي صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين ما هو للمؤمنين فقط هذه اية عامة ليس للجن ولا للانس بل للجن والانس والطيور والهوام والدواب والارض الله ارسله رحمة للعالمين هذه عوالم عالم الارض عالم الجن علم الانس عالم الحيوانات عالم الحشرات عالم البحار عالم الاسماك فمن تأمل في هذه الاية تخلق بصفة الرحمة وجعلها الاصل مع وجعل الشدة في حال الظرورة والالجاع وجعل الغلظة عند الضرورة والارجاع والاصل الشفقة والرحمة قال فالزم نفسه الواجب فحذر فحذر مما حذره مولاه الكريم ورغب فيما رغبه في ومن كانت هذه صفته عند تلاوته للقرآن وعند استماعه من غيره كان القرآن له شفاء. الله اكبر يعني الانسان يجب عليه عندما يأتي ليقرأ القرآن يدرك ان اول واعظم مقصد له ان يجعل اخبار القرآن سبيلا لمعرفته وان يجعل الاوامر والنواهي يلزم نفسه في الالتزام بها ويحذر نفسه مما حذره مولاه ويرغب فيما رغبه فيه مولاه قال المصنف ومن كانت هذه صفته عند تلاوته للقرآن وعند استماعه من غيره كان القرآن له شفاء فاستغنى بلا مال. الله اكبر الذي يستمع للقرآن فيحسن استماعه او يقرأ القرآن فيحسن قراءته يستغني به وهذا من معاني احاديث يستغني من لم يتغنى بالقرآن فليس منا. قال من لم يتغنى اي من لم يستغني بالقرآن قال فاستغنى بلا مال يرى نفسه غنيا ولو كان فقيرا لانه يرى مع نفسه شيء لا يقدر بثمن وهو القرآن تأملنا معي لو كان رجل او امرأة عندها من الاحجار النفيسة والكريمة شيء يرى نفسه غنيا لعلمه بنفاسة هذا الحجر الكريم جاء الى سوق النخاسين واظهر لهم هذا الحجر الكريم فلم يلتفتوا اليه وظنوه حجرا من الاحجار المريمية على الشواطئ ظنوه حجرا من الاحجار المرمية على شواطئ البحار او الموجودة بالقفار فلم يبالوا به هل هذا الرجل يرى نفسه فقيرا لمجرد نظرة الناس اليه الجواب لا طيب انتقل من سوق النخاسين وذهب الى سوق آآ اللحامين واظهر لهم هذه الدرة الثمينة فلم يلتفتوا اليه ولم يبالوا به ولا بما معه من درة لا يزال الرجل عزيزا في نفسه غنيا في نفسه لعلمه ان ما معه لا يقدر بثمن فاذا ذهب الى سوق الذهب واظهر لهم هذه الحجرة او الدرة النادرة واذا بهم يتهافتون عليه تهافت الذباب على اللحم او على السكر كل واحد يريد ان يشتري هذه الدرة التي ما التفت اليها. لا اهل النخاسة ولا اهله الحدادة ولا اهل الزراعة ولا اهل الرعي ولا اهل غيرها لماذا؟ لانهم يعرفون قدره فمن اعطاه الله القرآن فليستغني به بلا مال قال المصنف فاستغنى بلا مال وعز بلا عشيرة طبعا دليله ما جاء في حديث اه عمر رضي الله عنه قال اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله يرفع بهذا الكتاب اقواما ويضع به اخرين كما سيأتي ان شاء الله قال وعز بلا عشيرة وانس بما يستوحش من غيره الله اكبر وانس بما يستوحش منه غيره تجد المرأة جالسة على سجادتها في بيتها يقرأ القرآن وتأنس بما تسمع وبما تتلو والرجل جالس في المسجد يقرأ القرآن يا ناس بما يسمع وبما يتلو يظن نفسه ينتقل من دوحة الى دوحة ومن زمن الى زمن ومن مكان الى مكان لانه مع القرآن فهو مع نوح في قصته ومع صالح في وحشته ومع هود في وحدته ومع ابراهيم بهجرته ومع موسى الذي يكلم الله الذي كلمه الله تكليما وهكذا فينبغي على الانسان يتأمل ولهذا اذكر ان رجل دخل على عمي رحمه الله واسكنه الفردوس الاعلى وكان رجلا شديد القراءة للقرآن الكريم يخدم كل ثلاثة ايام ونرجو ان يكون ذلك من علامات حسن الختام ان الله قبض روحه وهو في المسجد يقرأ القرآن وكان قد وصل عند سورة ياسين فدخل عليه احد اقربائه وكان هذا الداخل ايضا رجلا صالح لكن لم يكن عنده من التلاوة كتلاوته فقال له يا ابا عبدالرحمن الا تمل فالتفت اليه نظرة المستصغر فقال ومثلك يقول هذا الكلام كيف يمل الانسان من القرآن وهو ينتقل من زمان الى زمان ومن مكان الى مكان ومن شخص الى شخص سبحان الله العظيم هذا كلام عظيم قاله المصنف قال فاستغنى بلا مال وعز بنا عشيرة وانس بما يستوحش منه غيره وكان همه عند التلاوة السورة اذا افتتحا متى اتعظ بما اتلوه متى اتعظ بما اتلوه ولم يكن مراده متى اختم السورة هذه مسألة مهمة وهي ان بعض الناس يجعل همه متى اختم القرآن الواجب على الانسان ان لا يجعل همه فقط متى اختم القرآن وانما يجعل همه كيف اتعظ بهذه السورة كيف يتعظ بهذه السورة؟ هذا هو الواجب الذي عليه قال لم يكن مراده متى اختم السورة وانما مراده متى اعقل من الله الخطاب وهذا امر عظيم هذه الاسئلة الثلاث نجعلها نصب اعيننا حين تلاوة القرآن متى اعقل من الله الخطة اذا وظعنا هذا السؤال فلن نتعدى اية الا اذا فهمنا خطاب الله عز وجل وهذا يفيدنا في التفسير متى ازدجر؟ وهذا السؤال الثاني وهذا يفيدنا في ترك المعاصي والذنوب متى اعتبر وهذا يفيدنا في العمل اذا هذه الاسئلة الثلاث متى اعقلوا من الله الخطاب؟ متى يزدجر؟ متى اعتبر قال لان تلاوته للقرآن عبادة والعبادة لا تكون بغفلة والله عز وجل الموفق والهادي الى سواء السبيل ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ما يتعلق بالكلام السابق من الاثار والاحاديث فقال رحمه الله تعالى فقال رحمه الله تعالى حدثنا ابو بكر عبدالله بن محمد بن عبد الحميد الواسطي شيخ الامام الاجري قال حدثنا زيد ابن اخزم بنقطتين قال حدثنا قال اخبرنا محمد بن الفضل قال اخبرنا سعيد بن زيد عن ابي حمزة عن ابراهيم وابراهيم هو ابن يزيد ابن قيس النخعي عن علقمة يعني ابن وقاص الليثي عن عبدالله يعني ابن مسعود آآ الهذني رضي الله تعالى عنه قال لا تنثروه نثر التقلي ها هذه مسألة عظيمة قال لا تنثروه نثرا الدقلي والدقن المقصود به التمر الرديء الذي يرمى في اي مكان ولا تهز ولا تهزوه هز الشعر لا تهزوه هذ الشعر كيف يا عيلاته ذو هز الشعر يعني الشعر هم الشاعر فقط يقرأ الابيات لا لا يفكر في المعاني فابن مسعود يقول لا تقرأوا القرآن قراءة من يرمي التمر الرديء ولا تهزوه هز الشعر طيب ماذا نفعل؟ قال قفوا عند عجائبه احركوا به القلوب ولا يكن هم احدكم اخر السورة هذا كلام ابن مسعود رضي الله عنه وهو كلام سديد نفيس وآآ اورد رحمه الله حديثا اخر قال وحدثنا ابو بكر هو الواسطي قال اخبرنا الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني قال حدثنا عبد الوهاب بن عطاء قال سمعت ابا عبيدة الناجي يقول انه سمع الحسن يقول المقصود بالحسن الحسن ابن سعيد البصري او الحسن ابن ابي الحسن البصري ابو سعيد يقول الزموا كتاب الله وتتبعوا ما فيه من الامثال وكونوا فيه من اهل البصر اذا الامام الحسن البصري رحمه الله سيد من سادات التابعين يقول الزموا كتاب الله وتتبعوا ما فيه من الامثال لماذا ذكر الامثال على وجه الخصوص لان الامثال يميز طالب العلم عن غيره قال الله عز وجل وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون. فلو قال لنا قائل من هو العالم لحق لنا ان نقول علامة العالم تعقله الامثال. ادراكه المقصودة من الامثال قال وكونوا فيه من اهل البصر يعني لا يكن حظكم مطلق النظر بل مقصودكم ان تصبحوا من اهل البصر والادراك في معانيه ثم قال رحم الله عبدا عرظ نفسه وعمله على كتاب الله فان وافق كتاب الله حمد الله وسأله الزيادة وان خالف كتاب الله اعتب نفسه ورجع من قريب يعني يتوب الى الله تبارك وتعالى قال رحمه الله اخبرنا ابو عبدالله احمد بن الحسن بن عبدالجبار الصوفي قال آآ حدثنا شجاع بن قال اخبرنا شجاع بن مخلد قال اخبرنا ابن علية قال اخبرنا زياد بن مخراب عن معاوية بن قرة عن ابي كنانة ان ابا موسى الاشعري وهو عبدالله ابن قيس رضي الله تعالى عنه خيرة الصحابة قراءة وتلاوة ورواية ان ابا موسى الاشعري رضي الله تعالى عنه جمع الذين قرأوا القرآن وهم قريب من ثلاثمائة فعظم القرآن وقال عظم القرآن يعني بين شأن عظمة القرآن وقال في بيان تعظيم القرآن ان هذا القرآن كائن لكم ذخرا. اي والله. القرآن ذخر للانسان لان له بكل حسنة عشرة امثالها وكائن عليكم وزرا كيف يكون القرآن وزرا علينا؟ اذا لم يعمل الانسان به فاتبعوا القرآن ولا يتبعكم اجعلوا القرآن يعني امامكم ما تجعلون وراء ظهركم فانه من اتبع القرآن هبط به على رياض الجنة. الله اكبر كلام ما فيش الذي يتبع القرآن يجعل القرآن امامه وامامه القرآن يهبط به على رياض الجنة فيه دلالة ان القرآن يسيح الانسان فيه ومن اتبعه القرآن زخ به في قفاه فقذفه في النار. هذا حال من لم يعمل بالقرآن عياذا بالله يقول اه رحمه الله وحدثنا الحسين ابن الحسن المروزي قال اخبرنا ابن المبارك يعني عبد الله ابن مبارك المروزي شيخ خراسان قال اخبرنا سالم المكي عن الحسن قال من احب ان يعلم ما هو فليعرض نفسه على القرآن يعني الانسان اذا اراد ان يعرف هل هو من السابقين؟ ينظر للقرآن اذا اراد ان يعرف هل هو من اصحاب اليمين؟ ينظر الى القرآن اذا اراد ان يعرف هل هو من اصحاب الشمال؟ ينظر الى القرآن اذا اراد ان يعرف هل هو من المشركين؟ ينظر الى القرآن. اذا اراد ان يعرف هل هو من الكافرين ينظر الى القرآن؟ اذا اراد ان يعرف هل هو من المنافقين؟ ينظر الى القرآن قال رحمه الله وحدثنا ابو بكر قال حدثنا ابو محمد يحيى ابن محمد ابن صاعد قال حدثنا قال حدثنا اه الظاهر ان فيه تحويل من سند الى سند قال وحدثنا ابو محمد ايضا قال حدثنا اخبرنا الحسين قال اخبرنا عبد الله قال اخبرنا عبد الملك بن ابي سليمان عن عطاء وقيس ابن سعد عن مجاهد في قوله عز وجل المقصود بالمجاهد هنا مجاهد بن جبر المكي في قوله عز وجل يتلونه حق تلاوته قال يعملون به حق عمله اذا ما معنى يتلونه حق تلاوته هذا احد التفاسير الوارد عن السلف قال مجاهد اتلونا وحق تلاوته يعملون به حق عمله وقال بعض السلف يتلونه حق تلاوته يقومون بامره وينتهون عن نهيه ويصدقون خبره. وهذه كلها معاني متقاربة قريبا قال الامام اخبرنا ابو عبد الله احمد ابن الحسن ابن عبد الجبار الصوفي قال اخبرنا شجاع ابن مخلد قال واخبرنا ابو معاوية الضرير قال اخبرنا عبد رب ابن ايمن عنها طاء قال المقصود بعطاء هنا عطاء الخراسان وهو من تلامذة ابن مسعود قال انما القرآن عبر. انما القرآن عبر اي والله القرآن عبر لمن يعتبر عظة لمن يتعظ وذكرى لمن يتذكر ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب قال محمد ابن الحسين رحمه الله وقبل ان اذكر اخلاق اهل القرآن وما ينبغي ان يتأدبوا به اذكر فضل حملة القرآن ليرغبوا في تلاوته والعمل به والتواضع لمن تعلموا منه. او اه علموه وان شاء الله سنذكر هذا كله في الاثنين القادم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين آآ هذه السائلة تسأل تقول الرجاء اعادة تعداد انواع الكلام. انواع الكلام او الحديث خمسة النوع الاول احسن والافضل ويقابله عكسه وهو الاسوأ والاشنع اذا صار الان عندنا اثنان ثم النوع الثالث وضعه تحت كلمة احسن وهو الحسن وعكسه حطها تحت كلمة اشنع وهو عكسه حسن وعكسه قبيح ثم الخامس هو الوسط وهو الذي لا يوصف بحسن ولا بقبح. القرآن ليس فيه الا الاحسن والحسن واكثر ما فيه احسن وقليل ما فيه حسن وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. الحمد لله رب العالمين